منوعات

الفصل الرابع الجزء الثاني من بشريه اسرت قلبي بقلم ايه محمد رفعت

الفصل الرابع..
(ذات القناع الخفي!..)
إن أخبره أحداً بأن من يكن له هذا العداء المخيف هي مجرد انثى لما صدق ذلك، ولكنه من اكتشف هذا الأمر بنفسه، تأهبت بالهجومٍ عليه فراقبت تحركاته باهتمامٍ، بدى وكأنه مشتت الذهن، استغلت “ألماندين” لحظات شروده التي منحتها صورة خاطئة عن غفلته لما تود القيام به، جذبت الخنجر الموضوع بفستانها الأزرق الذي كشف عنه الوشاح بوضوحٍ، ومن ثم أسرعت لتغرس خنجرها بصدره؛ ولكنها تفاجئت به يضع الصولجان من أمامه فصنع حائل غريب منعها من أن تمسك به، فتخفى بسرعة الرياح ليغدو أمامها مباشرة، بكلمة مناسبةوانٍ شديد حركت سيفها باليد الأخرى تجاهه، فقيد يدها بتحكمٍ، ثم ردد وعينيه تكتشف لون عينيها الساحر:
_ما الذي فعلته لأنال عداء حورية شرسة مثلك أنتِ!
وبأصابعه لامس خصلات شعرها الرمادي الطويل وهو يسترسل حديثه الهائم بها:
_بالطبع أحمق.
دفعته بعيداً عنها، ثم اتخذت وضعية الهجوم من جديد، ليتحرك فكيها ناطقاً بمقتٍ شديد:
_كنت تنجو بحياتك في كل مرة، ولكن ليس اليوم.
ابتسم “ديكسون” وهو يتفادى كلمة مناسبةاتها بحرافيةٍ:
_ربما حالفني الحظ لألتقي بكِ.
تغزله الصريح بها جعلها تهتاج كلمة مناسبةاً، استجمعت قواها ليشع ضوء أحمر اللون من عينيها، اخترقت كتفيه فأسقطته أرضاً، أشرق وجهها بابتسامةٍ نصر ظناً من أنها ستتمكن منه، وقف على قكلمة مناسبةيه من جديد وهو يفرك كتفيه، صعقت حينما وجدته يقف مقابلها بصلابةٍ،وكأن طاقتها المكلمة مناسبةرة لم تمسسه بالسوءٍ، سُلطت نظراتها على الصولجان الملقي أرضاً فجذبته وهي تحاول استخدام قواه ضده، وجدت أن ما تحمله بين يدها مجرد عصا فتعجبت كثيراً لذلك ، اقترب منها “ديكسون” بثباتٍ انفعالي، ليلتقط منها الصولجان ثم رفعه أمام وجهه وهو يخبرها بسخريةٍ:
_وهل توقعتي غير ذلك؟
أعادت خصلات شعرها المتمردة للخلف، وهي تتطلع له بهدوءٍ، القضاء عليه لم يكن أمراً هين، عليها التقرب منه لتعلم نقاط ضعفه، توقعت أن تكون المعركة فيما بينهما دامية ولكنه كأي رجل يفقد صوابه أمام الحوريات، هكذا ظنت لذا أرادت استغلال تلك النقطة للتقرب منه علها تستكشف نقاط ضعفه فتتمكن من القضاء عليه، أفاقت “ألماندين” من شرودها الغامض حينما دنا منها ليصبح أمامها مباشرة، فقال بصرامةٍ بدت بلهجته :
_ ستخبريني الآن ما الذي يدفعك لكلمة مناسبةي وإثارة التمرد بين شعبي!
حدجته بتلك النظرة القاتمة قبل أن تخبره بكرهٍ:
_وسأفعل أكثر من ذلك إن تركتني أخرج من هنا على قيد الحياة.
زادته تلك الحورية حيرة، فأخر ما خمنه أن من يكن له هذا العداء هي مجرد إمرأة، تعلقت أعين “ديكسون” بها، يتأملها باستغرابٍ فكيف لتلك الحورية الحسناء أن تمتلك مثل تلك القوة، على غفلة منه كاد بأن يلامسه خنجرها الصغير، فكتف “ديكسون” ساعديها باحكامٍ ومن ثم تأججت عينيه بلونها الارجواني المخيف ليسحب قوتها تدريجياً، تحركت باندفاعٍ لتتحرر منه حتى قوتها فشلت باستخكلمة مناسبةها، ذُهلت لما يمتلكه من قوةٍ عظيمة تفوقها أضعافاً، وإن كان ظاهراً بابتسامته المتعجرفة التي ختمها بقول:
_إنتابني الفضول لمعرفة ما خلفك حوريتي الشرسة.
فحرر يدها وانحنى ليجذب صولجانه، ثم جذب ثيابه العلوية ليتجه للخروج من الكهف، ومن ثم استدار إليها:
_سأمنحك فرصة للقضاء على ولي عرش السراج الأحمر، وعليكِ استغلالها جيداً يا فتاة.
ثم أشار لها قبل أن يتخفى من أمامها:
_أراكِ غداً.
جزت على أسنانها بغيظٍ، فلطمت بيدها الحائط الحجري من خلفها وهي تردد بعصبيةٍ بالغة:
_سأكلمة مناسبةك أيها الوغد!
********
بالمملكة..
احترق قلبها كلمة مناسبةاً عليها، بات غيابها نقمة تستحوذ عليها حتى تبدد طاقة الصبر بداخلها، ظنونها بأن السوء قد يكون طالها جعلها ترتجف رعباً من مجرد تخيل سماع هذا الخبر القابض، كادت “روكسانا” أن تتعثر أكثر من مرةٍ من فرط توترها، فجلست على الحجر الأسود الذي يتوسط باحة القصر العتيق، تتابع بعينيها المكان علها تعود فيطمئن قلبها، أسرع التابع إليها بلهفةٍ لإخبارها ما يحمله من بشارة ستبدل حالتها المذرية، فانحنى للأمام قليلاً وهو يحيها بوقارٍ:
_يتغمد الرحاب مولاتي الملكة “روكسانا”..
ثم استكمل قائلاً:
_الأميرة” إيرلا” عادت للمملكة سالمة مولاتي.
نفثت عما يخنق رئتيها باطمئنانٍ، ثم تساءلت بلهفةٍ واضحة:
_أين هي؟
أتاها رداً قاسياً من خلفها:
_من يستمع اليكِ، يظنك تحبنني حقاً!
التفت “روكسانا” تجاه ابنتها، منحتها نظرة حزينة علها تتسلل لأعماقها فتشعر بالظلم الذي تسدده لها، فقالت:
_كيف لأم أن لا تحب ابنتها؟
اقتربت منها “ايرلا” لتخبرها بسخريةٍ:
_ستحبها بالتأكيد ولكن ليس كحب ابنها البشري.
انسدل الكلمة مناسبةع من أعينها وهي تستمع لما يقال بكلمة مناسبةٍ، فرددت بصوتٍ متقطع من أثر بكائها:
_لا أفرق بينكما أبداً.. لا أدري ما الذي دفعك لقول ذلك!
ابتسمت “إيرلا” ببرودٍ:
_تعمدتي أن أكون بعيدة عن العرش حتى تكون الفرصة عظيمة لأميرك المدلل ليصبح الملك الأحق بعرش السراج الأحمر، وتخبريني الآن أنك لا تفرقين بيننا!
وكأن الرعد أصابها بالصم، أصبحت لا تستمع لأي شيئاً يحدث جوارها، تتأمل شفتيها الناطقة بعدة كلمات لا تستعبها من شدة صكلمة مناسبةاتها بما تكنه ابنتها من كراهية شديدة لها ولاخيها، كيف للعرش أن يبدد حب كافحت لزرعه بقلوبهما ليحب كلاً منهم الأخر، نعم لم ترى من “ديكسون” سوى الحب الكبير تجاه شقيقته ولكن ماذا لو استمع لما قالته لتو؟، هل سيستمر بمحبتها تلك أم سينقلب ما بينهما للعداء، لا تريد هذا الصراع المقبض الذي يكلمة مناسبة به الاخ أخيه لأجل العرش مثلما حاول “أدلر” فعلها من قبل لأجل العرش، غادرت “إيرلا” لجناجها غير عابئة بحالة “روكسانا” المخيفة، التف العالم بها فاعتصرها بقوةٍ، وكأنها عصفور صغير لا يمتلك أجنحة تعاونه على الفرار، استسلمت لما يجتاحها لتسقط أرضاً مغشي عليها باستسلامٍ لما يجتاحها من ألم يعصف بجسدها البشري الضعيف..
******
الشعور بها ليس أمراً إرادي، بل يصاحبه منذ أن كان برحمها، يشعر بها وبما قد يصيبها، لذا عاد “ديكسون” سريعاً للمملكة، ليجدها كما توقع هو، أسرع إليها فحملها بين ذراعيه الصلبة، ليتخفى سريعاً لجناحها، وضعها برفقٍ على الأزهار العتيقة التي تشكلت لتمنحهم شكل الفراش بنعومته واسترخائه، جلس لجوارها وهو يحرك رأسها برفقٍ:
_أمي افتحي عينيك، ما الذي أصابكِ!
خشى “ديكسون” استخدام قواه ليجعلها تسترد وعيها خشية من أن يؤذيها وخاصة بأنها مازالت تحتفظ بالجسد البشري الهزيل، لم يكن أمامه سوى اللجوء ل”ضي”، فأسرع بارسال التابع إليها، فما لبثت سوى دقائق معدودة حتى أتت تهرول، فتساءلت بأنفاسٍ لاهثة وهي توزع نظراتها بينه وبين”روكسانا”:
_ماذا حدث “ديكسون”؟
أجابها على مضضٍ:
_لا أعلم.. شعرت بأنها ليست على ما يرام وحينما عدت للقصر وجدتها فاقدة الوعي!
حاولت” ضي”استكشاف ما بها، وحينما لم تجد سبباً طبي مقنع، قالت بتخمينٍ اكتسبته بعد سنوات معاشرتها:
_يواجه البشر حالة من التغيرات النفسية العجيبة حينما يشعرون بأحاسيسٍ مضطربة.. أعتقد بأن هناك ما أزعجها.
صاح بهياجٍ:
_ومن يجرأ على فعل هذا!
بدأت “روكسانا” باسترداد وعيها تدريجياً، فرفعت أجفانها الثقيلة ببطءٍ، لتردد ببسمةٍ شاحبة:
_”ديكسون”
أمسك بيدها ليسألها بلهفةٍ:
_هل أنتِ بخير؟ ما الذي أصابك فجأة!
اختزل الحزن عينيها، فحاولت التهرب قدر ما استطاعت:
_أنا بخير بني.. لا تقلق لن يحدث لي شيئاً وأنت هنا تشعر بي في كل وقت أحتاج به إليك.
لم يقتنع “ديكسون” بما قالت، بل شعر بأن هناك أمراً هام؛ ولكنه لم يرد أن يجبرها على الحديث وهي بتلك الحالة، شعرت “ضي” بما تحاول “روكسانا” إخفائه فتدخلت قائلة:
_كيف ستكونين على ما يرام وأنتِ تهملين صحتك “روكسانا”..أخبرتك كثيراً وأنتِ عنيدة لا تستمعين لأحداً.
منحتها نظرة ممتنة، لمعاونتها على الهروب من وابل أسئلته، فقالت:
_أجل، ولكني سأعدك بأن أكون حريصة أكثر من ذلك.
ردت عليها:
_سأحرص على ذلك بنفسي.
ثم أشارت لهم، قائلة:
_حسناً فلنهبط للاسفل سريعاً قبل أن يكلمة مناسبةنا أبي للتأخر عن الطعام.
ابتسمت”روكسانا” وهي تشير لها:
_هيا.
هبطوا للأسفل فوجدوا المائدة تضم أفراد العائلة، حتى “راوند” انضمت اليهما بعد محاولت “بيرت” المستميت ليتمكن من إخراجها مما هي به، وزعت “روكسانا” نظراتها بينهما ثم تساءلت باستغرابٍ:
_”إيمون”، أين “إريكا”؟
تعجب من سؤالها، فقد ظنها برفقتها منذ أخر مرة تركها فقال:
_لا اعلم.. ظننتها هنا!
سُلطت النظرات على” ديكسون”الذي بدأ كلمة مناسبةه يتصاعد حينما تذكر ما حدث منذ الصباح، فقال بإيجازٍ:
_عادت لموطنها.
ضمت “روكسانا” حاجبيها بتعجبٍ:
_بتلك السرعة! ماذا حدث لتعود سريعاً تلك المرة!
أجابها بضيقٍ:
_لا أعلم.. طلبت العودة فأعادتها لمنزلها مثلما أردت.
شعرت “روكسانا” بأن هناك أمراً غامض حدث بينهما لذا أجلت الحديث بالأمر حينما تصبح معه بمفردها، أما “إيمون” فاصبح على يقين تام بما حدث، فتألم قلبه لأجلها، يعلم أن الحب من طرف واحد يحطم الوجدان، بل ينتزع كل الذكريات الطيبة التي جمعها العاشق بمحبةٍ على أمل بأن الأخر يكن له نفس المشاعر، انقطعت الهمسات الجانبية فيا بينهما حينما هبط الملك “شون” بصحبة “لوكاس”، تقكلمة مناسبةه بالسن أصبح ملحوظاً فأصبح” لوكاس” عكازه بعكلمة مناسبةا وصل لعمر الخلاص، حيث تهدر قوته ويفقد طاقته بأكملها ليصبح كَهْلُ، عاونه على الجلوس ومن ثم إحتل مقعده هو الأخر ليشير للجلوس ببدء تناول الطعام، شعر “لوكاس” بأن هناك أمراً غامض بين زوجته وابنته فالامر كان مريباً بعض الشيء، فتطلع لابنته ليسألها بحدةٍ:
_أين ذهبتي منذ الصباح “إيرلا”؟
ابتلعت طعامها بصعوبةٍ وهي تجيبه:
_كنت بحاجة للخروج فذهبت بعيداً عن المملكة..
صدح صوته عالياً بعصبيةٍ:
_هل تعلمين عاقبة من يخالف أمر الملك؟
شعرت بالكلمة مناسبة ينخر عظامها وخاصة وهي تراه غاضباً هكذا، فطأطأت رأسها للأسفل وهي تقول:
_ذهبت لرؤية صديقتي، سامحني مولاي الملك.
قال” لوكاس” بوجومٍ:
_أي صديقة ؟
لزمت الصمت،ليجيبه “ديكسون” ساخراً:
_ لم تجد سوى شقيقة “سامول” لترافقها!
ذُهلوا جميعاً وعلى رأسهم “روكسانا” التي صرخت بفزعٍ:
_أأجننتِ، الا تعلمين بالعداء الذي يجمعنا به.. بالتأكيد تخدعك للكلمة مناسبة مما حدث بالماضي.
نهضت”إيرلا” عن مقعدها لتصيح بضجرٍ:
_كفى، لا شأن لي بما حدث بالماضٍ ولا يعني لي.
وقف”لوكاس” هو الأخر فنهض الجميع إحتراماً له، ترك محله واقترب حتى أصبح قريباً من ابنته، لتخرج كلماته حازمة كالسوط:
_لا أحداً يجرأ على رفع صوته بحضور الملك إخترقتي أكثر من قانون وقاعدة “إيرلا”، لذا عليكي الإنصات لعقوبتك حيداً.. من الآن لن تغادري خارج هذا القصر وإن كنتِ تمتلكين الشجاعة إفعليها ولنرى ماذا سأفعل حينها؟
صمتت بحرقةٍ حينما استمعت لعقوبته وبما صرح به، فغادرت بقهرٍ للأعلى قبل أن تنفطر باكية من أمامهما، بكت” روكسانا” بتأثراً على حال ابنتها التي ترفض الخضوع لسلطة أبيها وأخيها، لا تعلم لما ينتباها شعور مخيف عن القاكلمة مناسبة، رغم استيائه الشديد حينما علم من “أركون” بتخفيها لزيارة مملكة الشارق، بوحه للملك عن ذلك ليس الا كلمة مناسبةاً عليها فهو يعلم كم هي عنيدة، فمن المستحيل أن تستمع إليه، ولكن أمر الملك نافذ على الفور، فوقف “ديكسون” أمامه مقدراً حجم كلمة مناسبةه الشديد منها، ليختار كلماته بعنايةٍ:
_ أعلم أن “سامول” لا يستخكلمة مناسبة النساء بمعركته بل يقودها بشجاعةٍ حتى أخر رمق به؛ ولكن علينا الحرص مولاي الملك فهناك من يريد أن لا تنطفئ تلك النيران أبداً لذا من الممكن أن يأذيها حتى يزداد العداء بيننا.
زفر “لوكاس” بامتعاضٍ شديد وهو ينادي:
_”إيمون”، قم بمراقبة “إيرلا” جيداً.
إنحنى وهز يخبره بوقارٍ:
_كما تشاء.
منح “لوكاس” زوجته نظرة مطولة قرأ بها ما تود البوح به من حزنٍ وكلمة مناسبة على ابنتها الوحيدة التي بذلت قصارى جهدها لتبعدها عن تلك السياسية المكلمة مناسبةرة وبالنهاية تفعل ما يحلو لها دون اللجوء لأحداً..
********
الساعات تمر ببطءٍ شديد منذ عودتها، مازالت تجلس بشرفتها أرضاً، وتتمسك بأعمدتها الحديدة، تتطلع لقطرات المطر التي تندفع بقسوةٍ من السماء لتلامس الأرض، وكأنها تبكي حزناً على حال تلك العاشقة البائسة، تدفقت الكلمة مناسبةوع على خديها الوردية وهي تهمس بأنفاسٍ شاحبة:
_ظننتك تحبني مثلما أحببتك!
وبكف يدها أزاحت “إريكا” كلمة مناسبةوعها الغائرة:
_ليتني لم أستمع لقلبي لما كنت سأتألم هكذا.
بكت بانكسارٍ كلما تذكرت رده الذي حطمها كلياً، ودت لو بقيت على أمل كاذب كونه يبادلها الحب بدلاً من أن يبتر توقها بأن يكون إليها.
بالخارج..
زفر “كيفن” بانزعاجٍ وهو يراها تجوب الردهة ذهاباً وإياباً:
_كفى “لينا”، لا أرى شيئاً يدعى للقلق!
توقفت بمحلها ثم اقتربت منه بوجومٍ شديد:
_ألا تشعر أن ما حدث غريباً، لم يحدث مرة أن عادت” إريكا” دون أن تقضي عطلتها كاملة.. أخشى أن يكون حدث شيئاً لم تخبره لنا “إريكا”.
حاوطها “كيفن” ليقربها إليه:
_لا أعتقد ذلك، علها تود قضاء عطلتها برفقة أصدقائها..
شددت من احتضانه، هامسة برقةٍ:
_أتمنى ذلك..
********
حلق “أيمون” عالياً بطائره، حتى نقله لمكانه المفضل الذي يجمعه بأصدقائه، غام فوق سطح المحيط ليرفرف بعيداً عن “إيمون” الذي رفع جسده بالهواء بمهارةٍ ومن ثم جذب الحجر التوباز من يديه فأنفلق لجزئين كونا فتحة ضخمة بقاع المحيط بدت وكأنها بوابة سرية، سلكها “إيمون” حتى وصل للداخل ومن ثم سحب الحجر ليختفى الباب السري، قطع المسافة القصيرة مسرعاً وعينيه تفتش عنه حتى وجده يتمدد أرضاً تجاه الرمال الزرقاء المتحركة من أسفلهما وكأنها سرير متحرك، أفرغ “إيمون” ما كبت بداخله باندفاعٍ:
_ماذا فعلت معها “ديكسون”؟
لم يجيبه، بل ظل مغلق العينين باسترخاءٍ تام، فصاح الاخير بتعصبٍ:
_كنت أعلم بأنك ستجرحها حينما تعترف لك بحبها.
فتح”ديكسون” عينيه ثم استند بجذعيه ليجلس باستقامةٍ:
_وهل كنت تتوقع غير ذلك “إيمون” أنت تعلم جيداً أني أعاملها مثل” إيرلا”.. كيف سأمنحها حبي إذن؟
هتف به وهو يتمالك ذاته:
_ألم يكن بمقدورك أن تكون لطيفاً قليلاً، سمحت لها بالعودة قبل أن تودع أحداً.
راقب “ديكسون” انفعالات “إيمون” بتعجبٍ، فنقل إليه صورة مصغرة عما يحدث ما رفيقه، اقترب منه ثم وضع يديه على كتفه وهو يتساءل باهتمامٍ:
_أأحببتها “إيمون”؟
تلك الربكة التي سيطرت عليه أكدت للأخر صحة شكوكه، فردد”ديكسون” بذهولٍ:
_بحقك يا رجل!
أجابه بحزنٍ بالغ:
_تراني الصديق المقرب المؤتمن على أسرار حبها العتيق، فكيف لي بالبوح بما يخبئه قلبي لها؟

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل