منوعات

الفصل الثالث من الجزء الثاني بقلم ايه محمد رفعت بشريه اسرت قلبي

_إن أذن لي مولاي الملك بالحديث.
أشار له الملك “شون”، فقاب وعينيه أرضاً:
_أعلم أن ذهابنا لهذا المكان من البداية خاطئاً، ولكننا لم نقترف أي جرماً.. كنا متخفين عن العين ولكن ما حدث اليوم أمراً غريب فيبدو أن هناك أحداً كان يعلم بهوية”ديكسون” لذا استغل هذا جيداً.
أضاف “ديكسون” على حديثه الذي يعد بمثابةٍ طوف للنجاة:
_لم أتعمد كلمة مناسبة هذا السَفِيه ولكنه من أهان الملكة فلم احتمل ذلك.
ثم استكمل بملامحٍ منزعجة:
_لا أعلم لماذا لا يتقبلني أحداً؟
ترك “لوكاس” العرش ثم هبط ليقف مقابله مردداً بسخطٍ:
_ما يحدث محتمل كونك من نسل مختلف عنهم، ولكن ماذا فعلت أنت! تؤكد لهما بما تفعله بأنهم على الصواب فيزداد تمردهم.
رفع عينيه إليه وهو يحارب تلك الأفكار السوداوية التي تهاجمه، فقال:
_أبي هناك من يسعى لذلك.. لقد كدت ان أكلمة مناسبةه تلك المرة بالمنتزه ولكنه فر هارباً..
رفع رأسه بصلابةٍ وهو يخبره بجفاءٍ:
_هنا أنا لست أبيك، بل ملك السراج الأحمر لذا أحذرك “ديكسون” من ارتكاب أي فعل أحمق قد يكلفك ذلك تخليك عن العرش.
ثم تركه وصعد ليجلس على الحجارة المزخرفة لتليق بعرشٍ كهذا، فتحرك فكيه ناطقاً بحكمةٍ:
_كونك وريث عرش السراج الأحمر سيجعلك تواجه كل يوم عدو جديد، لذا عليك أن تتعلم كيف تحارب دون أن تخسر محبة شعبك.
ثم أشار لهما بحزمٍ:
_انصرفوا الآن.
تخفوا معاً خارج القاعة الملكية وكلاً منهما يفكر بطريقةٍ مختلفة للنيل من هذا الرجل الملثم الذي أصبح كالنقطة السوداء..
******
بمملكة حوريات الجحيم..
ابتسامة النصر رسمت على وجه “ألماندين” وهي تستمع بحرصٍ شديد للحورية التي أتمت مهامها على أكمل وجه، فجذبت الخنجر الأسود المدهون بنخاعٍ طائر الفينيق القاتل، لوحت بالخنجر بيدها وهي تردد بعزمٍ:
_لنرى كيف ستنفد الليلة من خنجري يا ابن البشرية!
********
استشاطت “ضي” كلمة مناسبةاً حينما علمت بما حدث فكلمة مناسبةت ابنها بكلمة مناسبةٍ بحدةٍ على ما ارتكبه، فقالت بتحذيرٍ:
_انتبه جيداً فالملك “شون” لن يمرر الأمر هكذا..
زفر بنفاذ صبر:
_وماذا فعلت لكل ذلك؟
قالت بامتعاضٍ شديد:
_كان بامكانك فعل الكثير مثل إيقاف “ديكسون” عن الذهاب لذلك المكان..
اكفهر وجه “إيمون” بشدة فقال مندفعاً:
_فعلت ما كلمة مناسبةعي لأمنعه من الذهاب لذلك المكان ولكنه حدث بنهاية الأمر..
شعرت بأنها تمادت بالحديث المندفع معه، فقالت بابتسامةٍ صغيرة:
_لا تحزن “إيمون”، أنت تعلم جيداً أنني أقسو عليك خشية من عقاب الملك لا أحتمل أن يمسك السوء.
أومأ برأسه في تفهمٍ، فاحتضنها وهو يردد :
_أعلم ذلك أمي..
******
اليوم كان مشحون بعدة تقلبات عصفت به، بداية مما حدث مع” إريكا” إلى تعرضه للتوبيخ والعتاب القاسي من الملك” شون” وأبيه جعله في أشد درجات خطورته، لذا إختار مكان تدريبه كحل أمثل لما يجول بخاطره، خلع “ديكسون” معطفه الذهبي ومن ثم جذب صولجانه ليلوح به بقوةٍ، فأنطلقت النيران من رأسه لتلتهم الصخور وكأنها كالأوراق الهاشة، لون عينيه البنية اختفت تماماً ليحله الأرجواني المخيف، أصيب صولجانه صخرة بيضاء اللون تفتت لتختفي كمثلها، ليشع من أسفلها نوراً شديد السطوع، اقترب “ديكسون” ليتأمل المياه المضيئة التي عصرتها الحجارة البيضاء الساحرة، فوضع صولجانه جانباً ثم انحنى ليغتسل عل برودة المياه تهدء من روعه، ابتسم بخبثٍ حينما وجد حركته تجدي نفعاً برؤية العدو الملثم الذي يتابعه خلسة منذ بداية دخوله للكهف، أحمق هذا ليظن بأن الملك المستقبلي بقواه تلك لن يشعر بحركته وإن كان يسعى لعكلمة مناسبة إصدار أي صوت، مرر يديه على المياه فتمكن بقواه من نصبها كالمرآة المطولة بالتحكم بيديه بها، تركزت عينيه عليها بعكلمة مناسبةا نهض ليتابع ما يحدث من خلفه ، فرأى إنعكاس صورة للملثم من خلفه، كور أصابعه ليحرك المياه من بعيداً ومن ثم دفعها بقوة لتسقط فوق رأس من يختبئ خلف تلك الصخور ظناً من إنه غير مرئي، أنفضت “ألماندين” المياه عنها بكلمة مناسبةٍ، فأخرجت سيفها بين يدها وخرجت لتقف قبالته، ابتسم وهو يضيف ساخراً:
_أراك تتخبئ كالجبان، هل تخشى ما فعلته اليوم لتوقع بي؟
التزمت بالصمت وهي تراقبه بعينيها الفيروزية، المختبئة من خلف الوشاح الذي يخفي ملامحها، وجدته يقف ثابتاً دون أن يمسك بسيفه الملقي أرضاً فكادت بأن تنحني لتدفعه إليه بقكلمة مناسبةيها فصاح بكلمة مناسبةٍ:
_إن لمست سيفي ستكلمة مناسبة بالحال وأنا لا أريد لك موتة سريعة بل أريد الإنتقام مما فعلته أيها الأرعن.
وفتح لائحة يديه فهرول السيف اليه مسرعاً، ليرفعه بوجهه، صدت “ألماندين” هجماته بحرافيةٍ، فاشتعلت النيران المندفعة من احتكاك سيوف بقوةٍ هكذا، هاج “ديكسون” باندفاعٍ، ليكفهر وجهه بكلمة مناسبة شديد وهو يثور به:
_يناديك الموت بترحابٍ خارج كيبلر..
لم تفهم “ألماندين” ما يقصده بحديثه هذا، فتأججت عينيه باللون الأرجواني وبشراسةٍ دفعها بحافةٍ سيفه فارتدت للخلف بقوةٍ جعلت الوشاح الأسود يتخلى عن وجهها وجسدها بأكمله، تدلى شعرها الرمادي الطويل على جنب عنقها، ففتحت عينيها لتواجهه بسيفها بغيظٍ، تصلب محله وهو يتأمل ما يراه بذهولٍ فردد بكلمة مناسبةٍ:
_فتاة!..
*****________*****

انت في الصفحة 2 من 2 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل