الفصل السابع عشر... بالسادسة صباحا دلف ياسر الي المنزل فقد انتهى دوامه ...يضع يديه علي قلبه من والدته ومن رأيها بزمزم... دلف الي غرفته الخاصة وذهب في سبات عميق بعد ساعات من الارهاق المتتابع والمستمر .. استيقظ ياسر من نومه يشهق بمفاجأة فقد سكبت والدته عليه كوب ماء مثلج... _ قوم..قوملي يا عين امك..هي ديه بقي اللي انت بتفضلها ع ميرنا ...متخشش ذمتي ببصلة حتي...كفاية اوي اللي نعرفه عنها...واحدة معاقة ومش متربية ودايرة علي حل شعرها ..عاوزني اقولها ايه؟؟..خدي ابني اهو واتجوزيه!!.. حاول ياسر الحديث وتهدأة الوضع قائلا... _ يا ماما...يا ماما اهدي..اهدي بقي الله يخليكي...اولا انها تبقي معاقة ده مش عيب ...ومش دايرة علي شعرها ولا حاجة حد قالك اني باخدها شقق مفروشه؟؟... _ المرة الجاية تاخدها وماله يا حبيبي...عشان تبقي ديوث..تتجوز ديه وتبقي عارف اللي بتعمله بس هي ركباك ومدلدلة رجليها... م انا اربي وديه تيجي تخطف عقلك ع الجاهز ومن غير مجهود ... ثم صاحت بغضب ... _ البت ديه تقطع علاقتك بيها...انت سامع ولا لا؟؟..وهتتجوز ميرنا..ولو مش عاوزها ف هتبقي لا ديه ولا ديه...قعدتك عندي هنا اكرملي.. وخرجت من الغرفة بغضب...اما هو فقد دفن وجهه بين كفيه وهو يفكر بزمزم وحدها .. شريط ذكرياتهم القصيرة معا يلوح أمامه ... **************** انتظر ذلك الاسبوع حتي يستطيع الوقوف علي قدميه ..لم يفته ما رأي عليه ابنته الكبري بالمشفي...كانت اضخم بكثير من حجمها عندما تزوجت وانجبت عدي حفيده... هاتف عابد يطلب منه المجئ إليه حتي يتحدث معه..كان عابد يحمل هم تلك المقابلة علي كتفيه...ماذا سيقول لوالدها اذا ما سأله السؤال المعتاد؟؟...ما سبب زواجه من اخري؟؟..ليس ذلك فحسب بل أنه جاء بها الي ابنته بمنزلها دون أن يعرف له جفن..حتي أن ابنته لم تعترض فمن المؤكد أنه ينتظر سببا جلل ... بعد مرور ساعة كان يجلس عابد أمام ناصر يتصبب عرقا من أسئلة ناصر المتكررة عن سبب زواجه من أخري.. خبط ناصر علي المكتب بقوة قائلا بصوت حاد... _ انا مجوزتهاش عشان تتهان يا عابد...اتجوزت علي بنتي ليه؟؟... الي هنا وفقد صبره فهتف بضيق شديد.. _ عشان عاوز احس اني راجل... تجمد ناصر بمكانه لم يستطع فهم ما يقوله عابد ..كيف يريد أن يشعر برجولته؟؟؟...ألم ينجب منها عدي؟؟.. _ يعني ايه ؟؟؟.. حك ذقنه قليلا ثم هتف بنبرة حزينة جادة... _ عاوز احس اني مرغوب فيا عندها...عاوز لما ابقي ف اوقاتنا الخاصة معاها محسش اني بغتصبها...عاوزها تستني رجوعي من الشغل بابتسامة وهدوم خليعة..عاوز وعاوز وعاوز عشان احس بس اني راجل... لما اتجوزت عليها جريت ع البيت ورحت قولتلها كنت عاوز اشوف غيرتها عليا..بس لاقيتها بتزعق ف وشي وبتعيط ..قالتلي اني ناقص وحاسس انها كتيرة عليا..وعشان كده رحت لواحدة ناقصة زيي عشان اسد فراغات شخصيتي.. عاوز لما اشوف عدي مفتكرش كل مرة بلمسها فيها بتبقي عاملة ازاي بين ايديا..بتسكت وبتكتم نفسها..بتخاف..دايما شايفاني حد جاحد وقاسي انا معرفوش... انا معرفش انا قولت لحضرتك الكلام ده ازاي..بس انا بعتبرك زي والدي وهي بنتك ومن حقك تطمن عليها... من بينهم جميعا لم يتعاطف مع احد كما تعاطف مع كلاهما...نهض من مكانه وربت علي كتفه ...الان فقط فهم جملة زهرة بوقت زواج تمارا ... " حضرتك هتبقي السبب ف عدم راحتهم هما الاتنين...معرفش هييجي اليوم ده وانا عايشة ولا لا...بس ده حضرتك هتشوفه ف اول الجواز بينهم...ولو كابروا ف ساعتها هيهدوا حياتهم بأديهم"... _ طلقها يا عابد..طلقها وارتاح وريحها يا ابني.. ابتسم عابد بسخرية مريرة قائلا... _ حضرتك عاوزني انا اقول لتمارا ..انت طالق!!!...طلاقها وإني احررها مني يبقي انا بنتحر...انا بحبها...بحبها من اول يوم شفتها فيه...بحبها ...جبت منها سجدة عندها سنتين ..تمارا الصغيرة نسخة شكل وطباع...هي اللي بمسكها وابوسها والاعبها عشان احس بوجود تمارا جنبي... قطب جبينه قليلا وهتف بحيرة... _ سجدة مين؟؟..وشبه مين؟؟.. _ سجدة يا عمي ..سجدة عابد سلمي...حفيدتك التانية اللي مكنتش تعرف بوجودها... استند ناصر بكفيه علي طاولة المكتب وعادت تلك النخزات مرة أخري...فاته الكثير والكثير بحياة بناته وجميعها ذكريات سيئة تري اي منهما سيستطيع محوه؟؟؟.... ********************* بالشقة التي استأجرتها زهرة بمنزل عابد...دق الباب فذهبت حتي تري هوية الطارق اولا..وجدته رجل يرتدي زي ما مدون عليه اسم محل الورود الموجود بالمنطقة لكنها شكت به فلم تفتح الباب وسألته من الداخل... _ أيوة..حضرتك عاوز مين؟؟.. _ انا شغال ف محل الورد اللي تحت والبوكيه ده جه لحضرتك..ولا تستلميه وتمضي علي استلامه... عادت تسأله من جديد.. _ طب لو فيه كارت علي البوكيه لو تسمح تقولي من مين؟؟.. تأفأف الشاب بنفاذ صبر..منذ أن دخل تلك البناية ويوجد بها شئ غريب ..التفتيش الذاتي عندما حاول الدخول ... _ من ناير يا فندم..ممكن بقي تفتحي الباب وتمضي بالاستلام؟؟... فتحت زهرة الباب بحذر وبيدها الأخري سكين حتي تدافع عن نفسها...أمد الشاب يده بباقة الورود وبالدفتر .. _ اتفضلي يا فندم...البوكيه وياريت تمضيلي ع الاستلام هنا.. فعلت زهرة كما املاها الشاب واخذت الباقة ودلفت الي المنزل وهي تضم الباقة الي صدرها .. اشتاقت الي أفعاله قبل أن تكون زوجته فعليا وأمام الله..ثلاثة أشهر كان يغدقها بحنانه وحبه لها حتي ترضي عنه ...ولم تتغير أفعاله تلك بعد زواجهم الفعلي لكنها كانت تقل بسبب انشغاله بعمله... _ بحبك بردوا..بحبك وكل اللي انا بعمله ده فترة بحاول انسي فيها اللي حصل أو اتعايش معاه... ووضعت يدها على بطنها قائلة بحزن شديد.. _ عاوزة حته منك جوايا..عاوزة احس بيك ف كل نفس بتنفسه... اخرجها رنين هاتفها من شرودها ..أمسكت الهاتف ثم ابتسمت عندما شاهدت رقمه يضئ شاشه الهاتف.. _ ايوة؟؟.. _ يا ستار يا رب...بقي ديه طريقة يا شيخة تعاملي بيها واحد لسه جايبلك ورد؟؟... هتفت هي بجدية مصطنعة... _ بقولك ايه ...هتقول انت عاوز ايه ولا اقفل ؟؟.. جاءها همسه الخبيث الوقح الذي تعشقه ولكن رغما عنها تصاعدت الحرارة الي وجنتيها... _ اللي انا عاوزه مبيتقالش ف التليفون وانت ست العارفين انا مواضيعي بتطول ...انا هقفل بقي لاني عارف انك مش هتردي...بس كلها كام يوم وتبقي ف بيتي وتحديدا ف حضني ...سلام يا زهرتي.. اغلق الهاتف معها وظل ينظر إليه وهو يبتسم بعشق خالص يريدها بين أحضانه الان حتي يطفئ نار شوقه إليها...منذ حادثة اختطافها وبعدها دورانها علي المشافي وهو لم يلمسها قط.. تمهيد براحة فقد اثمرت أولي مراحل استردادها... ********************* توعك معدتها أصبح مميت...منذ فجر أمس وهي تجئ وتذهب الي المرحاض تفرغ ما بجوفها..لا تعلم السبب لكنها بالنهاية علمت أنه بسبب اكل ذلك المطعم الذي أصرت الدخول إليه بالرغم من تحذير ياسر لها... دلفت إليها سيلين بعد أن دقت الباب لفترة ولم تستمع لصوتها ففتحت الباب بقلق... اقتربت منها سيلين عندما شاهدت جلوسها منحنية اعلي الفراش.. _ ايه ده؟؟..مالك يا زمزم .. ردت بصوت واهن.. _ مفيش تعبانة بس شوية... سيلين باصرار... _ قوليلي مالك انت شكلك عاوزة دكتور اساسا.. أشارت لها زمزم حتي تقف مكانها وتحاملت علي نفسها... _لا لا...مفيش داعي انا بس اكلت امبارح اكل الظاهر كده إنه مش نضيف وهو الي بهدلني كده...بصي انا بس عاوزة حد يجبلي العلاج ده .. اخذت سيلين الورقة التي أشارت إليها زمزم قائلة... _ حاضر يا حببتي هقول لصفيه تجبهولك... وخرجت من الغرفة...أما زمزم فقد تمددت علي الفراش بتعب شديد حتي تأتي لها سيلين بالدواء... بغرفة زمزم القديمة... دلفت شيما الي الغرفة بملامح مغتاظة وغاضبة فقد تلصصت علي غرفة زمزم كالعادة واستمعت الي شكوتها من وجع معدتها وعلمت السبب... ولكن سيفيدها كثيرا إضافة بعض الكليمات التي ستغير مجري الحديث وتسئ الفهم... التفت وقاص إليها يغلق ازرار قميصه فلاحظ توترها المصطنع..قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل.. _ مالك يا شيما متوترة كده ليه؟؟... ردت هي بارتباك مصطنع .. _ مم...مالي يعني..م ااانا كوو..يسوة اهو.. اقترب منها وقاص وهتف بصوت حاد تعرفه جيدا...وتعلم أنه لن يتركها حتي يعرف.. _ كلامي مبحبش اعيده..فيه ايه؟؟.. ابتلعت ريقها وهتفت بصوت خبيث... _ بصراحة كده انا كنت راحة اطلب اكل من صفية..وبالصدفة سمعت صوت زمزم وهي عمالة تتوجع جيت ادخلها لاقيت سيلين دخلت وبعدين سمعتها من جوة بتقولها أن بطنها وجعاها وعمالة بترجع...سيلين قالتلها دكتور زمزم انتفضت وزعقتلها قالتلها لا دكتور لا انا دلوقتي هبقي كويسة...ببب..بس ااا.. وقاص بنفاذ صبر... _ بس ايه يا شيما؟؟.. _ بصراحة كده انا شاكة فيها...انا عارفة أنه مش من حقي ادخل ..بس لما الاقي حاجة تمسك وتمس اسمك يبقي اتكل.. قاطعها وقاص بغضب وصوت مرتفع.. _ ما تخلصي بقي...هو ايه المقدمة الطويلة العريضة ديه.. شيما بسرعة خوفا من غضبه هذه المرة..فهي تعمدت الا تذكر شقيقته بالسوء حتي لا ينفضح أمرها اذا واجهها.. _ زمزم علي علاقة مع الدكتور اللي بتروحله..نسيت تليفونها ف يوم وانا كنت قاعدة بالصدفة فقريت رسالة جيالها..كنت شاكة فيها الصراحة عشان بتتكلم ع الواتس كتير جدا..ف فتحتها لقيتها بتكلم الدكتور ده..وطبعا العلاقة بينهم اطورت لان انا اعرف الموضوع ده من كذا شهر... أنهت شيما كلامها بصرخة الم عندما جذبها وقاص بسرعة لم تتداركها من خصلاتها قائلا بغضب... _ ولما انت عارفة كل ده متقوليش ليه؟؟..سيباها ع حل شعرها ولا انت كمان زيها !!..انا هربيكي يا شيما بس لما هي تتربي الاول حاااااضر.. ولفظها من يده وخرج من الغرفة بغضب...بعد خروجه تنفست شيما الصعداء ودلت موضع الالم وهي تبتسم بخبث وفرحة ... كان ياسر يتحدث بالهاتف بملامح متجهمة وضيق جلي يظهر علي محياه ...يرفض حديث ذلك الرجل ويرفض ما يطلبه منه.. _ انا بحبها...حبيتها بجد ...ومش هسيبها...وهي كمان بتحبني.. جاءه صوت الطرف الآخر يقول بغضب.. _ يعني ايه؟؟...ده اتفاق...اتفاق يا ياسر ...اللي انا قلته هيحصل بدل م اقلب الترابيزة عليك...اعقل كده ونفذ اتفاقنا... عاد ياسر يتوسل إلي ذلك الرجل من جديد... _ ليه عاوزين تدمروها كده!!..كفاية بقي سيبوها ..انا حبتها بجد..اللعبة قلبت بجد وحبتها واتعلقت بيها زي ما هي اتعلقت بيا.. جاءه صوت..قدري يقول بغضب عاصف... _ اسمع يا ياسر...الحكاية كلها كانت لعبه امك عارفة كده كمان انا استعنت بيك لأنك زي ابني...وحط ميت خط تحت زي ديه...ف النهاية ولائي كله لابني واحافظ علي شرفه واللي يخصه....ابعد عنها يا ياسر...زمزم تخص عيلتي وبيتي... واغلق الهاتف بوجهه دون زيادة كلمة اخري ...لم يستمع ياسر الي اي من كلماته وفتح هاتفه مرسلا إليها برسالة.. _ انا بحبك.. الفصل الثامن عشر... غلي الدم بعروقه بعد ما سمعه من زوجته ...الجميع بالمنزل يعلم بعلاقتها مع ذلك الطبيب..كيف كان هو كالابله بينهم.. عقد العزم على تنفيذ خطته هو وعمه وبأسرع وقت..اليوم سيقوم بها...لن ينتظر اكثر من ذلك ..بالاحري لا يستطيع.. اجري اتصالا هاتفيا مع عمه.. _ أيوة يا عمي...هجبها النهاردة..كل حاجة هتخلص النهاردة اه...بس حضرتك اللي هتتصل بيها تجبها..بحجة ايه؟؟...اي حجة يا عمي اي حجة...طيب سلام... اغلق الهاتف ونظر أمامه بشر .. _ لو طلعتي مدوراها يا زمزم موتك هيبقي علي ايدي النهارده ... وخرج من المنزل كاملا حتي لا تشك به.... بعد مرور ساعتان خرجت زمزم من المرحاض افضل حالا بكثير يوجد بعض النغزات لكنها ليست كالسابق..بفضل ذلك الدواء الذي وصفه لها ياسر حتي تخرج ما بجوفها كاملا.... _ اوف...اخيرا هديتي ووشك رجع للونه..الحمد لله.. قالتها سيلين بتعب شديد.. _ الحمد لله..أن.. قاطعها رنين هاتفها كان والدها ...تعمدت زمزم تسجيل رقمه حتي تعلم هوية المتصل اذا كان هو ولا ترد عليه... _ مين يا زمزم؟؟.. رفعت الهاتف أمام وجهها قائله بفتور.. _ ناصر باشا.. _ طب ردي شوفيه عاوز ايه.. _ لا مش لازم يتصل بحد تاني يطلب منه اللي هو عاوزه... ظل ناصر يتصل بها لمده خمس دقائق متواصلة كلما فصلت المكاملة أعاد الاتصال بها من جديد.. سيلين بحدة خفيفة... _ يا زمزم حرام عليكي لا يكون تعبان ولا حاجة وملقاش الا انت يتصل بيها..ردي شوفيه عاوز ايه ..اعمليها ثواب يا ستي... تأفأفت زمزم بضيق وردت علي والدها .. _ نعم؟؟.. ابتسم ناصر بمرارة وهتف بصوت ضعيف... _ اخيرا رديتي...عموما انا تعبان وملقتش غيرك انت اللي تليفونها بيدي جرس...هتيجي تلحقيني ولا هتتمني موتي ... ردت بتردد وصوت متحشرج .. _ هه..هاجي... اغلقت الهاتف مع والدها ونهضتها بسرعة من مكانها حتي ترتدي ملابسها تحت تساؤلات سيلين المتكررة .. _ تعبان يا سيلين تعبان ومحدش معاه ..انا هروحله هنقذه لازم الحقه لازم... كانت انتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفه أما سيلين فلم تستوعب شيئا مما قالته ...جمل متقطعه غير متصله ببعضها لذلك ذهبت الي غرفتها وجلبت هاتفها تحدث عمها وتفهم منه... _ أيوة يا عمو..حضرتك كويس؟؟..امال البت ديه خرجت بسرعة كده ليه ي المجنونه وعماله تقول لازم الحقه؟؟... وبضحك... ربنا يعينك وتصالحها زوزة طيبة وبعدين اخويا مش سئ اوي يعني هي بس الحرباية اللي جابهالنا ديه ...سلام يا عمو... *********************** "انت مين؟؟..وتعرفني منين؟؟".. بعثت بها تمارا إلي ذلك الرقم الذي يطاردها منذ شهر ونصف تقريبا..تريد تحديد هويته ..وربما تطورت علاقتهما وأصبحت صداقة بريئة!!... جاءها الرد بعد ثوان.. "واحد معجب بيكي".. "تؤ تؤ..انت واحد عارفني..عيوني اللي بتتغزل فيها جمالي لما كنت لسه شباب...كل كلامك بيقول انك تعرفني"... اجفل ذلك المجهول من صراحتها وذكاءها ورد بعد فترة ليست بقصيرة قائلا.. " عاوزة ايه انت بالظبط؟؟".. عادت تسأله مرة أخري.. "انت مين؟؟...وتعرفني منين؟؟".. تجمدت عيناها علي شاشة الهاتف وهي تعيد قراءة تلك الرسالة مرة أخري غير مصدقه عيناها.. " انا احمد ...احمد نصران يا تمارا....اعرفك من زمان واعرفك اكتر من نفسك كمان ...انا قبل م اكلمك كنت بقول سيبها ف حالها هي مبسوطة ف حياتها وبلاش تدمرها...بس لما قربت منك وكلمتك لقيتك تعيسة ف حياتك... انا بحبك يا تمارا..اطلقي من جوزك وانا هتجوزك...عيالك هيبقوا عيالي...هتعيشي ف نفس المستوي بتاعك.. مستني ردك كمان اسبوع...فكري كويس واحسبيها صح... حولت عيناها نحو باب الغرفة الموجود بها زوجها...رغم قوتها أمامه إلا أنها لا تستطيع الإفصاح عن أمر احمد نصران تحديدا ...كانت تريد الانفصال عنه بهدوء لا يثير ريبته... ولكن بما حدث الان اصبح عليها طلب الطلاق والحصول عليه بأسرع وقت حتي لا ينكشف أمرها أمامه... كما أنها تعلم جيدا أن حديثه بشأن الأطفال بالامس لم يكن سوي لضيقه لانشغالها بشئ اخر يجهله...لذلك يريد اقحامها بفترة حمل أخري ورعاية طفل مجدداً... ستطلب منه الطلاق وعلاقتها بأحمد لابد أن تنقطع وتتحول الي صداقة...فقط صداقة... ****************** دلفت زمزم الي ڤيلا والدها ركضا حتي تنقذه يكفي ما اهدرته من وقت ..بحثت بجميع الغرف لكنها لم تجده ...بقت غرفة واحدة فقط لم تبحث عنه بها ...فتحت الباب بسرعة لكنها توقفت مكانها بصدمة ودهشة عندما شاهدت وقاص يدلف الي الغرفة ويغلق الباب خلفه بالمفتاح... اقترب منها بابتسامة عابثة قائلا بهدوء... _ نورتي اوضتك يا زوجتي العزيزه... نيته كانت واضحة للاعمي ...اندفع الادرينالين الي أطرافها وسارت بسرعة باتجاه الباب لكنها وجدته موصدا... _ افتح الباب يا وقاص...افتحه خليني امشي... رد عليها وقاص وهو يخلع چاكيت بذلته .. _ شوفي ...مفيش ببان هتتفتح...انت جاية هنا عشان مهمة..تخلص ارمي عليكي اليمين وتمشي أو تقعدي مش هتفرق...هتعافري وتصرخي مياكلش معايا همد ايدي وهتزعلي مني جامد.. كان داخلها يرتعش من الخوف منه...لعنت نفسها مئات المرات علي استماعها لصوت قلبها وزن سيلين عليها .. _ مهمة ايه؟؟.. اخرج شيئا ما من جيب بنطاله قائلا... _ ده..بس ده ...ده مقابل خلاصك مني واني ارمي اليمين حالا...قولتي ايه؟؟... هزت رأسها نفيا بهستيريا وعادت تلك الدموع تلسع عيناها وتسقط علي وجنتيها ... _ لا...لا مش عاوزة سيبني ف حالي بقي وطلقني...حرام عليك.. _ ومكانش حرام لما خنتيني مع الدكتور بتاعك؟؟...مكانش حرام لما زنيتي وانت علي ذمتي!!... التفتت زمزم الي الباب ودقت عليه بقوة قائلة بصوت باكي... _ بابا افتحلي الباب...والنبي افتحلي ومشيني من هنا...مش عاوزة حاجة منكوا بس سيبوني...قوله ميعملش فيا كده... لم يرد عليها ايا منهم تركوها تتحدث ولم يرف لهم جفن...والدها لم يستطع التدخل خاصة بعد أن جلب له وقاص ما يثبت صحة كلامه بخيانتها له...منذ يومان رأي صورهما سويا وهما يدلفا الي بناية ما ظلت معه فوق الأربع ساعات وبعدها ذهبت الي بيتها وبالتأكيد ما حدث بينهم لا يحتاج إلى تفسيرها... انشغل وقاص بتشمير ساعديه ولم يعبأ بها فقط ما يوجد نصب عينيه الان خداعها له...خيانتها...جريمة الزنا التي ارتكبتها بحقه وحقها وحق عائلتهم جميعها... اكملت هي نشيجها الحار مستمرة بالدق علي الباب قائلة ببكاء.. _ والله انا زي م انا ...معملش معايا حاجة...كفاية تدمير فيا بقي سيبوني اعيش مع الانسان اللي بحبه...انت بتحب شيما يا وقاص...انا مجبتلكش العار...لان محدش يعرف بجوازك مني اصلا...الله يخليكوا سيبوني...مش عاوزة حاجة الا ياسر...ياسر بس... اغمض عينيه يعتصرهم بغضب وهو يراها تصرح بحبها لشخص آخر أمام زوجها ...اقترب منها بخطوات سريعة وجذبها من ذراعها بقوة ورماها علي الفراش ...بكت وصرخت باسم والدها...تريد سماع صوته فقط لكنه لم يفعل ...تركها...سلمها له مرة أخري بدلا من تصحيح خطأه السابق... بالداخل لم يستطع وقاص السيطرة عليها كاملا فلم يري أمامه سوى تقييدها حتي يتمكن منها... كان يقف أمام باب الغرفة علي احر من الجمر لا يتخيل تخليها عن نفسها ...لكن طالما وجد الدليل لا يوجد مكان للشك... ثوان وصرخت زمزم بقوة جعلته يبتسم بفخر.... بالداخل صعق وقاص عندما شاهد براءتها ..كاد عقله أن يشت منه...كيف تكون كما هي؟؟..فاق من تساؤلاته واقترب منها يحل وثاقها ...كانت كمن فقد عقله عيناها تزوغ بالغرفة بأكملها ...لم ترفع عيناها إليه مطلقا بمجرد أن حل وثاقها حتي نأت بنفسها بعيدا عنه ... تركها ونهض من مكانه حتي يتحدث الي عمه بشأن تلك الحالة .. _ خلاص يا وقاص...اتأكدت انها مخانتكش؟؟...سيبها هنا بقي...لازم تطلق التانية بنتي مش هترجع البيت علي ضرة...وانا هصالحها..هفهمها أن كل اللي حصل ده سوء تفاهم.... رفع وقاص المنديل الابيض الملطخ ببراءتها التي سلبها.. _ عمرها م هتسامحني...ولا هتسامحك...انا هروح اطلبلها دكتور يشوفها...تقريبا هي اتصدمت... اندفع ناصر إليها بسرعة حتي يطمئن عليها...وجدها تنام على الفراش وتعطيه ظهرها تحتضن قدميها وتضمهما الي صدرها فخرج مسرعا وراء وقاص حتي يطلب منه مهاتفة الطبيب... بعد خروج والدها الذي لم تعي لوجوده من الاساس نهضت بسرعة شديدة وانحنت تجلب حقيبتها التي وقعت أرضا بأيادي مرتعشة وسرعة غريبة وخرجت من الغرفة مطلقة لساقيها الريح وركضت خارج الڤيلا بأكملها ...دون رجعة...للأبد... **************** دق باب الڤيلا بعنف شديد...ركض ناير من مكانه مسرعا حتي يوبخ ذلك الجلف الذي يدق الباب بهذه الطريقة... بمجرد أن فتح الباب وجدها امامه تبكي بعنف وجسدها يهتز برعشات متتالية جذبها بسرعة من يدها وعانقها بقوة...تشبثت هي به ولاحت أمامها ذكري ما شاهدته فلم تحتمل فوقعت مغشيا عليها... بعد مرور ساعة... يجلس ناير علي الاريكة وهي بأحضانه التي رفضت تركها مطلقا وهي تبكي تارة بعنف وشهقات وتارة بنعومة ... _ طب قوليلي فيه ايه بس؟؟...ريحيني طيب حد عملك حاجة؟؟.. هزت رأسها نفيا قائلة بصوت باكي... _ محدش عملي حاجة...بس انا خايفة...خايفة ومش عاوزة حد غيرك ...احضني ...احضني جامد يا ناير...اوعي تسيبني أو تأذيني .. انا بحبك والله ..بحبك ... شدد من احتضانها اكثر وقلقه يتضاعف علي حالتها التي تزداد سوءا .. _ انا عمري م هسيبك ولا هفكر ااذيكي يا حببتي...انت النفس اللي بتنفسه يا زهرة من غيرك اموت ...اهدي ونامي شوية ... ظل معها يهدهدها ويعبث بخصلاتها برقة حتي نامت وبقي هو بجانبها يفكر ماذا حدث لها؟؟؟...هل تعرض لها ذلك الرجل الذي اختطفها مرة اخري؟؟..هل هددها بشئ؟؟... توقفت حواسه عن العمل وحول بصره ناحيتها بصدمة...مصعوقا...هل عادت لتعاطي تلك السموم مجددا وندمت فلجأت إليه؟؟؟... ،الفصل التاسع عشر... صعد وقاص الي الغرفة بعد أن حادث الطبيب ووراءه ناصر يريد الاطمئنان على ابنته...للمرة الثانية يخطئ بحقها...والان اذاها ... دلف وقاص الي الغرفة فوجدها فارغة...ارتعب من أن تكون قد فعلت شئ سئ بنفسها...دلف الي المرحاض بسرعة فلم يجدها ...دلف الي شرفة الغرفة بخوف ورعب لا يريد أن يعيش بذنبها طوال عمره اذا رمت نفسها من الشرفة... _ مش موجودة يا عمي...مش موجوده...هربت...أو بالأصح مشيت...مشيت وهي ف حالتها ديه... تحدث ناصر بعدم تصديق وتلعثم... _ مم...مش موجوده..ازاي؟؟.. جلس وقاص علي المقعد بهدوء حزين... _ يعني مشيت...زمزم هربت مني ومنك...هربت من اخواتها...هربت من ياسر...خسرناها خلاص...خسرناها... قال جملته ووضع رأسه بين كفيه بتعب شديد...ماذا سيفعل الان حتي يجدها؟؟؟.... ******************* بعد مرور يومان ... دلف ناير الي الغرفة حتى يوقظها ..منذ ان جاءت اليه وهى تقضي اكثر من نصف يومها فى النوم وعندما تستيقظ يصاحبها الم رأسها وذلك ما اثار شكه ناحيتها... هزها برفق حتي تستيقظ نومها اصبح ثقيل للغاية... -زهرة...زهرة قومي يلا .. تململت فى فراشها بانزعاج ورفعت الغطاء فوق رأسها ..جذب ناير الغطاء من عليها مصرا علي ايقاظها.. -قومي عشان انا رخم ومش هزهق...قومي.. فتحت عيناها ونظرت اليه بضيق هاتفة.. -ما تسبني نايمة بقي.. ناير بصرامة محببه... -قومي مفيش نوم يلا...انا مستنيكي برة عشان نفطر ونتكلم مع بعض.. -طيب..اوف منك .. بعد خروجه من الغرفة عادت تغمض عيناها وتتسطح على الفراش ولكنها فزعت عندما عاد ناير مرة اخري يقول بصوت مرتفع.. -زهرررررة...قومي يلا بقول.. ردت بسرعة .. -حاضر حاضر جاية اهو... بعد قليل كانت زهرة تجلس امام ناير تحاول معرفة ما يقوله .. -يعني انت عاوز ايه يا ناير مش فهماك ؟؟..انا مش عارفة اقولك ايه يعني؟؟.. تأفأف بضيق ونزق قائلا.. -بصراحة كده انا عاوز افهم ايه اللى حصلك ..وليه جتيلي بالحاله ديه؟؟.. لم يفته ارتباكها وخوفها الذي حاولت مداراته قدر الامكان وذلك ما جعله يجن اكثر وتيقن انها عادت للمخدرات مرة اخري.. -زهررررة..انت رجعتي للمخدرات تاني..والله العظيم المرادي موتك هيبقي على ايدي.. صاحت فيه بغضب.. -انت بتقول ايه؟؟..انا مستحيل ارجع للقرف ده تاني يا ناير..ولو حصل ف مش هستني اعيش العذاب ده تاني وانا اللى هموت نفسي...انا بس شوفت حاجة وخفت...وجيتلك عشان زي م انت بتقول انت ابويا..بس الظاهر اني غلط..انا ماشية.. ونهضت من مكانها حتى تذهب فجذبها ناير من ذراعها واسقطها حتي جلست على قدميه ... -تمشي تروحي فين؟؟..انت مفكرة اني هسيبك تمشي مثلا بعد م جتيلي؟؟...تبقي عبيطة .. اقترب منها يقبل رقبتها بشوق وجوع..تململت منه فلم تستطع التحرر .. -نا...ناير ابعد..ابعد مينفعش... ابتعد عنها وامسك بوجهها بين كفيه قائلا بنبرة رقيقة للغاية.. -انا بحبك يا زهرة..واللى حصل ده مكانش بايدي..بحبك زي م انت بتحبيني بالظبط..متمنعنيش اني اقرب منك..من ساعة م فتحت الباب ولقيتك قدامي وانا حلفت بيني وبين نفسي انك متخرجيش من تحت جناحي ابدا..مش هقدر ابعد..مش هقدر.. ذابت معه هي الاخري...بالنهاية هو زوجها وحبيبها ووالدها...هو من عوضها عن قسوة ابيها..بالامس عندما دلفت الي الفيلا وشاهدت ابيها يقف امام باب الغرفة ومن الداخل صوت زمزم اعتقدت انه يراضيها عما فعله بها لكنها اخطأت فقد استمعت الى صرختها وبعدها خروج وقاص من الغرفة وبيده المنديل...لم تلجأ لأحد فى محنتها دونه..لم تفكر بأي شخص..ذهبت اليه ..تشعر بالامان بقربه..تشعر بالامان بالمكان الذي توجد به رائحته فقط..يحاوطها من كل جانب..يحاوط روحها المتعلقة به.. ****************** بقصر النوساني الصغير..يجلس كل من وقاص ووالده وعمه ووالدته وسيلين...يخيم الحزن عليهم جميعا عدا السيدة نجاة بالطبع..حفر الحزن ملامحه على وجه ناصر وقدري اضعافا...كلاهما تهمه زمزم..عمها اعتبرها ابنته كما انه يحب وجودها امامه طوال الوقت ولا يمل منها ابدا.. ناصر فقد ابنته وهذه المرة للأبد...وبلا رجعه..محببة اليه اكثر من شقيقاتها هى من تذكره بوالدتها رحمها الله..زمردتيها وشعرها البرتقالي الطويل..الذي رفض ان تقصه حتى تكتمل صورة والدتها فيها...هدوءها...رقتها..بكاءها الناعم الذي يثير غرائزه نحو زوجته الراحلة... طوال اليومان الفائتين لم يتحدث قدري او يوبخهم مطلقا املا فى ايجادها لكن الان بات الامر مستحيل..مر اليومان ولم يجدوا لها اثر لم تذهب الى اي من شقيقتيها ولم تهاتفهم كما انها لو فعلت بالطبع لن يقولا لهما...اخبر قدري ياسر باختفاءها لاسباب مجهولة خوفا منه فهو عشقها... -خلاص...خربتوها وقعدتوا علي تلها؟؟...ضيعتوها خالص مننا!!...اطمنت على بنتك دلوقتي يا ناصر؟؟...حسيت برجولتك دلوقتي يا وقاص؟؟..محدش يعرف هي فين ولا جرالها ايه؟؟.. اغمض واقاص عينيه بقوة قائلا بصوت جامد... -لو سمحت يا بابا مش ناقص تقطيم فيا..سبني باللى انا فيه .. قدري بغضب عاصف وصوت مرتفع... -اسيبك باللى انت فيه؟؟...ايه اللى انت فيه فهمني ايه اللى انت فيه؟؟..هي اللى فيها ..هي اللى سابتنا كلنا عشان اب ميستهلهاش وواحد مش راجل اتحسب عليها جوزها...واحد سابها سنتين وراح شاف مزاجه ...سبها تستحمل الاهانة هنا وهناك هو داير على حل شعره...ضيعتولي بنتي..ضيعتوها ومش هقدر اشوفها تاني... والتفت ينظر الى اخيه بغضب وحقد... -انت شايف نفسك اب كويس؟؟...شايف نفسك تستاهل النعمة اللى ربنا ادهالك؟؟..بدور عليها فين بقي يا اخويا يا محترم...ف الاقسام المستشفيات..وو..المشــ..رحة.. شهقت سيلين ببكاء عندما استمعت الى الكلمة الاخيرة لم تتخيل موتها او ايذاءها مطلقا...عاشت معها سنتان كانت نعم الاخت والصديقة...تنصحها دائما .. -انا همشي...هروح اقعد ف شقة المعادي..مش طايقكوا كلكوا...تعالى معايا يا سيلين انا مش هأمن عليكي مع امك..ولا اخوكي يا بنتي.. امتعضت ملامح نجاة بغضب وحزن دفين من زوجها...لا يستطيع الاطمئنان على ابنته معها..امها!!.. نهضت سيلين وذهبت الى والدها مسرعة تتشبث بذراعه بخوف..منذ ان علمت بما حدث لزمزم على يد اخيها وهى تهابه وتهاب امها ..هما الاثنان لم يروا اى خطأ فى تصرفهم وقاص الذي نفذ مخططه بالفعل مع والدها..وامها التى شجعته بعد ضياعها.. التفت قدري اليهم قائلا بألم ودموع .. -ياسر..الدكتور كان من طرفي انا..عمل كده باتفاق منى انه يهتم بيها ويخليك تغير عليها او تنتبهلها..انا كمان غلط معاكوا..بس انا مكنتش اعرف ان ابني غدار ولا كنت اعرف ان اخويا قاسي وجاحد كده...كان لازم اعمل حساب تربيتها الغلط..كان طبيعي انها تحب واحد بيعاملها انها انسانة طبيعيه ومش بيعايرها باعاقتها...زمزم حبت ياسر وهو كمان حبها...هدور عليها وهلاقيها ساعتها هطلقها منك وانا اللى هسلمها بإيدي لياسر...يلا يا سيلين.. خطأ اخر يضاف الى قائمته بحقها...تركها ولم يسأل عنها لسنتان..تركها وهو يعلم جيدا كره والدته الغير مبرر لها..وعاد يطالبها بدفن نفسها فى الرمال كالنعام بسبب اعاقتها واجبار والدها لها بالزواج منه...ما فعله قبل رحيلها كان ابشع مما يتصور...كانت تصرخ امامه وتتوسله ان يتركها لكنه لم يعبأ...لم تكن تريد سوى ياسر..ياسر فقط..من خانها وتقرب منها باتفاق مسبق مع عمها...شعر بالشفقة ناحيتها كل من حولها يخونها.. اما والدها فمن كثرة اخطاءه بحقها لم يستطع حصرهم...شك بها وبتربيتها ..اتفق على ابنته مع زوجها..كيف فاتته نبرة الذعر التى كانت تتحدث بها حتى يخلصها من براثن زوجها...لاول مرة منذ سنتان يسمع منها هذه الكلمة "بابا"...ترجته بها وتوسلت حتى يجعل وقاص يتركها...فماذا فعل هو؟؟..صم اذنيه عنها وعن خوفها ومضي فيما يفعله...والنتيجة سيحيا بذنبها هى وشقيقتيها طوال عمره...اخبره الحراس بدخول ابنته الوسطي الى الفيلا بذلك اليوم وخروجها مرة اخري بعد مرور دقائق قليلة..ومن وقتها وهى تتجنبه وترفض الحديث معه... ********************* بالامس كانت على وشك الحديث معه بشأن موضوع الانفصال لكن منعها صوت هاتفها...نظرت الى شاشة الهاتف باستغراب "سيلين"..تتصل بها منذ متي وبينهما هواتف؟؟..ردت عليها بالامس وهى تبكي وتتحدث في وقت واحد..ظلت تهدأها لاكثر من نصف ساعة وبعدها اخبرتها سيلين بما فعله اخيها وعمها بزمزم...بكت ..بكت وهى تسمع الى سيلين.. "زمزم اختفت..مشيت يا تمارا ومحدش عارف هي فين..حتى تليفونها مقفول ومش عارفين نوصلها..انا خايفة اوي يكون حصلها حاجة..وقاص بيقول انها مكانتش طبيعية لما سابها...حاولى توصليلها يا تمارا الله يخليكي..وطمنيني عليها...مش هقول لحد والله بس طمنيني عليها"... لم يزور النوم جفنيها بعد ان اغلقت مع سيلين...ظلت تفكر بما ستفعله بحياتها وبما ان الله رزقها بنسخة ابيها -كما تظن-يجب عليها التخلص منه والخلاص بروحها منه ومن والدها...تريد اطفالها فقط من تلك الزيجة برمتها... دلف عابد الى المنزل يبحث عنها..يريد اخبارها بما فعله ..يريد البدء معها من جديد ...بحث عنها بالمنزل الى ان وجدها بغرفة المعيشة تجلس بشرود.. -تمارا..تمارا انا عاوز اقولك حاجة انا ... قاطعته هى بقوة وجمود... -انا عاوزة اطلق يا عابد...حياتنا لغاية هنا انتهت مع بعض... الفصل العشرون... بعد ان اخبره قدري باختفاءها لاسباب مجهولة ولم يجلس لدقيقة واحده ظل يبحث عنها فى جميع الاماكن التى زاروها سويا..لكنه لم يجدها...فضلا عن مهاتفتها طوال الوقت والنتيجة باءت بالفشل في كل مرة..لم يستطع التركيز فى عمله فاضطر ان يأخذ اجازة حتى يعيد تركيزه ... -مالك يا ياسر..بقالك يومين يا حبيبي مسهم كده؟؟.. ياسر بحزن .. -زمزم اختفت يا ماما...اختفت ومش عارف السبب ايه؟؟.. -يوووه...مش هنخلص بقي من البنت ديه؟؟..انا قولتلك مش هقبلها ف حياتنا تاني..مش هقبلها زوجة ليك.. تنهد ياسر بتعب قائلا .. -اهي اختفت يا امي..اختفت ولو حد السبب ف ده هيبقي انا..محدش غيري.. والدته باستغراب وبدأ القلق يتسلل الى قلبها.. -ليه يا ياسر انت اللى ورا اختفاءها ده ولا ايه يا ابني؟..الله يخليك ابعد عن المشاكل ديه كلها عمك قدرى زى ابوك وعشان كده رضينا نخليك تساعده ...ابعد عن المشاكل ديه يا ابني... تأفأف بضيق ونهض من مكانه واخذ هاتفه وخرج من المنزل بأكمله وتركها وراءه تنعي حظ ابنها ... ************************* بشقة المعادى. لم يتوقف رنين هاتف قدري منذ الصباح ذلك الشخص مجددا "غانم"...التقط الهاتف وضغط زر الايجاب عازما على انهاء ذلك الموضوع ... -ايوة يا غانم..غانم زمزم مكتوب كتابها على ابني....ايوة محدش يعرف فعلا لانه كان ع الضيق بسبب سفر ابوها...وابوها رجع حاليا قريب هنعمل الفرح ...طبعا يا باشا انت اول المعزومين...سلام .. اغلق الهاتف ورماه على الطاولة وهو يزفر بضيق.. -يا ستار راجل خنيق...اوف... سيلين باستغراب.. -فيه ايه يا بابا؟؟.. -مفيش يا بنتي من ساعة فرح سارة زميتلك واخوها ده عمال داير يطلبها مني..زهقت لا ومكفهوش هو عليا جابلي أبوه كمان .. ضحكت سيلين بخفة هاتفه... _ معلش بقي هو كده دايما..المهم انك خلصت منهم .. وذهبت حتي تجلس بجانبه ..ضمها والدها إليه وقبل رأسها قائلا بحنان ابوي.. _ وانت يا حبيبة بابا ..مش هفرح بيكي بقي..ده انت حتي مبتحبيش حد..بترفضي من غير سبب كده ..عاوز اطمن عليكي مع واحد يقدرك صح .. لم تجد داعي لاخفاء الأمر عن والدها اكثر من ذلك كما أنها لن تقولها له مباشرة... _ قريب يا حبيبي..قريب ان شاء الله...ادعيلي انت بس... وابتسمت بحب وهي تتذكر ذلك الشاب الثلاثيني...من خطف قلبها دون استئذان...مدرب التنس بالنادي الذي ذهبت إليه اكثر من مرة برفقة زمزم حتي يذهبا الي شقيقتها..."عمرو هاشم"... *********************** صقيع...الصقيع فقط ما يشعر به الآن من حوله...لم يتخيل بأسوء أحلامه أن تطلب الانفصال عنه...تهابه..وذلك ما كان يريحه من هذا الجانب..لكن الان ماذا حدث؟؟..هل تريد الانفصال عنه حتي تتزوج من اخر؟؟...تريد التسكع ...تريد التحرر منه...اندفع إليها بسرعة وامسك بخصلاتها يشدها بقوة المتها وصوته الغاضب يكاد يصم أذنيها.. _ عاوزة تطلقي؟؟...عاوزة تطلقي عشان تدوري علي حل شعرك؟؟..قابلتي مين ف النادي اللي بتروحيه قلبك عليا؟؟..قابلتي مين خلاكي تغيري من نفسك وتغيري شكلك ولبسك عشانه...انطقي.. حاولت التملص منه بقوة لكنها لم تستطع فهتفت بصراخ غاضب.. _ مقابلتش حد..انا مش خاينة زيك..مش خاينة عشان اروح اعرف راجل تاني وانام معاه زي م انت عملت ..انا مش زيك ..مش زيك ولا هكون..انت لعنه لعنه واتحطت عليا من ابويا جاحد وقاسي زيه...طول الوقت خايفة منك ..خايفة تضربني..خايفة ترميني برة وتاخد عيالي مني...خايفة ابويا يتفق معاك عليا زي م عمل ف زمزم...خايفة اتنفس براحة وانا معاك .. لو كنت خاينة كنت سمعت كلام اللي حبيته قبلك وابويا فرقني عنه بسببك... وقذفت له بالهاتف وهي تصرخ بهياج.. _ اهو..اقرا..اقرا وشوف كان بيحسسني اني ست وليا قيمة...سابني اختار اهرب معاه واخد عيالي بس انا مردتش ..قولت الطلاق اكرملي..ابعد عني بقي وسبني ف حالي .. وانخرطت في بكاء عنيف وشهقات متتاليه...تدلت شفتاه من الصدمة ضاق صدره مما تقول... _ كك...كنتي بتحبي واحد تاني؟؟.. ردت بصوت باكي... _ أيوة..واحد تاني حبيته وانا ف الجامعه وكان فقير وسافر برة عشان يرجع يتقدملي ويعيشني ف نفس المستوي..بس انت اتقدمتلي ولما قولت لبابا مش موافقة زعقلي...وقالي أنه عارف بموضوع اللي بحبه ده بس هو عمره م كان هيوافق..قالي أنه موافق عليك خلاص وهتحددوا الفرح بعد كام شهر... وده اللي خلاني أرفض انك تلمسني...بس انت قسيت عليا واخدتني غصب...اتعاملت معايا زيه ..موافقتي أو رفضي مش هيغيروا حاجة...كنت بدأت اعجب بيك بس انت موت الاعجاب ده بمجرد م بدأ ... مع كل كلمة تقولها كان صدره يضيق اكثر..الهواء ينقطع عن رئتيه...فك ازارار قميصه يحاول جلب الهواء لرئتيه.. _ مش عارف اخد نفسي...مش عارف اتنفس يا تمارا... ركضت إليه بخوف شديد عليه لا تريد خسارته...بالرغم من كل ما فعله بها هو افضل من ابيها... _ لا انت كويس اتنفس...اتنفس عشان خاطري...متسبنيش والنبي... غاب عن الوعي ولم يستطع الصمود اكثر فركضت هي الي الهاتف وطلبت سيارة إسعاف علي وجه السرعة وعادت تجلس بجانبه وهي تبكي وتحتضن رأسه بقوة... ********************** بمكان اخر...وقفت زمزم أمام ماكينه الصرافة ووضعت بطاقة الائتمان المصرفي بها تريد سحب المال وهناك يجلس ذلك السائق بسيارة الأجرة... _ انا هحاسبك ع مشاورين يا آنسة...هاخد بدل العطلة ديه...مليش فيه.. امين؟؟.. _ طيب..حاضر هقف اسحب فلوس وهجيبلك حقك وتمشي... اعتمدت علي سرعتها فى سحب المال حتي لا تطالها يد والدها مرة أخري...بالطبع يتابع حسابها الان حتي يصل إليها من خلال موقعها...بالطبع يسهل عليه معرفة مكان هوية ماكينه الصرافة التي تسحب منها المال.. سحبت المال بسرعة واعطت السائق حقه وأشارت إلي سيارة أخري ذهابا الي منزل ياسر...يجب أن توضح له كل شئ...تقص عليه معاناتها مع عائلتها جميعها...خاصة بعد أن فتحت الانترنت في هاتفها لتخبر ياسر بقدومها إليه...تفاجأت بتلك الرسالة التي جعلتها تبكي حزنا وفرحا ...وجدد دعواتها الي الله بأخذ حقها من كلاهما... وقفت السيارة أمام البناية التي يقطن بها ياسر ...أعطت للسائق الأجرة وهبطت منها تسير نحو البناية بحزن شديد وابتسامة مرارة تزين وجهها ...كانت تريد أن يكون هو اول من يمسسها... صعدت الي البناية ووقفت أمام الشقه...كان صوت ياسر ووالدته يكاد يزلزل البناية بأكملها من ارتفاعه وغضبه الذي وصل إلي عنان السماء... _ هتجوزها يا ياسر...هتتجوزها غصب عنك...زمزم ديه لا ..انت سامع؟؟.. لم تستطع سماع ما تقوله عنها...تشبعت روحها بالالام والظلم...يكفي ما عانته علي يد وقاص ووالدته ووالدها.... دقت الباب بقوة حتي يصل صوتها إليهم ويكفا عن الصراخ.. ذهب ياسر حتي يفتح الباب ففوجأ بها... _ زمزم!!!!... **************** قبل هذا الوقت بقليل... دق هاتف ناصر النوساني...التقطه ناصر بسرعة ورد بلهفة عندما شاهد رقم صديقه الذي طلب مساعدته للوصول الي ابنته... _ أيوة يا شاكر...ها وصلت لحاجة؟؟... _ أيوة يا باشا...هي حاليا سحبت فلوس من الAtm اللي عند بنك"""ف """"لو تعرفوا حد ف المنطقة ديه اكيد هتلاقوها راحت عنده... اغلق الهاتف واتصل بأخيه حتي يسأله عن اي شخص يعرفه بتلك المنطقة.. _ أيوة...عاوز ايه تاني يا ناصر؟؟.. _ قدري اسمعني مش وقت كلامك ده...تعرف حد ف """.. _ لا...معرفش حد ف المنطقة ديه اشمعني؟؟.. _ طب أسأل سيرين....هي كانت صاحبتها وتعرف عنها كل حاجة ... _ متعرفش حد هناك يا ناصر ...فيه ايه طيب؟؟.. تنهد ناصر بيأس فقد فشل في ايجادها .. _ زمزم سحبت فلوس من مكنة صرافة هناك ..وانا مش عارف هي ممكن تكون راحت فين...تعبت يا قدري تعبت.. _ انت السبب ... انت السبب يا ناصر... واغلق الهاتف بوجهه...اتصلقدري علي رقم ياسر يريد التحقق من شئ معين برأسه... _ ياسر زمزم جتلك؟؟.. _ لا...مجتش ولا بترد علي تليفوناتي حتي...انا قلقان اوي عليها ... _ هي احتمال تجيلك يا ابني ولو جاتلك طمني عليها....انا مش هرجعها تاني والله... اغلق الهاتف مع قدري وهو يدعو بداخله الا يكشف أمره ...نظرت اليه زمزم وامسكت بيده قائلة بشكر... _ شكرا انك انقذتني منهم يا ياسر..صدقني عمري م هنسالك الجميل ده... اومأ ياسر لها برأسه وشبح ابتسامة علي شفتيه الان باتت مهمته اصعب...كيف سيقنع والدته بوجودها؟؟..قدري من المستحيل أن يصدقه وسيبحث عنها بمنزله اولا...هز رأسه بضيق ويأس...الأمور تتعقد اكثر من اللازم وليس بيده شئ لحلها فماذا سيفعل؟؟؟... ***************** بغرفة وقاص ... كانت شيما تكاد تنفجر من غيظها وحقدها علي زمزم...كانت تظن انها فرطت بنفسها بالفعل لذلك ذهبت إليه حتي تخبره بما تعرفه لكن ما حدث كان العكس تماما..فقد نأي بنفسه بعيدا عنها وكل ما يشغل باله ايجاد زمزم فقط...بالامس عرضت نفسها عليه فكان رده نظرة واحدة جعلتها تنكمش في نفسها وتذهب حتي تخلد للنوم ... لكن اليوم اقسمت أن تقضي معه تلك الليلة ...بأحضانه ولن تتراجع عن حقها فيه....تريد أن تحمل طفله بأحشاءها خاصة وأن حزنه علي زمزم تحول الي حب خفي..لذلك تريد أن تربطه بجانبها بطفل يحمل اسمه ... دلف الي الغرفة ولم ينتبه الي التغيير الذي طرأ عليها من الاساس... اقتربت منه واحتضنته وقبلته علي وجنته قائلة بصوت رقيق... _ حمد الله على سلامتك يا حبيبي...يلا ادخل خد شاور كده وفوق..انا عملالك العشا بأيدي النهاردة.. رد عليها بجدية وصوت متحشرج.. _الله يسلمك...تسلم ايدك يا شيما...بس انا مش جعان وكمان تغير هدومي وانام...كلي انت... وازال يدها التي تحاول عنقه وتجاوزها...عضت علي شفتيها بغضب وحاولت معه مرة أخري... _ بس انا مش هيجيلي نفس من غيرك...وكمان عاوزة اقضي الليله دي مع جوزي حبيبي.. رد عليها وقاص بنفاذ صبر... _ وانا قولت اني مش قادر ولا جعان ...عاوز انام وبس لاني تعبان من الصبح...ومحبكتش النهارده تباتي ف حضني يا شيما ... هذه المرة لم تستطع السيطرة على نفسها وصاحت بغضب... _وتعبان ليه؟؟..تعبان م اللف ع رجلك ع المستشفيات والأقسام والمبالغ اللي بتدفعها يوميا عشان الناس اللي بيدوروا ع السنيورة...بس لما اجي أنا أطالب بحقي فيك وفي اني اخلف تقولي تعبان...بس قاضي لواحدة خاينه ...فاضي تجري وراها ...واحدة باعت نفسها عشان يا حرام مقدرتش تستحمل قعدتها كده...باعت نفسها برة وحرمتك تلمسها وكانت بترفضك... الي هنا وفقد صبره وأعصابه عليها وصفعها بقوة المتها وجذبها من شعرها... _ انا مفيش واحدة ترفضني يا شيما...واذا كنت بجيلك قبل كده ف ده لمتعتي ولأنه حقي...انا دافع فيكي...اوعي تنسي نفسك ...كنت حتة بياعة ف محل لا راحت ولا جت...الحظ لعب معاها شويتين وانا شوفتها ...وعجبتني...ف اتجوزتها... تتلمي وكني ف مكان بقي عشان قربت اقرف منك وازهق...ولو ده حصل هتطلعي من هنا زي م جيتي ،الفصل الواحد والعشرون... لم تبلغ والدته بمرضه حتي لا تمرض...تعرف معزته بقلبها فهو وحيدها علي ثلاث بنات تزوجن بأماكن مختلفة...هو فقط من جلس معها ورفض تركها رغم إصرارها... خرج الطبيب من الغرفة الموجود بها عابد فركضت تمارا نحوه... _ هو عامل ايه؟؟.. الله يخليك قولي...هو مكانش قادر ياخد نفسه.. _ اهدي يا مدام...ذبحة صدرية..ومن الواضح أنها بسبب ضغط أو حزن...لأنه ما شاء الله شاب وصحته كويسة جدا...ياريت يبعد عن الحاجة اللي مدايقاه... _ طب..طب اقدر اشوفه امتي؟؟.. _ بكرة بإذن الله لو عدي النهارده علي خير هيتنقل أوضة عادية وتقدري تقعدي معاه... اومأت برأسها للطبيب وجلست امام غرفة العنايه ... باليوم التالي...تم نقل عابد الي غرفة عادية فقد تجاوز مرحلة الخطر ...كان يرفض النظر إليها أو الحديث معها ...يتجنبها فقط حتي أنه تحامل علي نفسه حتي يأكل ويجعلها تقترب منه... امتدت يده الي الكومود الموج بجانبه حتي يجلب كوب الماء...فلم يستطع نهضت هي من مكانها بسرعة وامسكت بالكوب ومدت يدها به.. _ خد اهو... أدار رأسه الي الجهة الأخري قائلا بحدة خفيفة.. _ مش عاوز منك حاجة...للمرة المليون هقولهالك...امشي واطلبيلي امي وروحي اقعدي مع عيالك لحد م اخرج واريحك من الجوازة ديه ... _ مش هقدر امشي واسيبك يا عابد ..لما تخرج بالسلامة هنشوف حل.. صرخ بصوت افزعها.. _ قولت برة...والحل الوحيد لما اخرج من هنا هو اني هطلقك...هجيلك شقة تعيشي فيها انت وعيالك لانهم صغيرين لسه...برة بقي.. خرجت من الغرفة وهي تبكي بقوة من معاملته السيئة لها ...أمسكت حقيبتها واتصلت بزهرة حتي تأتي إليها .. _ الو...أيوة يا زهرة...انا ف مستشفي"""تعاليلي...لا لا مش انا ده عابد امبارح جتله ذبحة صدرية وانا ف المستشفي...بسببي يا زهرة بسببي... بعد مرور ساعة تقريبا كانت تمارا تراني بأحضان زهرة وتبكي بقوة وبجانبها ناير ينظر لها بأسي علي حالتها هي وزوجها... _ خلاص يا ناير ادخله انت وانا ههديها وادخل... اومأ برأسه ثم دخل الي الغرفة ... _ حمدالله على سلامتك يا درش...اجمد كده انت لسه شباب.. _ الله يسلمك يا سيدي...شباب!!...شباب فين بقي...انا عجزت خلاص رايح برجلي ع ال ٣٧ اهو.. وشعري ابيض..وشلت الهم يا ناير... كان يتحدث بمرارة تقطر من كلماته...وجع بجنبات روحه يشعر به جيدا..احس نفس الاحساس عندما رفضته زهرة بليلة زفافهما..ربت علي كتفه قائلا بنصح وابتسامة... _ عيال ناصر النوساني كلهم محتاجين الترويض يا عابد..اضعف واحدة فيهم عمرها م هتيجي بالشدة ولا بالغصب...هاتها ع الهادي...بالمناسبة صح..يوم فرحي عليها قالتلي انها مبتحبنيش...وزودت انها بتحب واحد تاني من عندها..بس انا صبرت وخلتها تحبني... هز رأسه نفيا وهتف بصوت حزين.. _ مراتك زودت مش فعلا بتحب واحد تاني...انا مختلف تمارا لسه بتحب اللي ابوها رفضه وجوزهاني بعدها...معركتي معاها خسرانة من قبل م تبدأ... _ اللي تمارا عملته دلوقتي يخليني اقولك انها بتحبك يا عابد ..انت مشوفتهاش بتعيط ازاي ...كانت منهارة دلوقتي ف حضن زهرة....صدقني... *********************** بعد مرور اسبوع ...دلفت زهرة الي غرفة الطبيب باران حتي تري نتائج التحاليل ..خرجت من المشفي منذ شهر كانت تقوم بعمل التحاليل كل اسبوعين واستطاعت التغلب علي نفسها ولم تتعاطي تلك السموم مرة أخري.. _ صباح الخير يا زهرة.. _ صباح النور يا دكتور...هي التحاليل فيها حاجة؟؟... _اممم..فيها وفيها يا زهرة... زهرة بنفي وخوف... _ والله انا مأخدتش حاجة..صدقني اكيد التحاليل بتاعتي اتلخبطت مع حد تاني..انا اخدت عهد علي نفسي اني مش هتعاطي تاني... _ اهدي..يا بنتي انا قولت اصلا انها فيها حاجة من ديه..انا بقولك التحاليل فيها حاجة بس محددتش ايه هي.. هتفت زهرة بصوت متوتر... _ طب فيها ايه طيب انا قلقت؟؟.. رفع باران التحاليل أمامها قائلا بابتسامة... _ التحاليل بتقول انك حامل... ظلت زهرة تحدق به ببلاهة مضحكة حتي ضحك باران بالفعل هاتفا من بين ضحكاته... _ ايه يا زهرة..مش انت متجوزة بردو...حامل ف اسبوعين يا ستي..يعني لازم تاخدي بالك من نفسك بقي... ودعت الطبيب وخرجت من المشفي بفرحة عارمة بعد ثمانيه اشهر واسبوعان بالتمام و الكمال ستنجب ثمرة حبها هي وناير الي الدنيا... ذهبت الي المنزل حتي تهيئ الجو لاخباره... بالمساء عاد ناير من الخارج ..لا تعلم تحديدا اين يذهب منذ الصباح وحتي المساء لكن لا يهم فهي تثق به ثقة عمياء.. تعلقت بعنقه بقوة .. _ حمد الله على سلامتك يا حبيبي.. حاوط خصرها بيديه ورفعها إليه قليلا يقبلها علي شفتيها بسرعة خاطفة قائلا بابتسامة.. _ الله يسلمك يا قلب حبيبك...عامله ايه ؟؟..انا اسف بس نسيت موضوع التحاليل ده خالص....بس هنروح بكرة .. ماشي؟؟.. حركت رأسها يمينا و يسارا بابتسامة... _ لا خلاص..انا رحت النهارده وكمان شوفت نتيجة التحاليل.. انزلها ناير ونظر اليها بغضب شديد وصوت حاد.. _ ازاي يعني تروحي لوحدك يا زهرة؟؟..انا مش قايل متعتبيش برا البيت من غير م اكون معاكي...كلامي مبيتسمعش ليه؟؟... نظرت اليه نظرات طفلة يوبخها والدها وقالت... _ والله الدكتور اتصل بيا وقالي لازم اجي النهارده عشان فيه حاجة ف التحاليل بتاعتي متستناش..ف رحت.. _ ولو...بردو تنفذي كلامي...انا مش هستحمل يجرالك حاجة تاني المرادي هموت بجد.. وضعت يديها على شفتيه بسرعة قائلة بحب وصوت رقيق للغاية.. _ بعد الشر عليك...متقولش كده تاني...عاوز تسيبني يعني؟؟.. وامسكت بيده تضعها علي بطنها المسطحة قائلة بابتسامة... _ عاوز تسيبه هو كمان؟؟..اممم انا حامل...حامل ف اسبوعين وانا معرفش ... حملها ناير ودار بها بفرحة عارمة مختلطة بضحكاتها التي ملأت المكان بأكمله حتي صمت أذنيه عن صوت والدته وزوجته الأخري ومضايقتهم له...هي فقط من يهمه أمرها ... ************************ بمنزل عابد سلمي... طوال ذلك الاسبوع وتحديدا بعد حديث ناير معه..كان يريد اختبارها جيدا..لم يتوقف عن الطلبات بطريقة مستفزة حتي يثير حنقها وتفلت اعصابها...لكنه لم يري شئ من هذا القبيل فقط الطاعة والراحة ما شاهدها عليه منذ مرضه... _ هاتيلي ميه.. _ حاضر... وقفت امام الكومود وامسكت الدورق تصب الماء بالكوب... _ لا ...مش عاوز الكوباية ديه...مبحبش اشرب فيها...هاتيلي كوباية تانية... اومأت برأسها بهدوء وذهبت حتي تجلب كاسة أخري وعادت ...وضعت بها الماء واعطتها له... _ جعان..ومش عاوز فراخ ..عاوز محشي ودلوقتي... ابتسمت رغما عنها ولم تستطع كتمانها اكثر من ذلك.. قصص _ حاضر هعلك محشي...بس ده هياخد وقت...تحب اجبلك حاجة تانيه تاكلها عقبال م اخلص؟؟.. _ لا..مش عاوز وياريت تبطلي ضحك وتروحي تعمليلي الاكل...اهو استفاد منك بحاجة.. بعد مرور ساعتان وضعت تمارا الصينية علي الفراش... _ اهو ...اتفضل كل عشان العلاج... _ عامل بإيدي يعني!!...انت مبتفهميش...قومي هاتي شوكة... نهضت من مكانها واقتربت منه ودست يدها بالطبق وامسكت بواحدة من الملفوف..ورفعتها أمام فمه... _ اولا انت مبتاكلش المحشي بشوكة...بتحب تلبص بإيدك زيي...ثانيا بقي انت مبتحبش تاكل المحشي بالليل كده...ثالثا وده الاهم...انا بحبك... ودست ما بيدها بفمه...وابتعدت عنه حتي تخرج من الغرفة عندما اوقفها عابد قائلا... _ مفكراني هصدقك بقي؟؟..انا مش عارف أمتي اخف وأقوم علي رجلي عشان اخلص منك وامحيكي من حياتي نهائي..اطلعي برة واوعي تيجي هنا تاني ...مش عاوز منك حاجة... خرجت من الغرفة وذهبت الي غرفة اطفالها وبكت بقوة علي جرحه لها بهذا الشكل وإهانتها طوال الأسبوع الفائت ********************** تدهورت حالة ناصر الصحية كثيرا بعد اختفاء ابنته...وبعد ابنتيه الاخريتان عنه ...تحامل علي نفسه اليوم وارتدي ملابسه حتي يذهب لتمارا ويدعو ابنته الأخري وزوجها...يريد العيش معهم وسطهم..لا يريد أن يموت وحيدا ...سيظل يبحث عن ابنته الصغري حتي الرمق الاخير لكن الان عليه اصلاح علاقته بتمارا وزهرة... خرجت من الغرفة حتي تفتح الباب فتفاجأت بوالدها أمامها ..تسمرت مكانها ولم تدعوه للدخول حتي... _ هتطرديني يا تمارا ؟؟.. _ للا..لا اطرد حضرتك ازاي ...اتفضل.. دلف ناصر الي الداخل بهدوء وجلس علي المقعد منتظرا دخولها وراءه...أجبرت ساقيها علي التحرك وتتبعته الي الداخل... _ جوزك فين يا تمارا ؟؟.. _ جوة.. _ عامل ايه دلوقتي؟؟..بقي كويس؟؟... _ ااا..أيوة الحمد لله .. _ الحمد لله ..طيب ...اطلبيلي زهرة خليها تيجي هنا ...انا طلبت ناير علي هنا بس هي قالتله مش هروح...ف ياريت تطلبيها لاني عاوز اتكلم معاكوا انتو الاتنين .. اومأت برأسها والتفتت حتي تجلب هاتفها لكنها عادت تسأله مرة أخري بتردد.. _حضرتك لاقيت زمزم؟؟.. _ لا..ملقتهاش...بس هلاقيها..مش هسيبها الا لما الاقيها ..روحي يلا.. بعد مرور ساعتان تقريبا...ذهبت تمارا حتي تفتح الباب لشقيقتها وزوجها ...سارت معها زهرة بخطوات مرتعشه لاحت أمامها ذكري زمزم وما فعله بها والدها تلقائيا وجدت نفسها تتشبث بيد ناير بقوة حتي دلفا الي الغرفة الموجود بها وجلست بجانبه رافضة حتي أن تصافح والدها.... _ عارف أن محدش منكوا انتوا الاتنين طايقني...بس انا لازم اتكلم معاكوا...ولازم تسامحوني وتنسوا...مش هقدر اب عنكو وابقي منبوذ كده... انا جمعتكوا انتوا كمان معاهم عشان فيه حاجة خاصة بيكوا...اللي عاوزة تطلق فيكوا انا مستعد اطلقها...هطلقها وهتيجي تعيش معايا معززة مكرمة...عمري م تدخل ف حياتها تاني...مش هقدر اكمل كلامي الا لما اعرف مين فيكوا عاوزة تطلق؟؟... امسك ناير بكف زهرة ولثمه بقبله رقيقه أمامهم ولم يخجل وهتف بقوة .. _ انا عمري م هطلقها يا عمي ...زهرة حياتي كلها ...انا بحبها وهي كمان بتحبني...وبعدين احنا مستنيين نونة..مينفعش تيجي وتلاقينا منفصلين ولا فيه بينا اي مشاكل اصلا... ابتسم ناصر بفرحة لهما لكنه داري ابتسامته حتي يأخذ رأيها اولا... _ وانت يا زهرة ..عاوزة تطلقي ولا لا؟؟.. ردت زهرة محاولة التغلب على خوفها من والدها .. _ لل..لا...مش عاوزة أطلق انا عاوزة افضل مع ناير...انا بحبه... اومأ برأسه بفرح شديد...ازال عن كاهله ذنب واحده منهم... التفت إلي تمارا وباغتها بالسؤال .. _ عاوزة تطلقي يا تمارا ؟؟؟... توقفت أعضاءه كاملة ...أصبح علي حافة الانهيار ...يكاد يتوقف قلبه من شدة خفقانه..بالتأكيد ستطلب الطلاق وبالتأكيد أيضا أن والدها سينفذ لها ما تقوله...نظر إليها ينتظر قرارها...حتي لو كان تصريحها بحبها له صادق فهي لن تتحمل الإهانة مرة أخري وامامها والدها يمد يد المساعدة لها ... عاد ناصر يسألها من جديد قائلا... _ عاوزة تطلقي يا تمارا؟؟؟... اخذت نفسا عميقا ورفعت نظرها إلي والدها وهتفت.... الفصل الثاني والعشرون... _ أيوة... كلمة فقط هوت بروحه الي الجحيم ..رغم أنه هيأ نفسه وكان يعلم قرارها من البداية إلا أن رفضها له أمامهم جميعا جرح رجولته... اغمض ناصر عينيه بألم علي حالهم...يشعر بالذنب تجاه الاثنين بقوة... _ طلقها يا عابد...طلقها يا ابني كفاية اللي كل واحد فيكوا شافه.. هنا تحدثت زهرة معنفة شقيقتها... _ انت كدابة ...مطلقهاش من عابد يا بابا...اتصلت بيا لما كان ف المستشفي ولما روحتلها قالتلي انها بتحبه..وأنها عمرها م حبت الواد بتاع الكلية ده ... دمعت عينا تمارا وهتف توقف زهرة... _ اسكتي يا زهرة ..اسكتي انا مبحبش حد... صاحت زهرة بغضب... _ لا انت كدابة...لغاية امبارح كنت بتقوليلي انك بتحبيه حتي وهو بيعاملك وحش...كفاية قرارات غلط ف حياتك بقي...من الاول اتجوزتيه ولما المأذون سألك قولتي موافقة زي الجردل...وعشتي عيشة ما يعلم بيها الا ربنا...ودلوقتي بعد م حبتيه وهتعيشي مرتاحة معاه عاوزة تطلقي!!!...الحاجة الوحيدة اللي المفروض تعاقبيه عليها هي جوازه عليكي...مش حاجه تانية...انت كمان غلطي ف حقه...انت مقولتيلوش انك مش عاوزاه...مش ذنبه انك جبانه... احتفظ عابد بثباته أمامهم رغم رغبته الجامحة في ضمها الي صدره واشباعها تقبيلا.. _ انا مش هطلقها يا عمي...عيالي يمنعوني اني اعمل كده..عدي وسجدة مقدرش اعيشهم مشتتين كده بيني وبين امهم.. رغم سعادة ناصر بأن العشق دق باب ابنته تجاه زوجها إلا أنه رفض التخلي عنها فلم يلتفت إلي ايا منهم وهتف موجها حديثه لها... _ قومي يا حببتي البسي وهاتي عيالك...تعالي قضي معايا اسبوع ولا حاجة لغاية ما تاخدي القرار اللي يريحك...محدش هيضغط عليكي ... حاولت زهرة الحديث لكن ضغط زوجها علي يدها أوقف الكلام بحلقها ...اما عابد فتركها حتي تتخذ قرارها دون تأثير عليها من احد... رفعت بصرها الي إلي ابيها غير مصدقة لما سمعته منه ...والدها يسلمها زمام أمورها ...لها وحدها...دون تدخل منه أو فرض رأيه عليها... تحدثت بسعاده ظهرت بصوتها... _ حاضر...حاضر يا بابا هاجي معاك... ونهضت من مكانها ذاهبه للغرفة حتي تجلب كم قطعة ملابس لتكفي مكوثها في بيت والدها واتجهت الي أبناءها حتي توقظهم... ****************** بشقة المعادي.. يجلس قدري أمام ابنته التي أصبحت كثمرة الطماطم غير قادرة علي ايضاح الموضوع كاملا لوالدها...فقد طلبها عمرو اليوم منه دون أن يقول لها... _ يا سيلا قولي بقي...كده كده انا فهمت الحوار كله...انت تقوليلي أنه قريب هفرح بيكي...وبعدين ييجي هو علطول يطلبك مني...ولما انا اجي اقولك علي عريس جاي يتقدملك تتكسفي وتحمري... _ والله يا بابا كنت هقولك...بس فعلا اتكسفت خصوصا يعني أن أول معرفتنا كانت بخناقة... وبعدين الموضوع أطور.. جذبها قدري من ذراعها واحتضنها بقوة وقبل جبينها بحب وعاطفة أبوية... _ يا عبيطة بقي حد يتكسف من ابوه!!..انا اصلا حبيته من ساعة م دخل عليا كده...وبكرة كل المعلومات هتجيلي عنه...بس عاوزك متكلمهوش لغاية م أسأل عليه...اوعي تصغري نفسك قدامه...ولا تصغريني يا بنتي... اومأت براسها وعادت تحتضن والدها من جديد... ***************** بالمنزل الذي تقطن به زمزم ...الشقة المجاورة لشقة ياسر وعائلته...والدته تعاملها معامله سيئة للغاية وهي لا تعلم لماذا؟؟... ذهبت الي المحامي الذي دلتها عليه احدي صديقات سيلين وأخبرته في رغبتها بالحصول علي الطلاق دون علم زوجها حتي يتم...اخبرها أن الموضوع سهل للغاية ...طلبت منه البدء بالاجراءات اليوم ستتحدث مع ياسر ووالدته...يجب أن يعلم كل شئ عنها ويسامحها ففي النهاية هي ضحية وتلك الخطيئة التي ارتكبتها كانت غلطة غير مقصوده منها...فهي بحثت عما ينقصها.. أما الآن فستتحدث الي والدته حتي تعلم لما تكن لها ذلك الكره ؟؟..يجب أن تتخذها أما ثانية لها بعد والدتها التي كانت متعلقة بها بقوة رحمها الله... فتحت الباب فوصلها صراخ ياسر ووالدته ...شئ متكرر اعتادت عليه فمضت نحو الباب حتي تمنعهم من استكمال تلك الوصلة ...لكن حملة والدته خرقت أذنها ... _ مش هتتجوزها...مش هتتجوز واحدة خرج بيت وكانت بتخونك جوزها معاك...البت ديه تمشي من شقتي ...مش عاوزة اشوف وشها نهاااااائي ... _ يا ماما...يا ماما حرام عليكي مش هبقي انا واهلها عليها كفاية كده...انا بحبها... _ حبك برص...خانت جوزها بكرة تخونك.. صرخ ياسر بوالدته بنفاذ صبر يسرد علي مسامعها تفاصيل الحكاية كلها غافلا عن تلك التي فقدت القدرة علي الحركة أو التحدث حتي...بعد أن استمعت لكلامه وتيقنت من خداعه لها عادت مرة أخري الي شقتها تجمع حاجياتها...كتب عليها الشتات في الارض...والغدر من اقرب الناس اليها...من سلمته قلبها وتحملت ماتحملته بسببه كان متأمرا مع عمها عليها ...جمعت كل شئ لها بهذا المنزل وغادرت المكان بأكمله...أوقفت سيارة اجرة وهتفت قائلة للسائق.. _ المقابر.... ******************** دلفت تمارا إلي المنزل برفقة ابيها وهو يحمل سجدة ويمسك بيد عدي رافضا تركهما مطلقا... _ طب هات سجدة يا بابا عشان متتعبكش... قبل ناصر الصغيرة بوجنتها الناعمة قائلا بحب.. _ لا...هي مش تعباني...انا بحبها وعاوزها تفضل معايا...خلاص طول م انت قاعدة هنا عمري م هسيبهالك... ابتسمت تمارا بحنين الي تلك الأيام التي كانت فيها مع والدتها تحملها وتهدهدها وتتركها تتدلل عليها ... _ انا هدخل انام يا بابا...عاوز حاجه؟؟.. _ لا يا حببتي اطلعي انت ...تصبحي ع خير.. _ وانت من أهله يا بابا... صعدت تمارا الي غرفتها فقد اشتاقت إليها ..كما اشتاقت لتمار...تري اين هي الان؟؟..اين ذهبت وماذا حدث لها؟؟... أنهما بحزن شديد علي حال شقيقتها والتي لا تعلم عنها شيئا...أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما... التقطت الهاتف وفتحت الرسالة كانت مرسلة منه...احمد نصران شخصيا... " تمارا عدي اسبوع...انا عاوز قرارك وايا كان ايه هو ف انا هحترمه"... _ احمد أنا لما كلمتك كلمتك عشان أسألك انت مين لأنك كنت بدأت تعملي مشاكل فعلا مع جوزي..وكمان انا بحب جوزي ومش كل واحدة عندها شوية مشاكل مع جوزها تبقي تعيسة أو مبتحبوش...بالعكس أنا بحب جوزي جدا...عمري م جه ف دماغي اني اسيبه بالطريقة المهينة ديه أو اني اخونه من الاساس...واللي خلاني استمريت اني اكلمك بعد م عرفت انت مين ...اني معتبراك صديق...صديق مش اكتر وانت فهمت معزتك عندي ديه غلط... جاءها الرد بعد ثوان معدودة... " انا اسف...انا فعلا فهمت غلط..انسي اي حاجة انا قولتهالك ...واعتبريني احمد نصران صديق الكلية القديم...زي م كنت صديق لسلمي صاحبتك...اتمنالك السعادة من كل قلبي يا تمارا "... وبذلك اغلقت صفحة احمد نصران وتمارا للأبد...الان عصر عابد سلمي وتمارا النوساني... ********************** بعد مرور شهر... جلس عابد أمام ناصر يطلب منه رؤية تمارا...مضي شهر وهي تتجنب الحديث معه...أبلغت رسالتها إلي والدها حتي يبلغها إليه بالحرف.." قوله مش هيشوفني نهاااااائي لحد م انا أقرر...قوله اني بعاقبه علي جوازه عليا...مهما عملت مكانش ينفع يتجوز عليا"... ورغم اعتراض ناصر لم يستطع التفوه بحرف سوي النصيحة فقط... كان كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد رؤيتها بأي طريقة يريد اخبارها بشئ من المؤكد أنها ستقبله عليه... _ يا عمي...يا عمي حرام كده والله...بقالي شهر مش عارف أشوفها..هي مراتي والله مراتي... _ اعمل ايه يا ابني طيب...انا ببلغك اللي هي بتقوله...اهي عندك فوق ف اوضتها طلعوني انا منها مليش دعوة انا... نهض من مكانه وسار باتجاه الدرج قائلا... _ أيوة ...حضرتك ملكش دعوة...ده انا قربت احب علي نفسي... بالغرفة كانت تمارا تتحدث بالهاتف فشهقت بعنف عندما فُتح الباب ودخل منه عابد فأغلقت الهاتف بسرعة... _ فيه ايه ؟؟..حد يدخل علي حد كده؟؟... ايه الطريقة الزفت ديه ؟؟... كانت ترتدي عباءة بيتية دون اكمام لونها اسود يتناقض مع بياض بشرتها وبها نقاط حمراء وتسدل شعرها علي ظهرها برقة... اقترب منها عابد واسقطها علي الفراش وهو فوقها وقبلها بقوة وشوق...تمنعت بالبداية ثم تجاوبت معه...اشتاقت له أيضا كما اشتاق اليها ...بادلته قبلته بقوة ولفت ذراعيها حول عنقه تطالبه بالمزيد غير عابئة بالمكان الذي توجد به...اما هو فكان اكثر من سعيد وهو يلبي رغبتها حتي يطفئ نار شوقه إليها نزع چاكيت بذلته بمساعدتها كما ساعدها هو في الخروج من لباسها الضيق ذاك... ********************* بقصر النوساني... دلف وقاص الي الغرفة حتي يري اذا كانت تجهزت كما طلب منها أن لا...لكنه وجدها تجلس على الفراش وامامها حقيبة ملابسها ...اقتربت منه بسرعة وهي تبكي وتترجاه... _ الله يخليك يا وقاص مطلقنيش...صدقني عملت كده من غيرتي عليك... دفعها بعيدا عنه قائلا بغضب مكتوم.. _ غيرتك عليا تخليكي تكلميها وتحذريها اننا عرفنا مكانها!!!...مفكرتيش ف ابوها اللي هيموت عليها ولا اخواتها ؟؟؟..سبق وقولتلك قبل كده متنسيش نفسك لاني اتجوزتك اعجاب...اعجااااب مش اكتر...حذرتك تحاسبي علي تصرفاتك يبقي تستاهلي يا شيما... والله..لو لاقيتك ف طريقي لاموتك هيبقي علي ايدي ...انت طالق...برة... خرجت شيما من الغرفة تجر أذيال الخيبة وراءها وتبكي...منذ اسبوع تقريبا استمعت الي سيلين وهي تتحدث الي زمزم...اخذت هاتف سيلين دون علمها واخبرت زمزم أن سيلين خانتها واخبرتهم بمكانها ويجب عليها إلا تتصل بها مجددا لأنها خائنة...ولكن سيلين سمعتها وصاحت بجميع من بالمنزل حتي يعلموا حقيقة تلك الحية الموجوده بينهم...فما كان من وقاص سوي ضربها وبعدها طلب منها جمع حاجيتها والقي اليمين عليها لا يريدها بحياته ابدا....يريد زمزم...زمزم فقط..والتي اضاعتها تلك الغبية من بين أيديهم ... الفصل الثالث والعشرون.. كانت تتوسط صدره العاري وتحتضنه بحب لا تصدق ما عاشته خلال الدقائق الماضية...لم تشعر بحلاوة ذلك الوقت بينهما سوي اليوم فقط...كانت تتابع خلجاته بلهفة وشوق...كان يهمس لها بحبه وولعه بها..ولم تبخل هي عليه لم تتشنج أو تبكي كالسابق فقط الابتسامة المحبه وتأوهات استمتاعها بدلا من نفورها كالسابق... كان يعبث بخصلاتها بحنان بالغ ثم قبل رأسها قائلا... _ بحبك يا تمارا...بحبك وعمري م حبيت زيك ولا قبلك ...انت قعدتي علي قلبي من زمان وربعتي ..احتلتيني خلاص...بقيتي النفس اللي بتنفسه لو بعدت عنك بس امووووت .. نقرت بأصابعها علي صدره قائلة برقة.. _ بعد الشر عليك متقولش كده...انا كمان بحبك ...بحبك من ساعة ما قدرت خوفي يوم جوازنا...بس انت بقي اللي بهدلت الدنيا باللي انت عملته ... _ خلاص بقي...مش عاوز نحكي عن اي حاجة حصلت زمان...زمان ده كان غلطي وغلطك...وقبلنا غلط ابوكي...بس دلوقتي خلاص... تملصت منه وتسطحت علي بطنها ووجها أمامه قائلة بغضب مصطنع... _ وانت مفكر اني هروح معاك ولا ايه ؟؟..انا مش ناسية يا استاذ انك اتجوزت عليا..لا وكمان كنت بتروحلها وبتجبهالي البيت ...اللي حصل دلوقتي ده حصل عشان انت كنت واحشني بس انا مش هروح معاك ... قرص وجنتها بقوة آلمتها قائلا بجدية وصرامة... _ هتروحي معايا...مفيش قعاد هنا تاني خلاص...انسي.. تمارا بعناد... _ لا مش هروح معاك..وبابا تحت هقوله مش عاوزة اروح وهو هيقعدني معاه... امسك بيدها يقلبها علي ظهرها وهو فوقها يقول بصوت مغرِ... _ تفتكري بابا لما يعرف احنا عملنا ايه ف البيت الطاهر ده هيسيبك تقعدي هنا ثانية واحدة؟؟..ابدا ده حتي يصعب عليه مجهودي... ضربته تمارا بخفة بصدره قائلة بشهقة.. _ يا قليل الادب.. هبط برأسه علي رقبتها المسكينة ذو العلامات باحثا عن مكان آخر حتي يترك علامته هناك .. _ طب تعالي بس اما اقولك حاجة الاول وبعدين نشوف موضوع تروحي ومتروحيش ده.. تمارا بخجل .. _ بس بقي كفاية قلة ادب احنا ف بيت ابويا... نظر إليها بنصف عين قائلا بتهكم... _ والچاكتة اللي قلعتيهاني..كنا فين ساعتها ف القرية الذكية!!..اتعدلي يا بت... أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته يغير مساره من رقبتها الي فمها حتي يسكتها بطريقته... ******************** "زهرررررررة.... فزعها صوته فسقط منها ما كانت تحمله وتحاول إخفاءه عنه.. اقترب منها ناير ونظر الي الارض باحثا عن الشئ الذي سقط واحدث هذا الصوت ...انحني وجلب واحدة من ثمرات الخوخ الواقعة أرضا وسار ناحية زهرة بملامح غاضبة...كانت زهرة تفرك يديها ببعضهما حتي لا تحك رقبتها وذراعها أمامه ... _ انا مش قايل لا؟؟..انطقي.. عضت علي شفتيها السفلي بحرج وهتفت بصوت ضعيف... _ م انا مأكلتش اهو وسمعت الكلام... امسك بذراعها يكشف عنه مشيرا الي تلك العلامات قائلا بصوت حاد.... _ ودول!!..دول من ايه ..مش قلنا خوخ لا...عشان الزفت الحساسية اللي عندك..مبتسمعيش الزفت علي راسك ليه؟؟.. هتفت بصوت باكي... _ م انا بحبه طيب...وكمان أتوحمت عليه...اعمل ايه طيب... _ تعملي ايه طيب؟؟...تبطلي فجع ..اتنين كيلو خوخ تاكليهم كلهم وتملي جسمك حساسية وتقوليلي اعمل ايه !!.. عارفة دواكي ايه ؟؟.. هتفت مسرعة.. _ لا لا خلاص مش هاكله تاني .. _ م انت مش هتاكليه تاني فعلا...والله العظيم لو لاقيت بذره خوخ واحدة بس لاخبطك بيها ف دماغك...ده الحساسية قربت تطلع علي وشك ...هتلبسي ولا ايه؟؟.. اومأت برأسها قائلة... _ أيوة هلبس...بابا لازم يعرف أن زمزم كلمتني امبارح...كفاية اوي القلب اللي جاله من زعله عليها .. اومأ برأسه موافقا وهتف بأسف... _ اللي انت هتعمليه صح...وزمزم لازم ترجع ابوكي تعب اوي عشان يلمكوا حواليه...كفاية كده سامحوه بقي....لسه مسامحتيهوش يا زهرة؟؟.. أرجعت خصلاتها خلف اذنها وهتفت بصوت منخفض... _ سامحته ف اللي يخصني كله والله...خصوصا اني فزت بيك وانت مأسأتش ليا نهائي...بس انا مش قادرة انسي يوم م روحتله وعمل اللي عمله ف زمزم ...غصب عني خايفة منه ...ممكن يكون ضعف بس انا مش ناسية اللي شفته..كمان زمزم بقت كئيبة اوي لما بجبلها سيرة ياسر بتقعد تعيط... ربت ناير علي كتفها يواسيها وهتف... _ طيب ..روحي البسي يلا ... ذهبت زهرة حتي ترتدي ملابسها كان ناير ينظر في إثرها بخوف من القادم...بالاسبوع الماضي تخلص من ذلك الرابط الذي يربطه بندي...لكنها اقسمت علي تخريب حياته ومن وقتها وهو يصر علي زهرة أن تقص عليه تفاصيل يومها كاملا حتي يتأكد من صدقها... ***************** بقصر النوساني ... تجلس السيدة نجاة أمام زوجها.... فقد أن عاد إلي المنزل حتي يستقبل خطيب ابنته وأهله حتي يتقدم لها ...لا يريد تصغير حجمها أمامه.. بالامس تم كل شئ ...والاتفاق على موعد الخطبة بوجود والدتها وأخيها وعمها وابنتيه ..كانوا فرحين لها كثيرا...بعد أن تم الاتفاق احتضنتها والدتها بقوة ودمعت عيناها بفرح ...اما أخيها فقد قدم لها هدية قيمة وقام باحتضانها بفرحة عارمة... واليوم التالي جمع قدري اغراضه واستعد الذهاب الي شقة المعادي مرة أخري...لكن السيدة نجاة لها رأي آخر فقد دخلت الي الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست أمامه حتي يصلا الي حل وسط... _ خير؟؟..عاوزة ايه يا نجاة؟؟.. نجاة بجدية.. _ عاوزة اتكلم معاك يا عبد القادر... ينفع؟؟.. تنهد بتعب واومأ برأسه فتابعت هي بصوت جامد... _ عاوزاك متمشيش ولا تبعد بنتي عني...عاوزاك تسامحني عشان وقاص وسيلين يسامحوني ... _ مفيش ف أيدي حاجة يا نجاة..عيالك عندك ورغم اللي عملتيه الا اني مقدرتش ابعدك عن حياتهم لما جالها عريس كان لازم انت تبقي ف الصورة لأنك امها وحد مهم ف حياتها طبعا...ووقاص كمان عندك وتقدري ترجعيه ليكي...بكرة أن شاء الله يلاقي واحدة تستاهله ويستاهلها وتفرحي بيه بجد المرادي... دمعت عيني نجاة بضعف لأول مرة.. _ ليه مصر تطلعني وحشة!!..ليه بتحسسني اني مراتك وخلاص؟؟..ليه مبتغرش عليا...مبتاخدنيش تفسحني...ليه دايما بتوجعني ع حاجة مليش ذنب فيها... تفاجأ قدري من ضعفها الجديد عليه أمامه وتوتر اجتاحه...طريقة كلامها غير مطمئنة بالمرة.. _ ااا...ايه اللي انت بتقوليه ده؟؟...انا بحب... قاطعته بعنف شديد.. _ كداب....كداب يا قدري متكملهاش...عمرك م حبتني...مش هنبش ف القديم ولا هطلب الطلاق عشان عيالي...بس انت السبب ف كرهي لزمزم...ببساطة لأنها نسخة منها...وانت بتحبها...بدافع عنها ...بتقعد قدامها بالساعات تتغزل ف جمال امها فيها لأنها نسخة منها...مدتنيش فرصة اخليك تحبني ...حرمتني اني اخلف تاني عشان كنت بحس معاك اننا بنرتكب زنا... مش عاوزاك تمشي يا قدري لاني بحبك...بحبك مع الاسف... وخرجت من الغرفة كما دخلت ...بهدوء شديد...دلفت الي غرفتها سابقا والتي انفصل عنها قدري واكملت بكاءها..لم تكره مادلين يوما كانت بالنسبة لها سلفتها فقط لكن عندما بدأت تري نظرات الحب بعيني زوجها تجاه مادلين كرهتها تلقائيا...حزنت عليها بعد موتها خاصة وأنها تركت ثلاثة بنات لزوجها الذي لا يهتم بشئ سوي عمله .. تجدد كرها لزمزم عندما بدأت تكبر وتصبح شابة ..وشاهدت الشبه الواضح بينها وبين والدتها ..عيناها الزرقاء شعرها البرتقالي الغريب...بياض بشرتها ...رقتها ونعومتها...كل شئ ..وبعدها إصرار زوجها علي وقاص بضرورة زواجه من ابنة عمه بعد ما حدث لها... لم يكن من الصعب عليها معرفة السبب الحقيقي وراء ضغطه علي وقاص للزواج منها باختصار يريد مادلين الصغيرة ببيته... ********************** بمنزل ناصر النوساني... دلفت زهرة برفقة زوجها الي المنزل تبحث عن تمارا حتي تخبرها بقرارها في اخبار والدها بتواصل زمزم معهم حتي يستطيعوا تحديد مكانها ويأتوا بها... صعدت الي غرفة تمارا مباشرة وفتحت الباب دون أن تستأذن بالدخول اولا...وبالطبع لم يكن الوضع الذي وجدت عليه اختها وزوجها لائق... _ تمارا..انت قررت اقول لبابا أن..هيييي شهقت بعنف وخرجت من الغرفة مسرعة بعد أن تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تراهم في ذلك الوضع... بالداخل تسمرت تمارا مكانها وخجلت عندما وجدت شقيقتها تدخل عليها الغرفة...بالطبع لم يخبرها أحد بوجود عابد وإلا كانت استأذنت قبل الدخول بالاعصار هكذا...تفاجأ عابد ايضا وتوقف عن تقبيل تمارا التي اغمضت عيناها بقوة فهتف بصوت متحشرج... _ افتحي عنيكي...هي مشيت خلاص...كان المفروض تخبط اصلا.. فتحت تمارا عيناها وهتفت... _ اكيد محدش قالها انك هنا...لغاية اول امبارح جت ودخلت عليا بنفس الطريقة كده...هي مش قصدها اكيد... _ طيب...حصل خير...قومي يلا خدي شاور كده وننزل تحت...هنقعد مع ابوكي النهارده وهتروحي معايا بالليل... _ مش هر... قاطعها بصرامة وقوة... _ قولت هتروحي...كفاية دلع بقي...يلا...ولا اقولك تعالي ناخد الشاور مع بعض... انطلقت ضحكة تمارا الفرحة وهي تراه يستعد لحملها الي المرحاض.. ****************** بالاسفل ...ركضت زهرة الي مكان جلوس ابيها وزوجها بتوتر ووجنتيها محمران مما شاهدته بالاعلي...ذهبت إلي ابيها وامسكت بيده تقبلها ثم احتضنته ... _ عامل ايه يا بابا؟؟... ربت ناصر علي رأسها بحنان ابوي.. _ الحمد لله يا حبيبة بابا...انت عاملة ايه والواد اللي جوة ده عامل ايه؟؟.. زهرة بابتسامة... _ الحمد لله يا حبيبي... وجلست بجانبه زوجها الذي استطاع رؤية توترها بوضوح ...انشغل ناصر وقام بنداء الخادمة حتي تبعث بأحد لعابد وزوجته في الاعلي... اقترب ناير من من أذن زهرة قائلا بتساؤل... _ مالك ...متوترة ومحمرة كده ليه ؟؟.. _ مم..مفيش.. _ لا فيه ...قوليلي فيه ايه يلا ؟؟.. زهرة بخجل وصوت منخفض... _ مفيش اصل انا طلعت لتمارا للاوضة وفتحت الباب مرة واحدة زي ما بعمل عادي يعني ...للل..لاقيتها هي و..عابد يعني ااا... ضمها ناير الي صدره وضحك بقوة حتي ادمعت عيناه... _ عشان تتعلمي بعد كده تخبطي الاول متبقيش زي المدب كده وتفتحي الباب علطول .. ضربته زهرة بصدره حتي يتوقف عن الضحك وهي تنظر له بغضب شديد... بعد مرور دقائق ...جاءت تمارا برفقة زوجها وهي تخفض رأسها غير قادرة علي وضع عيناها بعينيهم جميعا تشعر وكأنهم جميعا رأوا ما كونوا يفعلونه... كان أول من تحدث بهذه الجلسة ناصر قائلا ... _ يلا يا ولاد الاكل ع السفرة عند البيسين ...قولت ناكل برة النهارده الجو حلو... ساروا جميعا باتجاه طاولة الطعام وجلسوا عليها يتناولوا طعامهم ... بعد أن انتهوا من تناول الطعام اخذت زهرة نفسا عميقا والتفتت إلي والدها قائلة بعزم ... _ بابا...زمزم بتتصل بيا انا وتمارا...هي طبعا قالتلنا منقولش لحد انها بتكلمنا... ولما انا قولتلها مينفعش ولازم ترجع مقالتليش علي مكانها....بس بتتصل بيا وبتقعد بالساعات تكلمني انا وتمارا..انا قولت لحضرتك عشان زمزم لازم ترجع... انا معرفش حصل بينها وبين ياسر ايه بس الظاهر انها سابته...واتخلت عننا كلنا..حاولت اني أشوفها اكتر من مرة بس هي كانت بترفض.. هبطت دموع ناصر وهو يسمع عن ابنته الغائبة ما يطمئنه علي وجودها وأنها سالمة...لكن ترفض وجوده بحياتها...ترفضه وترفض رؤية شقيقتيها .... _ اتصلي بيها يا زهرة...اتصلي بيها وانا هحدد مكانها دلوقتي.. فعلت زهرة ما قاله والدها واتصلت بها تسألها عن مكانها وبالطبع جاء ردها بالرفض وانتهي الأمر بها الي أن أغلقت الهاتف بوجهها...وجملت ناصر التي شقت السكون... _حددت مكانها خلاص.. الفصل الرابع والعشرون... بمنزل ياسر...منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها...اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها... تلك الفتاة جارتهم "ميرنا" تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا...فكرت "امال" والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها حتى يخرج من حالة الحزن التى خيمت عليه تلك ...تمنت لو عاد بها الزمن الى كم شهر مضي وترفض ذلك الاتفاق اللعين بأكمله.. دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته.. -انت!!..نعم يا ميرنا عاوزة ايه؟؟.. ميرنا بهدوء... -اتفضل...ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني...بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و.. قاطعها ياسر بغضب وصوت مرتفع.. -و ايه؟؟..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه؟؟..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ؟؟..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك...بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس...بحب زمزم وبس.. وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها...دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة... ************************ بغرفة زمزم...جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها...يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات...وبيده البوم صورها وهى طفله...صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص... نمت ذقنه كثيرا...فقد شهيته لكل شئ...صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها...ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له... دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد.. -نعم يا امي؟؟.. اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة.. -لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها ...يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك... تنهد بمرارة وهتف بتهكم... -كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني...رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف.. حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة... -كان غصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها.. هتف وقاص بصوت مهتز ... -غصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها...سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس...عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري...شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي...دبحتها انا وابوها...دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد...فكرتها سلمته نفسها بجد.. وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم.. بكت نجاة هى الاخري على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب ...بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها... ******************************* بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شر تحطيم وهي تبكي بقوة ..لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها...ولم تسامحهم ولن تفعل...دمروها ...نهضت من مكانها بغضب شديد واصبحت تحطم كل شئ بالمنزل دون وعي...فقط تريد اخراج غضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر...يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر... دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها "سعاد"تلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر..تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة ...لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم.. دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا...وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات ...قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها ...نحفت كثيرا ...وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها .. كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها تحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها ...حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت بعنف وهي تري ما بها محطم .. دفعت زمزم تمارا بعنف بعض الشئ وصرخت بوجههم بغضب ودموع.. -عاوزين منى ايه تاني؟؟..امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا..كفاية كده.. وقالت مشيرة الى والدها..وانت عاوز ايه تانى منى؟؟..مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين ..سبني ف حالى بقي..انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى...انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه...قولتلها كمان انت عملت فيا ايه.. امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي..هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك..سبني ف حالى بقي...دمرتوني بهدلتوني كتير ...روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص ...جوزتنا كلنا غصب ..جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني...عملتني خاينة..واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش...جوزها اللى رماها... اتفقت مع جوز بنتك على بنتك...امشي امشي بقي اطلع من حياتي.. جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق بعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها البكاء...لم تمانع احتضانه لها ...كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا...لذلك لم تمنعه.. ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها.. ********************* بعد مرور يومان ..دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة..اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ..لا فرح ولا غضب...بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول...حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والتفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها... -اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه...مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى؟؟..بس مش مهم..خدي.. قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام ..فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث...بذلك اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه...رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها... ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها..يخبرها كم يحبها ...يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص..كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس...يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله..كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى.. تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها ...بعد قليل انتهي ناصر من الحديث...او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام... -انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني... وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته... -انت بتحبني؟؟.. ***************** بمنزل زهرة النوساني... كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد ...وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف..اخذته ودلفت الى الشقة... جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو "ناير نصار "..وندي فوزى"...بتاريخ ذلك الشهر وتحديدا منذ اسبوع فقط... دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة...قطب جبينه باستغراب وهزها برفق.. -زهرة..زهرة مالك فيه ايه؟؟.. التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة... -طلقني... الفصل الخامس والعشرون... ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأشار إلى الورقة بيدها قائلا... _انت جبتي الورقة ديه منين؟؟... قذفتها زهرة أرضا وهي تصرخ بوجهه... _ ملكش دعوة جبتها منين...الكلام اللي فيها صح...ديه امضتك والتاريخ من اسبوع....يعني كل ده عايشة مع واحد كذاب.. بلل شفتيه بلسانه قائلا بصوت متوتر... _ زهرة اسمعيني...والله العظيم اتجوزتها غصب عني... صدقيني ملمستهاش اصلا... _ كل كلامك ده ميهمنيش ف اي حاجة...انا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس ...اتجوزتها امتي؟؟...ازاي اصلا وانا كنت نايمة علي وداني ازاي؟؟... ستفسد حياتهم تماما اذا اخبرها بتاريخ زواجه بتلك الخبيثة ..وبالطبع لن يكون هناك فرصة لرجوعهم مرة أخري. _ اتجوزتها قبل م يحصل اللي حصل بيوم...بس غصب عني والله... ابتسمت بسخرية قائلة.. _ متفرقش عندي ..كلها واحد ف النهاية اتجوزت...طلقني يا ناير لاني مش هقعد علي ذمتك ولا هقعد ف بيتك دقيقة كمان... _ مش هطلقك يا زهرة...مش هطلقك ...اتجوزتها غصب عني بقولك ... _ غصب عنك ازاي؟؟..شربوك حاجة اصفرة يعني؟؟.. ناير بصوت حاد.. _ بلاش الطريقة ديه يا زهرة ...بقولك اتجوزتها غصب عني وملمستهاش لحد م طلقتها...متظلمنيش .. نظرت اليه باحتقار قائلة.. _ انا قرفانة منك...قرفانة ويضرب نفسي مليون جزمة اني صدقتك وسامحتك... وذهبت الي الغرفة حتي تلملم اغراضها ووراءها ناير يحاول منعها مما تريد فعله... ******************* التفت ناصر الي ابنته ينظر إليها بحزن شديد...الي تلك الدرجة لا تصدقه...تشكك بحبه لها... كيف لأب أن يكره اطفاله؟؟...وكيف يكره اي شئ من مادلين رحمها الله!!..كيف يكره نسختها الأخري بكل شئ والتي عوضه الله بها؟؟... _ أيوة طبعا بحبك يا زمزم...ايه السؤال ده يا بنتي بس؟؟..مفيش اب بيكره عياله.. ردت عليه بصوت متحشرج... _ بس انت كرهتني...لما ..لما انا كنت بندهلك عشان تطلعني من الاوضة مردتش عليا...كدبت عليا وقولتلي انك تعبان...وانا جيتلك عشان انقذك لاني بحبك ومش عاوزاك تموت..بس انت اتفقت معاه عليا... هلكت روحه واجهدت عينيه من كثرة البكاء عليها...تزيد شعوره بالذنب تجاهها..واتجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه أمام مادلين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة... _ كنت خايف تكوني عملتي حاجة غلط...مكانش قدامي الا جوزك يطمني عليكي... _ بس انت مستنتش تطمن عليا لما جوزتني ليه ومشيت علطول ع شغلك... هتف ناصر بصوت معذب .. _ يا زمزم كفاية...كفاية بقي يا بنتي ..والله م قادر اتحمل حاجة تاني...كفاية بقي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده... مكانش قصدي اني ااذيكوا..كنت شايفهم رجالة وهيحافظوا عليكوا... لم تتأثر بكلامه..او انها لم تستمع له اصلا..واكملت حديثها.. _ انا قولتلك متجوزنيش لوقاص...قولتلك اني بخاف منه وأنه هيعاملني وحش...بس انت غصبت عليا ...انا كنت بحبك بس دلوقتي لا... سيبني انام وامشي بقي..ومتجبليش اكل تاني مش عاوزة حاجة منك... وتسطحت علي الفراش وأعطته ظهرها..نظر إليها ناصر بحزن شديد ووجع عليها وخرج من الغرفة وتركها كما طلبت حتي تخلد للنوم...لكنه بالطبع لن يتركها الا بعد أن يرمم علاقتهما من جديد... ************** بقصر النوساني الصغير... دلفت سيلين الي غرفة والدها حتي تخبره برجوع زمزم الي المنزل بعد أن وجدها والدها... _ بابا...يا بابا...بابا.. _ ايه ايه يا سيلين استني يا بنت اما اخرج انا باخد شاور... قالها قدري لسيلين من داخل المرحاض ... بعد قليل خرج قدري من المرحاض ووقف أمام ابنته قائلا... _ ايه فيه ايه ؟؟.. اتسعت ابتسامة سيلين وهتفت بصوت فرح... _ زمزم رجعت البيت...تمارا لسه متصلة بيا دلوقتي وطمنتني عليها...رجعت من يومين وكانت تعبانة ف مكانتش فاضية تكلمني بس كلمتني دلوقتي وقالتلي ...انا عاوزة اروحلها يا بابا عشان خاطري ...وحشتني اوي بقالي فوق الشهرين مشوفتهاش... ابتسم قدري بشوق وحنين الي زمزم قائلا بصوت ملهوف.. _ هنروح..هنروح دلوقتي...روحي البسي يلا يا حببتي.. اومأت برأسها بسعادة غامرة وذهبت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي منزل عمها لرؤية زمزم... غافلة عن شقيقها الذي استمع الى حديثهم كاملا وعزم علي الذهاب إليها واخذها حتي تعيش معه...ببيته...بيت زوجها!!!.... ***************** بمنزل عابد سلمي... كانت تمارا تجلس علي الاريكة تشاهد التلفاز وبيدها وعاء كبير به بعض حبات الكوسة ...وامامها يجلس عابد ينظر لها باستغراب شديد من صمتها وتجاهلها إياه بهذه الطريقة... _ ايه يا تمارا مالك؟؟.. لم ترد عليه وتعمدت تجاهله...فزجرها عابد بضيق... _ قولت مالك فيه ايه ؟؟..م كنا كويسين ولا انت يصعب عليكي ف لازم تقعدينا ف نكد علطول... دبت السكين بالطبق بقوة محدثة صوتا مزعج والتفتت له قائلة بصوت حاد... _ انا مش قولتلك اني مش هروح معاك!!..بس بردوا جبتني البيت هنا.. _ وسيادة البرنسيسه مش عاوزة تروح ليه بطفي السجاير ف كعب رجليها؟؟.. نظرت اليه بحدة وصوت غاضب.. _ انا قولتلك اني مسامحتكش علي جوازك عليا...وانت بردوا روحتني معاك... امتدت يده الي الوعاء الموضوع علي قدمها ووضعه علي الطاوله وامسك بيدها واجلسها علي قدمه... _ عارفة يا تمارا لما اتجوزت زينب...ملمستهاش الا بعد جوازي منها بشهر...ولما هي بدئت تشتكي... اتجوزتها اصلا عشان اقولك واكيدك وتغيري عليا بس اللي حصل العكس...ومن ساعتها وانا ملمستهاش...طلقتها عشان مش قادر يبقي فيه ف حياتي ست غيرك...مش عارف اعدل بينكوا... _ بس انت كنت بتروحلها...وكمان كنت بتقولها انك بكرة تخلص مني وتطلقني وهي بس اللي تفضل علي ذمتك.. نفي عابد بقوة .. _ لا...محصلش...عمري م جبت سيرة اني هطلقك معاها اصلا...ده هي اللي كانت بتتخنق مني لما اتلغبط ف اسمها واقول اسمك...عشان كده ضغط عليكي ورفضت قعادك عند ابوكي...لأنها مكانتش جوازة اصلا... عانقته تمارا بمفاجأة وهي تقبل وجنته وتصرح بحبها له وولعها به...بادلها عابد العناق بقوة أكبر حتي كاد أن يحطم عظامها... _ بحبك..بحبك اوي يا تمارا ...بعشق التراب اللي بتمشي عليه... ******************* بڤيلا ناصر النوساني... دلفت سيلين الي غرفة زمزم بالاعلي ووراءها والدها يحفر الالم والحزن لوحة علي وجهه عندما استمع الي حالتها من شقيقه الأكبر... _ ازيك يا زمزم... وحشتيني... قالتها سيلين لزمزم بشوق جارف ومالت عليها تحتضنها بقوة ...لم تتأثر زمزم بعناقها ولم ترفع يديها حتي...ابتعدت عنها سيلين باستغراب وهتفت... _ ايه يا زمزم مكنتيش عاوزة تشوفيني ولا ايه؟؟..انا سيلين ...سيلين بنت عمك يا حببتي.. حولت زمزم بصرها الي حيث أشارت سيلين علي والدها وتوهجت عيناها بدموع ساخنه متذكرة ياسر وبداية دخوله الي حياتها...خداعه لها والذي كان السبب فيما هي عليه الآن.. عادت تضم قدميها الي صدرها وتدفن وجهها بين كفيها وتبكي بقوة وصوت مختنق... جذب ناصر شقيقه من ذراعه واخرجه من الغرفة...فعلت ما فعلته الان عندما ذهب إليها حتي يأتي بها لتعيش معه...إذ أنه السبب فيما حدث لها علي يدي وقاص...والان فعلت نفس الشيء مع عمها بالتأكيد تذكرت ياسر...فقد اخبرته تمارا بالامس انها قصت عليها ما فعله ياسر بها وكيف خدعها... _ ايه يا ناصر طلعتني ليه عاوز اطمن عليها... _ ابعد عنها دلوقتي يا قدري...زمزم عرفت بحكاية الدكتور من اولها لأخرها ومش طايقاك...زمزم بتشك ف حبي ليها...انا شوفتلها دكتورة نفسية كويسة...هتجيلها النهارده ...وابنك لازم يطلق بنتي ...كفاية اوي اللي جرالها من تحت راسي انا وهو... اومأ قدري بأسف علي حالتها....كانت نيته الخير والله يعلم لكن ما حدث العكس بسبب تصرفات ابنه الهوجاء وقسوته معها... في تلك اللحظة كان وقاص يدلف الي الڤيلا واستمع الي حديث ناصر فهتف بصوت قوي... _ مش هطلقها يا عمي...هي مراتي وهتفضل لحد اخر يوم في عمري وعمرها...انا جاي النهاردة عشان اخدها عندي..اخدها بيتها .. احتدت عينا ناصر بغضب شديد وهتف... _ انسي...مش هتروح معاك يا وقاص...كفاية اوي كده عليها...انا واقف عاجز قدامها ومش عارف اعملها حاجة...بتقعد تعيط قدامي بالساعات ومبقدرش اسكتها...بتفصل مني خالص ...مبتفتكرش الا اليوم الزفت ده ...بتفضل تعيط لحد ما تنام يا اما يغمي عليها ...مش هديهالك تاني .. انساها... اهتزت حدقتي وقاص بحزن شديد عليها فتح فمه ينوي الحديث لكن قاطعه صوت الخادمة تقول ... _ ناصر بيه..الدكتورة يارا اللي حضرتك طلبتها برة مستنيه اذن الدخول... _ دخليها...دخليها بسرعة يا ميرڤت.. دلفت الطبيبة الي البهو الكبير بالڤيلا ابتسمت وتوجهت الي ناصر قائلة... _ السلام عليكم...انا يارا عويس الدكتورة اللي حضرتك طلبتها يا استاذ ناصر... ناصر بشبح ابتسامة... _ وعليكم السلام يا بنتي ...اهلا وسهلا...اتفضلي ..انا عاوز اتكلم معاكي شوية ... اومأت برأسها إيجابا واتبعته حتي جلسا بغرفة الصالون... _ انت جاية هنا عشان بنتي...هي تعبانة شوية...يعني حصل حاجات بينها وبين جوزها ...وانا كمان كملت عليها ...التفاصيل هي تحكيهالك لو قدرتي تخليها تتكلم...انا عاوز اقولك الاعراض اللي ظهرت عليها..وشها دايما منفوخ ووارم من العياط...واحيانا بتنام وتصحي ويبقي وارم جدا...دايما بضم رجليها لصدرها وتدفن وشها بين اديها وتعيط...بتكتم صوت عياطها...بتفضل تعيط لغاية م تنام أو يغمي عليها...احيانا بتعيش ف حاجة عدت ده تفسيري...لاني بفضل اندهها كتير واهديها عشان متعيطتش بس هي مبتستجبش خالص .. اومأت الطبيبة برأسها بنصف ابتسامة ثم هتفت... _ اوكي...انا قدرت اجمع شوية عن حالتها...انا عاوزة أشوفها...هشوفها بصفتي الحقيقية عادي.. سار ناصر مع الطبيبة حتي غرفة ابنته مد يده إلى المقبض ليفتح الباب لكنه تفاجأ بسيلين تفتح الباب بذعر قائلة... _ عمي زمزم..زمزم أغمي عليها ...قعدت تعيط كتير ومعرفتش اهديها ... _ طيب...طيب يا حببتي اهدي...اهي الدكتورة يارا هي هتساعدها...اهدي انت وروحي اغسلي وشك كده... التفت ناصر الي الطبيبة ينظر إليها بنظرة معناها " مش قولتلك"... اومأت الطبيبة برأسها ودلفت الي الغرفة حتي تبدأ معها أولي مراحل العلاج...