_ بردوا انا معرفتش حضرتك عاوز ايه؟؟…
اغمض عينيه بقوة يسيطر علي غضبه …شكه بها وبعلاقتها بذلك الطبيب من الممكن أن تطير رؤوس من فوق اجسادها بسببه وهي تتمادي في استفزازه …
_ النهاردة عيد ميلاد شيما..
_ كل سنة وهي طيبة…ايه علاقتي؟؟…
وقاص بحدة…
_ علاقة سيادتك انك لازم تحضري الparty وكمان محدش يعرف انك مراتي ..زي م الفرح اتعمل سكيتي كمان صفتك ف حياتي هتفضل سكيتي..
عاشت بهذا المنزل عامان كاملين تعودت على سلاطة لسانهم معها وجفاء علاقاتهم بها …لكن يبقي للكلام أثره الذي يشعرها بدونيتها وأنها اقل منهم بكثير رغم أنها تمتلك ما يوجد عند زوجة عمها وابنها المبجل فقط الفرق الوحيد بينهما تلك الإعاقة التي كتبها الله لها…
سابقا كانت لتنخرط في بكاء ناعم أمامه لكن بعد دخول ياسر الي حياتها اصبحت عيناها تدمع فقط وتتماسك حتي لا تلفت الأنظار إليها …
_ متقلقش…محدش هيعرف حاجة…وكمان ممكن محضرش الparty ديه خالص كده كده زي م قولت صفتي ف حياتك سكيتي ممكن تفضل كده علطول.. حاجة تانية؟؟…
مع سؤالها الاخير رفع وقاص معصمه ونظر الي ساعته ثم هتف..
_ مش المفروض أن جلستك دلوقتي؟؟..
هذه المرة لم تستطع اخفاء ارتباكها وهتفت بصوت مهتز..
_ أيوة …بس انا مش هروح…
_ ليه؟؟..
_ تعبانة..بقالي اسبوع بروح يوميا …انا كده هبقي بضغط على نفسي…
اومأ برأسه في شك ثم هتف بتحذير مرة أخري قبل أن يخرج من الغرفة…
_ اوكي..ع الساعة ٧ تكوني جاهزة…صفتك الأساسية انك بنت عمي غير كده متزوديش ف الكلام..اللهم بلغت ..
وخرج من الغرفة تاركا إياها وراءه تتنهد براحة فقد أوشكت أن تجعله يتأكد هذه المرة إذا علم بأنها رفضت الذهاب الي جلستها بسبب سفر ياسر وأنها لن ترضي بطبيب غيره…
******************
عادت مرة أخري للمشفي..لكن هذه المرة كانت المشفي جديدة…قوانينها صارمة..لم تستطع حتي تجاذب أطراف الحديث مع أيا من الممرضات حتي تطلب منها ما تريده…ذلك بكفة والطبيب الذي يراقبها كظلها بكفة أخري…
علمت مؤخرا أنه يلازمها بأمر من زوجها وليس من نفسه..لكنها لم تكترث فهو منذ أن يدخل الي غرفتها ويبدأ بالحديث وهي تتجاهل وجوده…
اليوم من الواضح أنه مل من طريقتها معه لذلك تفوه بما جعل شفتيها تنفرجان لاسفل بشكل مضحك للغاية …
_ امم…متستغربيش كده…انا فعلا كنت مدمن…بس مش هنا طبعا …
هنا انتبهت له زهرة بجميع حواسها وهتفت بصوت مشدوه…
_ ازاي يعني!!…
_ شوفي يا ستي..انا كنت عايش برة مش هنا اصلا ..كنت شاطر حبتين ف بقوا يخلوني اشرف ع الحالات الصعبة من ضمن الحالات ديه عيل عنده حوالي ١٨ سنة بقي مدمن طبعا الواد ده من عيلة معروف وشغالين ف الدولة كان ف المستشفي بسرية تامة ..
مكانش بيدفع عشان يجيب لا كان بيروح المكان ياخد اللي هو عاوزه ويطلع طبعا انا صعب عليا الواد وف مرة كده سبتهم من غير ما يربطوه هرب من المستشفي وانا وراه…
لحقته ودخلت وراه طلبت الشرطة وانا جوة بس اتكشفت..اتاخدت رهينة لان بفضل البلاغ اتقبض علي ناس كتير …طلع المكان ده وكر فيه اكتر من مكان وساعتها بقي خلوني مدمن..
قصته وبطريقة ما تشبه خاصتها فهي لم تعرف طريقا لتلك السموم يوما ..
_ وبطلت ازاي؟؟…
لمعت عينا الطبيب ثم هتف بنبرة رقيقة للغاية…
_ خطيبتي…فضلوا يدوروا عليا لغاية م لقوني وكنت ضايع ..وهي اخدتني وعالجتني..
_ وازاي مارست مهنتك عادي؟؟…
_ مش قولتلك الواد كان من ناس تقيلة..وانا عملت كل ده عشان أنقذه يعني كانت تعويض..بس رجعت هنا بقي خطيبتي أصرت نرجع..
بللت شفتيها بطرف لسانها وهتفت بصوت متوتر..
_ هو..هو اانت بطلت ف أد ايه؟..
كتم الطبيب ابتسامة من الظهور على شفتيه بصعوبة فقد استطاع جذب انتباهها إليه كاملا…
_ بطلت ف سنة..قصدي يعني طول السنة ديه كنت بدور طبعا ع السم ده واهرب ويجبوني فيييين بقي لما هديت وانا قررت من جوايا اني اتعالج مهما اتوجعت…
اتخذت قرارها هي تريد أن تسحب ذلك السم من جسدها …تريد التمتع بحياة طبيعية كأي شخص..كما أنها تريد رؤية شقيقتيها…
_ انا عاوزة اتعالج..
ابتسم الطبيب هذه المرة ثم هتف…
_ تمام…هتبدأي من النهاردة…بصي يا ستي..برنامج العلاج بتاعي مختلف والدكاترة هنا بتنتقده..بس انا مكمل فيه بردوا…هتتكلمي ف التليفون…هتنزلي الجنينة تحت…شهر بالظبط وهفكك من السرير …كل ده بشروط طبعا…
زهرة بتلهف..
_ موافقة عليها…
_لازم تسمعيها بردو…اول اسبوع حاولي تسيطري علي نفسك وعلي غضبك كويس جداا..ده الشرط الاسبوع بدأ من النهاردة…
اومأت برأسها موافقة ..اسبوع فقط يفصلها عن محادثة شقيقتيها …
**********************
بذلك الاسبوع كانت تمارا بدأت تعود لشخصيتها القديمة قبل زواجها من عابد …رسائل تصلها علي الهاتف تدغدغ مشاعرها قليلا…لم ترد عليها ولن تفعلها …لكن تلك الكلمات أعادت ثقتها بنفسها وأنها مرغوب فيها من الجنس الآخر…
لذلك أن تسعد نفسها بقراءة تلك الكلمات التي ترضي غرورها الأنثوي لن تضيرها في شئ…
دلف عابد الي المنزل وراح يبحث عنها حتي وجدها تقف بالمطبخ ..
_ تمارا…
انتبهت له تمارا اخيرا …
_ نعم..
_ ايه امال بنادي عليكي من بدري كل ده عشان تردي..
_ مسمعتكش يا عابد…كنت عاوز حاجه؟؟..
_ اه…عاوز اتغدي ..ياريت عقبال م اغير هدومي تكوني حضرتي الاكل…
_ حاضر…
بعد قليل كانا يجلسان علي طاولة الطعام …نظر إليها عابد وهتف باستغراب…
_ مبتاكليش ليه ؟؟..
_ باكل اهو..
_ لا مبتاكليش الا من الطبق اللي قدامك ده..
_ اه ده اكل الرچيم ..خضار سوتيه من غير زيت عادي يعني..
شرد قليلا في هيئتها ..خصلاتها البنية التي تصل إلي منتصف ظهرها تركتها اليوم ولم تربطها كعادتها…قميص بيتي قصير نهايته قبل ركبتيها تماما…يظهر ذراعيها ورقبتها كاملين ..
متزوجان منذ ثلاث سنوات تقريبا ولم يراها تجلس معه وبهذا القرب منه وهي ترتدي ملابس فاضحة كالآن ..
_ بتحبيني يا تمارا؟؟…
توقفت عن مضغ الطعام واخفضت رأسها للأسفل …حركتها كانت كفيلة بأن يعرف جوابها..
صرخ عابد بغضب..
_ مبتحبنيش…ولا عمرك هتحبيني..تلت سنين جواز محبتنيش فيهم ولا هتحبيني…تلت سنين جواز بشحت منك حقوقي ..حقوقي ف كل حاجة..تقابليني بابتسامة تلبسيلي ووتزوقي عشان انا جاي…خلفتي مني غصب عنك…عايشة معايا غصب عنك…
طول م انا عايش معاكي بتكوي..بموت بالبطئ..
تركها وخرج من المنزل بأكمله لا تعلم حتي اين سيذهب …ليس بيدها شئ لم تكن مشاعر له يوما ولم يحدث …هي لا تملك راحته ولا راحة نفسها لذلك من الجيد لكليهما ترك الأمور كما هي عليه..
اترك تعليقاً