
وعدت الايام ورا الايام استسلم زين لأمر أبوه إللي مينفعش يخالفه أو يرفض اوامره ،
أما عند حور بتتكلم مع والدتها بحدة :
ط
_ أنا ياأماي مرايداش الجوازة دي مرايدش اتجوز واحد مش عايزني ومغصوب عليا ،
مرايداش أتجوز بالطريقة المهينة دي ،
ده مكلمنيش من ساعة ماجه وكأنه بيجولي لو عندك دم بعدي إنتي .
ردت والدتها وهي بتتحايل عليها وبتهاودها :
_ يابتي ولد عمتك داكتور ومتعلم ومتنور زيكي اكده لو مرايدكيش هيجول لأبوه لا ويشوف حاله ،
اما هو بيجهز في عشكم وبيظبطه لجل ماتروحي لحضنه ،
وكملت وهي بتحاول تهديها :
_ وبعدين هو في حد ما يريدش الحور العين الجمره دي ده إنتي زينة البنتة بحالهم جمال ومال وعلام ،
ده إنتي الله أكبر عليكي معاكي كلية لغات وترجمة وبتتكلمي سبع لغات ومثجفة ومتفرقيش عنيه واصل .
ردت حور وهي بتشاور علي حالها بفخر:
_ أني شايفة نفسي غاليه وعاليه أوي ياأماي وصعبان عليا نفسي اني اتجوز واحد مش حاسس بيا ولا رايدني ،
اني إللي عايز يتجوزني يحسسني إني كل حياته واني مناه ميحسسنيش بنفرته مني ،
أباي مجبلهاش علي نفسي عاد افهميني ياما عاد .
جاوبتها أمها بحزم وهي بتنهي معاها الحوار :
_ بزياداكي الحديت الماسخ ده إللي لايودي ولا يجيب كلام فارغ ايه إللي إنتي بتجولـ,ـيه ده يامجصوفة الرقبة إنتي ،
ده خالك بيحبك اكتر من ولده بذات نفسيه وهتبجي ست الدار هناك وهيخليـ,ـكي ست الستات ومحدش يجدر ياجي عليكي ولا يمسك بكلمة واصل ،
فاعجلي إكده واهدي علي حالك والأمر لامفر منه .
اتنططت حور في الأرض زي العيال الصغيرة بالظبط وأمها سابتها وخرجت تكـ,ـلم نفسها وكانت بتقول :
_ يعني ايه هتجوزه بالغصب يعني ولا إيه ،
ماشي يازين إن ما عرفتك مين هي حور مبجاش اني.
وعدت الأيام وزين وحور علي وضعهم مش بيكلموا بعض ولا بيشـ,ـوفوا بعـ,ـ
والنهاردة فرحهم إللي بتتحاكي بيه البلد كلياتها ، وقاعـ,ـد زين في وسـ,ـط الرجالة لابس جلابيته وعمامته وقومه أخوه علشان يتنازل معاه علي سبيـ,ـل الفرحة ،
اما حور قاعدة بفستانها المكشوف وسط الحريم والدوار مجفول عليهم وقاعدين يرقصوا ويطبلوا والفرحة مش سايعاهم ،
وفي منهم إللي بيتكلموا عن جمال حور وإن مفيش حد في زينها وحسنها وبها ،
وفي منهم إللي بيتريق علي اعتزازها بنفسها وشايفينها متكبرة وشايفة نفسها زيادة عن اللزوم ،
وواحدة من أصحاب حور قربت منها وشدتها علشان ترقص وتفرح وحور كانت رافضة لكن صاحبتها صممت علي الرقص وقامت ربطت لها طرحة حوالين خصرها واتمايلت حور برشاقة وخفة علي الموسيقي وكأنها بتلهي حالها عن حزن قلبها بسبب حبيبها إللي مبيسألش فيها ،
وأثناء ماهي بترقص كان زين جاله تليفون من واحد صاحبه بيهنيه وعينه جت علي شباك الحريم وبص علي إللي خطفت قلبه من صغرها وشافها وهي بتتمايل شكل الفراشة ،
خطفت قلبه أكتر ماهي خطفاه وقلبه بيدق دقات غريبة وعجيبة بالرغم من تحكمه فى نفسه قدامها ،
وانتهى الفرح وأخد زين عروسته وقبل ما يدخل شقته نده عليه والده وقال له وهو بيوصيه :
_ خلي بالك منها ياولدي دي بنتي إللي مخلفتهاش اوعاك تجسي عليها أو تعاملها معاملة شينة ، وراعي إن البنية يتيمة ولا ليها أخ ولا أب ،
خليك إنت أبوها وأخوها وجوزها وكل ماليها.
رد عليه زين بوجع علشان إللي ناوي يعمله:
_ حاضر يا أبوي متقلقش .
وسابه ودخل لحور الأوضة وأول مادخل قلع عمامته ورماها بزهق وهي كانت قاعدة على السرير وقال لها بجمود من غير مايبص لها :
_ أنا هنام إهنه علي الكنبة دي عشان متضايجيش في نومتك واعملي حسابك إننا هنعيش مع بعض كيف الإخوات بالظبط لحد مايحلها الحلال .
راحت قدامه وبصت جوه عنيه وقالت له بوجع ودموع متجمعة في عينيها :
_ كد إكده كارهني ياواد خالي ومش طايج عشرتي !
كد إكده كاره نومتك جاري ودخولك علي مرتك !
كد إكده بتستعر مني ومش طايج وشي ولا طايج ريحتي حتي !
ودورت وشها وقالت له بحرقه :
_ أنا بكرهك بكرهك يازين كد الدنيا بحالها،
ربنا يسامحك علي كسرة قلبي ونفسي .
وقعدت تعيط ودموعها تقطع في قلبه وكان خلاص هيتراجع عن إللي مخطط له وفي دماغه وهيروح عليها يحضنها ويطمنها بحبه ليها وقال في نفسه :
_ دموعك غالية علي جلبي أوي يانن العين بس الصبر حلو وهراضي جلبك وهعوضك عن كل دمعة نزلت منيكي وبتكوي في قلبي ،
وكفاية دموع بجي مش قادر أستحمل دموعك ،
وراح خارج برة في الصالة وساب لها الأوضة علشان مش قادر يشوف دموعها .
أما هي بعد إللي قاله وبعد خروجه كلمت نفسها وقالت :
_ ياه يازين كد إكده أنا تجيلة عليك ومش قادر تجعد معاي في أوضة واحدة !
مش قادر تيجي وتراضي قلبي إللي عشجك وإللي داب في حبك من ساعة ماوعيت علي الدنيا !
أنا مش مصدجة حالي إن أنت زين حبيبي إللي كان بيخاف عليا من الهوا الطاير وميجبلش حد ياجي ناحيتي .
مسحت دموعها بحدة وقررت تقوم تغير هدومها وتنام وتستريح،
علشان بعد كده مش هتضعف قدامه ولا هتزل نفسها ،
لأن نفسها متستاهلش منها كدة ،
طلعت هدوم بيتي مريحة ودخلت أخدت دوش و غيرت هدومها وخرجت أدت فرضها ،
وخلصت وغيرت هدومها ولسه راحة ناحية السرير علشان تنام بوجعها لقت زين دخل عليها الأوضة وشافها وهي خالعة طرحتها ،
وبهدومها البيتي إللي اول مره يشوفها بيهم قلبه دق من جواه جامد من منظرها إللي خلاه دايب اكتر ومش بإيديه يقرب لها إلا لما يطمن قلبه ويطمنها ،
فراح ناحيتها وقال لها وهو بيتحمحم بصوته من وبيلم شتات نفسه في حضرة بهاها:
_ رايد اتكلم وياكي شوي ياحور كناس فاهمة ومتحضرة ومثقفة ؟
رفعت عيونها إللي الوجع باين للأعمي من خلالهم وقالت له بحدة :
_ وأني مرايدش اتحدت ويا حد بكفاياك إللي جولته جبل سابج أني تعبانة وعايزة انام ،
وكملت وهي بتبص له بأمر:
_ وبعد إكده قبل ما تدخل عليا تخبط علي الباب ولما أأذن لك بالدخول تدخل أديك لسة جايل تحضر ،
وراحت شدت الغطا عليها واستعدت للنوم وهي حاسة بانتصار إنها ردت له جزء بسيط من كسرتها دي .
انتفض من كلامها وقام رايح عليها زي الإعصار وقال لها بعيون حادة زي عيون الصقر وأحد وهو بيشيل الغطا من عليها :
_ كانك اتجنيتي عاد يابت سنية ونسيتي إني جوزك يا برنسيسة !
وكمل بنفس الحدة :
_ عايزاني أخبط علي الباب وانا داخل علي مرتي إياك فوجي ياحور واعجلي وخدي لك ساتر وياي بدل ماجنونتي تطلع عليكي .
اترعبت من حدته وكلامه بس حاولت متبينش وردت عليه ببرود :
_ نعم ياسي الزين عايز مني ايه عاد في الليلة إللي مايعلم بيها إلا ربنا دي ؟
جاوبها بحدة :
_ اسمعي علشان نكون علي نور من اولها يابت عمتي آني جوزك وليا عليكي حج الطاعه والإحترام آني راجل دمي حر ومهجبلش مرتي تعلي صوتها علي او تخالف أوامري .
ضحكت بصوت عالي لكن ضحكة وجع وصقفت بإيديها وقالت له :
_ مرتك أيوة أيوة طب بإمارة إيه ياولد خالي ؟!
ده إنت لسه دابحني بسكينة تلمة من شوي ،
وليلة العمر إللي بتحلم بيها كل بنت جتلـ,ـت قلبـ,ـي بكـ,ـلامك إللي زي السم ،
ماهسامحكش يازين ماهسامحكش علـ,ـي كسـ,ـرة نفسي وجلبي ابدا .
قالتها وهي بتشاور علي قلبها بوجـ,ـع .
مستحملش يمثل دور البرود اكتـ,ـر من كده وراح عليها وأخدها في حضنه وقال لها:
_ حجك علي جلبي يابنت جـ,ـلبي ،
حجك علي روحي ياروح الروح ،
وراح ماسح دموعها بإيديه وقال لها وهو بيكـ,ـمل اسفه :
_ انا هحبك ياحور وهعشجك من يوم ماوعيـ,ـت علي الحب والعشج وجلبي مبيدجش غير ليكي يا حبيبتي ،
حجك علي ياحور وبلاش دموع،
دموعك غالية عليا وبتكوي جلبي وروحي وبتنـ,ـزل عليه كانها نار .
استغربت حور جداً من كلامه وقلبها نبـ,ـض بعنف من اعترافه وإللي كان آخر حاجة تتوقعها او تيجي في مخيلتها ،
وسألته بعينيها عن سبب جفاه ،
وهو جاوبها بعيونه علشان يطمنها اكتر وقال لها:
_ متستغربيش ياحور إني هحبك وهعشجك بس اني ليا أسبابي في عدم إتمام جوازنا ومتسألنيش عن السبب لاني مينفعش أجوله لك إلا لما أتوكد وجلبي يطمن ياغالية ،
حست هيا بارتياح من كلامه وقلبها ارتاح باعترافه إللي برد نارها ورجع لها كرامتها شوية وسابته يكمل .
اما هو كمل وهو بيتفق معاها:
_ مش عايز حد واصل يعرف بعدم إتمام جوازنا خالص ،
عايز حياتنا محدش يعرف عنها حاجه واصل لحد مانطمن ،
عايز نبان جدامهم إن إحنا زوجين طبيعين زينا زي اي حد فاهماني ياحور .
سألته حور بتوهان :
_ طب ماتجولي سبب التوهة والوجع إللي في كلامك يازيـ,ـن وانا مهجولـ,ـش لحد واصـ,ـل وسرك في بير .
رد عليها وهو ماسك إيديها وبيطمنها :
_ اطمني ياحبيبتي وطمني جلبك جوزك بيحبك ورايدك ورايد تبجي في حضنه ومتبعـ,ـديش عنه واصل لآخر العمر ،
بس اصبري ياحبيبتي وبكرة هتعرفي إن كل ده خوف علينا وعلي مستجبلنا ومستـ,ـجبل ولادنا .
اتكسفت حور جدا من تلميحه ومن نظراته الولهانة إللي هي حاسة بيها وقـ,ـررت تسمع كلامه طالما اعترف بحبها وحست بقلبه إللي بيعشقها وقالت له :
_ حاضر يازين أوعدك إني هكون لك زي ماتريد وأكتر بس اهم حاجه المعاملة الزينة انا مجبلش علي كرامتي الإهانة واصل دي اكتر حاجة تكسرني يازين .
مسك ايديها وباسها وقال لها وهو باصص جوة عيونها:
_ ماعاش ولا كان إللي يكسر جلب الزين ياحياة الزين وعمره كله .
دابت حور من كلامه وهمسه وبوسة إيديها وقالت له :
_ حاضر يا زين حاضر .
قام زين من مكانه وراح جمبها واخدها في حضنه وقال لها ممكن ننام والصبح يحلها الحلال ونشوف هنتصرف إزاي .
وناموا الاتنين وهو مراضيها ومطبطب علي قلبها بعد ماكانت روحها وكيانها اتبعتروا من كلامه ،
وتاني يوم الصبح صحي زين من النوم بدري ودخل الحمام وجاب مشرط وجرح رجله من ناحيـ,ـة فوق جرح سطحي لحد ما شاف الدم راح كاتمه بالمنديل ،
وراح علي حور نام جمبها وقلبه مطمن من إن بقي عنده إجابة السؤال إللي هيتسأله الصبح من الجميع ،
وراح في النوم وهو قرير العين والقلب وبيبص علي حوريته بتمني وأمل إن ربنا يجمعهم في الخير علي بعض ويريح قلوبهم ،
ومفيش ساعات قليلة ولقوا الباب بيخبط عليهم ،
فنادي زين علي حور وقال لها:
_ حور حبيبتي جومي ياست البنات أمك جات لك تصبح عليـ,ـكي والباب بيخبط .
فتحت عيونها إللي بلون العسل الصافي وقالت له :
_ صباح الخير يازين حاضر هجوم اهو .
بص لها زين بوله وقال لها بغرام :
_ ياعيني عليك يا الزين ياللي دوبت من نطق اسمك إللي خـ,ـرج من بين شفايفها ،
ولا عيونها إللي زي انهار العسل المصفي إللي هتخليك تنهار وتكسر القواعد إللي شرطها علي جلبك.
ضحكت من كلامه بابتسامة صافية خرجت من جواها وغسلت روحه ،
وراح مكمل وهو بيغمز لها:
_ مستني إيه بعد الضحكة دي الضحكة فاتحالك سكة مش هي دي إللي إنت عاشقها وبقي لها ياما شاغلة البال .