منوعات

منقذي بقلم ندي محمود

الحلقة الأولى

بإستهزاء €هو انتِ بجد فاكرة ان فيه حد هيفكر يتقدملك؟ مين هيوافق يتجوز واحدة امها مدمنة كحول وابوها حرامي كل شوية يتسجن ويخرج من السجن يسرق تاني.

بحزن شديد-انتِ شربتِ تاني يا ماما؟ مش وعدتيني هتقاومي ومش هتشربي تاني؟ وبعدين جبتي منين الفلوس الي اشتريتي بيها الكحول؟

جريت بسرعة علي اوضتي وبصيت في دولابي، كل المـ,ـرتب بتاعي الي لسا مستلماه امبارح مش موجود.

بحزن وانا بحاول اتمالك اعصابي-اخدتي مرتبي اشتريتي بيه الكحول يا ماما؟!

بعدها مقدرتش استحمل وقعدت علي الارـ,ـض وانا ببكي بشدة- حرام عليكِ يا ماما انا بوفق بين الكلية والشغل بالعافية عشان اعرف اصرف علي البيت وادفع تمن كتبي والمواصلات، ليه يا ماما تعملي فيا كدا؟ انتحر طيب وارتاح واريحك؟ يارب انا تعبت تعبت.

بس ماما بصت لي وهي بتضحك بسكر-هتفيدك في ايه الفلوس وانتِ مفيش حد بيتقدملك؟ علي الاقل اصرفي علينا زي ما كبرناكي وخليناكي بني ادمه بدل ما بتصرفي الفلوس علي لبس وكلام فارغ واعملي حسابك ابوكي قالي انه لما يخرج من السجن هيجوزك لأول واحد هيتقدملك، حتي لو كان عنده سبعين سنة.

قعدت طول الليل اعيط وانا بفتكر حياتي البائسة، اول لما الصبح طلـ,ـع قمت من مكاني اخدت شاور ولبست وحطيت ميكب، اتحولت لبنت تانية خالص، بنت باين عليها إنها غنـ,ـية ومبسوطة وواثقة من نفسها، دايمًا زمايلي بيقولوا عليا مغرورة.

انا نارا، عندي ٢٣ سنه في كلية طب، بشتغل وبدرس في نفـ,ـس الوقت بس مفيش حد يعرف اني بشتغل ومفيش حد يعرف عيلتي ولا الشارع الي انا عايشة فيه، كل النـ,ـاس حواليا فاكرين اني بنت دلوعة جميلة وغنية، مش عارفين ان اللبس الي بلبسه دا انا الي بخيط جزء منه بنفـ,ـسي والجزء التاني بشتريه مستعمل من واحدة غنية اعرفها، ببساطة انا عايشة في وهم.

دخلت الراوند وقعدت جنب اصحابي، صحبتي نرمين الي كانت دايما اقـ,ـرب واحدة ليا بس عمري ما قدرت اقولها الحقيقة، انا عمري اصلا ما قدرت أقول الحقيقة لأي حد، كنت خايفة نظرتهم ليا تتغير أو يفضحوني.

بإبتسامة+ مذاكرة طبعا كعادتك يا نارا صح؟ شايفة ازاي باقي البنات بيبصوا عليكِ بغيرة؟ واحدة شاطرة زيك وجميلة وغنيه، يعني ببساطة حياتك مثالية اوي يا نارا.

إبتسمت بوجع-كل واحد عنده جانب مـ,ـن حياته مفيش حد يعرفه يا نرمين، مينفعش نحكم علي الناس من خلال الجزء الي احنا شايفينه.

بدلع+كل مرة بقولك فيها كلام حلو تقوليلي فـ,ـيها الكلـ,ـمتين دول، بصي مين بيبص عليكِ كالعادة؟ سليم الشاب الوسيم اللي كل البنات بتموت فيه، ما تحني بقا وتعبريه يا بـ,ـنتي.

نسيت احكيلكم عن سليم، سليم هو حبي الأول، بحبه من اول مرة شفته فيها لما كنت في سنة تالتة، هو كمان بيحبني من سنه تالتة او خلينا نقول بيحب الشخصية المزيفة الي بتظاهر انها انا، بيحب البنت الدلوعة الغنية الشيك الحلوة، صحبتي نرمين فاكراني مش حباه علشان كدا مش راضية اديله فرصه او حتي ابص عليه زي ما بيبص عليا بس الحقيقة هي اني مش عايزه اعيش في وهم اكبر من الي انا عايشة فيه.

خلصنا الراوند وكنا ماشيين لما سليم وقف قدامي، كان التوتر ظاهر عليه رغم انه مش من النوع الخجول أو الي بيتوتر= ممكن اتكلم معاكِ دقيقتين يا نارا؟

نرمين غمزتلي بس انا بصتله بجدية-مش هينفع، من فضلك بطل محاولاتك في انك تجري ورايا في كل مكان، خلي عندك كرامة.

ومشيت وسبته وانا ماسكة نفسي بالعافية، كانت الدموع محبوسة في عيني بس مكنش ينفع اطلق العنان ليها قدامه او قدام نرمين أو اي شخص حتي، انا متعودتش ان اي حد يشوف دموعي، اتعودت انهم بس يشوفوا ضحكاتي وهزاري.

نرمين جريت ورايا ومسكتني من دراعي جامد+ ايه يبـ,ـنتي الي بتعمليه دا؟ حد يقول كدا لسليم؟! حرام عليكِ كسرتِ بخاطره جامد، معتقدش بعد كدا هيبصلك تاني بعد ما اهنتيه بالشكل دا.

لأول مره اطلقت العنان لدموعي، الحقيقة انه مكـ,ـنش بمزاجي، انا مقدرتش اتظاهر بالقوة المرة دي- يعني انا جرحته جامد يا نرمين؟ مش هيحبني تاني؟

بإستغراب+ انتِ بتعيطي ليه يا نارا؟ هو انتِ بتحبيه؟!

رفعت وشي للسما وانا بمسح دموعي، من غير ما انطق بأي كلمة كان صمتي هو الرد علي كلام نرمين الي بصت ليا بإستغراب اكتر+ طيب ولما انتِ بتحبيه بترفضيه دايمًا ليه؟! انا حقيقي مبقتش فهماكي.

مقدرتش ارد علي سؤال نرمين، إضطريت إني امشي واسيبها قبل لما اضعف اكتر واقولها علي الحقيقة، كالعادة مشيت لغايه بيتنا رغم ان المسافه مش صغيره، بس كنت بحاول اوفر الفلوس الي باقيه معايا بعد لما ماما اخدت كل مرتبي، وصلت البيت وانا رجلي وجعاني، اتفاجئت بوجود بابا الي مشوفتهوش بقالي ٥ سنين.

بنظرات خبيثة¥ كبرتي اوي يا نارا وبقيتي عروسة، هو الناس اتعمت ولا ايه؟ معقول مكنش فيه حد بيتقدم لبنتي الحلوة؟ جهزي نفسك بكرا عشان فيه عريس هيجيلك

يتبع….

الحلقة الثانية

بنظرات خبيثة¥ كبرتي اوي يا نارا وبقيتي عروسة، هو الناس اتعمت ولا ايه؟ معقول مكنش فيه حد بيتقدم لبنتي الحلوة؟ جهزي نفسك بكرا عشان فيه عريس هيجيلك.

بصيتله بتساؤل-مين العريس دا؟ مين الي هيتقدم لواحدة زيي؟ هل عارف ان ماما مدمنة كحول وانت حرامي بيتسجن كل شوية؟

بس كان بابا بيبتسم ليا بخبث فبصيت ليه بصدمة- هتـ,ـجوزني لواحد كبير في السن يبابا؟!

بخبث¥هتشوفيه لما يجي بكرا

دخلت اوضتي وانا مش حاسة بحاجة، المفروض كنت ابقا اتعـ,ـس واحدة في العالم بعد ما شبه أدركت ان بابا عايز يجوزني لواحد كبير في السن عشان يخلص مني بس انا فالحقيقة مكنتش حاسة ب اي حاجة، كل الي كنت بفكر فيه هو الي حصل فالجامعة، موقفي مع سليم واد ايه كنت قاسية معاه.

اليوم الي بعدو لبست أسوء حاجة عندي وحتي محطتش ميكب، اي بنت بيتقدملها حد بتحبه بتكون اسعد الناس لكن انا انهارده متقدملي واحد عجوز ف هجيب منين الشغف اني البس او احط ميكب؟

قعدنا مستنيين كتيير اوي لغايه لما الساعه بقت ١ بالليل، موبايل بابا رن ف رد¥ انت بتقول ايه؟! ازاي يعني يحصل كدا؟! ازاي يتقبض عليه؟! دا كان لسا خارج من السجن معايا امبارح!

بعدها قفل المكالمه وبصلي¥ خلاص مفيش عرسان جاية، ادخلي اوضتك يلا ومتورنيش وشك، حتي الوحيد الي كان قابل يتجوزك اتسجن تاني.

بصيتله بإستنكار- انت كنت هتجوزني لحرامي زيك؟! وكمان سرق واتسجن تاني رغم انه خرج من السجن امبارح؟!

وكملت كلامي وانا بعيط-حرام عليك بقا مش كفايه بستعر منك عشان حرامي وكمان عايز تجوزني لحرامي زيك؟! عايزني استعر في حياتي التانيه كمان؟!

محستش بنفسي بعدها غير وانا علي الأرض بعد لمـ,ـا بابا ضربني بالقلم، كانت ايده تقيله لدرجة اني نزفت من شفايفي، حطيت ايدي علي خدي وبصيتله بكراهية وبعدها دخلت أوضتي.

اليوم الي بعده صحيت وحطيت ميكب ولبست كويـ,ـس كالعادة، كنت نازله من البيت بس كان باب الشقة مقفول، حاولت مره واتنين بس كان مقفول بالمفتاح، بـ,ـعدها سمعت صوت بابا من ورايا.

¥مفيش جامعات خلاص، قال يعني اخدنا ايه من التعليـ,ـم، كفاياكـ,ـي تعليم لغايه كدا انا هجوزك خلاص واخلص منك.

بصيتله بإستنكار-انت اكيد بتهزر يا بابا، انا دخلت الكلية دي بمجهودي وكنت بصرف علي نفسي، عايز تمنعني من الكلية رغم اني اصلا مش باخد منك جنية؟!

¥الي عندي قولته، ادخلي اوضتك يلا.

أدركت انه كان جاد، دموعي خانتني وقتها وانا بتخيل ان كل السنين الي قضيتها فالكلية كانت هباء واني مش هقدر اكمل فيها ولا اتخرج- يا بابا حرام عليك متعملش كدا، انا فاضلي بس سنتين واتخرج، انت اكيد مش قاسي بالشكل دا، مفيش اب بيكون قاسي للدرجة دي علي بنته.

بس بابا مكنش حتي بيرد عليا، كان بيتفرج علي التلفزيون وكإن كلامي محركش جواه اي مشاعر، وكإنه مش ابويا.

دخلت اوضتي وانا بعيط، بصيت بعدها للشباك، كنا في الدور التالت ومكنش ينفع انط ولا اخرج من البيت غير من الباب، حاولت افكر في حلول بس مكنش فيه، مسحت الميكب ولبست لبس البيت ونمت وانا بعيط.

عدي اسبوع عالحال دا، اسبوع مش بروح فيه الكلية ومش برد علي مكالمات نرمين، اصل هرد هقولها ايه؟ هقولها ابويا الحرامي مش راضي يخرجني من البيت ولا يوديني الكلية تاني؟ ولا اقولها اني فالحقيقة بنت بائسة فقيرة واني كنت بخدعهم لمده خمس سنين؟!

نرمين بعدها بعتتلي رسالة عالواتساب، لفتت نظري اكتر من باقي الرسايل، لانها كانت بتقولي فيها ان علينا امتحان بكرا واكيد هاجي الامتحان دا ووقتها هي هتتكلم معايا وتشوف سبب اختفائي، لحظة انا ازاي نسيت ان عليا امتحان بكرا؟!

ذاكرت طول الليل بعدها لبست وحطيت الميكب، قررت اني هنط من الشباك لان دا كان الحل الوحيد، انا مش هضيع الامتحان، بقالي سنين بكافح عشان اكون من اوائل الدفعة ومش هسمح لأي حد انه يدمرلي حلمي.

بصيت للارتفاع وبعدها جمعت كل شجاعتي ونطيت، رجلي اتكسرت واتجرحت جامد وكانت بتنزف وكنت بمشي وانا بعرج بس مكنش هاممني، كنت عايزه بس اوصل للكلية، مكنش معايا فلوس اركب عربيه وفنفس الوقت كانت رجلي وجعاني وبتنزف بس دا موقفنيش عن هدفي.

وفجأة وانا بمشي في الشارع شخص وقف بعربيته قدامي، بصيت ليه وكانت الرؤية مشوشة، مقدرتش حتي احدد مين الشخص دا وفقدت وعيي.

يتبع….

الحلقة الثالثة

وفجأة وانا بمشي في الشارع شخص وقف بعربيته قدامي، بصيت ليه وكانت الرؤية مشوشة، مقدرتش حتي احدد مين الشخص دا وفقدت وعيي.

صحيت من النوم وانا في بيت غريب، بصيت حواليا بخوف وبصيت علي نفسي، كانت هدومي متغيره ودا خوفني اكتر بعدها شوفت شاب وسيم دخل الاوضة.

استجمعت قوتي وقومت من مكاني وضربته علي صدره-انت عملت فيا ايه؟! انا فين؟! انطق

بهدوء+اهدي بس، انتِ اغمي عليكِ في الشارع قدام عربيتي فأخدتك لبيتي عشان نهتم بيكي، أمي الي كانت بتهتم بيكِ متقلقيش

بصيت علي هدومي الي اتغيرت ففهم قصدي واتكلم بلطف+ امي بردو الي غيرتلك هدومك، متقلقيش انا شخص كويس، صحيح معنديش اخوات بنات بس بعاملك زي ما كنت هعامل اختي لو كان عندي يعني اخت.

حسيت وقتها بالإرتياح بس بصيتله بشك-انت اكيد فيه حاجة مش مظبوطة فيك، مفيش حد بيكون بالطيبة دي مع حد ميعرفهوش، انت بتخدعني صح؟! انت شايفني واحدة عبيطة وهبله وهتصدقك؟ فاكرني ملفيتش الدنيا دي وعارفاها كويس؟!

بصلي بإستغراب+وانا هخدعك ليه؟

وقتها مامته دخلت الأوضه، كان باين عليها ست طيبة ولطيفة، اول لما شافتني حطت ايدها علي جبهتي $الحمدلله حرارتك نزلت، بس ليه قومتي من مكانك بالسرعه دي؟ لازم تستريحي وبعدين رجلك مكسورة مينفعش تقومي من علي السرير.

بصيت للشاب بكسوف بعد لما ظلمته-انا اسفه مكنش قصدي اتهمك بحاجة، انا بس مش مصدقة ان فيه ناس بالطيبة دي.

مامته بصتلي بإبتسامة$فين اهلك يا بنتي؟ احنا معرفناش نفتح موبايلك لانه مقفول بكلمة سر ف اديني رقمهم وانا هكلمهم افهمهم كل حاجة.

ظهر الخوف عليا لما جابت سيره اهلي، فالشاب الوسيم اتكلم+ خلاص يا ماما خليها بعدين، هي دلوقتي تعبانه ولازم ترتاح.

مامته بإبتسامة $خلاص ارتاحي انتي وانا هروح المطبخ اشوف الاكل واجيلك

بمجرد لما خرجت من الاوضة الشاب الوسيم بصلي بإبتسامة +بالمناسبة انا عمر

بصيت لإيده الي مدها ناحيتي بخوف، مكنتش قادره اثق في اي حد وهو لاحظ خوفي وسحب ايده.

إفتكرت الامتحان الي ورايا فقولت بخوف-هو انهارده ايه؟! انا كان ورايا امتحان فنفس اليوم الي اغمي عليا فيه، ضاع عليا صح؟!

عمر بصلي بإستغراب+الامتحان هو كل الي هامك؟ شكلك بنت مجتهده بس للاسف هو فعلا ضاع عليكِ، بس متقلقيش يعني انا الدكتور الي عالجتك واقدر اكتبلك تقارير وتقدري تقدمهالهم علشان تعيدي الامتحان.

المفروض كنت ارتاح بعد لما سمعت كلامه، بس الراحة مكنتش عارفه اي طريق لقلبي ولا لروحي، شخص زيي بيجري دايمًا في دوامة الحياة عمره حتي ما كان عنده الوقت انه يرتاح او ياخد هدنة من الحياة.

+عمومًا انا هسيبك ترتاحي شوية، شكلك كمان مش حابة تتكلمي.

وخرج من الاوضة، بصيت علي موبايلي الي كان جنبي، اول لما فتحته كان فيه رسايل ورنات كتير، سمعت الرسايل الي كانت مبعوتة من رقم غريب تقريبًا دا رقم بابا الي ملحقتش اسجله.

‘انتي يا *** انا هربيكي لما اعرف الاقيكي، وقتها لازم تخافي لاني خلاص دفنتك واخدت عزاكي’

‘بعد ما ربيتك وكبرتك تعملي فيا كدا؟! تجيبيلي العار وتهربي من البيت؟! انا هدفنك بإيديا دول بمجرد ما اعرف مكانك’

‘أمك بتعيط عليكِ من وقت ما هربتي وفاكرة ان دموعها دي هتخلي قلبي يرق وارحمك، متعرفش اني خلاص نويت امحيكي من علي وش الدنيا’

قفلت الموبايل وانا مش حاسة ب أي حاجة، المفروض الانسان بعد لما يسمع رسايل بالمنظر دا يخاف او يتضايق صح؟ يمكن قلبي مات ومبقاش بيحس لا بفرحة ولا بخوف ولا بحزن، يمكن الي كانت خايفة منه حصل وبقيت زيي زي الإنسان الآلي.

اتصلت علي نرمين اللي رنت عليا كتير وبعتتلي مسدجات كتير بتسأل فيها عليا، كانت مستغربه اني مرحتش الامتحان لانها عارفه اني مستحيل اضيع اي امتحان، اتصلت عليها علشان اطمنها.

-ايوه يا نرمين، انا حصلتلي حادثة في طريقي للجامعة بس انا دلوقتي كويسة متقلقيش.

~الحمدلله يا نارا! انا كنت قلقانة جداً عليكِ، كان لازم تشوفي سليم ونظراته لما كانوا بينادوا علي اسمك في الغياب بتاع الامتحان، كان قلقان جدًا عليكِ.

إبتسمت وكإن كل المصاعب الي بمر بيها دي بتختفي لما بسمع حاجة عن سليم، ابتسمت لان وجودي وغيابي فارقين مع شخص ما، حتي لو كان الشخص دا مخدوع بالشخصية الي بمثل انها انا، بس عالاقل هو حب نارا ومش هتفرق هي غنيه ولا فقيرة.

دخلت عليا وقتها ام عمر بالأكل، ف استأذنت من نرمين وانهيت المكالمة، قعدت مامته قدامي $انا مكنتش قصدي والله اتنصت عليكي خالص بس انا سمعت الرسايل الي ابوكي باعتهالك، انتِ ممكن تعيشي هنا معانا، انا عايشة لوحدي انا وابني وهنكون مبسوطين لو قعدتي معانا.

بصيتلها بإستغراب -هو انتو عادي ممكن تسمحوا لواحدة لسا عارفينها من يومين ومتعرفوش اصلها ولا فصلها انها تعيش معاكم؟! انتو اكيد عايزين مني حاجة، مفيش اي انسان بالطيبة دي.

إبتسمت ام عمر وحضنتني، فالحقيقة كان حضنها اجابة علي كل الاسئلة الي كانت بتدور في عقلي، حسيت بحنان عمري ما حسيته قبل كدا، هل لان امي عمرها ما حضنتني؟ ولا علشان دي اول مره احس فيها اني في امان؟

وقتها دخل عمر الاوضه بعد لما خبط+ ايه دا يا أمي بتخونيني؟

كان بيضحك وهو بيتكلم، لما ضحك وسامته زادت الضعف والحقيقة انه مكنش يختلف كتير عن مامته، الاتنين عندهم عيون باللون الأخضر وشعرهم بني فاتح.

عقد بعدها حاجبيه+طيب ممكن اعرف بقا ايه الي بيحصل هنا؟ عالاقل اعرف قبل ما تخونيني صح؟

بضحك$بتغير علي مامتك يا عمر؟ تعالا في حضني يا حبيبي.

في الحقيقة كنت مبسوطة وانا شايفه قدامي عيلة سعيده، كنت فاكره ان كل العائلات بتمثل قدام الناس في الشارع انهم عيله سعيده لكن في بيوتهم بيكونوا العكس، لكن العيلة دي اثبتتلي ان لسا فيه ناس سعيده فعلا.

بتوتر $ايه رأيك يا عمر لو البنوته الحلوة دي تعيش عندنا؟ اهلها عايزين يقتلوها بعد ما اختفت كل الايام دي.

خرج عمر من حضن امه لما سمع كلامها، بصلها بعصبيه+ يعني ايه يا ماما تعيش عندنا؟ دي شابة وانا شاب ومينفعش نعيش في بيت واحد، وبعدين دول اهلها يعني اكيد بيحبوها ومهما عملت هيسامحوها، لكن ازاي تعيش في بيت فيه شاب؟ سيبك من الناس والجيران هيقولوا ايه، انا مش قلقان من الي هيقولوه عليا، انا قلقان من الي هيقولوه عليها، انتِ مش عارفه الناس وكلامهم يا ماما؟

بصتله بحزن بعد ما افتكرت اني هكون جزء من العيلة دي، بس كلامه كان منطقي، مينفعش اعيش معاهم في نفس البيت، مينفعش يكون عندي عيلة مزيفة، كفايه ان حياتي كلها مزيفه كمان هختار عيلة مزيفه؟!

ولكن عمر حتي مستناش يسمع رد مامته وخرج من البيت، بصيت لمامته الي كانت بتبصلي بحزن، اخدتني في حضنها $اوعدك يبنتي بكرا هاخدك بنفسي عند اهلك وافهمهم كل حاجة، هما اكيد هيفهموا الموضوع دول اهلك يعني في النهايه واكيد مش هيأذوا بنتهم، انا يمكن كنت انانيه وعرضت عليكي تعيشي معانا ونسيت ان الناس مش بترحم حد.

هزيت راسي بمعني الفهم ولكني كنت عارفه ان نهايتي هتكون في اليوم الي هياخدوني فيه لبيت اهلي، مكنتش عارفه اعترض ولا كان ينفع اهرب من البيت في حين ان رجلي لسا مكسورة، فكرت كتييير اقولهم علي حقيقة اهلي ومدي سوئهم يمكن يتراجعوا عن انهم ياخدوني عندهم اليوم الي بعده بس مقدرتش، يمكن من كتر الكدب والوهم الي انا عايشه فيه بقيت شايفه ان قول الحقيقة صعب؟!

كنت قاعدة في الاوضة وانا بتأمل صور سليم علي بروفايله في الفيس، حبيبي الي عمرنا ما هنقدر نجتمع، حبيبي الي اذيته وجرحت كرامته في اخر يوم اشوفه فيه، انا خلاص هموت بكرا وهتموت معايا احلامي، حلمي اني اكون دكتوره في الجامعة وحلمي اني اتجوز سليم الي محبتش ولا هحب غيره.

دخل عليا عمر في الصبح بعد لما خبط، بصيتله بهدوء-انا جاهزة، مستعده اروح بيت اهلي.

لكن عمر اتكلم بخجل وهو مش قادر يبص في عيني+ انا مش هاخدك عند بيت اهلك، انا رحت الشارع الي اغمي عليكي فيه وسألت علي اهلك بطريقة غير مباشره وعرفت الحقيقة الي انتِ مش عايزه تقوليهالنا، لو اخدناكي لأهلك انهارده هيموتوكي فعلا زي مش مجرد تهديد.

وبعدها تنهد وبص في عيوني+تتجوزيني؟

يتبع….

الحلقة الرابعة

وبعدها تنهد وبص في عيوني+تتجوزيني؟

الحقيقة اني مقدرتش امنع نفسي من الضحك-هتتجوز واحدة مش عارف حتي اسمها؟! وبعدين ازاي سألت عني فالمنطقه بتاعتي وعرفت حقيقة اهلي وانت اصلا مش عارف اسمي؟

رغم اني اتوقعت انه يتضايق لما ضحكت علي عرض الزواج بتاعه الا انه كان لسا محتفظ بإبتسامته+انا مكنتش في حاجة اني اعرف اسمك علشان اسأل عليكِ، انا مكنتش عايز اقولك بس الستات في الحارة عندكم كانوا بيتكلموا عن البنت الي خانت شرف اهلها وهربت مع شاب وطبعًا معتقدش فيه بنت تانيه في الشارع مختفيه من بيتها في شارعكم غيرك.

بجدية-هتتجوز واحدة امها مدمنه كحول وابوها حرامي بيتسجن كل شويه ليه؟ شفقه صح؟

بإبتسامة+منكرش اني اكيد مفيش مشاعر ليا ناحيتك واحنا لسا متقابلين من فتره قصيره جدًا بس انا شايف انك بنت كويسة ومحترمة وكنت بدور علي عروسة بقالي فتره وانتِ محتاجة بيت تعيشي فيه ومش هينفع تعيشي عندنا من غير ما نكون متجوزين.

فكرت شوية وانا بفتكر سليم، وبعدين بفتكر حياتي في بيت اهلي، لو رفضت عرضه هضطر ارجع لبيت اهلي الي احتمال كبير يقتلوني اول لما يشوفوني، ازاي ممكن الأهل ميكونوش واثقين من بنتهم للدرجة دي؟! بدل ما يكونوا خايفين عليا ويتوقعوا ان حصلي حاجة وحشة بيتهموني اني هربت مع شاب وكمان هما الي فضحوني بنفسهم في المنطقه؟!

انا كنت اقدر استحمل حياتي الفقيرة وابويا وامي لكن مقدرش اعيش في منطقة الكل هيبصولي فيها نظرات اشمئزاز، حتي لو اتفهموا الي حصلي وقرروا يسامحوني فحياتي هتبقا جحيم اكتر من الأول.

اتنهدت واتكلمت بحزن-موافقة بس بشرط

عمر بصلي بإهتمام فكملت كلامي-هيكون جوازنا علي الورق، يعني مش هتقرب مني

الإنزعاج ظهر علي عمر+ انا مكنتش كدا كدا هحول جوازنا لجواز حقيقي غير لما تتعودي عليا وتحبيني بس انتِ عايزاه يفضل علي الورق دايما؟ حتي لو اتعودتي عليا وحبتيني؟

كنت عايزة اقوله ان الكلام دا مش هيحصل، واني اكيد مش هحبه لاني بحب غيره بس لو قولتله كدا كان ممكن يغير رأيه وميتجوزنيش ووقتها كنت هضطر ارجع لحياتي القديمة-نبقا نشوف وقتها يا عمر، المهم دا اتفاقنا دلوقتي.

اتنهد بحزن وأومأ رأسه بالإيجاب بعدها اتكلمت بمرح وانا بمد ايدي ناحيته-اسمي نارا بالمناسبة

إبتسم عمر وبعدها خرج من الأوضة، انا عارفة انكم ممكن تشوفوا اني انسانه وحشة، بستغل عرض عمر علشان اكون في امان من عيلتي وعلشان ارتاح من حياتي القديمه، عمر غني كمان فلما نتجوز مش هكون محتاجة اني أتظاهر بالغني لاني هكون غنيه، انا حسبتها من كذا منظور.

عارفة انه كان عايز جوازنا يكون حقيقي بعد فتره وان جزء من سبب عرضه عليا الجواز انه كان بيدور علي عروسة وعارفه ان اي واحدة غيري كانت هتكون مبسوطة لما دكتور محترم زي عمر يعرض عليها الجواز وهو حتي مش عارف اسمها بس انا بحب سليم.

مر اسبوع وقررنا نعمل كتب كتاب بسيط وقتها يعزم عليه اصحابه المقربين وانا طبعًا معزمتش حد.

بعد كتب الكتاب المفروض ان العريس بيحضن العروسة بس هو وقتها بصلي بشك وكإنه بيسألني إذا ينفع يحضني او لا مع ان اصحابه المقربين بيبصوا علينا وأكيد هيحسوا ان فيه حاجة غلط لو معملش زي اي اتنين عرسان وحضني بعد كتب الكتاب، ولكني هزيت راسي بالنفي، مكنتش حابة فكره انه يلمسني حتي لو كان مجرد حضن كتب الكتاب، مكنتش عايزاه يغير رأيه بعدين ولا انا كمان اغير رأيي.

إستسلم لرغبتي بحزن بعد لما هزيت راسي بالنفي واكتفي بإنه يبوسني من جبهتي.

اليوم الي بعده صحيت من النوم علي صوته+ قومي يا نارا، عملتلك مفاجأة هايلة كان بقالي اسبوع بحضرهالك.

قومت من علي الكنبة في الصالة ومشيت وراه، دخلنا اوضة كانوا قافلينها من وقت لما جيت بيتهم، صرخت بفرح وانا بشوف صورة كبيره ليا في الاوضة، كانت اوضة مريحة نفسيًا وشبه اوض الاغنيا في الافلام، انا لو حلمت بالاوضة دي خمسين سنه مكنتش اتخيل ان في يوم من الايام هيكون عندي واحدة.

بإبتسامة+ مش هينفع اكيد تنامي في الصاله دايمًا وبما انك رافضة تنامي في اوضة الضيوف فعملتلك اوضه خاصة بيكي، اتمني تكون عجبتك.

بسعادة-دي تحفة يا عمر! شكرًا خالص

بإبتسامة+مبسوط انها عجبتك، بالمناسبة انا كمان اشتريتلك عربـ,ـية علـ,ـشان تروحي بيها الجامعة، انتِ معاكي رخصة قياده؟

بصيتله بخجل- لا مش معايا، متخيلتش في يوم من الايام ان هيكون عندي عربية، بس ليه جيبتلي عربية؟ دي اكيد غالية اوي.

إبتسم+ مفيش حاجة تغلي عليكِ يا نارا، خلاص انا هعلمك ازاي تسوقيها وبعدها هتمتحني امتحان القيادة وتاخدي الرخصة.

قفزت بفرح وغصب عني من شدة سعادتي حضنته، اول لما انتبهت للموقف خرجت بسرعة من حضنه وبصيت ليه-انا اسفة انا مكنش قصدي

بضحك+ياريت والله كل مره تغلطي وتحضنيني كدا.

حسيت بالخجل فحاولت اغير الموضوع-هينفع تعلمني دلوقتي؟ ولا عندك شغل؟

عمر بص في الساعة بعدها إبتسم+المفروض ايوه عندي شغل بس مش مشكلة مش هروح انهاردة وهقضي اليوم معاكي، ايه رأيك اعلمك وبعدها نروح نتغدي في مكان هادي؟

اومأت راسي بالإيجاب بسعادة وبعدها نزلت من البيت، مصدقتش نفسي لما شوفت العربيه الي اشتراهالي، دي كانت احسن من احسن عربية عندي في الجامعة، معتقدش فيه اي حد عندي في الجامعة عنده عربيه اجمل واغلي من دي، الحقيقة اني وقتها بدأت احس بتأنيب الضمير.

عمر بيحاول يعمل كل حاجة تبسطني ودايمًا لطيف معايا، بس انا خبيت عنه حقيقة اني بحب واحد تاني وان احتمال اني احبه هو منعدم، هو قدملي كل حاجة مكنتش احلم بيها وانا مش هعرف اقدمله حاجة، هكون زوجة ليه ازاي وانا في قلبي شخص تاني؟

ركبت العربية من قدام وعمر ركب جنبي+ يلا اول درس في القيادة.

بدأ يعلمني وكانت ايده احيانا بتلمس ايدي مثلا أثناء ما هو بيعلمني، كنت بحس بالدفا لما ايده تمسك ايدي بس كنت بحاول قدر الإمكان اننا نتعامل زي الغريبين، انا مش عايزاه يتعلق بيا.

رحنا بعدها المطعم، عارفين المطاعم الي لازم تحجزو فيها قبلها بأسبوع علي الأقل؟ دا واحد منهم، كان مطعم راقي ومكنتش احلم في اي يوم اني ادخله، بمجرد لما قعدنا مكانا فيه واحد من اصدقاء عمر شافنا وكان معاه مراته، وطبعا عمر عزم عليهم يقعدوا معانا ووافقوا.

كان عمر بيهزر مع صاحبه وبيتكلموا في حين اني كنت انا ومراته ساكتين، انا مكنتش عارفه افتح كلام اقول ايه وهي كمان شكلها كانت مكسوفة، بعدها لما قمت اغسل ايدي هي كمان قامت ورايا.

>تعرفي اني من وقت لما عرفت عمر عمري ما شفته جه المطعم هنا ولا حتي بياكل برا بيته؟ يعني كان اخره يطلب ديلفري واحنا فالمستشفي لكن يروح المطعم ويقعد فيه؟ مستحيل

بصيت ليها بإستغراب انها تعرف كل دا عن عمر في حين انها مرات صاحبه فضحكت> اه نسيت اقولك انا وعمر ومازن اصحاب من الجامعة، انا ومازن كان بينا قصه حب طويلة فالجامعة بعدها اتجوزنا، وكنا فاكرين ان عمر عمره ما هياخد خطوة الجواز دي.

-هو محبش قبل كدا؟ يعني اكيد كان فيه بنات جميلة في الجامعة او في المستشفي

>شكلكم اتجوزتوا صالونات بما انك مش عارفه شخصية عمر كويس، بصي هو شخص مش بيحكي الي جواه يعني عمره ما اشتكالنا من حاجة، دايما بيضحك ويهزر لدرجة انك تشوفيه تفتكري ان مفيش عنده هموم، ومفيش بنت عرفت تلفت نظره.

-هو شكله من النوع الي مش بيعرف يحب، علشان كدا اتجوز صالونات، مع انه لو جرب الاحساس دا هيحبه جدا، بجد اعظم احساس في الكون انك تحب زي ما اليسا قالت.

بشك>انتِ كنتِ بتحبي حد قبله؟

حسيت اني بعك الدنيا ف إبتسمت بتوتر-ايام المراهقة بقا، الحمدلله دلوقتي ربنا رزقني بشخص كويس زي عمر.

بإبتسامة> ايه رأيك ننزل كل يوم مع بعض نعمل شوبينج ونفطر مثلا؟ انا كمان بروح لجيم هايل ممكن تيجي معايا لو حابة.

الحقيقة هي اني كنت حابة انغمس في حياة الأغنياء اكتر واكتر فوافقت.

مع مرور الايام بقت حياتي متمحورة حوالين خديجة مرات صاحب عمر والمذاكرة، كنا في الفتره دي في اجازة مذاكرة فمكنش عندي جامعة، كنت بخرج الصبح مع خديجة نقضي يوم حلو بعدها انام ساعتين واصحي اذاكر، كنت مهمشة عمر من حياتي تماما، وكإني مش متجوزة.

عمر مكنش بيعترض ولا بيقول حاجة بالعكس كان مبسوط بالكام دقيقة الي بيعلمني فيهم القيادة في الاسبوع، وانا كنت مرتاحة ان مفيش عنده توقعات من الجواز دا وانه شايفه جواز مصلحة بس، الي مكنش عاجبه وضعنا هو شخص واحد اكيد اتوقعتوه، مامته.

في يوم كنت قاعده في اوضتي برغي مع خديجة لما دخلت عليا مامت عمر بعد لما خبطت علي الباب-خلاص هكلمك بعدين يا خديجة باي.

قعدت مامته جنبي وهي متضايقه، بصيتلي$ بصي يا حبيبتي انتِ عارفة اني بحبك زي عمر واني معتبراكي بنتي مش مرات ابني، بس حالكم دا مينفعش، ازاي يا حبيبتي تكونوا متجوزين وكل واحد ليه اوضة؟ كدا يا حبيبتي يا هيطلقك يا هيتجوز عليكي، وانا ميرضنيش اي حاجة من دول، انتِ حتي مش بتتكلمي معاه غير قليل، مش بتتصلي بيه تتطمني عليه فالشغل ولا تسأليه اتغدي او اتعشي ولا لا، حياه ابني عمر قبل الجواز مختلفتش حاجة عن بعد الجواز.

بصيتلها بحزن-حضرتك شايفاني مليش فايده صح؟ يعني واحدة محتله بيتكم بتصرف من فلوسكم وتركب عربياتكم وكإنها اخيرًا ما صدقت تكون غنية، بس انا متفقة مع عمر من قبل ما نتجوز، قولتله ان جوازنا علي الورق بس علشان كلام الناس.

$هتندمي يبنتي علي الي بتعمليه دا، انتِ مع الوقت هتتعلقي بعمر وهو وقتها هيكون خلاص جاب اخره، حافظي علي جوازك يا نارا

وبعدها خرجت من الأوضة، قعدت مع نفسي وفكرت، هو انا هزعل لو عمر فكر يتجوز عليا؟ انا المهم عندي انه ميطلقنيش لكن لو حب انه يتجوز عليا معتقدش هتكون مشكلة، وبعدين دا كان اتفاقنا من الاول يعني انا مش انانية.

كنت رايحة بعدها الصالة واتفاجأت بصوت غريب، مشيت ناحية الصوت لغاية لما وصلت لأوضة عمر، فتحت الباب شوية وشوفت عمر وهو بيجرح ف دراعه بأداه حادة (البرجل).

يتبع….

الحلقة الخامسة

كنت رايحة بعدها الصالة واتفاجأت بصوت غريب، مشيت ناحية الصوت لغاية لما وصلت لأوضة عمر، فتحت الباب شوية وشوفت عمر وهو بيجرح ف دراعه بأداه حادة (البرجل).

جريت ناحيته ومسكت منه البرجل، بصلي وكإنه مش حاسس بحاجة، وكإنه جماد مش انسان، وكإن الجروح في ايده مش بتوجعه ولا حاسس بيها اصلاً.

بزعيق-انت بتعمل ايه؟! ايه الي بتعمله في نفسك دا؟! ليه كدا يا عمر؟؟

بص علي دراعه بذهول وبعدها بص عليا +يا نهار ابيض ايه الي عملته دا، يظهر اني سرحت جامد

بس انا مكنتش مصدقاه، ايه الي هيجيب البرجل لإيده اصلا؟! لو كان مهندس كنت صدقت لكن واضح انه بيكدب بس واضح كمان انه مش حابب يحكي.

قعدت جنبه ومسكت ايده-تقدر تحكيلي اي حاجة يا عمر واوعدك هتكون سر بينا، انت السبب في ان حياتي بقت زي الجنة، وانا مش حابة انك تكون متضايق، لو سمحت لو فيه اي حاجة مضايقاك ياريت تشاركها معايا ونشوف ليها حل سوا

بسرحان+سوا؟

بإبتسامة-ايوه سوا، احنا ممكن نكون اصحاب علي فكره، انا الفتره الي فاتت كنت بحاول ابعد عنك عشان متتعلقش بيا بس احنا ممكن نكون اصحاب من غير ما اي حد فينا يتعلق بالتاني، ايه رأيك في الاقتراح دا؟

ابتسملي+موافق، بس هل انتِ فاضية انك تخرجي معايا بدل ما تخرجي مع خديجة؟ يعني انا مش هكون ممتع زيها ولا بفهم في لبس البنات فمش هعرف اروح معاكي نعمل شوبنج مثلا

بإبتسامة ومزاح-هو فيه حد يطول ان دكتور عمر بنفسه يخرج ويتفسح معاه؟! يا نهار ابيض دي تبقا احلي حاجة

إبتسم+ عارف انك بتجامليني بس مقبوله بردو، خلاص تعالي ننزل دلوقتي نتمشي عالنيل، صحيح الوقت متأخر بس متخافيش، تقدري تجربي تثقي فيا

ضحكت علي لطفه- انت طيب اوي يا عمر، حقيقي اطيب انسان قابلته، يعني انا عايشه معاك في نفس البيت ومش بثق فيك مثلا؟ انت اصلا اول شخص اثق فيه وممكن تكون الاخير

إبتسم+ دا شيء يسعدني يا نارا، يلا روحي البسي حاجة سريعه وننزل

ابتسمتله بعدها رحت اوضتي لبست بسرعه ونزلنا نتمشي علي النيل، كنت مبسوطة وانا ماشية جنبه وحاسة بالأمان، احساس كنت مفتقداه من وقت لما وعيت علي الدنيا، كنت دايما بخاف من الخبط علي الباب علشان خايفه يكونوا الشرطه جايين يقبضوا علي بابا تاني، ومش بحب ادخل البيت لاني عارفه ان هتكون امي سكرانه، عمر كان اول شخص يوفرلي الامان دا، وانا لازم اردله جزء من الي بيعمله معايا واحاول اعرف ماله، واضح ان فيه مشكلة جادة معاه

إبتسم فجأة وسط سرحاني+ انا عارف انك وافقتي علي اننا ننزل نتمشي علشان عايزاني احكيلك، بس الحقيقة مفيش حاجة احكيها، اتمني متقوليش لماما علي الي شفتيه انهارده لانها هتقلق.

إبتسمت-انا مش هضغط عليك وهستناك تيجي تحكيلي وحدك.

بعدها صرخت بلهفه لما شوفت واحد بيبيع دره مشويه علي النيل- ايه رأيك ناكل دره مشوي مع بعض؟

ضحك علي رده فعلي الطفوليه المبالغ فيها علي حاجة بسيطة زي دي+ موافق بس انتِ فعلا احيانا بتفاجئيني يا نارا، احيانا بتكوني آنسه جميلة وكاريزما واحيانا تانيه بتكوني طفلة

حطيت ايدي في وسطي-يعني مش بكون جميلة وانا طفلة؟

سكت للحظات ووقف مكانه فوقفت انا كمان، بص في عيوني نظرات انا مفهمتهاش+ الحقيقة انك جميلة في كل حالاتك يا نارا، وانتي بتتصرفي زي الاطفال، وانتي بتضحكي، وانتي خايفه، وانتي مبسوطه، معتقدش انك هتكوني وحشة في اي حاله من حالاتك.

إبتسمت لمديحه- علي فكره انت كمان مش بطال.

ضحك علي كلامي+ ايه مش بطال دي يا حلوه انتي؟ انتي عارفه ان نص بنات الجامعة كانو بيكراشوا عليا اصلا؟ وحتي في الشغل فيه كذا بنت كانوا معجبين بيا.

عقدت حواجبي وحطيت ايدي في وسطي تاني واتكلمت بهزار-و يا تري زميلاتك في الشغل عارفين انك متجوز حاليًا؟

ضحك علي كلامي+ اه عارفين انا مش بخلع الدبلة مش زي ناس تانيين

بضحك-ايه دا كمان ابتدينا نلقح بالكلام؟ مين قالك تلبسها طيب؟ متلبسهاش عادي

بصلي بتركيز+ يعني مش هيفرق معاكي ان يكون فيه واحدة فالشغل معجبة بيا مثلا؟

بإبتسامة-لا هيفرق معايا ليه؟ دا جواز علي ورق وانت من حقك تحب وتتحب وتتجوز الي بتحبها، انا مش هتضايق لو اتجوزت عليا

بجدية+ مش هتغيري مثلا او تتأثري؟ يعني حتي لو جوازنا علي ورق بس المفروض مثلا متكونيش حابة اني اتجوز واحدة تانيه حتي لو جوازنا مش حقيقي

إبتسمت-لا يا عمر من حقك تعمل الي عايزه عادي، مش هتضايق صدقني بالعكس دا انا هحب عروستك التانيه دي جدا.

+بكرا اول يوم في امتحاناتك صح؟ تحبي اوصلك؟ اكيد هتكوني متوتره ومش هتقدري تسوقي العربيه.

بتوتر-لا لا ممكن تخلي حد من السواقين يوصلني، مش حابة اتعبك معايا

+يبنتي تعب ايه، بس خلاص زي ما انتي حابة، هقول للسواق يوصلك.

إبتسمت بخوف، الحقيقة اني خوفت انه يوصلني فنرمين تسألني مين دا، وقتها مكنتش هعرف االف كدبة لان هي عارفه ان معنديش اخوات، وكمان مكنتش عايزه سليم يشوفني وانا نازله من عربيه راجل، خايفة يفتكرني اتخطبت او بحب حد تاني فيصرف نظره عني وينساني.

قضينا وقت ممتع مع بعض لغايه الفجر، كنا بنضحك ونهزر والحقيقة انه كان شخص ممتع مش ممل، بس حسيت انه بيظهر للناس شخصيته الجادة وبس، كنت مبسوطة انه قدر يكون علي طبيعته معايا، كنت فاكره اني كدا بقدمله معروف وبحسنله حياته زي م هو حسنلي حياتي.

اليوم الي بعده صحيت بدري، قومت لبست احلي لبس عندي وكنت نازله لما عمر شافني.

عقد حاجبيه لما شافني+ معقول كل الاهتمام دا عشان رايحة الجامعة يا نارا؟ يعني مثلا انا كنت فاكر دلوقتي انك رايحة حفلة مش جامعة.

بضيق-ليه بتضايقني يا عمر؟

نزلت من البيت وانا متضايقه قبل ما اسمع رده ولا اديله فرصه انه يرد، ركبت العربيه ورحت الجامعة وانا مبسوطة، كنت مقرره

ان مفيش حاجة هتضايقني النهارده، انهارده انا هشوف سليم بعد لما مضي وقت طويل مشفتهوش.

نرمين اول لما شافتني حضنتني~ بقالي كتير مشوفتكيش ولا اتكلمنا حتي، كنتِ بتدحي ولا ايه

إبتسمت-ايوه، هو فين سليم؟ مشوفتهوش؟

بتوتر~ ايه دا انتِ معرفتيش؟

يتبع….

الحلقة السادسة

-هو فين سليم؟ مشوفتهوش؟

بتوتر~ ايه دا انتِ معرفتيش؟

عقدت حاجبيني بخوف-معرفتش ايه؟!

بصت للارض~سليم خطب يا نارا

ضحكت وضربت ايدها بخفه-متهزريش بقا يا نرمين، الخدعه دي مش ظريفة علي فكرة

بحزن~ ياريت لو كنت بهزر يا نارا، لكن دي الحقيقة

مش عارفه ليه حسيت الدنيا بتدور حواليا، فجأة إنعزلت عن كل العالم وكإن مفيش غيري، معقول سليم الي بيحبني والي بحبه خطب غيري؟! كل دا علشان عاملته بشكل وحش اخر مره؟! ولا لحظة هي مكنتش اخر مره بس الي عاملته فيها وحش، انا بعامله وحش دايما، كنت مستنيه ايه من شخص بكسر خاطره كل مره وبقلل من كرامته؟ كنت مستنيه يجي يعترفلي وهو شايف اني بصده دايمًا؟

رجعت للعالم تاني علي صوت نرمين~ انتِ كويسة يا نارا؟ بصي عمومًا هو لسا فيه فرصه طالما متجوزش، قوليله كل الي في قلبك انهارده يا نارا، قوليله قبل لما تندمي اكتر لما تشوفيه وهو بيتجوز

بصيتلها بإستياء شديد، الحقيقة اني كنت بحاول امنع دموعي من انها تنزل- مقدرش اعمل كدا يا نرمين، اولا هو خطب خلاص يعني نسيني، لو كان بيحبني مكنش هيقدر يخطب غيري، صحيح انا عاملته وحش بس علي الاقل مكنش هيقدر يشوف نفسه مع واحدة تانيه بالسرعه دي، وبعدين انا مش هخطف واحد من خطيبته

~صدقيني هتندمي يا نارا، خطوبته كانت من يومين يعني لسا متعودش علي خطيبته واكيد ملحقش ينساكي ولا يحب خطيبته الجديدة، لازم تكلميه.

كنت لسا هرد عليها بس كانوا المراقبين بيتكلموا بصوت عالي وبيقولوا ان الامتحان هيبدأ، دخلت اللجنة وانا قلبي مكسور، كلمة مكسور دي قليلة علي الي حاسة بيه، انا حاسة ان روحي اتاخدت مني، عارفين شعور لما تحبوا شخص معين لدرجة انكم تكونوا فاكرين انكم هتكملوا باقي حياتكم معاه؟ تتخيلوا نفسكم فالفرح وبعدها تتخيلوا اول رده فعل ليه لما يعرف انك حامل، انا حياتي كلها متخيلتهاش غير مع سليم.

حليت الامتحان وخرجت من اللجنة، مكنتش عايزه اتكلم مع نرمين ولا مع اي حد، كنت عايزه اكون لوحدي، بس لما خرجت من اللجنة خبطت في شخص ووقعت علي الارض

بصيت للشخص الي خبطني وكان سليم، كان بيمدلي ايده علشان يساعدني اقوم= انا اسف بجد انا كنت سرحان

قومت من علي الارض ومبصتش حتي عليه وكملت في طريقي، بس هو كان بيمشي ورايا، وقفت مكاني واتنفست بعمق وبصيت عليه-نعم يا سليم؟ فيه حاجة؟ بتمشي ورايا ليه؟

كان عندي امل انه يجي يقولي انه خطب عشان يخليني اغير او عشان يشوف مشاعري، كان عندي امل انها تكون خطة زي م بيحصل في الروايات لكن اتفاجئت بيه وهو بيديني ميدالية المفاتيح الي وقعت من الشنطه لما وقعت علي الارض= اتفضلي دي وقعت منك

اخدتها منه بعنف وكملت في طريقي، كان المفروض استني السواق بس انا مقدرتش اقعد في الجامعة دقيقة واحدة، كنت حاسة ان فيه حاجة بتضغط علي نفسي وتكتمه

رحت لمطعم قريب شويه من الجامعة وقعدت فيه، كانت خطتي اني استني شويه بحيث اهدي ومروحش البيت وانا بحالتي دي فعمر ومامته يشكوا ان فيه حاجة

لكن بمجرد ما قعدت في المطعم بدأت ابكي، كنت ببكي زي الاطفال وكان كل الي في المكان بيبصوا عليا، شويه بيبصولي بشفقة وشويه تانيين بيبصولي بقرف وفاكرين اني اتنشن، بس انا مكنتش مهتمة بأراء الناس انا مقهورة ومقدرش امنع نفسي من انها تعبر عن الزعل الي جواها

فجأة وانا بعيط وحاطة راسي علي الترابيزه حسيت بشخص بيحط ايده علي شعري، رفعت راسي وكان الشخص دا هو عمر الي مسك ايدي وحضني

دي كانت اول مره عمر يحضني، المفروض اني كنت ادفعه بعيد عني بس انا كنت مرتاحة في حضنه وحاسة اني مش وحيدة، لفيت دراعي حوالين بطنه وضهره وانا بعيط اكتر واكتر

بعدها خرجني من حضنه وبصلي بعيون اقدر اشوف فيها الخوف والقلق كويس جدا، مسحلي دموعي بإيدي+ ايه رأيك نتمشي شويه؟

هزيت راسي بالايجاب، بعدها ساب ايدي بس انا مسكتها تاني وبصيتله وانا لسا بعيط-متسبنيش يا عمر

+انا كنت هروح بس اطلب لينا اكل قبل لما نمشي علشان ناخده معانا

بعياط-خدني معاك طيب

اخدني معاه ورحنا نطلب الاكل، وبعدها مشينا.

اتوقعت انه هيسألني عن سبب حالتي دي وكنت بفكر في كدبة اقولهاله، هو انا هفضل اكدب كدا دايما؟ انا تعبت يارب من الكدب واني اخدعه، هو قدملي كل حاجة حلوه وفي المقابل انا خدعته وبكدب عليه.

بس هو حتي مسألنيش اي حاجة، كان ساكت طول الطريق وكإنه بيديني الفرصه اني ابدأ كلام وقت لما احس اني قادره اتكلم.

هو انت مش هتسألني ليه كنت بعيط؟

بإبتسامة+اكيد هتقوليلي بنفسك وقت لما تحسي انك كويسة

بعياط-هو انت ازاي كدا يا عمر؟ ليه بتعاملني كويس بالشكل دا؟ انت بتعاملني كإني شخص يستاهل انه يتعامل بطريقة كويسة، تعرف حاجة؟ مفيش حد في حياتي عاملني بالطريقة الي انت بتعاملني بيها، انت بتعاملني زي الملكة، ليه يا عمر؟ انا عملت ايه عشان تعاملني كويس كدا؟

وقف في مكان وبص في عيوني+ عشان دي المعاملة الطبيعية يا نارا، انتِ تعبتي في حياتك وشوفتي فيها حاجات وحشة كتير فشايفة ان معاملتي العادية معاملة ملكات، دي طريقة التعامل العاديه

الحقيقة اني في كل مره بتكلم فيها مع عمر بحس اني بحترمه اكتر واكتر، شخص طيب وذكي وفي نفس الوقت ناجح في شغله، انا حقيقي مش عارفه شخص زيه ليه بيجرح نفسه؟ ايه الي ناقص في حياته عشان يكون مبسوط؟

روحنا البيت بعدها واكلنا مع بعض من الاكل الي جيبناه، كنت بدأت احس اني احسن شوية- ازاي عرفت اني هناك يا عمر؟

+صاحبي من ايام المدرسة هو صاحب المطعم الي كنتِ فيه، وهو عارف انك مراتي لان كنت نزلت صوره لينا قبل كدا علي الانستا عندي فلما شاف حالتك اتصل بيا

حسيت اني اتضايقت لما قالي انه نزل صوره لينا عالانستا، احنا مجتمعنا صغير مش كبير ويمكن شافها شخص مشترك ما بينا، وقتها سري هيتفضح وكل الجامعة هتعرف اني متجوزة

قومت من علي السفره وبصيتله بغضب-ليه يا عمر بتنزل صوره لينا سوا؟!

بهدوء+ دي الصورة الي اتصورناها واحنا بنعمل شوبنج في مره من المرات يا نارا، يعني صوره عاديه مفيش فيها اي حاجة

-ممكن تمسحها لو سمحت؟!

+انا مش عارف ليه اتعصبتي من حاجة بسيطة زي دي بس تمام

دخلت بعدها اوضتي وقفلت الباب، عارفه اني كدا بتصرفاتي دي هخليه يبدأ يشك فيا بس اعمل ايه؟ انا مش عايزه اي حد يعرف اني متجوزة

فتحت الموبايل بتاعي وانتبهت ان كان فيه مسدج اتبعتت ليا امبارح، مبقاش عندي وقت كبير استخدم فيه الموبايل بعد لما حياتي اتغيرت

كانت مسدج من واحدة معايا في الدفعه، انا مش بحبها البنت دي لانها كانت بتتكلم عليا كلام وحش من ورايا وبتقول عني كلام محصلش يأذيني في سمعتي، ف استغربت انها باعتالي مسدج

كانت المسدج عباره عن صوره ليها مع سليم ‘مش هتباركيلنا يا نارا؟ انا بعتلك دعوه علي الايميل بس مجيتيش وزعلت والله انك مجيتيش الخطوبه، دي الدفعه كلها كانت في الخطوبة بس يلا مش مشكلة تتعوض مره تانيه، عقبالك’

امنية كانت عارفه ان سليم بيحبني، وعارفه كويس اني كنت معجبة بيه من بدري لانها كانت صحبتي قبل لما نتخانق، هي بعتتلي المسدج دي علشان تغيظني وكان نفسي اقول انها فشلت في هدفها بس هي نجحت

كان لابس بدلة كحلي هتاخد منه حته، يارب ليه يكون من نصيب حد غيري وانا الي كنت بدعي ليل نهار يكون نصيبي؟ انا

مكنتش عايزه حد غيره يارب، كان هو الي مصبرني علي حياتي القديمه، انا كنت هتطلق من عمر بمجرد ما يعترفلي سليم بحبه

بس خلاص انا مش قادره اعيش في حياتي دي تاني، انا كل مره بفكر في سليم بحس اني بخون عمر، عمر ميستاهلش مني اني اخونه او افكر في غيره، اي راجل مكانه هيتوجع لو عرف اني بحب غيره، حتي لو كان جوازنا علي الورق بس دي اهانه في حق رجولته، دي الفرصه المناسبه عشان انهي كل حاجة، انا هبدأ من الصفر وهشتغل واصرف علي نفسي

خرجت من اوضتي وكان عمر لسا قاعد علي السفره، بصيتله بجدية-طلقني يا عمر

يتبع….

الحلقة السابعة

خرجت من اوضتي وكان عمر لسا قاعد علي السفره، بصيتله بجدية-طلقني يا عمر

عمر بصلي وكإنه مش مستوعب الي بقوله، قربت منه اكتر وبصيت في عيونه-طلقني بقولك

قام من علي الكرسي وحط ايده علي كتفي+فيه حاجة حصلت طيب؟ ايه الطلب المفاجئ دا؟

-مفيش حاجة، انا قررت اني عايزه اتطلق

كنت متعجبة من تعامله مع الموضوع وكإني بطلب شيء عادي مش الطلاق، بس كنت متوقعه ايه يعني؟ ما هو اكيد مش بيحبني زي م انا مش بحبه

+انا هسيبك تهدي شوية، مينفعش تاخدي قرار مهم زي دا في فتره عصبيه وزعل

بصيت في عيونه بغضب وزعقتله-انت مش راجل يا عمر! انت بتتمسك بواحدة مش عايزاك! واحدة مش بتحبك ولا شايفاك اي حاجة اصلا قدامها!

انا معرفش قولت الكلام دا ازاي، عمر كان شخص طيب معايا وعمره م اذاني سواء بكلمة او بفعل، بعد لما نطقت بالكلام دا حطيت ايدي علي فمي بعد لما استوعبت الغباء الي نطقت بيه

لما عمر سمع الكلام دا ولأول مره من وقت لما اتعرفنا ظهر الغضب عليه، قرب مني جامد ورفع ايده وكإنه هيضربني، غمضت عيوني وأنا خايفة بس لما فتحتها مكنش قدامي، عمر اتراجع في اللحظة الاخيره رغم انه سمع كلام مفيش راجل يقبل انه يسمعه

لاحظت باب اوضته المقفول فخمنت انه دخل الاوضة، خبطت علي الاوضه-عمر انا اسفة، صدقني انا مكنش قصدي اجرحك بالكلام دا، الكلام الي قولته دا مش صح، انا اسفة بجد

بس مكنش فيه اي رد، دخلت اوضتي وانا متضايقه، الحقيقة اني قعدت طول الليل احاول انام وفالاخر نمت ربع ساعه وصحيت، لما صحيت كان فيه جنبي رسالة

فتحت الرسالة ‘انتي طالق يا نارا’

بصيت للرسالة بحزن شديد وبدأت اعيط، انا مبقتش فاهمة نفسي، بعيط ليه طالما انا بنفسي الي طلبت الطلاق وطالما انا مش بحبه؟ هل علشان العز الي مش هعيش فيه تاني؟

قمت من علي سريري وفتحت الدولاب وكنت هحط الهدوم في شنطه بس افتكرت اني جيت البيت دا من غير اي حاجة، مكنش معايا ولا هدوم ولا اي حاجة، حتي الشنطة دي مش بتاعتي

سبت كل حاجة ونزلت الشارع من غير م اودع اي حد وحتي موبايله سبته، عمر اشتراهولي بفلوسه لما اتجوزنا ودلوقتي مبقاش من حقي، كنت ماشية في الشارع زي التايهه، هروح فين طيب بعد لما بقيت مطلقة ومشردة فنفس الوقت؟ قعدت طول النهار الف علي رجلي بدون اي وجهه لغايه لما الليل جه، وقتها ادركت اني لازم اتصرف بسرعه قبل لما الوقت يتأخر اكتر.

حاولت اشوف شغل بيوفر مكان سكن بس مكنش فيه، فجأة الشارع بقا فاضي، خمنت وقتها ان الساعه بقت منتصف الليل، الجو كمان بدأ يكون برد اكتر، انا مرضيتش اخد اي جاكيت معايا واحنا المفروض في عز الشتا بس ازاي كنت هاخد حاجة مش بتاعتي؟!

قعدت علي الرصيف وانا ببص علي الناس الي كانوا بيبصولي نظرات مرعبة، انا خايفة وفنفس الوقت بردانه ونعسانة

‘ما تيجي يا حلوة معانا’

‘معقول واحدة حلوه زيك قاعده في الشارع، هي الناس جرالها ايه’

كنت بسمع كلام زي دا كتير، كنت حاطة ايدي علي وداني عشان مسمعش الكلام المقرف دا ولكن مفيش فايدة.

بدأت اعيط علي النعمة الي كانت في ايدي وانا بنفسي ضيعتها، انا ازاي طلبت الطلاق من عمر؟ ليه متختارتش اني انسي سليم واحاول احب عمر بدل م اخترت الطلاق واني ابدأ من الصفر؟ ازاي ممكن الانسان يبدأ من الصفر اصلا؟ الكلام دا مش موجود غير في الافلام، لكن في الحقيقة مفيش حد بدأ من الصفر وبقا حاله كويس بعدها

قررت بعد تفكير طويل اني هرجع بيت اهلي، كان قدامي اما اني اعيش في الشارع وينتهي بيا الامر مقتوله او مغ*تصبة او اني اروح بيت اهلي واكون تحت رحمتهم سواء قرروا يقتلوني ويخلصوا مني او قرروا يسامحوني

مشيت ناحية الشارع بتاعنا وانا زي الجثة، مبقاش فارق معايا انهم يقتلوني او يسامحوني، انا تعبت من حياتي، حتي لو سامحوني فهرجع لحياتي القديمه البائسة، انا مش هقدر ارجع لحياتي البائسة دي بعد لما جربت حياه النعيم والعز، وفي نفس الوقت سليم الي كان مصبرني علي حياتي خطب غيري.

دخلت العماره وانا ببتسم زي المجانين، وكإني داخلة قصر مش بيتي الي ياما اتهانت واتضربت فيه

تفتكروا اهلها هيتصرفوا معاها ازاي؟

يتبع….

الحلقة الثامنة

دخلت العماره وانا ببتسم زي المجانين، وكإني داخلة قصر مش بيتي الي ياما اتهانت واتضربت فيه

خبطت علي الباب وبابا هو الي فتحلي الباب، اول لما شافني مصدقش نفسه، قرص نفسه عشان يتأكد انه صاحي بعدها لما اتأكد انه مش بيحلم مسكني من دراعي جامد وجرني جوا البيت.

ماما لما سمعت صوت جسمي وهو بيتجر خرجت للصالة بسرعه واول لما شافتني ضربتني بالقلم&جبتيلنا العار يا ***

بعدها نزلوا فيا ضرب هما الاتنين، برجلهم وبإيدهم وبكل قوتهم، وكإنهم بيضربوا حيوان، معتقدش ان حتي الي بيعذبو الحيوانات وصلوا لليڤل دا من القسوة، بس الاغرب من دا كله اني مكنتش بصوت ولا بعيط ولا حتي حاسة بألم، انا بس كنت مبتسمة

معرفش هل بقا عندي تبلد فالمشاعر ولا ايه الي حصل، يمكن علشان كان نفسي يموتوني وارتاح؟ انا جبانة ومش هقدر اتخذ قرار الانتحار ويمكن انا اتخذت قرار اني ارجع البيت عشان اسيبلهم مهمه قتلي والتخلص مني

بعد لما تعبوا من ضربي رموني في اوضتي وقفلوا الباب بالمفتاح، نمت علي الارض مكان ما سابوني وصحيت لما اشعه الشمس لمست وشي، حاولت اقوم ولكن جسمي كله كان متكسر، اغلب الظن انهم كسرولي دراعاتي ورجليا، بس انا ليه مش حاسة بألم شديد؟ الانسان بيكون بيموت من الالم لما يكون عنده كسر واحد في جسمه، ليه انا مش حاسة ب اي الم رغم ان عندي ٤ كسور؟

قعدت علي الحال دا اسبوع، معرفش ازاي فضلت عايشة علي كوبايه الميه الي امي كانت بتعطف عليا بيها مره واحدة في اليوم ولا طبق الشوربه الي كانت بتشربهولي مره واحدة في اليوم، معرفش حتي هي ليه مسابتنيش اموت من الجوع واخلص من حياتي والبؤس دا، هل قلبها افتكر انها ام فجأة؟

كنت في الايام دي بفتكر لما كنت عايشة في قصر عمر، اد ايه كانت حياتي جميلة، عندي صديقة بنخرج كل يوم وبنتكلم بالساعات وكمان عندي مامت عمر الي كانت بتعاملني كإنها مامتي انا مش هو، ولا عمر الي كان بيتمنالي الرضا

سمعتهم بعدها في يوم وهما بيتكلموا بصوت عالي عن انهم هيجوزوني لراجل معروف في شارعنا انه مدمن مخدرات، بابا الي هو المفروض يخاف عليا كان مبسوط جدا ان اخيرا حد رضي يتجوز بنته الي الله اعلم راحت فين لما هربت من البيت، وماما كمان كانت مبسوطة، كانوا مبسوطين ازاي بعد لما قرروا يجوزوني بواحد مدمن؟!

بعدها جابولي دكتور، اتفاجئت ان الدكتور الي جابوه ليا كان صاحب عمر، بصلي وهو مش مصدق الي شايفه> انتِ كويسة يا نارا؟ مين الناس دول؟ خاطفينك؟!

بعدها أبويا دخل الاوضه£ يلا يا دكتور عايزك تصلحهالنا ف اسرع وقت عشان فرحها بعد يومين

صاحب عمر بصلي وهو مش مصدق الي بيسمعه، لسا من يومين كنت مرات صاحبه، ازاي دلوقتي شايفني بالحالة دي وفي بيت فقير وكمان بيقولوا انهم هيجوزوني؟!

بس هو استني لما بابا خرج وبقينا وحدنا في الاوضة> هتتوجعي دلوقتي بس لازم اعمل كدا عشان اعالجك

هزيت راسي بالإيجاب والحقيقة اني متوجعتش جامد يعني مصرختش مثلا من الالم رغم ان الطبيعي اني اصرخ من الالم.

> ايه الي حصلك يا نارا؟! وهما ادوكي مخدرات ولا ايه؟! ازاي مش حاسة بألم؟ وفين عمر؟! ومين الناس دول ؟!

بإبتسامة-ممكن متقولهوش حاجة؟ يعني خلي الي شوفته هنا سر بيني وبينك، انا وعمر اتطلقنا ودول اهلي، وايوه هما الي عملوا فيا كدا

بإستغراب> ازاي حالك اتبدل بالمنظر دا في ايام يا نارا؟! مش لسا كنتِ بتكلمي مراتي خديجة من اسبوع؟ ازاي كل دا حصل في اسبوع واحد؟

بصيتله بحزن وانا بحاول امنع دموعي من انها تنزل علي خدودي-انا افتريت علي النعمه اللي اديهاني ربنا، بس خلاص انا مش عايزه حاجة دلوقتي، انا هعمل الي اهلي عايزينه وهتجوز مدمن المخدرات، تعرف حاجة؟ بيقولوا انه رمي مراته الاولي من البلكونة وهو سكران بس الشرطة لما حققت فالموضوع قفلوه علي انها حادثة انتحار لانها حاولت قبل كدا تنتحر بسبب تصرفاته معاها، ممكن لو سمعت خبر موتي بعدين تعرف انه مش انتحار؟ قول لخديجة ونرمين وقتها اني منتحرتش.

شوفت الحزن الشديد الي ظهر علي وشه، هو انا خليته يشفق عليا بدون قصد؟ انا اصلا مثيرة للشفقة حتي بدون ما اتكلم، واحدة زيي يتغير فحالها بالمنظر دا في اسبوع وفاقده الامل في حياتها.

سابني بعد لما حطلي الجبائر ورجعلي العضم لمكانه، بعدها عيشت اسوء ٣ ايام في حياتي وانا مستنيه مصيري نحو الهلاك، مستنيه الراجل المدمن الي قتل مراته الاولي يجيلنا البيت ويكتب كتابنا وياخدي معاه لبيت الجحيم

لكن اتفاجئت ان أمي دخلت عليا في يوم واختارتلي فستان ابيض من الدولاب وساعدتني البسه وسرحتلي شعري كويس، بصيت عليها وانا مستغربه-مش المفروض هتجوزه بكرا؟

وبعدها كملت بإستهزاء- ولا هو مستعجل وعايز يتجوزني انهارده؟

$اسكتي دا انتي وقعتي وانتي واقفة، يبنت المحظوظة

مكنتش فاهمه هي بتقول ايه لغايه لما خرجت للصاله وانا علي الكرسي المتحرك، شوفت عمر وهو لابس بدلة ومبتسم، لكن اول لما شافني الابتسامة اتحولت لحزن شديد.

+انا عايز اخدها دلوقتي، المأذون اهو جبته معايا عشان لو وافقتوا علي جوازنا

لحظة هو قال ايه؟ هو جاي يتجوزني وكمان جايب المأذون معاه؟! هيتجوزني بعد الي قولتهوله اخر مره؟!

بطمع£ اكيد موافقين طبعا، بس انت عارف طبعا ان فيه مهر، احنا كبرنا بنتنا وخليناها دكتوره و..

عمر قاطع كلامه+ كام المهر الي طالبينه

$مش كتير يعني، ١٠٠ الف بس

عمر بصلهم بإستهزاء، ١٠٠ الف هو اكبر مبلغ عندهم؟! هما شايفين بجد ان المبلغ دا كبير للدرجة؟!

كانو بيبصوا علي عمر وهما مترقبين رده، كانوا خايفين من رفضه وحاسين انهم طلبوا مبلغ كبير خصوصًا انهم كانوا هيجوزوني للمدمن من غير اي مهر.

+موافق، انا هكتبلكم شيك وتقدروا تصرفوه، ودا رقمي بردو لو واجهت اي مشاكل في صرفه.

شوفت وقتها الفرحة الشديده في عيون امي وابويا، انا عمري ما شفت الفرحة دي في عيونهم، انا فاكرة حتي يوم نتيجتي كويس لما قولت لأمي وقتها ومقالتليش حتي مبروك، قالتلي بس ان الستات ملهمش غير بيت اجوازهم فالاخر، اما ابويا فكان في السجن وقتها

المأذون كتب كتابنا بعدها وبعدها عمر اخدني بالكرسي وساعدني اركب عربيته.

كان ساكت طول الطريق ودا شجعني اني اتكلم-ليه عملت كدا؟

لكنه حتي مردش علي سؤالي.

لما وصلنا شالني من العربيه عشان مش قادره امشي ولكن راسي اتخبطت فالعربيه وهو بيخرجني منها-آه

كان لازم تشوفوا الخوف الي ظهر في عيونه وقتها+فيه حاجة وجعتك؟! شلتك غلط طيب؟! فين الوجع؟! في رجلك ولا ايدك؟!

بإبتسامة وانا بتأمل ملامحه اللي كان القلق طاغي عليها- لا دي راسي بس اتخبطت فالعربية.

اتنهد براحة وطلعني بيتهم، مامته اول لما شافتني استغربت جدا ولكنها فرحت، هي كانت بتحبني ومعتقدش انها هتمانع اني رجعت لعمر.

دخلني اوضتي الي كانت زي ما هي، اتوقعت انه هيغيرها لما امشي بس الحقيقة ان كل حاجة زي ما سبتها بالظبط، كان بيحطني علي السرير براحة ولأول مره انا قريبه منه للدرجة دي، حاسة بأنفاسه علي وشي وشايفه عيونه وملامحه من قريب، هو ازاي حلو كدا؟ هو انا ازاي منتبهتش ليه كل الفتره دي ومكنتش شايفه غير سليم قدامي؟

بعد لما حطني علي السرير كان هيمشي بس مسكت ايده-ممكن متسبنيش؟ ممكن تنام جنبي انهارده؟

بصلي بإستغراب فكملت بإبتسامة خجوله-احنا متجوزين فعادي لو نمت جنبي

إبتسم+ هغير هدومي والبس لبس البيت واجيلك.

وفظرف خمس دقايق كان قدامي بعد لما لبس البيجامة، قعد جنبي عالسرير وهو ماسك كتاب فيه قصص+ تحبي اقرألك قصه لغايه لما تنامي؟

هزيت راسي بالإيجاب وانا بتأمله ومش قادره اشيل عيني من عليه، عمر حقيقي كان شخص طيب وفنفس الوقت وسيم، امنيه اي واحدة انها تتجوز واحد زيه

كان بيحكيلي القصة لما قاطعته-عمر انت ليه بجد عملت كدا؟ ليه بعد كل الكلام الي قولتهولك جيت البيت وانقذتني؟ ليه بتعمل عشاني كل دا؟ انا مستحقش كل دا

بإبتسامة+ هتصدقي لو قولتلك اني كمان معرفش؟ بس عموما انتِ حالتك النفسيه يومها مكنتش كويسة وانا مكنش المفروض اخد الكلام بجدية اوي يعني اي حد وهو متضايق جامد بيقول كلام ملهوش لازمة، المفروض مكنتش اتسرعت وطلقتك

-انا آسفة يا عمر، انا حقيقي مكنش قصدي اي كلمة قولتها

بإبتسامة+ الكلام دا مش مهم دلوقتي، تحبي تاكلي ايه؟ انتي شكلك مكنتيش بتاكلي كويس، خسيتي خالص

بحزن-اه مكنتش باكل

عمر لاحظ حزني ف قال بحماس+ تيجي ناكل برا؟

-هناكل ازاي برا وانا فالحالة دي؟ انا مش حابة اخرج غير لما اخف خالص يا عمر

سكت شويه بعدها قال بحماس+ خلاص عرفت هعمل ايه! هطلب اكل من برا وناكل واحنا بنشوف روبانزل

ضحكت بسعادة-روبانزل؟ كنت فاكرة انكم الرجالة بتشوفوا الحاجات دي تافهه

ضحك هو كمان وبصلي + انا كمان كنت فاكر اني لا يمكن فحياتي اتفرج علي روبانزل

كل حركاته وكلامه كان بيدل علي حبه ليا، معرفش هل هو عارف انه بيحبني ولا لسا مش عارف، بس انا عشان جربت الحب قبل كدا ف اقدر اقول بكل وضوح انه بيحبني.

قعدنا طول الليل نتفرج علي روبانزل واحنا بناكل، كنت نايمه في حضنه وانا مبسوطة، والحقيقة كنت مبسوطة اكتر وانا سامعه دقات قلبه وانا فحضنه، قلبه كان يكاد يخرج من صدره ودا بيأكد انه بيحبني.

صحيت الصبح وكنت لسا في حضنه، ابتسمت بسعاده ولعبت في شعره عشان يصحي بما اني مكنتش قادره اقوم بسبب رجليا المكسورين.

لما صحي قام بسرعه+ انا اسف انا المفروض كنت اصحي بدري واحضرلك الفطار و…

كان لسا هيكمل الكلام بس فاجئته ببوسه صغيره علي خده، بصلي وهو مذهول وقام بسرعه من علي السرير وخرج من الاوضه

ضحكت علي خجله الطفولي، كنت الحقيقة مبسوطة، مش عارفه انا ليه مبسوطه رغم اني مش بحبه، فالغالب مبسوطة عشان رجعت لحياتي الحلوه.

عدي شهرين وكان عمر دايما بيتجاهلني فيهم، او بيحاول يتجنب انه يشوفني، مش عارفه ليه كان بيعمل كدا بس اعتقد انه مكنش عايز يعلق نفسه بيا خصوصا انه عارف اني مش عايزه جوازنا يكون حقيقي.

انا قررت خلال الفتره دي اني عايزه جوازنا يكون حقيقي، انا ايقنت ان الحب مش كل حاجة ومكنش فيه شخص هيكون مناسب اكتر من عمر عشان اكمل معاه حياتي، او يمكن عشان سليم خطب فبدأت افكر بالشكل دا؟ المهم اني قررت اقول لعمر اني عايزه اكمل معاه حياتي.

بس وقتها نرمين اتصلت بيا وهي بتعيط~ الحقيني يا نارا، فيه شخص خطف شنطتي وانا واقفه في الشارع ومش معايا فلوس ولا اي حاجة، وخايفة يا نارا تعالي بسرعه

بصيت علي الساعه وكانت الساعه ١١ بالليل، قومت بسرعه من مكاني رغم اني المفروض كنت ارتاح شويه تاني عشان ارجع زي ما كنت بعد لما شلت الجبيرة بس خوفي علي نرمين كان قوي

منتظرتش حتي السواق بتاعنا وطلبت اوبر ورحت للمكان الي فيه نرمين، بس لما وصلت هناك شوفت نرمين وهي بتضحك

-ايه يا نرمين الي بيحصل هنا؟! وبتضحكي ليه؟! مش كنتِ بتعيطي من شويه؟! وايه دا اهي شنطتك في ايدك! ايه الي حصل يا بنتي؟

فجأة ببص ورايا علي المكان الي نرمين باصة عليه واتفاجأت بوجود سليم اللي نزل علي ركبته وفتح علبه فيها خاتم= تتجوزيني يا نارا؟

يتبع….

الحلقة التاسعة

اتفاجأت بوجود سليم اللي نزل علي ركبته وفتح علبه فيها خاتم= تتجوزيني يا نارا؟

كنت حاسة اني بحلم، ازاي سليم يتقدملي؟! مش كان خاطب؟! طيب هو ساب خطيبته وبعدها اكتشف انه محبش غيري مثلا؟! ولا هو خطب من الاول عشان يغيظني ولا ايه الي حصل بالظبط؟!

بإبتسامة= مش هتردي عليا يا نارا؟

رغم اني كنت مقرره اني هحول جوازي انا وعمر لجواز حقيقي وكنت فاكرة اني نسيت سليم وحبي ليه، بس لما سليم عرض عليا الجواز انا ضعفت ورجعت لمشاعري القديمه

بحزن -فيه حاجة لازم تعرفها يا سليم

قام من علي الارض وبصلي بإستغراب= ايه هي يا نارا؟

بحزن-انا متجوزة..

نرمين بصتلي بصدمة ولكن سليم مكنش مصدق وقعد يضحك= بطلي هزار بقا يا نارا

بحزن-مش بهزر يا سليم، كان نفسي يكون هزار بس دي الحقيقة

بص عليا بصدمة وهو مش عارف ينطق

مسكت ايده وبصيت في عيونه وانا بعيط- بس يا سليم جوازنا مش حقيقي، احنا عايشين في البيت زي الاخوات، انا كنت مضطره اعمل كدا عشان .

كنت لسا بكمل كلامي لكن سليم مدانيش حتي فرصه اني اقول كل الي عايزاه، شد ايده من ايدي وبصلي بكل غضب وبعدها مشي

كنت همشي وراه بس نرمين مسكت ايدي~ متروحيش وراه يا نارا، انتِ ازاي متقوليش حاجة زي كدا؟ تفتكري هيوافق يتجوزك وانتِ مطلقة؟ ليه يتجوز واحدة اتجوزت قبل كدا في حين انه متجوزش قبل كدا؟

بصتلها بكل صدمه، معقول دي صحبتي نرمين؟ صحبتي المفضلة واقرب حد ليا؟ بدل ما تواسيني في محنتي بتلومني هي كمان؟!

بعياط-انا كنت عايشه مع جوزي زي الاخوات يعني يعتبر مش متجوزة ثم ايه الي بتقوليه دا؟! دا بدل ما تقفي جنبي يا نرمين؟!

نرمين بصتلي بكل حزن~ انا اسفة يا نارا بس انتِ خذلتيني، كنت فاكره اننا بنحكي لبعض كل حاجة بس انتِ كنتي مخبيه عليا حاجات كتير، انسي سليم لانه عمره ما هيصدق ان جوازكم كان مش حقيقي، مجرد انك عايشه مع راجل في بيت واحد دا ممكن يقفل اي راجل منك اصلا حتي لو جوازكم مش حقيقي، انا اتأخرت ولازم اروح

وبعدها وقفت تاكسي وركبت ومشيت وسابتني وانا قاعده علي الارض وبعيط، حسيت وقتها اني خسرت سليم للمرة التانيه، انتو ممكن تشوفوني انانية لاني اتخليت عن عمر لما سليم اعترفلي واتقدملي بس دا مش بإيدي، انا كان قدامي لما سليم اتقدملي اني اختار بين عمر وسليم، وقلبي اختار سليم

بعد نص ساعه ايقنت ان مفيش حاجة ممكن اعملها، وقفت تاكسي وروحت البيت، كان عمر قاعد قدام التلفزيون

قررت وقتها اني خلاص هنسي سليم واكمل الي قررته، انا هعيش حياتي مع عمر وهقوله اني عايزه جوازنا حقيقي، مش هخلي سليم يضيع عليا شخص كويس زي عمر

حطيت ايدي علي كتفه فقام وهو متعصب وبعد ايدي عنه، بصيتله بإستغراب-فيه حاجة يا عمر؟

بصلي بعيون خالية من اي حياة، عمر الفرفوش الي دايما كان بيضحك لما بيكون معايا ودايما عيونه بتلمع في كل مره بيبصلي فيها، دلوقتي عينه مطفيه+ هو انا لعبه عندك؟ لعبه تقرري تعملي بيها الي عايزاه؟ الي بتحبيه رفضك فقررتي ترجعيلي صح؟! وطبعا فاكراني مغفل معرفش اي حاجة صح؟

بصتله بصدمة، هو ازاي يعرف حوار سليم؟! كلامه بيدل علي انه يعرف كل حاجة اصلا مش الي حصل انهارده بس

كمل كلامه وهو بيزعق+ انا اديتك فرصه طول الفتره الي فاتت انك تيجي تحكيلي بنفسك، كنت مستني تحكيلي سبب عياطك وانهيارك في اليوم الي اخدتك فيه من مطعم صاحبي، وسبب طلبك للطلاق، رغم اني عارف كل حاجة بس كنت عايز اسمع بنفسي، عارفه؟ انا لما طلقتك طلقتك عشان كنت عارف انك عايزه تتطلقي عشان قررتي تكوني معاه ولما رجعتك تاني رجعتك عشان كانوا هيجوزوكي لواحد كبير، كنت مقرر اني هطلقك واسلمك ليه بنفسي لو اخترتيه هو لكن انتِ كنتِ انانية، اتقربتي مني واوهمتيني انك بتحبيني وان حياتنا مع بعض هتكون حقيقية مش مزيفة، وبعدها في اول فرصه اعترفلك فيها سليم واتقدملك قررتي تتخلي عني وتوافقي علي عرضه

-انت ازاي عرفت كل دا!! انت بتراقبني وبتمشي ورايا؟!

ضحك كتييير وكإنه مجنون + هو دا الي فارق معاكي؟ عرفت ازاي؟ مفيش حاجة بتستخبي يا نارا وكان سهل اني اعرف كل حاجة عن طريق نرمين صحبتك لما قولتلها تقولي لو فيه حد في حياتك لاني ناوي اتقدملك فهي وقتها قالتلي كل حاجة عشان ابعد عن طريقك انتِ وسليم، الكلام دا كان قبل لما اعرض عليكي الجواز وقت لما عرفت ان اهلك هيقتلوكي لو رجعتِ لبيتك، وانهارده لما شوفتك نازله بسرعه قلقت عليكي ورحت وراكي وشوفت كل حاجة

وبعدها انهار وقعد علي الارض وهو حاطط ايده علي وشه+ ليه تعملي فيا كدا يا نارا؟ دي جزاتي اني حبيتك؟! بتعاقبيني وبتكسري قلبي عشان حبيتك؟! انا كنت متقبل كل حاجة وعارف انها مسأله وقت وهطلقك لما تختاري سليم بس انتِ الي بدأتي تقربي مني لغايه لما صدقت انك بتحبيني واختارتيني انا؟

وبعدها مسح دموعه وبصلي وهو بيبتسم+ ولا اه صح انتِ اختارتيني وقت لما كان خاطب، انا كنت دايما بديل، طالما سليم خطب ليه مختاريش عمر؟ ولما رجع سليم يغور عمر ما خلاص الشخص الاصلي رجع

بصيتله وانا مش مصدقة ان كل دا جواه، هو ازاي كان عارف كل حاجة وكان بيتعامل معايا عادي؟

-انت ازاي كنت قابل علي نفسك انك تكون متجوز واحدة بتفكر في غيرك؟! انا كان ضميري طول الوقت بيأنبني اني بفكر في راجل غيرك وانت اصلا عارف!

ضحك+ انا كنت متجوزك عشان ارحمك من اهلك، دا كان كل الي في بالي وقتها، كان المفروض اسيبك لاهلك يقتلوكي يعني؟! وانتِ لما بدأتي تقربي مني انا بدأت احبك

بصيتله وانا قلبي بينبض بسرعه، دي اول مره يعترفلي فيها انه بيحبني

+انا هطلقك دلوقتي وتقدري تروحيله

بعياط- لا يا عمر متطلقنيش، انا غلطت لما وافقت علي عرضه بس هو كدا كدا مبقاش عايزني

ضحك وهو بيبصلي+ مش عايزاني اطلقك عشان هو خلاص مبقاش عايزك صح؟! تاني بتعامليني علي اني شخص احتياطي بتسألي فيه بس لما ميكونش قدامك حد غيره، انتِ طالق يا نارا

بصيتله وانا بعيط، انا خسرت كل حاجة للمرة التانيه، سليم مش هيوافق انه يتجوزني بعد لما عرفت اني اصلا متجوزه، وعمر اتجرح جامد ومش هيجي علي نفسه وعلي كرامته عشاني

+ بس انا مش شخص قاسي عشان اسيبك في الشارع او ترجعي لاهلك، انا هأجرلك شقه وتقدري تقعدي فيها وتشتغلي وتبني حياتك مع نفسك

وبعدها نزل من البيت، دخلت اوضتي وانا بعيط ومش قادره اوقف دموعي، ونمت وانا بعيط

اليوم الي بعده صحيت وكان جنبي مفتاح وورقه فيها عنوان فخمنت ان دا عنوان الشقة الي عمر اجرهالي، اخدت هدومي وحاجتي الي كنت جايباهم بفلوس عمر ورحت للشقة الي مأجرهالي.

عيشت بعدها حياه بائسة وحيدة، بروح الجامعة وببص علي نرمين الي اتخطبت لسليم من بعيد، وبعدها بروح الشغل وبعد الشغل بروح اذاكر وبعدها بنام علي نفسي من التعب.

بعد سنتين اتخرجت من الجامعة واشتغلت في مستشفي، كان كل همي اني اقدر اوفر حياه كويسة لنفسي، كانت حياتي كلها من البيت للشغل ومن الشغل للبيت.

حذفت من قاموسي الحب والجواز، مين اصلا ممكن يقبل يتجوز واحدة زيي؟ حتي لو عرفوا ان جوازي مكنش حقيقي مش هيصدقوا بردو زي سليم، سليم كان بيحبني جدا ومع ذلك مصدقنيش واختار كمان انه يقهرني واتجوز صاحبتي.

تعرفوا اني روحت فرحهم وبصيت عليهم من بعيد من غير ما يشوفوني؟ الغريب اني مكنتش حاسة بأي حاجة، ولا حسيت بحزن ولا ان قلبي بيتحرق ولا أي حاجة، وكإني مكنتش بحب سليم، وكإن مش فارق معايا ان صحبتي تخوني وتتجوز الي بحبه

اما عمر فكنت بروحله المستشفي ابص عليه من بعيد كل فتره، كنت بحب اطمن عليه وكنت خايفة يرجع يأذي نفسه تاني، انا سببتله جرح كبير وخايفة يأذي نفسه تاني بسببي

كنت بحس بالندم في كل مرة بشوف فيها عمر، وبحس بالغيره لما بشوفه بيتكلم مع واحدة من زميلاته في المستشفي

وبعدها جتلي فكره اني احاول اشتغل في المستشفي الي هو شغال فيها، قدمت فيها وبعدها استنيت اني اتقبل ولما اتقبلت سيبت المستشفي الي انا فيها

مكنتش عارفه ليه بحاول اكون في المستشفي الي هو فيها، هو اصلا بيكرهني وبيحتقرني وبصراحة ليه الحق، انا كنت انانيه اوي وكنت دايما حاطاه علي انه شخص احتياطي في حياتي، كل مره كنت بتخذل من سليم كنت بختاره هو، ولما سليم بيرجع كنت بتخلي عن عمر

اول يوم ليا في الشغل، قالولي اني هشتغل مع عمر وانه هيشرف عليا لي الفتره الاولي بما اني لسا جديدة في المستشفي دي وكمان خريجة جديدة، انا كنت دكتورة مخ واعصاب زيه

اول لما شافني بصلي بغير اهتمام وكإنه ميعرفنيش+ الشغل بيبدأ عندنا الساعه ١٢ الضهر وبيخلص الفجر، واحيانا بنقعد كذا يوم من غير ما نروح البيت

ولكن انا مردتش عليه ف بصلي بنفاذ صبر+ مفهوم؟

هزيت راسي بالإيجاب ف اداني كذا ملف+ دول ملفات المرضي الي هتهتمي بيهم

الحقيقة انهم كانو ملفات كتير وكانوا تقال عليا وهو مهتمش بدا لما اداهوملي، فوقعوا مني عالارض+ ازاي تبهدلي الملفات بالشكل دا؟! مقولتيش ليه انك مش هتقدري تشيليهم؟! وبعدين احنا مش عايزين دكاتره متدلعين معانا هنا

بصيتله وانا بعيط، وقتها الغضب زال من علي وشه وبصلي بكل ندم+ انا اسف، خلاص متعيطيش هشيلهم معاكي

وقتها ابتسمت فرجع بص علي الملفات بسرعه وكإنه بيتجنب يبصلي، ساعدني فيهم وكمان وصلهم لغايه الاوضه الي المفروض هقعد فيها مع زميلاتي الدكاتره التانيين، بعدها كان خارج من الاوضه

-عمر..

بصلي بإستغراب+نعم؟ فيه حاجة؟

-هو انت لسا بتكرهني؟

بإبتسامة+ وهكرهك ليه؟ اكيد مش هفضل اكرهك لمده سنتين، انا خلاص اصلا نسيتك، انتِ بالنسبالي دلوقتي متدربه عندي وياريت تتعاملي علي الاساس دا

يتبع….

الحلقة العاشرة

بإبتسامة+ وهكرهك ليه؟ اكيد مش هفضل اكرهك لمده سنتين، انا خلاص اصلا نسيتك، انتِ بالنسبالي دلوقتي متدربه عندي وياريت تتعاملي علي الاساس دا

وبعدها خرج من الاوضه، الحقيقة اني اتضايقت جامد من رده، دا معناه اني مش فارقه معاه فعلا، كان عندي امل انه ممكن يرجع يحبني تاني لما يشوفني، ليه انا بس الي حسيت اني لسا بحبه لما شوفته؟

اشتغلت معاه شهرين، كان طول الشهرين دول بيعاملني كشخص عادي، وكإنه فعلا مش بيحبني ولا بيكن ليا اي مشاعر لدرجة اني فقدت الامل في انه يرجع يحبني تاني، حسيت اني بس بعذب نفسي بتواجدي في نفس المستشفي مع شخص بحبه بس هو عمره ما هيحبني

اشتغلت بعدها وانا مركزة بس علي مستقبلي، مش هكون خسرت عمر وكمان اخسر شغلي ومستقبلي، لازم اشتغل علي نفسي واتطور اكتر واكتر ويكون الشغل بس هو كل اهتمامي وهو دا الي حصل

فظرف سنتين كنت دكتورة شاطرة جدًا لدرجة انهم كانوا بيقولوا اني في نفس مستوي شطارة عمر

اتفاجئت بعدها في يوم من الايام بدعوي كانت علي مكتبي، فتحتها وكان باين عليها انها دعوه لفرح او خطوبة، ولما فتحت الدعوة اتصدمت لما شوفت انها دعوه خطوبة عمر مع واحدة من الدكاتره في المستشفي، بنت جميلة وهادية وكنت دايما بكون مستغربه انها لسا متخطبتش لغايه دلوقتي

بمجرد لما شوفت الدعوه حسيت ان قلبي اتقبض واني مش قادره اتنفس، قعدت علي الكرسي وانا بحاول اتنفس، كانت عيوني بتدمع وانا مش حاسة، هو انا ليه زعلت اوي كدا؟ هو مكنش معبرني طول الوقت الي اشتغلت فيه هنا وانا كمان كنت فاكره اني نسيته لما ركزت في شغلي، ازاي السنتين الي كنت مركزة فيهم علي الشغل بس مكنوش كافيين اني انساه؟

كانوا بيقولوا ان الوقت علاج لأي حاجة وانه بينسي بس اهو انا منستش عمر وموجوعة وكإني مقدرتش انساه ولو بنسبه ١ فالميه

وقتها دخلت عروسة عمر عندي الاوضة، كان اسمها سلمي، بصت عليا وهي قلقانه لما شافت دموعي~ انتِ كويسة يا نارا؟ ايه الي ضايقك بالشكل دا؟

مسحت دموعي وبصتلها بإبتسامة-ولا حاجة يا سلمي، انا شوفت الدعوه بتاعت خطوبتك انتِ وعمر، الف مبروك

كنت بباركلها من ورا قلبي، بس مكنتش عايزه اي حد يسوفني وانا ضعيفه، مكنتش حتي عايزه عمر يعرف اني لسا بحبه وبفكر فيه

سلمي حضنتني~ الله يبارك فيكِ يا نارا، عقبالك يارب

وبعدها غمزتلي~ وبطلي بقا ترفضي العرسان الي بتجيلك دي، كل يومين يجيلك حد وانتِ ترفضيه، اديلهم فرصه

بصيتلها بحزن، رغم ان فعلا بيتقدملي ناس كتير وفيهم ناس كويسه جدا لكن انا كنت برفض، مكنتش عايزه اي حد يعرف اني مطلقه واصلا لو الي بيتقدمولي دول عرفوا اني مطلقه هتختفي رغبتهم في انهم يتقدمولي فكنت برفض

بعدها سلمي خرجت من اوضتي لما شافت عمر، شوفتها وهي بتبصله بكل حب ومبسوطة، وشوفته وهو كمان باصصلها بكل حب، دي النظره الي كانت في عيونه لما كنا متجوزين

معقول خلاص مبقاش بيحبني ومبقتش فارقه معاه؟! ازاي قدر ينساني ويحب غيري؟ كان فيه جزء مني دايما بيقولي انه مستني اني اثبتله اني اتغيرت، بس شكلي كنت غلطانه، هو مسحني من قلبه وحياته فاللحظة الي طلقني فيها

استأذنت وروحت البيت بدري، دخلت بيتي الي كان زي القصر ولكنه كان كئيب، بيت يخلو من اي حياة، بيت بعمل في كل حاجة لوحدي، بنام وبصحي وباكل لوحدي، صدق الي قال ان الحياة محتاجة مشاركة، انا اهو رغم اني عندي كل حاجة لكني تعيسه ووحيدة

حتي بعد صدمتي في نرمين بطلت اصاحب حد، كنت خايفه اني اصاحب واحدة تانيه وتكون منافقه وكنت مخليه علاقتي عاديه مع كل زميلاتي، حتي خديجة كنت بتجنبها لغايه لما بطلت تقولي اخرج معاها او حتي تتصل بيا

كانت الخطوبة في اليوم الي بعده، المفروض كنت اتجنب اني اروح لاني لسا بحب عمر ولو رحت دا هيكون بمثابه تعذيب ليا بس انا قررت اني اروح

لبست احلي فستان عندي وحطيت ميكب هادي وفردت شعري ورا ضهري ونزلت من بيتي، كنت زي الاميرات ولكن اميره منطفيه مكتئبة، بس حاولت ابين اني سعيده وابتسم كتير، انا مش عايزاه يعرف اني زعلانه علشانه ويشمت فيا

والحقيقة التمثيل مكنش صعب عليا، بل بالعكس كل الي فالخطوبة افتكروا اني مبسوطه عشان سلمي، مكنش فيه اي حد يعرف عن جوازي بعمر غير خديجة وجوزها فلما الناس شافوا الفرحة الي ظاهره علي وشي خمنوا اني مبسوطة عشان سلمي، محدش كان يعرف ان قلبي بيتحرق

عمر لما شافني بص عليا للحظات، كنت فاكره انه وقع في حبي مره تانيه وانه ممكن يفشكل خطوبته ويديني فرصه تانيه بس سرعان ما بص لخطيبته، هو انا ليه حضرت الخطوبه؟ كان ممكن اعتذر واصلا مكنش فيه حد هيلاحظ غيابي، انا بحاول اعذب نفسي ولا بعمل ايه؟!

خرجت برا القاعه، واتفاجئت بوجود سليم الي كان رايح يدخل القاعه، كان شكله تعبان وكإنه مش سليم الي اعرفه، بصيت عليه وانا مش مصدقه اني بشوفه بعد كل السنين دي وازاي شكله اتغير بالمنظر دا في سنتين بس؟!

كان بيبص فالارض وهو بيكلمني= ازيك يا نارا، ممكن نتكلم شوية؟ كنت عارف انك هتحضري خطوبة عمر عشان كدا قولت اجيلك، مكنتش حابب اني اجيلك فالمستشفي عشان ملفتش نظر حد لينا من زمايلك

كنت مستغربه من طلبه، عايز يتكلم في ايه؟! هو الي نهي كل حاجة بنفسه من سنتين وكمان اتجوز صاحبتي ولكن فضولي دفعني اني اوافق

قعدنا في مطعم قريب من القاعه، كان بيتجنب طول الوقت انه يبص في وشي

بجدية-نعم يا سليم، فيه حاجة؟

بحزن= انا طلقت نرمين

بجدية-وبتقولي الكلام دا ليه؟

بحزن= انا عندي ورم في المخ، نرمين طلبت الطلاق لما عرفت لانه في مرحلة متأخره

الحقيقة اني زعلت جدا لما سمعت الخبر دا، انا كدكتوره مخ واعصاب بيجيلي حالات زي كدا كتير، للاسف مش بيكون فيه امل في المراحل المتأخره وكان طبيعي اني احس بالحزن لما اسمع ان شخص كنت اعرفه في الماضي هيموت قريب

-فيه حاجة اقدر اعملها طيب؟

+ كنت جاي اطلب منك السماح، انا عارف اني كسرتك يومها واتمني تكوني سامحتيني، انا مش عايز امشي من الدنيا دي وفيه اي حد زعلان مني

بصيتله بحزن-مش متضايقه منك يا سليم، انا اصلا نسيتك من بدري، بس بص تعالا بكرا عندي المستشفي نشوف الاشعات والتحاليل، متيأسش فيه ناس اتعالجوا وهما في المراحل الاخيرة

+هيفيد بإيه اني اعذب نفسي ف اخر ايام حياتي واخد كيمو ثيرابي يا نارا؟ انا قررت اعيش ايامي الاخيره بعيد عن الجلسات والوجع

بحزن-تعالا بس بكرا مش هتخسر حاجة، يمكن لسا فيه امل

ابتسم شويه لما حس ان فيه امل، يبدو ان كل الدكاتره قالوله ان احتمال نجاته ضعيفه وهو كان نفسه يتعلق بأي أمل

شكرني وبعدها مشي، اما انا فقعدت في المطعم شويه، كنت بحاول استوعب ان سليم الي كنت بحبه جدا زمان بيموت، وازاي نرمين تسيبه في محنته؟! كنت كل شويه اتصدم صدمة جديدة في نرمين، وبعدين انا ليه مستغربه من الي هي عملته؟ واحدة خانت صحبتها واتجوزت الي كانت بتحبه، اكيد لما جوزها يحصله مصيبه هتسيبه وتشوف حياتها

روحت علي البيت ورحت المستشفي اليوم الي بعده، كنت طول اليوم مستنيه سليم، انا مبقتش احبه بس كنت بتمني انه يتمسك بالأمل الاخير ويجيلي، عالاقل نحاول يمكن يعيش

وبالفعل جالي في نهايه اليوم، بصلي بكل حزن= متأكدة ان فيه امل يا نارا؟ انا خايف اكون بتعلق بأمل وهمي

ابتسمتله كمحاولة لتخفيف التوتر الي عنده-هقولك بعد الاشعه والتحاليل

بحزن=ممكن طيب تكوني جنبي وانا بعمل الاشعات؟ انا خايف اموت وحيد يا نارا، اهلي كلهم برا مصر ومش هيقدروا ينزلوا حاليا ومفيش اي حد جنبي

الحقيقة اني قررت اكون جنبه بس اعتبارا لكوننا زملاء قدام، اعتبارا لأنه كان شخص مهم في حياتي في فتره من الفترات

وقفت جنبه وهو بيعمل الاشعه المقطعيه وحتي وهو بيعمل الرنين المغناطيسي، ولما شوفت النتايج كان الورم مش صغير ولازم في اقرب وقت يتعمله عمليه بس قررت استعين بسلمي الي كانت جراحة مخ واعصاب عشان تفيدني

~ هو للاسف يا نارا، الدكاتره قالوله ان مفيش امل غير الكيمو ثيرابي لان العمليه هيكون ليها مخاطر كبيره، يعني نسبه انه ينجو منها لا تتجاوز ال ٢٠ فالميه

-يعني لو هو وافق علي العمليه وكتب إقرار بكدا تقدري تعملهالو يا سلمي؟ هو مستعد يتمسك بأي أمل حتي لو بنسبه ٢٠ بس

~ ايوه هعملهاله لو وافق

سيبت سلمي وروحت لاوضه سليم الي كان مستني الي هقوله بفارغ الصبر

-فيه عمليه ممكن تتعمل يا سليم بس فالاول لازم تخضع لجلسات كيمو ثيرابي لمدة شهر عشان يصغر الورم شويه وبعدها هنشيله بالجراحة، بس

=بس ايه يا نارا؟

-العمليه نسبه نجاحها ٢٠ فالميه بس…

بإبتسامة= انا موافق يا نارا، هتمسك بالأمل الاخير دا

كنت ماشيه من الاوضه بس هو وقفني لما نادي عليا

= نارا..

-نعم ياسليم؟

=انا مش عارف اشكرك ازاي، انا خلاص كنت فقدت الامل وكنت هعيش اخر ايام ليا وخلاص، عايزك تعرفي اني حقيقي نادم علي الي عملته فيكي زمان، وشكرًا لوقوفك جنبي انهارده فالاشعات

ابتسمت وخرجت من الاوضه، طول الشهر الي كان سليم بيخضع فيه للعلاج الكيماوي كنت معاه خطوه بخطوه، حتي الجلسات كنت بكون قاعده جنبه فيها وماسكه ايده وبطمنه، كنت مستغربه من اني واقفه جنبه بالمنظر دا، هل انا بشفق عليه؟ ولا بحاول اثير غيره عمر؟

بس الحقيقة ان عمر مكنش مهتم اصلا لا لوجود سليم في المستشفي ولا حتي لقربي منه في الفتره الاخيره، كان سعيد مع خطيبته وكإنه مكنش يعرفني قبل كدا.

~ انا مبسوطة انك واقفه جنب سليم طول الفتره دي يا نارا، حالته النفسيه مهمه جدا في فتره علاجه والحقيقة ان نتيجة جلسات الكيماوي كانت احسن مما تخيلت

-بجد يا سلمي؟! يعني فرصه نجاته من العمليه بقت اكبر؟

~ مش عارفه يا نارا بس انا متفائله انه هيخرج منها بخير ان شاء الله، بس صحيح انتِ مقولتليش هو يقربلك ايه؟

مكنتش عارفه اقولها ايه- صديق قديم يا سلمي

سلمي بصتلي بإبتسامة وهي بتغمزلي~ طيب ايه مش هنحضر خطوبتكم ان شاء الله بعد لما يخف؟

اتوترت لما قالت كدا، انا مش بحب سليم اصلا ومكنتش متوقعه ان اي حد يفكر اننا ممكن نتخطب اصلا

~عموما انتو مناسبين جدا لبعض وكفايه نظرات عيونه ليكي، هو بيحبك يا نارا انا عارفه العيون بتبص ازاي لما بتكون بتحب

بحزن-انا مفيش في حياتي مكان للحب يا سلمي

~متقوليش كدا يا نارا، انا حاسة دايما ان فيه حزن كبير جواكي وانك اتخذلتي من شخص ما بس متخليش تجربه واحدة تأثر علي باقي تجاربك، انتِ لسا صغيره وقدامك فرصه اهو انك تحبي وتتحبي

اومأت راسي بالايجاب ومشيت بعيد عنها، سلمي شخص لطيف اوي وبقينا مقربين اوي في الفتره الاخيره، بس مش عارفه هل هيستمر حبها ليا حتي بعد لما تعرف اني طليقة عمر؟

يوم عمليه سليم كان خايف جدا، طلب انه يقابلني قبل لما يتم تحضيره للعمليه وبص في عيوني وهو بيعيط= انا مش ضامن هخرج من العملية دي ولا لا يا نارا، بس انا كان لازم اعترفلك بحاجة قبل لما ادخل العمليه، انا بحبك يا نارا والحقيقة اني عمري ما حبيت حد غيرك، انا اتجوزت نرمين عشان اقهرك لما قهرتيني وقولتيلي انك متجوزة، انتِ متتخيليش كلامك يومها عمل فيا ايه، اتخيلي ابقا بعشق واحدة وفالاخر تقولي متجوزه؟!

-انت لو كنت سمعتني يومها كنت هتعرف اني اضطريت اتجوزه عشان اهلي، انا كنت بمثل عليكم ايام الجامعة، انا كنت بنت فقيره ابويا حرامي بيتسجن كل شويه وامي مدمنه كحول، مكنش قدامي حل غير اني اتجوزه علي الورق عشان اعيش حياه كويسة، بس انت حتي مدتنيش فرصه ابررلك يا سليم

=انا كنت مغفل يا نارا، انا بس محتاج منك فرصه، لو خرجت من العمليه تقبلي تتجوزيني؟

بصيتله بحزن-لازم تتجهز للعمليه دلوقتي يا سليم

وخرجت من الاوضه، كان سليم حزين جدا لاني رفضته بس الحقيقة اني مكنتش قادره لا احب حد ولا اقرب من حد تاني، وهو اصلا خايف من الموت فعشان كدا عرض عليا الجواز، لانه حاسس انه هيموت لكن لو عاش هيغير رأيه

كنت واقفه جنبه وهو بيدخل اوضه العمليات وحضرت العمليه، مكنتش من هواه العمليات بس كنت حاسة ان واجبي الاخير تجاهه هو اني احضر عمليته.

الحمدلله العمليه عدت علي خير وحتي مكنش فيه اي مضاعفات، كنت مبسوطة انه هيعيش

اول لما فاق طلب انه يشوفني، بص عليا وهو بيعيط وحضني فجأه بدون اي مقدمات= انا مش عارف اوفيلك حقك ازاي يا نارا

خرجت من حضنه- لا مفيش حاجة يا سليم، دا واجبي كدكتوره، مع السلامه

كنت هبعد عن سريره واخرج من الاوضه ولكنه مسك ايدي=نارا انا لسا عند طلبي، ممكن توافقي عليه؟ ممكن توافقي تتجوزيني؟

بصيتله بجدية-انت بس حاسس انك ممتن ليا عشان انقذتك يا سليم لكن انت مش بتحبني، حبنا مات في اليوم الي رفضت تديني فيه فرصه اني ابررلك

وخرجت من الاوضه وانا متضايقه، هو انا ليه متضايقه؟ انا مش بحبه اصلا بس فيه حاجة غريبه انا لاحظتها، اهتمامي بعمر وحزني عليه قلوا من وقت لما سليم بدأ يتعالج عندنا في المستشفي، هل عشان كنت مشغوله بعلاجه وجلساته؟

انا حتي مبقتش عارفه احدد مشاعري، مش عارفه انا لسا بحب سليم ولا بحاول اموڤ اون من عمر بيه، انا مش هستغل اي شخص تاني، مش هعامل اي شخص علي انه احتياطي مره تانيه.

سليم لما استعاد عافيته خرج من المستشفي ولكن كان كل يوم بيجيلي، كل يوم ينطلي فالمستشفي مره يجبلي قهوه ومره غدا ومره عشا ، كان كل الي فالمستشفي عارفين انه بيحبني ومستنيين اليوم الي اوافق فيه عليه

بعدها لما جه يوم عيد ميلادي مفيش حد افتكره، الحقيقه ان رغم اني بقيت مقربه من زمايلي فالمستشفي الا ان مفيش ولا شخص افتكر عيد ميلادي، بيقولوا ان يوم عيد الميلاد والكلام دا بيكون تافه وبتقل اهميته لما بتكبر في السن، بمعني ان اصحابك بينسوا عيد ميلادك مع زحمة الحياة وحتي انك ممكن تنسي عيد ميلادك اصلا

لكن انا متغيرتش فيا النقطه دي، كنت كل سنه بحزن في عيد ميلادي عشان بحتفل بيه لوحدي، هو مش الانسان المفروض يتعود علي الحزن؟ يبقا ليه بزعل في كل عيد ميلاد ليا بحتفل بيه لوحدي وكإنه اول عيد ميلاد مثلا اكون فيه وحيده؟

لكن عيد الميلاد دا كان مختلف، سليم جالي كالعـ,ـاده ولكن المـ,ـرادي كان وشه اصفر وكإنه مخضوض= انا حاسس ان الورم رجعلي تاني يا نارا! انا بقيت بحس بصداع جامد زي الاول ولسـ,ـا امبارح جالي نوبه صرع

قلقت جامد من كلامه لانه بيدل علي ان الورم رجع فعلا-تعالا ورايا هنـ,ـروح لاوضه الاشعه نعمل الرنين المغناطيسي بس متقلقش ان شاء الله خير

كنت حاسة ان قلبي مقبوض من وقت لما قالي علي الاعراض الي بتحصـ,ـله مؤخرًا، كنت خايفه اكتر منه من ان يكون الورم رجع تاني، ولكن لما دخلت اوضه الاشعه اتفاجئت بتـ,ـورته كبيره واتفاجئت بزمايلي وهما واقفين في الاوضه بيسقفوا وبيغنولي اغنيه عيد الميلاد

بصيت لسليم وعيوني كلها دموع، مكنتش مصـ,ـدقة ان امنيتي اخيرا اتحققت، مكنتش مصدقه اني اخيرا هحتفل بعيد ميلادي، حضنته وهمست في ودانه-موافقه يا سليم

وقتها سليم مكنش مصدق نفسه من الفرحة لدرجة انه كان بيصرخ بصوت عالي= وافقت يجماعه وافقت!!

واهو دلوقتي بكتبلكم من بيتي الجديدة وسليم نايم جنبي، اه نسيت اقولكم اننا خلفنا بنت وولد سميناهم نور ونادر، انا صحيح كنت انانيه في اوقات كتير وظلمت عمر لكن انا كمان مكنتش حياتي سهله وعشت ايام كتير وحشة، انا اتعاقبت علي انانيتي وظلمي لعمر ولكن فالاخر مفيش حد بيفضل طول عمره يدفع تمن غلطه عملها صح؟

#تمت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
92

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل