
فلاش باك
ورد ببكاء: بقى بعد كل التعب ده ياعمى مش عاوزنى اروح الجامعة
عتمان : ياحبيبتى انا ماقلتش كده ابدا ، انا بس مش هقدر ابدا اسيبك تروحى تقعدى لوحدك فى مصر
ورد : طب ماهو حكيم هناك …هياخد باله منى
لينظر لها عتمان بسعادة وكأنه قد وجد مصباح علاء الدين فينهض من مكانه آخذا ورد باحضانه وهو يربت على كتفيها ويقبل جبينها قائلا : خلاص يا ورد ..سيبينى بس النهاردة افكر ازاى ممكن اعمللك اللى انتى عاوزاه بس على شرط
لتتعلق ورد بعمها قائلة بلهفة : اؤمرنى ياعمى
عتمان : اللى اقول عليه يتنفذ بالحرف الواحد من غير نقاش
ورد : وانا من امتى بكسرلك كلمة ياعمى
عتمان وهو يربت على أكتافها : هى دى ورد بنتى حبيبتى
ليعرض عليها عمها فى اليوم التالى زواجها من حكيم والسفر معه إلى القاهرة ، وكم كانت سعادتها وقتها لمكوثها مع حكيم فى منزل واحد حتى أن سعادتها بهذا الأمر قد تغلب على سعادتها بدخول الجامعة
وقد أقام لهما عمها زفافا يليق بعائلتهم ومنزلتهم الاجتماعية والمالية ، واصر حكيم على سفرهم إلى القاهرة ليلة زفافهم وهى برداء زفافها ورفض أن يظل ساعة واحدة ، وأقنع أباه بأن ورد مازالت صغيرة وأنه لا يريد أن يخيفها أو يضغط عليها بتقاليدهم المعتادة ، ولحب عتمان الشديد لورد وافق على طلب حكيم وقاموا بتوديعهم بالزغاريد والبهجة الشديدة
وما أن دخلت ورد إلى شقة حكيم حتى واجهها حكيم بكل ما يخبئه فى صدره قائلا : تعالى ياورد اقعدى
لتجلس ورد بخجل شديد وهى ترسم أحلاما وردية بخيالها ولكنها تنتبه لكلام حكيم الذى قال : طبعا انتى عارفة أنا بحبك قد ايه وبعتبرك زى صفية بالظبط
لترفع ورد وجهها إليه منتبهه لبقية حديثه والذى استكمله قائلا : انا زى مانتى عارفة يهمنى جدا مستقبلك ، وحرام بعد تعبك ده كله ماتدخليش الكلية اللى نفسك فيها ، وعشان كده لما ابويا كلمنى واتفقنا على جوازنا وأنه هيبقى متطمن عليكى وانتى معايا …مااعترضتش ، لان فعلا ماكانش ينفع ابدا انك تيجى تقعدى لوحدك حتى لو انا معاكى فى نفس البلد ، وعشان كده احنا اتجوزنا ، طبعا هيبقى جواز على الورق بس ..ماتخافيش …مش هيحصل بينا حاجة ، انتى اختى وهنفضلى كده طول عمرك ومن بكرة أن شاء الله هنروح نقدم لك الورق بتاعك فى التنسيق
لتنظر له ورد بابتسامة مهزوزة قائلة : انا مش عارفة اشكرك ازاى ياحكيم
حكيم بابتسامة : تشكرينى بانك تتعودى تعتمدى على نفسك بسرعة وتجتهدى وتنجحى كل سنة بتقدير عالى
لتومئ ورد برأسها فيقودها حكيم إلى إحدى الغرف وهو يقول : ودى ياستى اوضتك، وعاوزك لو احتجتى تغيرى فيها اى حاجة تقوليلى وانا هعمللك كل اللى انتى عايزاه
ورد بنفس ابتسامتها المهزوزة : اللى انا عاوزاه دلوقتى انى انام
حكيم : طبعا ياحبيبتى ادخلى ياللا وانا هجيبلك الشنط بتاعتك ، واوضتك فيها حمام مخصوص ،عشان تبقى براحتك وماتتكسفيش
لتمر الايام وحكيم يهتم بجمبع امورها ويتعامل معها حقا على أنها شقيقته الصغرى ، وورد بالمقابل تبادله نفس الاهتمام والمعاملة ، ولكن ما كان فى القلب مازال بالقلب فما زال حكيم فارس أحلامها دون منازع ، وكانت تحيا على أمل أن تتغير نظرته لها فى يوم ما
وكانت تنجح عاما بعد عام بامتياز مما جعلها دائما فخرا لحكيم ولجميع العائلة ،الى أن تخرجت فى السنة النهائية بامتياز مع مرتبة الشرف ليتم ترشيحها لبعثة بانجلترا لمدة ثلاثة أعوام لتحصل على الماجيستير والتحضير للدكتوراه لتعود إلى المنزل وهى ترسم بمخيلتها رد فعل حكيم على هذه الأخبار وعندما دلفت إلى داخل الشقة تفاجئت بجلوس حكيم بالشرفة وهو يحتسى فنجانا من القهوة لتعلم على الفور أن هناك أمرا ما يشغل باله بشده ، فهى عادته التى علمتها عنه طوال هذه السنوات ، لتذهب إليه بهدوء لتلقى السلام ليخرج حكيم من شروده وهو يتفحص ملامحها سائلا إياها : ايه الاخبار …فرحينى
ورد بسعادة وابتسامة هادئة : كالعادة ياحكيم ..الحمدلله امتياز مع مرتبة الشرف
حكيم بابتسامة يبدو عليها الاضطراب : الف مبروك ياورد الجناين
ورد بابتسامة : بقالك سنين ماقلتهاليش
ليستند حكيم على سور الشرفة وهو ينظر للخارج قائلا : سامحيني ياورد
ورد : على ايه حكيم
ليتنهد حكيم بشدة ثم ينظر لورد سائلا إياها : انتى عارفة أنا عندى دلوقتى كام سنة
ورد باستغراب : عندك ٣٥ سنة
حكيم : و ده ما لافتش نظرك لحاجة
ورد وقد بدأ قلبها يشعر بأن حكيم سيلقى عليها ما يعكر صفوها : قول اللى انت عاوز تقوله على طول ياحكيم
حكيم بابتسامة : من وانتى لسه بضفاير وشرايط ..كنتى اكتر واحدة بتفهمينى من غير ما اتكلم
ورد : كل اللى فهمته دلوقتى انك عاوز تقوللى حاجة ومش عارف تبتدى منين ..وانا اهوه بقوللك اتكلم وانا سامعاك
حكيم : انا بحب ياورد
ورد بذهول : بتحب !
حكيم : ايه مش من حقى انى احب واتحب
ورد وهى تحاول السيطرة على تعبيرات وجهها : مين يا حكيم
حكيم ببعض التردد: مها زميلتنا فى المكتب
ورد بدهشة : دى ماكملتش شهرين معاكم
حكيم : شدتنى من اول ماعينى وقعت عليها
ورد بذهول وصوتها يكاد أن يكون همسا : دى عكس كل اللى انت ربتنى عليه
حكيم : وعشان كده شدتنى وعندى رغبة شديدة انى اغيرها، واخليها زى مانا عاوز ، واتجوزها وابنى بيت واخلف واعيش طبيعى بقى