منوعات

اسكريبت بقلم ايه بلال

– دكتور نوح.
إنتبه لي:
– سامعِك إتكلمي.
– مُمكِن أعرف حضرتك بتعمل إيه هِنا؟.
رفع حاجبهُ باستغراب:
– أظُن أنتِ عارفة أنا هِنا ليه.
إتنهِدت بملل:
– وأظُن برضه إن أنت عارِف إني رافضة الجواز.
– ليه عليكِ تار؟
ابتسَمت ببرود:
– لأ، مُعقدة نفسيًا.
– والمفروض إني أصدقك صح؟
رفعت كتفي بلامُبالاة:
– واللهِ أنت حُر، دي حاجة ترجعلَك
حط رجل على رجل وسند بضهرهُ على الكُرسي وبصلي وسكت، وعلى ما يبدو كان بيفكر في شيءٍ ما:
– وبعدين يعني؟.
بصلي بطرف عِينهُ:
– وبعدين إيه؟
– ساكِت ليه ما تتكلِّم:
– مِش عايز أتكلِّم.
– وده ليه بقى؟
– لإني حُر زي ما قُلتِ، يعني أسكُت أو أتكلِّم دي حُرية شخصية.
رفعت حاجبي باستنكار:
– واللهِ! بتردهالي يعني.
إتنهِد:
– سميها زي ما أنتِ عايزة، دي حاجة ترجعلِك.
قاصد يستفذني صح؟
زفرت بملل وحاولت أسيطر على أعصابي وقُلت بهدوء:
– أنت عايز إيه؟
– تفتكري واحد زيي جايبلك ورد وشكولاتة وقاعد معاكِ في بيتك ولوحدنا وبنتعرف على بعض هيكون عايز إيه؟
– تتجوزني!
– براڤو ما أنتِ بتفهمي أهو، أُمال عاملة فيها عبيطة ليه؟
هو بيقول عليّا أنا عبيطة؟
– أنت تعرفني عشان تتجوزني؟
قال بكُل ثبات إنفعالي:
– طبعًا أعرفك، وإلا مكُنتش هبقى موجود هِنا دلوقتي!.
وجهة نظر تُحترم وكُل حاجة بس..
– وأنت تعرف عني إيه بقى؟
إتنهِد وقرب بجسمه لِقُدام وسند بإيدهُ الإتنين على رجلهُ:
– أعرف عنك حاجات كتير جِدًّا.
– مُتأكِد؟.
حرك راسه بإماءة بسيطة:
– مُتأكد.
– تمام، بما إنك عارِف عني حاجات كتير، هنعمل تيست صُغير أشوف مدى معلوماتك عني، ولو نجحت فيه إعتبر إني…
سكتّ فجأة لإني صراحةً مكُنتش قادرة أقولها، بصلى بترقُب وقال:
– أعتبر إنك إيه؟.
كنت هتراجع عن إللي بدأتهُ ولكِن نظرتهُ المستفسرة أجبرتني أتكلِّم:
– موافقة.
شاوِر براسهُ بإماءة بسيطة فإتنهِدت وسألتهُ بدون مُقدمات وبدون تفكير مُسبق:
– إيه أكتر حاجة بحبها وبمارسها بشكل مُتكرِر؟
– الكتابة والرسم.
– إيه الحاجة إللي بكرها وبنفُر منها؟
– القسوة.
عظيم، نجِح في أول سؤالين، نسأل إللي بعدهُم ونعلّي الليڤل ونصعب الأسئلة شويّة:
– إيه الحاجة إللي بتعصبني وبتوترني في نفس الوقت؟
– الصوت العالي.
عظيم أوي لحد كِده، نصعب الأسئلة أكتر وإن شاء الله مِش هيجاوب:
– إيه الحاجة إللي بخاف منها؟
– أولًا هيَ مِش حاجة واحدة هُما حاجات كتير، زي مثلًا التجمعات والزحمة، المُرتفعات، الأماكِن المغلقة، الضلمة، ومؤخرًا الدم.
شِبه إبتسَامة ظهرت على شفايفي وبعدين قُلت بمكر السؤال المُعتاد إللي دايمًا بسأله لأي عريس وبيمشي بسببهُ وبيقول عليّا مجنونة!:
– بحب الرز باللبن ولا الكريمة؟
– الچيلي بالفراولة؛ لإنك مبتكليش أي حاجة فيها لبن.
لأ براڤو، عارِف عني أدق التفاصيل!
– تعرف لوني المُفضل:
– هُما أكتر مِن لون، البُني والأبيض والبيبي بلو.
سكت وبص لِلدريس إللي أنا لبساه وقال:
– وبتميلي للنبيتي أحيانًا.
أنا لو كاتبة تفاصيل حياتي في الكُتب مِش هيعرفني بالطريقة دي بجد! سكتّ وسندت بضهري على الكُرسي وأنا بحاول أفكر في سؤال ميعرفش يرُد عليه، وبعد تفكير عميق قُلت بدون مُقدمات:
– يومي المُفضل؟
بصلي وسكتّ فَقُلت بابتسَامة مراوغة:
– كُنت مُتأكِدة إنك مِش هتعرف السؤال ده بالأخص؛ لإن مفيش حد يعرفه غيري للأسف.
ضحِك وقال بثقة:
– ولو جاوبت؟
قُلت بثقة مُماثلة ليه؛ لإني كُنت مُتأكِدة إنه مِش هيعرف:
– هعترفلك بسر معترفتش بيه لحد قبل كِده.
– قد كلامك؟
شاوِرت براسي بإماءة بسيطة، فرجع بضهرهُ لورا وإتنهِد وقال:
– يوم الإتنين، اليوم إللي إتولدتِ فيه.
بصيتلهُ  وذهول فَبصلي بنظرة إنتصار وشِبه ابتسامة مرواغة إترسمت على وشهُ، بلعت ريقي بتوتُر وقُلت:
– أنت معاك عفريت بيساعدك؟
رفع حاجبهُ:
– إيه ده أنتِ عرفتِ إزاي؟
قُمت وقفت ورجعت خطوة لورا:
– يعني إللي أنا قُلته صح؟.
– أنتِ شايفة إيه؟.
– شايفة إنك مُستحيل تكون إنسان طبيعي!.
ضحِك وقام وقف وقرب مني لحد ما بقى قُصادي:
– لأ أنا إنسان طبيعي زي بقيت البشر متقلقيش، لكِن مع إختلاف بسيط، إن إللي أنا أعرفه عنك الناس متعرفهوش، المُهِم، هنقرأ الفاتحة إمتى؟
بصيت له وسكتّ لحظة إدراكي إني…إني أتدبست!

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل