
*نعم انا لست جميلة بشهادة اقرب الناس الى قلبي .. الساخر في الموضوع ان كل ام ترى ابنتها اميرة جميلة ولكنني لست كذلك فأنا ذات بشرة سمراء فاتحة ليست بداكنة بالنسبة لكل العائلة فانا اعتبر السوداء نسبة الى بياضهم الناصع ولكن ذلك لم يؤثر على نفسيتي لانني اعتبرته يميزني عنهم بالنسبة لهم شئ ينفرون منه كقصة البطة السوداء *كانت هذه كلمات سلمى لنفسها بعد ان اكتشفت رأي اقرب الناس الى قلبها وهم يضحكون مع بعض ويلقبونها بعم عبده فأتخذت قرار ان تكون قوية ولا تثق باحد بعد الان *سلمى فتاة جامعية في كلية الفنون الجميلة قسم الديكور عـ,ـمرها ٢١ عام
بشرتها خمرية ذات عيون واسعة وانف متوسط وفم كبير ملامحها مصرية ليست بالجمال الخارق وايـ,ـضا ليست بالدماثة التي ينفر منها احد ولكنها في عائلتها الذين يملـ,ـكون البياض والعيون الملونة تعتبر اقبحهم لكن لديها شعر اسود جميل ناعم كالحرير قد يشفع لها عندهم وكأن تقييم الانسان بالجمال وليست بالشخصية او الاخلاق عند ولادتها تنمر عليها الكثيرون منهم ولكن والدها اوقفهم عند حدهم ومنع اي فرد ان يؤذيها ولو بحرف واحد فلم يتفوه احد بكلمة امامها خشية ان يفتك بهم والدها *لكي نعرف ماذا حدث لها وكيف عرفت بتنمرهم سنعود بالاحداث قبل زواج والدها من والدتها *حسن هو والدها تزوج من ابنة
عمه سها كان يحبها منذ الصغر وتزوج اخيه ممدوح من اختها سهام فأنجب والدها اخوها الاكبر نادر عندما كان نادر بعمر ال ٧ سنوات حملت سها وتوفت هي والجنين بسبب اهمال طبي *اصر شاكر الحريري جدها ان يتزوج حسن ابنه من سلوى اخت سها الصغيرة فهي احق الناس بتربية نادر وسوف تقوم بتربيته والاعتناء به افضل وحتى لو انجبت لن تفرق بين اولادها وبين ابن اختها فهي تعشقه منذ ولادته وكانت دائما تعتني به *حاول حسن التملص ولكن امام اصرار والده وعمه والد سلوى الذي شجع الفكرة لخوفه على حفيده ضغط على سلوى ابنته لتتزوج من حسن *بعد الزواج لاحظ
حسن ان هناك فرق كبير بين سها وسلوى ولم يستطيع ان يتاقلم مع هذا الوضع وايضا سلوى كانت صغيرة ولم ترى حسن ابدا كزوج فقد كان ابن عمها وزوج اختها فقط لقد تزوجته فقط لاصرار والدها *اجتهدت على منع الحمل من حسن لمدة طويلة ولكن في احد المرات حملت في سلمى كان عمر نادر ١٢ عام كانت تناضل في الحياة حتى تتحمل حسن ولكن لم تستطيع وهو ايضا فافكارهم وميولهم كانت مختلفة كل ما يجمعهم هو نادر والان سلمى كانوا عالمها الوحيد تحبهم وتعتني بهم جيدا وعندما أتمت سلمى عامها ال ٥ طلبت سلوى من حسن الطلاق لانها لا تستطيع
ان تتحمل اهماله لها اكثر من ذلك اتفق حسن معها فهو ايضا يريد لنفسه زوجة تفهمه *ابقت معها كل من نادر وسلمى وبعد عام تقدم للزواج منها احد أقاربها كان يحبها منذ زمن ولكن لصغر سنها لم يستطع التقدم او الافصاح عن مشاعره وسبقه حسن وتزوجها *رفض نادر البقاء معها وكان في ذلك الوقت طالب بكليه الطب فظلت سلمي معها لصغر سنها حتى تمت عامها ال١٢ بعدها طلب نادر من والده ان يأتي باخته لتبقى معه في بيت العائلة المكون من فيلا بعدة طوابق بها العديد من الشقق كان جده لوالده شاكر قد بناها واعطى كل فرد من ابنائه شقة
والدور الارضي كان من نصيبه لكبر سنه والفيلا لها حديقة كبيرة تتجمع فيها العائلة *بعد طلاق حسن وسلوى رفض شاكر اقامة حسن وزوجته الجديدة في بيته عقابا له بعد طلاقه الذي رفضه ولامه عليه لكن بعد زواج سلوى ورفض نادر الاقامة معها وجلس في شقة والده بفيلا جده كما رفض الاقامة مع والده وزوجته الجديدة فكان نادر يجلس مع جده في الدور الارضي عند تناول الطعام ولكن عند المذاكرة والنوم يعود للاعلى *في يوم تحدث نادر مع والده :بابا لو سمحت خلى سلمى تيجي تقعد معايا حسن : ليه يا نادر هي اشتكت لك من القعدة مع مامتها :لا بس
سلمى كبرت ومايصحش تقعد مع زوج والدتها في بيت واحد هنا بيتها تاخد راحتها فيه وماما دلوقت خلفت فاكيد اهتمامها قل بسلمى وانا هكون مستريح وهي معايا :هتعرف تهتم بيها وتاخد بالك منها انت خلاص قربت تخلص الجامعة وهتبدا شغل وهتبقى مش فاضي :كلنا هنهتم بيها هي مسؤليتنا كلنا وبعدين هنا انت وماما هتقدروا تيجوا تشفوها براحتكم وجدي موجود وطنط سهام كمان تقدر تهتم بيها :خلاص يا نادر اللي تشوفه كلم مامتك وعرفها ان ده اقتراحك عشان ما تفكرش اني بحاول اضغط عليها او اعمل حاجه تضيقها مهما حصل دي بنت عمي وام بنتي ومش حابب ازعلها :ما تقلقش انا
اصلا كلمتها وهي مرحبة بالفكرة لان سلمى بتتعبها الفترة دي من الغيرة من اخواتها واهتمام ماما بيهم وبكرة هروح اجيبها كنت مستني بس موافقتك :بلغت جدك :لا هنزل دلوقت ابلغه بعد حضرتك ما وافقت :نادر خلي بالك منها لو عليا اخدها معايا بس انت مش موافق وانا اكيد مش هقصر معاها ولو قصرت غصب عني انت عارف شغلي بيضطرني اسافر كتير :ما تقلقش يابابا سلمى بنتي مش اختي اتولدت على ايدي وكنت مسؤول عنها فترة طويلة قبل ما تنفصل عن ماما وتروح تعيش معاها ولولا الظروف كنت اروح عندها كل يوم بس جوز ماما طيب بس احساسي بانه اخد مني
امي بيضايقني هي خالتي اه بس طول عمرها ام لي حتى قبل ماما ما *ذهب نادر في اليوم التالي لاخذ سلمى فودعت امها بالدموع وكان الحزن رفيقها نادر الى واخذ يخفف عنها ويطمئنها انها ستجد الاهتمام :انت هتتبسطي قوي مع ولاد عمك حازم ونهى هما في سن قريب منك هتقدري تلعبي وتخرجي معاهم وجدو شاكر كمان بيحبك اكثر لانه اختارلك الاسم بتاعك انت ناسية انه دايما يبعت لك معايا الالعاب والهدايا *بالفعل وجدت سلمى الاهتمام من الجميع فخالتها سهام كانت ونعم الام والخالة بالنسبة لها ونادر كان دائما يستذكر معها دروسها رغم انشغاله في المستشفى وكان حسن دائم الزيارة للاطمئنان
عليها اكثر مما كان وهي تقيم مع والدتها وايضا سلوى كانت تاتي وتحضر لها هي ونادر اكلاتهم المفضلة … اما عن شاكر جدها فهو لا يستطيع تناول وجبة الافطار الا معها فهي كانت قادرة على رسم البسمة دائما بقبلتها اليومية بطريقة تدغدغه وحضنها الدافئ فقد كانت كالفراشة التي تنشر الحب والجمال في المكان الذي تتواجد به *مرت ايام وسنين وذات يوم شاكر : شدي حيلك ياسلمى عشان تدخلي كلية كويسة مش زي اخوك الفاشل ده عايز مجموع حلو السنة دي ثانوية مهمة فركزي واي درس انا مستعد نادر: اخوها الفاشل دى انا دكتور قد الدنيا وقدرت امسك مدير القسم بتاعي
رغم سني الصغير عايزني ايه ابقى وزير الصحة شاكر : لا عايزك تتجوز واشوف ولادك :يا جدي مش فاضي ولسة بكون نفسي :انوي انت وعليا كل حاجه من الالف للياء :حاضر من عنيا بس اما استلم الشقة اللي مقدم عليها من النقابة يبقى عليك انت الباقي سلمى :لو ناوي اقعد في شقتنا وانا انزل مع جدو على ما تستلم شقتك وانا ممكن اظبط لك الديكور بتاعها بعد الامتحانات وهخليها قصر شاكر: انت اجدع بنت شفتها هي دي الافكار وانا موافق عندك عروسة ولة اشوفلك على ذوقي *نظرت سلمى لنادر وقالت :يا جدو هو جيل اليومين دول محتاج حد ينقيله *نظر