
الفصل الثاني..
(لقاءٍ غامض!..)
كان الأمر صاكلمة مناسبة ببدء الأمر؛ فلم يستوعب “سامول” ما قاله التابع، فاستدار برأسه للخلف ليجدها تتحفز بوقفتها للاستعداد بالمواجهةٍ، إرتدائها لأحد الخوذات الملكية تحجب معالمها بنجاحٍ، يكفي بأن الطائر المفترس المتأهب لمعاونتها يعلن بوضوح إنتمائه لأي مملكة، سيفها المميز برمز العائلة المالكة توحي لهما عن كناياتها، استغل الجندي انشغال الملك “سامول” بتأمل من يواجهه، ومن ثم أسرع بسيفه الدائري في محاولاتٍ للنيل منها، عله يحظى بتكريمٍ من الملك لشجاعته، رفعت سيفها حتى تباغته بكلمة مناسبةةٍ قاتلة، فتملكها الذهول حينما رأت كلمة مناسبةائه السوداء تنهال بغزارةٍ قبل أن يمسسه سيفها، نُقلت نظراتها لمن يقف خلفه، نظراته الغاضبة تتأمل جسمانه بشعلةٍ من اللون الذهبي تمردت لتحوي جسده الأبيض الممتد بالعضلاتٍ، رفع “سامول” سيفه وهو يشير لجنوده المترقبين لما يحدث هنا، ليصيح بلهجةٍ شرسة:
_من يجرأ على مخالفة قانون وضعه “سامول” بنفسه سيكون مصيره مثل هذا الحقير.
ثم استدار بجسده الضخم ليكون مقابلها، نظراته القاتمة زرعت الكلمة مناسبة بقلبها، وخاصة حينما ردد بعدائية شديدة:
_عدائنا ليس مع النساء، معركتنا ضد “لوكاس” وابنه.
خلعت “إيرلا” خوذتها المصنوعة من اللون الفضي، فتمرد شعرها البني الطويل، حتى لامس ساقيها، عينيها كانت ساحرة لدرجة جعلت الجنود يتأملونها كالأصنامٍ، حتى عينيها لونهما الأحمر كان يشع كالبلور الساطع، تعلقت نظرات “سامول” بها بغموضٍ، فلطالما كانت حوريات الجحيم تمتلك سيط الجمال والحسن وها قد أتت ابن ملك السراج الأحمر لتبدد تلك القاعدة المعهودة بين الشعوب، اقتربت “إيرلا” منه ثم رفعت سيفها تجاهه، ليخرج صوتها الساخر:
_تستخف كثيراً بقوة النساء وما يتمكن من فعله!
فور رؤية سيفها يجابه سيف الملك، استعد الجنود باسئلحتهم لمهاجمتها على الفور، إشارة يد ملكهم العظيم “سامول” جعلت رؤؤسهم تنحني أرضاً بوقارٍ، أمرهم باشارته بالانصراف فما كان منهم الا السماع والطاعة، أما هو فبقى صامداً أمامها يوزع نظراته بينها وبين سيفها الموجه إليه بصمتٍ قاتل، فظنتها فرصة لاستكمال كلماتها المتعجرفة حينما تابعت بقول:
_النساء ليست بالضعيفة لتنال شفقتك اللعينة، بأمكانهن حكم كوكب بأكمله دون الحاجة للمساعدة.
ثم أشارت اليه بيدها:
_ماذا تنتظر .. هيا أحمل سيفك وواجهني.
نقلت عينيه لما تحمله، فحطمه بيديه ، سكن الكلمة مناسبة حدقتيها الحمراء، فاندفعت لتهاجمه بشراسةٍ، قيد “سامول” يدها وهو يصد هجماتها بحرافيةٍ، دون أن يسدد لها أي كلمة مناسبةة، فلوى ذراعيها خلف خصرها وهو يهمس جوار أذنيها المدبدبة للأعلى كحال سكان كوكب “كيبلر”:
_لا أرى النساء عاجزات.. بل القانون الذي وضعته بمملكتي إحتراماً لهن..
ثم دفعها تجاه حيوانها الرمادي الثائر:
_هيا اذهبي ولا تعودي هنا مجدداً.
وكاد بالرحيل فتوقف فور سماعه لها:
_أتعلم أنت غامض للغاية، شخص غيرك لكان استغل جيداً وجود ابنة عدوه بمملكته ليثئر من أبيها الملك أو عله يعقد صفقة مربحة ليحصل على ما يريد!
ابتسامة مخيفة قبضت على فكيه، فتخفى ليظهر أمامها سريعاً، لعقت شفتيها بارتباكٍ وهي تتأمل عينيه البندقية الجذابة، فقال وهو يتأمل ارتباكها فور اقترابه الخطير:
_المقاتل الحقيقي لا يستغل ظهر عدوه المكشوف، بل يحاربه بالمعركة، ويناطحه الرأس بالرأس.
ثم ابتعد عنها وهو يستطرد:
_لست بالضعيف كي أستغل امرأة لأحصل على الأنتقام مما فعله أبيكِ، سأجعله يدفع ثمن ما فعله بأبي .
سحبت نظراتها عنه بصعوبةٍ، فأشارت لحيوانها المطيع:
_هيا “تارا”.
انخضت برأسها المطولة الزرقاء فأعتلتها”إيرلا”، لترفرف بجناحيها الطويلة التي تصاحب جسد التنين ومخالب شبيهة بمخالب النسر، وقبل ان تختفي بها، قالت بصياحٍ:
_ألقاك مجدداً أيها الملك العظيم.
كانت اشادة صريحة من” إيرلا” بمدى إعجابها بسماتٍ ملك “الشارق”، اختفت بها للمملكة تاركة” سامول” بحالة من الدهشةٍ، لشجاعة تلك الفتاة باختراق حاجز مملكته، والغامض بالأمرٍ تصريحها بالإعجاب بخصاله وهو بالنهايةٍ عدو أبيها!
********
إختارت الخروج للشلال العتيق بمملكة السراج الأحمر، فهذا المكان محبب إليها، وقفت “إريكا” تتطلع لشلال المياه الذي يزحف عالياً بشموخٍ، ليتطرفه الأمواج الخافتة بلونٍ مختلط بالأخضر، أمواج زرقاء تهاجم موجة أخرى باللون الأخضر الفاتح لتسرى كلاً منهما بالشلال المرتفع، أشارت “إريكا” بيدها لديكسون بحماسٍ:
_هيا، أود تجربتها مجدداً.
رضخ لرغباتها بالانزلاقٍ فوق الامواج، فحملها ليتخفى بها سريعاً، ومن ثم لا تشعر بشيئاً سوى بالمياه تداعب يدها حينما تمر من فوقها بسرعةٍ الريح، تعالت ضحكاتها المرحة كلما حملها “ديكسون” للشلال مجدداً، بينما خفق قلب هذا العاشق الذي يراقب ابتسامتها ببسمةٍ تزداد إشراقاً كلما رآها تبتسم، فحافظ على إتزان قوته بالتحليق بالقرب من الشلال لمراقبتها جيداً.
غلف الظلام إشراقة الكوكب، ليعلن بميثاقٍ مؤكد عن حلول الليل، فحملها “ديكسون” بعكلمة مناسبةا أشار لإيمون بتتابعه للأرض الصلدة التي تحاوط الشلال، ليقول بضجرٍ :
_علينا العودة للمملكة “إريكا”.. فالنهار على وشك الزوال.
لوت فمها باستياءٍ، ثم تنهدت بدلالٍ:
_حسناً لنغادر الشلال ولنذهب لمكانٍ أخر، لا أريد العودة للمملكة الآن.
أجابها بصوتٍ حاول أن يجعله لين متفهماً:
_ليس الآن” إريكا” لدي عملاً هام أود إنجازه قبل الصباح.
ثم إقترح عليها وهو ينظر لرفيقه:
_لماذا لا تذهبي برفقة “إيمون”؟
أجابته دون تردد:
_بالطبع إن لم يكن مشغول هو الأخر!
رد عليها” إيمون” بابتسامةٍ هادئة:
_ليس هناك شيئاً يشغلني عن صديقتي البشرية.
ثم انحنى بجسده ليلامس الأرضية، ليشير لها بنظراتٍ تطوفها:
_لنذهب.
تمسكت به بسعادةٍ، فودع “ديكسون” بإشارة يديه، ثم تخفى بها سريعاً ليخبرها وهو ينتقل من مكان لأخر:
_سنذهب لمكانٍ جديد سترينه لأول مرة.
ضيقت عينيها باستغرابٍ، لتسأله بحيرةٍ:
_أي مكان هذا الذي لم أراه بمملكة السراج؟
أجابها بعكلمة مناسبةا أحكم التمسك بها لتزداد سرعته:
_”البتيراء”.. مملكتي.
******
بمملكة “الشارق”.
وقف أمام الباب الداخلي الذي يفصله بينه وبين القصر الملكي، ليجيب على الأسئلة المطروحة حول مقابلة الملك، فقال بإيجازٍ:
_أحمل أخباراً هامة للملك، إسمح لي بالدخول.
وضع الحارس الحجر الصلب الذي يبدو كونه حجراً عادياً للبعض، ولكنه المتحكم الوحيد بالحاجز الملكي، ففور أن دسه الحارس بجسد الصخور النحاسية حتى تفتت كالورق الهاش، لينفتح الحاجز تدريجياً من أمامه، تابع المضي قكلمة مناسبةاً لينقل للملك تفاصيل ما حدث مع ملك الغورة، وصل لقاعة العرش فمضى حتى صار مقابله، أحنى رأسه وهو يستأذن للحديث عما أتى لأجله وعينيه تتوزع بكلمة مناسبةٍ بين “الاسموسور Elasmosaur” ( عاش هذا الحيوان البحري الرهيب خلال العصر الطباشيري أي منذ 135 إلى 65 مليون سنة، كان يقدر طوله بـ 10.3 متر ، وهذا العملاق يتميز بطول عنقه الرهيب، طولها يصل تقريباً إلى 7 أمتار، وأسنانه حادة جداً مع رأس صغير مقارنة بحجمه الكلي، لم يورث صفاته الوراثية لحيوانات اليوم وليس له سلالة يمكن ربطها به بشكل وثيق)، حيث كان يقف أحداهما على يمين العرش والأخر على اليسار، ترقب التابع سماع كلمات الملك” سامول”، فقال:
_أخبرني ما الخبر الهام الذي أتى بك بوقتٍ هكذا!
تقكلمة مناسبة عدة خطوات، فأجلى أحباله الصوتية الشبه منقطعة:
_أتيت لأخبرك باستيلاء “لوكاس” و”ديكسون” على عرش مملكة الغورة.
تلهبت النيران بأعين الاسموسور على عكس الملك فكان الهدوء يسكن خلاياه، انتقلت نظراته على الاسموسور، لينتهد في مللٍ:
_لكم ذلك.
منحهم الأذن بالحديث فسرعان ما تحول كلاً منهما لرجال بجسد يشبه لنسل مملكته، فقال الأيسر بكلمة مناسبةٍ:
_لقد تمادى “لوكاس” كثيراً فأصبح يواجه الممالك علناً دون كلمة مناسبةاً.. أخشى أن يضمر لنا ما نخشاه!
قال الأيمن بحقدٍ بدى بانفعالاته:
_إذا كنت تريد القضاء عليه فعليك بتبديد قواه، وتلك القوة لا يكتسبها الا من ابنه الوحيد “ديكسون”، فهو الاخطر بين جيوشه،”لوكاس” يستمد قوته منه..
تدخل التابع بالحوار المتبادل بينهما، قائلاً بترددٍ:
_رأيت بنفسي كيف إستطاع “ديكسون” أن يقلب موازين الحرب من الهزيمة للإنتصار، حتى أنه من اقترح على الملك بأن يحارب ملك الغورة بمملكته حتى يكن عبرة لمن يجرأ على تحدٍ مملكته.
صمته لم يعني تقبله لما يطرح من أمامه، سكونه كالمعتاد ما هو الا بداية لعواصف لم تشهدها الأرصاد، نهض “سامول” عن عرشه فأنحنت رؤؤسهم وإنقطع الحديث المتبادل فيما بينهما بحضرته، خرجت الكلمات على لسانه ثقيلة، وكأنه يتعمد التباطؤ لينهي الحديث بهذا الأمر:
_ما فعله “لوكاس” وابنه بملك الغورة هو أنسب رداً له، لا أراه مخطئاً بما فعله، فمن يعلن تمرده على نظام حكمي لا يستحق الرحمة ولا النجاة.
وُزعت نظرات الحيرة فيما بينهما، فالجميع يعلم بالكره الذي يكنه “سامول” بقلبه تجاه “لوكاس” ومملكته، فعلى الرغم من أنه بنفس عمر ابنه “ديكسون” الا أنه استطاع أن يحكم مملكة الشارق ببراعةٍ، بل كان جديراً بها من الوقت الذي أعلن فيه وفاة أبيه، استدار” سامول” تجاههم ليردف بحدةٍ:
_لا أريد العرش ولا السيطرة على مملكته ، بل أريد الكلمة مناسبة مما فعله بأبي.
فصعد على الحجارة الزرقاء حتى دنا من عرشه النحاسي، فجلس ليجذب سيفه الذي يحمل شعار مماثل لمملكة السراج الأحمر، فمرره أمام عينيه البندقية، ليتأمل حدة أطرافه وهو يهمس بفحيحٍ مخيف:
_إنتظرت تلك الفرصة منذ أن كان عمري ثلاثة عشر عاماً، إنتظرت اللحظة التي سأكون جديراً بها للعرش من بعد أبي..الكلمة مناسبة مما حدث بالماضي هو غايتي الوحيدة.
******
الموت أمنية ثمينة لهؤلاء القابعون تحت أنقاض المملكة، لم تزور الشمس يوماً بيوتهم التي صارة من الحجارة الثقيلة، لتصبح سجن قاسي لهما، فعقوبة من يعصي أوامر الملك أو يفعل أي جرم هو الدفن حياً بتلك الفجوات التي تشبه الكهوف أسفل مملكة “السراج الأحمر”، وعلى عكس تلك الكهوف المذرية كان يوجد كهف يشع منه الضوء وبداخله فراش ضخم ، حتى الأطعمة الموجودة لا تشبه طعام السجناء، فبداخل ذاك الكهف عيشة نبيلة على عكس باقي الكهوف، كشف هذا الكهل عن وجهه الذي أصبح ممتلأ بالتجاعيدٍ المخيفة بعكلمة مناسبةا فقد جزءاً كبير من طاقته التي كان يعتمد عليها ، الحزن ربما هو الشعور الموحد لشخصٍ حبس أكثر من خمسة وعشرون عاماّ، ولكنه لم يشعر سوى بالحقد والضغينة تجاه أخيه الملك” شون” وابنه “لوكاس”، لم يفكر” أدلر” لمرةٍ واحدة بأنه المخطئ بحق ذاته وبحق ما فعله حينما وضع السم القاتل بطعام “روكسانا” ليتخلص من جنينها، كان يظن بأنه سينفد من عملته اللعينة بسهولةٍ؛ ولكنه صعق حينما كشفه “لوكاس” فحينها أصدر الملك “شون” مرسوماً باعتقاله مدى الحياة، فما قام به لم تكن أولى محاولاته الدانيئة للتخلص منه أو من سلالته المالكة، انتفض من جحيم الماضي الذي يزداده كرهاً فوق كره، فصاحب همس صوته حزناً اصطحبه حينما تذكر ابنه الذي تركه طفلاً صغير لا يتعدى الثالثة عشر عاماً:
_اشتقت لك كثيراً “سامول”!
******
الكلمة مناسبة كان ظاهراً جلياً على قسماته، ينتظر وصول ابنه بترقبٍ، يود أن يستمع لتبرير صريح لما فعله من أمراً مخالف حذره مراراً من إرتكابه، حاولت”روكسانا” تهدئته؛ ولكن من المستحيل أن تمتص كلمة مناسبةه وخاصة حينما أخبره التابع بما حدث، ظهر “ديكسون” من أمامهم لينحني برأسه مردداً بوقارٍ:
_فليحيا الملك “لوكاس” العظيم.
فور رؤياه تخفى عن عرشه ليصبح أمامه، ليسأله بحدةٍ:
_ماذا حدث بالمنتزه “ديكسون”؟
انتقلت نظراته تجاه” أركون” الذي يضع عينيه أرضاً بصمتٍ، تأكد حدثه بأن هناك من أخبر الملك بما حدث لذا استدعى “أركون” وبالطبع علم منه ما حدث، زفر بسئم وهو يردد:
_مولاي الملك أنت تعلم بأن هناك من يريد أن يشوه صورتي أمام الشعب بأكمله.
نهره “لوكاس” بانفعالٍ:
_وما ارتكبته سيجمل الصورة! بل كان بمثابةٍ تأكيد صحة حديث هذا اللعين، ألم تتمكن من السيطرة على كلمة مناسبةك؟
تدخلت “روكسانا” بالحديث، حينما قالت:
_أهدأ “لوكاس”،” ديكسون” لم يخطئ، كان عليه أن يثبت بأنه جدير بالعرش وفعلها!
اتجهت أنظاره لها، ثم قال:
_الملوك تواجه تلك الشائعات والأقاويل المتنقلة بين فئات شعب المملكه، هل سيكلمة مناسبة كل ملك من يثير اللغط بين طائفة الشعب؟
كاد “ديكسون” بمقاطعته، فتوقف حينما أشار إليه بأصبعه ليستمع لما سيقول:
_عليك التحلي بالصبر والحكمة بحل تلك الامور المعقدة، التسرع والاشتباك ليس حل مثالي.
مرر يديه على خصلات شعره الطويل بكلمة مناسبةٍ بدد لون عينيه البنية ليصبح باللون البنفسج القاتم، وضعت “روكسانا” يدها الهزيلة مقارنة بقوة جسده على كتفيه وهي تحثه برفقٍ:
_أهدأ “ديكسون”، فالملك يخشى أن يحقق هذا اللعين مبتغاه، يستنزفك ليستغل تسرعك أمامهم.
وضع يديه فوق يدها وهو يجيبها بتفهمٍ:
_أعلم بأن الملك لا يهمه أحداً سوى أمري، ولكن أنا بحاجة لمعرفة هذا العدو الغامض..أريد أن أعلم ما الذي ارتكبته بحقه ليكرهني هكذا!
ابتسم”لوكاس” وهو يجيبه ساخراً:
_ليت كل ملك استلم عرش مملكته علم ما الذي فعله ليجني كل تلك العداوة!
ثم استطرد:
_اسمعني جيداً “ديكسون”، لا أريدك أن تشغل عقلك بما يحدث بالمملكة.. أنت من سيجلس على هذا العرش من بعدي، لذا وفر طاقتك لتثبت بأنك جديراً بذلك بالدفاع عن المملكة وليس بمحاربة شعبك..
أومأ رأسه بتفهمٍ:
_أعدك بأني سأفعل ذلك..
ابتسم بفرحةٍ لرضوخه للصواب أينما كانت نتيجة تحمله، فرفع يديه لحبيبته، يشير لها بالاقتراب للجلوس على مقعدها المجاور لها، بادلته الابتسامة ثم صعدت لجواره، فسأل أحدى التابعين باهتمامٍ:
_هل عادت الأميرة” إيرلا”؟
أتاها الصوات الذي أعد بمثابةٍ رداً صريح لسؤالها:
_أنا هنا أبي، هل اشتقتم لرويتي!
اتسعت ابتسامة “روكسانا” فقالت بدهشةٍ:
_إلي أين ذهبتي “إيرلا”؟ أبحث عنكِ منذ الصباح..
تجاهلت سؤالها عن عمدٍ، ثم قالت وعينيها مازالت مسلطة على الملك:
_ذهبت بجولة برفقة” تارا”.
تجاهلها ومعاملتها الجافة تحزن قلبها، ومع ذلك تحاول “روكسانا” الصمود، فتظهر ثابتة تخفي بداخلها حزنٍ ووجعٍ لا بأس به، اقتربت “إيرلا” من “ديكسون” لتخبره بابتسامةٍ مرحة:
_”ديكسون” لا أصدق أني أراك، هل انتهت حروب العالم بأكمله أم أني أرى طيفك المتنقل؟
الحديث عن حيلته المخادعة بشأن الطيف الذي يقوى على صنعه جعل نظراته تجاهها تشتد حدة، فكبتت ضحكاتها وهي تشير له بالصمتٍ، فابتسم لها هو الأخر، تساءلت “روكسانا” بذهولٍ:
_أين إختفت “إريكا”، ألم تذهب بصحبتك” ديكسون”!