
الفصل ال16..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
“خبر عااااجل”..
إصابة رجل الأعمال “عبد الجبار المنياوي” بطلق ناري داخل منزله و تم نقله لإحدى المستشفيات الخـ,ـاصة في حالة حرجة للغاية…
“عودة لتلك اللحظة الحاسمة”..
بعد كل ما فعلته” خضرا” بحق نفسها و بحق زوجها و أبنتيها من خطأ فادح حين لجأت لرجل غريب و فتحت له بنفسها باب حياتها دخل منه بكل جرائة حتى وصل به الأمر إلى وقوفه هنا بغرفة نومها ممسك سلاح ناري يهدد به حياتها و حياة عائلتها بأكملها، وقف” عبد الجبار ” على أتم إستعداد ليضحي بنفسه و لا يرى مكروه في فلذات أكباده..
نظر ل “خضرا” نظرة مليئة بالحب و العرفان كم اشتاقت لها، يخبرها بعينيه أن كل ما فعلته ما هو إلا رد فعل ناتج عن أفعاله معاها..
كان “حسان” موجهه فواهة المسـ,ـدس تجاه “خضرا” شد أجزاءه يستعد لاطـ,ـلاق الرصاص عليها، و ضغط الزناد لتخرج منه طلقة كانت سرعتها أقل من “عبد الجبار ” الذي تناول سلاحه الملقى بجوار قدمه ، و أطـ,ـلاق النـ,ـار على “حسان” أصابه بمنتصف رأسه فسقط قتيلاً في الحل، و وقف أمامها كالسد المنيع مستقبلاً الطلقة بصدره بدلاً عنها، كل هذا حدث في لمح البصر..
قوة الطلقة جعلته يتراجع بجزءه العلوي للخلف فلتقطته “خضرا” محاوطة خصره بذراعيه، وقف مكانه للحظات يتطلع لها من فوق كتفه مغمغمًا بأنفاس متهدجة..
“سامحيني أنتي يا خضرا.. أنا رديتك أنتي و سلسبيل لعصمتي وخابر زين إنك مش هتأذيها لا هي و لا اللي في بطـ,ـنها”..
خارت قواه فهبط على ركـ,ـبتيه، و عينيه تتنقل بين ابنتيه بابتسامة يحاول يدخل بها الطمأنينة على قلوبهما..
“ياااا أخوي.. لاااا يا عبد الچبار.. متسبناش يا أخوي.. أحب على يدك متعملش فيا أكده”..
صرخت بها” خضرا” بجنون و هي تراه يميل بجسده على الأرض و دمائه تدفق على صدره بغزاره..
حتى وصل “جابر” و من بعد “بخيته” التي سقط منها عكازها، و من ثم سقطت هي بجانبه داخل الحفـ,ـرة التي ظنت بأنها حفرتها ل” خضرا” لتسقط هي فيها و تقع بشر أعمالها بعدما فقدت القدرة على تحريك جميع أطرافها، بطرفة عين أصبحت لا تقوى على شيء سوي النظر حاجظة العينين تردد بهذيان..
“عبد الچبار يا ولدي.. سندي.. ظهري.. راچلي”..
……………………………..لا إله إلا الله وحده لا شريك له…….
أنتشر خبر إصابة “عبد الجبار” بسرعة البرق بكل القنوات الإخبارية، و على صفحات الجرائد و المجلات، و حتي مواقع التواصل الإجتماعي، من هنا وصل الخبر ل “عفاف” التي صُعقت من قوة الصدمة، لم تستطيع إخبار” سلسبيل ” بهذا الخبر الحزين، بل المميت، فضلت الصمت و منعت عنها أي وسيلة ممكن أن تنقل لها الخبر و أولهم هاتفها ..
أخذتها بسيارتها و قادت بنفسها قاصدة عنوان المستشفى الذي أرسله لها “جابر”، هناك ستكون تحت رعاية الأطباء إذا حدث لها أي شيء لقدر الله..
تطلعت” سلسبيل” للطريق من حولها، و أردفت بثبات مريب قائلة..
“إحنا رايحين المستشفى؟ يبقي أحساسي صح يا ماما عفاف و عبد الجبار جراله حاجة !”..
ظلت “عفاف” ملتزمة الصمت، تُمثل انشغالها بالقيادة، بينما “سلسبيل” رغم ثباتها إلا أنها تحولت للنقيض تمامًا، تملكت منها قوة غريبة أرغمتها على الهدوء، هدوء مخيف يُهدد بعاصفة شديدة ربما تدمر الأخضر و اليابس ، نظرت للسماء من نافذة السيارة بأعين مسـ,ـتجدية و ملامح شاحبة بعدما أنسحبت الدمـ,ـاء من عروقها، متمتمة بأنفاس منقـ,ـطعة ..
” يارب.. أجبر قلبي و احفظهولي يارب “..
بقت على هذا الحال طول الطريق، لا تتفوه إلا بتلك الجملة مرارًا و تكرارًا بلا توقف..
حتى صـ,ـفت “عفاف” سيارتها أمام باب المستشفى أخيرًا، هبطت “سلسبيل” تجر قدميها جرًا نحو الدخل، لا ترى أمامها من شدة أنفعالاتها المتضاربة، تترنجح يمينًا و شمالاً كالمخمورة،أنفاسها تتلاشى شيئًا فشيئًا، تشعر بجـ,ـسدها ثقيل كما لو كانت تغرق بأعماق بحر مظلم، لوهلة ظنت أنها تحيا إحدي كوابيسها البشعة،تسير بجوارها “عفاف” ممسـ,ـكة بيدها، لتشـ,ـهق فجأة شهقة قوية حين استنشقت رائحة عبق حبيب روحها، استجمعت شتات نفسها و قادها قلبها نحو مكانه..
كان الجميع يقف أمام باب العمليات إلا “بخيتة” التي دخلت للعناية المركزة لصعوبة حالتها الصحية، لمحتها “خضرا” فهرولت نحوها بخطوات متعثرة حتى وقفت أمامها مباشرةً، تطلعت لها “سلسبيل” بملامح بدت جامدة، رغم أنها تأثرت و شعرت بالشفقة عليها بسبب حالتها المزرية، نظرت لها نظرة طويلة و دمـ,ـوعها تسيل على وجنتيها الملتهبة أثر لطم خديها و تحدثت بصوتٍ مبحوح للغاية بعد وصلة صراخ كادت أن يمزق أحبالها الصوتية..
“حقك عليا يا خيتي.. أني غلط في حقك.. سامحيني يا سلسبيل”..
ختمت حديثها و عانقـ,ـتها و اجهـ,ـشت بنوبة بكـ,ـاء مـ,ـرير مرددة بنواح..
. عبد الچبار فداني بعد كل اللي عملته و خد الطلقة مكاني.. اااه يا حـ,ـرقة جلبي عليك يا راچلي”..
ابتعدت عنها قليلاً و نظرت لها بشبه إبتسامة مكملة..
“رچلنا يا سلسبيل.. عبد الچبار قالي أنه ردك يا خيتي “..