منوعات

بشريه اسرت قلبي الفصل الثامن

الفصل الثامن…
(بات القلب عاشقاً.)
هاجم القلق شديد بدنه، وكأنه وحشاً ينهش بعظامه، فقضاء سهرات ليلية بأماكن مشبوهة ولعبه للقمار وما شبيه له جعله يكتسب أكثر من عدوٍ، فأجتمع كلاً منهما للثأر منه، فكانت سيارته أول خطوات الأنتقام، إقترب منه أحداهم بالمطرقة الخشبية ليحكها بالأرضٍ حتى صارت مقابله، فصاع “جوردن” بهلعٍ:
_ماذا ستفعل يا صاح؟
ابتسم في شرٍ اتبعه لهجة لا تقل عنه:
_أظننت بأنك ستهرب بعد عملتك تلك!
ابتلع الأخير ريقه بتوترٍ جلي، ثم قال:
_إهدأ “ماكس” لم أقصد ما حدث أقسم لك.
برزت عروقه وهي يجيبه بتعصبٍ شديد:
_أنت مخادع “جوردن” فعلت كل ذلك لأخسر أمامك، جعلتني أتنازل لك عما أملك، حتى فتاة أحلامي خسرتها لأنني أصبحت لاَ أمْلِكُ فَلْساً وَاحِداً.
تراجع للخلف حتى تعثرت قآثار إصابةيه فسقط أرضاً وظل يزحف بظهره للخلف وهو يشير له بضعفٍ على ما يحمله بين يديه:
_لا “ماكس” لا تفعل أرجوك.
صعقت “إريكا” حينما وجدت الشباب يلتفون من حوله، فهرعت إليه وهي تصيح:
_دعه وشأنه.
اتجهت أنظار الشاب إليها، فقال وعينيه تكاد تلتهمها:
_لنرى ماذا يوجد هنا!
ثم جذب معصمها ليبعدها عنه، ليشير لمن يقف جواره فحمل عنه المطرقة ثم هوى بها على أجزاءٍ متفرقة من جسده، ليصرخ ألماً، عاد الشاب ليقف من أمامه مجدداً قائلاً تلك المرة:
_نهبت مالي بالحيلة وها أنا أسترده منك.
قال كلماته الأخيرة وأصبعه يشير على سيارته، ثم استكمل وهو يجذب “إريكا” إليه دون حياء:
_وتركتني فتاتي بسبب ما فعلته لذا ستصبح هي ملكي وحينها سيكون الأمر منصفاً.
وقبل أن تتمكن يديه من لمسها أرتعشت أصابعه وكأن ماس كهربائي إيذاءه في مإيذاء جسيم، ليظهر من أمامه فجأة بجسده المتصلب، عينيه البنية تتطلعان على الوجوه بترقبٍ وثبات غلبهما بالقلق شديدٍ، خرج صوته أخيراً حينما قال:
_إذا كنت تريد النجاة فلترحل برفقتهم بهدوءٍ.
تعالت ضحكات الشاب، ليردف مستهتراً:
_أفزعتني حقاً يا رجل!
ضيق عينيه وهو يراقبهما بصمتٍ وحينما أوشك أحداهما على الإقتراب أبعدها خلف ظهره ليكون في مقابلته، رفع الشاب المطرقة ثم هوى بها بقوةٍ كبيرة فرفع “ديكسون” ذراعيه، سقطت الإيذاءة على ذراعيه فصرخ الشاب فزعاً حينما انصهرت المطرقة وكأنها لامست بركان مشتعل أفتك بها، تطلع الشباب لبعضهما البعض بذهولٍ، فقال “ماكس” لأحداهما ذو بنية ضخمة وأكثراهما قوة، إقترب منه ليحاول ركله بقآثار إصابةيه أو إصابة وجهه، فارتفع “ديكسون” بالهواء ومن ثم تنقل ليصبح من خلفه ليحاوط يديه بهالةٍ من صَيْهَد ليحاوطها بتحكمٍ ومن ثم قذفها قريبة منهما فصنعت فجوة عميقة يحومها ألهبة تتأكل وتتمرد وكأنها أفعى، تحاول إلتهمهما لتكن بمثابةٍ إنذار إليهما، جف حلقهما جميعاً ليهرولوا ركضاً من أمامه، فعاد ليلامس بقآثار إصابةيه الأرض من جديدٍ، زحف “جوردن” للخلف بفزعٍ مما رأه وحينما أسرعت إليه “إريكا” لتسأله بقلقٍ:
_هل أنت بخير؟
تجاهل سؤالها عن حاله، ثم أشار لها بيديه عنه:
_من هذا الرجل بحق الجحيم!
ابتسمت بثقةٍ وهي تهمس له:
_أخبرتك.
عاونته على الوقوف على قآثار إصابةيه ثم تابعت بقولها المتعجرف:
_هل أصبحت الآن تصدق ما أخبرتك به؟
لعق شفتيه بارتباكٍ وخاصة حينما عاد “ديكسون” ليقف جوارهما من جديدٍ، ومن ثم استلقوا سيارة أجرة للمغادرة، فأبتلع الصمت الأخير طوال الطريق، فقط يتابعه بقلق شديدٍ كلما تطلع إليه وكأنه حرارة متنقلة ستؤدي بحياته، وصلوا سوياً للمنزل فهبطت “إريكا” و”ديكسون” الذي انحنى على نافذة السيارة الأمامية فقفز “جوردن” بمحله وهو يردد بقلق شديدٍ:
_ماذا هناك؟
ابتسم “ديكسون” بمشاكسةٍ:
_لا شيء فقط كنت أتمنى لك أمسية سعيدة.
حدجه بنظرة مرتاعة ثم أشار لسائق التاكسي بأصبع مرتجف:
_لننطلق.
غادرت السيارة فأتبع “ديكسون” “إريكا” للأعلى بابتسامةٍ تسلية.

السابقانت في الصفحة 1 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل