
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
انتفض ظافر من مقعده الذي التصق به منذ عودته من العمل ليتجه نحوهم بهلع ،امسك بذراع طفله الصغير يضغط عليه بحده ……
-انا مش قلت تشوف وانت بتجري ؛ كده خبطها !!
ارتعبت من صوته الرعدي فما بال الطفل المسكين الذي لم يتعدى الخمسة اعوام !!
تدخلت شروق وهي لا تزال تضع يدها علي احشائها خوفا علي من بداخلها من اثر صدمة يوسف الصغير بها و الذي كاد يصيبها بشكل مباشر لولا انتباهها في اللحظة الأخيرة !!
جذبت يوسف من بين راحتي والده الي جنه ذراعيها هاتفه …..
-انت بتزعقله ليه ؟! طفل طبيعي ما يخدش باله وهو بيجري وبيلعب !!
خبأ يوسف الصغير رأسه في جسدها يكاد يبلل سرواله من الذعر فهو لم يعتد سوي صوت والده الحاد و لم يجرب قسوة يداه يوما ، ليعيد عقله الصغيرة الي تلك من كان يطلق عليها “ماما” دون اي اهتمام منها بمرادفات وعمق تلك الكلمة فصار يخشاها حتي في احلامه ، فتختفي تلك الام بشكل مفاجئ لم يهتم له كطفل صغير كثيرا منصبا اهتمامه بأخته الاصغر …….
انشغل ظافر للحظات بتلك الشعلة المنبثقة من عيناها الزيتية الزائغة كشجرة زيتون في القدس تتمايل بتمرد في ليله عاصفة متشبثه بجذورها منتظرة السلام !!
(السلام أخوتي في الله 😍 نسعي له و لا ننتظر مجيئه تحت اقدامنا )
ليردف بهدوء غائم ….
-مفيش حاجه اسمها ميقصدش ، انا نبهت عليه بدل المرة الف ويوسف مش صغير ؛ انا ربيت ابني علي تحمل المسئولية واللي عمله ده تهور ،كان ممكن يحصل مضاعفات ؛ هما اقل من تلت أسابيع عدوهم علي خير !!
زفرت لا تريد المشاكل معه في اخر الليل لتردف وهي تمرر يدها بحنان علي شعر الصغير فتلين عينا ظافر بتروي وتلقائيه ، خاصة عند وصول شهقات ابنه المكتومة الي مسامعه ….
اطرق رأسه لحظه يستعيد بها ذاته مقررا محادثه صغيره و لكنها بكل فظاظة سبقته ….
-يويو وبعدين !! مش احنا قلنا الرجالة مش بتعيط ؟!
قطب جبينه بغيظ ليردف ظافر مستهجنا …..
-هيبقي راجل ازاي وهو يويو اسمه يوسف ؛ انتي كده بتشتتي تكوينه!!
نظرت له وكأن له 7 رؤوس ، ماذا يعرف عن التكوين بجفاء شخصيته الحمقاء ؟!
اغمضت زيتونيتها لحظه متجاهله اياه لتستكمل للصغير وهي تمسح بكفيها وجنتيه الحمراء…
-خلاص هات بوسة يلا واوعي تعيط تانى … بابا مكنش يقصد يزعقلك ؛ مش كده يا بابا !!!!
قالت اخر جملتها بحده و تحذير مستتر ، لتنعكس نظرتها منذ لحظات علي ملامح وجهه العابس وهو ينظر لها غير مصدقا وقاحتها وهي تأمره بكل عنجهية متناسيه انه هو والده ؛ وليست هي الصغيرة الحمقاء مفسدة الاطفال !!
كاد يفتح شفتيه باستنكار يغلي داخله لكنها وللمرة الثانية علي التوالي تتولي زمام الامور ….
-شفت اهو قال ميقصدش ؛ قول لبابا انك مسامحه !!..
فغر فاهه مشدوها فهو لم ينبث حرفا واحدا !!
نقل بصره الي الصغير الذي ابتعد عنها بضع انشات رامقا اياه بنظره تحليليه ؛ قبل ان يمسح انفه قائلا….
-مسامحك !!
لا يدري ايهما يوبخ الخرقاء صاحبه البطن الممتلئة و التي توازي ابنه طفوله ام صغيره السمج الذي استدار بكل وقاحه يرمقه بتعالي مذبذب ..
فتح ظافر شفتيه دون جدوي ؛ توقف عقله عن تجميع حروف الكلمات !!
تابع ابتسامه يملئها النصر ترتسم على وجهها قبل ان تقبل راس صغيره و توجهه الي غرفته بخفه….
-يلا نام و اوعي تطفي النور فيري بتخاف !!
هز يوسف رأسه و كاد ظافر يشتعل وهو يراها مهمله اياه تماما ولكن الصغير توقف علي بعد خطوة واحده من غرفته ملتفتا الي اباه قائلا…
-انا اسف يا بابا ؛ اخر مره ؛ تصبح علي خير !!…
راقبت شروق تلك الخطوط التي تفرض ظهورها علي اطراف عيون ظافر والتي باتت تدغدغ عيناها منذ فتره وتستهويها ؛ ليرسم تلك الابتسامة الحصرية لأطفاله ملوحا بيده ليوسف بخفه….
-انا عارف يا يوسف ، وانت من اهل الخير !!
لتختفي ابتسامته بشكل فوري ما ان اغلق الباب …..
استدار كلاهما في نفس اللحظة ، هي تستدير و تعطيه ظهرها تحاول الهروب الي غرفتها وهو مستدير نحوها قبل النجاح في ذلك ، فقد سئم هروبها الدائم من افعالها ام انه سئم ذلك الهروب منه هو شخصيا !!!
-لحظه يا شروق !!
اغلقت جفنها الايسر مع انكماش نصف وجهها مستشعره جمود لهجته …..
وضعت يدها علي ظهرها قبل ان تئن بخفه ليهرع نحوها بتساؤل سامحا لنفسه بلا وعي بملامستها !!!!!
-مالك يا شروق ؟؟ اتصل بالدكتور ؟! ده مش معاد الولاده ؟!
استطاعت تميز ذعر تعلو نسبته مع كل كلمه يتفوه بها لتندم للحظة ، فقط لحظه واحده علي هذه التمثيلية للهرب من احدي خطاباته عن وجوب نضوجها وعدم افساد ابناءه ولكنها اختفت سريعا !!
نعم و كأنها تحتاج دروسا عن النضوح ففي نهاية كل ليله تقف امام المرآه لتنظر الي تلك الفتاة التي نضجت و عانت في تسعة أشهر اكثر من ما تحملت في الثلاث و العشرين عام التي عاشتهم ….
ارتسم ظل ابتسامه علي ثغرها ترفض الغوص في مآسيها امام عينيه الثاقبة كعيون الشاهين ، متناسيه اصطناعها للألم وهي تشعر به يلتفها بذراعيه ، فيقفز ذلك الشعور الطاغي الذي أولده داخلها ، و يلازمه الشعور بالذنب والذي اصبح يتأكلها كثيرا هذه الايام ،
ابعدت يده بلوعه من علي كتفها والأخرى من علي جنينها وكأنه كان يحادث الطفل بالداخل حتي لا يخرج قبل موعده !!
-انا كويسه ؛ تصبح علي خير !!
تابع هروب عينيها و راسها المطرقة وهي تتحرق شوقا للهرب منه ، لم يغفل عليه انها لم تتحمل لمسته لها بضع ثواني !!
تجمدت ملامحه و هو يردف ببرود اصطنعه …
-انا خايف علي اللي في بطنك و شايف اننا نروح لدكتور !!
نظرت له بحنق لتردف بحزم….
-مفيش داعي قولتلك متقلقش عليا …
ليجيبها بعناد فاقها …
-مش قلقان عليكي انا قلقان علي اللي جواكي !!
بالطبع !! يا لغبائها ؛ لما سيقلق عليها ؛ هو يريد ما تملكه ويمني نفسه به وليس هي !!
لا تدري لما شعرت باختناق كاسح او كأن عظامها تتكسر ، فتنزل دمعه نافره قبل ان تمسحها بقسوة وترفع عيناها نحوه قائله بابتسامه خاليه من المرح …
-اكيد مش هتقلق علي ابني اكتر مني !!
هز رأسه ولم يفته كسره الحزن بعينيها ،تلك العيون التي كانت تشع سعادة وطاقه استثنائية ارهبته يوم التقاها ، و كذلك الدمعة التي فرت قبل قليل ….
تري هل يشاهده الان بخذل و يبغضه ؟
هل ينمق عليه لأحزانها ام لانصهاره التام بأقل حركة تفعلها وهي تتوهج امام عينيه يوما بعد يوم و يزيدها الحمل جمالا و انفها الصغير الذي كبر قليلا بشكل لا يلاحظه سوي عيونه المراقبة ، و لكنه يبقي اقل اهتماماته بين ما يلاحظه يزداد كبرا بهيئتها القاتلة …
-تصبح علي خير !!
لم تنتظر اجابته متجهه بخطوات متعثره نحو غرفتها الكئيبة ……..
………………..
اغلقت الباب متنهدة بحسره قبل ان تلتقي عيناها بالاطار المعلق علي الحائط بكل فخر و اعتزاز ….
رقت عيناها وحنت منها دمعه دافئة وهي تلامس بنظراتها من كان باب الحياة و السعادة التي لم يعرفوها طويلا ، ليتم انتشاله من بين يديها دون حق !!
خرجت منها آآآه تحمل بين طياتها الكثير و الكثير …..
توجهت الي فراشها مقرره التخلي عن بؤسها واراحه ظهرها الذي يقتلها واصابع قدمها المستغيثة المطالبه بالراحة ….
ما ان استلقت حتي اتسعت عيناها وهي تشعر حاجتها للمرحاض للمرة الالف اليوم !!
احكمت حجابها مره اخري وهي تمسك بأسفل بطنها وتدعوا ان يكون قد صعد الي اعلي فقد تأخر الوقت وهي لا تريد ان تواجهه مره اخري !!
فتحت الباب سريعا عندما شعرت بحرج موقفها و رغبتها في الدخول الي الحمام تزداد ، لتلعنه هو بالأساس و تتجه بسرعه الي المرحاض ….
و تلعن غبائها عندما قررت بكل سذاجة اختيار الغرفة البعيدة عن غرفته التي لا تحتوي علي مرحاض خاص كباقي الغرف خوفا من الاقتراب منه ، ليفاجئها هو بأنه لن يبيت معها ومع اطفاله من الاساس !!
فتحت الباب الي المرحاض لتخرج منها شهقة وهي تؤدي رقصه غريبه تفرض طقوسها فها هو يقف و يحلق ذقنه عاري الصدر امام صنبور الماء …
نظر لها باعين متسعه لتخرج مغلقه الباب لحظه لتعاود فتحه في اللحظة التالية قائله بحده وذعر…
-اطلع برا برا برا مش قادررره !!!
ارتفع حاجبيه بذهول وهو يراها تقف امامه عاقده ساقيها وتقفز من قدم الي اخر والهلع مرتسم علي وجهها …
-براااااااا !!
انتفض متحركا سريعا الي الخارج لتغلق الباب في وجهه …نظر الي الباب وهو يرمش قليلا محاولا استيعاب ما حدث للتو !!
ولما يقف خارج الحمام نص عاري و نصف وجهه محلوق و الاخر لا كالمعتوه !!
انتهت شروق بتأفف ، فكالعادة كل تلك الغوغاء من أجل بضع قطرات مثيره للشفقة تفرغها مثانتها !!
غسلت يداها متجاهله احمرار وجنتها و ما حدث قبل ثواني يفرض نفسه في عقلها … لا شك انه يظنها مجنونه ؛ يا للأحراج !!
ولكنه خطأه ؛ لماذا لم يستخدم حمامه الخاص او افضل لما لم يصعد الي الشقة العلوية بعد !!
فتحت الباب لتجده يطالعها بشيء من المرح قائلا …
-احسن ؟!
اطرقت رأسها لتتوالي الالوان علي وجهها غير مجيبه فتهرع بخجل سريعا الي غرفتها وصوت ضحكاته تتابعها !!
اغلقت الباب و منه الي فراشها بحنق و خجل وهي تغطي وجهها بالوسادة ، وقلبها يدق تلك الدقات المتتالية….
ها هو الشعور بالجنون الصاخب يطغو من جديد !!
اغمضت عيونها منتظره ثبات النوم بعد دقائق طويله ليصل الي اذانها صوت نقرات تعرفت عليها بسهوله ….
حاربت سطوة النوم وهي تسب غباءها لما تغلق الباب وهي تعلم انها ستأتي !!!
وقفت ببطء تحاول ازاله غشاوة النوم عنها واتجهت لفتحت الباب بابتسامه جميله ناعسه …
وقفت فريده صاحبة الثلاث أعوام تعانق لعبتها المحشوة المفضلة وتنظر لها كأنها جرو تم ركله من منزله للتو فتقول …..
-ممكن انام هنا ؟!!
اشارت الي الفراش الظاهر من فتحه الباب ، لتمد شروق يدها نحو الطفلة وتجذبها بحنو الي الداخل…
-بيتك و مطرحك يا فيري ، انا اصلا معرفتش انام من غيرك انهارده !!
اتسعت ابتسامه الطفلة الناعسة غير ملاحظه جفون شروق التي تحارب للسقوط …
-متخافيس انا هكون دوبي بتاعك ، انا احضن دوبي وانتي تحضنيني ومس هخليكي تخافي من الضلمه !!!
خرجت ضحكه خفيفة منها وهي تساعدها علي الفراش وتستلقي جوارها….
-ايوة مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه !!
قبلتها الصغيرة قبل ان يستقر رأسها في احضان شروق بسعادة الدنيا و ما فيها ….
تنهدت شروق بحسره ، متسائلة بداخلها كيف تنام والده تلك الملاك بعيدا عن احضان طفليها !!
كيف يكون قلبها بهذه القسوة !!
وهي التي لم تري طفلها بعد ، ضحت بكل ما هو امامها من مستقبل وفرص لأجله !!!
جال تفكيرها الي الحزن القابع بعيون كأناء العسل ؛ اذا كانت جافيه بهذا الشكل مع اولادها فماذا بشأنه هو ؟!
لتتمتم بحنق …
-خليكي في حالك انتي فيكي اللي مكفيكي !!
تسارعت للنوم حتي لا تتذكر ذلك الشاب الرائع ذو العيون البريئة الطاهرة والتي تشبه الي حد كبير عيون العسل ، ذلك من لم تسنح لها الحياة معه كثيرا او تسنح له الحياة اطلاقا !!…
مصير قاسي علي يد من ترفض ان تطلق عليهم لقب بشر او انسان بل هم وحوش بلا قلب او رحمه يلطخون الدين و الشرف بأيديهم وافعالهم القذرة !!
فرت دمعه ترفض السكون لتشعر بذراع هش يزيد من ضغطه عليها وصوت ملائكي برئ يردف…
-انتي لسه خايفه من الضلمه !!
-لا يا حبيبتي طول ما انتي معايا مفيش ضلمه خلاص !!
مسحت فريده بكفها الصغير وجهه شروق قائله ….
-بحبك اوي يا سيري !!
-وانا كمان يا حبيبتي !!
قبلتها شروق مره اخيره قبل ان يغوص الاثنان معا في نوم عميق !!
……………………………….
اما هو فقد وقف يراقب دخول طفلته اليها كعادتها بقلب ينزف علي براءتها المناجية لأم لها متناسيه…
فلم يجد في قلبه ان يوبخها ويمنعها عن اللجوء لشروق …..
دلف بقلب متعب الي غرفته التي بات يكره كل تفصيل بها يذكره بعلاقته بفاقدة الامومة …. اخذ سلسله مفاتيحه واحكم النوافذ قبل ان يغلق باب الشقة بأحكام للصعود الي اعلي للنوم …..
وهو يفكر الي اين سينتهي بهم الحال ؟!!
……………………………………….
في الشقه المقابلة لهم ………
جذب يزيد نفس عميق يتمني لو يملئ به ذاته و يفرغه بكل همومه و مخاوفه الي الخارج متمني مضي تلك المحنه المقيتة او ان يعالجها الله بتعقيل زوجته الخرقاء التي تحارب لإبعاده بسبب عدم انجابها وكأن في ذلك نهاية الحياة ،
ارتفعت شفتاه في ابتسامه يحرص الا تفارقه في وجودها ليدلف إلي شقة الزوجية التي تجمعه بمن تملك كل ذره بقلبه (سلمي) …
وجدها جالسه تشاهد التلفاز بنظرات يجزم انها تخترق الجهاز الالكتروني سارق عقول البشر وانها لا تري حركه واحده مما يحدث من مشاهدة أحدي الافلام الاجنبية و عقلها منشغل بطرق جديده تتفننها لإبعاده !!!
-مساء الخير ياحب عمري !
نظرت له بخضه واضعه يدها علي صدرها و عيناها تلتمع بشوق تكتمه داخلها سريعا باحترافيه قاسيه فتدرسها عيونه المتربصة الملاحقة لكل رمشه تطرف منها لتردف بجمود عاهده منذ سته شهور و لم يتوقع غيره ….
-ايه قله الذوق دي ؛ خضتني يا بني ادم !
تجاهل نبرتها الجليدية وهو يقترب محافظا علي ابتسامته فيميل عليها يخطف قبله من وجنتها الحمراء محبطا محاولتها بالفرار منها ليقول بحنان…
-حقك عليا يا زلومتي ، هاخد بالي المره الجايه !!
كزت اسنانها بحنق بالغ علي الاسم الذي اكتسبته منذ مده وهو يشتكي قله ابتسامتها و كثرة اظهارها لوجهها العابس امامه لتتحول من سلومتي الي زلومتي ومن سيء الي اسوء !!….
-قولت مش بحب الاسم المزعج ده ، انت قاصد تضايقني !!
تغيرت ملامحه فجأة ليميل بشقاوة عيناه ، سر ذوبانها به عشقا وهياما ….
تشنج جسدها بتوجس و قد توترت كل عضله بها من اقترابه منها لتردف وهي ترغم انفاسها علي الانتظام !!
-ايه ؟!!!!
ارتفعت شفتاه بابتسامه مشاكسه يملأها الاغراء و هو يعض شفتيه السفلي قائلا بعفويه …
-ايه ريحه البرفيوم ده !!
قالها وهو يمرر انفه علي رقبتها لتزداد قشعرة بدنها ودقات قلبها فترفع يدها تدفع صدره بتوتر ….
ولكنه لم يمهلها الوقت وهو يهبط بفمه ويحضن شفتيها بشفتيه و يعتصر وجهها الاحمر بين راحتيه و كالعادة تخمد مقاومتها سريعا بعد عده لحظات …..
فتتركه يروي ظمأ عاشقان احدهم يحارب القدر و الاخر يحارب للانصهار ….
فينتهي الامر بدوامه من العشق تبدأ وتنتهي في احضانه ….
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل الثاني
لا تعلم كيف وصلت سلمي الي فراشهم وانتهت بين ذراعيه محاوله التقاط انفاسها من هول مشاعر يفرضها عليها ….
ولكنه بالطبع الخبير في تغييب عقلها للاستسلام اليه ، اليس هو الحبيب الذي دام حبها له سبع سنوات قبل ان يتوج بزواجهم …..
اغمضت عيناها وهي تعيد السنوات الأربعة التي قضتهم زوجه له ، كم عاشت بها اسعد اوقاتها معه و كم سعي لإسعادها و حمايتها خاصة من تهكمات والدته واخته المؤلمة عند ذكر عدم امكانيتها للإنجاب او نعتها بالأرض البور فيزبل قلبها رويدا رويدا ….
شعرت بحزنها يعود بحده و يتجمع خلف جفونها بألم ، لتتخذ القرار بأبعاده عنها حتي يتزوج باخري ويحصل علي الابن الذي يتمناه ذويه و يتمناه هو في السر كأي رجل !!!
هل ما تفعله الان بين ذراعيه يسمي ابعاد !!!!!!!!!!
اين حبها له و امنيتها له بالسعادة و انجاب الخليف !!!!
كان هذا اخر ما روادها وهي تنفض ذراعه من علي جسدها الشبه عاري لتحكم الغطاء الناعم عليها ، متجاهله النظر لوجهه حتي لا تنطفئ عزيمتها من نظراته الحزينة و المحبطة و الخذلان الذي يظهر جليا علي وجهه مع كل دفعه منها….
اطبق يزيد اسنانه بشده علي شفتيه يتنفس من انفه ها هي تفيق من دوامه عشقهم لترمي بالرفض و الاشمئزاز في وجهه ….
يعلم انها تتعمد ذلك ولكنه لا يستطيع ان يبعد ذلك الشعور بالإهانة لرجولته و الحرقة بداخله بانه شخص قذر يقوم باستغلال حبها وليس زوجها و شريك الحياه ليزفر بغضب وهو يضغط بكفيه علي عينيه متمتا….
-هتفضلي تكسري فيا لامتي يا مالكه النفس و الروح ….
اما هي فقد استسلمت لدموعها والماء الحارق ينساب علي جسدها وتدعو في سرها نجاح خطتها وانتهاء ذلك العذاب سريعا لتتمتم بحزن وقهر….
-كنت فاكره نفسي قويه بس واضح اني هنتهي ببعادك عني ؛ ابعد بقي و سيبني لعذابي لا طايله راحه ولا طايله بعاد …..
………………………..
اليوم التالي ….
في شقه ظافر …….
استيقظت شروق لتجد نفسها وحيده في غرفتها علي رنين هاتفها ،اعتدلت لتجيب….
-الو ؟!
-انتي لسه نايمه ؟! قومي انا زهقانه !!
-عايزة ايه يا سلمي !!
-وحشتيني !!
-وحشتك انا كنت لسه معاكي يا مجنونه !!
– قومي يا نكد ايه القرف ده علي الصبح ؛ انا غلطانه اني جبتلك نوتيلا وكنت هخمسها معاكي اول ما يزيد ينزل ، ظافر نزل مش كده ؟؟
فركت شروق عيناها وهي تستقيم بحده ….
-مش عارفه هشوفه واتصل بيكي بس هو غالبا مشي انتي عارفه بينزل علي طول مع مروان يدوبك يدي النصايح و الوصايا العشرة ليوسف و ينزل كأن يوسف ولي امري انا وفيري مش العكس، يلا المهم ثانية وتكوني قدامي بالنوتيلا !!
خرجت ضحكه من سلمي جارتها في الشقة المقابلة وزوجه يزيد والذي يصادف كونه صديق ظافر المقرب بجانب مروان الصديق الثالث في الدور الأعلى المقابل للشقة التي شهدت بدايه حياتها الزوجية ونهايتها معا ….
والتي يصادف بقاء ظافر بها وقضاءه لليل حتي اشعار اخر تفرضه حياتهم او بمعني اخر مجيء ذلك الطفل بداخلها !! ….
-ماشي هستني اتصالك !!
اغلقت شروق الهاتف و مطت ذراعيها تحاول اخراج الوخم من جسدها لتقرر الخروج و رؤيه الاولاد فالساعة تشير الي العاشرة ،
لابد انه توجه للعمل في طريق مروان ذلك الصديق اللطيف ، غايه في الرقة و لايزال اعزب رغم انه يكبر ظافر بسنه علي حد علمها ولكنه دائما ما يثني عليها ويواسيها بكلمات قليله و كأنها شقيقته !! ….
تأففت وهي تشعر بألم قدميها ما ان ارتدت خفها البيتي لتمط شفتيها بحنق وتقرر عدم ارتداءه و الانضمام للطفلين الرائعين بالخارج …
لابد انهم يتحرقون شوقا لإيقاظها و لكن تحذيرات ظافر لهم عن عدم ازعاجها اذا غفت ولو ثوان ، تقف حائل بينهم …….
ابتسمت رغما عنها لتختفي تلك الابتسامة سريعا، ارتكزت بجسدها علي احدي المقاعد بجوارها وقلبها يدق بعنف و خجل !!
لما لم تتذكره !!
و لم يكن هو اول تفكير طرأ عليها ما ان استيقظت كما يحدث في الشهور الثمان الماضية ، فقد كان هو اول واخر تفكير يجول بخاطرها حزنا علي فقدانه و فقدان فرصتها في الحياة وندبا علي تيتم طفلها !! ……
شعور قاسي بطعم مراره الذنب ملئ فمها لتزفر محاربه دموعها وهي تحاول تمالك نفسها للخروج للأولاد ….
مرت دقائق طويله قبل ان ترتسم ابتسامه حزينة علي وجهها و رفعت عينيها الي الاطار الكبير المعلق نصب فراشها ، بصوره شاب بالغ الوسامة بعيون مشاكسه وابتسامه يملئها التفاؤل وعنفوان الشباب …..
ابتسامه لطالما اجبرتها علي الابتسام ……
###########
#فلاش_باااااك…..
-يا الف اهلا و سهلا … نورتونا والله !!
قالت والدة شروق بابتسامه واسعه وهي تشير للعريس المتقدم لابنتها و ابن عمه بالجلوس !!
-بنورك والله يا طنط ؛ كلك ذوق ، اكيد شروق طلعه بشوشه لحضرتك !!
قال يحيي بعيون مرحه ذائعه وقلبه يتراقص بحماسه ….
قاطعهم صوت ظافر وهو يمسك يد يوسف الصغير ….
-امسك ايد فريده اختك و اقعد هنا قدامي !!
وجهت والده شروق حديثها اليه لتردف بسلاسة …
-يوة سيبه ياابني يلعب الاولاد احباب الله … ميهمكش حاجه !!
ابتسم لها ظافر بأدب دون ان يجيب …
تنحنحت السيدة لتردف …
-انا هدخل انادي شروق !!
ما ان اعطتهم ظهرها حتي اتسعت ابتسامه يحيي …ولكنها سرعان ما اختفت وهو يلاحظ جلوس شقيق شروق علي المقعد امامهم دون ان ينطق بحرف …
سعل بخفه وهو ينظر بريبه الي ظافر الذي رفع له حاجبه يأمره خلاله بسخريه ان يهدأ قليلا….
-بابا عايز اعمل بيبي !!!
تنهد ظافر قبل ان يلتفت ليوسف و يردف بخفه….
-طيب استني طنط تيجي الاول !!
هز يوسف رأسه بالنفي بحرج طفيف وبراءة لمست قلبه ليبتسم له قليلا قائلا لشقيق شروق العابس ….
-الحمام منين لو سمحت !!
وصف له الطريق وكاد يدلف ظافر الي المرحاض مع ابنه ولكنه اصر علي الدخول بمفرده …
-اقف انت هنا يا بابي !!
-هقف جوا معاك !!
رفع ذقنه بكل عجرفة يمتلكها طفل قائلا …
-لا طبعا ؛ انا مش صغير !
كاد يبتسم ظافر لولا حرج الموقف ليردف…
-دخلني معاك و هديك ضهري !!
عقد ساقيه وكأنه يتمالك نفسه بطريقه سحريه ليردف برفض وهو يمط حروفه…
-لوحدي !!
-اتفضل يا استاذ يوسف لوحدك ..بس خد بالك احنا مش في بيتنا اوعي تعمل حاجه غلط !!
هز رأسه بالموافقة ودلف سريعا الي الداخل مغلقا الباب في وجه ابيه …
فرك ظافر ذقنه يرغب بالضحك فهذا الصغير ذكره بنفسه مع والدته رحمها الله ؛ لا يزال يذكر بقوة رفضه للاستحمام بيدها منذ ان كان في السادسة من العمر !!
سمع همهمات قادمه من اخر الرواق الذي يقف به لينفتح باب يفصله عنه بضع خطوات وتخرج شابه بملامح رائعة تطغو عليها الرقة والأنوثة ….
تسمر مكانه وانحسرت انفاسه في صدره بذهول ، اغلقت الباب بمشاكسه مانعه ايا كان معها بالداخل من الخروج ….
لابد انها شعرت بنظراته المتفحصة …
لأنها رفعت عيونها بتوجس لتهاجم نبض قلبه المتهالك بعيون خضراء مكحله بدقه لإذابة القلوب….
اتسعت تلك العيون بصدمه واختفت بسمتها الطفولية و اكتست وجنتها باللون الاحمر ….
لا تصدق انها خرجت بكل عفويه لتري العريس المتقدم لها امامها والتي لم تتوقع طوله و وسامته الحاده التي اربكتها بشده وتلك العيون العسلية التي تكاد تقسم انها تسمعها تخرج الحروف !!
انفتح الباب خلفها لتخرج والدتها وهي تهز رأسها علي سخافة ابنتها لتصطدم بظهرها المتشنج ، كادت توبخها فلاحظت ظافر يقف امامهم بكل جمود …..
وضعت يدها علي كتف ابنتها كمؤازره ، فهي صاحبه الخمسين عاما تشعر بالتوتر امام ملامحه المحيرة بتعبيراتها …
انقذهم خروج يوسف الصغير ؛ رف ظافر بعينيه مره قبل ان يسمع ولده ….
-انا خلصت اقفلي الحزام يا بابي!!
قالها بصوت رسم ابتسامه واسعه علي وجهها …. تريد اكل ذلك الكائن اللطيف بصوته المقطر بالعسل كعيون بابي !!…
-ربنا يخليهولك يا ابني …احم دي شروق بنتي !!
اطرقت شروق رأسها بنهيدة راحه وشعرت بعضلاتها ترتخي براحه طفوليه ان ذلك العابس الوسيم ليس العريس المترقب فهي ترفض بشده الارتباط برجل وسيم بشكل مرعب بملامح قاسيه تكفي رواياتها التي لطالما اخبرتها والدتها بانها ستكون سر تعاستها وحيرتها عند الزواج…..
(مش لوحدك يا شابة انا ورايا اجيال بخرب بيتهم 😂 يلا فدايه 😁)
خرج الثلاثة سويا فوقف يحيي بسعادة بالغه يرحب بهم واعينه معلقه بها …خجلت قليلا ولاحظت التشابه المريب بطريقه غريبه و مختلفة في ذات الوقت عن ابن عمه صاحب العيون العسلية النعسة !!
نفس لون العيون ولكن شقاوة يحيي تعطيها طابع اخر اكثر مرحا …هزت رأسها علي سذاجتها لماذا تقارن بينهم !!!
بعد فتره طويله من الاحاديث والاتفاقات جلس يحيي اخيرا بمفرده معها ليقول بشوق عارم….
-كان لازم ال3 شهور دي ، مش كنا اتجوزنا في شهر بالكتير !!
اطرقت شروق رأسها خجلا فهذا الشقي يعبث بمشاعر وجدانها بنظراته الحارقة وهو يقتحم اولي تجاربها بالحديث مع رجل …
-لازم نتعرف علي بعض و بعدين 3 شهور مش كتير بالعكس انا شايفه انهم قليلين اوي !!
امال يحيي رأسه للجانب بهيام ليردف …
-بس حلوين عشان شعري يطول في الفرح و ميقولوش اتجوزتي واحد اقرع …
ضحكت رغما عنها لتتسع ابتسامته قائلا…
-الله اما صلي عليك يا نبي ، يخربيت ضحكتك هو انتي جننتيني من شويه !!
-اه انت شكلك هتتعبني !!
رفع يده باستسلام …
-لا والله العظيم ده انا طيب اوي ؛ بس انتي متعرفيش انا كنت ماسك نفسي ازاي طول ال 6 شهور اللي فاتوا عشان اتقدملك اول ما اتخرج من الكلية الحربية !!
نظرت الي الجهة الأخرى بخجل فهو اول رجل يطري عليها و يقترب الي مسامعها البريئة بمثل هذه الكلمات ….
نظر لها مطولا بحب ليقول…
-مش عايزة تعرفي انا شوفتك ازاي …
نظرت له بهدوء تحثه علي المتابعة ….ليستكمل هو بعنايه …
-بالرغم انك اول مره تشوفيني بس انا شوفتك من 6 شهور في فرح واحد صاحبي و من ساعتها وانا مجنون بيكي …
-بطل تحرجني يا يحيي لو سمحت ؛ و كمان انا مش صغيره هتضحك عليا بالكلام ده !!
قالتها برغم ان وجهها يعكس فرحتها البتول لمثل هذا الاهتمام ، فمثلها مثل باقي الفتيات بأن تعيش قصه حب و هيام ولكنها رفضت ان ترخص قلبها وتتركه طليقا لكل من هب و دب تعطيه نطفه منه فلا يتبقى لها و لنصيبها سوي خيبه الالم ولملمه الحطام …
(واخد بالك انت ياحج عجه نصيبها بس لي الحب و المحن وده بعد الجواز بردو😁😂 الخطوبه و الصحوبيه مش تبع السنه 😈 و انا مش عايزة اصدمكم بس الحلال مش بيبتدي غير بعد كتب الكتب والاشهار 😂 احنا شباب و بنات عائلات محترمات 😂 😎)
مضي الوقت سريعا وذهب يحيي و ظافر وتوجهت شروق للنوم بعد تأديتها صلاة استخارة…
لا تدري لما جاءت صورة ظافر في مخيلتها لكنها ابعدتها بعيدا بتوبيخ …
شكرت الله انه اعطاها ذلك الشاب المرح الذي لطالما شكلته في مخيلتها كفتي الاحلام الرقيق و المحب بعفويته رافضه فكره الرجل الغامض ب وسامته العنيفة كي لا يخذلها يوما ….
فكره سخيفة ولكنها تبقي معلقه برأسها منذ الصغر وهي تري صديقاتها يقعن في حبالهم لتموت براءتهم شنقا علي ايدي رجال اتخذوا من الوسامة سبيل لانهاك قلوب الفتيات والتنقل بينهم يقطفون مشاعرهم بلا اي اهتمام او تأنيب ضمير ….
مرت الثلاث شهور بين مأمورياته ومهامه حتي يتمكن من اخذ اسبوعين كإجازة لعرسهم ….
لم تتعرف عليه كثيرا ولكن المرات القليلة التي رأته فيها او حادثته اثبتت لها انه احن و أطيب مخلوق قد تراه يوما ، مما هيئها نفسيا للخوض في مرحله جديده في حياتها و بدأ حياه زوجية سعيدة معه……
لم تري ظافر سوي مرتين بعدها وقد لاحظت انه يتجاهلها تماما واذا حدث وتحدثا يرفض ان تلتقي عيونه بعيونها !!
لاتعلم لما فكرت في الامر او حاولت تفسيره ولكنه الفضول لأنه لا يهتم بتواجدها او يتعمد ذلك فينتهي بها الامر فتوبخ نفسها فلما تهتم هي من الاساس ؟!!!!!
فهناك حياة اكثر تشويقا و سعادة في انتظارها ولكن للأسف كان للقدر رأي اخر في سير تلك الحياه الجديدة…
#####################
خرجت من افكارها علي صوت بكاء فريدة فانتفضت بخضه وهي تضع يد علي بطنها بتلقائيه و تهرع الي الخارج ….
-ايه اللي حصل ؟ بتعيطي ليه ؟
قالتها شروق لفريدة الباكيه لتشير بإصبعها الصغير نحو يوسف التي احمرت اذنيه بتوتر لتردف باتهام…..
-يويو زقني !!!
نظرت له شروق بتأنيب واضح قائله….
-ليه يا يوسف كده في حد يضرب اخته الصغيرة !!
ليردف بمدافعه و ضيق طفولي….
-انا كنت بتفرج علي بين تين و هي بتقف قدام التي في عشان متفرجش !!
اتي الدور علي فريدة لتشعر بتوتر عندما نظرت لها شروق رافعه حاجبها لتردف الصغيرة مدافعه…
-مس كان عايز يلعب معايا !!
-تروحي تضايقي لا مينفعش اللي حصل ده ، يالا اتأسفوا لبعض حالا ! ….
مطت الصغيرة شفتيها وهي تخفض رأسها قائله…
-سوري يا يويو…
-سوري يافيري …انا هلعب معاكي متزعليش ! ..
اتسعت ابتسامتها وركضت الي لعبتها الصغير تحملها بحماسه قائله…
-يلا نودي دوبي الدكتور عسان سخن !!
ضحكت شروق وهي تري يوسف يعدل الهاتف المتدلي من رقبته ولا يفارقه بناء علي اوامر والده و اتجه بكل ثقه نحو فيري يجذبها الي غرفتيهما لبدأ اللعب ….
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل الثالث
وصل الي اذانهم صوت جرس الباب فقالت شروق مانعه تقدم يوسف…
-خليك انت يا يويو العبوا جوا دي طنط سلمي ..
وبذلك توجت الي الباب تفتحه بابتسامه بادلتها اياها سلمي الممسكة بعلبه من الشوكولا في يدها ….
-صباح الخير …
-صباح الخير اتأخرتي يا سلمي هانم !!
-انا اتأخرت ولا الهانم سهيت و متصلتش تأكد ظافر نزل ولا لا !! علي العموم انا قلت اكيد نزل ده شغله من 9 و الساعه 11 دلوقتي !!
قالت سلمي بحاجبين مرفوعين و هي تدلف و تغلق الباب خلفها ….
رفعت النوتيلا بين راحتيها قائله …
-معلاقتين و ورايا علي اوضتك !!
بذلك توجهت الي غرفه شروق و كأنها تملك المكان ، هزت شروق رأسها بضحك واسرعت لإحضار معالق لالتهام جنة الحياه بالنسبة لها …
بعد مرور 20 دقيقه …..
نظرت سلمي بذهول للعلبة الفارغة فوق معده شروق المنتفخة وقالت…
-هو ظافر مجوعك ولا ايه !!
تجاهلتها شروق وهي تلتهم اخر بقايا المعلقة لتردف…
-مجوعني شكولاتة عشان الدكتور قال ممنوع !!
-يانهارك اسود!!!! وجالك قلب تكليها !
-متخديش في بالك ده دكتور نص كم قال ايه الشكولاته بتهيبر الجنين ، بقي هرمون السعاده هيبره ….انتي بتبصيلي ليه كده ؟؟؟!!
نظرت لها سلمي شزرا لتردف …
-اخر مره اجبلك يا مستفزة !!! خافي علي نفسك و اللي في بطنك انتي معندكيش دم ، انتي عارفه في كام حد غيرك نفسه يجيب عيل و ربنا مش كاتب !!!!
قالتها سلمي بحرقه و نار تكوي داخلها بشكل شخصي هي من اكد لها الاطباء عدم امكانيه انجابها بالرغم من مرور 4 سنوات علي زواجها ….
شعرت بندم لوهله و لكن شروق تستحق حتي تهتم بجنينها اكثر ولكنها لم تتوقع دموع شروق التي انهالت بغزاره ، فاتسعت عيناها بصدمه وهي تعتدل بجوارها تحتضنها بشكل جانبي قائلة….
-انتي بتعيطي ليه يا بنتي ، انا مقصدش انا بس خايفه عليكي !!!
هزت شروق رأسها بالموافقة وهي تحاول ايقاف دموعها وبكن هرمونات الحمل تغلبت علي عقلها لتردف بعد مده …
-انا عارفه انك متقصديش وانك الوحيدة اللي خايفة عليا بجد !!
-الوحيدة !!! بالنسبه لظافر اللي بيلف حوالين نفسه عشان الهانم وهيموت من القلق عليكي…
ضحكت شروق بانكسار قائله….
-انتي بتضحكي عليا و لا علي نفسك ما احنا عارفين انه خايف علي اللي في بطني مش انا !!
هزت سلمي رأسها بتعجب لتردف بتأكيد…
-فعلا اللي ميشفش من الغربال يبقي اعمي !!
-تقصدي ايه ؟
-اقصد انك جبله ، ممكن تفهميني انتي بتقدمي ايه للراجل ده ؛ بلاش السؤال ده ممكن تقوليلي واحد معيش عياله علي كف عفريت عشان سلامه الهانم هيعمل كده عشان اللي في بطنك بس و بلاش ده كمان لما يقف الساعه 5 الفجر مستني الفرن اللي قدام البيت يفتح عشان الهانم بتتوحم علي كرواسون ده يبقي اسمه ايه !!
نظرت لها شروق وعقلها يعجز عن الإجابة لتردف قائله…
-اسمه ايه ؟
-اسمه انك واكله المستعبطه !! فوقي لنفسك بقي اللي حصل مكنش نهاية الدنيا …خلاص ده مكتوب ربنا وقدره بس طول ما ربنا مديكي نفس يبقي لازم تعيشي و تعيشي صح !!!
-مش سهل يا سلمي …انا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصلي وانا في السن ده وبعدين يرضي مين اعيش و الغلبان ده ملحقش يتهنا معايا اسبوع !!!!
-انتي هتكفري ولا ايه !!! وبعدين ده شهيد عند ربنا و عريس في الجنة !!
-صعبان عليا اوي و صعبان عليا ضحكته اللي راحت و حنيته وخايفه يكون قراري غلط بس هو هيقدر مش كده !!
قالتها شروق وهي تستسلم لبكائها مره اخري …لتربت عليها سلمي لهدوء قائله….
-وحدي الله و كفايه عياط بقي عشان اللي في بطنك الواد اللمض ده وانا متأكده ان يحيي الله يرحمه هيبقي عايز كده محدش هيخاف عليكي او علي اللي في بطنك اكتر من ظاف ، انتي خدتي قرارك ولازم تكملي للأخر عشان تعيشي وتعيشي ابنك اللي هقطعه بوس لما يجي !!
قالتها وهي تنظر الي عيون شروق بنصف ابتسامه وتلمس بطنها بكفها بحنان بالغ و ترسل للطفل بالداخل قبله هوائية ….
ابتسمت شروق و امسكت بيد سلمي تربت عليها قائله….
-فالحه بس تنصحيني يا ابله فضيله وناسيه نفسك ، خلي عندك ايمان في ربنا وان شاء الله هتبقي احسن واحن ام قريب !!
ابتسمت لها سلمي بعيون حزينة وهي تحاول تغير الموضوع حتي لا تكشف امام شروق الكثير والكثير مما يحدث في حياتها فأبعدت يدها بمرح قائله…..
-اتفضلي يا هانم الساعه بقت 3 و محدش عمل غدا للرجالة الشقيانه دي !!
انتفضت شروق بهلع وهي تمسح دموعها …
-يالهوي يويو و فيري لازم ياكلوا دلوقتي !!! منك لله يا سلمي يا نكد انتي !!
نظرت لها سلمي بذهول واردفت …
-انا نكد يا قطه يا ناكره للجميل …. انا ماشيه يا واطيه وانتي شوفي عيالك اللي مجوعاهم ويارب ابوهم يجي شرير و جعان ويخربها علي دماغك …
ضحك الاثنان و اتجهت شروق معها حتي اطمأنت انها دلفت الي شقتها بالجهة المقابلة واغلقت الباب وهي تتجه الي غرفه الصغيران حيث يلعبان فصاحت بمرح وهي تطل من الباب ….
-مين عايز ياكل بورجر و بطاطس !!!.
قفز الصغيران بسعادة ….
-انا انا انا !!
لتلتفت شروق بمرح وهي تمسك بجنينها بيدها اليسرى و تشير للطفلين للهرع خلفها باليد اليمني قائله ….
-ورايا علي الفيزبا !!!
ضحك الصغيران وامسك يوسف بطرف ثوبها و تبعته فيري تمسك بطرف قميصه من الخلف بحماسه وفرح افتقداه كثيرا ……
……
في مكان عمل ظافر…..
جلس ظافر يفرك عينيه فقد ارهقه العمل علي الحاسب منذ ان جلس علي مكتبه في الصباح كمدير قسم البرمجيات في الشركة ولكن العمل عمل ومن يطلب العلا عليه الشقاء !!
ابتسم يبدو ان داء يوسف في الأمثلة المغلوطة انتقل اليه ….
و بالطبع كأي فكر اخر يراوده يجب ان يتلوه فكر عنها “شروق” لا يعلم لما و كيف تغلغلت داخله هكذا ربما حب يحيي لها و مديحه الدائم لها طوال شهور متواصلة حتي من قبل ان تعلم هي بوجوده و مراقبته لها ….
او ربما هدوئها وحبها الظاهر لأطفاله فيجد بها بديل لام افتقدوها ….
او ربما هو فقط يرفض الاعتراف بانها سلبت شيء من اعماقه من النظرة الأولي ….
شيء يرفض تحديده او الاشارة اليه ولكنه يشعره بالنقص بدونه والوحدة القاتلة !!!!!
تماما كحالة بوفاة يحيي اغمض عينيه بألم ، كم يشتاق الي ذلك العنيد السلس المعشر ، رحمه الله و يجعله في فسيح جناته ….
نظر له احد زملاءه قائلا…
-مالك يا ظافر ؟
نظر له ظافر بانتباه مشتت ليردف قائلا….
-مفيش حاجه صداع خفيف !!
هز رأسه و هو يعود الي عمله مره اخري ….
اما ظافر فقد غرق في ذكريات أليمه مر عليها شهور و لكن كل دقيقه تعود اليه وكأنها حدثت للتو ليفقد رفيق العمر الالاف المرات في اليوم …..
###############
فلااااااش باك….
جلس كالتمثال وسط شقته لا يصدق ما حدث منذ وصول الخبر المشؤم في الصباح الباكر “يحيي” من تبقي له من عائلته في هذه الحياه رحل عنه و تركه وحيدا !!
ليكون ونيسة الوحيد انه شهيد في الارض و حي يرزق في السماء !!
يتذكر ذلك ليشفي نار فقدانه ، زفر وهو يعاود الاستغفار ينظر حول الرقعة التي يجلس بها …
ويتذكر وقوفه في تلك الرقعة بالذات وسط أطفاله وكأنه طفل بينهم قبل ان يبدأ الغناء بمرح بأغاني الجيش والوطن وهو يمشي خطوات عسكريه سريعة وكأنه يقدم عرضا عسكريا حصري لأبناء ظافر فيصيح بمرح…
-ابطالنا في سيناء ….طيارانا فوقينا …حامين اراضينا ….
فيصيح اولاده بأصوات مبتسمه غير واعيه لمعاني ساميه ولكنها البداية ليلين القلب لام غالية ….
-وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه !!!!
فيلتفت بسعادة و جديه مصطنعة صائحا بصوتا اجش…
-لشهاده رايحين …ماتقولوا امين !!!
فيردد الطفلين بسعادة …
-اميييييييييييييين !!
تجمعت دموعه في مقلتيه و ذكرياته تعود به من بين اصوات ضاحكة عابثة انتهت من اداء تحية عسكرية وهمية لثلاثتهم فيبدأ المرح الحقيقي ويحيي يركض خلفهم و كأنها مداهمه لاصطيادهم ……
تنفس من فمه يحاول تمالك مشاعره و دموعه المحاربة للسقوط … لقد ظن ان تلك الدموع جفت بوفاة والدته رحمها الله ولكن الحياة تصر علي اختطافها من بين جفنيه ومعاقبته بالعيش وحيدا….
خيم عليه الحزن اكثر وهو يستمع الي اصوات البكاء من اعلي …..
ابن عمه والاخ وصديق عمره رحل في مقتبل العمر ، كزهره اقتطفت في اوج ازدهارها ….
ذلك العريس الذي لم يمضي علي زواجه السبعة ايام و زوجته الصغيرة يافعه الشباب و قلبها المحطم و صوت بكاءها الذي يرفض الابتعاد عن ذهنه !!!
اغمض عينيه بشده ليعاود فتحها وهو يتمني ان يكون مجرد كابوس و يستفيق منه في اي لحظه ….
صوت بكاء و صراخ هستيري يأتي من اعلي …تلك المسكينة ترفض مغادره عش الزوجية التي لم تتهنا به هي او هو…..
شعر بصغيريه يحاوطان قدميه بذعر….
فمال بحنان و قلق يرفع كلا منهما و يضعهم علي ساقيه يحتضنهم الي صدره قائلا وهو يري دموع صغيرته….
-ماتعيطيش يا حبيبه بابا مفيش حاجه …
-انا خايفه يا بابي !! ..
-وانا كمان !! هي طنط شيري مالها ؟!
قالها يوسف و هو الاخر علي حافه البكاء و لكن كعادته يحاول امساك دموعه امام والده و شقيقته الصغيرة حتي لا يزيد خوفها …
نظر لهم بحيره يبحث عن مقوله لا تكسر بخاطرهم و براءتهم في ان واحد و لكنه لم يجد….
-طنط تعبانة شويه بس متخافوش هي هتبقي كويسه قريب ، ممكن تبطلي عياط يا فيري عشان خاطر بابي مش بيحب يشوف الدموع دي !!..
قالها ظافر بنبرة حانيه و هو يزيل بقايا دموعها من علي وجهها الصغير البرئ ..
ظل يوسف ينظر له مطولا تلك النظرات الواعية التي تحزن ظافر علي ضياع طفولته ليلتفت له ظافر وهو يعقد حاجبيه بتساؤل فيبتسم الصغير قليلا و يعاود دفن رأسه في صدر والده ……
علت صرخات شروق القادمة من الشقة العلوية و ووصلت الي اذانه خبطات اقدام و كأنها تركض بحيره يمينا و يسارا فوق رأسه ..
تأكله القلق و قرر التدخل انسانيا علي الاقل وليس لأي غرض اخر يشعره بخجل وتأنيب الضمير !!….
حمل يوسف و فيري معا لتبرز عضلات يديه المكتسبة من العمل فقد شقى كثرا في شبابه هو و يحيي عندما فقدا كل افراد اسرتهم الصغيرة و المكونة من والده و عمه و زوجتيهم الواحد تلو الاخر ….
بدأت عندما فقد والده وعمه لواءين سابقين تم اغتياله بسبب احباطهم لبعض الارهاب مصادفة ….
ليليه والدته التي لم تتحمل الصدمة فيصبح يتيم الاب و الام و هو علي مشارف الجامعة …
لينتهي يحيي في الكلية الحربية راغبا في اتباع مسيرة والده و عمه و ان يفقد والدته سريعا بعد صراع مع المرض …
اما هو فلجأ لمجال اخر يبحث به عن حياة افتقدها ….
قد تبدو حياة تعيسة فاقدة لكلمة حياة حتي ولكنه ويحيي كانا سندا لبعضهم البعض وتعلما الفرحة والحب معا !!!
احبط بشده وهو يتذكر وقوعه في شباك الفتاة الغنية جميلة الجميلات ليتزوجها فيكتشف مع الايام انها قبيحة الروح و جافية القلب ليضيع من عمره ثلاث اعوام شاقه مع تلك البغيضة الشمطاء يحاول اصلاح الامور دون جدوي ؛ و الامر الجيد الذي خرج به منها ويريح قلبه هو يوسف الذي اكمل عامه الثاني حينها و فريدة التي تركتها له وهي رضيعه لم تكمل شهور بقسوة لم يعهدها او تقابله يوما !!!!!
نظر بأسي الي طفليه وهو يدثرهم بفراشهم و يتحسر علي فقدانهم لحنان الام و امانها فعلي الاقل هو عاش اسعد ايامه مع والديه وتعلم معني الاحتواء الذي يفشل هو بمفرده في توفيره …..
ابتسم قليلا ليوسف الذي يقسو عليه قليلا ليصبح رجلا و يتحمل مسئوليه ليست له و لكنه بكل شجاعة يصر علي اتمام دوره لإسعاده و حمايه شقيقته ….
امسك بيده الصغيرة يقبلها و يربت عليها فترتسم ابتسامه يوسف صراحه و فخرا لأنه يرضي والده ….
اتسعت ابتسامه ظافر بحب و فخر و عاد يقبل رأسه و يربت علي شعره مره قبل ان يردف قائلا….
-ناموا وانا هطلع اطمن علي طنط و هنزل اطمنكم ، اتفقنا ؟!…
-اتفقنا ….
قال الصغيران بصوت ناعس ليبتسم داخله ، يعلم تمام ان الاثنان سيغطان في نوم عميق ما ان يغلق الباب …..
ترك النور مضاء لإرضاء فريدة و ما ان اغلق الباب حتي زالت ابتسامته وهو يضع رأسه علي الباب و يرتسم الحزن ملامحه ، تنفس بعمق واتجه ليصعد ويرى ما يحدث بالأعلى!!! ….
وهو علي الدرج وصل الي اذنه صوتها الحزين الباكي….
-سيبوني حرام عليكم ؛ ابعدوا عني سيبوني سيبوني ، انا هقعد هنا !!
ليليها صوت والدتها العجوز …
-خلاص يا رامي سيبها تبات هنا انهارده عشان خاطري هي فيها اللي مكفيها …
كانت الاصوات تقترب يليه صوت فتح باب شقة بعنف و اذا بصوت اخيها البغيض يعلو…
-ماشي نسيبها لوحدها بس من بكره هتيجي معانا !!
استدار ظافر ليهبط الدرج مره اخري وهو يخرج مفاتيحه للدخول الي شقته ، لا يريد ان يزيد شقائها بان يعتقد ذلك البغيض انه معتاد علي الصعود اليها ….
لتقول والدة شروق الباكيه وهي تغلق الباب خلفهم ….
-يا ابني الرحمة سيبها وانا الصبح هاجي ابص عليها بلاش فضايح عيب كده !!
وقف ظافر يستمع اليهم من خلف الباب حتي اختفت همهماتهم ….
هز رأسه بغضب هو لم و لن يبتلع المدعو شقيقها يوما ….
-الله يرحمك يا يحيي و يحسن اليك !!
قالها من احشاء قلبه …… وهو يتجه الي غرفته لأداء صلاه اضافيه عسي ان تشفع له و لفقيده ….
وكان مع كل سجده يدعو علي هؤلاء القتلة و الخونة من يدخلون اسم الاسلام والله في اعمالهم القذرة و يحللون به ارهابهم للبشر ….
لينهي دعواته لبلد باركها الله بخير أجناد الارض !!!!
لا يعلم ظافر كيف مر الشهرين التاليين عليهم و لكنه يشعر بالهموم تزداد علي اكتافه يوما بعد الاخر وهو يستمع الي توسلات والده شروق و صياح اخيها كل يوم للعودة الي منزلها …….
يحيي كان لينتظر منه ان يحل تلك المعضلة وان يهتم بها …..
لم ينسي يوم استدعائه الطارئ عندما طرق بابه قائلا (لو حصلي حاجه شروق امانه في رقبتك )…..
زفر بيأس متمتما…..
-لا اله الا الله ….اعمل ايه بس يا ربي !!..
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل الرابع
فلاش باك مستمر
خرج يوسف و معه فريدة قائلا ….
-انا هقف علي الكنبه كأني ساكن فوق وانتي تخبطي علي ضهر الكنبة و هفتحلك تطلعي فهمتي !!!
هزت فيري رأسها بمرح طفولي وهي تمسك بلعبتها المفضلة وتركض للخلف …..
لمعت عيون ظافر بفكره لينادي عليهم …
-يوسف تعالي يا حبيبي …
-ايوة يا بابي ؟
-طنط شروق و حشتكم صح ؟!
-اه اه انا كمان انا كمان يا بابي اسوفها !!
قالت فيري بحماسه ليردف ظافر بجديه …
-طيب انا هخليكم تطلعوا بس بشرط !!
وقف ظافر عند باب الشقة يستمع الي طرقات يوسف الذي اتفق معه علي الصعود والاطمئنان علي حاله شروق و اخبارها بان والدهم بالعمل و انهم شعرا بالخوف وقرروا الذهاب اليها …
كما انه اعطاهم اكياس بها طعام جاهز املا في ان تأكل شيئا فقد سمع حسره والدتها وهي تشتكي فقدانها الشهية وفقدانها للكثير من الوزن…
سمع الباب يفتح ولكن صوتها الضعيف لم يصل اليه سوي كهمهمات خافته تبعه صوت طفليه السعيد واغلاقها للباب ….
تنهد واغلق الباب ينتظر اما مكالمه من هاتف ابنه المعلق برقبته والذي لا يفارقه مهما حدث بناء علي رغبته او هبوطهم بعد تناولهم الطعام سويا …..
اتجه ليستغل الوقت في انجاز بعد الاعمال علي حاسوبه يحمد الله ان مديره سمح له ببضعه ايام كإجازة الان للملمه شتات أموره …
بعد مرور ساعتين نزل الطفلين ليبدأ هو في استجوابهم عن احوالها و رده فعلها و هل تناولت الطعام معهم ام لا و الكثير و الكثير …..
-ايوة يا بابا هي تعبانة بس اكلت لما قولنلها مش هناكل من غيرها و كمان قالتلنا لما بابا يروح الشغل ويسيبكم لوحدكم اطلعوا وانزلوا قبل ما يجي بس…. قالتلنا منقولش قدامك !!
قال يوسف وهو يحاول تجميع كلماته فتعجب ظافر من هذا الطلب و لكنه مقدم له علي طبق من الذهب فبذلك سيضرب عصفورين بحجر واحد و سيطمئن عليها و علي اطفاله و سيزيل بعضا من شعوره بالذنب لتركهم وحدهم وقت العمل …..
-ماشي يا يوسف يا حبيبي انا موافق بس اوعي تقولولها اني عارف حاجه او اني بعتكم ليها ماشي يا شاطرين !!
وضعت فيري يدها في فمها وهي تهز رأسها علامه علي توترها لابد انه يضغط عليها و يشتتها ولكنها كذبه بيضاء لإرضاء الجميع …
ابتسم وهو يبعد اصبعها عن فمها ويمسحه بيديه ويقبلها قائلا…
-يلا روحوا العبوا في اوضتكم ؛ اه يوسف انا هتفق مع المطعم يوصلكم غدا كل يوم علي فوق ابقي اعمل نفسك انت اللي بتتصل بيهم….
-حاضر يا بابي …
قالها يوسف وهو يهز رأسه بتأكيد….
واستمرت الحياه علي هذا المنوال لأسبوعين تاليين ، هو يذهب لعمله ويجهز ابنائه للصعود اليها فينزلوا اليه قبل وصوله بنصف ساعه …
لن ينكر السعادة و التغير في حالتهم المزاجية منذ صعودهم اليها لابد انها تواسي حزنها بهم …..
ابتسم وهو يتذكر رفض فريده مساعده يوسف لها للذهاب الي المرحاض قائلاه انها ليست صغيره وانها لن تقبل ان يري فتي ” التوته ” خاصتها !!!!!!!
كان يهم بالرحيل عندما فوجئ بوصول مكالمه من هاتف صغيره …
-الو يا يوسف ؟
-بابي ..بسر عااه …شير..شيري وقعت ومش بترد !!
قالها يوسف بذعر والبكاء يتخلل جملته …
-متخافش يا حبيبي خليكوا جنبها اوعوا تتحركوا انا جاي حالا و خليك معايا علي التلفون اوعي تقفل يا يوسف وخد اختك جنبك !!!….
قالها ظافر محاولا التحكم في دقات قلبه المذعورة وهو يضغط علي البنزين ليصل اليهم في اسرع وقت ….
وصل اليهم في سرعه قياسيه وقد كاد ينقلب بسيارته عده مرات …. فتح له يوسف الباب فهرع نحو جسدها علي الارض يتأكد من تنفسها فيتنهد براحه عندما لامس وجنته هواء تنفسها الضعيف … وهو يتحسس نبض رقبتها في نفس الوقت …فيردف بسرعه….
-ورايا يا ولاد علي العربية بسرعه وهات المفتاح يا يوسف واقفل الباب ورانا …..
وبذلك حملها وهو يدفع ولديه للأسرع والهبوط امامه سريعا …..
كما انه اتصل علي والدتها وهو في الطريق ليتبعاهم الي المشفى …..
ويا ليته لم يفعل !!! فكر ظافر وهو ينظر الي شقيقها العابس الذي يزفر بحنق كل 5 ثوان فاتجه الي والدتها الجالسة بجوار طفليه يربت عليها ليهدئها…
-متقلقيش يا حجة ان شاء الله خير اكيد ضعف عشان مش بتاكل كتير…
ليردف رامي بحده …
-وانت عرفت منين انها مش بتاكل ؟!
زفر ظافر قائلا…
-اكيد عشان شكلها باين عليه انها مكالتش من شهرين !!!!!
-انا قولتلك بلاش الجوازة دي ، منكم لله انتوا السبب انت وابن عمك معدوم الضمير الله يجحمه !!!
هجم عليه ظافر متجاهلا اهانته ولكنه لن يرضي بان يسئ احدهم الي ابن عمه ذاك من يعتبر بطل و يلحق الفخر باسم عائلته…..
دفعه ظافر بحده وهو يمسك رقبته يضغط عليها قائلا…
-انا لولا اللي احنا فيه ده كنت كسرت كل عضمه في جسمك يا عديم الإنسانية والدين ؛ ايه متعلمتش انك متهينش حد ميت او ابشع انك تتكلم بالباطل علي الناس !!
لم يشعر سوي بشهقات ابناءه و بوالده شروق وهي تحاول افلات ابنها من بين اصابعه قائله….
-سيبوا يابني هو اعصابه بايظه عشان اخته ،سيبه عشان خاطري !!
نفض رامي ذراعي ظافر عندما خفف من قبضته وهو يرمقه بنظرات ناريه حقوده ….
اخرجهم من هذا الموقف خروج الطبيب فهرع ظافر وهو يمسك يد فيري الخائفة و تسبقه والده شروق اليه ….
-طمني يا دكتور …
قالت والدتها ليبتسم الطبيب لظافر قائلا….
-اطمنوا المدام حامل مبروك !!
شحب وجه الجميع لاختلاف الاسباب ….
-حامل !!!!!
قالت والدتها وهي ترمي بجسدها علي المقعد خلفها تفكر في مصير ابنتها كأم وحيده وارمله ……
بينما عادت الابتسامة علي وجه ظافر بذهول قائلا دون تصديق…
-حامل !!!!
-ايوة بس لازم تهتم بيها شويه لأنها ضعيفة جدا وعندها نقص حديد ولازم تواظب علي الأدوية دي !!
ليخرج صوت رامي صائحا …
-حامل ازاي انت مجنون !!
نظر له الطبيب بغيظ وسخافة قائلا….
-ايوة يعني مش فاهم قصدك ؟!!!
ليزم رامي شفتيه قائلا بجحود …
-مش عايزينه نزل اللي في بطنها !!
ليفقد ظافر ما تبقي لديه من صبر فيترك صغيرته ويباغته بلكمه وهو يهجم عليه بغضب بينما حاول الاطباء و الامن تفريقهم …..
-انتي ايه يا اخي حيوان مش بني ادم زينا !!!
قال ظافر ليرد عليه رامي بحده…..
-انت اللي انسان اناني وحقير وبعدين انت مالك انت هي قريبتك احنا حرين يااخي !!
-يا أساتذة عيب كده انتم في مستشفى عام يااما هنتصل بالبوليس ونعملكم محضر شغب !!!!
قال مدير القسم بحده لهم ليبتعد الاثنان بعنف ويتجه ظافر لامساك يوسف وفريده الباكيان ويتوقف عند والدة شروق بغضب قائلا…
-اسمعي يا حجة اللي في بطن بنتك ده علي جثتي انه ينزل ده اخر امل ليا مش من اخويا بس لا من عيلتي كلها ولو اي حاجه حصلت انا هرفع عليكم قضيه ومش بعيد اقتلك ابنك ده بايدي !!
-عيب الكلام ده يا ظافر انا مش صغيره !!
قالتلها والدة شروق بحرقه و غضب من المصائب التي تتوال عليهم….
-العفو يا حاجه بس انا مش برمي كلام في الهوا !!
ليأتيه صوت رامي المغيظ من الخلف…
-انا مش هسمح ان اختي تعيش مذلوله وحيده عشان حته عيل شايل اسم عيلتك ، انا هخليها تنزله و هجوزها يا ظافر من حقها تعيش حياتها و مش من حقك تدخل !!!
ليبتسم ظافر بسخريه قائلا…
-لا اخ الصراحة طول عمرك بتفكر فيها !!
ضيق رامي عينيه بغيظ لتقابله نظرات ظافر المتحدية قبل ان يعيد نظره الي والده شروق قائلا…
-لو علي الجواز هو اللي هيريحكم انا هتجوزها واعتقد مش هتلاقوا حد يخاف او يحافظ علي اللي في بطنها قدي !!
ليصيح به رامي مستنكرا …
-بعينك و انا ايه الي يخليني اجوز اختي لواحد مطلق و عنده عيلين مش كفايه المصيبة اللي في بطنها !!
جز ظافر علي اسنانه حتي لا يقتلع عينيه فتدخلت والدتها سريعا لأنهاء حده الموقف…
-روح ياابني انت و لما شروق تفوق هقولها وهنفكر ولو في نصيب هكلمك !!
شعر بالكذب يشع من بين كلماتها ولكنها هز رأسه باستسلام و غضب وهو يستمع لصغيريه يبكيان بهلع ……
فقرر الرحيل واتجه بهم الي المنزل ليهدئهم …..
انتهي الفلاش بااااك
##############
زفر ظافر وهو يفرك وجهه ليستكمل عمله محاولا نسيان الماضي قليلا راغبا في نسيان عيون خضراء ذابلة……كاد يندمج بعمله عندما وصل ذلك العطر اللعين الي انفه قبل طرقات حذائها ذو الكعب العالي ….
رفع رأسه بذهول مشدوها وهو يري زوجته السابقة تقترب من مكتبه بكامل اناقتها و مساحيق التجميل تكتسي كل انش من وجهها ، شعر بمعدته تعتصر باشمئزاز …
لماذا اتت الي هنا الا يكفيها مكالماتها التي لا تتوقف لاستعادته ، تلك الساحرة لا تسأل حتي علي اطفالها او تبدي مرة واحده رغبتها في رؤيتهم ، يقسم ان كانت قد طلبت رؤيتهم او بكت لأجلهم مرة واحده لكان اعادها و رضا بعذابه معها ولكنها انثي مجردة المشاعر والامومة …..
وقفت ” مني ” امام مكتبه بابتسامه مغرورة من سليلة الحسب والنسب و الجاه ، تلك من استطاعت الايقاع به هي و والدها ، من رسمت الحنان و الطاعة و الحب و الهيام !!
جلست بكل عنجهية غير مباليه بنظراته النارية و نظرات زملائه المتوترة ……
-ازيك يا بيبي ؟!
قالتها “مني” من بين شفين مرسومتين بعنايه بالغه باللون الاحمر القاتم …
-كنت كويس لحد ما شوفتك !!
قالها ظافر بابتسامه توازي ابتسامتها المقيتة …. وراقب تلك الابتسامة تهتز ولكنها اكملت بكل غرور..
-هتفضل طول عمرك عديم الذوق يا بيبي ، بس مش مهم اللي بينا اكبر من كده ولا ايه ؟
قاطعهم صوت احد الموظفين وهو يشعر باحتدام الموقف قائلا…
-احنا هناخد بريك قهوه بعد اذنك ؟!
هز ظافر رأسه واشار لهم بالذهاب بيده …
ما ان خلي المكتب لهم حتي قال ظافر بحده…
-عايزة ايه يا مني جايه هنا ليه؟
-وحشتني يا بيبي !!
وضع يده علي رأسه يفركها بغضب حتي لا ينفجر بها ولكنها تابعت في اذهاله بجراءتها و سفاقتها فتردف قائله ..
-وحشني دفا حضنك و لمسة شفاي….
-قد ايه انتي حيوانه و مش طبيعية !!!
قاطعها بتلقائية وهدوء دون ان يرمش له جفن …
-انت ليه مصر تنرفزني ؟!
قالتها بحده و صوت عال قليلا ليردف ظافر غاضبا….
-الكلام دا تضحكي بيه ع ظافر اللي وقعتيه ف شباكك وكان فاكر نفسه بيحبك لكن دلوقتي لا يا مدام !!
-ظافر بتاع زمان او ظافر بتاع دلوقتي انت ملكي و ولا حاجه من غيري !! انا في ايدي اضيعك حالا و دلوقتي قدام عينيك !!
ابتسم ببطء قائلا ….
-اعلي ما في خيلك اركبيه يا مني واتفضلي من غير مطرود!!
دوت ضحكاتها الشريرة لتردف بغل دفين برفضه الدائم لها…
-لا انت اللي مطرود يا يا بشمهندس !!!!!
راقبها ظافر وهي تتجه نحو السكرتارية فتخرج كارت والدها الشهير مفتاحها للعبث في الحياة و كأن البشر دمي من حولها …
شعر بغصة في حلقه عندما اشارت لها السكرتيرة بالدخول فتلتفت له بانتصار و تتجهت تتبختر في مشيتها متجهه الي صاحب الشركة!! ….
وقف ظافر يلملم اشيائه يعلم تماما انه سيطرد اليوم فامسك بورقه يسبقها الي نصرها ….
و ماهي الا دقائق حتي كتب استقالته ووضعها علي مكتب السكرتارية طالبا منهم تقديمها بالنيابة عنه و خروجه من المبني الذي شهد بدايات عمله و حلمه وشقاء ليالي كثيرة …..
…………..
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل الخامس
في شقه ظافر
-يلا يا سيري عسان خاطري يلا يلا !
ضحكت شروق وهي تضع قدمها علي الاريكه امامها …
-يا خلاثي احلي سيري وعسان خاطري دي ولا ايه !!
ضحكت فيري بمرح طفولي وهي تحاول جذبها من ذراعها …
-يلااااااا يلااااااا عايزززة دلوقتي !!
-يا فيري يا قلبي استني طيب بابا يجي يجبلك !!
عقدت الصغيرة ذراعيها برفض وهي تمط شفتيها بحزن استعدادا لإحضار دموعها لتردف قائله…
-انتي تجبيلي !!!!!!
تنهدت شروق وهي تعتدل لتبتسم بقله حيله قائله …
-روحي البسي الشوز ونادي يويو عقبال ماالبس يا هانم !!
قفزت فيري بسعادة ….
-يوويووو يلاااا هننزل نجيب الكاب كيك مع سيري !!
-يابت امسكي في الشين دي هتندمي !!
قالت شروق وهي تتابع ضحكاتها…
وبالفعل ماهي الا دقائق حتي جهز الجميع و توجهوا الي الفرن المقابل لمبناهم …..
-يا مرحب يا مرحب ايه يا مدام شروق كل دي غيبه !!
قالت منار العاملة الجديدة بالفرن منذ اربعه شهور …
لتبتسم شروق قائله…
-وحشتيني والله يا منار بس زي ماانتي شايفه كده مبقتش اشوف الشارع كتير !!
قالتها وهي تشير الي بطنها المنتفخه امامها … لتبتسم منار بمرح قائله..
-تقومي بالسلامة يا حبيبتي وخدي رقمي لما تعوزي حاجه متنزليش انتي و هطلعهالك ماشي !!
-كلك ذوق يا حبيبتي ربنا يخليكي !!
-انتي بتعملي ايه هنا !!!!
اتاهم صوت ظافر من الخلف فنظرت له شروق بتعجب من حده لهجته و وجوده السابق لاوانه فلم ينتهي دوام عمله لتردف قائله وهي تراه يمسك الولدين منها وينظر لها شزرا وكأنها اجرمت !!…
-كنت بشتري كيك للأولاد !
-مكنتيش قادرة تستني لما اجي او تتصلي بيا اجيب وانا جي !!!
زمت شروق شفتيها بغضب ، اللعنة عليه من يظن نفسه ليوبخها هكذا كالأطفال امام الجميع….
-عادي انا نزلت مع الاولاد نشتري واهو بالمرة اشم هوا ، انا انسانه !!
-عادي ؛ انتي شايفه ان في اي حاجه عادي في حياتنا ؟؟؟!!!!!!!!
عقدت منار حاجبيها بغضب و كادت تتدخل لنجده من تعتبرها صديقه حتي وان كانت لا تليق بها في نظر الكثير فهي ابنه الاحياء الشعبية بل العشوائية و عامله الفرن !!!!
ولكن لسانها عقد عند رؤيه (مروان )ذلك الرجل الطويل ذو القامه المثالية والعيون السوداء وشعره الاسود المزين ببعض الخصلات البيضاء التي تكاد لا تظهر الا في ضوء النهار و الساكن في نفس المبني التي تقيم به شروق وتراه يوميا وهو يذهب مع زوج شروق في نفس الميعاد و بنفس الاتجاه ….
غامت في احلامها وهي تأكله بعينيها متناسيه من حولها ….
راقبته وهو يمسك بذراع ظافر يهمس في اذنه فغارت اذنها متمنيه ذلك الهمس …
قطع افكارها صوت ظافر الذي هدئ قليلا وهو يري العنفوان يتخلل معذبته ذات العيون الخضراء لتصبح كالأشجار المشتعلة…..
-حصل خير يا مروان ، يلا نطلع انا كنت خايف عليكي مش اكتر ….
شاهدته منار و هو يوجه نصف جملته الي شروق بعد ان شكر صديقه مروان بعينيه…..
-متخافش اللي في بطني محدش هيخاف عليه اكتر مني !!
اجابت شروق قبل ان تنطلق متخطيا الي المبني …
كاد يجيبها بان اهتمامه بها يتخطى الصغير فهو يخشي ان يكون شقيقها معتوها ويحاول اذيتها ولكنه زفر و لحق بخطواتها السريعة فيحاول التحدث بهدوء قائلا….
-امشي براحه شويه !!
كادت شروق ان تلتفت اليه وتصفعه علي وجهه و لكنها عزفت عن ذلك و تابعت سيرها تتنفس من انفها ، محاوله التماسك و محاربه هرمونات الحمل القاسية التي تحاول فرط دموعها من عينيها واهانتها امامه وامام الجميع …..
اما مروان فقد التفت يرمق تلك الصغيرة الهائمة به نظرة مستفسرة وكأنه يتعجب من ايجاد مشاعر قوية للأعجاب من شابه مثلها لا تتعدي العشرون عاما به هو من يبلغ الخامسة والثلاثون …
لن ينكر بقاءه في سيارته طويلا فقط للنظر الي جمالها الخلاب منذ ان عملت ولكنه لم يتوقف اهتمامها الذي اصبح واضحا ….
ابتسم عندما نظر امامه مره اخري تلك الوقحة لا تزال تحدق به …
ولكن لما الابتسامة المرتسمة علي فمه اهو شعورة بسخافتها ام شعوره بالإطراء لإعجاب الصغيرة به ؟!!!!!
…………..
في الأعلى ……
دلفت شروق الي غرفتها وصفعت الباب خلفها بعد ان اخبرته بلا مبالاة انها تحتاج الي الراحة ….
زفر ظافر بحنق وامر اطفاله بغضب بان يذهبا الي غرفتهم وانه سيعاقبهم ان ثبت له انهم من اصروا علي نزولها لإحضار الحلوى لهما !!!
-ممكن تهدي شويه ؟!
قالها مروان بقله صبر ليردف ظافر بغضب….
-انا حاسس اني في كماشه ماشي الف حوالين نفسي ومحدش مقدر او فاهمني !!
-ظافر انت عارف انت متعصب ليه فبلاش اللف والدوران !!
ضيق ظافر عينيه وهو يمسك بنظرات صديقه الثابتة والذي يكبره بشهزر قليله…
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه خاليه من المرح ….
-ايه ده هي الاخبار لحقت توصل بالسرعة دي !!
ارتفع حاجبي مروان بتعجب قائلا …
-انت متضايق اني عرفت ولا حاجه !!
هز ظافر رأسه برفض ليقول….
-عادي استقلت و اللي حصل حصل !!
-بسببها هي وانت عارف اني سايبها عشان هي ام ولادك لكن مستني منك الاشارة…
وقف ظافر بغضب قائلا…
-انت فاكر انا سايبها عشان ضعيف ومش عارف اخد حقي ؛ لا انا سايبها عشان للأسف اسمها لو طار هيطير معاه سمعه عيالي !!
وقف مروان يدفعه للجلوس مره اخري قائلا…
-ممكن تبطل عصبيه انا مقولتش كده !!! انا شايف اني اسيبك تهدا شويه قبل مانتكلم في المهم واه اوعي تفكر تقدم في شغل لاني منتظر الفرصة دي من زمان !!
وضع ظافر قدم علي الأخرى وهو يراقب صديقه قائلا….
-انهي فرصه ان طلقتي تروح لصاحب الشركة وتستخدم اسم ابوها وفلوسها وتسم ودانه من نحيتي عشان يطردني لأنها مريضه ومش قادره تتحمل الرفض او اني مستحيل ارجعها وهي الإنسانة الكاملة المخلدة !!!….
-اكيد عندك الف حق تبعد عن اللي تعمل كده و مفكرتش حتي انها ممكن تعرض مستقبل اولادها للخطر مش مستقبلك انت وبس !! ….
-انا بكره اليوم اللي شفتها في و بكره غبائي اني وقعت فيها، وادي النتيجة عيلين لا حول ولا قوه ليهم عايشين اليتم وامهم الحرباية عايشه جو العربده ،انا بعيد اه بس كل اخبارها بتوصلي مع ابوها اللي مقضيها صفقات بمساعده الهانم !!!
قطع حديثهم جرس الباب فتوجه ظافر لفتحه فيجد سلمي الغاضبة وخلفها يزيد الصديق الناقص في الأحجية ….
-شروق في اوضتها !!
قالها ظافر بحاجب مرفوع عندما تخطته سلمي بدون ان توجه السلام حتي !!
اعاد نظره الي يزيد الذي تخطاه هو الاخر متجها الي مكتبه ليجد مروان سابقا له ….
-السلام عليكم !!
-عليكم السلام ، البيه مختفي ليه !!
قالها مروان ليقاطعهم ظافر مستنكرا..
-وانا الكافر اللي داخلين محدش بيرمي عليه السلام !!
ابتسم له يزيد بملل قائلا …
-ايوة !!!
ضحك مروان قائلا…
-براحه عليه عشان ممكن ظافر يتحول عليك دلوقتي الراجل بقي عاطل !!!
-يا ابن ال……
قال ظافر قبل ان يمسك لسانه من اخراج الفاظ تليق بذلك المغرور ولكنها لا تليق علي مسامع صغيريه …
غرق كلا من يزيد و مروان ضحكا …
-لا اصحاب اصيله الصراحة !!
-بقولك ايه فكك من الدراما مروان معاه قنبلة وعلي فكره انا كمان هستقيل الصبح يعني انا وانت عاطلين متزعلش !!
رفع ظافر حاجه بذهول قائلا….
-وتستقيل ليه يا مجنون مش دي الشركة اللي كنت هتجن و تشتغل فيها !!
-اه بس ده كان قبل ما يكون لينا شركه ملكنا !!
نظر لهم ظافر بتساؤل ليأتي دور مروان في التفاخر وهو يضع قدما علي الأخرى قائلا…
-احنا قررنا اننا هنعمل شركه خاصه بينا احنا التلاته !!
عقد ظافر ذراعيه قائلا بحاجبين مرفوعين …
-وكنتوا ناوين تقولولي امتي اني هشترك معاكم ؟ وبعدين بالنسبه للشركتين اللي عندك هتعمل فيهم ايه ؟!
عقد مروان ذراعيه هو الاخر قائلا….
-ما هو ده اللي كنت هشرحهولك قبل ماتخرب علي شروق الغلبانة !!
-اوبا عشان كده اتصلت بسلمي تعيط ؟!
قال يزيد بتحليل لينظر له ظافر بذهول ماذا فعل لتبكي !!!!! …
-جلنف !!!!
قال مروان بيأس ليردف ظافر موبخا …
-بقولكم ايه محدش ليه دخل بينا!!!
-بينكم ؟! لحظه ابكي تراني تأثرت !!هو في حاجه بينكم اصلا !!
قالها يزيد بسخريه فكاد ظافر ان يقتله ولكن صوت مروان الحازم اوقفه …
-يزيد متستفزهوش ولا العلقات بتاعت زمان وحشتك !
نظر لهم يزيد بغيظ وكاد يخبرهم كم يشتاق الي يحيي رحمه الله الاقرب له في السن والاقرب له في تلك الصداقة ولكنه رفض احزان ظافر اكثر …
نظر مروان الي يزيد بعيون لامعه وابتسامته الرزينة فتنحنح قائلا….
-كويس ان ظافر استقال لان شروق علي وش ولادة واكيد هتحتاج دعم نفسي وانت الوحيد اللي هتقدمهولها طبعا !!
نظر له ظافر بتعجب قائلا…
-انا ؟!
-لا ابويا استني هتصل بيه اقوله يجي يشوف شغله …اااه….
صرخ يزيد متألما عندما قذفه ظافر بعلبه فارغه امامه قائلا…
-ايه بتوجع يا حبيبي !!!!
ضيق له يزيد عينيه بغضب فضحك مروان قائلا…
-طبعا انت يا ظافر باشا مش هاتجوزها يعني في حكم خطيبها !! وانت سيد العارفين بالحاجات دي انت مجرب في يوسف و فريده !!
خجل ظافر ان يخبرهم بان طليقته المصونة كانت تقضي شهور الحمل باكيه علي جسدها وتضيعها في انفاق ما يكدح به من امواله و اموال والدها في تجهيزاتها مع اطباء للتجميل وانقاص الوزن بعد الوضع مباشرا !!
شعر مروان بحيرته فرمق يزيد غامزا يحثه علي التدخل فتنحنح الاخير قائلا بعيون تلمع برغبة قلب حقيقة….
-انا ان شاء الله لو سلمي بقيت حامل هنزل اجيب كل هدوم البيبي و هريحها خالص ممنوع تعمل اي حاجه و هبقي اعمل مساج رجليها عشان بيقولوا الحوامل مش بتستحمل تقف علي رجليها كتير بس انتوا عارفين سلمي مش بتعرف تقعد وهفضل اقولها انها جميله اوي اوي ومش مهم انها تخنت شويه من الحمل انتوا عارفين الستات نفسيتها بتبقي وحشه اوي في الفتره دي ومش بتستحمل كلمه !!!
كان يتحدث و يتحدث و عيونه تلمع بالصبر و التمني …..
-ان شاء الله ربنا هيرزقك بالذرية الصالحة انت اصبر بس !!
قال ظافر بابتسامه خفيفة تواسي صديقه الصغير ….
تنهد يزيد مطولا بأمل قائلا…
-مش مهم اجيب عيال المهم انها تفضل معايا طول العمر !!
كان مروان يراقبه واضعا اطراف اصابعه علي جانب وجهه و يحلله بدقه و قلبه يخبره ان صديقهم المرح يخبئ الكثير و الكثير !!!
اما ظافر فكان يفكر انه لم يقدم اي شيء مما قال عليه يزيد لشروق ابدا !!!! حتي انه يوبخها خوفا عليها ….
بالتأكيد هي لا تنتظر منه ذلك ام انها تنتظر ؟!!
هل يخيب املها به يوميا ؟ هل يعجز عن اسعادها مقدما ؟
شعر بقلبه ينقبض فهناك خيط رفيع داخله يشعره بالنقص بانه لن يتمكن من اسعاد اي امرأه ، كما اخبرته الشمطاء قبل طلاقهم ولكنه رفض ان يشكك في رجولته من اجلها !!!
كما انه لطالما تمني سراً ان يتزوج و يعيش بسعادة و بالتأكيد تصر مخيلته ان ترسم ذلك الحلم السري الذي اباحه قلبه مؤخرا فهي ستصبح زوجه له ما ان تضع الطفل!
لحمايتها تحدث عقله سريعا حتي لا ينغمس قلبه باحلاما فيوهمه انه فقط يرغب بالحصول عليها بأقرب وقت !!!
ولكنه لا يعلم كيف يتخطي ذلك الحاجز بينهم يخشي الرفض او ان تظنه يستغلها من اجل انقاذه لها ولطفلها !!
-احنا عارفين انكم حاله مختلفة بس لازم تقدم السبت ،الست ست !! …
اخرجه يزيد من افكاره فانتبه الي حديثهم مره اخري !!!
بعد مرور ساعه من المشحانات و المشاورات والنصائح استأذن الجميع للمغادرة …
-مع السلامه يا مشرقه !!
ابتسمت شروق بخجل من مديح مروان لها قائله…
-والله انا مش عارفه من غير ذوق حضرتك كنت عملت ايه !!
زم ظافر شفتيه بغيرة خفية من اهتمامها بصديقه و لكنه رفض اغضابها مره اخري فتقدم تلقائيا خطوة بجوارها قائلا ….
-تصبح علي خير يا مروان !!
ابتسم له مروان بابتسامه بريئة ثعلبية قائلا…
-وانت من اهل الخير !!
وبذلك اغلق الباب خلفه وهو يشعر بانزعاج مفاجئ ف مروان يحصل علي نصف ابتساماتها و طفليه علي النصف الاخر وهو لا يلتقي منها سوي العبوس و الجمود وكأنهم ليسا مقدمين علي الزواج قريبا جدا …
شعرت شروق بنظراته فظنته سيبدأ موشحاته الغاضبة وقررت الهرب والنوم متسائلة لما يميل الرجل الوسيم الرائع الي النكد الازلي ……
-استني يا شروق !
زفرت تحت اسنانها والتفتت اليه قائله …
-نعم ؟
تنحنح ظافر قائلا…
-انتي زعلانه مني ؟
حسنا هذا سؤال لم تتوقعه بالتأكيد !!! هل ينوي الاعتذار ام ماذا ؟؟؟ نظرت له فقبضت علي عيونه العسلية تتفحصها بعنايه احمرت وجنتها بخجل رغما عنها فنظرت الي اسفل وهي تعدل حجابها قائله…
-لا ابدا محصلش حاجه عن اذنك !
اوقفها سريعا منزعج من رغبتها في الهرب من امامه قائلا ….
-طيب تمام انا كنت خايف عليكي مش اكتر واتمني ان اللي حصل انهارده ميحصلش تاني محدش عارف كان ممكن ايه يحصل او مين يقابلك !
هزت رأسها بصمت متقبله كلماته وقلبها يرفرف بسعادة لا مبرر لها !!
اتكأ ظافر علي الجدار خلفه يراقب خجلها ووجهها الجميل المنحوت ببراعة وجفونها الشبه مغلقه التي تحاول الاختباء منه وتمني للحظه لو كانت زوجته بالفعل دون اي دراما حولهم كان ليميل عليها يلتهمها كالحلوى الاسفنجية !!
شعر بدقات قلبه تتسارع وسعل بخفه قائلا…
-اه صح كنت جايبلك حاجات ثانيه واحده !!
رفعت رأسها تراقبه بتعجب تري ما الذي احضره لها ؟؟ كانت تعبث بأصابعها وكأنها مراهقة فوبخت نفسها متمتمه …
-ممكن تتلمي بقي ده يبقي قريب جوزك الله يرحمه ويعتبر غريب عنك !!
رفضت ذلك التفكير الخفي داخلها والذي يخبرها بانه قريبا سيصبح زوجها !!!!
شاهدته يتقدم منها مرتدي الجينز كعادته و تي شيرت خفيف يظهر عضلات و سمار معصميه ……
رفع يديه بحقيبه ورقية فأخذتها منه بابتسامه ….
-احنا واقفين ليه تعالي نقعد !!
قال بشيء من التوتر اجاد اخفاءه وهو ينتظر اجابتها ، امن الطبيعي ان تكون علاقتهم بمثل تلك السطحية حتي بعد ستة اشهر متواصلة يراها بها يوميا ويعتبر يعيشان سويا ، فكلاهما لا يستطيعان الجلوس بمفردهم للحديث دون الشعور بالتوتر و الخجل !!!….
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل السادس
وقفت تنازع نفسها تشعر بالريبة ما سر هذه التصرفات فهي لا تتذكر انه وقف يحادثها اكثر من عشرة دقائق متواصلة و غالبا ما يكون لتوبيخها !!
-طيب !!
قالتها فأشار لها باتباعه الي غرفه الجلوس ….
جلس و اشار لها بالجلوس فاستجابت بهدوء….
مرت دقائق و هو يتابعها دون كلمه رمقته بنظره بطرف عينيها وهي تفرك اصابعها فتتابعها عينيه ، رأت ملامحه جامده … شعرت بقليل من التوتر هل ناداها للجلوس هكذا و مشاهدتها ؟!!! …..
انتبهت للكيس بيدها و قررت فتحها و رؤية ما احضره !!
ضيقت عينيها وزمت شفتيها بالتأكيد لم تتوقع ذلك !!!
-ايه ده ؟
-دي حاجات يوسف قالي انها نقصاكي !
نظرت الي الشامبو و مزيل العرق !!!!!!! و شعرت بغضبها يشتعل !! هل تلك طريقه جديده لأخبارها بانها كريهة الرائحة !!!
تابع ملامحها تنكمش بغضب مكتوم فرفع حاجبه بتعجب هل اغضبها لأنه احضر ما ينقصها ؟!!!!
-في حاجه ولو النوع ده مش بتحبي اجبلك واحد تاني ….
-لا شكرا مش عايزة حاجه !!
امسكت بطنها وهي تقف بغضب مستتر فوقف سريعا مذهولا من رد الفعل ذاك و حاول تدارك الموقف قائلا…
-مالك انا حاسس انك متضايقه ؟
-لا ابدا ابدا و هتضايقني ليه انت عملت حاجه تضايقني ؟؟؟؟؟؟؟
قالتها وهي تنظر له باتهام و عيون خضراء متسعه …. تفاجأ بوجود برغبه كبيرة في الضحك و لكنه كتمها بداخله لا يريد اغضابها اكثر دون قصد !!!
هز رأسه بالنفي علي سؤالها فشاهدها تحاول الركض بأنفاس عالية فانتهي بها الامر تمشي بخطوات سريعة شبيهه بخطوات البطريق !!
خرجت منه ضحكه صغيره اوقفها بسعال حاد و يد تخفي شفتيه عندما استدارت ترمقه بغضب ….
-تصبحي علي خير !!
قالها قبل ان تغلق الباب في وجهه وكأنه غير موجود …..ليتنهد متمتما …
-انا كلمتها دي كمان ،هي الستات صعبه اوي ليه كده ؟!!!!
زفر وهو يفرك خصلات شعره بغيظ واتجه لأخذ حمام ساخن قبل الصعود والنوم فسخان الماء بالأعلى يحتاج للتصليح ولكنه يستمر بالنسيان ….
زفر وعقله يحاول تحليل سر غضبها منه !!!
صعد بعد مده واحكم اغلاق الباب بعد ان اطمئن علي اطفاله ، و بعد ساعات طويلة استلقي علي فراشه يتقلب يسار و يمين وعقله منشغل بالتفكير بها ….
هل غضبت لانها شعرت رغبته في التقرب منها ؟؟؟ لم يكن عليه الاستماع الي صديقيه المخبولين !!!
ليصيح به قلبه بانه هو من يتحايل الفرص للتقرب منها …..زفر بغضب رافضا الاعتراف بان النظر الي وجهها او رؤيتها تتوسط اطفاله كفيله برفع هموم العالم عن اكتافه المرهقة …..
ابتسم بألم من سترضي بحبه و الاقتران بحظه التعس !!!!!!!
هز رأسه يبدو انه جن تماما فتعيسة الحظ اصبحت جاهزة للاقتران به !!
……..
في اسفل المبني ……
جلس مروان في سيارته يراقبها تغلق الفرن مع صاحب العمل المسن …راقب شعرها البني الفاتح يتطاير من ذلك المثلث الصغير التي تلفه علي منتصف شعرها وتذكره بجدته قديما ولكن جاذبيتها اعطته معني اخري ….
انتقل الي فستانها التي جاء الزمن واتي عليه و ارتسمت ابتسامه تأكلت وجهه وهو يري جزء من سروال قطني يحتضن ساقها يظهر وهي ترفع ذراعيها لأغلاق الباب الصدأ وتتعلق به بقوة فبدت كقرد معلق علي الشجرة …
هز رأسه علي غباءها وخرج من سيارته ذات الزجاج الاسود واتجه بخطوات واثقه نحوهم قائلا …..
-محتاجه مساعده !!
-اتكل علي الله يا اخينا !!
قالتها دون النظر اليه حتي وهي تلوك علكتها بملل…
-افندم !!!!!
خرج صوت يشبهه الشهقة المستنكره من صدرها وهي تلتفت اليه تبدو كمن يستعد للدخول في معركه …..
رفع كلا حاجبيه بذهول وهو يراها تتوتر و تمضغ علكتها مضغات متتاليه سريعة قبل ان تضحك بخفه قائله….
-لا مؤاخذه يا استاذ كنت بحسبك عيل سيكي ميكي بيزاول !!
-ايه ؟
-هاه ؟!
ظهر الارتباك جليا عليها ؛ فهي بالتأكيد لم تتوقع ان يقترب حبها السري نحوها ليقدم لها المساعدة …
تجاهلها مروان وهو يلوي ملامحه بتعجب واتجه الي الباب يجذبه بخفه مرة واحده ثم اغلق القفل بأحكام ، اقترب منها ففتحت يدها بنصف ابتسامه تتقبل المفتاح منه ولكنه تخطاها واعطاها لصاحب الفرن بابتسامه …
-الله يخليك يا ابني !!!
مطت شفتيها بغيظ لما لم يقربها هي الا تعجبه ولو قليلا !!!!
حسنا حسنا كفي احلاما بالطبع هي لن تعجبه هو من يشبه نجوم السينما ويملك الكثير من الاموال ….
اتجه مروان بلا اي كلمه نحو المبني تلك الصغيرة تكاد تفقده عقله و وقاره !!!!
بالطبع لم يستطع ان يمنع نفسه من ان يلتفت ويطالعها فيجدها تتفحص جسده بجديه بالغه و نصف ابتسامه مرتسمه علي جانب وجهها …
اعاد رأسه بابتسامه واسعه .
الوقحة !!!.
……….
في شقه ظافر و شروق ……
استلقت شروق بغضب علي فراشها متمتمه …
-ابو شكله و اللي عايز يكلمه اصلا !!!
نظرت الي السقف فأغمضت عينيها مرحبة بالنوم ولكن بالتأكيد ظهر هو في مخيلتها بعيونه العسلية المتوهجة و ملامحه القاسية التي تلين و تخطف انفاسها عندما يهدي احد اطفاله بابتسامته الحانية ….
فتحت عيونها التي غامت بحزن فلا احد يشعر بخوفها وقلقها من الغد !! تريد ان توفر للصغير الذي يقبع داخلها يختبئ من الحياة حوله كل ما سيرغب به يوما وتعلم ان ظافر لن يخيب املها في ذلك ….
لكن ماذا عن مشاعر الابوة هل سيمنحها اليه فعلا ، هو من لا يبدي اي عاطفه نحوها ولو قليلا !!
اللعنة اللعنة !!! لماذا تنحرف افكارها دوما نحوه او مشاعره ، لماذا تشعر وانها تتوق الي مشاعر رجل و حب ومنه هو بالذات!!
و لما توقفت عن تذكر افعال يحيي القليلة ولكن المحببة الي قلبها لتصبر وتريح قلبها ؟!
اللعنة عليه و عليها و علي الجميع هي فقط ترغب في اغماض عينيها والنوم و لكن حتي ذلك يعاندها …..
اغمضت عينيها فدارت بها الذكريات بين الوعي واللا وعي الي اليوم الذي اكمل انقلاب حياتها ….
##########
فلاش باك …..
-انت اكيد مش طبيعي !!!! انسي يا رامي انا مش ممكن اموت ابني او بنتي !!!!!
قالتها شروق باستنكار ليردف رامي بغضب…
-لا ده انتي اللي اكيد مجنونه لو متخيله اني هسمح انك تضيعي مستقبلك عشان شويه دم متجمعين في بطنك !!!!!!
-اتفو عليك يا اخي !!! سيبني في حالي سيبني انت شيطان ، يا ماما يا ماما !!
صرخت شروق بعنفوان و عيون زائغه لتدلف والدتها بذعر الي غرفتها قائله…
-في ايه يا بنتي !!
-ابعدي ابنك عني وفهمي ان اللي في بطني ده انا عمري ما هنزله !!
-بت انتي فوقي لنفسك انا اخوكي الكبير و كلمتي هتمشي بالذوق بالعافيه هتمشي …
صاح رامي وهو يخبط المقعد امامه بعرض الحائط لتصرخ والدته بذعر…
-ياابني ابعد عنها دلوقتي مش وقته !!
ليردف غاضبا بصوت عال…
-اومال امتي استني لما تولده !!! بقولك ايه يا شروق انا عندي واحد وموافق يتجوزك وغني ومعاه فلوس كتير و كتير اوي يعني هتعيشي ملكه واحنا معاكي !!!
وضعت شروق كفيها علي اذنها رافضه السماع اكثر صارخه …
-كفايه كفايه كفايه حرام عليكم ارحموني ارحموني !!!!
قالتها والبكاء يتخلل جملتها فتوجهت اليها والدتها لتهدئتها بينما خرج رامي كالإعصار بغضب من الغرفة …
-اهدي يا حبيبتي اهدي يا ضنايا متقطعيش قلبي اكتر من كده !!
قالتها والدتها بحزن و مرار لتردف شروق بحسره…
-انتو اللي مصرين تكسروني وتحرقوا قلبي حتي علي اخر حاجه فضلالي !!
فأردفت والدتها بقله حيله محاوله اقناعها بوجهه نظر رامي شقيقها خوفا من بطشه عليها ان استمرت في الرفض ….
-يابنتي افهمي هو خايف عليكي يا حبيبتي الدنيا دي وحشه و اخوكي شايف انك عرفتي يحيي و اتجوزتيه ومقضتيش معاه اربع شهور علي بعضهم يعني ملحقتيش تحبيه الحب ده كله عشان تتمسكي بالبيبي !!
نظرت لها شروق بذهول وهي تخبط علي صدرها بحزن …
-انتوا ناس مش طبيعيه هو اللي مات ده مش انسان !! وانا ؟! مش واخدين بالكم اني خلاص ارمله اوعي تفتكري اني مش فاهمه ان حياتي كده انتهت زي اي ارمله بتعيش السواد في البلد و الدنيا دي كأنها مش بني ادمه مجرد انسانه واتحكم عليها الموت بس بالحيا!!
-ليه بس يا حبيبتي بعد الشر انتي لسه في عز شبابك و الف من يتمناكي !!!
هزت رأسها شروق بحزن و اسي قائله….
-وانا مش عايزة اتجوز يا ستي انا عايزة اعيش لنفسي شروق وللي في بطني وبس وانا راضيه بذكري يحيي اللي مشفتش منه حاجه وحشه حتي لو ملحقتش احبه زي مابتقولوا بس هو احسن حاجه حصلت في حياتي !!!
احتضنتها والدتها تقبل رأسها لتردف بصوت يشوبه الحزن …
-قضاء ربنا يا بنتي ، متفكريش دلوقتي في اي حاجه و ارتاحي شويه وانا هقوم اعملك كوبايه لمون !!
هزت شروق رأسها فثط لمجاراتها وابعادها قليلا وتركت والدتها تمرر اصابعها علي وجنتيها لتزيل دموعها بحنان أم تتحسر في داخلها علي حظ ابنتها قبل ان تقبل رأسها مره اخري و تذهب الي الخارج …..
شعرت شروق بجفاف حلقها ومررت لسانها تستشعر تشقق شفتيها !!
متي كان اخر كوب من الماء احتسته !! لا يجب ان تهمل نفسها فلديها ضيف صغير بالداخل يجب المحافظة عليه …
اتجهت خلف والدتها الي المطبخ فوقفت برعب عند الباب تستمع لمخطط من يطلق عليه شقيقها !!
-اسمعي مني يا ماما نقطتين في اي كوبايه عصير مش هيضرها في حاجه بس هينزل الجنين وقتي وبكده هنريحها من تأنيب الضمير و لما تتجوز الراجل ده هتشكرني ده هيسعدها و هيدينا فلوس كتير ده كان هيجن عليها من قبل ما توافقوا علي الزفت الاولاني !!!
-انا مستحيل اعمل كد……
لم تستطع سماع باقي جمله والدتها وانفاسها تعلو و ضربات قلبها تدق في اذنها بذعر فهرعت الي غرفتها تغلقها غير مستوعبه قذارة شقيقها ، دائما ما اشعرها بانها عبء منذ وفاة والدها ولكنها لم تتخيل ابدا ان يكون لديه رغبه في مقايضتها بالمال فالشخص الوحيد الذي اتاها بذلك الغني قبل يحيي هو رجل في الخمسين من العمر !!!…….
ارتعشت شفتيها بخوف و شعرت بأنين يخرج من فمها …ماذا ستفعل و من سينقذها و طفلها !!!!
ظافر !!!!!!!!!!!
اول من جال بتفكيرها ؛ هرعت الي فراشها تبحث عن الهاتف الم تخبرها والدتها انه تشاكل مع اخيها و طلبها للزواج وهي بالطبع رفضت و بشده ولم تفكر ان تحادثه حتي !!!!
ولكن هل من مفر الان !!!!!!!
رفضت دقات قلبها الخضوع خاصة عندما وصلها صوته الخشن ذا الكسرة الحزينة..
-الو ؟
-استاذ ظافر !
ضيق ظافر عينيه هل يعقل انت تكون هي ! فسأل بتوتر …
-مين ؟
-انا شروق …انا انا…
شعرت بالتيه و العجز كيف تخبره ما يدور ؟!
ليسبقها بكلماته القلقة…
-انتي كويسه حصل حاجه ليكي او للبيبي ؟
-لا لا ، انت … انت عايز تتجوزني ؟!
رمش ظافر عده مرات لا يعلم لماذا ولكنه لم يتخيل ان تكون هي السائلة لذلك السؤال …
بلل شفتيه وقلبه يدق بعنف قائلا بخفوت…
-ايوة !!!
-تتجوزني دلوقتي ؟!
-دلوقتي …… انا موافق !! شروق مالك ؟
اردف بسرعه واكمل يعلن قلقه …. شعرت بقلق سؤاله وصدقه فانهمرت دموعها بخوف وهي تقول بصوت مكتوم …
-متقولش لحد من اهلي ارجوك تعالي اكتب كتابك عليا و خدني عندك !!
انتفض ظافر يأخذ مفاتيح سيارته وهو يصيح بيوسف و فريده لانتظاره وعدم التحرك حتي يعود…
-ممكن تهدي شويه انا تلت ساعه و هكون قدام البيت ، اطلعلك و لا ارنلك ؟!
سألها بحذر يخشي ان يكون شقيها المجنون يحتجزها او شيء من هذا القبيل و شعوره يؤكد ان ذلك المقيت علي وشك فعل شيء يشبهه قبحا….
فتزيده شروق تأكيدا عندما قالت بذعر واضح في صوتها …
-لا لا رنلي وانا هنزل !! …
اغلقت الهاتف وهي تغلق عينيها تحمد الله انه لم يعتقد انها مجنونه و تخلي عنها وعن طفلها فهو قشتها الاخيرة !!!…
نهضت ترتدي ملابسها وتلململ بعض الاموال المحتفظه بها و وقفت تسترق السمع من خلف بابها وببطء شديد و يدين مرتعشتين و شفتين تتلوان الدعاء تمكنت من التسلل الي الخارج في غفله عنهم….
رفعت الهاتف وهي تهبط علي الدرج تحادث ظافر مره اخري فأجابها علي الفور قائلا…
-انا تلات دقايق و هبقي عندك تحت !!
-انا تحت !!
قالتها بخفوت وكأن احدهم سيسمعها ، لتقفز برعب وشهقة اوقفت قلب ظافر وهي تستمع الي باب يقفل بحده و خطوات متسارعة الي الاسفل ،
ركضت الي الخارج تلتفت حولها بذعر فوجدت ظافر يأتي بسيارته امامها والذي تسارع مع الزمن ليصل اليها في اقل من دقيقه ….
دلفت سريعا صائحة بخوف …
-اطلع بسرعه !!!!!!
وبالفعل انطلق بسرعه الريح معها مباشرا الي المأذون !!
ليعلم الاثنان بأن عدة الارملة الحامل تنتهي بوضع الجنين !!!!
-يعني ايه ؟
قال ظافر بحنق …ليعقد الشيخ حاجبيه باصرار قائلا….
-يعني مفيش جواز لحد ماتولد اول ما تولد تقدر تتجوزها ان شاء الله بعدها بساعه وشهور العدة تتقضي في بيتها !!!!
ما ان ركبا السياره حتي اجهشت شروق في البكاء بحيرة ماذا ستفعل الان ؛ ليهدئها ظافر قائلا ….
-ممن تهدي حتي لو مش علي ذمتي انتي في رقبتي انتي واللي في بطنك !!
قطع حديثهم صوت هاتفه ليرد سريعا علي هاتف يوسف بقلق فيصله صوت يزيد الذي اخبره بمجيء شقيق شروق و كسره لباب شقتها هي ويحيي بحثا عنها وانه حاول فعل المثل بشقته لولا وجود يزيد و سلمي وانقاذهم للأولاد ونجاحهم في ابعاده وهو يتوعده هو وهي معا !!…
شد علي قبضته لابد ان الصغيران يشعران بالهلع والذعر ؛لديه شعور قوي ان نهاية ذلك الحقير ستكون علي يديه هو!!!…
-اخوكي كان هناك !
اردف ظافر وهو يدير سيارته و يشرح لها الوضع …
-يالهوي علي حظي الاسود هروح فين انا دلوقتي !!
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل السابع
فلاش باك مستمر
نظر لها ظافر بملامح مؤكده قويه قائلا بتأكيد….
-هتيجي معايا ؟
-ولو جه وانا لوحدي ؟
-مش هتبقي لوحدك انتي هتكوني معايا انا و الاولاد!
-مش فاهمه ؟
-اتا مش هبقي مطمن عليكي انتي هتيجي تقضي شهور الحمل عندي في البيت و انا كفيل احميكي ومخلوش يلمس شعره منك !!
-بس ازاي مينفعش!!
-عندك حل تاني ؟!!!
قالها وهو يقود سيارته بحده لتردف باعتراض…
-طيب وشهور العده اللي بتبقي في نفس المكان ؟
-الضروريات تبيح المحظورات !!! انا مش هسيبك في الشقه فوق لوحدك و يا عالم ممكن يعمل فيكي ايه لو كسر الباب وانتي جوا وبعدين انا هأكدله اني معرفش عنك حاجه وانك مش عندي و هلعبها بسلاسه !!!
بعد ساعه في الطريق وتفكير عميق من الطرفين وصلا الي المنزل….
-اتفضلي ، احم يوسف انت صاحي ؟
هتف و هو يرحب بها وتمني ايقاظ احد اطفاله لإنقاذه من عقله الذي توقف عن العمل و فقدانه للتصرف !!
ليحمد الله في سره عندما خرج الطفلين راكضين بسعادة نحوها ما ان رأوها فيوقفهم بحزم قبل الاصطدام قائلا…
-براحه علي طنط شروق محدش يخبطها عشان في بيبي في بطنها !!!!
ولكنها تجاهلته وهي تميل عليهم تحتضنهم وتقبلهم بحب !!
-وحشتوني يا كتاكيتي !!!
-انتي مسيتي ليه يا سيري انا كنت بعيط عايزاكي ؛ متعمليش زي عمو يحيي !!
قالت فريده بلوم طفولي …فتضمها شروق مره اخري وهي تعبث بخصلاتها ..
-متزعليش يا روحي وبعدين عمو يحيي في الجنه و هو شايفنا من فوق و معانا دايما بس انتو مش حاسين بيه وكمان جيت اهوه وهفضل معاكم علي طول !!
ابتسم ظافر بحزن فغياب يحيي اثر علي الطفلين ولكن نظراته تعلقت بصغيره الذي يسبق سنه وهو ينظر اليه محللا لما يحدث حوله وبينهم !!
رفع ظافر احدي حاجبيه قائلا…
-طنط شروق هتعيش معانا علي طول !!!
هز يوسف رأسه وكأنه يعطيه المباركة واعاد نظره الي شروق مرسلا لها ابتسامته الواسعة لتحتضنه هو الاخر !!
انتهي هذا اليوم بأخباره لها بان تختار غرفه تقيم بها وباخبارها بانه لن يبيت معها في نفس المكان وانه سيصعد لشقتها في الاعلى فيزيل عنها اي قلق ومجيبا عن تساؤلاتها عن طبيعة تصوره لعلاقتهما معا و بشأنه عند الزواج !!!
انتهي الفلاش باك ….
############################
ارتسمت ابتسامه راضيه علي وجهها فهي تعلم جيدا انه رجل لا مثيل له ، ربتت علي طفلها في احشائها بأمل قائله …..
-هتبقي احسن ابن في الدنيا وهيكون عندك بدل الاب اتنين !!!
وبذلك التفكير اغمضت عينيها مستسلمه للنوم ……
……………………………………..
في الشقه المقابله ….
دلف يزيد علي أطراف اصابعه لا يرغب في ايقاظها فتبدأ في محاضرته ، قلبه يرغب فقط في ضمها ….نظر الي جسدها الهش المستلقي علي فراشهم و رمي بتحذيراتها عرض الحائط ….
ليس ذنبه ان زوجته سادية مجنونة وقلبه مريض بحبها و يموت الاف المرات في بعادها ….
استلقي يجوارها بهدوء بينما استمرت هي في اصطناع النوم بقلب ممزق وهي تشعر به يقترب رويدا رويدا كطفل صغير يشتاق لوالدته ….
بالطبع سيشتاق !! فهي السبب الرئيسي الذي جعله يبتعد عن والدته و شقيقته حتي وان كانتا كسفاحتين يقتلانها بكلماتهم المميته يوميا ……
و سيظلان عائلتة وهي السبب في ابعاده عنهم !!
شعرت به يضمها لصدره بحب واستمعت الي انفاسه تستنشق عطرها و يغمر وجهه في شعرها الاسود المموج…..
انقبضت يداها بألم ترغب لو تنسي الحياة و الصواب والخطأ وتلتفت اليه تضمه وتختبئ بين ضلوعه ، و تطمئنه بإنه الحب الاول والاخير ولكنها لن تستلم الان فالنهايه باتت قريبه خاصة مع خططها القادمه !!!
قبل رأسها بشفتين مهزوزتين بهمساته وهو يقربها اليه اكثر واكثر قائلا بخفوت …..
-عارف انك صاحيه ….
لعقت شفتيها تاركه اياه يضمها اكثر ترضي بها اشتياقها الحار له و للمساته ليهدأ قلبها قليلا بإقترابه ….
توسدت ذراعه الذي وضعه تحت رأسها بلا مبالاة فأردف بخفوت…
-مش ناوي تعقل بقي وتريحنا ؟!
وصلها الصمت قليلا قبل ان يأخذ نفس عميق قائلا بتعب …..
-مش ناوية تحني انتي ؟!
اغمضت عينيها لربط جأشها فتقول بقلب يعتصر …..
-لازم تتجوز يا يزيد !!
شعرت بعضلاته تتشنج حولها وبذراعيه تقسو حولها ثم ترتخي بعد ثوان قليله قائلا بهدوء ….
-سلامة عقلك يا حبيبتي انا متجوز فعلا !!
حاولت ابعاد يده بغضب و لكن دون جدوي فاستسلمت لاستفزازاته قائله بصوت جليدي ….
-انت فاهم كويس !! كفايه هروب من الواقع ايه هتحبني شهر شهرين سنه سنتين قبل ما تحس !!! انا بقدملك فرصه تريحك و تشيل هم سنين و سنين جايه !!
-نامي يا سلمي !!
قالها مغمض العينين و كأنه لم يستمع لحرف منها و لكنها استمرت غاضبه …..
-ممكن تبطل دور المثاليه دي انت في الاول ولا في الاخر راحل و مينفعش تعيش مع واحده زي الارض الب….
هدر بحده قاطعا حديثها وهو يدفعها قليلا وقلبه يحترق…..
-ما هو عشان انا راجل مينفعش تقوليلي الاسطوانه الزفت دي كل يوم ، انا خدت قراري لازم تحترمي سواء عاجبك او لا انا مش هسيبك يا سلمي حطيها حلقه في ودانك عشان ترتاحي و تريحيني…… انا مش هسيبك !!!!
اعطاها ظهره بأنفاس منقطعة و غضب يكاد يطفو من اذنيه ….شعرت برغبه كبيرة في البكاء ولكنه ابي ان يظهر ضعف او يستسلم الان !!!
اما هي فلا فقد هبطت دموعها مخلوطه بألم و غصه و عضب و حزن و الكثير من المشاعر التي يصعب وصفها و اعطته ظهرها تخفي وجهها بين طيات الغطاء ….
شعر بجسدها ينقبض و ينبسط بعنف دون صوت ….فالتفت بهدوء و حزنه يغيم عيناه يحاوطها بين ذراعيه رغم مقاومتها التي دامت ثوان معدودة فينتهي به الامر محتضن إياها بشده مخفي وجهه بين خصلات شعرها المموج ….. منتظر ان يأتيهم النوم سويا للهرب من الواقع !!!
………………
في الشقة العلوية…..
شعر بنبضات قلبه في اذنه وهو يراها تبتسم له بعيونها الخضراء كالغابات الأندلسية ….
توقفت انفاسه وهي تقترب منه بابتسامه مشاكسه غير ابهه لوضعه النصف العاري فتضع اطراف اصابعها علي جبهته وتمر بها علي انفه ثم فمه ببطء شديد….
هل يمكن ان يموت المرء من الترقب !!!
فكر وهو يشعر بيدها الاخري تلامس صدره بنعومه طاغيه تعبث بثباته وفي نفس الوقت يري شفتيها الوردية تقترب وتقترب فيدور رأسه عندما لامست شفتيه بخفه ورده تنغلق تخفي محياها منتظره النهار !!
رفع يديه يمسك ذراعيها بقوة وشوق و يقربها لصدره ليتفاجأ بها تتلاشي كالهواء بين كفيه وهو يحاول تعميق قبلتها وتذوق شفتيها و لكن دون جدوي….
-شروق !!!!
همس بشوق قبل ان ينتفض ظافر برعب من علي فراشه ينظر حوله بريبه وهو يتصبب عرقا !!
حلم !!!
مسح بكفيه علي جبينه و رقبته و زفر ليستغفر مطولا و بتوالي !!!
ما الذي يحدث له ؟ ها هو في عمر الخامسة و الثلاثون و يحلم كالمراهقين احلاما محرمه !!!
تلك الفتاة أصبحت خطرا عليه ، هز رأسه بعنف بل هو من اصبح خطرا عليها !!
ليزفر متمتما ….
-سامحني يارب انا مقصدتش ده حلم !!!
تنهد طويلا قبل ان ينظر الي الساعة فيجدها تشير الي الخامسة فجرا ، قرر ان يأخذ حمام باردا متأكدا انه لن يتذوق طعم النوم الان !!
ليقرر استغلال هذا الصباح في عمل مفاجئه تستحقها ، ربما تلهيه قليله عن الشعور بتأنيب الضمير لما حدث للتو !!!
………………..
في مكان اخر……..
-ماتتكل بقي !!
قالت منار لاحد الزبائن المزعجين الذي يمطرها بكلمات داعبه قبل ذهابه…
التفتت تنهي تكييس باقي الخبز قبل ان تسحب واحدا وتجلس علي مقعد بأول الدكان وعقلها منشغل بمروان تنتظر حضورة فقد تأخر عن موعده كما انها لم تري زوج شروق يتجه معه الي العمل منذ اسبوع او اكثر وبدأت تشعر بالقلق علي شروق ….
ابتسمت بتفكير لما لا تستغل الموقف للحديث معه ومنه تطمئن علي صديقتها !!
نعم ستفعل ذلك ….
وقفت تنفض فستانها الملطخ بقليل من الدقيق الابيض وبحثت في حقيبتها المتهالكة عن مرأتها الصغيرة تهندم وجهها وتضع احمر الشفاه الذي لا يفارقها برغم انها لا تضع اي مساحيق للتجميل او تمتلكها من الاساس ولكن احمر الشفاه هو عشق لا يمكن نسيانه !!!
كان مروان يلملم بعض الاوراق من سيارته قبل ان يلقي نظره عليها كعادته في اختلاس النظرات لها ….
فلتابع محاولاتها للهندمه …. ضيق عينيه وهو يتابعها تخطو شفتين مكتنزتين بشده بلون الغزال الاحمر ….
لما كل هذا الاهتمام بالنفس ، هل تنتظر احدهم ؟ رجلا مثلا او حبيب ما ؟؟
قضب جبينه بتفكير وشعر بغضب يتملكه لينظر الي مرأه سيارته يحادث نفسه قائلا….
-ايه يا مروان ، هتخيب علي كبر هتبص لوحده لو اتجوزت بدري كنت خلفت قدها ؟!!!
هز رأسه باستنكار اين ذهب ذلك الرجل الهادئ الوقور الذي يرفض الحب والمداعبات و يركز علي عمله فقط !!
لما يميل عقله بهذه التفاهات الان ….
تلك الصغيرة مبهورة به كحال كل الفتيات في سنها وعليه هو التنبه الي تصرفاته حتي لا يرسل لها افكارا مختلطه !!!
ولكن يبقي السؤال الذي يقتله حيرة !!
الي من تتزين ؟!
زفر وفتح باب السيارة بحنق ليغلقها بغضب …. استدار يرمقها مرة اخيرة فاتسعت عيناه وهو يراها تتجه نحوه بعلبه في يدها….
نظر الي الخلف للتأكد انها تناشده ..قطب حاجبيه بغيظ وهو يعيد نظرة اليها اذا كانت تأتي لتتقرب منه او التودد اليه فسيصفعها علي وجهها قليله الحياء !!!
اين العقل يا صاحب العقل !!!!!!
قرر التحرك و تجاهلها وبالفعل نجح في الوصول الي اسفل المبني ظنا منه ان الرسالة بالرفض قد وصلت اليها ولكنها ابهرته وهي تناديه بصوت يملئه شجن و مشاكسه…
-استاذ مازن !!!
التفت يري هذا المازن بغضب فوجدها تقف امامه وتنظر اليه مباشرا …
كبحت ضحكتها وهي تري الضيق يرتسم وجهه لتعمدها بمناداته بشكل خطأ ….ليردف بحده قائلا…
-اسمي مروان !!
-يوة يقطعني معلش يا استاذ مروان لا مؤاخذه !!!
قالتها بمشاكسه واضحه ….. فاتخذت شفتيه وضعيه الخط الرفيع ليردف قائلا…
-تؤمريني بحاجه ؟
-ايوة كنت عايزة اطلع شقه الراجل اللي كان بينزل معاك الشغل الصبح !!!
قالتها بلا مبالاة وكأنها تتحدث عن الطقس وهي تلعب بطرف شعرها ….
-افندم !!!!!!!!!
قالها بغضب وعيون مشتعلة فهي بالتأكيد تقصد ظافر ….
-الراجل ده اللي كان….
-انا عارف هو مين !!!
قالها بحده يرغب لو يصفعها علي وقاحتها ليستكمل بحده…
-عايزة منه ايه؟
-مش منه انا عايزة مراته !!
هدأ الغضب في عينيه وقد بدأ يستجمع افكاره ….
حسنا وداعا للعقل والتفكير وتلك الوقحه امامه !!!!
-انتي عايزة شروق ؟!
-اه عايزة اطلعهلها الكيك ده بقالها كتير منزلتش !!!
هز رأسه بالموافقة واشار لها باتباعه…
صعدت منار بابتسامه واسعه تتبختر بخطواتها تتمني لو يعطيها الفرصة لتسبقه عسي ان تتفنن في جذبه علي طريقتها الانثوية !!!!!
(اه يا سافله يا سهلة يارخيصه😂😁)
وقفت بخضه عندما وقف في منتصف الطريق يلتفت لها بغضب قائلا وهو يرمقها من اسفلها لاعلاها….
-ايه ده انتي طالعه معايا عادي كده ؟
نظرت له كأنه مجنون قائله …
-اومال اطلع معاك ازاي يا اخويا !!!…
هز رأسه بقله صبر علي سخافتها ليردف بحده !!
-يعني انتي حد يقولك تعالي تيجي علي طول ؟!
ابتسمت بمشاكسه ابتسامة هزت قلبه وارعشته بين ضلوعه …..
-مش فاهمه ؟!
قالتها وهي ترفع حاجبيها لثانيه قبل ان تهبطه في الثانية التالية ….
-يعني انا اقولك هوصلك تعالي تثقي فيا وتطلعي معايا افرضي ضحكت عليكي !!!
-يالهوي تضحك عليا !! لا اذا كان كده اوافق بقي !!
قالتها ترغب في مشاكسته عسي ان تكسر تلك العبسة من علي وجهه وهي تقترب منه علي الدرج ليرتبك بشده ويعود خطوة للوراء غير متوقع جراءتها ….
ضحكت بمرح قائله ….
-مش هتوصلني بقي يا استاذ مروان !!
رمش لايزال مذهولا من جراءة تلك الوقحة !!!
قبل ان يتنحنح قائلا …
-اتفضلي قدامي الدور الجاي الشقه علي ايدك الشمال ……
لم يعلم سر الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهها وهي تتقدمه ولكنه علم سريعا وهو يراها تطيل في تمايل خصرها المحفور بعنايه للدخل بين جسدها الممتلئ بتناسق انثوي رهيب ….
ابتلع ريقه بغضب وقد جف حلقه ونظر لأسفل يرفض ان تلاعبه طفلة !!!!!
وصلت ليشير الي شقه علي يمينه قبل ان يتخطاها دون كلمه يصعد الي شقته أتاه صوتها الانثوي ذو الرنة المميزة ….
-تسلملي يا أستاذي !!!!
لم يجيبها حتي وهو يختفي عن انظارها ….
-هيييييييح كتك القرف في حلاوتك !!
قالتها وهي تطرق الباب فتستقبلها شروق المبتسمة بعد ثوان ….
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل الثامن
-منار ازيك يخرب عقلك كنتي وحشاني بجد !!!!!!
اتسعت ابتسامه منار وزال توترها بأن تكون قد تخط حدودها وقالت…
-وانتي اكتر يا مدام شروق !!
-مدام !! مالك يا منار يا حبيبتي انا شروق بس !!
قالتها شروق بملامح منكمشه لتضحك منار قائله…
-معلش معلش انا كنت متوترة بس …
-طيب ادخلي وقفا ليه ؟
-لا مينفعش انا سايبه عم هلال لوحده تحت ، انا قولت اطمن عليكي بسرعه و اجبلك طلبك الدايم !!
-طيب استني اجبلك الفلوس !!!
مصمصت منار شفتيها قائله …
-فلوس ليه ان شاء الله ده هديه مني ولا منشبهش يعني !!!
ضحكت شروق قائله….
-طيب كتر خيرك يا ست منار و خلى عم هلال يخصمهم منك ….
خرجت ضحكتها الرنانة بعفوية لتهز رأسها قائله ….
-طيب يعملها كده وانا هاكل كل اللي في المحل !! يلا يسعد مساكي بقي انا هنزل عشان متأخرش !!
-الله يهنيكي ويسعدك يا ميرو ، لو عرفتي تفضي اطلعي اقعدي معايا انا بزهق لوحدي !!!
اتسعت ابتسامه منار وهي تهز رأسها بالموافقة و تهبط علي الدرج بسعادة…..
………………………..
في المساء ……..
دلف ظافر الذي غاب النهار بأكملة الي المنزل …. ابتسم تلقائيا وهو يستمع لأصوات ضحكاتهم العالية ….
اخذ يلملم الاكياس التي امضي ساعات طويله يتسوق بها لإحضار ما يمكن ان ينقص الطفل معتمدا علي خبرته مع يوسف و فريدة …. زادت ابتسامته وهو يتذكر العاملة بالمتجر وهي تدور حوله بنشاط طفولي مستمتعة ان هناك رجلا يقوم بتلك المهمة بدلا عن زوجته الحامل المتعبة لذلك فقد حرصت علي اعطائه كل ما ستحلم به امرأه من الوان زاهيه ملونه وملابس رقيقه مبطنة !!!
هز رأسه بابتسامه دائما ما يقع مصيره مع الصغيرات الحالمات !!!
تنحنح ينظف حلقه عسي ان تنتبه الي وجوده ….قبل ان يردف…
-يوسف ، يا فريدة ؟!
اقترب بعد دقائق من مصدر اصواتهم بغرفة الاطفال فوجد الباب شبه مفتوحا و رغما عنه وجد نفسه ينظر من تلك الفتحة ويبحث عن سبب ضحكاتهم تلك !!
فرغ فمه وهو يري شروق تجثو امام الفراش حيث يجلس طفليه بشعرها الاسود القصير بشكل يعطيه جاذبية خارقة …
تابع ملامحها ووجهها المشرق باحمرار وجنتيها من المجهود بالتأكيد وهي ترفع احدي الالعاب المحشوة فترسم بعض الاشكال المضحكه بوجهها و عينيها و تقول بصوت رفيع مضحك…
-انا عايز العب مع فيري يا فيري بقي ماليش دعوة !!
قالتها وهي تهز رأسها عمدا بالنفي فتتناثر خصلاتها علي وجهها ورقبتها بطريقه مغرية للغاية !!
زفر وهو يعود الي الوراء !!! تبا لتلك التخيلات اين ذهب تهذيبه و ايمانه ….هي لم تصبح زوجته بعد !!
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه قاسيه …. وكأن ذلك سيحدث فرقا بالطبع هي لن تقبل ان يكون زواجهم اكثر من زواجا ورقيا !!!!
احزنه ذلك التفكير كالعاده و شعر بغضب ينهش داخله !!
-شروق !!
هتف بحده وهو يعود نحو الاكياس !!
فانتفضت شروق برعب تبحث عن حجابها الملقي بجوارها بينما يسبقها يوسف وفريدة بسعاده الي والدهم …
-باااااااابي !!!
حمل الصغيرة الراكضة نحوه يقبلها ليميل نحو يوسف المحتضن لساقه مقبلا لرأسه…..
خرجت شروق تمرر عيونها علي كل تلك الاكياس ليدق قلبها بترقب و ذهول وهي تري اسماء تدل علي مقتنيات الاطفال قد تكون اغراض لفريدة ويوسف…
لا تريد ان تتحمس كثيرا فأعادت انظارها نحو انظاره المراقبة للهفتها فيمتلئ قلبه و داخله بسحابه دافئة ويتأكد له انه اتخذ الخطوة الصحيحة …
تلاشي غضبه الذي نشأ منذ قليل وهو يردف بهدوء ….
-الحاجات دي عشان البيبي مش هتيجي تتفرجي عليها !!
ابتسمت وهي تشعر بدموعها تحاول الهرب ولكنها ترفض البكاء في هذه اللحظه ، قد تكون تافهه للبعض و لكن اليها هي تعني الكثير والكثير !!
احاطها يوسف وفيري بترقب لتبتسم بسعادة وهي تري اعينهم تكاد تأخذ شكل القلوب من الالوان الزاهية والاغراض …
-اخر كيسين هناك بتوع فيري و يوسف ومحدش يمد ايده علي حاجه استنوا طنط شروق هتفرجكم !!….
قفزت فريده بسعادة قائله….
-يلا يلا ورينا يا سيري !!!!
بذلك التصريح اخذت تفتح شروق الاكياس بسعادة بالغه و يرافقها يوسف وفيري في ضحكاتهم وتعليقاتهم حول مدي صغر ذلك المولود المنتظر !!!
اما هو فقد جلس بعيدا يتابعهم بتمني من بعيد وعيونه تفترس اصغر ردود افعالها وكل تعبيراتها و يدها التي تلامس بطنها بين كل دقيقه والأخرى وكأنها تشاركه الحدث !!!
لقد نجح في كبح مشاعرهوهي زوجه يحيي اما الان وهي علي وشك الزواح منه ، ترفض مشاعره التأني او الصبر حتي الشعور بالذنب اصبح لا يؤثر في كبح دقات قلبه !!!
……………
في مكان اخر…..
-ممكن تقعدي زغللتيني …..
-اسكتي يا لولو انا متعصبه جدا !
اردفت مني يخنق وهي ترتمي علي الأريكة الهزازة في حديقة قصرهم … لتجيب صديقتها لمياء المقربة ……
-يابنتي نفضي هو اللي خلقه مخلقش غيره و بعدين رجاله النادي كلهم تحت رجليك و يتمنوا بصه منك ….
-لا انا عايزاه هو !! هو فاكر بعد ما يطلقني و يبعتلي ورقتي يوم حفلتي قدام الكل هسيبه يستمتع بحياته !! لا والف لا انا هقفلها عليه لحد ما بقي انا بس اللي قدامه و ساعتها هيجيلي يبوس القدم انا هذله ذل الكلاب !!…
-يابنتي ريلكس محدش فاكر اصلا وبعدين ده مين يعني ولا غني ولا فظيع معرفش متعلقه بيه علي ايه !!
-عشان مش انا اللي واحد زي ده يبيع و يشتري فيا لازم ادمره !!!
-طيب يلا عشان اتأخرنا علي حفله رودي !!
-لا ماليش نفس مودي باظ !
-بس رودي عامله نار و اغني الاغنياء هيحضروا ده غير انهم بيبقوا صغيرين وزي القمر …
نكزتها لمياء بنظرة ذات معزي وابتسامه ماكره…. لتزفر قبل ان ترمش بتفكير قائله….
-اذا كان كده يبقي يلا ا بينا !!!!
وبذلك وقفت العقربتان لبدأ التجهيزات عسي ان تنتهي الحفلة بسهره الي احدي القري الساحلية مع اوسم رجال الحفلة !! …..
………………..
داخل مبني الأصدقاء…..
أغلقت سلمي هاتفها مع الطبيبة بأسي بعد ان كانت في طريقها لتمضي الوقت مع شروق ولكن بالطبع الأخبار لا تسر …. توجهت لغرفتها مقررة الاختلاء بنفسها ، ظلت تجول حول نفسها بتفكير غير مهتمه بمنع دموعها قبل أن تجففها بعنف مقرره مواجهه يزيد بشكل مباشر ……
توجهت إلي غرفه الجلوس فوجدته يتربع الأريكة و هاتفه تحت أذنه و اوراق كبيرة متناثرة حوله ….
فالجميع في حاله تأهب لإعلان تلك الشركه الجديدة بين الأصدقاء….
سعلت بخفه تشير إليه برغبتها في التحدث……فعقد حاجبيه قبل أن يستأذن مغلق الهاتف في دقيقه ، نظر لها وهو يفرك جانب وجهه بتساؤل..
ابتسمت باتساع فكاد يبتسم بتلقائية ففي ابتسامتها تقبع سعادته …..ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!!
-مفيش امل خلاص عمري ما هخلف!!
غامت عينيه بتفكير محاولا لملمه أفكاره و التحكم في تعبيرات وجهه حتي لا يؤذي مشاعرها دون قصد …يكفي الحزن الدفين المنعكس في عينيها السوداء ليعلم أنها تنزف من الداخل …….
نظر للاوراق بحدة قائلا…
-طيب !!
دوت ضحكتها الجافة المكان لتردف وهي تقترب منه قائله…
-وبعدين !!
-مش مهم يا سلمي !
رفعت وجهه بين كفيها وهي تميل نحوه تقبل جبهته قائله بخفوت و حزن…..
-لا مهم يا يزيد …. عشان خاطري ريحني لو فعلا بتحبني متعذبنيش بالذنب اكتر من كده !!
جذبها نحوه لتستقر في أحضانه علي الأريكة ليردف بخفوت و إصرار..
-الذنب انتي اللي معيشه نفسك فيه يا حبيبتي ، عشان انتي مش عايزة تفهمي انك حبيبتي و قلبي اختارك انتي وهيختارك انتي طول ما انا فيا نفس !!
انهي كلماته وهو يتابع تساقط دموعها بحزن فيميل عليها يطبع قبله خفيفة علي وجنتها ……
رفعت كفيها تمررها علي وجنتيه المنبتة بشعرات قصيرة مرار و تكرارا وكأنها تلمسه للمرة الاخيرة تنظر له بعيون تشع بحب العالم لتردف بعد مده ….
-وعشان انا حبيبتك مستحيل ارضي بكده !!!
أغمض عينيه بغضب و حزن قبل أن يزيل يديها و يرفعها عنه يضعها علي الأريكة بجواره ويلملم اوراقه بتجاهل قائلا…
-انا طالع لمروان !!
وبذلك القول اختفي عن عيونها الباكية .
…………….
بعد فترة ……….
زفر ظافر بحنق قائلا….
-مش كنا استنينا الافتتاح ده بعد شروق ماتولد !!
-الله !! تاني يا ظافر !! ما قولنا السوق فرض اننا نبدأ بسرعه وبعدين ربنا سهل وقدرنا نشتري مكان جاهز من مجاميعه بموظفيه انت ايه مضايقك بس !!
قال يزيد للمرة الالف وهو يقف امام باب شقته منتظر خروج سلمي !!!
-مفيش بس الدكتوره قالت انها ممكن تولد في اي لحظه والتانية !!
قال ظافر بقلق………
-متقلقش متقلقش وبعدين دي حاجه بسيطه و مروان عامل مفاجأة بعرض مسرحي يعني لازم اعضاء الاداره التلاته يبقوا موجودين !!
هز ظافر رأسه بالموافقه وما هي الا دقائق حتي خرجت شروق مرتديه فستان اسود رقيق غاية في الرقة ويحيطها الحجاب الابيض الذي اصر علي ان ترتديه رافضا طقوسها بربط الحزن بالأسود فابن عمه شهيد حي في السماء ويجب ارتداء الابيض لا الاسود !!!
وقد رضخت له بعد مشادة حاده بينهم انتهت بتدخلات يوسف وفريدة وهم يتهمانه بسوء معاملتها !!!!
تبعها يوسف المرتدي قميص و شورت و صغيرته مرتديه فستان احمر منقط بالأبيض ، مال بنصف ابتسامه يحملها ويعدل فستانها متحسسا الشورت الابيض القطني ، يتذكر عندما جن جنون شروق حين عملت انه يجعلها ترتدي الفساتين علي ملابسها الداخلية فقط ، متهمة اياه بالإهمال !!
ماذا يعلم هو عن عالم النساء !! مالت نظرة منه لفستان شروق واتسعت ابتسامه بالتأكيد ترتدي هي الأخرى !!
التقت انظارهم لترتبك شروق وهي تراه ينظر الي فستانها وتتبع نظراته تخشي ان يكون قد اتسخ او شيء من هذا القبيل ولكنها لم تجد شيئا …
خرجت ضحكه خفيفة منه قبل ان يستدير ليتجه الي الاسفل….
عديم الذوق والادب !!!
فكرت بغضب وعقلها يدور حول سبب تلك الضحكات هل يري مهرجا امامه ذلك اللعين !!
تخطت قامته وهي تري يزيد يمسك بيد سلمي ولاحظت تشنج جسد صديقتها لتقطب حاجبيها بتفكير …
هل تشاجرا ام ماذا ؟!
………………..
مال يزيد علي سلمي محذرا…
-بطلي تفركي مش هسيب ايدك طول اليوم ده !!
نظرت بعيدا بغضب لتردف بعد دقائق …
-عزمت مامتك واختك ؟
لم يجيبها لتهز رأسها بحنق و تزم شفتيها بالتأكيد لم يفعل فهي هادمه العائلات ….
صعدت معه السيارة ليترك يدها اخيرا فتلوح لشروق المتساؤله مطمئنه اياها ان كل شيء علي ما يرام !!
بغد مرور ساعه وقف مروان ينتظرهم بالخارج بابتسامه بالغه ليردف بسعادة عند نزولهم ….
-يلا العرض هيبتدى !!
دلفت شروق الممسكة بيد يوسف الصغير تنظر حولها بانبهار لتقف عند بوستر كبير معلق بفخر فتحنو عيناها و ترتسم شفتيها بابتسامه حزينة ….
اهداء الي العنصر الذهبي في حياتنا ….البطل و الشهيد يحيي الراوي رفيق الدرب !!!!
نظرت الي الاسفل تحادث صغيرها بالداخل حديث فخر و حب يفهماه هما وحدهما …..
-تعالي اقعدي …
قال ظافر بهدوء وصوت محشرج بالمشاعر وهو يدلها علي مكانها ، جلس جوارها وفريده علي ساقه تشعر بالخوف للجلوس وحيده وسط هذا الجمع من الناس !!
اما يوسف فجلس بثقه بجوار مروان …
بعد مقدمات و دقائق طويله اشعرته بالملل حتي وان كان هو من يتوسط الاضواء و الاحداث ، بدأ اخيرا العرض المسرحي باسم ( وطن )……
احتضن فريدة اليه وقلبه يتقلب داخل صدرة ويتم آسره من اول كلمة تخرج من فتي صغير مرتدي زيا عسكريا ويتوسط خشبه العرض….
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: شعر ظافر بدقات قلبه تضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسوة متسائلا…
-مالك يا شروق ؟!
نظرت له بألم مكتوم و ذعر قائله…
-انا بولد !!!!!!!!!!!
……………
في المشفي……….
اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر بخوف رهيب …. و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله …
– لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر !!!
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد بجواره يربت علي ظهره ….
-ربنا كبير متقلقش !!.
-بقالها اكتر من ساعه جوا !
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد مطمئنا…
-هي العمليات القيصري كده !!
-بس الزفت ده قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله !!
-وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي !!.
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب…
-لو سمحتي احنا عايزين نطمن علي مدام شروق !!
-لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام !!
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه …
-لسه ايه يعني !!! مين بيولد في ساعه !!
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا….
-معلش هو متوتر بس !!
رمقته الممرضه بحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا…
-عجبك كده !! في ايه يا ظافر ما تهدي شويه !!
زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا !! ….
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل !
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما التفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا…
-ايه يا جدعان اومال فين النونو ؟!
-حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك !!
-اشوفه من الشباك !! هو انا بحجز سينما فين الواد ؟!
اردف يزيد ليتجاهله ظافر و يتجه اليها سمح لنفسه بملامسه يدها قائلا…
-حمدالله علي السلامه !!
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا …..
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها ..
وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله !!
ابتسم يزيد قائلا…
-نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه !!
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله ….
…………….
بعد مرور ثلاث أسابيع …..
-مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد !!!
نظرت له سلمي شزرا وهي تهز الطفل بين ذراعيها وتداعبه بفمها ….
ابتسم يزيد رغم غيظه ونظر حوله قبل ان يميل يقبل رأسها سريعا و يبتعد …
-يزيد !!!!
-انا كان قصدي ابوس الولد !!!
-بردو مش هدهولك !! ….
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا….
-لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام !!!
اخذ الطفل من احضان سلمي التي لازمت شروق الاسابيع الماضية وتحملت الكثير معهم …
-ماشي يا استاذ ظافر !! تصبح علي خير !!
-وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم !! اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه !!
لمس وجنته الصغيرة قبل ان يميل اليه يقبله …..
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء …..
تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي تنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل !!
ابتسم لعل افضل ما حدث في تلك الايام هو اتمام زواجه منها فتصبح زوجته علي سنه الله ورسوله وعودته للنوم في غرفته ليس حبا بها ولكن تلبيه لرغبه قلبه في البقاء مع عائلته في نفس المكان …
نظر الي الساعة بتعجب لقد ذهبت لقراءة قصه للصغيرين قبل النوم ، لما تأخرت هكذا ؟!
لم يكن يعلم ان صغيريه مرهقين الي هذا الحد حتي احضر تلك المربية التي عاشرتهم اسبوع وهرعت تهرب من مهامها مستنكره رفض الاطفال الدائم لها و رغبتهم في شروق فقط فيبدو ان الخوف من وجود غريم جديد يتملكهم بشده ليستقر به الامر بأحضار فتاة متوسطة العمر لتقوم بالأعمال المنزلية يوميا !!!
اعاد نظره الي يحيي الصغير فوجده نائم بعمق ، قرر الذهاب لألقاء نظره عليها ثم اخذ حمام دافئ ليبسط عضلاته ….
فتح باب غرفة الصغيران يبحث عنها بعيونه ليبتسم وهو يراها تتوسطهم و تغط في نوم عميق ….
اتجه ببطء نحوها قبل ان يتوقف ويبيح لنفسه تفحص وجهها الجميل رغم تعبها و ارهاقها الواضح ؛ طالت نظراته اقل مما ينبغي علي جسدها الصغير الممتلئ في اماكنه الصحيحة !!
هز رأسه باستنكار من افعاله ليميل نحوها يهزها مرتين فتفتح عيونها بذعر …شهقت بخضه وهي تعتدل ….
فوضع ظافر يده علي فمها وهو يشير لها بالهدوء بأصبعه حتي لا توقظ الاطفال فيهمس قائلا….
-اهدي !! انتي نايمه هنا و يحيي نايم جوا ، انا قولت اصحيكي تروحيلوا عشان لو عيط !!
هزت رأسها وقلبها يدق سريعا وهي تشعر بكفة الدافئ يحاوط شفتيها المرتعشة …
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يستشعر توترها ليتنحنح وهو يعود للوراء يبعد يده غصبا ويتجه للخارج وهي تتبعه ….
وقفت تفرك اصابعها بتوتر لتعود وتمرر اصابعها بين خصلات شعرها ….لابد انها تبدو كالزومبى بينما يقف هو كنجم متألق بلا اي مجهود يذكر !!!
-امممم انا هنام !!
قالتها وهي تتجه الي غرفتها بينما هز هو رأسه يرغب فقط لو يتجه خلفها ويخطفها بين احضانه !!
ما ان اغلقت الباب حتي زفر بحنق لطالما كان التسرع في رفع الآمال العيب الاكبر بشخصيته ، بالطبع هي لن تلاحظ وجوده كزوج و رجل هي فقط تريد السند والحماية والاب لطفلها وبالطبع هو لن يبخل بذلك ابدا !!!
……………
في شقه يزيد و سلمي ……
اخذ يهز ساقه بعنف وهو يجلس بجوارها يشاهدها تقرأ كتاب متجاهله إياه تماما …
لم تكن تقرأ كلمه مما تراها وعقلها منغمس بتحليلاتها قد يبات و يصبح يحلف لها انه يرغبها و لا يرغب بطفل ولكن وصول يحيي الصغير و جنون يزيد وحبه له اثبتلها صحه قرارها وان كان هناك شك ولو بسيط في قرارها فقد زال تمام …….
نظف حلقه وهو يتثاءب و يحاول وضع ذراعه حولها ولكنها اعتدلت برفض وهي تغلق الكتاب قائلة….
-طلقني !
كان لايزال ذراعه بالهواء فأعاده بجواره متجاهلا اياها واتجه لمشاهده التلفاز …
-يزيد بكلمك رد عليا !!!
-وانا مش عايز اتكلم يا زلومتي !!
-طلقني لاني بكرهك وهرجع لاهلي !!
رمقها بنظره لو كانت موجهه لرجل لهرع هاربا فاردف بهدوء ينذر بالشر…….
-ترجعي عند اهلك مين ؟
عقدت ملامحها بغيظ فبداخلها تعلم ان اسرتها البسيطة سترفض بقاءها والابتعاد عن زوجها خوفا من ان يلتصق بها لقب مطلقه ولكنها اكملت بشجاعه …
-بيت اهلي يا يزيد ايه نسيت ان ليا اهل !!
-لا منستش بس عندي فضول اعرف هتقوليلهم ايه ؟؟
نظرت له بصمت قبل ان تخفض بصرها قائله ..
-هقولهم اني مستحيل اخلف واننا اتفقنا ننفصل !!
-احنا مين يا سلمي ؟! القرار ده ليكي لوحدك !!
-متصعبش الامر علينا اكتر من كده لو سمحت طلقني واتجوز غيري !!
-مش هطلقك يا سلمي !!
جزت علي اسنانها بغضب لتردف بغضب منفجر ….
-طلقني بقي انا زهقت انت ايه يا اخي معندكش دم !!! انا مش عايزة اعيش معاك مش طيقاك مش طيقاك !!!!
وقف بحده يطيح بالطاولة امامه فتصرخ بخضه وهي تضع يدها علي رأسها تستمع الي صراخه المدوي…..
-انتي اللي معندكيش دم !! ارحميني بقي انتي كل يوم بتموتيني بكلامك ده انتي كل ثانيه بتدبحيني بغباءك ؛ ارحميني يا شيخه و ارحمي عيشتنا اللي بقت سوده !!
كانت تبكي بشده جعلت سائر جسدها يرتعش ….جثا امامها قائلا بغضب وهو يمسكها بحده يحاول ادخال كلماته الي عقلها عنوة !!
-اسمعيني كويس !! انا مش هطلقك و شغل الجبروت اللي بقيتي فيه ده مش عليا انا عامل حساب لحب كان بينا وعارف ومتأكد انك بتحبيني وإنك مصره تكرهيني فيكي !!!!
خرجت شهقات بكاءها وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة فأردفت بقله حيله و حزن …
-انا اسفه بس ارجوك ابعد عني و طلقني !!
-بصيلي وانا بكلمك !!!!!!!!!
علا صوته وهو يهزها بعنف حتي اعادت رأسها تنظر الي عينيه بنظراته التي تعكس موت قلبه ….. هز رأسه بخيبه امل ليردف….
-لو فاكره اني هطلقك يبقي اكيد اتجننتي يمكن انتي سهل تنسي حبك ليا وتنسي اني كنت في يوم كل حياتك ويمكن انتي خدعتيني من الاول ومحبتنيش اصلا !! متقاطعنيش !!!.
صرخ بحده عندما حاولت التحدث لتغلق فمها و دموعها تهبط ….استكمل حديثه وهو يشد علي كل كلمة قائلا….
-لو وصلت اني اكسرك واعيد تأسيسك من اول و جديد مش هتهز وانا بعملها بالذوق بالعافيه هتفضلي جنبي انا مش لعبه في ايدك تقرري تخديها او تسيبيها في اي وقت ، انتي فاهمه !!
نظرت له مذهولة وهي تشاهد عيونه تزداد سوادا بغضب و غل مع كلماته حتي دفعها تماما بحده واتجه كالإعصار يبحث عن مفاتيحه ؛ سحب هاتفه قبل ان يخرج من الشفه تماما غير ابهه انه يخرج بملابسه البيتيه !!
اما هي فقد انتهي بها الامر متكورة علي ذاتها تخرج كل احزانها في دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق كارهه مصيرها داعيه الله ان ينهي هذا العذاب ……
…………………………
في شقه ظافر……
كاد يستسلم للنوم عندما اتاه صوت بكاء الرضيع …. تنهد بتعب عندما استمر بكاءه فقرر رؤيته خوفا ان تكون شروق منهكه تماما ولا تسمعه …..
رأي نور المطبخ مشتعلا وسمع صوت الماء ، لابد انها تغلي بيبرونات الصغير لاعطاءه اللبن ….
دلف يحمل الصغير بين ذراعيه يهدهده بحذر شديد من ان يضره بيداه الكبيرتان واخذ يهمس له بابتسامه ….
-ماما جايه بالأكل خلاص بطل فجعه !!
قلقت شروق عندما توقف الصغير عن البكاء وما ان اشعلت النار علي الماء حتي توجهت سريعا للغرفه ….
توقفت عندما رأت طفلها بين ذراعي ظافر ….انتفض قلبها ينقبض و ينبسط ….و مشاعر غريبه عليها بدأت تحيط بها كسحابة كبير ماذا يسمي هذا الشعور الذي يعصف بداخل الانسان فيسرق منه الكنون !…
ارتسمت بسمه خفيفه علي وجهها وهي تراه يضع الصغير النائم بهدوء بالغ و رقه لم تعهدها منه …….
هل هذه اللمسات الرقيقة تقتصر علي من يحب ، تري ماذا سيكون شعور يديه القوية علي بشرتها !!
اتسعت عيناها بخجل وهربت مسرعه الي المطبخ …. هل فقدت عقلها تماما !!! و علي ماذا ستعلق تلك الرغبة الغريبة فلا وجود لهرمونات الحمل للومها
[٣/١١, ١٢:٤٩ م] زوزو: الفصل العاشر
اتجه ظافر لمساعدتها فوجدها تتنقل بتوتر بين ارجاء المطبخ …رفع حاجبه وهو يسعل بخفه معلنا عن وجوده فرمقته بسرعه وابعدت بصرها لتعود و تقف امام الموقد تتحايل علي الماء لان يغلي فتهرب الي غرفتها وصغيرها !!
علت انفاسها قليلا وهي تفرك اصابعها معلنه عن تحول جسدها لشعله من القلق و التوتر و شعور اخر مخزي !!!
-روحي انتي ليحيي وانا هشيل الببرونات لما تغلي اجبهالك جوا !!
قال بصوت به بحه لم تعتادها وهو يستقر بجوارها …
-لا مفيش داعي انا خلصت اهوه !!
وقع الغطاء من يدها ليميل الاثنان لإحضاره فاصطدمت رأسها برأسه الصلبة !!
-ااي !!
قالتها وهي تستقيم وتفرك رأسها …فابتسم هو ليردف …
-اسف !! انا هجيبه !! ….
مال بنصف جسده يحضره من تحت اقدامها … فلامس ظهر يده بعفوية ساقها الظاهر من رداءها و الذي يرتفع عن قدمها بشبرين ولكنها لمسه صدمت الاثنان معا وجمدتهم مكانهم !!
شعر بها ترتعش بخفه ، فاشتعل قلبه بمشاعر يكبتها منذ زمن ……
اهتزت اصابعه وهو يقبضها ويبسطها علي ساقها يستشعر نعومة ورقه بشرتها كوردة في الربيع علت انفاسه قليلا وهو يرفع اصابعه تدريجيا ببطيء شديد متناسيا الغطاء الملقي علي الارض ……
اغمضت عينيها بقوة وهي تستمع الي انفاسهم العالية والتي ملأت الغرفة ممزوجة بصوت غليان الماء… و دقات قلبها تدق في اذنها….
احمرت اذنه بانفعال وهو يشعر برأسه يدور قليلا بنشوة وكأنه يلمس امرأه للمرة الاولي !!!!
ضغط بيده علي ساقها يحفر الشعور بملمسها تحت اصابعه في قلبه…
لامس طرف ردائها القطني يده وهو يستمر بملامساته ورفه يده بشوق ….
شعرت بثقل صدره وجبينه يميل نحوها و يلامس جانب جسدها وكأن قواه قد خارت فمدت يدها تمسك حافه الموقد بشده خوفا من ان تسقط كالماء بين يديه ……
-بابي !!!
انتفض الاثنان بخضه ليستقيم ظافر ويستدير نحو صوت طفله الناعس الذي يفرك في عينيه ….
-في حاجه يا يوسف …
قالها بصوت يشع بأحاسيسه المختلطة وهو يراها تطفئ الموقد متناسيه تجهيز اللبن للرضيع وتركض متخطيه يوسف الصغير دون ان ترفع وجهها لمره نحوه….
-عايز اشرب !!
-حاضر يا حبيبي !
قالها وهو يتابع اختفاءها بعينيه !!
تبا !!!! ما الذي حدث للتو !!!!!!!!!
ماهذا الجنون الذي انفجر داخله فيجعله يفقد السيطرة و يظهر كمراهق مذبذب المشاعر !!!!!!
هربت شروق وهي تغلق الباب بخجل …وضعت كفيها علي وجنتيها الحمراء الساخنة قبل ان تنقل احدهما الي صدرها تتحس قلبها المتسارع !!!
كيف ستريه وجهها بعد ما حدث بينهم !! هزت راسها بعنف و خجل ترفض التفكير ، سيكون مهمتها القادمة الابتعاد عنه قدر الامكان !!!
…………………………..
اسفل المبني………
اغلق سيارته وهو يرتدي نظارته الشمسية حتي يخفي نظراته المسروقة نحوها ….
فقد اتخذ القرار بانتهاء هذه المهزلة حتي لا يقودها للاعتقاد بإمكانيه حدوث امر بينهم !!!
عقد حاجبيه وهو يراها تقف بين شابين …انتب لحركه يدها وكأنها تخبرهم بالرحيل !!
هل يضايقونها ام ماذا ؟!
كانت منار في مزاج لا يطاق و حالتها مزرية فقد لاحظت تعمد مروان للصعود سريعا حتي انه صار لا يشتري الخبز منها …..
حتي مراقبته لها و التي دأب علي فعلها منذ شهور انهاها !!!
فانتهت بها الايام الماضية في مزاج يؤهلها لقتل اي كائن حتي زوج والدتها رحمها الله و شقيقها من والدتها لم يسلما من لسانها السليط !!
ولكنها لن تشعر بشفقه علي اي منهم !!
فما فائدة شقيق لا يهتم بها ويشاركم المأوي ليجد مكان ينام به ليلا … وهو الوقت الذي تسمح به لنفسها للعودة الي البيت لتفادي حركات زوج والدتها القذر ولكن شقيقها حتي وان اظهر لا مباله فيما بينهم متاكده انه يعود من اجلها !!
ليأتي هاذين الاحمقين الان وهي تراقبه يقطعان وقتها المقدس المخصص لمشاهدته وهو يعود الي منزله بهيئته الرائعة و ملابسه المنمقة و تلك الهيبة الي تسلبها عقلها !!
-يلا من هنا انت وهو ، مش ناقصه قرف علي المسا !!!
-ليه بس يا جميل ده احنا عايزين الرضا !!
قالها احدهم وهو يقترب لتصيح بحده وهي تعود بنصف جسدها للوراء و تفتح ذراعيها بغضب ….
-جرا ياض انت وهو ما تغورا بدل و ديني لأنسل اللي في رجلي علي دماغك انت وهو يا نص كم !!!
-ايه ده ايه ده !!! انتي هتعملي الشريفه !!!
قالها الاخر لتشهق باستنكار وتوعد وهي تميل ترفع رداءها وتعقده علي خصرها فتعود و تسحب خفها وسط ذهول الرجلين وذهول مروان الذي رمي حقيبه وهرع اليها بدماء تغلي وهو يحمد الله علي ذلك السروال القطني البشع التي ترتدي تحت فستانها !!!
عاد الشابين بصدمه الي الخلف وهي تهجم عليهم قبل ان ينضم اليها مروان فينهال عليهما ضربا دون كلمه !!!
عادت منار الي الوراء تراقب بسعادة وقلب متحمس والشابان يركضان بعيدا ….اعادت خفها الي قدميها واردفت ….
-عيال صايعة ماتربتش !!
-والله محد عايز يتربي غيرك !!!
اتسع فمها بصدمه وهو يمسكها بحده يجذبها الي الدكان …
-اي اي براحه !!!
-انتي اتهبلتي !! فاكرة نفسك راجل ولا ايه !!
جذبت يدها بغيظ قائله …
-انا مش راجل ده انا بميه راجل !!!
هز رأسه بغضب ليردف من بين اسنانه !!.
-وكنتي هتعملي ايه يا ميه راجل لما يتجمعوا عليكي ويرنوكي علقه ويا عالم كان ممكن يعملوا ايه تاني !!!
-يا سلام وانا مالي !!
-يعني ايه مالك ؛ انتي قاعده ليه لحد الساعة عشرة بليل في الشارع اصلا !!
-الله انا قاعده في اكل عيشي و هما اللي جاينلي اعملهم ايه يعني و لا انا اللي ندهتهم قولتلهم ونبي تعالوا زاولوني !!
-والله مش لاقي مبرر !!!
قالها باتهام ليزيد تنفسها بغضب وهي تضع يدها علي خصرها قائله ….
-وتلاقي مبرر ليه !!! محدش قالك اتدخل اصلا !!!
-وطي صوتك وانتي بتكلميني !!
قالها بحده و هو يرفع اصبعه بتحذير وكأنها طفله صغيرة…عضت علي لسانها وهي تري جديه ملامحه ونظرت بعيدا عنه عاقده ذراعيها باستنكار واعتراض…
زفر بحنق وهو يهز رأسه بقله صبر ليردف بعدها ….
-مش المفروض ابدا ان بنت تشتغل بعد الساعه عشرة بليل و لو صاحب الفرن هو السبب انا هكلمه !!!
-لا انا اللي عايزة اشتغل واقفل براحتي !!
قالتها وهي تنظر بعيدا رافضه ان تخبره بانها تنتظر حتي تضمن وصول شقيقها الي المنزل المكون من غرفتين فقط فتستطيع العودة والحصول علي بعض الراحة قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر قبل استيقاظهم والهرب من زوج والدتها !!!
-يا سلام ده انتي بجحه اوي !!
-يا سلا…
-بس متتكلميش !!!
قاطعها بحده لتزفر بغضب وهي تدور في المكان تحاول تجاهله …..فأخذت تخبط كل تقع يدها عليه ….
وضع مروان يده علي جانب وجهه بغضب محاولا التركيز والتفكير بهدوء حتي لا يجذبها من شعرها الغجري بلون العسل !!!!!
-ممكن تقفلي وتتفضلي تروحي !!
رمقته بطرف عينيها لتهز رأسها بالموافقة …. ساعدها مروان لينتهوا بعض دقائق ويتم اغلاق المكان !!
اتجه الي سيارته متوقعا منها اتباعه ولكنه فوجئ بها تفرد ردائها الذي تناسي وجوده حول خصرها و تتجه بعيدا عنه ….هرع خلفها يمسك بذراعها قائلا ….
-انتي رايحه فين !!
كانت تضع علكه جديده في فمها بدل التي بصقتها في الشجار …… فكادت تختنق بها وهي تشعر بقوة يديه تحيط بذراعها …..سعلت قبل ان تردف…
-مروحه ؟!
-انتي بتسألي و لا بتعرضي ولا في مكان تاني عايزة تروحيه !!
لمحت نظراته النارية المعلقة بها فتوترت قائله وهي تضرب كف علي كف ….
-يوووه مش قولت روحي !! اديني كنت مروحه اهوه هروح فين يعني !!
-اركبي يا منار انا اللي هوصلك !!
قالها بهدوء محاولا تمللك اعصابه والعودة الي ذلك الرجل المتحكم بانفعالاته …
كادت تضحك وهي تراه يرتدي قناع الهدوء و لم تقاوم مضايقته اكثر لتردف بدلع وهي تمضغ علكتها…
-اه ان كان كده ماشي !!!
تعلم تماما انه يغتاظ بشده من اصطناعها للجراءه فتتعمد جذبه بها ، حتي يخرج عن طور قناعاته الباردة ….
ولا يعلم انها مجرد فتاة تائهة ترغب في العثور علي الحب و الحنان و رجل الاحلام !!
وقف مروان يجذ علي اسنانه بغضب رافضا تماما تصرفات الصغيرة الوقحة حتي وان كانت موجهه له فمن يعلم مع من غيره تقوم بمثل هذه التصرفات !!
اغمض عينيه يستجمع قوته فلديه شعور قوي ان الدقائق القادمة ستكون اطول دقائق في حياته !!!
………………..
بعد يومين …..
دلف ظافر الي مكتبه بغضب فمنذ ما حدث بينه وبين شروق لم يرها فأصبحت تتعمد الابتعاد عنه والاختباء بغرفتها …..
حسنا ربما قد تخطي الحدود ولكنه رجلا قبل كل شيء وهي زوجته بالفعل فلا داعي لهذا العقاب الذي يزعجه بشده!!!
لم يكن يتصور انه اعتدها بهذا الشكل بحيث اصبح كالمجنون في يومين لاختبائها منه وغيابها عن انظاره ..
-ايه يا عم انت هتطلع نار من بقك ولا ايه ؟!!!
قال يزيد وهو يتابع صديقه يدور و يدور في المكتب غافلا عن صديقيه اللذان تبادلا النظرات محاولين تحليل الامر …
نظر له ظافر بحده رافضا الحديث فاردف مروان …
-اجيبلك لمون يهديك ؟
-مش عايز حاجه خليكوا في حالكم دلوقتي !!
مال يزيد علي مروان هامسا …
-شكلها منفضاله من ساعتها !!
لكزة مروان بحده حتي لا يسمعه ظافر فيجن جنونه ان علم بوصول الخبر اليهم والذي حدث بالصدفة البحتة عندما جاءت شروق لمحادثه سلمي فأخبرتها بما حدث بينها وبين ظافر غير منتبهين الي يزيد الذي كان يدلف ليغير ملابسه فوصل الامر الي مسامعه !!!
ومنذ ذلك الحين ويحاول الاثنان انقاذ صديقهم لينعم بحياة طبيعية سعيدة …….
تنحنح مروان قائلا…
-وشروق عامله ايه ؟
نظر له ظافر بحاجب مرفوع قبل ان يردف…
-كويسه !
-امممممم مع اني شفتها المرة اللي فاتت مرهقه انت مش بتاخد بالك منها ولا ايه …
وقف ظافربغضب قائلا..
-في ايه يا مروان انا مش ناقصك !!
رمقه مروان ببرود وثقه قائلا…
-ليه وراك ايه !!
-اه ، انت فايق و رايق شكلك ….
قالها وهو يسحب مفاتيحه و هاتفه ليوقفه مروان قائلا….
-خد بالك منها شروق شابه ولازم تعيش الحياة مش تدفنها بالحيا !!!
قذف ظافر ما بيده وهو يتجه بعنف نحوه يرغب في خنقه للحديث عن زوجته من الاساس فأوقفه يزيد بصعوبة امام مكتب مروان قائلا….
-مروان متستعبطش !!!
وقف مروان بهدوء ليدور حول المكتب فيقف امامهم تمام واضعا يده في جيب سرواله و يردف بتعجب ….
-لا برافو فعلا ، كمان مش قادر تواجهه افعالك !!
نظر ظافر لمروان شزرا قائلا بتحذير….
-مروان متخلناش نخسر بعض !!!
-انت مش هتخسرني انا لا بغباءك انت هتخسر كل حاجه !!! متخلهاش تصدق انك متجوزها عشان تحميها وفي المقابل تلاقي داده لعيالك !!!!
نظر يزيد بصدمه لمروان الذي تحولت ملامحه لجديه تامه و اتخذ الحوار منحني خطير …..
ضيق ظافر عينيه بقسوة وعلت انفاسه الغاضبة فاردف بحده مدافعا…
-انا عمري ما هعمل كده الولاد هي بتحبهم مش محتاجه امر مني و انا مش مقصر معاها زي ما يحيي وصاني !!!
نظر له مروان بنصف ابتسامه سخريه قائلا…..
-ونعمه الامانة اتجوزتها عشان تحكم عليها بالمقبض تعيش وحيده !!! لا كتر خيرك !!
انتفض يزيد بقلق عندما خبط ظافر كفه بعنف علي سطح المكتب بعيون غاضبه ليردف من بين اسنانه …..
-كلامك زاد عن حده يا مروان انا مش هسمح انك تتكلم معاايا بالاسلوب ده !!
وقف مروان بأسي علي صديقه الذي يرفض منح الفرصة لنفسه ولتلك الصغيرة للبدء في حياة سعيدة من جديد فقال بإصرار قاصدا تنبيهه وافاقته…
-يا ريتك سيبتها علي الاقل كانت لقت اللي يسعدها ….
تدخل يزيد مستكفي بهذه الدراما وهو يسحب ذراع مروان بحده للخارج قائلا….
-مروان متستعبطش انت زودتها اوي !!
لكن ظافر تبعه يبعده وامسك بياقة مروان بحده قائلا بجنون ….
-عايز توصل لايه يا مروان ؟
-طلقها وايه رايك اتجوزها انا علي الاقل هقدر اسعدها واقدملها حياة تستحقها !!!
لكمه ظافر لكمات مفاجأة و متتاليه بغضب اعماه عن صديقه الاقرب فأخذ جسداهما يتطحنان يسارا و يمينا لينجح يزيد بأعجوبة في التفريق بينهم ….
بصق مروان بعض الدماء من قمه قائلا…
– زعلان ليه مش دي الحقيقه !!! انت متجوز واحده عندها اتنين وعشرين سنه عشان تحرمها من الحياة ، هو ده تفسيرك لانها تكون امانه في رقبتك !!! مش بني ادمه دي عايزة تعيش و تحب و تتحب مش قد الجواز مكنتش اتجوزتها !!!!!
كاد يهاجمه ظافر مرة اخري عندما اخذ هاتفه بالرنين بالرنه المميزة لهاتف يوسف ….تنفس بحده محاولا الهدوء قبل ان يجيب خوفا من حدوث امر هام …
-الو يا يوسف ………..متعرفش مين ؟ لسه بتعيط ولا خلاص ؟! ماشي يا حبيبي انا جاي متقلقش خليك معاها و خد بالك من فيري !
نظر حوله يبحث عن مفاتيحه فالتقطها مروان قائلا بقلق …
-في حاجه حصلت !!
نظر له ظافر بغضب يرفض محادثته و مد يده يجذبها من يده فسحبها مروان قائلا ….
-يا عبيط انا اخوك ؛ عايزك تفوق قبل ما تندم انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي احسن من شروق !!!
زفر بغضب وهو يسحب مفاتيحه قائلا …
-هي دي طريقتك انك تبين اني اخوك !!
-لا بس كنت بتأكد بس انك لسه بتحب الستات عشان يزيد كان بيقول حاجه تانيه !!
قالها بابتسامه مشاكسه و واسعه ، رمش ظافر و هز رأسه بقله صبر وحيله بعد ان رمق يزيد بنظرة قاتله ، لما عليه ان يصادق اغرب شخصين علي وجه الارض ….
اقترب منه مروان يمد يده لمصافحته ، نظر له ظافر ثوان لاتزال كلتا يداه علي جانبي جسده ؛ مرت ثوان لم يتحرك ، فابعد مروان كفه وهو يهز اكتافه بلا مبالاه ثم اقترب منه يعانقه ويخبط علي ظهره ….
-عيش الحياة عشان بتجري بينا و متديش امان ليها اوي ، واقرب مثال كان يحيي !!! عيش يا ظافر و عيش اللي حواليك !!!!
رفع ظافر ذراعه يخبط علي ظهر صديقه بل اخيه واردف قائلا…
-مين كان يصدق مروان القديس يطلع مجنون !!!
-قديس ايه يا عم ده طلع قالب العداد انا كنت هطلع بيه من هنا علي مستشفي المجانين انا عمري ما شفت حد عايز يموت كده !!!
قال يزيد بسخريه و مرح وهو يعقد ذراعيه و يراقبهم بترقب من عند الباب …
عدل مروان ملابسه و خصلاته يرغب في العودة الي ذلك الشخص المتزن الهادئ المثالي !!!!!!!!
امال يزيد رأسه لليمين مازال عاقدا لذراعيه ، تفحص شفتيه الممزقة و جانب وجهه المائل للاحمرار ليردف وهو يمط شفتيه قائلا…
-لا التاتش الهادي مش لايق والجريمة دي في وشك ، مروان احب اقولك ظافر علم عليك !!
نظر له ظافر شزرا فلا زالت مشاعره تتحرك في كل الاتجاهات ما بين الغضب و العنف و الندم لأنه لم يستطع تميز نوايا رفيق العمر وانهال عليه ضربا دون تفكير ، حرك مروان رقبته يطقطقها ليردف بابتسامه واثق…
-بس انا الحريف ضربتي بتوجع وبتجرح لجوا اوي و مش بتبان !!!
ضحك ظافر بسخريه ليجيب يزيد بابتسامته السمجة …
-مروان واحد ، ظافر صفر ! عاش يا فنان !!
دفعه ظافر نحو باب غرفته بملل قائلا….
-طيب يلا انت وهو عشان مستعجل ؟
-ايه شروق حصلها حاجه ؟
اردف مروان ليتوقف ظافر امامه بمشاعره المنهكة قائلا بتحذير…
-مروان حاول متتكلمنش عن شروق قدامي الفترة دي عشان مش عايز اقتلك !!!
ارتسمت بسمه ببطء علي وجه مروان وهو يمرر يديه علي وجهه كإشارة للصمت وعدم الحديث مطلقا !
[٣/١١, ١٢:٥٠ م] زوزو: الفصل الحادي عشر
دلف يوسف غرفه شروق واغلق الباب خلفه ….
ابتسم وهو يتجه نحوهم ويري فريدة تلاعب يحيي مع شروق ليردف بحماسه …
-هينفع اشيله امتي ؟
ضحكت شروق قائله….
-لما يكبر شويه يا يويو !!
-بس لما يكبر مش هيبقي صغنن كده !!
رفعت شروق حاجبها مفكرة لتردف بموافقه …
-تصدق اقتنعت ، شيل ياابني شيل !!.
قالتها وهي ترفع يحيي وتضعه علي ساقي يوسف الذي اعتدل يفرد نصفه السفلي استعداد لتلك اللحظة الهامة !!
وضعت يدها تحت رأس يحيي الصغير كاحتياط و مساعده ليردف يوسف بانبهار !!
-ده طري اوي وريحته غريبه !!
خرجت ضحكه من القلب غابت عنها كثيرا …. لتردف بموافقه ….
-عشان هو نونو بس انا عندي امل انه لما يكبر هينشف !!
بدأت يحيي يزقزق كالعصفور فانكمشت ملامح يوسف بخوف قائلا…
-هو بيعمل ليه كده !!!!!!!
-اكيد عاوز يرضع !!!
قالت فريده ذات الثلاث سنوات وكأنها تكتشف حقيقه مبهره !!
لم تتوقف شروق عن الضحك وهي تأخذ صغيرها الي احضانه تهزه قليلا ليعود الي النوم فالشقي الصغير يعشق النوم ويتدلل كالأمير رافضا اي ازعاج !!
بعد دقائق خرجت فريدة لإحضار احدي العابها بينما اتجهت هي لوضع يحيي في مكانه تبعها يوسف الصغير قبل ان يردف بتساؤل طفولي !!
-انتي بتحبيني ؟
التفتت له شروق تتفحصه فتشعر بنخزة تستهدف قلبها وهي تلعن والدته في سرها فتنزل الي مستواه تحتضنه بحب كبير و حقيقي قائله….
-طبعا بحبك اكتر حد في الدنيا !!
-وانا بحبك اوي ، هو انتي كده مرات بابي !!
هزت رأسها بالموافقة محافظه علي ابتسامتها ليستممل بخجل قائلا…
-يعني انتي مش هتسبينا خالص و هتبقي مامي لينا ولا ليحيي بس !!!
لو لم تكن تصطنع الشجاعة امامه لسقطت دموعها …هزت رأسه يحب وهي تقبله قائله….
-لو بابي بنفسه قالي امشي مش همشي هفضل هنا علي قلبكم و بعدين مين شافني الاول انت وفريدة ولا يحيي ؟!
امال رأسه بتفكير قبل ان يردف …
-انا وفريدة !!
-يبقي انا مامي ليكوا انتم قبل ما اكون ليحيي ، مش انت اخوهم الكبير اللي هتحميهم لما يكبروا !!
انتفخ صدره بفخر وسعاده قائلا بتأكيد…
-انا مش هخلي حد يضربهم او ياخد الحاجات الحلوة بتاعتهم وكمان هخلي يلعب بلعبي !!!
-عشان كده انت حبيب مامي العسول !!
قالتها وهي تبعثر خصلاته غير منتبهه لظافر الواقف يتابعهم بصمت من بعيد وعلي وجهه ابتسامه رضا و قلبه يرفرف بمحبه نحوها تكاد تفجر قلبه ، كل يوم تأخذ رشفه من روحه فالي متي ستستمر !!
قرر الاعلان عن وجوده و مقاطعه ضحكاتهم فتنحنح قائلا…
-مساء الخير !!
انتبهت له شروق فهبت واقفه بتوتر وقد تخضبت وجنتها باحمرار و عقلها يعيد و يزيد فيما حدث بينهم !!!
التقت نظراتها الزائغة بنظراته الغامضة فأردفت بخفوت…
-مساء النور !!
اما يوسف فتوجه نحوه بسعادة يحتضن ساقه قبل ان يكافئه ظافر بحضن و قبله حانيه ….
-روح العب مع فيري ، عشان عايز طنط شروق شويه ومش عايز دوشه ماشي يا يوسف !!
-ماشي يا بابي !!
ابتسم له ظافر برضا قبل ان يردف …
-وعشان انت شاطر هفرجكم علي فيلم كرتون علي الدي في دي !!!
-يسسسس!!
قالها يوسف قبل ان يركض خارجا …
اعاد ظافر انظاره لها يراقب توهج وجهها بالكامل و احمراره وحركه اصابعها التي تفرك بفستانها دون رحمه …
اغلق الباب فاتسعت عيناها اما هو فقد رفع حاجبه متحديا ان ترفض فعلته …
كان مستمتع بخجلها ولكن عليه الدخول في صلب الموضوع …
-هو في حاجه حصلت انهارده ؟
-لا ، حاجه زي ايه يعني ؟
قالتها بتعجب من سؤاله وهي تهز رأسها بتفكير…
عقد ذراعيه يحاول تحليلها …. فقد اخبره يوسف انها كانت تتحدث في الهاتف اليوم وانتهت باكية !!
هل تكذب بأمر ما !!! لا يكره في حياته اكثر من الكذب فقد عاش مغرقا به ثلاث سنوات مع زوجته السابقة !!!
-يعني مفيش حاجه حصلت معاكي انهارده و ضايقتك مثلا ؟!
قالها بحده لم يستطع السيطرة عليها لتعلو انفاسها بتوتر وعجله افكارها تدور تبحث عن خطأ قامت به !!
كاد القلق والتوتر يقتلها فأردفت بغيظ…
-حاجه زي ايه يعني طيب انا مخي مش دفتر !!
-حاجه زي مكالمه مثلا خليتك تعيطي !!!!
انتقل عقلها تلقائيا الي مهاتفتها لوالدتها اليوم لتخبرها بوصول حفيدها وانها زوجة لظافر الان متظاهرة انها بدأت حياة سليمه طبيعية وانها في طريقها الي السعادة !!!….
ليشرع الاثنان في البكاء لأسباب مختلفة فتطمئنها والدتها ان اخيها قد هدأ الان وانه سرعان ما سيتقبل زواجها وتعود المياه الي مجاريها بينهم بمرور الوقت لتدعوا له شروق بالهداية فهي لاتزال تشعر بالغضب منه لما صدر عنه ولكن والدتها اصرت علي زيارتهم هي وشقيقها لرؤيه حفيدها وبالطبع لم تستطع الرفض ولكنها تقلق من رأي ظافر وموقفه !!!
انتبهت لملامحه الغاضبة وهو يتابعها بترقب منتظر اجابتها لتردف بتعجب….
-ايوة كلمت ماما عشان وحشتني !! انت مش قولت اني اقدر اقولها بعد ما نتجوز !!
لانت ملامحه قليلا ليردف بعد ثواني ….
-وماله انا مش همنعك عن امك وقالت ايه يخليكي تعيطي !!!
-مفيش ، هي كانت وحشاني مش اكتر وبعدين انت عرفت منين اصلا ، انت بتراقبني !!!
قالت وهي تعقد ذراعيها بانزعاج ، امال رأسه بتعجب قائلا…
-لا طبعا وانا هراقبك ليه ، ده يوسف اتخض لما شافك بتعيطي وقالي ولا انتي مكنتيش عايزاني اعرف ؟
ضاقت عينيها بحده ، لما تشعر كأنه يتهمها بأمر مستتر فقررت التحدث بصدق قائله…
-انا ليه حاسه انك بتتهمني بحاجه ؟
ارتفع كلا حاجبيه مقررا التحدث بصراحه تواكب صراحتها ….
-المفروض اني راجل البيت واحب اني اعرف كل حاجه بتحصل عشان اقدر اتصرف واحميكم وده موضوع طبيعي اي راجل يستناه من مراته ولا ايه ؟
ظلت ترمقه بنظرات مطوله لتردف بسخريه…
-حضرتك عايز تقرير يعني عن حياتي يوميا ؟!
-انتي فاهمه قصدي كويس يا شروق !!
كادت تتخطاه مستنكره ذلك الحوار الدائر من الاساس فأوقفها بحده وهو يمسك ذراعها يعيدها امامه !!
-انا مش بكلمك وبعدين متضايقه ليه هو مش ده حقي !!
ارتعشت شفتيها وهي تكبح خوفها من صوته العالي فهي لم تعتد التشاحن مع اي رجل خاصة رجل بملامح قاسيه ….
-خلاص هبقي اقولك كل حاجه ارتحت !!
قالتها بعيون غائمة بدموعها تحاول نفض ذراعها ولكنه منعها وهو يدير رأسها نحوه يتابع دموعها التي انهالت بسرعه غريبه فهو لم يتوقع مضايقتها الي حد البكاء !!
زفر بغضب وهو يستغفر الله قائلا…
-انتي بتعيطي ليه دلوقتي !!
-مش بعيط !!
ابتسم رغما عنه ليردف بهدوء نسبي …
-بصي انا اسف اني ضايقتك ؛ انا مقصدش بس احنا نحاول نراعي بعض وانا مش بعرف اتعامل مع الستات اوي فخلينا نتفق علي الصراحة بينا عشان نرتاح ايه رأيك ؟
نظرت الي اسفل وهي تهز رأسها بالموافقة وقلبها ينتفض من ملمس يده علي وجهها …
-ممكن تبطلي عياط !!
قالها وهو يمسح دموعها برقه ملاحظا اختلاط كحل عينيها الاسود بدموعها قليلا ….حتي دموعها تبرز جمال عيونها الخضراء المحددة بالأسود الداكن ……
لم ينتبه الي اصابعه التي تنساب بحريه علي بشرتها الحريرية خاصة ابهامه الذي يعذب جانب شفتيها …..
ولكنها بالطبع تنبهت !! خرجت انفاسها متقطعة لما يتحول كل موقف بينهم مؤخرا الي امر مواقف اكثر خطورة حتي مع يحيي لم تصل مشاعرها الي تلك الدرجة من الاضطراب والجنون !!!…..
تعلقت انظارها بصدره الذي يصعد ويهبط بعنف وتساءلت لما يفتح ثلاث ازرار من قميصه في العمل ؟!!!!!!
ولما علي لمسته ان تكون رائعة لهذه الدرجة فتشعر بانها مغيبة غير قادره علي الحركة !!!
لم يستطع ظافر مقاومه ارتعاشه شفتيها التي تداعب عينيه بضراوة ….
فاحكم كفيه حول وجهها ورفعه مجبرا اياها ان تنظر الي رغبة قلبه المنعكسة بعينيه المنصهرة كالكراميل برغبة الحصول عليها…
اغمضت عينيها بضعف غير قادرة علي تحمل هول مشاعره لتشهق بخفه وهو يحتضن شفتيها بشفتيه ….
توقفت انفاسهم لثواني متناسين الحياة و اعاصيرها المحيطة بهم….لتبدأ اعاصير جديدة تتحرك بتحرك شفتيه فوق شفتيها وتزداد اشتعالا بدقات قلبيهما ….
احكم قبضته علي اسفل رقبتها خوفا من تتركه وتبتعد فيموت في اللحظة والتو ……
تأوهت وهو يدفعها نحو جسده يكاد يحطم عظامها بشوقه الذي اشعل بقلبها شوق و مشاعر دفينه ظنتها انتهي و قتلت قبل ان يسنح لها فرصة اكتشافها !!!
امسكت بملابسه مستسلمة لهجومه الكاسح علي قلبها و شفتيها….
بعد ثوان ابتعد عنها وهو يصدر صوت من صدره كانت لتخاف منه لولا حاله الهذيان التي اوصلها لها فصارت لا تقوي علي التنفس جيدا وهو يبيح لشفتيه التجول علي وجهها ورقبتها بحريه ، حتي انها شعرت بأسنانه تعلن وجودها تحت اذنها !!
تأوهت وهي تحاول كبح مشاعرها العارمة فقد اطلق داخلها مشاعر كثيره متشابكه في ان واحد دون ان يرحم ضعفها !!!
لم يعطها فرصه للتعقل او التحليل وهو يعاود خطف انفاسها في قبله اكثر عمقا !!!
وصل الي اذنها صوت جرس الباب فعضت شفتيه دون وعي ليبتعد بتأوه مصدوما من فعلتها ولكن ليس اكثر من صدمتها !!
-ال الباب بيرن !!!
قالتها بصوت متقطع مبعثر المشاعر …..
لينتبه الي جرس الباب الذي يرن بتوالي و صوت صغيره المنادي ينتظر اذن والده ….
-افتح يا بابي !!
-استني يا يوسف انا جاي !!
كانت تنظر الي الاسفل منتظره ان يتركها من بين ذراعيه … ابتعد ظافر ببطء شديدا لا يرغب في الابتعاد عنها ليردف …
-انا هشوف الباب خليكي !!
نظف حلقه بخفه وهو يتجه الي الباب فأوقفته شروق برعب مشيرة بأصبعها الي وجهه بخجل !!
ضيق عينيه بتساؤل ولكن بالطبع ياللغباء !!! فاحمر شفاها اصبح مصبوغا بينها و بينه …..
زفر بحنق وهو يلعن الزائر القادم بغضب ….
-ايوة انا جي !!
قالها وهو يخرج منديله يمسح وجهه بعنايه ….
و ما ان فتح الباب حتي اختفت كل ذرة مشاعر مر بها منذ ثوان ……
-بيبي !!!
ضيق عينيه بحنق بالتأكيد اخر ما يرغب في رؤيته الان هي طليقته !! كان عليه التوقع فكل ما يخرب لحظاته الرائعة يتعلق بتلك الشمطاء !!!
-عايزة ايه يا مني ؟
ابعدته بضحكه تليق بشخصيتها المقيتة وهي تدلف قائله …
-فين الذوق يا بيبي مفيش اتفضلي !!
– لا ازاي في طبعا !!
ابتسمت تلك الابتسامة الجانبية قبل ان تنكمش شفتيها بغيظ عندما استكمل قائلا….
-اتفضلي من غير مطرود !!!
-مفيش فايدة فيك !!
نظرت الي المنزل الذي جمعها به يوما بملل لتردف بتعجب…
-زي ما هو مفيش اي تجديد !! عيبك الوحيد يا بيبي انك ممل !!
ضحك بتهكم قائلا…..
-انا بحب الملل ممكن تخدي الصخب والحياة المنبعثة منك وتتفضلي في ستين داهيه !!!
جذت اسنانها بغضب وكادت تجيب عندما اتاها صوت شروق الانثوي فالتفت بحده وعيون متسعه تري غريمتها !!!
اما شروق فقد انبهرت بتلك المرأة خارقه الجمال بملامحها المزينة بدقه فتبدو كالطفلة البلهاء بجوارها !!!
خرجت ضحكه صفراء من مني وهي تنظر اليها من اسفلها الي اعلاها بتعالي لتردف ….
-يااااي حتي في دي عديم الذوق يا بيبي ؛ يعني مش عايز تقربلي عشان تقع في الزباله دي …جبتها من انهي شارع ؟!!
سقط فم شروق بصدمه وعيون متسعه غير مصدقه ما تفوهت به تلك اللعينة !!!! لتردف بهجوم ….
-اما انتي واحده قليله الادب و…. !!!!…
قاطعها ظافر وهو يسحب المرأة الشبيهة باللعبة البلاستيكية من شعرها الاصفر الكناري بهدوء تام وكأنه يتعامل مع عصفور يمد يده فيخرجه من القفص …..
مد يده الاخرى يزيد اتساع الباب قبل ان يدفع مني المتأوهه بغضب والم الي الخارج ……
ما ان استدارت نحوه حتي ابتسم باصفرار قائلا بغمزة!!
-معلش محتاج اقعد مع مراتي شويه !!!
وبذلك اغلق الباب بقوة في وجهها !!!
اتسعت عيون مني باستنكار غير مصدقه انه اختار تلك الحقيرة عليها ، هي ذات الجمال الاخاذ المثالي يتركها ليتزوجك بتلك الصغيرة الحمقاء ….
لابد وانه تفكيره شاذ من نوع ما ليرفض كمالها !!!
صرخت بغضب ….
-مش هسيبك يا ظافر مش موني اللي يتعمل فيها كده !!!
فتح الباب امامها لتبتعد خطوة ،صرخت بخفه عندما قذف ظافر حقيبتها في وجهها قبل ان يغلق الباب بحده مره اخري دون ان يتفوه باي كلمه !!!
[٣/١١, ١٢:٥٠ م] زوزو: الفصل الثاني عشر
-مين دي ؟
اردفت شروق لا تزال مشدوها ….ليتخطاها ظافر مجيبا ….
-طلقتي !
اضطربت مشاعرها بصدمة لمعرفه ان تلك المرأة ذات الجاذبية الحادة كانت زوجته فقد صور لها غضبها و كرهها لها بسبب تركها لطفليها انها قبيحة لا تطاق ….
ولكنها جميلة و جميله جدا بل اجمل منها بمراحل و مراحل !!!!!!
اخذ شعور مزعج يتولد داخلها دون مبرر لما قد يفكر حتي بالاقتراب منها ومتابعه ذلك الزواج !!!
حسنا !! انتي تعطين الامر اكثر من حجمه ، ربما كانت لحظه ضعف لا اكثر فهو رجل في النهاية !!!!
اغضبها هذا التفكير الاخير بشده ورغبت بالصراخ و البكاء في ان واحد …ماذا الم يكتفي القدر بما لاقته فيرميها بالمزيد من الدراما …..الا بحق لها ان تنعم قليلا بشعور هادئ ….
وتلك الحياة الوردية التي سمحت لنفسها برسمها ولو لبضع دقائق قبل اخمادها قتلت للتو !!!
دلف غرفته بغضب فقد حولت مزاجه بالكامل في لحظة كم يكره تلك الحقيرة ، جاءت الي مكان ابناءها دون ان تلتفت بشوق حتي لرؤيتهم او تبرر مجيئها برغبتها في رؤيتهم تلك المتحجرة معدومة القلب ، اغلق الباب قبل ان يفتحه مره اخري قائلا بحده …
-متفتحيش الباب لو خبط !!
وجدت نفسها تستدير نحوه بغضب لتردفت بهجوميه وصوت عال قليلا…
-حاضر ممكن ادخل اعمل الغدا و لا مينفعش العب بالنار !!
زم شفتيه يرمقها بغيظ فهذا ما ينقصه الان …. امسك بنظراتها الغاضبة يحاول تفسير كتله المشاعر المختلطة التي تبثها نحوه ولكنه اكتفي بقوله ….
-بالظبط متلعبيش بالنار عشان هي والعه لوحدها !!
بذلك اغلق الباب منهيا جدال الاعين المشتعل بينهم …..
زفر ليستغفر الله في سره وهو يشتعل بنار الغضب ….. رن هاتفه في نفس الوقت الذي استمع فيه لصراخ اطفاله معلنين عن بدأ شجارهم…حاول تجاهل الامر للتحدث مع احد العملاء …..
ولكن الضجيج مع انفلات اعصابه جعله كمن يمشي علي حبال من الجمر !!!
-متأسف يا استاذ كمال مضطر اقفل و هتصل بحضرتك قريب !!
فتح باب غرفته بغضب وهو يتجه لمصدر الضجيج ،علا صوته بغضب فانتفض الصغيران برعب وعيون متسعه …
-مش معقول مش عارف اعمل حاجه في البيت ده بهدوء !! انا مش منبه ميه مره قبل كده مش عايز عراك !!!
هرعت شروق بذعر نحوهم لتجد الصغيران يرتجفان بخوف يكادوا يلتصقان ببعضهم البعض ، توجهت نحوهم تقف امامهم قائله بغضب …..
-ممكن براحه شويه دول اطفال !!
-لو سمحتي متدخليش !!
اردف قائلا بنبرة نهائية ….علت انفاسها فحساسيتها تجعلها تميل للبكاء مهما كان نوع مشاعرها فأردفت بحده وتحدي …
-لا هتدخل !!!!
كانت عيناه تشتعلان بغضب وهو يمسك بنظراتها متعجبا من تحديها له ….وصل اليهم صوت بكاء يحيي فهذا ما ينقص ، توقع ذهابها اليه ولكنها اكتفت بارتعاشه عينيها مره قبل ان ترمش بأنفاس عاليه مستمرة بالوقوف امام طفليه وكأنه وحش سيلتهمهم !!
كل ما كان سيفعله هو توبيخ و عقابهم بالبقاء بغرفتهم !!
شعر بانزعاج وهو يراها متجاهله الصغير الذي يزداد بكاءه ليهتف بضيق…
-مش سامعه اللي بيعيط !!
-مالكش دعوة متدخلش !!!
اغلق عينيه محاولا الهدوء وهي ترد له كلماته منذ قليل فوجدها تمسك بولديه تدفعهم نحو غرفتهم ….
خبط كف علي كف بعنف جعل ثلاثتهم ينتفضون بخوف ….ليتركهم قبل ان يجن واتجه للصغير الباكي !!!
دلفت شروق الي غرفتهم قائله بصوت خافت وهي تميل لمسح دموع فريدة من علي وجنتها الحمراء….
-بس ياقلبي متخافيش ده بابي متضايق شويه عشان الشغل !!
ربتت علي وجهه يوسف الحزين لتردف بلين….
-يوبعدين ينفع كده نزعل بابي منا ، انا مش قلت بابي بيجي تعبان ولازم نبقي هادين !!
هز الصغيران رأسهم بالموافقة لتردف فريدة….
-انا مقصدس انا كنت عاوزة العب بدوبي و يويو مس راضي يدهولي !!!
-خلاص خلاص مش مهم ، حصل خير …انا عايزاكم تقعدوا مؤدبين شويه هروح اشوف اخوكم وانا متأكده بابي هيجي يصالحكم دلوقتي تمام !!!
-حاضر يا مامي !!
فال يوسف ليرتفع حاجبي فريدة بتعجب طفولي قائله …
-اسمها سيري دي مس مامي !!
نظر لها يوسف وكأنها غبيه او كائن من نوع اخر فيردف بتأكيد طفولي….
-يا عبيطه دي مرات بابي يعني مامي كمان عشان احنا اكبر من يحيي لازم تبقي مامي عشان احنا اخوات !!!
وضعت فريده يدها علي ذقنها بتفكير وكأنه تنهي احدي مسائل اينشتاين لتردف بعد ثواني بابتسامه واسعه ….
-صح وانا يبقي عندي مامي زي توتا صاحبتي !!
هز يوسف رأسه بفخر و كأنه من منى عليها بالأمومة ….اكتفت شروق بضحكه صغيره وهي تشعر بقلبها يتضخم بحب لأنها اسعدتهم …..لتردف ….
-ايوة مامي هتروح شويه وترجع زي ما اتفقنا !!!
قبلت فيري التي تضحك بشده وبعدها يوسف لتتجه للخارج راكضه نحو غرفتها بتوتر وقد صمت صغيرها منذ مده !!!
دلفت لتجد ظافر مستلقي علي فراشها يداعب صغيرها بهمهمات غير مفهومه ….حافظت علي جمود ملامحها لتقترب بقلب ينبض بقوة متجاهله خطورة المشهد امامها علي قلبها الصغير !!
امسكت الصغير بحاجب مرفوع تخطفه من بين احضانه لينظر لها بغيظ وهي تقطع مداعبته للصغير الذي هدأ من روعه كثيرا ….
اردف بغيظ و اتهام ….
-يا سلام !! مش ده اللي كان بيعيط و سيباه !!
وضعت الصغير في فراشه الهزاز وهي تخفي احمرار وجهها بخصلات شعرها القصيرة المموجة….
-وانت الحنين اللي خايف عليه ؟
-غصب عنك علي فكره حنين !!
نظرت له بغضب تقترب منه خطوتين فتردف بقله صبر….
-واللي عملته في العيال ده كان حنيه !!!
-هو انا كلمتهم !!!!!
-هو انا هستناك لما تكلمهم !!
-لا و دي تيجي نشوف النكد فين و نلف وراه !!!!
رفعت اصبعها في وجهه قائله ….
-اتفضل روح صالحهم الاولاد خايفين منك !!!!!
عقد حاجبيه وهو يعقد ذراعيه للخلف ليمنع نفسه من جذبها لأحضانه بتلك الهالة الطفولية المراوغة التي تفقده عقله ليردف …..
-حضرتك تؤمري بحاجه تانيه يا مدام شروق مع الاوردر !
رفعت ارنبه انفها بغرور قائله …
-لا ثانكس و ماتتكررش تاني !! …
استدارت بكل عنجهية تعد خطواتها بتوتر للهرب من امامه حتي يهدأ قلبها الثائر ….
بينما ارتسمت ابتسامه مشاكسه علي وجهه الجذاب خفقت عيونه العسلية عن كبح لمعانها …..
رفع رأسه للسماء يشكو لابن عمه رحمه الله متمتما !! …
-سبتني مع اربع عيال و خلعت ، عاجلا ام اجلا سنلتقي و هنفخك !!!
وبذلك اتجه لغرفه اولاده ليبدأ رحله مراضاتهم ليس امرا من الكونتيسه و لكنه لا يقدر علي معاقبتهم كثيرا !!!
…………….
في شقه مروان…
كان يجلس مروان يدبدب بيده علي مكتبه بالمنزل غير قادر علي العمل و افكاره تنحرف نحو الوقحة الخاصة به !!
لما تضايقه وقاحتها نحوه فبداخله يعلم انها مجرد فتاه سخيفة تحاول الظهور بمظهر الأنثى كاملة الأنوثة فينتهي بها الامر تقلب كيانه هو فقط !!!
اخبره عقله بتهكم ذلك لأنك تقترب من الاربعين و علي وشك بدأ مرحله ما يعرف بالمراهقة المتأخرة !!
زم شفتيه بغضب لما عليه ان يكون في عمر والدها بل لما عليه ان يشعر بحب وتملك نحوها و لما يغضب من تعاملها العنيف مع الشباب وكأنها شاب مثلهم وليست امرأه مكتملة الأنوثة منحوتة علي يد فنان ايطالي شهير …..
اعده عقله الي صورتها وهي تعقد ردائها الواسع كاشفه عن ذلك السروال القبيح الذي يغريه لمعرفه ما يخفيه بالفعل !!!
( عشان تعرفوا ان الواحده ملهاش غير كلسونها اللي حاميها😂😂)
اتاه صوت جرس الباب لتتبعه عده طرقات خلفها …رفع حاجبيه متعجبا من ذلك الازعاج ….ليفتح مستعدا للهجوم علي ذلك الزائر لتتسع عيناه وهو يري شقيقته !!!
-داليا ؟!
-انت فين يا مروان من الصبح بكلمك ماما تعبت اوي و راحت المستشفي !!
-ايه اللي حصل ، هي كويسه ؟
اردف بلهفه خوف لتقول بنبره اكثر هدوءا ….
-ايوة متخافش بس الدكتور قال هتحتاج ترتاح يومين وتظبط شويه عشان السكر ، بس هي عايزة تشوفك ؟
نظرت له بلوم لغيابه عن زيارتهم لشهرين متحججا اما بأعماله او ان اختيارهم لذلك المحيط الغني الصاخب لا يلائمه !!
من الذي سيعيطه الله كل هذه الاموال ولا يستقر بأحد القصور و يبقي متمسكا بمكان نشأته فقط للبقاء بالقرب من رفاق الطفولة !! بالطبع لا احد سوى اخيها المزعج !!
-تعالي ثواني هجيب مفتاح العربيه !!
قال وهو يتجه للداخل …لتعقد ذراعيها بملل قائله….
-لا هستناك هنا متتأخرش !!
اسرع مروان في لملمه اشيائه ليشير لها بالهبوط امامه….هز رأسه وهو يتفحص ملابسها الضيقة بالطبع فالمال مرتبط بأحدث الصيحات مهما كانت فاضحه، وان تحدث اصبح رجعي لا يطاق !! ويتساءلون لما يبتعد عنهم …..
وقفت داليا تبحث عن سيارته ليضع يده علي ظهرها يوجهها الي مكان السيارة قبل ان يركب كلاهما وينطلق مسرعا ….
غافلين عن عيون تتابعهم بغضب وحزن ….
شعرت منار بهالة من الحزن والشفقة علي النفس تحيطها بالطبع ستسلب تلك المدللة الأنيقة الغنية صاحبه القوام الممشوق قلبه !!
ابتسمت ابتسامه جانبيه اختفت سريعا بألم رفعت اصابعها تلمس جانب وجهها الازرق …
هديه مقاومتها لاحدي تحرشات زوج والدتها الاحمق في الامس ….حاولت مقاومه ابتسامه اخري وهي تتذكر نطحها له بوعاء الطبخ فيسيل الدماء من مقدمه رأسه ولكن السمين استطاع ضربها بقوة قبل ان تهرب الي الطرقات فتعيد الكره بان تبقي هناك حتي تطمئن لوصول شقيقها حينها فقط تسمح لنفسها بالعودة و النوم قليلا حتي الصباح !
هزت رأسها متمته بحنق …
-ماهي سوده من كل جانب هتبقي وردي مع سي مروان يعني !!
……….
كان مروان في طريق عودته من المشفى الي منزله بعد ان وعد والدته بزيارتها يوميا …
زفر بغضب وهو يستغفر الله تلك الفتاة بائعه الخبز تراود افكاره بلا هوادة ….. جراءتها و مشاغبه ملامحها تناديه بقوة …
لما لا ينسي مخططه بعدم مراقبتها لدقائق ويسترق بضع نظرات لها …. بالتأكيد لن تشعر به فقد عمل علي تجاهلها طويلا ….
وصل بعد مده و ركن سيارته في مكانها متعمدا الوقوف دقائق امامها لرؤيتها …وجدها جالسه تراقبه !!
عيناها اخترقت عينيه بألم ما ان التقيا … صعق لثواني ولكنه ضيق عينيه وهو يري جانب وجهها المصاب …
اقترب سريعا بذعر قائلا …
-ايه اللي في وشك ده !!.
هزت اكتافها وهي تضع ساق علي الاخري بغيظ !! يتذكرها الان و يحادثها بعد محاولاتها العديدة بلفت انظاره ؛ بالطبع لن ينظر لها وكل تلك الجميلان تحاوطه !!
-مفيش ، قرصه نموسه !!
قالتها بملل ازعجه بشده فاردف باندفاع وغضب…
-قرصه نموسه !!
-اه وعن اذنك بقي عشان بنقفل !!
قالتها وهي تتجه للداخل تطفئ الانوار مكتفيه بهذا القدر من العمل و الضغط النفسي…تبعها مروان بغيظ ليمسك ذراعها بقوة ويديرها نحوه قائلا بحده….
-ممكن تبطلي استعباط واعرف في اي بالظبط ومين ضربك !!
حاولت جذب ذراعها بغضب لما يهتم بها !!
-اوعي بس ايدك دي ، انت فاكرني من حريمك ولا ايه !!
-حريمي !! انتي بتخرفي !!
دون وعي منها مدت ذراعها تجذبه من قميصه نحوها فنظر لها بصدمه قبل ان تردف من بين اسنانها !!
-اه ولا نسيت الموزة اللي كانت معاك من ساعتين !!
ارتفع كلا حاجبيه بذهول هل تغار الوقحة عليه !! وبخ نفسه رافضا الابتسام و قيادتها في الطريق الخطأ فتظن انه يحبها لا سمح الله !!!
او انه يذوب بعينيها الشقية و يعشق ملامح مشاعرها المكشوفة ويضعف كثيرا جدا امام اشعاع عينيها بمشاعر حبها له !!
ترك ذراعها بهدوء وامسك يدها يحاول افلات ملابسه من قبضتها ليردف رافضا تغير الحديث …
-الشباب بتوع الخناقه من يومين هما اللي عملوا فيكي كده !!
تركته وهي تضع يدها بجانبها وترفع رأسها لتنظر الي وجهه فتردف بنصف ابتسامه …
-حاجه متخصكش !!
شعر بدمائه تغلي من رفضها لما تجعل الامور صعبه عليه !!
-منار ، مش لعبه هي دي مصيبه !!
كانت منار مستشيطه غضبا من عدم انكاره لوجود علاقه بينه وبين تلك الفتاه ولكنه لم تتوقع غضبه هكذا واهتمامه بما يحدث لها وترغب في المماطلة حتي تستحوذ علي اهتمامه ولو لفتره قصيرة و يا حبذا لو تجعله يعترف باهتمامه التي تتوق له ….
-وانت مهتم ليه ؟
-مش مهتم !!!
اردف بحده فاختفت ابتسامتها وهي تقول بعناد …
-طيب اتفضل عشان عايزة اقفل !!
-انتي ليه صعبه كده ما تقولي و تريحيني !!
-قولي انت مهتم ليه وانا اريحك ، ولا انت فاكرني سهل كده اي راجل يتدخل في حياتي !!
ضحك بسخريه ليردف بغيظ…
-لا ابدا اطلاقا !!
التفت له بتهكم قائله …
-تقصد ايه يا مسكر !
-اتكلمي عدل انا مش صغير معاكي !
شهقت بإستنكار وهي تشير الي جسدها متمايلة امامه…
-وانا مش صغيره بصلي كويس يا مسكر وانت تعرف !!
ضرب مروان بيده الطاولة خلفها ليردف بغضب ارعش جام جسدها مقررا ترك الهدوء والاستسلام لتوحش مشاعره ….
-ما تتلمي بقي ، ايه متربتيش قبل كده وعرفتي ان عيب تتجاوزي بكلامك مع رجاله ،ايه مسكر دي ما تفوقي لنفسك، فين اهلك انتي !
علت انفاسها بغضب هل تلك فكرته عنها !! انها فتاه عديمة التربية …ابتلعت اهانته فأردفت بخفوت ارغمه اختناقها…
-ماتوا !!!
وضع يده علي عينيه يفركهم بقسوة قبل ان يردف بعد ان لملم افكاره …
-الله يرحمهم بس بردوا مينفعش اللي بتعملي ده يا منار انتي بنت واللي بتعملي ده ممكن تخلي الناس تطمع فيكي !!
-انا مش بعمل كده مع اي حد !!
قالتها وهي تمسك بنظراته وكأنها ترجوه بأن يشفق عليها و يهتم بها هي سترضي بذلك !!!!
تلجلج مروان من ذلك الاعتراف الغير مباشر وشعر بتوتر فاردف بهدوء…
-اقفلي عشان اوصلك الوقت اتأخر …
ابتسمت بتهكم وهي تخرج خلفه و احكم الاثنان اغلاق المكان ،توجه مروان بصمت نحو سيارته متوقعا اتباعها له ولكن بالطبع لم تفعل …
سارت منار بغضب وكأنها تغتال الطريق بأقدامها تشعر بغضب عليه وعلي نفسها و بانزعاج علي اندفاعها الغير محسوب الذي جعله يظنها فتاة سهله المنال !!
بالطبع رجل كباقي الرجال !! ليعارض قلبها بانه ليس كأي رجل بل هو رجل مكتمل الرجولة وسيم و هادئ و يملك الكثير والكثير من المال لما سينظر لها بالرغم من محاولاتها الوقحة والمباشرة للتقرب منه !!!
نظرت الي اسفل بحزن وشهقت بخضه وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها ويديرها للجهة الأخرى لتجده هو ..
-خضتني !!
-انا مش قولت هوصلك !!
عقدت ذراعيها بعناد قائله…
-لا معلش انا بحب امشي !!
-اركبي يا منار انا مش ناقص !!
-لا يا مسكر مش هركب !
وبذلك نفضت ذراعها وتركته لترحل مرفوعة الرأس …..
ضرب مروان الارض بقدمه مره بقوة قبل ان يغلق سيارته و يسير خلفها لما لايقتلها وينتهي من الامر برمته وينتهي من لقبها المزعج ..
شعرت منار بخطواته فالتفتت نحوه هاتفه بغضب …
-الله انت جي ورايا ليه ؟!
هز اكتافه بلا مبالاة قائلا…
-ومين قال اني جي وراكي انا رايح اشتري سجاير !!
اشارت الي بائع بجوارهم فأردفت بسخريه وهي تهتز بخصرها لليمين…
-السوبر ماركت اهوه !!
-انتي مالك انا بشتري من مكان معين !! وبطلي المياعه دي في الشارع !
-انا بحب المياعه يا سيدي ، ليك فيه ؟!
شعرت بغضبه يشتعل وهو يعض شفته السفلي فاتسعت عيناها بخوف قبل ان تستدير و تتابع سيرها بعيدا عنه وبالتأكيد استمرت خطواته خلفها …..
[٣/١١, ١٢:٥٠ م] زوزو: الفصل الثالث عشر
وبعد مرور نصف ساعه وصلت منار حارتها و مروان في أعقابها خوفا من أن يتعرض لها احد و عقله يصور له ما يمكن أن يكون حدث لتصاب هكذا…..
وقفت منار علي اول مبني ليس بالمعني المعروف للكيان ولكنها لن تخجل من مكانتها الاجتماعية فهكذا خلقها الله وهذا هو رزقها التي تسعي لتحسينه ….
وضعت يدها علي خصرها واردفت….
-اديني وصلت ممكن تتكل علي الله بقي !!!
-ماشي يا منار وبكره لو مقفلتيش قبل الليل هتتشوفي هعمل ايه !!
اتسعت ابتسامتها مما زاد من إنزعاجه واردفت..
-سلام يا مسكر…
صعدت علي الدرج المكشوف الذي يوصلها لشقه لا تتعدي الثلاث غرف …..ولكنه فوجئت بزوج والدتها يخرج بعصا ويصيح بها ….
-يا صلاة النبي و مين ده يا بت اللي جيباه معاكي !!
مصمصت بغضب قائله …
-جايبه اللي جايباه وانت مالك !!
-وكمان بتردي يا قليله الحيا اشهدوا يا ناااس جايه و معاها راجل غريب و كمان بتبجح ….
ذهلت منار من صراخه و كذلك مروان الذي تجمد بالأسفل بذهول من حديث ذلك الرجل !!! الم تقل ان اهلها متوفين ؟!….
-ده انت راجل متربتش وناقص صحيح و ديني لاربيك !!
قالت منار قبل أن تقفز علي زوج والدتها الذي يحاول ضربها بالعصا ،ركض مروان نحوهم يبعدهم متجاهلا الأصوات الحماسية حولهم ….
-بس يا راجل انت اتجنيت بتضرب بنت !!
-اه يا خويا بضربها خصوصا لو مش متربيه وجايبالي رفيقها معاها !!
-لا ده انت راجل قليل الادب بقي وانا غلطان اني بكلمك بأدب …
و بذلك دفعه مروان بحده اوقعته علي الدرج من اعلي و حاولت منار تخطي مروان و ركله ولكنه جذبها بعيدا بحده قائلا….
-اتهدي انتي كمان !!
-الحقوني يا ناس البنت اللي كنت بربيها وأقول دي بنتي و حرام وسايبها عايشه وأكله شاربه و نايمه في بيتي عشان خاطر امها جايه في اخر الليل و معاها راجل و كمان بيتهجموا عليا ….
كان قد اجتمع الرجال في الأسفل يراقون الشجار وكذلك بعض النسوة ….فتدخل أحدهم قائلا…
-ده ايه الزمن الاسود ده يا حج صبحي …وبعدين انت جاي تتهجم علي الراجل وهو بينا !!
شهقت منار لداخل صدرها قائله باعتراض….
-بينكم مين يا عنيه انت وهو ، دلوقتي ظهرتوا و انا لما كل يوم بنزل متجرجره علي السلالم من القرف اللي بيعملوا مكنتش بنتكم ولا انت مكنتش ساكن قدامنا وشايف يا عاطف !!
-شوف البت و بجحتها أومال لو مكنتش جايبه الراجل وراها علي رجليه ….
قالت احدي النساء من الأسفل فامسك مروان بمنار التي تحاول خلع حذائها وبالتأكيد تنوي مهاجمتها واردف بصوت غاضب عال…..
-استني انتي !! اديكي قولتي جاي علي رجليه و قدامكم كلكم عشان انا جاي اتقدملها اصلا واطلب ايدها لولا الراجل المجنون ده هجم علينا !! ومش معتوه انا يعني عشان ادخل منطقتكم و محترمش رجالتها وامشي وراها كده عادي !! ….
لتردف احدي السيدات ….
-ما الراجل جاي و غرضه شريف ونبي عيب اللي بتعملوه ده !!
لترد اخري باستنكار….
-ونبي اتلهي ده بيداري خيبته !!
ليردف احد الرجال و كأنه يتحدى كذبته قائلا….
-واديك جيت يا عم زي ما بتقول كنت عايز ايه ؟؟ ..احنا كلنا هنا قرايبها …
نظر لمنار المصدومة محذرا لها بأن لا تنطق بحرف واحد وتوجه وسط مجموعه الرجال بالأسفل قائلا…
-انا كنت جاي اخطب بس بعد اللي شفته ده انا مقدرش اطمن عليها مع الراجل ده ثانيه واحده ، انا هكتب الكتاب علي طول و دلوقتي !!
انتقلت أنظار الجميع فيما بينهم ليردف زوج والدها الملعون …
-وانا مش مواقف !!
خرجت منار من صدمتها لتصيح بغضب ….
-وانت مالك يا عره العرر ، انت حياله كنت جوز امي الله يرحمها !!
خبط بعصاه بعيد قائلا…..
-بس ليكي شقيقك واعتقد ان كلمته هي اللي تمشي و لا ايه يا رجاله !!!
كادت تصعد له منار بغيظ و لكن مروان ذهب إليها يمنعها بغضب …
-قولتلك اسكتي ومتتحركيش من هنا ولا مش معاكي راجل انتي !!!….
صمتت بغيظ وهي تنظر له شزرا ولكن قلبها يدق رعبا و خوفا عليه في حال اجتمع الرجال عليه فالكثرة تغلب الشجاعة وهي تريد انقاذه من هذا الموقف باي شكل حتي وان جارته في هذه الخدعة ….
نظر مروان بقرف لصبحي فاردف بموافقه…
-ماشي يا عمنا وانا موافق ، هو فين اخوها !!
-ماله اخوها ؟!
جاء صوت سليمان شقيقها بالأسفل فهرعت منار بأمل نحوه … صحيح ان علاقتهم ليست جياشه بعاطفه الاخوة ولكنها تعلم انه يحبها ….
اقتربت منه وكأنه ينتشلها من الغرق و مالت علي أذنه هامسه ….
-جايلي عريس و ابوك فضحني و عايز يطفشه و لم الناس عليا ….
نظر سليمان نحو مروان واستشعر ثقله بالمال من هيئته المنمقة أعاد بصره نحو منار قائلا بقلق و ريبه…
-عريس يا بت ولا يقضيها يومين و يخلع ده شكله متريش اوي !!
-عيب عليك يومين ايه اختك بميه راجل!!
كان مروان يراقبهم بحاجب مرفوع يحاول تحليل علاقه كلاهما وهل شقيقها في اخلاق والده ام ماذا !!
-ايه يا جدعان الحمام الزاجل ده عمركم ما شفتوا عريس جاي يتقدم لواحدة قبل كده ،اتكل علي الله يا ابي يلا يا حج منجلكوش في حاجه وحشه !!
قال سليمان وهو يصفق يديه فتنهدت براحه و حمدت الله فهكذا سينتهي الأمر سريعا و تخلصت من الجزء الاصعب وهي ألسنه من حولها …
صعدت سريعا نحو مروان و أردفت محاولة إخراج مروان من الوضع وهي تدفعه لأسفل الدرج …
-خلاص يا استاذ مروان احنا آسفين جدا علي اللي حصل حضرتك اكيد صرفت نظر وانا مش هلومك …يلا كل شئ قسمه ونصيب ….
فرغ فاه شقيقها من الصدمه ألم تطالبه لإنقاذ الوضع من أجل العريس المنتظر والان تخرب كل شئ نظر لها شزرا وهو يشعر كالمخدوع و كاد يصفعها….
ولكن مروان ابعد يدها بحنق قائلا…
-لا مصرفتش نظر ، ومش همشي من هنا غير وانتي مراتي ورجلي علي رجلك ….
ابتسمت بصعوبة وهي تميل عله بغضب قائله…
-ايه اللي بتعمله ده مراتك ايه انت اتجننت انا منار بتاعت الفرن يا باشا ولا افكرك !!
-ممكن تخرسي مش انا اللي كنتي معاك انت اروح اي حته ، انتي اللي جبتي لنفسك ، عشان تتعلمي متلعبيش مع الاكبر منك !!
قالها بغضب و كأنه يعاقبها لا يعلم أن كل حرف ينطق به يرفرف لها قلبها الصغير ، مالت عليه قائله…..
-مش اكبر هي المشكله اساسا ا؛ انا منار بتاعه الفرن يا اوبهه !!
-لو قصدك عشان فقيرة هي المشكله يبقي لسه معرفتنيش كويس !!
قطع حوارهم شقيقها وهو يقترب ينظر لهم بحنق قائلا….
-يعني ايه اللي هيحصل في ام الليله السوده دي !!!!!
……………..
استيقظت شروق علي صوت رنين هاتفها فوجدت اسم والدتها يضئ الشاشة ، ردت سريعا قائله…
-الو يا ماما صباح الخير !
-صباح الخير يا حبيبتي ، انا صحيتك ولا ايه !!
-لا ابدا انا لسه صاحيه من شويه !!
-طيب الحمدلله ، انا عندي خبر حلو انا واخوكي هنجيلك انهارده !!
استقامت بحده وهلع فأردفت بسرعه…
-رامي هيجي ليه ؟
-متخافيش انا اتكلمت معاه واقنعته اننا نيجي نزورك هو لسه زعلان شويه بس مع الوقت هينسي انتي دلوقتي علي ذمه ظافر سواء بيحبه او لا واكيد لما يشوفك سعيدة في حياتك الجديدة مش هيعترض !!
-هاه اه طبعا سعيدة ؛ ظافر طيب اوي و عوضني انا ويحيي عن حاجات كتير !!
-ربنا يسعدك يابنتي ،جهزيلي حفيدي انا عملت البدع مع اخوكي عشان اجي اشوفه واحضنه جوا قلبي !!
اردفت شروق بابتسامه…
-و هو مستنيكي يا ماما ، ربنا ميحرمني منك ابدا و يخليكي ليا ، اوعي يا ماما تكوني لسه زعلانه مني ؛ بس انتي عارفه ان ده كان الحل الوحيد …
تنهدت والدتها لتردف منهيه هذا الموضوع نهائيا..
-انا عارفه يا شروق وخلاص متتكلميش في اللي فات المهم انك مبسوطه وانا هطلب ايه من ربنا غير انك تتجوزي وتعيشي في حب و سعاده مع جوزك !!
اسرعت شروق تردف بما يسعد والدتها و يطمئنها فهي لن تنكر مساعده ظافر لها بكل جوارحها ولكن لا حاجه لان تعلم والدتها بانه تزوجها من اجل يحيي حتي وان اشعرها بغير ذلك فظهور زوجته السابقة اكد لها استحاله وقوعه بحبها ……
-طبعا طبعا يا ماما و هو بيحبني اوي اصلا و يحيي كمان !!
-ربنا يباركلكم يابنتي ويلا اقفلي وسيبيني البس واجي لحفيدي !!
-طيب يا ماما مع اسلامه !!
-مع السلامة !!
اشرقت ابتسامتها الواسعة وجهها فقد اشتاقت لنبع الحنان كثيرا ولا تطيق الانتظار حتي تصل هي واخيها !!
اخيها !!!! يجب ان تخبر ظافر في الحال ..كم الوقت الان !!
نظرت في الهاتف فوجدت الساعه تشير الي التاسعة صباحا …..قفزت من الفراش ….و احكمت الغطاء علي فريده علي يمينها و يحيي الصغير علي يسارها و اتجهت سريعا الي غرفه ظافر ….
دلفت بلهفه واستعجال قائله…
-ظافر ظافر !!
انتفض من نومه بذعر علي هتافها فرفع نصف جسده بحده و رعب قائلا…
-في ايه ، يحيي تعبان ، فريده حصلها حاجه ولا يوسف ؟!
قالها بسرعه لتردف بتعجب وقد شعرت بالحرج من ارعابه واحمرت وجنتيها…
-لا ده انا ….
لم تكمل جملتها حتي ابتعد عن الفراش واتجه نحوها يتنقل بيديه علي وجهها ويتحسس رقبتها بتوتر…
مالك انتي مش سخنه حاسه بوجع فين ؟!
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها وخجل من قربه وملامسته لها فأردفت بخفوت وانفاس متقطعة …
-انا كويسه مش تعبانه اصلا !!
ضيق عينيه بغيظ ليردف بتساؤل…
-اومال في ايه مخليكي تنشفي دمي علي الصبح !!
-ماما !
-ماما ؟!
حاولت الابتعاد عنه خطوة ولكنه اقترب تلك الخطوة فأبعدت خصلاتها القصيره خلف اذنها واردفت بتلعثم …
-اقصد ماما جايه كمان شويه !
شعر بتوترها واخطأ احمرار وجهها بانها تشعر بالحرج لمجيء والدتها فاردف بهدوء…
-وفيها ايه ده بيتك يعني تيجي وقت ماتحب !
ابتسمت قليلا بتوتر واكملت…
-هي و رامي اخويا !!
تابعت عيناه وهي تنتقل من الهدوء الي الغضب في اقل من ثانيه ولكنه اردف من بين اسنانه !.
-ورامي جاي ليه !!
-ماما بتقول انه مش زعلان وانها اقنعته يجوا عشان يشوفوا يحيي واكدتلي انه مش هيعمل حاجه خلاص لاني مراتك دلوقتي !!
قرص انفه بتفكير لا يرغب في صب غضبه عليها فما ذنبها ، فرامي يبقي اخيها مهما حدث …
هز رأسه ليردف بهدوء..
-تمام يجي يا شروق بس لو عمل اي حاجه انا مش ضامن هقدر اعديهاله !!
-وانا مش هطلب منك غير انك تحاول تهدي وتعذره انا بردوا اللي عملته مش سهل علي اي عيله !!
اردف ظافر بحده مدافعا…
-انتي معملتيش حاجه غلط انتي كنتي بتحمي ابنك !
وضعت يدها علي رأسها لتردف بخفوت …
-طيب ممكن متتعصبش وتحاول بس مره واحده عشان خاطري !
نظرت له بعيون راجيه والقلق يرتسم ملامحها فتنهد قائلا…
-ماشي يا شروق …روحي اجهزي وانا هاخد شور واحصلك !!
ابتسمت تلك الابتسامة الواسعة لتردف وهي تمسك يديه بامتنان…
-شكرا بجد ، انا بس مش عايزه اخسر ماما …..
نظر لسعادتها المفرطة وابتسم تلك الابتسامة الجانبية التي تذيع عينيها ورفع يدها يقبلها ببطء كاد يوقف قلبها …
نظرت الي الاسفل وسحبت يدها بخجل قائله …
-انا هروح بقي..عشان انت عارف…لازم اجهز صح ولا ايه !!
لمعت عينيه بضحكه علي توترها الواضح وقرر انقاذها قائلا…
-ايوة لازم !!
وبذلك ترك يدها واتجه الي المرحاض قبل ان يفعل شيء اخر سيؤخر كلاهما !!
……..
عند سلمي و يزيد…..
-مش هتفطر ؟!
اردفت سلمي بتوتر فقد اصبحت علاقتهم جافيه تماما وهو يرفض التعامل معها منذ شجارهم قبل يومين….
-لا هفطر في الشغل !!
-تمام و انا كمان هنزل انهارده !!
التفت لها متفحص ملابسها التي ترتديها للخروج فاردف….
-رايحه فين ؟
نظرت له لا تريد اخباره بانها مختنقة ومتأثرة بجفائه فتلك كانت رغبتها وتريد رؤيه والدتها فأردفت بثقه قائله…
-مشوار كده !
عقد ذراعيه قائلا…
-فين المشوار ده يعني ؟
-انا مسألتش انت كنت فين اليومين اللي فاتوا وانت راجع وش الصبح يادوبك ترمي السلام الصبح وتنزل تاني !!
اردف بتهكم قائلا…
-والمفروض اعمل ايه ، اقعد واسمع كلامك المتخلف !!
-انا كلامي هو الصح ؛ انت لازم تتجوز ونسيب بعض هتفضل عايش جو التضحيه ده لامتي ؟
امسك سترته وحاول ان يتخطاها متجاهلا حديثها قائلا..
-ماشي انا نازل و طالما مش هتقولي المشوار فين متنزليش من البيت يا سلمي !!
تبعت خطاها بحده وهي تردف …
-لا هنزل يا يزيد !!
-مش هيعجبك تصرفي لو نزلتي والخيار عندك !!
قالها وهو يفتح باب المنزل فاغلقته هي بعنف قائله …
-طلقني !
رمي سترته واوراقه ارضا قبل ان يجذبها نحوه قائلا من بين اسنانه بغضب …
-صدقيني عايز و عايز جدا كل حرف بتزوديه بحس اني مش مرغوب فيا وببقي عايز اطلقك واريحك ، بس مش قادر اسيبك !! ومش هسيبك ومش هموت قلبي عشان انتي في واحده مجنون !!
دفعها بحده قبل ان يلملم اشياءه ويخرج مغلقا الباب خلفه بقوة ….
رفع انظاره فوجد شقيق شروق ووالدتها يقفان امام شقه ظافر و ينظران له بتعجب….
-اتفضلوا يا جماعه شروق جوا …
-يزيد فضلك يا ابني …
قالت والده شروق بينما دلف شقيقها الواجم دون ان يبث بحرف واحد….
توجهه يزيد نحو صديقه ما ان دلف الاخرين قائلا بخفوت…
-في حاجه ولا ايه ؟
هز ظافر رأسه بالنفي قائلا..
-لا متقلقش دول جايين عادي !
-طيب لو في اي حاجه كلمني انا هأخر نفسي شويه تحت …
ربت ظافر علي كتفه قائلا..
-روح يا يزيد الشغل عشان انا مش هعرف اجي دلوقتي ومتقلقش انا هعدي الليله …
-تمام !! يلا سلام !!
رفع كفه في الهواء بسلام قبل ان يرحل من امامه …
اغلق ظافر الباب واتجه نحوهم قائلا…
-ثانيه واحده هي كانت بتلبس يحيي و جايه ….
توجهه نحو غرفتها واغلق الباب خلفه بهدوء قائلا…
-انتي وقفه ليه كده ، اطلعي امك برا !
-انا متوتره !!
[٣/١١, ١٢:٥٠ م] زوزو: الفصل الرابع عشر
-متوتره من ايه يا شروق انتي عبيطه !! دي امك يا ماما متخافيش ، هاتي يحيي انا هشيله !
-لا لا ماما عايزة تشوفه انا هدهولها !!
-ماشي ومتخافيش من حاجه انا معاكي !!
اردف بثقه وهو يربت بحنان علي ظهرها ….ابتسمت له لتتأفف قائله…
-ايوة صح يلا نطلع !!
ابتسم قليلا علي سخافتها وخرج خلفها …وقفت والدتها وهرعت نحوها تحتضنها وتأخذ يحيي الي احضانها…
غمز لها ظافر بمشاكسه قبل ان يتجه نحو اخيها يجلس علي الأريكة امامه ..كان يراقب كل افعاله و انظاره ويتابع نظراته الخاطفة نحو الصغير ….
الخال والد كما يقال و لا يستطيع ان يكره طفل صغير مهما كان قلبه متجحر او سيء الطباع !!!
ابتسمت شروق و هي تتابع والدتها تداعب الصغير و تخرج لفه من المال تضعها في احضانه كمباركه واظهار الفرحة ….
انقضي النهار في الضحك والمداعبة بين شروق و والدتها والصغير حتي ان والدتها توجهت بعد فترة لرامي ووضعت الصغير بين يديه وقد حمله بابتسامه صغيره دون اي كلمه …
توترت شروق فتوجهت تجلس جانب ظافر الذي تصلب جسده وكأنه يتوقع من شقيقها ان يتحول وحشا ويقتل الصغير !!!
ولكن والدتها انقذت الموقف عندما اخذت الصغير ضاحكه بانها تريد الشبع من حفيدها الرائع…
-وانت عامل ايه يا ظافر !!
قالت والدتها باتسامه حانيه بعد ان شعرت انها تجاهلته بلهفتها علي الصغير ….
فاردفت زافر بهدوء…
-الحمدلله انا كويس و حضرتك ؟
-انا بخير طول ما انت و شروق بخير !!
ضحكت شروق ضحكه غريبه فرفع حاجبه يرمقها نظره ولكنها فاجأته عندما اقتربت منه ورفعت يدها تربت اعلي ركبته لتتسع عينيه بذهول لتردف بتوتر….
-احنا بخير يا ماما زي ما انتي شايفه !!
رفعت يدها سريعا ما ان لامسته و احمر كل وجهها ….
فكتم ظافر ضحكه ترغب في الهروب وفهم ما تود اصطناعه امام والدتها و بابتسامه خافته وضع يده حول كتفيها يقربها اليه قليلا وبالتأكيد لم يفته نظر اخيها للناحية الأخرى بعدم راحه مما اسعد ظافر للغاية بهذه التمثيليه فقال لوادتها …..
-انا بجد مش عارف اشكرك علي الادب و الاحترام اللي ربيتي شروق عليه … ربنا يخليكي يا امي !!
اتسعت ابتسامه والدتها برضا وهي تهز رأسها بفخر بينما خجلت شروق كثيرا فهو شبه يحتضنها الي جسده الدافئ واخر ما ترغب به هو ان تشعر بتلك المشاعر المحرمه امام ذويها !!!
اما رامي فقد تنحنح معلنا عن وقت الرحيل !!
ودع الثنائي اهل شروق بابتسامه فاردف ظافر.
-منين ما تبقي فاضيه متتأخريش علي شروق يا امي البيت بيتك !!
-اكيد طبعا يا ابني كتر خيرك ، وانا علي طول هتابع مع شروق و هاجي لحفيدي !!
ما ان اغلق الباب حتي اعطته يحيي بغضب قائله…
-علي فكره اخر مره هسمح انك تخلي فريدة و يوسف يفضلوا في اوضتهم كده !! المفروض انهم اولادي ومينفعش يتعاملوا المعامله دي و لو قدام اهلي حتي ….
توجهت نحو غرفه الصغيران وهو يتبعها بحده قائلا….
-انا بعمل الصح !! انا مكنتش متأكد الزياره هتعدي ازاي ومحبتش الولاد يتعرضوا لحاجه تأذيهم …
رمقته مره بقله صبر وهي تفتح الغرفه …
-قطاقيطي الحلوين !!
قالت جملتها الممطوطة وهي تراهم ممددين علي الفراش يتقلبون بملل …لتقفز فريدة اولا بسعاده قائله …
-مامي !!! مسيوا خلاص !!
ضحكم شروق قائله…
-ايوة يا اروبه ، و عشان كده بابا قرر يشغل الدي في دي عشانكم بفيلم الديزني اللي تختاروه ….
ضيق ظافر عينيه وهو يعض شفتيه من الداخل كارها انها تتخذ القرارات و تضعه في الامر الواقع ….فهكذا امر يكرهه للغاية ….
-بجد يا بابي هيييه ، هيييه يلا يا يويو نختار بسرعه !!!
تخطاهم الصغيران وهم يركضان فأعطاها ظافر يحيي وهي تخفض انظارها تخفي وجهها بخصلاتها القصيرة ؛ تعلم انها تزعجه ولكنه ما ان اعطاها الصغير مد يده يبعد خصلاتها للوراء قائلا وهو يضع شفتيه عند اذنها….
-كرتون اربعه وعشرين ساعه !! عشان تعرفي انك بتبوظي تكوينهم !!
اغمضت عينيها بقوة وهي تشعر بتحرك شفتيه علي اذنها ووقف شعر رقبتها من الخلف …. ابتعد ينظر الي وجهها وعيونها المغلقة ولم يستطع منع نفسه من ان يميل ويطبع قبله سريعة علي شفتيها المكتنزة بطعم الفراوله….
لولا غريزة الأمومة بداخلها و يحيي الذي علي ذراعيها لانسابت علي الارض ….
اخرجت نفس طويل بعد ان تركها و خرج لتتمتم بهلع…
-يا سواد السواد انتي مخروعه ليه كده اجمدي !!
(انشفي يابت احنا بناتنا اشرف من الشرف😂😂)
……………..
في احد القصور بالمناطق الراقية …..
جلست مني قباله والدها تدخن سيجارتها قائله….
-مكنش ينفع السهره دي بكره !!
ترك والدها فنجان الشاي ليردف…
-مينفعش لازم نتمم الصفقه النهارده ومحتاج دماغه تتشتت !! وبعدين وراكي ايه جلسه مساج و لا سفريه تافهه مع اصحابك !!
-لا ورايا جوز ارجعه !!.
دوت ضحكه هاشم ارجاء المكان فوضعت هي ساق علي الاخرى تهزها بملل و انزعاج من تهكمه الواضح…..
-جوزك !! وانتي فكرك ظافر زي شويه العيال اللي عرفتيهم …. انسي يا حبيبه بابا و دوريلك علي حد غيره !!
فعصت عقب السيجار بعنف قائله..
-مبقاش انا موني هاشم لو مجبتهوش راكع تحت رجلي !!
هز والدها رأسه بقله صبر واردف بلا مبالاه …
-اوك زي ما تحبي علي العموم انا ماشي دلوقتي ، شوفي هتجهزي ازاي قبل بليل !!
هزت رأسها بالموافقة و عقلها يدور في حل لاستعادته …. فمن هو ليرتكها وهي ترغبه !!!!
فقد كان احجيه بالنسبة لها حين رأته مع صاحب الشركة التي يعمل بها خطف عينيها بسماره و رجولة ملامحه مختلفا عن الوسامة المائعة لمعظم الوسامه عند الرجال كما ان عينيه العسلية نقطه ضعف اي امرأة تراه ..
كان يقوم بعمله بجديه تامه في اجتماعهم لم يرمقها نظرة واحده و رفض السهر معهم بالرغم من الحاحها هي ووالدها وتقربها منه في الوقت الذي تهافت الرجال علي نظرة منها …
كان يزعجها اصدقائها بشده بانها لن تستطيع الوصول اليه لتزمته و ذوقه المختلف في النساء و قد اجادت فهم طباعه و دراستها لتستطيع تقمص المرأة التي يرغب بها و ايجاد دور المرأة الهادئة طالبه الحب والحنان ولكي تحصل علي حبه و استطاعت !!
وستفعل مجددا !!
………………
في شقه ظافر…..
-بص يا يويو خليك جنبه انا هدخل استحمي بسرعه و جايه اوعي تصحيه يا قلبي !!
قالت شروق ليوسف الصغير الذي جلس بهدوء علي فراشها بجوار يحيي النائم…فاردف قائلا بصوت طفولي خافت..
-متخافيش انا مش هتحرك من هنا ولو عيط هشيله بس !!
-ماشي بس اوعي تخبط راسه لو عرفت تسكته من غير ماتشيله يكون احسن..
هز الصغير رأسه بالموافقة … واتجه للعب بهاتفه المعلق برقبته …
هزت رأسها بخيبة امل علي تلك العادة التي الصقها ظافر به ، فالصغير يظن ان كارثه ستحدث وهو الوحيد القادر علي انقاذها باتصاله بوالده !!
توجهت للاستحمام فهي تحتاج حمام ساخن يعوضها عن النوم الطبيعي…..
عاد ظافر بعد شراءه لبعض الاغراض فوجد هدوء تام … توجه نحو غرفه اطفاله فوجد فريدة نائمه ، ابتسم و ذهب يطبع قبله علي رأسها و اتجه ليري الاخرين !!
وصل له صوت يحيي الصغير وهو في منتصف الطريق الي غرفة شروق ، ابتسم قليلا الصغير يشبه والده رحمه الله لا يرغب في ان تتركه والدته من يديها ….
لمحه حزن وشفقه لامست قلبه لم يسنح له فرصه رؤية طفله او العكس و لكنه سيبذل قصاري جهدا حتي لا يشعر الصغير بفقدانه للاب فهو يشعر به ابن حقيقي له يكفي انه ابن لأبنه الراحل …
فيحيي كان و سيبقي رجل في هيئه طفل كبير مرح وهو والده ….
دق الباب عندما زاد بكاء الصغير فسمع شروق تصيح …
-انا طالعه خلاص يا ابن المفجوعة !!
خرجت منه ضحكه صغيرة لابد انها تستخدم المرحاض ، فتح الباب ليجد يوسف يحاول حمل الصغير ..ارتعب لوهله و هو يراه يعافر لعدل رقبته فاردف بحده …
-استني يا يوسف !!
-بيعيط لوحده !!!!
قال يوسف بذعر و مدافعه خوفا من نبرة والده…
فاردف ظافر بصوت عال نسبيا وهو يأخذ يحيي الباكي …
-انا مش قولت قبل كده متشيلش يحيي دلوقتي عشان لسه صغير !!
-يا بابي كان بيعيط و مامي قالت لو عيط شيله !
جذ علي اسنانه فاردف بحده غير قادر علي تمالكها وهو يتوعد شروق في سره…
-يلا علي اوضتك ، المفروض انك الكبير المسؤول وانا مش هنا !!!
اطرق يوسف رأسه بحزن وهو يمط شفتيه للأمام و دون اي كلمه توجه الي غرفته …
خرجت شروق مسرعة عندما وصل لها صوت ظافر العالي …فالتفت لها بغضب قائلا…
-انتي بتستعبطي !!
رفعت حاجبيها بذهول قائله…
-انت بتتكلمني انا ؟!
-خدي ابنك سكتي الاول وبعدين نتكلم !!!
-انت بتزعقلي ليه !!! وفين يوسف ؟!
-لا انا لسه مزعقتش !!
احمر انفها بغضب فأردفت…
-لا انا محدش يزعقلي !!
توجه نحوها بغضب فرجعت بخطواتها خوفا ولكنه مد يده يجذبها خلفه و دفعها لتجلس علي الفراش …
-ايه اللي بتعمله ده يا ….
قطع حديثها وهو يناولها يحيي الباكي قائلا بحده …
-اكلي !!!!
احمر كل وجهها برعب هل يتوقع ان تطعمه من جسدها وهو موجود فأردفت بغضب وهي تقف تناوله الصغيرة مره اخري لإحضار البديل قائله….
-طيب امسكه اعمل الببرونه !!!!!!
وبذلك هرعت حافيه القدمين الي احدي الطاولات الجانبية الحاملة لصينيه بها لبن معلب و زجاجه مياه و بضع ببرونات …
وماهي الا ثوان حتي جهزت اللبن للصغير الذي ظل ظافر يهزه و يمشي به ذهابا و ايابا ليهدأ دون جدوي !!!
اعطاها يحيي فانشغل الصغير في طعامه وانشغل ظافر في تفحصها ….
لاحظ خصلاتها المبللة التي التصقت بشكل عشوائي بجانب وجهها و رقبتها …
لعق شفتيه رافضا بعض الافكار التي يمكنه بها ازاله تلك الخصلات الي الخلف …
مال نظرة لقدمها التي تهتز بحده بتوتر او ربما بغضب ….فتابع قدمها الصغيرة الحافية و اظافرها المزينة باللون الاحمر…
ارتفع جانب وجهه في ابتسامه عندما انكمشت اصابعها للأسفل و كأنها استشعرت نظراته لها !!
لما يتحول من الغضب الي شعور مشاكس عندما يمرر انظاره عليها ؟!
هز رأسه يرفض ان تنجو بفعلتها !!
ونظر لها وهو يقضب جبينه قائلا…
-انتي ازاي تسيبي يوسف يشيله الاتنين اطفال !!
-عادي مش جريمه !!
اردفت بعناد زاد من انزعاجه فاردف …
-عادي !! لا مش عادي طبعا كان ممكن يتمزق او بعد الشر يقع من ايده في ام مكلفه و مسئوله تقع في حاجه زي دي !!!
هل يقصد انها غير جديرة بدور الأمومة !!!! شعرت بدموعها تتجمع و زمت شفتيها بغضب دون رد …
هزت رأسها متناسيه بلل شعرها ، اين خصلاتها لحمايتها من نظراته حين تحتاجها …
جلس ظافر بجوارها قائلا…
-متقاوحيش في الغلط انتي مش طفله ولازم تبقي قدوة ليهم !!
قالها وهو يمد يده ويسمح لنفسه بلملمه خصلاتها من علي وجهها ورقبتها برقه بالغه تتنافي مع نبرته الموبخه ….
نظرت الي الصغير في احضانها تضمه اكثر وتحاول الانشغال عن لمساته السحرية التي باتت تؤرقها كثيرا مؤخرا ….
-انا مش صغيرة !
قالتها بخفوت و وجه احمر فادر وجهها بأطراف اصابعه قائلا …
-عارف انك مش صغيرة بس لازم تفكري بعقلك مش بمشاعرك ..
-انت زعقت ليوسف ؟
رفع حاجب علي تبديلها للحديث فاردف..
-لا !
نظرت له بلوم واعين متسعه قائله…
-متكذبش !!
ستكون عينيها سبب في موته العاجل …نظر لمهمته التي انتهت ولكنه يستمتع بملمس خصلاتها و رقبتها واردف …
-انا مش بكذب !!
-انا طالعه علي صوتك اللي قد كده !!
-انا حذرته بس !
-يعني زعقتله !
[٣/١١, ١٢:٥٠ م] زوزو: الفصل الخامس عشر
زفر بحنق وهو يدير رأسها لأبعاد بضع شعرات من رقبتها بالخلف …
-ايوة !!
هزت رأسها تمنعه من متابعه لمساته بغضب فأعادت كل خصلاتها لالتصاق بوجهها ….
-انت عارف انك كده هتخلي يكره يحيي !!
ابعد يده بغيظ بعد ان انهي مهمته علي خير دون ان يلتهم ذلك الوجه و تلك الرقبة اعادت تلك الخصلات لتداعب عينيه و مشاعر رجولته !!!
انتبه لحديثها فاردف بغيظ…
-يكرهه ليه ؟
-عشان هيحس انك بتفضله عليه و طبيعي الطفل يحس بالغيرة يعني لازم تظهر للكبير انك بتحبه الصغير دلوقتي مش فاهم !!
عقد حاجبيه بتفكير، وجهه نظر ! لم يفكر من تلك الزاوية !!
وقفت شروق بعد ان تأكدت من نوم صغيرها تضعه في الفراش الهزاز واردفت بصوت خافت وهي تجلس بجواره مره اخري …
-لازم تصالحه !!
-هو كل اما…….
وضعت شروق كفها علي فمه تمنع صوته العالي بملامح منكمشة لتقول بخفوت حاد…
-وطي صوتك هيصحي !!
نظر ليدها قبل ان ينظر لعينيها بحاجب مرفوع …تابع تحول غضبها الي الخجل وهي تسحب يدها بتوتر من علي فمه….
شبكت اصابعها امامها بتوتر ونظرت الي الجهة الأخرى ….
رمق خصلاتها المبللة مره وقرر اعاده ما كان يفعله ، مد يده يلملم تلك الخصلات ببطء بأطراف اصابعه … نظر مره الي صدرها الذي يصعد و يهبط من صعوبة تنفسها وابتسم بمكر…. وسعادة لأنه يؤثر بها …..
اقترب منها وشعرت بأنفاسه تلفح جانب وجهها فأغمضت عينيها بقوة وهي تعتصر اصابعها سويا ….
الا يجب ان تعترض الان !
اتسعت عيناها مره واحده لتغمضها مره اخري وهي تشعر بشفتيه تفتح و تغلق علي رقبتها بشغف …
فتحت فمها في اه مكتومه غير قادرة علي تحمل بعثرة مشاعرها وهو يقبل خلف رقبتها …..
و شعرت بجانب وجهه و ذقنه الخفيفة يداعب جانب وجهها الناعم فتاهت في مدي اختلافهما و ارتفعت يدها تتعلق بذراعه الذي يمسك بخصلاتها للخلف…
ترك خصلاتها القصيرة ليحاوط وجهها ويتوه بها في قبله عميقه يخرج بها مكنونات قلبه فمن يصدق انه وقع بالفعل في عشقها و تأكد له في تلك اللحظة انه سيفعل المستحيل لإرضائها واسعادها …
ولن يقوي ابدا علي بعدها !!!!
-ظافر!!
اردفت بصوت مبحوح خافت وهي تبتعد عن شفتيه … تحاول ايقافه فالباب غير مغلق !!
ولكنه آن بشوق وهو يستمع لاسمه يخرج بتلك المشاعر الجياشة من بين شفتيها….
واعاد ضم شفتيها بين شفتيه سامحا ليده بالتجول علي جسدها الصغير الذي اشعل نيرانه !!!!
ابعدت وجهها بذعر وهي تمسك يده القوية وتوقف اكتشافها قائله بخجل وتلعثم ..
-الاولاد ممكن يدخلوا علينا !!!!!
نظر لعينيها يحاول التحقق من صدقها …
فأبعدت عينيها بخجل ، تنهد لا يرغب في الظن انها ترفض لمساته فابتعد قليلا وهو يمرر يده علي رأسه محاولا الهدوء….
كانت اول من تحدث وهي تردف…
-انا محتاجه اجيب شويه حاجات من الشقة اللي فوق ممكن اخد يوسف معايا !
-هتجيبي ايه ؟
-هدوم و حاجات !
-اجي معاكي اشيلهالك ؟
-لا طبعا !!
لم يعقب علي توترها و سرعتها في الرد وهز رأسه بالموافقة فأردفت بخفوت…
-هنزل قبل يحيي ما يصحي ولو صحي رنلي انا معايا تلفوني !!
-ماشي !!
خرجت سريعا فعقد حاجبيه بتفكير هل ارعبها بمشاعره ؛ تري هل تندم فادعت هذه الحجه للهرب من امامه ام……
وقف تفكيره وهو يبتلع ريقه بصعوبة ام انها قد اشتاقت ليحيي رحمه الله و تشغر بالذنب لاقترابه منها ؟!
لقد تجاهل الامر ليمنح كلاهما فرصه للعيش و لم يتطرقا اليه مره واحده ولكن هروبها المتواصل يفقده عقله ويجعله يراجع قراره بالمضي قدما معها خاصة بعد موقف مروان سامحه الله !! …..
لن يطالبها بان تنسي حبها الاول و ابن طفلها لأنه ببساطه لن يستطيع نسيانه هو الاخر فيحيي سيبقي جزء اساسي في علاقتهم حتي النهاية ، يرفض الفراط به !!
رن هاتفه فأخرجه سريعا حتي لا يستيقظ الصغير …. و ابتسم عندما رأي اسم مروان ، اذكر القط !!!!
-الو يا مروان اخيرا افتكرتنا !
اصمت يستمع لتتسع عيناه بذهول قائلا…
-بطاقتي ليه ؟ نعم و اجيبه منين ده !!! في ايه بيحصل بالظبط ؟! طيب اديني ساعه و هكون عندك !!
اغلق الهاتف و عقله يدور بتعجب لما يريد مروان مأذون و بطاقته في هذا الوقت !!
كان يبحث عن رقم شروق لأخبارها بالنزول سريعا عندما دق جرس الباب !!
حمد الله وذهب ليفتح لها الباب ….رمش بحنق و زفر وهو يري ابتسامه زوجته السابقة المنمقة …
-انتي مابتزهقيش ؟!
دفعته وهي تدلف بجواره تاركه الباب علي وسعه ….
-عمري ما ازهق منك !!
-عايزة ايه يا مني!!
-عايزاك !
-وانا مش عايزك !
قالها بحده دون مشاعر ….
-كفايه عناد بقي يا بيبي !! لو مكنتش اشتقتلي انا مكنتش روحت اتجوزت عليا !
دوت ضحكته الجافه المكان ليردف …
-اولا انا متجوزتش عليكي لانك مش مراتي اصلا ؛ ثانيا واضح مرض الانا لسه عالي عندك لاني اكيد متجوزتش عشان وحشتيني !!
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المغنجة وهي تجلس واضعه ساق علي الأخرى قائله…
-لا ما انا عرفت ان دي مرات يحيي الله يرحمه ! طول عمرك شهم يا بيبي !!
ضيق عينيه بغضب ليردف …
-قصدك مراتي انا !
وقفت بغيظ قائلا…
-ايه عايز تفهمني انك بتحبها و بتغير عليها ، انت بتحبني انا وبس انا اللي علمتك معني الحب !!
-لا مش بحبها …
ابتسمت بانتصار وهي تقترب منه وتلامس صدره بيديها لتزول تماما عندما اردف بجديه تامه في وجهها …
-انا بعشقها ولما عرفتها بس اتأكد ان محبتكيش ولا ثانيه ، لان واحده زيك مينفعش تتحب !!!
قبضت ملابسه بين يديها تقرب جسدها منه بخطورة واردفت من بين اسنانها …
-لا مش بتحبها ، انت بتحاول تغيظني عايزني اغير مش كده !!
ابعدها ظافر بحده و استدار بعيدا مستعدا لطردها فوجد شروق بملامحها الغامضه تقف عند الباب و يوسف يضم ساقها لجسده وكأنها يحتمي بها وينظر بكسره لما يطلق عليها امه …..
عقدت شروق ملامحها وهي تضع حقيبة كانت بيدها بجوار الباب و ربتت علي رأس يوسف قائله…
-ادخل اودتك يا يويو و انا هجيلك متخفش …
اتخذت مني خطوه للأمام باستنكار قائلاه بغضب….
-انتي مالك و مال ابني ، سيبيه تعالي يا يوسف ل مامي !!
اعتصر يوسف ساق شروق خوفا منها فكل ما يبقي في ذاكرته هو صراخها عليه و جفاءها ، زاد ذلك التردد من غضب شروق فأردفت بحده…
-متعليش صوتك قدامه ، ادخل يا يوسف متخافش …..
اشارت مني بغضب للصغير صارخه …
-بقولك تعالي انا امك ولازم تسمع كلامي !!
كاد يجيب ظافر بغضب علي هتافها و مطالبتها بشيء تنازلت عنه منذ زمن ….
ولكن شروق قاطعته بضحكتها وقولها بسخريه …
-لحظه ابكي تراني تأثرت !! تعالي يا يويو ………
امسكت يده وذهبت بنفسها تدخله للغرفة واغلقت الباب….
نظرت مني لها شزرا قائله…
-انتي ازاي تتجرئي !! انتي هنها بديل ليهم عني وعمرك ماهتكوني انا !!
عقدت شروق ذراعيها وهي ترفع حاجبها بثقه ….
-هبقي بديل ازاي لحاجه مكنتش موجوده من الاساس واكيد طبعا هصلي ركعتين شكر ان عمري ما هكون زي واحده ظالمه زيك ، انتي ازاي بتنامي بليل وانتي مش عارفه عيالك ضناكي نايمين ولا جعنين و لا ناقصهم ايه !!
-اخرسي اخرسي !!!
اردفت مني بجنون و التفت لظافر الواجم غير مباليه لملامحه القاتلة وتأثير كل كلمه حقيقيه ذكرتها شروق وهو يحاول تمالك غضبه حتي لا يسمع الاولاد لخلافهم فاستكملت بجنون وغضب…
-انت سايبها تعامل عيالي كده !!!
اردف من بين اسنانه بغضب مشتعل …وهو يعتصر ذراعيها ….
-و هما فين عيالك !! افتكرتي ان عندك عيال دلوقتي!!
علت انفاس مني بغضب وهي تنظر لشروق ونظرتها الحازمة و ظافر و غضبه المشتعل لا تعرف كيف تتصرف !!!!!!….
……………
(نسيبها تشعلل وهرجعلهم كمان شويه 😂)
في الشقه المقابله لهم …..
اخرج سيزيد سيجاره اخري كارها لجؤه لتلك العادة السيئة ……
فعلتها تلك التعيسة ولم تهتم خرجت ولم تعد حتي الان !!!!
كل ما يحدث بسبب طيبته و عدم رغبته في ايذائها ولكن بفعلتها تلك ستفجر ابواب غضبه في وجهها وليعلمها لما علي البشر اتقاء شر الحليم اذا غضب !!!
تريده ان يتزوج و يتركها !
حسنا سيفعلها ولكن بطريقته !!
شعر بصوت المفتاح قبل ان تدلف الي الشقة …توجه نحوها فرمقته بلا مبالاة نهشت في قلبه و تخطته الي غرفتها …
-كنتي فين ؟
-كنت عند ماما !!
-انا مش قولت مفيش نزول !
خلعت حجابها و اخرجت منامتها بهدوء قائله….
-و الله انا كده مش عجبك شوفلك واحده غيري …
ابتسم بقهر لتنازلها عنه بسهوله ….فهو قد يجن ان فكر حتي مجرد التفكير باقتراب اي رجل منها !!!
-يعني الموضوع عناد !! بتجبريني اني اكرهك عشان توصلي للي في دماغك بس تصدقي ايه حصل و مكنتش اتوقعه !!
كانت تغير ملابسها بجمود ملامحها دون ان تلتفت اليه لتردف بملل…..
-ايه؟
-انا فعلا بكرهك !
توقفت يدها التي كانت تزر ملابسها لبرهه وقد جف حلقها وتحطم قلبها ببطء كزجاجه تهوي في الفضاء قبل الارتطام بصلابه الواقع……
-عادي سيبني و شوف غيري تحبها يا سيدي !!
التفتت له بعيون خالية من الروح جافيه فهز رأسه بذهول قائلا…
-عمري ما توقعت ان اللي حبيتها تبقي معدومة القلب للدرجة دي !! ده لو كان عندها قلب من الاساس!!
ارتعش فمها قبل ان تردف بحده…
-لو سمحت مش عايزة اسمع كلام مالوش لازمه !!
-فعلا مالوش !! لانك متستحقيش اني اتكلم معاكي !!!
قالها بصوت مرتفع فصاحت بحده …
-خلاص متتكلمش خالص لحد ما الموضوع ده ينتهي !!
اقترب منها غير مصدقا ما يحدث بينهم بعد حب سنين فأشار بيديه حوله قائلا…
-طيب انتي عايزة ايه يا سلمي ؛ عايشه معايا لغرض ايه ! ايه ممكن اعمله يخليكي تبطلي النكد و اللي بتعملي ده عشان انا خلاص مبقتش لاقي حل قوليلي حالا اعمل ايه يريحك و هعملهولك !!!
عقدت ذراعيها وهي ترفع رأسها تمسك انظاره الراجية متيقنة تماما انها ستمزق كل ذره امل من عينيه فاردفت ببطء…..
-اتجوز واحده غيري !!!
مسكت انظاره تتابع حزنه و كسره قلبه لتتحول عينيه لغضب و جمود فيردف بحفيف اعماه الغضب…
-حاضر يا سلمي ، حاضر هتجوز !!
هزت رأسها تبعد عيناها عن وجهها و تغمض عينيها ثوان غير سامحه لقلبها بالحزن و والتراجع عن قرارها فأردفت بهدوء …
-تمام وانا بكره الصبح هجهز حاجتي ونخلص من الموضوع ده قبل الشغل !!
-تجهزي حاجتك ليه انتي رايحه فين ؟
اردف بهدوء قاتل ….فرمقته بتساؤل قائله…
-عند اهلي طبعا !
-ليه ايه هيحصل بكره ؟
-هنطلق ؟ انت مش قولت هتتجوز ولا لحقت تنسي ؟!
قالت نصف جملتها الاخيرة بتهكم ….
فابتسم بقسوة قائلا….
-لا منستش انا هتجوز فعلا بس انا مقولتش هطلقك !!
علت انفاسها وهي تشعر بنفسها تهوي من الداخل …
-يعني ايه ؟
-يعني انتي هتفضلي مراتي ومش هسيبك !!
-وانا مستحيل اقدر اعيش و انا مراتك ؛انت مش قولت هعمل اللي يريحك !!
اردفت بذعر و توتر فان بقت زوجته ستموت كل ثانيه بالبطيء يكفي نزيف قلبها لمعرفه انه قبل الزواج !!!
-انا قولت هعمل حاجه تريحك مش مجموعه حاجات !! انتي اخترتي حاجه تريحك ومن حقي انا كمان خيار يريحني !!
-هتستفيد ايه يا يزيد انا مش هخليك تقربلي انا مش بحبك !!
نظر لها بقسوة متجاهلا تمزق قلبه لاعنا حبه لها من البداية ليردف متعمدا…