
ليلة اقتربت ونزلت من السيارة، ثم قالت بهدوء: “نعم يا يوسف، أنا هنا يا حبيبي”.
إسراء، وهي تبكي: “ما بعرف شو اسمه، بس هو ملقى أمامي على الأرض وما بيتحرك”.
ليلة استدارت بسرعة ونادت بصوت مليء بالقلق: “يوسف يا أمير، تعال بسرعة!”
**عند يوسف:**
وصل أمير وليلة إلى المكان الذي وصفته إسراء، ووجدا يوسف ملقى على الأرض وبجانبه فتاة تبدو مذعورة. ليلة ركضت نحوه وهي تبكي، بينما أمير قال: “خلينا نأخذه للبيت بسرعة، اتصلي بنادين”.
ليلة نظرت لإسراء التي كانت ترتدي فستانًا بسيطًا وقالت: “تعالي معنا”.
إسراء تقدمت منها بخجل وبدأت تسير بجانبهم.
**في مدينة قريبة:**
عمر، بنبرة غاضبة: “لن أتركها تهرب منا في يوم زفافنا”.
محمد، والد عمر: “سنجدها يا بني، وسنعيدها، وبعدها تصرف كما تشاء”.
زينب، وهي تشعر بالأسى: “أنا مش فاهمة ليش عم تعملوا هيك بإسراء؟ هي ما إلها حد غيرنا”.
عمر وجه كلامه للرجال الواقفين: “ابحثوا في المدينة، وروحوا لمحطة القطار واسألوا عن أي معلومات”.
**في الإسكندرية:**
غالب، وهو يتحدث بقلق: “يوسف، شو صار معه؟”
ليلة طمأنت أمير: “ساعده يا أمير، لا تخاف، جدي سيكون بخير”.
غالب، وهو يبتسم باتجاه إسراء: “ومن هذه الفتاة الجميلة؟”
أمجد: “لأنها كانت متعبة يا بني، والدتك كانت تمر بوقت صعب، ونحن كنا نحاول مساعدتها بكل جهد، ولكن الله أرحم بعباده”.
يوسف بعينين ممتلئتين بالدموع: “لكن ربما كانت ستتعافى”.
أمجد هز رأسه بحزن وقال: “أنتِ وأختك تألمتما لأنكم فقدتم والدتكم، ولكن ألمي كان أعظم. لقد فقدت رفيقة حياتي، الشخص الذي كان كل شيء بالنسبة لي. الزمن توقف عندي من يوم رحيلها، وكل يوم أدعو الله أن ألحق بها لأني أشتاق إليها وأريد أن أرتاح برؤيتها”.
يوسف، متأثراً بكلمات والده، اندفع نحوه وعانقه وهو يبكي كالأطفال.
أمجد: “ياااااه يا يوسف، ياااااه يا بني”.
يوسف وهو يبكي: “أنا آسف يا بابا، آسف”.
أمجد قبل رأسه وقال بلطف: “أنا لم أغضب منك ولن أغضب أبدًا”.
يوسف ابتعد قليلاً وقال: “اذهب إلى ليلة”.
أمجد سأله بهدوء: “وأنت، إلى أين ذاهب؟”.
يوسف بابتسامة صغيرة: “إلى حبيبتي”.
أمجد ابتسم بدوره وعانق ابنه مرة أخرى بحب.
—
**عند إسراء:**
يوسف دخل إلى المستشفى وهو يحمل دمية دبدوب صغيرة، واتجه نحو غرفة إسراء. ولكن عندما اقترب، خرجت الممرضة في وجهه.
يوسف كان على وشك الدخول، ولكن الممرضة أوقفته قائلة: “إلى أين أنت ذاهب؟”.
يوسف بابتسامة هادئة: “أريد الدخول لرؤية زوجتي”.
يوسف بلهجة جادة: “شايفة كيف زعلتي من كلامي؟”.
إسراء، وهي تبكي: “أنا آسفة”.
يوسف، وهو ينظر إلى دموعها بحنان: “ما تبكي، بلاش”.
إسراء بصوت متأثر: “أنا بحبك”.
يوسف اقترب منها بلطف، وقبَّل جبينها برقة، ثم ابتعد قليلاً لينظر إليها وهي تأخذ نفسها.
إسراء نظرت إلى عينيه بصمت، قبل أن تجلس أمامه. وقبل أن تتمكن من قول شيء، جذبها نحو حضنه واحتضنها بقوة.
يوسف: “أصعب لحظة في حياتي كانت بعد وفاة أمي”.
إسراء بصوت هادئ: “يعني أنت زعلان؟”.
يوسف وضعها برفق على السرير وأمسك بيديها بلطف: “آه، لكن مش هخليكِ حزينة”.
إسراء ابتسمت بحب وقالت: “وأنا مستعدة أكون دايمًا جنبك”.
يوسف اقترب منها بهدوء، وعانقها بلطف.
—
**في اليوم التالي:**
يوسف فتح عينيه ووجد إسراء نائمة بجانبه، شعرها يغطي جزءًا من وجهها. ابتسم بحنان وهو يرفع خصلات شعرها بلطف، وقبل جبينها.
إسراء بصوت ناعس: “يوسف، كفاية بقى”.
يوسف بابتسامة خفيفة: “لسه زعلان منك”.
إسراء فتحت عينيها ونظرت إليه: “كل ده ولسه زعلان؟!”، ثم حاولت تغطية وجهها بالبطانية، لكنه جذبها برفق نحو حضنه.
يوسف: “مش هخليكِ تقومي”.
إسراء حاولت التخلص من الغطاء بغضب طفولي: “يوسف!”.
يوسف ضحك بلطف وقال: “تعالي، أقولك على حاجة”.
إسراء بابتسامة صغيرة: “قول”.
يوسف: “قلبي دق”.
إسراء: “لمين؟”.
يوسف: “ليكِ”.
إسراء اقتربت منه وقالت بابتسامة: “طب ما أنت كل قلبي”.
يوسف، بنبرة مرحة: “ده معناه إني لازم أبوسك”.