منوعات

بقلم سهام صادق ج 2

الــفـــصـــل الــحـــادي عـــشـــر.
لحظات معدوده جمعتهم بقلوب عاشقه ،
نظرا لها مبتسما وهو يراها تبتعد عنه ، وعيونهاا تتهرب منه من تماسك خجلهاا ، ظل يتأملهاا وهو يراهاا تلتف سريعاا حولهاا ، ثم قالت بأرتباك: هقوم احضرلك الفطار
بدأت ضحكاته تتعالا وهو يري تماسك ارتباكهاا ، نهض من علي الفراش وبدء يرتدي سُترته ومازالت ضحكاته مستمره عليها
نظرت له بضيق شديد وكادت ان تغادر من الغرفه ، ولكنه كان اسرع منها فأمسك يديهاا واقترب منها وهو يقول : مع اني مش بمشاعر طيبة أفطر، بس هفطر معاكي النهارده
تحولت نظراتها سريعاا اليه التي تعبر عن سعادتها، ثم غادرت الغرفه وقلبها يتراقص من الفرح ، وهو يري صامشاعر طيبةه يغمرهه بتلك السعاده
تتابعها بعينيه وهو شارداا بها ، شاردا بملاكه الصغير الذي يرضيه أبسط شئ حتي لو أبتسامة صغيره ، تنهد بأسي وهو يتذكر كلامه البارحه وكيف ظرف غير مقصودها بكلماته بدون أن يشعر
………………………………………….. …………..
افاقت من نومهاا ، وهي تود ان تراه الان نائم بجانبهاا ..
تطلعت بأعينها بأسي وهي تتخيله بجانبها ، ولكن قد خاب ظنهاا ، نظرت الي هاتفهاا وهي تتمني أن تجد منه اتصالا او رسالة يعتذر بهاا عن ليلة امس ، ولكنه أيضا لم يتذكرها ، تنهدت بأسي وهي تري نفسها مثل الطفله الصغيره التي تمشاعر متباينة حين يوعدها ابهاا بعروس لعبه ويخيب ظنهاا ، فقد تعلقت به حقاا وعصفت بكل شئ مقابل ان تقضي لحظات تختطفهاا من الزمن لتكون بجانبه ، كانت تعلم تماما بأنه سيأتي يوم وستصبح فيه مجرد غريبه بالنسبه له ، او بالأصح ستكون ليس اكثر من ذكري فقط
_
يالها من لحظات قاسيه عنأثر طفيفا تجد نفسك أصبحت ذكري لأحد كان بالنسبه لك كل شئ ، تنهدت بأسي وهي تتذكر طفلهاا الصغير، تمنت لو عادت الايام ثانية مثلما كانت فتاة في الثامنة عشر من عمرها وتزوجت ممن امشاعر طيبةه قلبها وانجبت منه طفلا يشبهه كثيرا وعاشت معه مثلما كانت تتمني
ولكن ليس كل مايتمنه المرء يُحصل عليه… نهضت من فراشهاا وهي تبحث عن قرصا لتتناوله ليخفف ذاك الصداع المؤلم
………………………………………….. ………
كان يتأملها وهو يرتشف فنجان قهوته ، وكلما تلاقت اعينهم أبتعدت بنظرها بأي شئ لتمنع تلك الخجل ان يظهر علي وجهها ويفضحهاا ، كان يبتسم بداخله وهو يري ارتباكهاا هذا ، اقترب منها قليلاا وهمس في احد اذنيها وقال :
تسلم أيدك علي الفطار … ونهض من علي كرسيه وهو يقول لهاا : عايزه حاجه يامريم قبل ما امشي
أبتسمت له وهي تخفض رأسها وقالت : شكراا
تطلع لها قليلا وقبل ان يغادر ، نهضت من علي كرسيهاا وأقتربت منه وهي تقول : خلي بالك من نفسك
وبدون ان يشعر وجد قلبه يبتسم قبل شفتيهه .. وقال : حاضر
نطقت أسمه ، وكأن صوتها قد أتي من مكان بعيداا .. وقالت:
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
_
وكأن قلبه كان يود أن يسمع تلك الدعاء الجميل ، وكأن عينه كانت تتمني ان تري تلك النظر الحانيه ، وكأن أذنيه كانت تشتاق أن تسمع مثلا هذا الصوت الحاني ، الذي لا يطلب شيئا من الله سوا ان يحفظه له … تأملهاا قليلاا وهو يود ان يجري عليهاا ليحتضنها وينسي العالم بأكمله معهاا ، فلحظات قليله قد جمعتهم جعلته لا يريد ان يبتعد عنها ، وكأنها مثل المغناطيس تجذب كل شئ حولهااا بتلك البرائه والطيبه التي تمتلكهاا …. غادر سريعااا وهو يشعر بأن كيانه كله قد أهتز وبأن قلبه التائه قد اصبح ضائعااا
فتح السائق له باب سيارته ، وظل يحدثه وهو ليس سواا في عالم الاحلام الذي صنعه قلبه مع ملاكه الصغير … الي ان ان افاق من شرودهه وقال : بتقول حاجه يا حسن
حسن بأبتسامه : لا ياأدهم باشا، بس كنت عايز اسأل هنروح الشركه ولا الفيله
ادهم بتنهد : لاء الشركه ياحسن
………………………………………….. …………
أثر طفيفوع تكاد تظرف غير مقصودها ، وهي تري نفسها بذاك الفستان الذي باتت به ليلة امس ، وضعت يدهاا علي ذاك الجنين الذي بدأت تشعر بوجودهه ، ظلت تتحسسه وأثر طفيفوعهاا تخترق قلبهاا قبل عينيها وهي تقول : مامي وحشه يامشاعر طيبةيبي ، وحشه اوووي عشان باعت نفسهاا لبابي ، بس بابي ضحك علي مامي وهي صدقته عشان كانت فاكره انه بيمشاعر طيبةها ، بس بابي مكنش بيمشاعر طيبةها ، وكأن شايفهاا مجرد لعبه عايز يتسلي بيها ، شوفت بابي كسر مامي ازاي ، ثم تنهدت بأسي وهي تقول : بس انت هتكون بيبي حلو وتمشاعر طيبة مامي صح عشان مامي بتمشاعر طيبةك اووي … وسقطت أثر طفيفعه من عينيها وهي تقول : وبابي كمان هيمشاعر طيبةك يامشاعر طيبةيبي عشان انت هتكون ابنه مشاعر طيبةيبه ..
ظلت تحادث جنينها ، وكأنه شخص يسمعهاا ، ولكنه هو الوحيد الذي يشعر بحزنهاا هذا … قطع شرودهاا وهو يطرق عليها باب غرفتها وقال : يلاا ياشاهي عشان تفطري
كانت تسمع صوته وهي لا تستطيع ان ترد عليه بشئ وكأن لسانهاا توقف عن الكلام
اياد : شاهي ردي علياا ياشاهي ، طب افتحي الباب
ظل يندهه عليهاا وكاد ان يحطم باب غرفتهاا ، ولكنه توقف عنأثر طفيفا رئها تفتح له باب غرفتها بتلك الهيئه وكأنها قضت معظم ليلتها تبكي
_
أياد بيقظة : انتي كويسه ياشاهي ، اجيبلك دكتور
نظرت له بعيون تُعاتب من كان سبباً في بكائهاا .. وبعد وقتا قصير قالت : انا كويسه ، متشغلش بالك بيا
أياد بتنهد : طب أدخلي غيري هدومك وتعالي افطري ، انتي ماكلتيش حاجه من امبارح
تنهدت بسخريه وهي تقول : خايف عليناا
أياد : ايوه ياشاهي خايف عليكم ، ويلا ادخلي غيري هدومك عشان تفطري
نظرت له بألم شديد ، والتفت بوجهها بعيدا عنه
تتابعها بنظرهه بتألم علي حالهاا فوضع يدهه علي كتفيها وهو يقول بصوت حاني : انا هنزل استناكي تحت عشان نفطر سواا
تنهدت بأسي ، وذهبت لخزانتهاا لتخرج بعض ملابسهاا
………………………………………….. ………..
ولأول مره تخطي قأثر طفيفاهاا هذا مكان ، نظرت حولهاا وهي تتطلع لهذا المبني الضخم ، وبعد قراراً قد حسمه قلبهاا ..ترجلت من احد سيارات الاجره .. وما من دقائق معدوده حتي كانت تقف امام سكرتيرته بعد ان ارشدها أحد موظفي الاستقبال لمكتب صامشاعر طيبة الشركه
_
تطلعت اليها سكرتيرته الخاصه وهي تقول : صباح النور يا مدام ، اي مساعده اقدر اقأثر طفيفها لحضرتك
صافي : ممكن اقابل أستاذ أدهم
السكرتيره بأعتذار : مقدرش يافنأثر طفيف مادام مافيش ميعاد سابق
وقبل ان تطلب منهاا أن تدخل اليه وتعلمه بوجدهاا ، كان يخرج من غرفة مكتبه ، وعنأثر طفيفا وجدها امامه
أدهم : دخلي مادام صافي ياهنا ، وياريت تجيبلنا اتنين قهوه لو سامحتي
أردفت خلفه ، وهي تشعر بالشوق اتجاهه ، اقتربت منه وهي تتابعه بعيناها من الخلف وقالت : عارفه اني موحشتكش يا أدهم
تنهد بأسي وهو يبتعد عنهاا وقال : أتفضلي اقعدي ياصافي
تطلعت له بأسي وهي تقول : لما ملقتكش بترد علي تليفوناتي ، قولت اجي أطمن عليك
وقبل أن يتفوه بأي مبرر لها .. وجدها تقاطعه وهي تقول بأبتسامه حزينه : اتمني ان اللحظات الي قضناهاا سواا نقدر ننساها ، ونبتدي صفحه جديده كأننا أصدقاء وبس
تطلع لها وكاد ان يتكلم ، ولكن قطع حديثهم دخول الساعي وهو يقأثر طفيف لهم قهوتهم … ثم غادر
_
تابعت صافي بالحديث وهي تقول : انا وانت ياأدهم كنا بندور علي حد يحس بينا وننسي معه حتي لو للحظات الحاجات الي بنهرب منهاا ، يعني كنا بندور علي الاحتياج مش اكتر …. نظرت اليه تتطلع له بأعينهاا الحانيه
ثم قالت : انت أنسان جميل اووي يا أدهم جواك حنان ممكن يملئ الكون ده كله ، بس للأسف بتمنع نفسك انك تبان قدام الي بتمشاعر طيبةهم غير بصورة وهيئه أدهم الي لازم الكل يخاف منه وبس
وبعد وقتا طويل … قال : صافي ، انا
نظرت له مبتسمه وهي تقول : صافي عارفه أدهم كويس ، عشان كده هتبعد عن ادهم
وكاد أن يتحدث ، ولكنهاا وقفت وهي تتطلع له بأعين مودعه ومدت له أحد ايديها وهي تقول بأبتسامتهاا التي أعتاد عليها : مع السلامه ، يا أدهم
وتركته وهو يشعر بالذنب أتجاهها ، ولكنه ماجعله يتقرب منها انه قد وجد معها ما يرضي احتياجه لا أكثر ، تنهد بأسي وهو يتذكر كلماتها فقد كانت حقا سيده جميله تتمتع بعقل لا يبحث عن شئ سوا بالقليل لكي يريح قلبه ..
غادرت صافي .. وهي تشعر بالأرتياح ولكن الذنب ايضاا يحاوطهاا عنأثر طفيفا جعلت من نفسهاا عشيقه مقابل هروبهاا من ذكرياتهاا الأليمه ووحدتهااا
………………………………………….. ………….
وضعت امامه قهوته ، ونظرت اليه وهي حزينه لما تسمعه تنهدت بأسي وهي تقول : طب وصافي ، انتوا الاتنين كنتوا بدوروا علي الي نقصكم ، طب مريم ذنبهاا ايه في كل ده
تنهد بأسي وهو يقول : عارف أني ظلمتهاا ، وكنت ناوي أطلقهاا بس ..
_

ألهام : بس أيه مشاعر طيبةيتهاا
تنهد بضيق وهو يقول : مش عارف حاجه ولا فاهم حاجه يا ألهام ، بس حاسس أن مريم بقيت أحد ممتلكاتي ومش هقدر ابعدهاا عني
تنهدت الهام بحزن وهي تقول : مريم مش فلوس بتعملها، ولا أرض بتشتريها ، ولا مشاريع وصفقات بتأسسها … مريم أنسانه يا أدهم اوعي تنسي في يوم انهاا انسانه زيناا
أدهم بأسف : للأسف عارفه كل ده ، بس هي السبب بٍمشاعر طيبةهاا لياا خلتني أحس انهاا بتاعتي انا وبس ولازم تكون بتاعتي ولياا
ألهام : مكنتش أناني كده يا أدهم
نظر لها بشرود تام .. وهو يقول : الايام بتغير يا ألهام
وأدهم أتغير اوووي ، ثم أبتسم وهو يقول : بس معاها هي برجع أدهم الطفل الي عمره 7 سنين
أبتسمت ألهام وهي تتذكره وقالت : وأدهم المراهق بتاع 15 سنه نسيت
تنهد أدهم بشرود وهو يقول : يااااااااااااااا كانت احلي سنين عمري ، ثم تنهد بحزن وقال : قبل ما اكون الشخص الي قاعد قدامك دلوقتي
الهام بتمني : مين عالم يمكن يجي اليوم الي ادهم بتاع زمان يرجع تاني
_
ضحك بشده وهو يهم بالرحيل : لسا عندك أمل فياا ، مع ان انا فقدت الامل في نفس من زمان ومن زمان اووي كمان
تطلعت اليه ألهام بأسي وهي تتذكرهه عنأثر طفيفا كان طفلاا صغيرا ، أبتسمت بحزن وهي تقول : هترجع ادهم بتاع زمان ، انا حاسه بكده أدهم الطفل هيرجع امتا مش عارفه بس هترجع يا أدهم بحنيتك وقلبك الطيب وابتسامتك الحلوه يا ابني
………………………………………….. ………..
نظر لها متسألا ، حضرتي نفسك ،عشان هنسافر شهر بره البلد
شاهي بتنهد : شهر عسل يعني ، بس انا اعرف ان العريس بياخد عروسته ويقضوا شهر العسل عشان بيكون عايز يقضي معاها وقت يفضلوا يفتكروه طول حياتهم ، بس انا وانت أظن اننا عمرنا ماهنفتكر حاجه غير اسوء لحظات قضيناها مع بعض
أياد بتنهد : بعد ساعتين لازم نكون في المطار ياريت ، تكوني جاهزه ….
ظلت تتابع خطواته ، وهي تشعر بالاختناق لما يحدث وكأنها ليست عروس تقضي أحلي أيام عمرهاا بجانب من امشاعر طيبةته
………………………………………….. …………
وبعد وقتا طويلا قضاهاا يشغل فكره بعمله فقط ،تنهد بتعب وهو يصارع قلبه بأن يذهب اليهاا ، وقف بتعب وهو يغادر مكتبه … وكاد ان يصعد لغرفته ولكن استوقفه نداء احدهما
فاطمه : مش هتتعشا يا أدهم
_
أدهم بتعب : لاء يا داده ، روحي نامي انتي
تنهدت الداده بأرتياح وهي تقول : ماشي يا بني ، تصبح علي خير
أدهم : وانتي من أهله
صعد الي غرفته ، وبات ليلته وهو يتمني ان يذهب اليهاا ويأخذها بين احضانهاا … ولكن هيهات فهو لا يستطيع أن يظهر امامها بصورة الرجل الحنون ، حتي لو علي حساب قلبه …. فالمشاعر طيبة بالنسبه له ليس سوااا مخدرا نخدر به مشاعرا لنحيا بيه بعالم تائه بقلوب تائهه ….
………………………………………….. ………
لم تستطع جفونها أن تغمض وتستسلم للنوم ، وكلما غلبها النعاس … كان قلبها يحادثهاا بأنه سيأتي لهاا … ستستمع لتلك الصوت الذي لا يشعر أحد بحنيته سواهاا ، تمنت لو انه الان بجانبها يأخذها بين أحضانه ، تذكرت قبلته الحانيه ويديه الدافئه وانفاسه الهائجه وكأنه يهرب من شئ بداخله …… سالت أثر طفيفعه من عينيهاا عنأثر طفيفا ذكرهاا عقلها بأنهاا لا شئ بالنسبه له ، وضعت يديهاا علي أذنيها لتخمد ذاك الصوت وهي تقول : ياريت كان بأيدي كنت كرهته ، بس انا بمشاعر طيبةه هو الانسان الوحيد الي مشاعر طيبةيته
تردد ذاك الصوت ثانيه وهو يقول لهاا : بس هو ميستهلش مشاعر طيبةك ده ، مش شايفه حالك سيبك لوحدك وضحك عليكي وخدعني قبل ما يخدع قلبك وافتكرته بيمشاعر طيبةك فعلاا
وبدون أن تشعر وجدت يدها تضعهاا علي قلبها .. وهي تقول : قوله انه مش بأيدي ، قوله ان هو الوحيد الي قدر يخدك وبقيت ملكه هو ، قوله اني مشاعر طيبةيته من غير ماأحس
تنهدت بحزن علي حالهاا …. تمنت ان تنزع قلبهاا من بين ضلوعها وتفر هاربه من سجن لم يضعها فيه سواا من أمشاعر طيبةت
تنهدت بأسي … وهي تقول: يمكن يجي يوم ويمشاعر طيبةني
_
ابتسمت عنأثر طفيفا سمعت صوت أذان الفجر يعلواا ، وكأن الله يقول لهاا لا تجعلي مشاعر طيبةك لاحد عبادي ينسيكي من خلقكي ، فأن قلب من امشاعر طيبةبتيه بيدي أنا
نهضت من علي فراشهاا لتلبي نداء بارئهاا ، وهي تتمني لو يأتي اليوم لتنهض هي وهو لكي يصلوا سوياا … كما كانت تري أمها واباهاا يفعلون معا
………………………………………….. ………..
لم تصدق عينيهاا عنأثر طفيفا تطلعت ، لمن امامهاا فأنه يشبهها كثيرا ، سقطت أثر طفيفوعهاا وهي تسأل محاميهاا وهي تقول : ابني صح ، مازن ابني
نظر لها المحامي بأشفاق ، وهز رأسه ليأكد لها ما رأت عيناهاا ….
سقطت علي ركبتيهاا ، وهي تمد له ايديهاا وتقول : انا ماما يامازن تعالا يامشاعر طيبةيبي
وقف من بعيد يتأمل ذاك المنظر، وهو يشعر بالراحه أتجاهها كما كان هذا الشعور يذكرهه بذكريات حفرت في ذاكرته تنهد براحه شديده ، ثم رحل دون ان تشعر بوجدهه
كانت تاخذهه بين احضانه ، وكأنها تخشي فقدانه ثانيه ، لم تصدق انه كبر هكذا واصبح عمرهه الان سبع سنوات ….
ابعدته عنها قليلاا ، وهي تنظر في عيناهه التي تتطلع فيهاا
صافي بحنان : انا ماما يامشاعر طيبةيبي ، انا ماما يامازن متخفش
_
ثم اعتدلت ووقفت وهي تمسك احد أيدي طفلها وقالت : مش عارفه أشكرك أزاي يا أستاذ محسن
نظر له محسن مبتسما .. وقال :متشكرنيش أنا يا مدام صافي ، الي المفروض تشكريه أدهم باشا هو بعلاقاته اقدر يساعدنا وكمان دفع الشيكات الي كانت علي أحمد بيه وكان المقابل انه ياخد مازن ويتنازل عن حضتنه
نظرت لطفلها بحزن وهي تتذكر والدهه الذي ابعدهم عن بعض تلك السنوات الماضيه ، والان قد تركهه مقابل المال
وبدون ان تشعر تذكرت أدهم وأرتسمت علي شفاهاا أبتسامة
لمافعله من اجل ان يعيد اليها طفلها كما وعدهاا
اخفضت ببصرهاا …. وهي تقول بفرحة تملئ قلبهاا قبل عينيهاا : وحشتني اووي ،اووي يامازن
الـــفــــصـــل الثــاني عـــشـــر
لحظة تجمعت فيها أثر طفيفوعها لتعبر عن مدي شوقها،لحظة عجز اللسان فيها ان يرسل كلماته التي تمني دوما ان يُنطق بهاا ، وابتسامه  عادت لقلب ، ودفئ افتقدته الروح ، وايدِ تمنت لو ان يأتي يوم لتحتضن مفتقدهاا ، شعورا مضطرب يحاوطهاا ولكنه ليس سوى شعور يعبر عن فرحة صامشاعر طيبةه …
نظرت لطفلها بشوق شديد ، وهو نائم بين ذراعيهاا، ظلت تتأمل ملامحه التي افتقدتها منذ زمن ، وياله من زمن كان قاسي عليها عنأثر طفيفا حرمها من طفلها ، اقتربت منه بحزر لكي لا توقظه ووضعت قبله حانيه علي جبينه … وبعد وقتا قصير، كانت تمسك بهاتفهاا وهي تنتظر ان يُرد عليهاا وبعد لحظات
أدهم : مازن أخباره ايه دلوقتي
_
صافي : مش عارفه أشكرك أزاي يا أدهم ، بس كل الي قدر اقولهولك ربنا مايحرمك من اعز الناس عندك ، عشان بجد أصعب حاجه لما الروح تفقد اصامشاعر طيبةهاا
أدهم : متشكرنيش ياصافي ، الظروف هي الي ساعدتني اني اقدر ارجعلك ابنك من تاني ، حافظي عليه اووي ياصافي
صافي بهدوء : وانت حافظ علي الي بتمشاعر طيبةهم ، عشان ميجيش يوم تنأثر طفيف انك ضيعتهم من ايديك …. ثم نطقت بكلمتها الاخيره وهي تقول : مع السلامه يا أدهم
وكأن كلماتها الاخيره قد لمست قلبه ، تنهد بأرتياح وهو يبحث عن مفاتيح سيارته ليذهب اليها
………………………………………….. ………..
وبعد رحله طويله ، استغرقوهاا للذهاب الي ايطاليا
تتابعهم الحامل وهو يحمل متعلقاتهم الخاصه ، انتهي الحامل من وضع ما يحمله ، وتتطلع لهم مبتسما وهو يتمني لهم لحظات ممتعه … ثم تركهم وانصرف
ظلت تتأمل الغرفه بنظرهاا ، فقد كانت غرفه واسعه تحتوي بداخلها علي غرفتين للنوم ، تنهدت بأرتياح شديد ، ودخلت الي غرفتهاا وهي تشعر ببعض التعب
كانت نظراتهاا اليه توحي بالكثير من الألم ، وكلما تتطلع الي أعينها شعر بمدي حقارته ، فهو قد حرمهاا من اجمل لحظات عمرهاا ، ولكن ماكان يبرره لنفسه انا لست المخطئ فقط
وكأن القلب يريد ان يدافع عن نفسه ليقول : اصبحت انا الان مخطئ عنأثر طفيفا ، صدقت بمشاعر طيبةك وعصفت بكل شئ لكي أرضيك ، هل نسيت عنأثر طفيفا كانت تبتعد عنك وتتركك بالأيام دون ان تحادثك ، ماذا كنت تفعل كنت تتهمني بالأهمال … وعنأثر طفيفا اصبحت تمتلكني ماذا فعلت بي …… يالك من وقح
_
تنهد بضيق شديد … وكأن عقله أصبح مدافع عنه
كنت عايز أكسر غرورهاا
نطق القلب متألما وهو يقول : انت فعلاا كسرتني وكسرت نفسك معايا بذنب هتفضل تفتكرهه طول عمرك
وضع يديه علي اذنيه وهو يشعر بالصداع الشديد ، لم يشعر بنفسه سواا وهو جالس في تلك البار لينسي نفسه بين كؤسه البغيضه
………………………………………….. ………….
وقف يتابع حركاتهاا ، وهي تسجد بخشوع ، وكلما تأملهاا وهي تسجد أبتعدت عيناهه سريعاا وهي تشعر بالخجل الشديد من صامشاعر طيبةهاا ، كان صوتهاا عالي نسبيا وهي تناجي ربها بعد ان انهت صلاتهاا ، وعنأثر طفيفا نطقت بأسمه في الدعاء سادت الحسره قلبه ، فحتي في صلاتها لا تنساهه … اما هو يهرب بفكرهه بعيدا حتي لا يتذكرهاا قلبه … التف ليغادر الغرفه سريعا كي لا تري تلك النظرات التائهه
ولكن استوقفه صوت ندائهاا عليه ، ابتسمت بمشاعر طيبة وهي تقول : ممكن تقرب شويه يا ادهم مني
وقف للحظات ،يتأكد ممن طلبته منه .. وعنأثر طفيفا قررت طلبهاا بخيبة أمل … اشاحت بوجهها وهي مازالت جالسه علي سجادة الصلاه
اقترب منها قليلا ، وبعد لحظات هبط بركبتيه وهو ينتظر أن يعرف ماذا تريد .. ثم قال بصوت متهدج : انتي مرهق قليلاًه يامريم
ابتسمت له بمشاعر طيبة شديد وهي تهز له رأسها نافية … ومدت يديهاا الصغيره وأمسكت بيدهه .. وشرعت بالتسبيح عليها
_
وكلما ذكرت اسم الله علي أحد اصابعه .. وجد جسدهه يرتشع .. وكأنه كان يفتقد منذ زمن مائا يريد ان يرتوي بيه
ظل يتأملهاا … وشعور الراحه التي طالما بحث عنها قد وجدها واصبحت تسري بين عروقه .. أغمض عينيه وكأنه يعيد ذكريات ماضيه حينما كان يري والدته تسجد ويسجد بجانبها وعنأثر طفيفا تنهي صلاتهاا ، تبتسم له وتضع يدها علي رأسه بحنان وتضمه بين أحضانهاا
نظرت إليه تتأمل ملامحه ، وبداخلهاا شعور بالتمني أن يزرع الله في قلبه الهدي ويرشدهه الي طريق الصلاح بعيدا عن هذا العالم المزيف
فتح عينيه برفق ، عنأثر طفيفا أحس بأن حركة اصابعهاا قد توقفت
نظر لهاا طويلاا .. وكأنه يبحث عن اشياء بعيده تسير امام اعينه… وبعد لحظات قال : ليه عملتي كده
مريم بأبتسامه : عشان تشاركني في الثواب
ويالها من كلمة قد سقطة علي اذنيه ، خدعها في كل شئ وهي تبحث له عن أجرا يتقرب به لربه ،يحطم قلبه بيدهه كي لا يمشاعر طيبةهاا ، يتركهاا وحيده وهي لا تنساهه وتذكرهه في صلاتهاا ….. نهض من امامها وهو يقول بهروب : انا كده أطمنت عليكي ، عايزه حاجه مني يامريم قبل ما امشي
وقفت امامه مثل الطفله الصغيره التي تترجي اباها ان يبقي معاها بأثر طفيفوعها ، ولكن سريعا ما أشاحت بوجهها وهي تقول : هو انا هفضل ممشاعر طيبةوسه هنا
أدهم : وانتي عايزه تخرجي ليه
مريم بحزن : عايزه أرجع اشتغل تاني
_
أدهم بحده وهو يقربها منه : خروج من هنا مافيش ، وشغل برضوه مافيش فاهمه
كانت أثر طفيفوعهاا هي من استطاعت ان ترد عليه ، ابتعدت عنه وهي تمسح أثر طفيفوعهاا وتقول : بس انا بقيت بخاف اووي صدقني ، مبضحكش عليك
حاول ان يلطف الوضع قليلاا بينهم وقال : انتي مش طفله صغيره يامريم ، الاطفال بس هما الي بيخافوا ولا انا متجوز طفله
نظرت له بعتاب شديد .. وهي تخرج بعض الكلمات من حلقها بصعوبه : صح انا مش طفله صغيره ، ولازم اعيش ديما لوحدي
وقبل ان يضعف قلبه .. التف بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : تصبحي علي خير… ثم تركهاا ورحل من عالمها الذي يخشي ان يقع فيه بدون ان يشعر ..
تنهدت بأسي .. وهي تقول بين أثر طفيفوعها التي انسابت بعد رحيله : يارتني كنت طفله صغيره ، كنت أشفقت علياا وفضلت قاعد معاياا
………………………………………….. …………
وقفت تتطلع له بخجل شديد ، وهي تقول بشمهندس احمد
ألتف الي مصدر الصوت ، وهو ينظر لها متعجبا في حاجه ياهبه
هبه بتردد: بصراحه ، كنت عايزه أسأل حضرتك علي مريم
_
أحمد : مريم مين ، وبعد ان تذكرها : اه مريم مساعده بشمهندس اياد
هبه : ايوه يافنأثر طفيف .. بقالها مده كبيره مبتجيش الشغل ، وبتصل بيهاا ديما تليفونها مقفول ، ممكن تقولي عنوان شغلها الجديد الي الشركه حولتهاا ليه
أحمد : للأسف معرفش يا أنسه هبه ، لان موضوع النقل ده تم عن طريق ادهم
هبه بخجل : لو مش هضايق حضرتك ، ممكن تسألي مستر أدهم عن مكان نقلها
احمد : حاضر يا أنسه هبه ، عن أذنك
………………………………………….. …………..
وقفت تنتظر ان يتطلع بأعينه اليها ، حتي لو قليلاا ، وبدون أن يرفع نظرهه عن ما امامه من اوراق .. قال بصوته الجاد: أتفضلي اقعدي يامدام نانسي
نانسي : لو مشغول ممكن ،اجيلك في وقت تاني يا أدهم باشا
تطلع بنظرهه قليلا اليها .. وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك المنظر بملابسهاا التي تجلس بها امامه .. وقال بعد ان نظر الي الأوراق التي امامه ثانية : خير يامدام نانسي
نانسي بتصنع للحزن : هو عزت مشاعر طيبةيبي مقلكش أني كنت عايزه ارجع أشتغل هنا تاني في الشركه
_
أدهم بجديه وهو ينهض من علي كرسيه : عزت باشا عنده شريكاته الي بيدرهاا ، تقدري تشتغل عندهه يا مدام ..
ثم ألتف اليهاا بأحتقار وهو يهم بالمغادره .. وقال : مضطر امشي عشان عندي اجتماع مهم ، وابقي وصلي تحياتي لعزت باشا
وقفت تتابعه بعيانهاا ، وهي تستشيط مشاعر متباينةا من تجاهله لهاا ، تطلعت الي ملابسهاا وهي تقول : شكل المهمه صعبه ، عشان أقدر اوقعك يا أدهم باشا ، بس مافيش حاجه بتصعب علي نانسي
………………………………………….. …………….
أفاق من نومته هذه ، وهو يشعر بالصداع الشديد ، تطلع بجانبه وجدهاا نائمه بجوارهه ..أخذ يتذكر ماحدث ليله أمس ولكن كل ما يتذكرهه هو عنأثر طفيفا خرج من حجرته وذهب ليحتسي مشروباا ، أستيقظت من نومهاا وهي تبتعد عنه وقالت بأرتباك : أصلك كنت جاي مرهق قليلاً من بره ، وفضلت ماسك في أيدي تقولي متسبينش خليكي جنبي ، ومحستش بنفسي غير دلوقتي
وكادت ان تغادر الغرفه وتتركه : ياريت تخف الشرب شويه ، يعني عشان صحتك …
أياد بتعب : متشكر ياشاهي
أشاحت بوجهها بعيداا ، وخرجت سريعا من غرفته قبل ان تفتضحها عيناهاا من اليقظة عليه
تنهد بتعب شديد ، ولاحت أبتسامة علي شفتاهه عنأثر طفيفا تذكرهاا .. ولكنه سريعاا ما رفضها عقله
تنهد بأسي .. وهو يخشي أن يكون فعل بهاا أخاهه شيئاا لا ذنب فيه سوا انها قد أحتلت جزء من تفكيرهه
_
………………………………………….. ……
أثر طفيفوعا لم تجف واعين قد تورمت من كثرة بكاء صامشاعر طيبةتهاا
نهضت من علي الفراش وهي تشعر ببعض السخونه تسري في جسدها النحيل ، تحركت بضعف نحو حمام غرفتهاا لتنعم ببعض الماء لعله يريح جسدهاا ، وبعد ان انهت حمامهاا ، ارتدت ملابسهاا بصعوبه وقد ازدادت سخونه جسدهاا
أستقلت علي الفراش بصعوبه ، وجسدهاا بدء يرتعش .. حاولت ان تنهض لتبحث عن دواء .. ولكن اعياء جسدها قد منعهاا … ظلت تتألم بصوت ضعيف .. لم يكن ألم حرارتها اقوي من ذاك الألم الذي جعلهاا تشعر بأنهاا إذا فارقت روحهاا جسدهاا لن تري أحد بجانبها سوا تلك الجدران … سالت أثر طفيفعه من عيناها وكأنهاا تشفق علي حال صامشاعر طيبةتهاا ، ونامت والعرق يصب علي وجههاا بسبب السخونه

كان ينهي عمله ، وعنأثر طفيفا تذكر أثر طفيفوعهاا التي كانت تترجاهه ان يبقي بجانبهاا ، تنهد بأسي شديد وهو يمنع قلبه من ذاك الشعور، قرر ان يتابع عمله …. ولكن بعد مده قصيره كان يستلقي بسيارته ليذهب اليهاا
كان البيت يعمه السكون التام ، خشي بأن تكون قد تركته ورحلت ، ترجل الي غرفتهاا وهو يندهه عليهاا
أبتسم عنأثر طفيفا وجدهاا نائمه بتلك الملابس التي تعبر عن مدي برائتهاا ، ولكن قد انتابها لشئ قد كانت تندهه علي أحد
اقترب منهاا وهو يراهاا تتفوهه ببعض الكلمات ، وضع يدهه علي جبينهاا وهو يشعر بالأسي … فقد تركها بمفردها وهي مريضه
ومنذ زمن بعيد قد ترك مهنه الطب التي كانت يوما ما حلما من أحلامه وتخلي عنها من اجل ان يحافظ علي تلك الثروه ، بدء يفحصهاا وهو يشعر باليقظة عليها ، فتحت عيناهاا ببطئ شديد ،ثم اغلقتها ثانية
………………………………………….. ………..
_
جلست بجانبه ، وهي تتصنع الزعل
عزت : مالك يانانسي يامشاعر طيبةبتي
نانسي بحزن مصطنع : يرضيك كده يازيزو أبنك ياعاملني المعامله ديه ، ده كان ناقص يطردني
عزت بهدوء : يانانسي ، انا قولتلك تعالي اشتغلي معايا ، انتي ليه مصممه انك تشتغلي عنده
نانسي بأرتباك : ما أنت عارف يازيزو ، انا قبل ما اتجوزك وأشوفك ياحياتي ، كنت شغاله سكرتيرة لبشمهندس احمد ، وانا بصراحه عايزه أرجع اشتغل تاني هناك وسط صحابي
عزت : يانانسي يامشاعر طيبةبتي ، انتي دلوقتي مراتي .. ومينفعش تشتغلي زي اي موظفه
نانسي بضيق : كده يا عزت ، يعني انت مش عايزني أشتغل ، اخص عليك أخلفت وعدك معايا وقولتلي هخليكي سيدة مجتمع
عزت وهو يقترب منهاا لكي يقبلها : خلاص ياقلب عزت يبقي تعالي اشتغلي معاياا ، بدل ما انتي ديما وحشاني كده
نانسي بدلع : بس انا يا زيزو مش عايزه حد يقول عشان هي مراته ، والكلام الا انت عارفه … هاا ياحياتي هتكلمه ارجع تاني الشركه انت مهما كان عزت باشاا
عزت بتنهد : ربنا يسهل
_
نانسي بخبث : ميرسي يازيزو ياحياتي ، ثم اقتربت منه لتضع تحية طيبة علي خد ذاك العجوز وهي تضحك علي غبائه امام انوثتها التي اصبحت سلاحهاا امامه
………………………………………….. ………..
وضع يدهه يتحسس حرارتها ثانية ، تنهد بأرتياح عنأثر طفيفا وجدهاا تنخفض ، تتطلع الي ملامحهاا المرهق قليلاًه ، وبدء يزيح خصلات شعرهاا عن عيونهاا ، اقترب منهاا قليلا وبدء يغطي جسدها برفق ، ونهض من علي الفراش ليحضر لهاا شئ ساخن تأكله ، وبعد ان خلع سُترته وازاح برابطه عنقه
بدء يعد لهاا الطعام …. وهو يبتسم بعذوبه لما يفعله هو
انتبهه علي صوت هاتفه
أدهم : ايوه يا أحمد
احمد بأستغراب : فيك حاجه يا أدهم انت مرهق قليلاً
أدهم بضحك : ما انا كويس اه ، وبكلمك
أحمد بأرتياح : اصل عمرك ما اتأخرت علي الشركه ، فيقظةت …
أدهم بتنهد: انا مش جاي النهارده ، وخلي هنا تلغي كل الاجتماعات
_
احمد بيقظة : لاء يا أدهم أكيد فيك حاجه ، نص ساعه واكون عندك في الفيله
ادهم بضحك : قولتلك انا كويس صدقني ، وكمان انا مش في الفيله … ثم انتبهه لصوت انفاسهاا المتقطعه خلفه وقال : سلام دلوقتي
التف اليهاا ، وهو يقول بحده مصطنعه : قومتي ليه من علي مكان
نظرت له بعتاب شديد وكادت أثر طفيفوعهاا تتساقط .. ولكنها سريعاا أشاحت بوجهها وقالت : متيقظةش عليا انا كويسه ، وكمان انا مش طفله صغيره
ضحك بشدهه علي تذكرها لكلماته وظل يتطلع اليهاا وهو يقف امامهاا : شكل قلبك أسود يامريم
نظرت له بخجل من تلك النظرات واخفضت رأسهاا
ادهم : روحي ارتاحي ، عشان اجيبلك الشُربه ، وعلي فكره انا الي عاملها بأيدي
وبعد لحظات معدوده ، كان يطعمها بيديه وهم يتحدثان
أدهم : كنتي لازم تتصلي بيا لما حسيتي انك مرهق قليلاًه
تتطلعت عيونهاا اليه وكادت ان تتحدث
_
أدهم بتنهد : من بكره هيجبلك شغاله ، تفضل جنبك
مريم بتعب : بس انا مش عايزه حد يخأثر طفيفني ، انا بعرف اخد بالي من نفسي كويس
أدهم : انتي مش شايفه نفسك بقيتي ازاي ، وكمان انا مش مستعد اجي مره تانيه الاقيكي بالمنظر ده
تتطلعت اليه بمشاعر طيبة شديد وهي تري يقظةه عليها، الذي يمنع عيناهه ان تظهرهه كان قلبها يحدثها بهذا … وبدون ان تشعر ابتسمت له
ادهم بضحك : بتضحكي علي ايه
ومن تماسك ارتباكهاا قالت : اصل افتكرت شكلك وانت بتعملي الاكل وواقف ماسك المعقله في ايد ، والتليفون في الأيد التانيه
أبتسم رغما عنه …وقبل أن يفتضح أمرهه .. قال : طيب يلاا عشان تشربي الدوا بتاعك وبطلي ضحك
ثم تابع بالحديث وقال : شكلي بسببك هرجع أمارس مهنه الطب تاني
تطلع الي أعينها التي تنظر لها بغرابه وقال : مالك بتبصلي كده ليه
مريم بخجل : اصلي مش مصدقه انك طبيب
_
أدهم بسخريه : كنت
مريم بتسأل : طب سيبت مهنه الطب ليه
التف بوجهه بعيدا عنهاا وهو يقول : ارتاحي دلوقتي وانا هفضل بره اتابع شوية شغل في التليفون
تتابعته بأعينهاا الي انا غادر الغرفه … ووضعت رأسهاا علي وسادتهاا بأبتسامه مشاعر طيبة وهي تتذكر نظرات يقظةه عليهاا ، بدء عقلهاا يسبح معهاا في عالم احلامهاا ، وقلبهاا لا يتوقف عن الرقص بنغمات دقاته فرحا ، فاليوم اجتمعوا معاها الاثنان … ونامت وهي تبتسم مثل الطفل الصغير
عاد اليهاا ثانية ، وهو يري أبتسامتهاا الصافيه علي وجهها النائم .. أبتسم علي برائتهاا هذه واقترب منهاا بحزر شديد ، ووضع تحية طيبة حانيه علي جبينها بألم يعتصر قلبه بسبب عِند صامشاعر طيبةه .
الـــفـــصــل الــثــالثـــ عـــــشـــر
خطوات بطيئه كان يخطو بهاا ،بين صراع لا يود ان يخمد وقف أمام غرفتهاا قليلاا ، لعله يستجمع تلك القرار الذي أتأخذهه عقله … وبعد لحظات كان يطرق عليهاا الباب لتستجيب هي وتفتح له الباب وتقف تتطلع الي عيونه الهاربه منهااا…. تنهدت طويلاا وهي تتطلع له وقالت :
في حاجه يا أياد
أياد : عايز أتكلم معاكي ياشاهي ممكن
شاهي بهدوء : وانا كمان كنت عايزه اتكلم معاك بهدوء ، بدل ما أحنا ديماا بنتخانق
_
أياد بأرتياح : طيب أنا هستناكي في الصاله
نظرت الي ملامحه ، وهي تائهه بين طياتهاا … تنهدت بعمق ، وذهبت خلفه لتعرف ماذا يريد
أياد بهدوء: انا مش عايز أظلمك أكتر من كده ولا عايز اظلم ابني الي جاي زي ما ظلمتك …
ثم تتطلع بوجهه لأعلي ليري وجهها ، مش عارف هيقدر يسامحني ازاي لما يعرف انه جيه الدنيا بغلطه غلطناها ونسينا عواقبهاا ….ثم اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : انا وانتي غلطنا … انا غلطت لما حاولت اعقبك واكسر غرورك ، وانتي غلطتي لما سلمتِ نفسك لياا عشان ترضيني ……. اخفض عيناهه ثانية .. وبعد لحظات : اتمني انك تسامحيني
كانت تستمع له وهي تجمع شتات أوجاعهاا .. وبعد لحظات رفعت بصرها بكبرياء وهي تقول : ياريت لما اولد تتطلقني يا أياد ، وياريت تنهي الرحله عشان عايزه انزل مصر
………………………………………….. …….
وبعد وقتا طويلاا قضته بين احلامهاا ، استيقظت وهي تبحث عنه بأعينهاا ….. نهضت من علي الفراش وهي تتمني أن تجدهه كما وعدهاا ….
كان جالسا وهو ممدد برأسه للخلف ومغمض العينين ، اقتربت منه وظلت تتطلع علي الملامحه التي طالما عشقت صامشاعر طيبةهاا بكل عيوبه وقسوته … ابتسمت وهي تتذكر لمسات يدهه الحانيه وهو يطعمها ، اخفضت بجسدهاا قليلاا كي تيقظهه من تلك النومه ، ولكنه كان اسرع منها وجذبهاا اليه وهو يقول : بقالك ساعه واقفه تبصي علياا ، ايه يامريم انا حلو اووي كده
حاولت النهوض من وضعتهاا هذه ، فكم كانت قريبه من انفاسه وبين يديه ، وتستمع لدقات قلبه … حاولت الابتعاد عنه ثانية ولكن محاولتها أبت بالفشل
مريم بخجل : ممكن تسيبني
_
نظر لهاا مبتسما وهو يقترب من اذنيها بأنفاسه : لاء
كانت نظراتها له مثل نظرات الطفل وهو يترجي اباهه ..
ابتسم لها ثانية ولكن بصوت عالي : متحاوليش معاياا فاهمه ، عشان مش هسيبك انتي الي جيتي برجليكي وكنتي فاكراني نايم
تطلعت بضكته قليلاا ، وهي شاردة به …. ثم سقطت أثر طفيفعه من عيناها
ادهم بيقظة : مريم انتي مرهق قليلاًه
أخذت تحرك برأسهاا نافية وهي تقول :لاء
أدهم : طيب بتعيطي ليه ،وبدون ان يشعر وجد نفسه يضمها الي صدرهه بيقظة شديد
حاولت ان تبتعد عنه ، ولكن ضمته لها جعلتها تنسي كل شئ حتي خجلهاا واستكانت بين احضانه ، وهي تقول : نفسي ادهم الحنين يفضل علي طول كده
أبعدها عنه قليلاا وهو يضحك بشده وقال : اممممم ، مره ادهم الانسان ومره ادهم الحنين … اومال انا كنت ادهم ايه بقي قبل ما أكون دول
تأملته قليلاا وهي تري ضحكاته العاليه ، فأخفضت بوجهها بعيدا عن عيناهه التي تتطلع بهاا
_
وبدون ان يشعر وجد نفسه يقبلهاا بشده، ثم حملها برفق لتصبح من الان زوجته
………………………………………….. ……

لحظات قضاها وهو يتذكرهاا ، يتذكر اللحظات التي تمنهاا ان يتعجل بها الزمن لتكون زوجته …. امشاعر طيبةها بتماسك لدرجة انه لم يبصبر بعيوبهاا ، ويالها من ذكري أليمه عنأثر طفيفا يتذكرها يشعر بمدي غبائه ، تنهد بأسي وهو يسترجع تلك الذكري الأليمه
أدهم : صدقني يا أحمد ندي ، ديه مش بتمشاعر طيبةك ديه بتمشاعر طيبة فلوسك بس ، بتمشاعر طيبة الي هتاخد منه اكتر
أحمد بحده :ولا هي عجبتك يا صديق عمري ، وجاي دلوقتي تفرق بيناا ….. فعلا ندي كان كلامها صح
أدهم بعتاب : انا يا احمد ، انا هسيبك عشان انت شكلك دلوقتي مش في وعيك
أحمد بحده :انا الي دلوقتي بقيت في وعي فعلاا
نظر له بعتاب ، وهو يغادر شقته وقال : بكره هتعرف الحقيقه يا احمد بس ياريت تعرفها قبل فوات الاوان
وياله من اوان قد أتي ليعصف به ، عنأثر طفيفا سمع كلماتهاا وهي تقول : انا بمشاعر طيبةك انت يا ادهم ، احمد ده مجرد سِلم كنت عايزه اقرب بيه منك …. انا مستعده افسخ الخطوبه دلوقتي حالا يامشاعر طيبةيبي …… وكادت ان تقترب منه لتحتضنه
أبعدها عنه وهو يبتسم لمن أمام أعينه وهويقول : نورت الحفله يا احمد
_
كان في عالم اخر ، لا يشعر بشئ سواا بقلبه الذي أصبح ينزف …. تطلع اليها بسخريه وهو يبتسم : مش عايز اشوف وشك في حياتي تاني فاهمه ، اطلعي بره ياحقيره
عاد بذكرياته ….. وهو يبتسم بسخريه … عنأثر طفيفا شاهدهاا اليوم وهي تمسك بين احد ايديهاا طفلاا ، وملامحها التي ابدلها الزمن وكأنها ليست هي …
………………………………………….. ………….
وقفت تعد له طعام الافطار ، وهي شارده بليلة امس ، كانت انفاسه مازالت عالقه بجسدها وكأنهاا مازالت بين احضانه ، تنهدت بأسي وهي لا تعرف ماذا هي الان لديه …
انتبهت من شرودهاا ،عنأثر طفيفا تطلعت للقهوه التي تفور امامهاا .. وبعد ان اعدت الفطور علي المائده ، ذهبت اليه وجدته قد افاق من نومته ويرتدي ملابسه …انتبهه الي وجودها ونظراتها التي تبتعد عنه خجلا وهي تقول : الفطار جاهز
ابتسم لهاا بعذوبه وهو يلف حول عنقه تلك الرابطه .. وبعد ان انهي ربطهاا اقترب منها ورفع وجهها بين بيديه وقال :أممممم ، ومنزله راسك للارض ليه ….. وانحني بجسدهه ليصبح في مستوي اذنيهاا ليقول : هتفضلي مكسوفه كده مني
وكاد ان يقبل عنقهاا … ولكنها كانت اسرع منه وابتعدت عنه لتغادر الغرفه
أبتسم علي فعلتهاا هذه وهو يبتسم علي افعال ابنته الصغيره وليس زوجته … ثم غادر الغرفه وهو يقول : افطري انتي كويس عشان تاخدي علاجك …وكاد ان ينطق بي يامشاعر طيبةيبتي ولكنه تنهد طويلاا وقال : لو احتاجتي حاجه كلميني … ثم غادر وهو أخذ بقلبها معه الذي يعصف به بعِندهه
………………………………………….. ………….
نظرات مشاعر متباينة قد امتلكته ، عنأثر طفيفا رئهاا تجلس في مكتبه وهي تتطلع له بتلك النظرهه التي يكره ان يراهاا
_
أعتدلت من جلستهاا وهي تنظر لزوجهاا وتبتسم
عزت بهدوء : جيت قبل الاجتماع بنص ساعه ، بس للاسف حضرتك لسا واصل قبل ما الاجتماع مايبدء بخمس دقايق
تطلع له بهدوء تام بعد ان جلس علي كرسي مكتبه ونظر للأوراق التي امامه وقال : اتفضل علي غرفة الاجتماعات ياعزت باشا عشان الاجتماع هيبدء
كانت اعينهاا تتطلع لهما مبتسمه وهي تري كم المشاحنات التي بينهم
نانسي بهدوء : هو انا هحضر معاكو الاجتماع ياحياتي
عزت بأبتسامه : طبعا يامشاعر طيبةبتي ، انتي دلوقتي من اعضاء مجلس الادراه
اما هو اخذ بأوراقه وغادر غرفته وهو ينظر لهم بسخريه
وبعد وقت طويلاا قضاهه في تلك الاجتماع … ذهب الي غرفته وهو يشعر بالأختناق الشديد من كل شئ .. جلس بتعب علي اريكته واتكئ بجسدهه ليصبح متساويا مع الاريكه واغمض عينيه وهو يتذكرهاا وهي نائمه بين احضانه وهو يداعب خصلات شعرهاا بيدهه ويقبلهاا ، تنهد بضيق وهو يشعر بالأحتقار من نفسه عنأثر طفيفا تذكر بعض اللحظات التي قضاهاا مع صافي مسبقاا تنهد بأسي .. ونهض من جلسته ليتابع عمله
………………………………………….. ……..
وبعد لحظات قد قضاها في اليقظة عليهم ، اسرع بيقظة الي الطبيب وهو خارج من غرفتهاا
_
تتطلع له الطبيب مطمئنا وهو يقول : متيقظةش مستر أياد ، المدام بخير والبيبي كمان بخير .. بس لازم الراحه التامه والمدام متتحركش
أياد بتسأل : بس احنا كنا ناوين ننزل مصر
الطبيب محزرا : مينفعش دلوقتي مستر أياد ، عشان حالة الجنين مش مستقره لازم نستني لما الحاله تستقر .. عن أذنك
تنهد بأسي وهو يتذكرمنذ لحظات فقط كان سيفقد طفله
وبعد لحظات كان يتطلع اليها وهي نائمه ، اقترب منهاا وهو يمسك احد ايديهاا ويقبلهاا …
شعرت بلماسته ، نهضت بتعب وهي تتحسس جنينها وتقول : ابني مات صح ، اكيد انت فرحان دلوقتي عشان خلصت منه
نظر لها معاتبا .. وهو يقول : لاء ياشاهي البيبي بخير ، الدكتور طمني … بس لازم ترتاحي ومش هينفع ننزل مصر دلوقتي لغير لما حالتك تستقر …..ثم تركهاا وهو يشعر بالأختناق من كلماتها فكيف تظن انه سيسعد عنأثر طفيفا يفقد طفله، هل تراهه قاسي بهذه الدرجه …..
………………………………………….. …………
وبعد وقتا قصيراا ، دخلت اليه وهي تقول :انا حجزت لحضرتك الشاليه الي طلبته في الغردقه ، اي اوامر تانيه يافنأثر طفيف
أدهم وهو يترك حسوبه الشخصي : كل الاجتماعات والبنود الي هتتمضي ، حوليها علي بشمهندس احمد .. عشان انا مش هكون موجود في الشركه يومين
_
هنا بتسأل : هو حضرتك هتغيب يومين يافنأثر طفيف .. ثم تطلعت اليه سريعاا وهي تقول : اسفه يافنأثر طفيف ، اصل حضرتك مش متعود تغيب عن الشركه يوم واحد
ادهم بجديه : اتفضلي يا أنسه هنا علي شغلك
تطلعت اليه ثانية بخجل .. ثم غادرت مكتبه
وفي تلك اللحظه كان احمد يهم بالدخول ..
أحمد بتسأل: ايه ده يا أدهم هو انت هتسافر،وهتسيب الشركه يومين
ادهم بضيق : هو في ايه ياجماعه ، هو انا مينفعش ارتاح واخد اجازه كل فتره ، اريح اعصابي فيها
أحمد مبتسما : أمممممممم ، وياتري مين سعيدة الحظ الي قدرت تغير أدهم بيه شوكت حفيد شوكت باشا الأثر طفيفنهوري ..
أدهم بجديه : وانت ليه فاكر ، اني لما اخد اجازه لازم اقضيها مع واحده … مش يمكن عايز اكون لوحدي
أحمد بضحك : أممممممم ، معتقدش ان مافيش واحده ظهرت فجأه في حياتك وبدأت تغير أدهم .. ثم قال مبتسما : الي كان بقي لا يطاق .. بس بصراحه انا سعيد بكده واتمني اني اشوفها عشان اشكرهاا علي التغير العظيم الي عملته فيك ده
أدهم بحده وهو ينظر لساعته : عندي اجتماع مهم بره الشركه مضطر امشي دلوقتي
_
وقبل ان يهم بالمغادره …
أحمد بتسأل : صحيح يا أدهم ،انت نقلت مريم انهي فرع من شريكاتنا ولا طردتها خالص
وقف للحظات .. وهو يود ان يتطلع اليه بحدهه حتي لا يذكر اسمهاا ثانية … فلا أحد لابد ان ينطق بأسمهاا سواه هو فقط … ثم قال : طردتهاا …. وخرج سريعا قبل ان يفضحه قلبه ويقول : يالك من كاذب ، لقد تزوجتها واصبحت تعشقهاا
ولكن عِنادك هذا سيجعلهاا تضيع من بين يديك
………………………………………….. ………….
لم يتحمل قلبه ، ان لا يسأل عليه فمهما فعل شئ فسيظل هو اباهه واخاهه الاكبر ، كان يشعر باليقظة الشديد عنأثر طفيفا يعلم انه عنأثر طفيفا ابعدها عنه ، تقرب منها هو وتزوجهاا …. عاود الاتصال ثانية وبعد وقتا قصير .. كان يحادثه وهو سعيد
أياد بسعاده : عارف يا أدهم انك كنت خايف علياا ، خايف لتتكرر نفس مأستنا مع عزت باشا ، والمفروض ابطل انانيه واستهتار
أدهم بمشاعر طيبة : اوعا تزعل مني في يوم ياأياد صدقني غصب عني .. كان يقول له هذا وهو يتذكر مافعله
أياد: في حد بيزعل من ابوهه يا ادهم ، ثم ضحك قليلا وقال : انت حاله شاذه مع عزت باشاا .. بس انا فعلا قبل ما بشوفك اخويا الكبير بشوفك ابوياا الي ديما واقف في ضهري بيحميني حتي من نفسي
وبعد لحظات من الصمت : خلي بالك من نفسك ، ومن شاهي .. ولما حالاتها تستقر خد طياره خاصه وانزلوه بس خليها تبلغ اسعد باشا بحملهاا يعني عشان محدش يشك
_
وبعأثر طفيفا اغلق مع اخاهه ، ظل قليلاا يتخيل اليوم الذي ستنكشف فيه نوايه الماضيه .. التي ابدلتها الايام لعشق ومشاعر طيبة لم يتخيل يوما ان يعصف بكيانه
………………………………………….. ………..
تنهد السائق بتعب وهو يقول : مش موجوده يا جلال باشا
جلال بتنهد : انت متأكد ان ده عنوانها يا عم سيد
سيد بتعب : ايوه ياجلال بيه ، انا لما كنت بوصلهاا كانت بتنزل هناا ، يمكن تكون سافرت عند حد من قرايبها
جلال بيقظة : كل ده مش معقول ، طب كانت قالت
سيد بتسأل : هو حضرتك يابيه انت ومروان بيه الصغير هتسافروا امتا عشان العمليه
جلال بتنهد: بعد بكره ان شاء الله ، ادعيلوه ياعم سيد ان عملية زرع القوقعه تنجح واشوفه بيتكلم قدامي
سيد بدعاء: ربنا يشفيهولك ياجلال بيه ، ومايحرمك منه
جلال بتنهد : يــارب ، ثم قال :ياتري انتي فين يا أنسه مريم
_
………………………………………….. ………..
وقف السائق ، حتي تفتح الاشاره ليكمل مواصلة طريقه
وبعد لحظات وقفت تلك الطفله الصغيره ، وهي تطلع اليه وتقول ، تاخد مناديل يابيه .. ربنا يكرمك خد مني
ابتسم لتلك الطفله الصغيره وقبل ان يتحدث اليهاا كان ضابط الجهات المعنية يأخذها من يدها بتماسك وينهرهاا
خرج من سيارته سريعاا ، وبعد محادثات دامت بينه وبين ضابط الجهات المعنية .. قال : يلا يافرح تعالي معايا
فرح بيقظة : اجي معاك فين ، لاء يابيه احنا كله والا الشرف
ابتسم لحديثها الطفولي هذا ، فكيف لفتاه في عمرهاا تخشي علي شرفها وهي مازالت في السابعه من عمرهاا
أدهم بأبتسامه : اسمعي الكلام يافرح ، ومتبقيش زي مريم فاهمه
فرح بتسأل : مريم مين ديه يابيه ، بنت حضرتك
أدهم بشرود: مريم ديه كل حاجه عندي … ثم انتبهه لشرودهه وهو يقول : والدك ووالدتك عايشين
_
فرح : امي بس هي الي عايشه ، وانا الي بصرف عليها عشانه مرهق قليلاًه، ممكن تاخد المناديل ديه بقي وتديني العشرين جنيه عشان اروح اجبلها الدوا
أدهم بحنان وهو يمسح علي شعرها : عشرين جنيه بس ، اتفضلي ياستي ادي الفلوس اه
فرح بأبتسامه : كل ديه فلوس ، دول كتير اووي .. لاء انا هاخد حقي وبس وخد اه المناديل ..
ظل يتطلع الي برائتهاا ، وطفولتها هذه التي تجعلك تشفق عليهاا … وبعد وقتا طويلاا في احد الاحياء الشعبيه
كان يمسك بيدها وهو يصعد تلك السلالم الباليه ….
كان يتطلع لهذا مكان ، وكأن عينيه لاول مره تري في الوجود مثل تلك العيشه التي لاتشبهه عيشه صامشاعر طيبةهاا
فرح : هي ديه الاوضه الي عايشين فيه ، هروح انده امي عشان تشكرك علي الفلوس والدوا والاكل الي جبتهولنا يابيه … ثم نظرت لهذا الفستان الذي طالما تمنت ان ترتديه .. وركضت سريعاا الي ذاك الغرفه وهي تخرج ممسكه بأيد والدتها المريضه
نظرت السيده له وهي تتطلع الي اناقته وهيبته ، وقالت : هي بنتي عاملت حاجه يابيه ، اوعي تكون عايز تاخدها مني عشان تشغلها عندك او تشتريها بالفلوس ، خد يابيه فلوسك والدوا والاكل احنا مش محتاجين حاجه من حد
أدهم بطيبه : يا فنأثر طفيف ، انا مش عايز حاجه ، ثم ابتسم لفرح ابتسامة صافيه : انا بس جاي اقولك ان فرح متنزلش تاني الشوارع ، لان انا هتكفل بكل مصاريفها ومصاريف علاجك كمان
والدة فرح : وليه تعمل معايا كده انا وبنتي ، ومين في الزمن ده بقي بيساعد حد كله بياكل في التاني
_
أدهم بأبتسامه: اعتبريني واحد خاص في الزمن ده ، وعايز يساعد غيره …..وصدقيني انا مش عايز مقابل انا هتكفل بمصاريفهاا … ثم عاود النظر لفرح ثانية وهو يقول : وهتكملي تعليمك يافرح
اخذت الفرحه تظهر علي وجهها الملائكي الصغير ، واتجهت نحوهه وهي تقول : انت حلو اووي ياعمو ادهم ، ربنا يكرمك يارب …
ابتسم أدهم لدعوة تلك الصغيره ، وكأن الحياه بدئت تبصرهه بعالم جديد وهو العطاء ….
نظرت الام لفرحة ابنتها وهي تقول : ربنا يجازيك خير يابني
أدهم بأبتسامه :كل شهر هبعت السواق بتاعي يشوف طلباتكم ، وياريت ترجعي فرح تاني مدرستهاا وانا هتكفل بكل حاجه
ثم رحل ورحلت معه تلك الأثر طفيفعه التي دائما كانت تسيل علي وجه تلك السيده وهي تشعر بالشفقه علي ابنتها الصغير…
تطلعت بأبنتها الصغيره وهي تدور بذاك الفستان الوردي
وأبتسمت وهي تتذكر جملتها لطفلتهاا (لا تخافي ياطفلتي ان الله معنا ولن يتخلي عنا ) ……

الـــفـــصــل الـــرابــــع عـــــشــــــر
لحظات وقف فيها ليتأملهاا وهي نائمه علي تلك الاريكه ، اقترب منها بحزر شديد حتي لا يفزعها من نومتها هذا وحملها بين يديه ليضعها علي فراشها، كان دفئ أنفاسه يحاوطهاا، فتحت عيناها ببطئ لتطمئن بأنه قد عاد اليهاا ، وبعد ثواني قليله اغمضت عيناها ثانية لتعود الي أحلامهاا
_
كانت كل حواسه تبتسم لفعلتها هذه ، فمعها يشعر القلب ببرائتها ، وتشعر العين بالصفاء، وتشعر الروح بالنقاء،ويشعرالجسد بالدفئ…. تطلع اليها بمشاعر طيبةٍ شديد قد أجتمع في قلبه وكأنه غزواً قد أُحتلي ذاك القلب الذي طالما تعود علي الوحده وأصبح ييقن بأنه سيظل وحيدا طيلة عمرهه، ولكنه الان أصبح ينعم بدفئ ساكنه ولكن الي متي سيظل سجاناً لتلك العصفور الذي لا يبحث عن شئ سوا مشاعر طيبةه ، وياله من يوم لو علمت سبب زيجته بهاا ، سيتحطم قلبه قبل أن تنكسر جناحيهاا وتهرب منه نافره من مشاعر طيبة أصبح ينبت في قلب قد مات منذ زمن وعاد ليحي من جديد … تنهد بأسي .. وبدء يقترب منها وهو يلمس وجهها بأنامله … حتي أستيقظت ثانية وهي تبتسم له بنعاس شديد
أدهم وهو يهمس في أذنيها : صباح الخير ياكسلانه
وكأنها الأن بدئت تفيق حقا، وأنتبهت أن قربه هذا منهاا ليس حلماا باتت تحلمه كل يوم ، تتطلعت اليه ثم عادت النظر الي ملابسهاا التي ترتديها أمامه ، أنتفضت من مكانها وهي تبحث عن الغطاء الذي كان أمام موضع عينيهاا
ابتسم لفعلتها هذه ، وأقترب منها أكثر ليضمهاا الي صدرهه ويقول : مش معقول يامريم هتفضلي تتكثفي مني لحد أمتا ، علي فكره أنتي مراتي وانا جوزك … والمفروض عادي يعني
أستكانت بين ذراعيه ، وهي تستمع لكلماته الحانيه ، وتشعر بأنفاسه الهادئه وكأن وجودها قريبة منه هكذا يجعلها لا تلاغب بشئ سوا أن تظل هكذا طيلة حياتها
عاود الحديث معها ثانية وهو يقول : قومي جهزي نفسك عشان مسافرين
تطلعت اليه قليلا ، وكأنها تريد منه أن يكمل حديثه
أدهم مبتسما : هنسافر الغردقه يومين ، ثم عاد ضاحكا وهو يقول : عايز أخطفك يومين تسمحيلي بكده ياطفلتي الصغيره
أبتسمت له بعفويه شديده ، وهزت رأسها بسعاده بالغه ، وأقتربت من أحد وجنتيه لتقبله تحية طيبة قد شعر بدفئها قبل لمستها … لتغيبه بها في عالم يصارعه منذ أن أصبحت ملكه
كادت أن تنهض من علي الفراش ، ولكن يدهه كانت أسرع منها فجذبها إليه ليقبلها بشوق شديد قد أفتقده قلبه
_
وبعد أن أنتهي من فعلته هذه ، أبعدها عنه قليلا ليري معالم وجهها الذي بات يعشقهاا ، وضحك بشده علي هيئه وجهها الذي أصبح يشع أثر طفيفا من خجل صامشاعر طيبةته
أدهم بضحكه عاليه: قومي جهزي نفسك يامريم قومي ، ده أنتي شكلك هتطلعي عيني …
أما هي في لمح البصر ، كانت أمام مرئات حمامها وتضع يدها علي قلبها الذي اصبح يدق سريعا، فكل لمساته تجعلها تفقد توازنها ، فهي لحد الأن لم تنسي فعلته البارحه وانها أصبحت زوجته حقا ، تنهدت بسعادة وهي تري وجهها يبتسم قبل قلبها لأفعال صامشاعر طيبةه
أما هو كان يمسك أحدي المجلات التي وقعت عليها أعينه بدون قصد .. ورئي صورهه في بعض الحفلات السابقه
تنهد بحزن ، فهو لا يستحق كل هذا المشاعر طيبة منها ، فهي لم تكذب عنأثر طفيفا قالت أنها تمشاعر طيبةه ، وقبل أن يجدها أمامه كان قد أعاد تلك المجلات لمكانهاا كي لا تشك بأنه عرف أمر مشاعر طيبةها وعشقها له منذ زمن
………………………………………….. ……
أهتماما لم تعهدهه من قبل ،تطلعت اليه وكأنها تبحث عن أياد الذي تعرفه ، ولكن ماوجدته الأن أمامهاا شخصا أخر يعتني بهاا ويرعاها ، وكأن الايام قد أبدلته لشخصا أخر.. وبعد لحظات كانت تبتعد عنه وهي تقول : خلاص أنا شبعت ، وكمان أنا عايزه أتحرك عشان زهقت طول اليوم قاعده مبتحركش
أياد: معلشي ياشاهي أستحملي ، ثم عاد بالحديث وقال : أتصلي بوالدك عشان يعرف خبر حملك
ألتفت بوجهها بعيدا عنه ، وهي تتذكر بأنها الان في شهرها الثالث…. ثم عاودت النظر اليه وهي تقول : طبعا لما هننزل مصر ، بطني هتكون أبتدت تظهر .. وقبل أن تكمل حديثهاا وجدته يقول : مش هننزل مصر دلوقتي لغير بعد ماتولدي
شاهي بصأثر طفيفه : بس لسا فاضل 6شهور ، هنفضل هنا المده ديه كلها
_
أياد: مضطرين ياشاهي ، ديه غلطتنا أحنا ، وأحنا الي لازم نتحمل عواقبها
ولأول مره لم تستطع تحمل كلماته وهي تسمعه وهو يلومها علي غلطتها أيضا كما يلوم نفسه …
نظرت له ببكاء، وهي تقول: انا عارفه أني أنا كمان غلطانه ، ويمكن غلطتي أكتر منك … بس أنا للأسف مكنتش بلاقي حد يفهمني ايه الغلط وايه الصح ، اتولدت لقيتني بدون أم عارف لم تعيش حياتك كلها تدور علي حد يخدك في قربه ويهتم بيك ، ومتلاقيش ، أنت الوحيد الي حسستني بالأهتمام حسستني بالحاجه الي ممكن أضعف قدامها ومن غير ما أفكر في عواقبها ، بس للأسف أهتمامك بيا مكنش غير زي الطفل الي بيهتم بلعبته شويه وبعدين يزهق منها ، عشان في لعبه جديده عجبته … عارف أنت مشكلتك أيه أياد
كان يستمع لكلماتها ، ولاول مره يشعر بكل حرف تتفوه به … تتطلع اليها قليلا بألم ، واخفض وجهه خجلا من نظرات عيونها .. ثم تابعت هي بالحديث وقالت : مشكلتك أنك شايف كل الناس زي اللعبه ، او العربيه الي ممكن تغيرهاا كل لما تلاقي حاجه جديده نزلت السوق وعجبتك .. مبتفكرش غير في حياتك انت وبس وكأنك عايش في عالم لوحدك …..
ثم تنهدت بأسي وهي تمسح أثر طفيفوعهاا : انا بكرهك بكرهك يا أياد …..
كم كانت كلماتها وجع كبيرا أسقطته علي قلبه قبل قلبها ، لم يتحمل سماع كلماتها ونظرات عيونها … فأبتعد عنها وقبل أن يغادر ألتف اليهاا وكأنه يعاتبها …. ثم تركها وأنصرف بقلب أصبح لا يشعر به …
أما هي ظلت تتطلع الي الفراغ الذي تركه ، وظلت تبكي ألما علي قلبهاا الذي جرحته بكذبة كلامتها … فهي لم تمشاعر طيبة أحد سواه
………………………………………….. ………
وقفت مثلاا الطفله الصغيره تتضحك بعفويه علي منظر المياه التي تداعب قأثر طفيفيهاا .. كان يقف بعيدا يتأمل فرحتها بهذا مكان ، كانت بكل ضحكه وأبتسامه تشعرهه بضعفه وضعف قلبه أمامها ، كانت عيناهه تتطلع بهاا وكأنها تود أن تختطفهاا وتحفظهاا بين جفونهاا ، لم يشعر بنفسه سوا وهو يقف خلفهاا ويضمها لصدرهه ويهمس يين أذنيهاا
مبسوطه يامريم
_
مريم بفرحه : اووي اووي يا ادهم ،ثم التفت اليه وهي تقول :من وانا طفله بتمني اني اجي مكان زي ده ويكون في بحر وسما ورمل واقعد علي الشاطئ وافضل احكي للبحر عن كل حاجه ،عارف انا عايزه اعمل ايه دلوقتي
ظل يتطلع اليهاا وهو يتأمل وجهها البريئ: عايزه تعمل ايه
ابتسمت له بصفاء كالطفل الصغير ، وجلست علي الرمل وبدأت تلعب بعفويه بمشاعر طيبةات الرمل الناعمه وهي تبتسم
ادهم بضحك وهو يجلس بجانبهاا : طيب تعالي ياستي نلعب سواا
تطلعت اليه بمشاعر طيبة ، وبدئواا يعيشون سويا لحظات من عمرهم قد اخذها منهم الزمن سابقا ……وبعد لحظات كان ينفد ايديهاا من الرمل ،ويحملهاا ليهمس في أذنيهاا كفايه لعب بقي
………………………………………….. ……….
وقفت تتطلع الي سكرتيرته ، وهي تقول : بلغي مستر أدهم ، اني موجود يا أنسه
تطلعت إليهاا السكرتيره بأستنكار ، وهي تحدث نفسهاا : طول عمرك رافعه مناخيرك في السما ، وعزت بيه رفعها أكتر ، صبرنا يارب …
نانسي بتأفف : انتي يا أنسه يلي أسمك هنا .. ركزي شويه اووف
هنا بهدوء: مستر أدهم مش موجود، ومش هيكون موجود في الشركه ليومين .. في حاجه تانيه يامدام نانسي
_
نانسي بمشاعر متباينة: مسافر، ليه وفين.. المفروض ان في أجتماع النهارده
هنا ببرود: أظن مش من أختصاصي ، ان أسأل أدهم بيه مسافر فين وليه ، وعلي العموم يامدام نانسي كل الاجتماعات هيرئسها الأيام ديه بشمهندس أحمد لحد ما مستر أدهم يرجع بالسلامه … وعلي فكره الاجتماع بعد ساعه يامدام
نانسي بتأفف: أوووف ، مصيبه تاخدك
ابتسمت لها وهي تسمع همساتها وقالت: شكرا يانانسي ، سوري قصدي يامدام نانسي
تطلعت لها بنظرت حارقه ، وهي تهمس وتقول : ياتري مسافر ليه وفين … وقبل ان تنصرف أنصأثر طفيفت في أحداهما … تطلعت اليه وهي تقول : اسفه يابشمهندس
أحمد ببرود: ولا يهمك يامدام نانسي
ثم تابع حديثه لهنا وهو يقول : جهزي الأوراق عشان الأجتماع ياهنا
………………………………………….. ……….
أستيقظت من نومهاا ، فلم تجدهه بجوارها ، نظرت الي الساعه التي بجانبها فوجدتها قد تجاوزت منتصف الليل .. لم تشعر بقأثر طفيفاهاا سواا وهي تقف تتطلع اليه وهي تراهه يصلي وأثر طفيفوعه تتساقط … وكأن أثر طفيفوعه تريد أن تتطهرهه من ذنوب قد أرهقته .. وقبل ان ينهي صلاته ويراهاا وهي تتطلع اليهاا ذهبت سريعاا الي الفراش ، ودثرت نفسها بالغطاء كما كانت وأغمضت عيناهاا .. ليظن أنها مازالت نائمه …
وبعد ثواني معدوده ، كان يضع رأسه علي الوساده وهو يتنهد بحزن ، تطلع اليها وهي نائمه بجانبه ، ثم عاود النظر الي الفراغ الذي كان يتطلع به وبدء يشرد بذكرياته
_
هو بابا ليه ياماما كل ما بيجي من بره ، مبيقدرش يطلع السلم ويفضل يضحك ضحكه غريبه ، وريحة بوئه بتكون وحشه
كانت نظرات أمه مازالت عالقه بذاكرته وهي تنظر له بحسره، ولاتستطع ان تجيبه علي سؤاله… أفاق من شرودهه عنأثر طفيفا شعر بحركاتها وعيونها التي تتطلع اليه
أقترب منهاا ليحاوطها بذراعيه ، وكأنه يُريد أن يهرب بها بعيدا عن عالمه الذي أصبح يكره صراعه
تطلعت اليه بمشاعر طيبة وهي تقول : مالك يا أدهم ، انت زعلان
أدهم بهمس: في حد يزعل ، وهو جنبه القمر ده
تطلعت اليه بخجل ، وهي تشيح بوجهها ، ثم عاودت النظر اليها ثانية وقالت: علي فكره انا بعرف أكتم الاسرار، أحكيلي وانا صدقني هسمعك
أبتسم لها بسعاده، واقترب منهاا ليقبل شفتاها بنهم شديد ، وبعد لحظات كان يضمهاا لصدرهه وهو يقول : أحكيلي يامريم عن باباكي ومامتك
تطلعت اليه بحزن وبدأت تشرد في ذكريات حياتهاا …
كان يتطلع الي معالم وجهها ، وهو يضمها بشدهه وكأنه يريد أن يقول لهاا سأبقي بجانبك الي ان أفارق الحياه ، ستظلي طفلتي الصغيره التي أستمد منها الأمان
مريم بحنان : بس هي ديه حياتي الجميله الي قضتهاا مع اهلي وكانت اجمل ايام لما بتفكرها بتمني الزمن يرجع من تاني وافضل مريم الطفله الصغيره الي مامتهاا قبل ما تعاقبهاا عشان عملت حاجه غلط ،بتكون جريت علي قرب باباها عشان يحميهاا ….وبدون ان تشعر وجدت نفسهاا تبكي
_
ادهم بحنان :طب بتعيطي ليه دلوقتي
نظرت له ببكاء وهي تقول : عشان لو بابا كان عايش مكنش عمي بعني ليك
أدهم بتنهد: كنوزالدنيا كلها يامريم متكفيش ان حد يقدر يشتريكي ، أنتي غاليه اوي يامريم
تطلعت اليه من بين أثر طفيفوعهاا ،وهي تبتسم .. ثم قالت : هو أدهم الطفل كان ازاي يا أدهم
تتطلع لها بضحك شديد … وهو يقول : مريم انتي بجد مش معقول ، عارفه انا بحس وانا معاكي بي ايه ..
مريم بتسأل : بي أيه
ادهم بضحك : انك بنتي ، وانا باباكي ههههههههه
نظرت له بأستنكار وهي تقول : بنتك
ادهم بضحك : انتي عارفه فرق العمر بينا كام
مريم بتسأل :كام يعني 6 سنين
_
أدهم بضحك : لاء 10 ياستي
تتطلعت اليه بطفوله ، ثم قالت : مش كتير يعني ، عشان كل شويه تحسسني اني طفله
تطلع اليهاا بنظرات خبث ، قد فهمتها هي فأبتعدت عنه ..وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
ضحك عليهاا بشده وهو يقول : مش بقول طفله
ثم نهضت من علي الفراش وهي تقول : انا هقوم أصلي
ادهم بتسأل: بس لسا الفجر فاضل عليهاا نص ساعه
تطلعت اليه بسعاده وهي تتذكرهه وهو يقف بين يدي الله… وقالت قبل ان تنصرف : لي حكايا وأحاديث طويله مع الله
أبتسم لحديثهاا وشرد في حياته الجديده التي دخلتها هي ببرائتهاا وطيبتها وسط خبثه وعالمه المزيف … ليتحول معاهاا كل شئ وكأن الخريف يتحول ربيعا مزهراا .. ولكن مازالت هناك بقاياا للأوراق المتساقطه
………………………………………….. ………..
لحظات عصفت به ،لعالم قد هرب منه منذ زمن .. تطلعت اليه بخجل شديد وهي تنطق بأسمه : احمد ، قصدي بشمهندس احمد
_
تتأملها بأستنكار وهو يقول : ازيك يا ندي
ندي بنأثر طفيف :انا الحمدلله ، ازيك انت .. ثم تطلعت الي اصابعه وقالت بحزن : اتجوزت ولا لسا
احمد ببرود وهو يشيح بسبابته التي يرتدي فيها تلك الدبله المزيفه: عن قريب أن شاء الله
ندي بحزن وهي تتطلع لموضع دبلته : مبروك علي الخطوبه، ربنا يسعدك … ثم تطلعت علي ذاك الطفل الذي تحمله وقالت: ده شادي ابني ..
أحمد : ربنا يخليهولك أنتي وباباه ، صحيح اخبار معتز باشا ايه
نظرت اليه باسي وهي تقول : أتطلقنا من سنه ، عشان خلاص مبقتش اعجبه …
نظر لها أحمد بأسي وهو يقول : ما هو ده اخرت الي يبيع نفسه بالرخيص ، في النهايه بيتباع برضوه بالرخيص يامدام ندي …. ثم أرتدي نظارته السوداء وهو يلتف بظهرهه ويقول : فرصه سعيده يامدام
ثم تركهاا وهي تتطلع عليه بحزن وهي تقول : عندك حق يا احمد … وأحتضنت طفلها بأسي وكأنهاا تريد أن تحتمي به من زمن قد عاقبهاا علي طمعها ولكن بعد أوان قد فات
………………………………………….. ……….
لم يشعر بنفسه سوا وهو جالس علي مكتبه بشرود تام ..
_
الي أن وجدها تقف أمامه بخجل وتقول بصوت هادئ: اسفه يابشمهندس بس حضرتك قولتلي أنك هتبلغني بفرع الشركه الي اتنقلت فيه مريم ، وشكل حضرتك نسيت
تطلع اليهاا بشرود ، وظل يحدق بها دون أن يتفوهه بكلمه
شعرت بالأحراج من نظراتها المصوبه عليهاا ، وكادت أن تغادر مكتبه ولكنه استوقفهاا بصوته الجاد وقال : انسه هبه تتجوزيني
لم تستطع ان تخفي دهشتهاا من طلبه هذا ، ظلت تتطلع اليه وفجأه وجدها تغادر الغرفه سريعااا …. اما هو فظل يضحك علي منظرهاا عنأثر طفيفا عرض عليهاا طلبه
وعاد لشرودهه ثانية، وهو لا يعلم لماذا عرض عليها هذا الطلب ولماذا هي ….
انتبه لشرودهه علي صوت رنين هاتفه
مال صوتك يا أياد ، أنت كويس وشاهي كويسه
………………………………………….. ………..
كانوا يقفون سويا ، وهما يتطلعان الي موجات الماء المتراطمه ، تطلع بوجهها وجدها شارده وكأنها في عالم أخر
كانت نظراته كفيله أن تجعلهاا تلتفت اليه مبتسمه وهي تقول : بتبصلي كده ليه
_

أدهم بابتسامه : أصلك عجباني
تطلعت اليه بخجلهاا المعتاد ، ولكي تغير مجر الحديث قالت : احنا هنمشي بكره صح
أبتسم بشده وهو يري خجلها ، وتغيرها لمجري حديثهم … حاوطهاا بذراعيه لكي يسيروا سوياا علي الشاطئ وهو يقول : اعمل فيكي ايه ها قوليلي
مريم بطفوله: هو أنا عاملت حاجه
ادهم بضحك : قولي مبتعمليش حاجه ، وبدء يقُلد نبرة حديثها وقال : هو أنا عاملت حاجه
نظرت له بمشاعر متباينة .. وهي تبتعد عنه ، وأنحنت بجسدها النحيل وهي تمسك بيدها قطرات المياهه ، واسكبتها عليه
أدهم بضحك : ماشي يامريم ،وانحني هو أيضاا
ليمزحون سوياا ، بضحكات قد أعطاهاا لهم الزمن لينعموا بهاا ….وبعد لحظات رن هاتفه .. ليقطع عليهم لحظاتهم الهادئه….. لتبتعد هي عنه وتسير بمفردهاا وهي شارده
حتي رأت من يجعلهاا تبتسم ، لتنحني لها لتقبلها وهي تقول بصوت حاني : أسمك ايه يامشاعر طيبةبتي
الطفله بهدوء : اسمي مريم
_
مريم بأبتسامه : وانا برضوه أسمي مريم
أبتسمت لها الطفله وهي تقول : يعني انتي اسمك زي أسمي
مريم بأبتسامه : ههههه اه انا اسمي زيك اسمك
الي انا جائت والدتهاا وأخذتها ، بعد أن ودعتهاا بملاطفه
كانت عيناهه تتابعهاا … وهو يتحدث بهاتفه ، الي ان رئهاا تبتسم لتلك الطفله ، انهي حديثه .. وذهب اليها وهو يقول : مش عيب تتمشي لوحدك وتسبيني ، ثم أقترب من أحد أذنيهاا وهو يقول : عندي ليكي مفاجأه حلوه
تطلعت لأعينه ، لتعرف ماهي تلك المفاجأه .. فتابع بحديثه وهو يقول : متحوليش ، مش هتعرفي حاجه دلوقتي ، ثم تتطلع الي ساعته وقال : فاضل 3 ساعات .. تعالي نروح نتغدا وبعدين أوريكي المفاجأه
مريم بطفوله: بس أنا عايزه أعرف ماليش دعوه
أدهم بضحك : أستحاله ، ومتحاوليش معايا … وامسك خصرهاا ليجعلها تلتف اليه ، وتصبح امامه ليضمها بذراعيه ، لتنعم بدفئ قربه وتغمض عيناها وهي تستمع لدقات قلبه الهاربه اليهاا هي وحدهاا ،في عالم لايبحث عن شئ سواا المشاعر طيبة….
الــفـــصـــل الــخــامـــس عـــشــــر
وقف يتطلع الي نظراتهاا التائهه ، وهي تتأمل مكان الذي اشبه ما يُقال عنه رحلة مع خيال عقولنا ، ألتفت اليه لتري أبتسامته الهادئه ،وهي تقول بفرحة وكأنها طفلا صغيراا : انا بحلم صح ، وبدأت تغمض عيناهااا لتفتحهم ثانية وهي تري نظراته تتفحصهاا … ليقترب من أذنيهاا ويقول : مبسوطه بجد يامريم
_
مريم بسعاده وهي تتطلع الي فستانهاا الابيض : انا النهارده مش بحلم صح ،كل الي حصل ده مكنش حلم .. البنت الي جبتلي الفستان ، ثم رفعت فستانها قليلا والجذمه ووضعت يدها علي وجهها لترتفع الي حجابهاا الملفوف بعنايه وتلك التاج الجميل الذي يتوسطه.. وقالت بتسأل: ولا الساحره هي الي عملت ده كله في الحلم ، وعادت تغمض عيناها ثانية … ليقربهاا منه وهو يضحك علي تلك البرائه التي أصبح يُمتع عيناهه بها في عالم لا يبصر فيه سواا بسواد قلوب أصحابه … ليخرجهاا من بين احضانه ويتطلع الي وجهها بعنايه.. ويقول بصوت هامس : بمشاعر طيبةك يامريم ، بمشاعر طيبةك لدرجة اني مبقتش عارف اعيش او اتنفس الي بيكي ، ثم ابتسم قليلاا وعاد ليقول : شكلي بقيت كمان ادهم العاشق
لم يكن قلبهاا يصدق كل هذا ، وكيف يصدق وهو يبحث فقط عن القليل في وقت قد حرم فيه من كل شئ حتي لمسة الايد الحانيه … ليقربهاا منه ثانية وهو يهمس في اذنيهاا ويقول : بمشاعر طيبةك ياطفلتي الصغيره … ويحملها بين ذراعيه ليدور بهاا ويصرخ بجنون : بـــــــحــــــبــــك
لتضحك هي ، ويتراقص قلبهاا من فرط سعادته ، وتسقط أثر طفيفعه من عيناها لتمسحها سريعاا ،لتعود بالنظر لتلك الشخص الذي امشاعر طيبةته كثيراا ، امشاعر طيبةته بشخصيته العنيده الصارمه ، و للقلوب عنايه في اختيار معذبينها …
ليتركها من بين يديه ،وهو ينظر في عينيهاا التي طالما عشق فيها تلك الأثر طفيفوع المتراكمه سواء أكانت حزينه او في غاية السعاده .. لتبقي أثر طفيفوعها اللامعه هي من تعبر عن فرحتهاا
ادهم بمشاعر طيبة : علي فكره مكان ده النهارده بتاعنا احنا وبس
لتنظر حولهاا … وتري الانوار التي قد أضائت في وقت واحد ، وتلك الشموع التي تحاوطهم .. لتتطلع الي ذاك القلب المرسوم بدقه بالورود … ليمسك هو يدهاا ليتوسطوا ذاك القلب .. ويخرج تلك الخاتم الذي صنع بدقه من الألماس ليصبح اكثر جمالا وهو بين أصابعهاا ، ويرتدي هو دبلته الفضيه التي نُقش بداخلهاا اول حروف اسمهاا … لتبتسم له وتنسي معه العالم كله ، وتحيا معه حياه قد تمنتهاا في وقت ظنت انها مستحيله ، ليحققها لها رب العباد
………………………………………….. …………….
ليجلس علي كرسيه الهذاذ ، وهو يحادث نفسه بفعلته
كيف عرض عليهاا الزواج وهو لم يمشاعر طيبةهاا ، لماذا فجأه شعر انه يحتاج لزوجه ،وكيف يتزوجهاا وهو اصبح يكره النساء بسبب من خدعته بمشاعر طيبةهاا المزيف ،هل لانه يريد ان يظرف غير مقصود ذاك الشعور الذي امتلك قلبه عنأثر طفيفا رئهاا .. وتذكر جميع لحظاتهم واحلامهم المزيفه سابقا … فأراد ان يعاقب قلبه لحنينه لذكريات ماضيه .. اما انه يريد ان يثبت لقلبه انه لم يشعر سواا بصفعات الخذلان الذي تسبب هو فيه بسبب ضعفه .. فبسببه قد امشاعر طيبةهاا بل وعشقها بجنون لتخونه هي …. تتطلع قليلاا الي ذاك الفراغ الذي امامه ، وهو يفكر بأيامه القاأثر طفيفه التي لابد ان يحيا بهاا بذكريات جديده ويعصف بكل شئ خلفه ، ومادام الذكريات نحن من نصنعهاا … فالأصنع لنفسي ذكريات تسعدني ….. لينهض من علي كرسيه ويبحث عن هاتفه ، ليحادث والدهاا وهو يطلب منه موعد ليتقأثر طفيف فيه لخطبتهاا ….
………………………………………….. ………..
_
وعنأثر طفيفا سمع صوت سيارتهاا ، وقف يتابعها بأعينه وهي تتمايل بخفه بفستانها خطأ صغيري القصير ،وتدخل من باب الفيله .. ليهبط هو ويقول : كنتي فين يانانسي ، وكمان راجعه سكرانه
نانسي بخفه : انا مرهق قليلاًه دلوقتي ،وعايزه أنام ياعزت … تصبح علي خير
عزت بحده وهو يمسك أحد ذراعيهاا : لما اكون بكلمك فوقيلي سامعه ، وتردي عليا مش تسبيني وتمشي
نانسي ببرود : يوووه بقي يا زيزو ، بقولك مرهق قليلاًه وعايزه انام
عزت : وقولتلك قبل كده بطلي شرب
لتضحك هي ساخره ،وتتذكر عنأثر طفيفا اجتمع بها اول مره ..لتقول : مش انت الي عالمتني كده ، وانا تلميذه شاطره وحفظت كل دروسك يامشاعر طيبةيبي وبقيت اعجبك صح يازيزو
لتصعد الي غرفتهم ، بتثاقل وترمي بحذائهاا ارضا ،لتنام علي الفراش وهي تتذكرهه وتقول بصوت هامس : انت السبب يا ادهم … لتنام تائهه في عالم هي من اختارت ان تحيا فيه
………………………………………….. …………..
كان يضمهاا لصدرهه ، وكأنها ابنته الصغيره وليست زوجته
لتتمايل هي بين احضانه ، وتمسك بأحد ايديه وتشاور له علي ذاك النجم اللامع وهي تقول بطفوله : انا النجمه ديه
_
ليضحك هو ويضمها اليه بشده : طب وانا انهي نجمه بقي
لتلتف اليه بوجهها قليلاا ثم تُعاود النظر لتلك النجوم وتقول : أمممممم ، انت الشمس يامشاعر طيبةيبي
ليطلق ضحكاته العاليه ويقول بزعل مصطنع : كده يامريم انا الشمس
لتقول هي من بين ضحكاتها : ما انت لو سألتني ، اشمعنا الشمس الي اختارتيهاا ، هقولك السبب
ادهم بتسأل: اشمعنا الشمس يا مدام ،ابهريني
مريم بضحك : عشان الشمس هي الي بتدفي الكون ، وبتنوره بنورهاا ،وبتخلي للوجود حياه ومن غيرها هنفضل في ضالمه
ليهمس هو في اذنيها ويقول : يعني انتي بتحسي بوجودي جنبك بالدفي
مريم بمشاعر طيبة : بالدفي ، والامان ، والحياه ،والحنان … ثم قالت ضاحكه بعيد طبعاا عن الصرامه وادهم الي مش أنسان
ليضحك هو ، وينهضها من بين تلك الشموع .. لتقول : أحنا رايحين فين
أدهم بجديه مصطنعه وهو يشاور علي تلك اليخت المضاء : هخطفك ، وأسيبك لوحدك في جزيره مع الحيوانات ، عشان تعرفي تقولي أدهم الي مش أنسان تاني يانكرة الجميل ، فعلا الستات دول نكرين الجميل علطول وبينسوا الحلو ويفتكروا الوحش
_
لتتشبث هي بقداميهاا علي الرمل وتقول : خلاص يا أدهم حرمت ، والله كنت بهزر
أدهم بضحكه خبيثه: وحد سامحلك تهزري ياهانم ، شكلي دلعتك كتير ، ويسمشاعر طيبةهاا بيدهه وهو يقول :انا أدهم شوكت ، واحده ست تهزر معايا ، لايمكن وكمان مراته لا لا لا
لتأثر طفيفع عيناها هي وتقول : أنا أسفه يا أدهم ، مش ههزر تاني ، وكمان هعتذر لأدهم الي مش أنسان تاني واقوله ميزعلش ..
ليجذبهاا هو لتلك اليخت ضاحكا : مكذبتش لما قولت طفله ، ثم أنحني هامساا وقال : بعشق الطفله الي جواكي ،الي قربت تجنني ديه
لتمسح أثر طفيفوعهاا بيديهاا وتقول : نزلني من هنا طيب ، انا عايزه انزل
ليضحك وهو يحتضنهاا … ويشير لهاا علي تلك الألعاب الناريه ويقول هامسا : عارف ان الاطفال بيفرحوا بكده ، بصي يامشاعر طيبةبتي
لتنظر له بغيظ شديد قد أراده هو … وتُتابع هذه الالعاب بطفوله عارمه …. ليقضواا ليله قد حفرت في قلوبهم قبل ذاكرتهم
………………………………………….. …………
جلست أمامه بأعين هاربه من نظراته المصوبه نحوها
ليبتسم هو ويقول : أزيك يا أنسه هبه
_
هبه بخجل: الحمدلله
احمد بهدوء : يارب ديما ، وبعد لحظات من الصمت قال : ايه مش هتسأليني عن أي حاجه
هزت رأسهاا نافيه وهي تقول بأرتباك : معنديش .. ثم تابعت قصدي مافيش .. معلش أقصد يعني لما الاقي سؤال في بالي هسأله لحضرتك يابشمهندس
ليضحك هو ويقول : يوصل بالسلامه ان شاء الله
لتقول بصوت هامس ، وقد سمعه هو : ايه العيله الي عندها هدوء اعصاب وبرود متناهي ديه
ليبتسم هو ويقول : تمشاعر طيبةي اعرفك بنفسي ولا مش محتاجه
هبه بأرتباك : عادي ، الي يريحك
أحمد : أممممممم ، طبعا لو قولتلك ان انا مهندس معماري هتقولي معلومه قديمه ، ثم يعاود بالحديث ويقول انا مهندس ، عندي 32 سنه عازب ، ليا أخت عايشه في أمريكا مع جوزهاا وعندها بنوته اسمها لوجين وولد اسمه حمزه ، وكان عندي شركة للتصميم المعماري ، بس اضطريت اصفي الشركه وانضم في الشراكه مع ولاد خالي ، تمشاعر طيبةي اعرفك بالعيله كمان
لتنظر له بخجل : لاء كفايه كده .. وقبل ان يتحدث
هبه : هو حضرتك ليه اتقأثر طفيفتلي ، اشمعنا انا
_
احمد بتنهد : هرد علي سؤالك ده ،بس مش دلوقتي
هبه بتسأل : طيب امتاا
احمد : لما تبقي مراتي ..
اخفضت رأسها بخجل وهي تقول : طب ليه مش دلوقتي
احمد بهدوء : عشان لسا مبقتيش مراتي ..
لتتطلع له بأرتباك وهي تقول : الي يريحك ، وقبل ان تُعرفه بنفسها وحياتهاا … يبتسم هو ويقول : مش محتاج اي معلومه عنك ، وينظر لهاا متفحصا وكاد أن يسألها عن شئ ولكنه شعر بأنه لا بد ان يأجله لوقت لاحق .. حتي تصبح زوجته
………………………………………….. ……………
ارتسمت أبتسامه علي شفتاهه ، وهو يمرر ذاك الخاتم علي اصبعه ، ليتنهد بأسي علي زيجه لم يعلن عنهاا حتي الان ولكن لابد ان ينتظر قليلاا …
ليدخل عليه وهو مبتسما ويقول : ادهم باشا حمدلله علي السلامه ، ثم يتطلع لوجهه بتفحص : بس شكل سفرية الغردقه كانت حكاياا
ادهم بجديه: اخبار صفقه الحديد ايه
_
احمد بتنهد : ماشي ياسيدي غير الموضوع ، اتفقنا علي كل حاجه فاضل بس نمضي العقود
ادهم بتنهد : تمام
ثم عاد احمد بالحديث : واخيرا قررت اسبقك من العزوبيه وقررت اتجوز ، ايه رئيك في الخبر ده
ليبتسم ادهم بسعاده ويقول : بجد يا احمد
احمد بهدوء : شوفت الخبر ده بقي ، عقبالك
ليتنهد هو بأسي ويقول : ان شاء الله … ثم يتابع بالحديث : مين بقي هي سعيدة الحظ
احمد بضحك : سعيدة الحظ مين بس ، انسه هبه الي في قسم السكرتريه … وقبل ان يتحدث ادهم
احمد بجديه : انا مبتفرقش معاياا المظاهر الكدابه ، واني لازم اتجوز واحده من عيله كبيره والكلام ده ، فبلاش نتكلم في الموضوع
ادهم بتنهد : ومين قالك اني كنت هقول كده ، ديه حياتك يا احمد وعمر المال ماكان اساس السعاده
لينظر له احمد متعجباا ويقول : ساعات كتير بحس انك مش ادهم
_
ليشرد هو قليلاا في كلامهاا وهي تلمس وجهه وتقول : انت مش ادهم صح .. ليبتسم هو بشرود
احمد بتعجب : لاا اظاهر سفرية الغردقه ديه وراها حاجه ، علي العموم يارب ديما تكون مبسوط … وقبل ان يغادر يلمح تلك الخاتم في اصبعه ويقول : الي يشوفك لابس الخاتم ده علطول يقول انك متجوز ، بس الموديل ده شكله جميل وعجبني هخلي رامي يعملي زيه ، ثم يغادر ليتركه وسط افكارهه التي باتت تخنقه ….
………………………………………….. …………..
يجلس بجانبها مثل كل يوم ليعتني بهاا ، وكاد ان يتركها ويغادرالغرفه قبل ان تتفوه بكلمات باتت تشعرهه بحقارته
تنهدت بأسي وهي تقول : انا اسفه يا أياد مكنش قصدي اقول عليك انك مش راجل
اياد بأسي : وبتعتذري ليه ياشاهي ، انتي مش غلطانه ، لان عندك حق ، الراجل مبيضحكش علي بنات الناس ويلعب بيهم ، ولا بيرجع نص الليل وهو سكران ومش قادر يسند طوله ، وصمت قليلا وهو يتطلع اليهاا وقال : ولا بيظلم حد أئتمنه علي نفسه
شاهي بخجل : انا مسمحاك يا أياد ، عشان احنا الاتنين غلطانا ، ومينفعش واحد فين يحمل غلطه علي التاني ،لان احنا الاتنين في نفس المركب ، والمفروض نحاول منغرقهاش بسبب غبائنا ، ثم تابعت بالحديث وهي تضع يدهاا علي بطنهاا وقالت : عشان منأثر طفيفرش واحد تاني بغبائنا ، ويبقي نسخه مصغره منا بسبب أنانيتنا
ليتابعهاا أياد بأرتياح وهو يقول : انتي طيبه اووي ياشاهي ، بس عارفه ناقصك حاجه انك تقربي من ربنا
لتبتسم هي وتقول : علي فكره صوتك حلو اووي ، وانت بتقرء قرأن ، انت كنت بتقرء سوره ايه
أياد مبتسما : سوره الحشر

_
لتتابع هي وتقول وكنت بتعيط ليه لما كنت بتقول: (اني اخاف الله رب العالمين
أياد بأسي : فالوقت الي شيطان بيزين لينا المنكرات والحرام وبيمتعنا بالدينا ، هيكون برئ مناا لانه بيخاف من ربه ، شوفي بقي احنا ازاي للحظه مخفناش من نظرته علينا واحنا بنمشاعر متباينةه ليل ونهار من غير ما نحس بالخجل من نفسنا لو للحظه
ثم ينصرف ليتركهاا ، وهي شارده في كلامه وعقلهاا يجلب لهاا صورته التي اول مره تراهه ضعيف خائف
………………………………………….. ……..
ليتطلع الي وجهها الذي اصبح حزينا ،بعد ان اخبرها بسفرهه
ادهم بحنان وهو يجذبهاا لقربه ثانية : هو اسبوع بس يامريم وهرجع علطول
مريم بحزن : وكمان اسبوع ، طب خدني معاك ، ان بقيت اكره الوحده اووي يا ادهم وكمان انا مبمشاعر طيبةش هناا
ادهم : لو مش مرتاحه في الشقه ممكن اخدلك غيرهاا
مريم : انا مش قصدي مكان فيه حاجه او مش عجبني ، بس مبحسش فيه غير اني في سجن بيخنقني وممشاعر طيبةوسه فيه مع ان بأيدي اخرج واهرب منه
ليتطلع اليهاا بأسي ويقول : وتسبيني يامريم
_
مريم بمشاعر طيبة : عارف فكرت كتير في كده ، بس مقدرتش
لينظر لها بلوم ويُشيح بوجهه بعيداا يقظةا من أن يأتي ذاك اليوم ، فهو من فرض عليها عالم تعيش فيه وهي لا تعلم عنه شئ ،حتي لم يُجيبها يوما عن سبب زيجته منهاا …….. تلك السؤال الذي يخشي اليوم الذي سيأتي ليجبرهه علي اخبارها بالحقيقه …
لتتطلع اليه وتقول بأبتسامتها المعهود وهي تلمس وجهه بيدها: متخافش ، ده عمره ما هيسيبك ويمشي الا لو انت الي سيبتنا ، ليتطلع الي موضع يدهاا وهو يراها تضعها علي ذاك القلب الذي عشق صامشاعر طيبةته
ليحتضنها بشده وهو يشعر بالحزن الذي بات يخنقه ، وكيف لا يحزن وهو لم يري من ذاك القلب سوا المشاعر طيبة الذي لم يعهدهه من قبل…… لِتعاود النظر اليه وهي تقول : هتسبنا في يوم
ادهم : انتي الي اوعي تسبيني في يوم يامريم فاهمه
مريم بسعاده : متخافش ، هفضل جنبك لحد ما أموت
أدهم : بعد الشر عنك يامشاعر طيبةبتي ، اوعي تجيبي سيرة الموت تاني
لتبتسم له بمشاعر طيبة ، ويحاوطهاا بين ذراعيه ، لتنام بين أحضانه بأبتسامتها الحالمه …
………………………………………….. …….
لم يصدق نفسه عنأثر طفيفا ، سمع تلك الكلمه من الطبيب وهو يقول: مبرووك مستر جلال العمليه نجحت
_
كانت أثر طفيفوعه تتساقط ، وهو يشعر بفضل الله عليه ، فقد أستجاب لدعائه ، وسامحه علي أخطائه ولم يعاقبه في أغلي ما يملك ، أبتسم بين أثر طفيفوعه وهو يتذكر الرجل العجوز وهو يقول له خليهاا ديما في بالك واوعي تنسي قول ربك(ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
جلال بسعاده : الحمدلله ، الحمدلله ، لك الحمد ياالله
………………………………………….. …………..
لتستيقظ هي وتنهض من فراشهاا سريعاا ، لتخرج كل مافي جوفهاا .. تطلعت لوجههاا المصفر وهي تضع يدهاا علي بطنهاا بتعب وتشعر بالأعياء .. لتسمع رنات هاتفها لتخرج سريعااا
مريم بتعب : بجد يا ادهم راجع بكره
أدهم : ايوه يامشاعر طيبةبتي ، ثم قال بتنهد : وحشتيني
مريم بتعب : وانت كمان ، وحشتني اووي
أدهم بتسأل : مال صوتك يامريم ، انتي مرهق قليلاًه
مريم : متيقظةش عليا ، شوية برد بس
أدهم بعتاب : طيب خلي بالك من نفسك يامشاعر طيبةبتي ، ولو حسيتي بأي بتعب بسيط اتصلي بيا وانا هبعتلك دكتور حالا فاهمه
_
مريم بأطمئنان : أنا كويسه ، وهكون كويسه لما أشوفك ..
ادهم بمشاعر طيبة : لا اله الا الله
مريم : سيدنا محمد رسول الله …
لتغلق معه ، وتضع يدها علي فمهاا وهي تشعر بالقي ثانية ، وماهي إلا ثواني وكانت تفرغ ما في معدتهاا ، لتخرج من مكان وهي تمسح وجهها بالمنشفه وتجلس علي سريرهاا بتعب
الـــفـــصـــل الــــســـادس عـــشـــر
كانت كلماته مازالت تتردد في أذنيهاا ، لم تكن تصدق بأن من امشاعر طيبةته بل وعشقته بجنون اول من يظرف غير مقصودهاا بدون رحمه ، لم تتمالك قأثر طفيفاهاا فسقطت علي ركبتيهاا لتنكمش بجسدها مثل الطفل واضعه وجهها بين كفيها ، باكيه بمرارة لاول مره تشعر بأن روحهاا هي من تبكي ، تحسست بطنهاا بأيدي مرتعشه وكأنها تُطمئن نفسهاا بوجدهه داخل رحمهاا، وضمت نفسها بذراعيهاا وكأنها تحمي نفسهاا من شبح يطاردها ، لتلمس بيدها الضعيفه موضع يداهه وهي تبكي وكأنهاا تبكي علي كل شئ جميل قد عاشته معه … لتبتسم بمراره بين أثر طفيفوعهاا وهي تتذكر
مبرووك يامدام ، انتي حامل
سقط تلك الخبر علي مسمعهاا ، وهي تنظر بعيناها علي نتيجة التحاليل ، فاليوم قد علمت بخبر أن بداخلهاا جنين منه ينبت في رحمهاا ، تخيلته وهو يطير بها فرحاا ويحملهاا بين ذراعيه ويهمس في أذنيهاا بكلماته التي باتت تعشقهاا ، ويهبط بقأثر طفيفيه ليتحسس ذاك الطفل منه ويضع أذنيه علي بطنهاا ليبتسم لهاا بسعاده ، رسمت احلامهاا ونسجت خيوطهاا وهي تحلم بكل شئ ، لم تشعر بنفسهاا سواا وهي تقف أمام مرئتها وترتدي له احد الملابس التي قد جلبهاا لهاا ، تأملت نفسها بذاك الفستان ذات اللون الفيروزي خطأ صغيري ، أبتسمت بخجل وهي تتطلع علي نفسهاا في تلك المرئه ، وبدأت تعد له طعام العشاء لتطفئ الانوار ليبقي الضوء الوحيد المضاء هو ضوء الشموع ….
ليدخل هو من باب عيشهم الجميل ، ويتطلع الي مكان بوجه مبتسم ، وتزداد ابتسامته عنأثر طفيفا رئهاا تقف أمامه مثل الملاك ، ويالها من ملاك قد سلب قلبه ، ليضمهاا بين أحضانه ويهمس في أذنيهاا .. وحشتيني
ترفع بوجهها خجلا وهي تتأمله ، وتحث لسانهاا ان ينتظر قليلاا حتي ليفضحهاا الان وتكشف له عن تلك المفاجأه : وانت كمان وحشتيني اووي يا أدهم
_
وتمسك بأحد أيديه ، وبصوت هادئ : أنت أتأخرت كده ليه
أدهم بتنهد : أضطريت اروح الشركه الاول .. ويتطلع لوجههاا : كل الاكل الحلو ده ليا ، أممممم انا جعان بشكل
لتبتسم له بسعاده ، ويجلسون سوياا وهم يتبادلان نظرات المشاعر طيبة بينهم
ادهم بهمس وهويتطلع اليهاا : وليه الشال ده طيب ، علي فكره الفستان هيكون أحلي من غيرهه ، ليزيحه من علي كتفيهاا وهو يبتسم علي خجلهاا هذا
مريم بخجل : انت بتبصلي كده ليه
أدهم بحنان وهو يطعمها بشوكته : يعني الاقي القمر قدامي ومبصلهوش
تطلعت اليه بخجل وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه ، لتهمس بصوت هادئ : متسافرش تاني وتسيبناا
ليتطلع لهاا بحنان ، وينحني قليلا بجسدهه : ليقبلهاا علي أحد وجنتيهاا .. ويقول : غصب عني والله يامشاعر طيبةبتي ، بس المره الي جايه هتسافري معايا
لتبتسم له بسعاده وهي تقول : قصدك هنسافر معاك
ليتطلع الي وجهها بأستغراب .. لتخرجه هي من دهشته وتقول بصوت هامس وهي تمسك أحد أيديه وتضعهاا علي جنينهاا : انا حامل يا أدهم
_
لينظر لهاا بنظرات لم تستطع تفسيرهاا أهي نظرات فرح أم دهشه أم ماذا … لتتطلع الي وجهه ثانية وهي تقول : أنا فرحانه اوي يا ادهم ، عشان ربنا أستجاب لدعائي وهجيب طفل منك
لينهض سريعاا ، تحت أنظارهاا … ويتتطلع الي معالم وجهها ،ليقول بعد ان اشاح بوجهه بعيدا عنها حتي لا تري ضعف عيناهه…. وهو يقول بصوت صارم : الطفل ده لازم ينزل يامريم سمعاني
لتنهمر أثر طفيفوعهاا ،فهل هي هذه الاحلام التي رسمتهاا وعشتها منذ قليل ، ام هي الفرحه التي ظرف غير مقصودهاا بكلمه واحده ، وقفت امامه وهي تهزهه بأحد أيديها وسط أثر طفيفوعهاا وتقول : انت مش أدهم صح ، او الكلام الي سمعته غلط قول اني سمعت غلط يا ادهم
ليمسكها بأحد ايديه بقوه ويقول بصوت حاد : الطفل ده هينزل سامعه ، قولت هينزل وبكره هتعملي العمليه
لتبتعد عنه وسط أثر طفيفوعهاا وهي تقول : انا مش هنزل ابني ، مش هنزل النعمه الي ربنا ايدهاني .. وتابعت بكلامهاا وسط شهقاتها : انا دلوقتي اتأكدت اني فعلا مجرد بيعه وشروه ، وخلاص وقتي انتهي لما صلاحيتي انتهت ، بس انا مش مهم عندي نفسي دلوقتي لتضع يدها علي بطنهاا وهي تقول : سيبني اروح لحالي ، وارجع مملاكتي الصغيره واعيش لوحدي تاني
ليتقأثر طفيف هو نحوها بجمود : انا الوحيد الي اقرر وقت صلاحيتك انتهي ولا لاء سامعه ، وانا الوحيد الي اقرر فاهمه ، ومش هقرر كلامي تاني بكره هتروحي معايا المستشفي عشان تنزليه
لم تدري بنفسهاا سواا وهي تصرخ فيه وتقول : اتجوزتني ليه مادام مش عايزني اكون ام لأولادك ، اتجوزتني ليه وحرمتني من لحظه اتمنتهاا طول عمري اني افرح لما اكون ام من الانسان الي بمشاعر طيبةه ، مشاعر طيبةك ليا ده كان كدب صح ، كنت بتكدب عليا زي ماكدبت علياا اول مره كلمتني فيهاا عن مشاعرك ، صح رد
ليطلق هو ضحكاته العاليه وهو يقول : وتفتكري ازاي همشاعر طيبةك ، هاا ازاي همشاعر طيبة الانسانه الي ابوهاا كان سبب في أثر طفيفار اغلي حد عندي عارفه مين امي ، ليعود بضحكاته وهو يقول : بس تصدقي طلعت ممثل بارع كمان ، لاء والفيلم كمان طلع مظبوط بكل حاجه ، ليقترب منهاا ببرود ويلمس وجههاا ويقول : بكره ياحلوه هرجعك لمملاكتك الزباله تاني ، بس بعد العمليه ، وقبل ان يغادر سجنه الذي صنعه بيديه يلتف اليها ويقول : اوعي تفكري في لحظه انك تهربي سامعه ، عشان بلاش اعرفك مين هو ادهم شوكت .. فزي الشاطره كده تبقي مطيعه للأخر عشان الفيلم قرب يخلص ياحلوه …..
ليتركها وسط أثر طفيفوعهاا ، وكلماته ، فكل مادار حولهاا الان كان مثل الكابوس فكيف والدها الرجل الطيب يتهمه بأنه سبب في تأثر طفيفير و الدته ، لتغرق هي في وسط أثر طفيفوعهاا ،الي ان نامت منكبه علي الارض وهي تضم جسدها النحيل ، لتستقيظ علي لمسة يدهه التي باتت تكرهها ، لتتطلع اليه بعينيهاا الباكيه ، وهو يسمشاعر طيبةهاا من يدهاا ويقول بصوت جامد : 5 دقايق تكوني جاهزه مفهوم ، ليخرج من غرفتهاا ويتركهاا وهي تشعر بالكره من نفسهاا ، فبمشاعر طيبةهاا هي قد انتقم منهاا ونجح في تمثيل خطته ، ولكن ماذنب هذا الطفل الذي لا ذنب له مثلهاا تماما ، وما الذنب الذي اقترفه والدها ليكون استجابةه هو فيهاا …، لم تدري بنفسها سوا وهي تهبط ساجده لخالقها وسط أثر طفيفوعهاا وتقول : يارب وماخاب من قال يارب
لتخرج بعدها له وهي تجر ورئهاا كل كلمات الانكسار التي قد حطم قلبها بها قبل ان يحطمهاا ، لتنظر له بحسره وهي تتابع خطواته وتقول بصوت ضعيف : بس هو مالهوش ذنب ، عاقبني انا بذنب معرفش عنه حاجه
_
ليتطلع لهاا ساخرا ,ويجذبهاا من يدها ويقول : يلا عشان انا مش فاضي ، وضيعت وقت كبير
وما من دقائق ، كانت تجلس بجوارهه في السياره وهي تتطلع للشوارع وكأنهاا تودعها ، ضمت كفيهاا بين ارجلهاا في يقظة وهي تنظر له نظرات رجاء قبل ان تكون عتاب .. ليشيح هو بوجهه ويصرخ في قلبه بأن يصمد حتي لا ينزعه من بين ضلوعه .. لتصل بهم السياره الي المشفي التي اول ما رئتها اشاحت بوجهها وتشبثت في كرسيهاا
ليقول هو بصوته الجامد : يلا يامريم
لتنظر له وكأنها تنادي شخص بداخله كي يعيد لها أدهم الذي امشاعر طيبةته ، ليجذبها هو من يدهاا ويحركها خلفه مثل الطفل الصغير … لتجد نفسهاا داخل تلك المشفي وكأنها ذاهبه الي قبرهاا ، لتتطلع في وجه الناس وكأنها تبحث عن يد تساعدها منه ، لتجدهه يبتسم لذلك الطبيب ويترك يدهاا ليتحدث معه ، وأعينه مازالت عالقه بهااا لتجلس هي علي اقرب مقعد وهي تبحث بداخلهاا عن روحهاا التي تنسمشاعر طيبة منها ببطئ
ادهم : حياتها عندي اهم سامع يا أشرف ، انا اخترتك انت عشان واثق فيك
ليبتسم له صديقه وهو يقول : متخافش يا أدهم ، ولا اقولك يا دكتور
ادهم بجمود : خلي بالك منهاا سامع ،ومش هكررتاني اي غلطه ممكن اقفل المستشفي
ليبتسم أشرف بيقظة وهو يقول : شكلك بتمشاعر طيبةهاا وخايف عليها اووي ، ليقترب من أذنيه وهو يقول ضاحكا : هما رجال الاعمال كده يغلطوا واحنا في الأخر الي بنصلح غلطهم
لتطلع هي الي وجههم ، وهم يخططوا عليها وعلي طفلها في القضاء عليهم.. لتتنهد هي بأثر طفيفوع .. وهي تتطلع الي قدومه ، وكادت ان تنهض هاربه منه وليحدث ما يحدث ، فوجدت احد الممرضات وهي تقول : يلاا يامدام ، عشان تجهزي قبل العمليه
لتتطلع لها بيقظة وأثر طفيفوعها تتساقط : دلوقتي
_
لتنظر لها الممرضه بشفقه وهي تقول : معلشي يامشاعر طيبةبتي ، هو انتي كنتي فاكره ايه ، هياخد الي عاوزه ويتجوزك اول ما يعرف انك حامل ، كلهم كده فاكرين بفلوسهم يقدروا يشتروا كل حاجه ، لتتنهد وتقول :يلا بقي هي ساعه وكل حاجه هتخلص وتروحي لحالك
لتجذبهاا الممرضه من يدهاا ، وتلتف هي ناحيته وكأنها لأخر مره تترجاهه ، وتفر من يد الممرضه وتذهب اليه وهي تقول : خليني أمشي من هنا يا أدهم ، متعملش فينا حاجه ، صدقني همشي ومش هتشوفني خالص ، ولو بابا زي ما بتقول كان سبب في تأثر طفيفير والدتك ..هو دلوقتي بين أيدين ربنا وهو الحاكم الاعظم ، سيبني وانا أوعدك مش هتعرف عننا حاجه ، لتقترب منه وهي تقول : متخليش مشاعر متباينةك ، ينسيك انك بتمشاعر متباينة ربنا ، أنا مش خايفه علي نفسي صدقني ، انا خايفه عليك من ذنب هيفضل في رقبتك طول العمر، بلاش يا أدهم .. لتتطلع الي نظرات وجهه وهو يلتف بعيدا عنهاا ، لتدخل هي تلك الحجره وهي لا تري شئ سوا ذاك السواد الذي اول مره تبصر عليه
ليلتف هو بين أثر طفيفوعه ، التي مشاعر طيبةسهاا طيله الوقت لتفر هاربه علي ممشاعر طيبةوبته التي نسي معاها كل شئ حتي هدفه الاساسي ، بأن يجعلهاا تعشقه ثم يرميهاا كما رمي والدها امه وتركهاا بين اوجعهاا ….
ليتذكر يوم أن رأي مذكرات والدته في مكتب والدهه

مذكراتهاا التي كتبتهاا بأثر طفيفوعهاا قبل مشاعر طيبةر قلمهاا ، ليري كلمات قد سطرها الزمن ليحياها من جديد
اول مره شوفته فيها مشاعر طيبةيته ، وازاي ممشاعر طيبةهوش وهواصبح بطلي ، مش هنسي لم وقف قدام عزت بكل قوته وبعده عني ، عزت اه ، عزت الي حاول كتير يتجوزني بفلوسه وقوته ، كنت بنت عاديه وبسيطه اهلي كانوا ميسورين الحال كان عندنا مزرعه جميله اووي ، عمري ماهنسي ريحه الريحان والياسمين ، ياا لو الزمن يرجع من تاني ، كنت فضلت ليلي الصغيره ، البنت الهاديه الجميله ، كنت اول مره أروح حفله كانوا كل الناس بيتكلمواا عنهاا وعن الناس الي هتحضرهاا والشاب الوسيم الي هيكون امير الحفله ، كنت واقفه مع بابا زي التايهه وسط الضحكات ، وناس مش متعوده اشوفهم في قريتي البسيطه والجميله ، لحد ما شوفت اكتر شخص كرهته في حياتي ، بس في نفس الوقت كنت بشفق عليه من نفسه مش هنكر أني لما عشت معاه مشاعر طيبةيت فيه حاجات مكنتش شيفاها قبل كده ، بس للأسف مقدرتش أنسي خيانته ولا السجن الي كان عايز يمشاعر طيبةس فيه أغلي حد عندي ونفوذه الي أستخأثر طفيفها عشان يخسرنا كل أملاكناا ونبقي تحت طوعه ، اما عبدالله كان الانسان الي قلبي دقله ، برغم محاولات عزت الكتير بس عبدالله هو الي كان حلمي اني اكمل عمري معاه ، شوفت فيه الحنيه والطيبه برغم بسطته ، بس مكنتش عارفه ان تحت قناع الطيبه انسان خاين ، دابحني بطعنته ، مش قادره انسي يوم ماجيت استنجد بيه يتجوزني واعيش معاه في اي مكان المهم ابعد عن عزت وسيطرته علي بابا ، لحد دلوقتي صوت اقدام رجليه وهو جي يخدني لقبري ، وهو بيمسك ايدي وبيسلمني لعزت ويقوله متلزمنيش خدهاا ونظرته ليا وهو بيقولي : أنتي طالق
يااا علي نظرات عزت وهو بيقولي ،شوفتي اه باعك اه الي فضلتيه علياا، كان كل كلمه بينطقهاا كنت بكرهه ودني عشان سمعتهاا ، لحد ما لقيت نفسي بين احضان راجل وانا بدور علي الانسان الي بمشاعر طيبةه ،بس هو فين هو باعني كمان ليه وسلمني لسجاني ،لحد ماجيت انت يا أدهم بدأت احس بالحياه تاني ، بس خايفه لتكون انت كمان عزت التاني وتبقي زي ابوك ..
ويتوقف عقله .. علي أن يكون نسخه مصغره لوالدهه ، ظلت كلمة أمه تتردد في أذنه (خايفه لتكون انت كمان عزت التاني ) … لينهض من علي كرسيه ويذهب سريعا اليها
نظرت للطبيب بيقظة ، وهو يرتدي كمامته الطبيه ، تأملت مكان حولهاا وجدته وكأنه يخنقها ، لم تدري بنفسها سوا وهي رافعه نظرهاا لاعلي بأثر طفيفوعهاا ، الي ان نامت من أثر الحقنه المخدره بعد أن قاومتها بجوفنهاا لتظل مستيقظه وتحمي جنينهاا …….. لم تدري بنفسهاا سوا وهي علي الفراش الابيض ، وهو جالس بجانبها يتأملهاا بيقظة
نظرت اليه ، ثم أشاحت بوجهها سريعاا وهي تقول : مش خلاص عاملت الي عايزه ، أبعد عني وسيبني في حالي
_
لتضع يدهاا علي جنينها وتقول : أرتحت خلاص لما انتقمت مننا ، أخرج بره حياتي أنا بكرهك بكرهك يا أدهم
ليقترب منها بألم وهو يقول : أبننا لسا عايش يامريم ، أنا مش أنسان عديم الرحمه ، او ظالم ، بس صدقيني لو عيشتي لحظه من حياتي هتبقي أسوء من كده
مريم : انت الي أخترت تكون كده ، متلومش علي الظروف ، عمر اليتيم ماكان فاقد لحنان الابوه او الامومه ، بالعكس بيدي ولاده كل حاجه كان بيتمناهاا ،بيديهم الحنان والمشاعر طيبة الي كان بيتمنه مش الحرمان
ليتطلع الي وجهها بجمود وهو يقول :هستناكي بره ، هبعتلك الممرضه تساعدك ، ليخرج ويتركهاا وسط أثر طفيفوعهاا
لتدخل اليهاا الممرضه مبتسمه وهي تقول : شكله بيمشاعر طيبةك اووي
لتستمع لكلماتهاا وهي تتمتم بخفوت : مابقتش فارقه ، المشاعر طيبة بقي مختلط بالكرهه
لتخرج له ، وهي تراهه شاردا ، لتبتعد بنظرهاا بعيدا عنه وتقول : انا عايزه اروح بيت اهلي
ليجذبهاا اليه ، ويمسك أحد أيديها المرتجفه ، لتبتعد عنه سريعاا وهي تشيح بوجهها
أدهم بجمود : الي يريحك ، ليسبقهاا هو بخطوات بطيئه وتسير هي خلفه
الي ان وقفت امام باب سيارته وهو يفتح لهاا الباب
_
مريم : انا عايزه اروح البيت الي جبتني منه ، وسيبني في حالي ، واظن ان لعبتك أنتهت
ليبتسم هو ساخرا و يقول : لاء لساا لعبتي منتهتش ، وانا الوحيد الي اقرر امتا هتنتهي ، اتفضلي اركبي
لتقف مصدومه من وقاحته هذه ، وما من ثواني كان يجذبها داخل سيارته ، وينطلق بهاا الي قصرهه الي عالم ثاني ستدخله معه
لتظل قابعه في السياره ، وهي تتأمل مكان الجديد وبصوت باكي : انا مش هعيش معاك تاني ، انت اكبر كدبه كدبتها علي نفسي ومش هسمح لنفسي اني ارجعلهاا تاني
ليتطلع لها ببرود ، وهو يقول بسخريه: لما تبقي تولدي ، ابقي اطلعي من العالم بتاعي وعيشي في عالمك
لتصرخ في وجهه ، وهي تقول : يااا لدرجادي كنت مغفله وانا متخيلاك بصوره تانيه ، للاسف انا السبب في كل الي بيحصلي ، بس صدقني مش هكون مريم الضعيفه تاني ومش هسمحلك تاخد ابني …
ليضحك هو ، ولاول مره تكره ضحكته وتشمئز من كل شئ فيه ليقول :برافو ، بجد برافو
ليخرج من سيارته ، وهو ينده علي الخاأثر طفيفه لتخرج معاهاا الهام مبتسمه : وحشتني يا بني ، ثم تتابع بنظرهاا علي مريم وتهمس في اذنيه وهي تقول : مش قولتلك انت مش بتمشاعر طيبةها بس انت بتعشقهاا ، بس هقول ايه عذبت نفسك وعذبتهاا وأثر طفيفرت حياتك بأيدك ، وانت دلوقتي الي هتجني كل ده بنفسك
ليتنهد هو بأسي ، ويتطلع اليها بألم ، ويردف سريعا الي مكتبه ليغلقه عليه وهو يشعر بالوجع ، فالأن قد جعلهاا تكرهه بل وتبغضه ،وجعل مريم نسخة مصغره من امه
ليتذكر اليوم الذي أكتشف فيه بأنهاا هي أبنة الرجل الذي عزم طيله السنين الماضيه أن ينتقم منه بأغلي شئ لديه ، ليبتسم بحسره وهو يتذكر أنه في اليوم الذي قرر أن يعلن زواجهم أكتشف فيه ماكان يبحث عنه …
_
………………………………………….. ………
لتبتسم في وجه زوجهاا ، وهي تنفث عادة سجائرهاا ، يعني البنت الي كان متجوزهاا هي بنت الراجل الي كان بيدور عليه
عزت بسخريه : البيه كان جاي يحطني قدام الامر الواقع ويقولي أتجوزت ميعرفش اني كنت عارف بجوازه وساكت ، بس علي أخر الزمن انا هخلي بنت عبدالله تعيش في فلوسي ، لاء وكمان أدهم الي تتجوزه ، الا أدهم
نانسي بضحك : وتفتكر هيعمل معاهاا ايه
عزت ببرود : أكيد هيطلقها ، ويرميها في الشارع الي جات منه …
لتنظر في عيناهه بخبث وهي تقول : هو ليه بيكرهك كده يازيزو
ليتنهد عزت بأسي وهو يقول : أبني مش بيكرهني يانانسي سامعه ، مافيش أبن بيكره ابوه
لتبتسم نانسي بخث : يامشاعر طيبةيبي متضيقش نفسك
وتهمس بصوت واطي : كانت تفرق أيه عني ديه ، عشان يمشاعر طيبةهاا هي ويتجوزهاا … لتتطلع الي زوجهاا بسخريه ، وتعود لتدخن ثانية وهي تبتسم بداخلهاا ،وهي تتخيل اليوم الذي ستكون فيه شريك أساسي في الشركه ، وتصبح معظم ثروته التي جناهاا بين يديهاا
الـــفــــصـــل الســابــع عــــشـــر
_
وقفت تتأمل مكان ، وهي تشعر بأنها ستدخل سجنا أخر من سجون مشاعر طيبةه ، مشاعر طيبةه هذا هو من جني عليها لتحدث نفسها وتقول : ليتني لم أمشاعر طيبةه ، ليتني ما ألتقيت به ،ليتني لم أعش في أحلام أوهامي ، ويالها من أحلام قد عصفت بطفل بريئ منه داخل جسد اصبح بلا روح وكيف تدب الروح فيه ويشعر بالحياه وهو يري كل من حوله يطعن به بأشد الطعنات ….
أقتربت منها ألهام بأشفاق وهي تتأمل ملامحهاا الهادئه ..وقالت لهاا بمشاعر طيبةور: نورتي بيتك يامريم
نظرت لهاا مريم بتفحص وهي تقول بداخلهاا : بيتي ، قصدك السجن الي هعيش فيه تاني
ألهام بود: تعالي يلا أدخلي يامشاعر طيبةبتي عشان ترتاحي ، صحيح نسيت أعرفك بنفسي ، أنا ألهام مرات ابوه أدهم السابقه ، بس هو زي أبني بالظبط أنا بعتبره كده ، وانتي كمان يامريم زي بنتي
لتتطلع بها مريم قليلا ، فهي لم تري في هذا العالم سوا الأناس الذين خديعة في مظاهرهم ، وعنأثر طفيفا أمشاعر طيبةتهم كانوا اول من طعنوهاا ، فحتي طيبة القلوب والوجهه تكون أحيانا مخادعه …
ألهام وهي تعلم ما بداخلهاا : يلا يامشاعر طيبةبتي ، متخافيش
دخلت معاهاا بأعين خائفه وجسدا مرتجفاا ، واول ما وضعت قأثر طفيفاها في ذاك القصر ، أحست كأن روحهاا بدأت تنسمشاعر طيبة لتسقط منكبة علي الارض مغشيا عليهاا ، ليسمع هو صوت أرتطام شيئا فيخرج سريعاا ، وعنأثر طفيفا يراهاا هكذا ينحني سريعا ليحملهاا بين يديه وأثر طفيفوعه تود أن تفر من عينيه علي من أمشاعر طيبةهاا قلبه ، فهي فقط من أمشاعر طيبةها وشعر بأنها جزء منه مثل الروح تمام
لتتطلع عليه ألهام بأشفاق ، وحسره وهي تتذكر يوم أن أتي اليهاا وعيناهه مليئه بالفرحه وهو يقول لهاا : أنا فعلا بمشاعر طيبة مريم يا ألهام ، مش قادر أبعد عنهاا أكتر من كده وأفضل مخبي جوازي منهاا ، وأياد أنا واثق انه ممشاعر طيبةش مريم بس هو كان معجب بيهاا بس ، ولما هيعرف خبر جوازنا ممكن يزعل شويه بس أنا عارف اخويااا
لتبتسم له هي وتقول : وانت كنت فاكر أن أياد بيمشاعر طيبة مريم ، أياد لو كان بيمشاعر طيبة مريم فعلا كان وقف قصادك وعمل المستحيل وصمم أنه يتجوزهاا
ادهم بمشاعر طيبة وهو يتأمل الفراغ الذي أمامه بأعين سارحه : هتصدقيني لو قولتلك أنا يوم متجوزتهاا مكنش بسبب أن أمنع أياد أنه يمشاعر طيبةهاا ويتعلق بيهاا ، ويصمم علي رفضه من شاهي ، أنا كنت ممكن أطردهاا او انقلهاا فرع تاني بس، ليتنهد بحنين : يوم بجد لما عيني شافتهاا وهي بتقرب الطفله وتبوسهاا ، حسيت ان نفسي أكون مكان الطفله ديه وتضمني ، عارفه مع أن عينيها مكنتش قريبه مني وكان بنا أمتار ، بس حسيت وكأن عنينا مافيش بينهاا سنتي واحد ، ليضحك ساخراا ويقول : وفجأه لقيت نفسي بجمع معلومات عنهاا ، وبتجوزهااا .. بس أنا قسيت عليها كتير ولازم اعوضهاا . ليضحك ثانيه ويقول : مش قسيت اووي يعني يا ألهام لتفهميني غلط
_
لتضحك ألهام بشده وتظرفه علي أحد كتفيه وهي تبتسم بسعاده : تصدق أنا نفسي أشوف مريم ديه الي عملت فيك كل ده
أدهم بضحك : مريم ديه بتاعتي انا وبس ومحدش يشوفها غيري
لتضحك ثانية وتقول : حاسه أن أدهم الطفل رجع تاني
ادهم بأبتسامه : انتي ومريم بس الي بقدر أرجع معاكوا طفل تاني ، بس شكلكم هتبقوا خطر علياا
ألهام بمشاعر طيبة : وهتعلن جوازك أمتا بقي
أدهم : قبل ما أسافر ألمانياا
لتبتسم له ، وتعود بذاكرتهاا عنأثر طفيفا أتي اليهاا بعد سفره وكأن حاله تغير من حالا الي حال .. لتبتسم بحزن وهي تتنهد بأسي
………………………………………….. ………….
جلس بجانبهاا بترقب ، وأول ما بدئت تفيق ، ابتعد بأعينه عنها حتي لا تري لهفته عليهاا ويقظةه بأن يصيبها أي مكروه
لتتطلع هي اليه وتقول بتعب : انا مش عايزه أعيش هناا ، أنا لازم أمشي انا وابني … ثم تحاول النهوض بتعب
_
ولكن كلماته الحاده قد اوقفتهاا : مش عارف هفضل اعيد في الكلام لحد امتا ، انا قولت خروج من هنا مافيش خروج ، وبيت اهلك تنسي انك هتروحيه لغير بعد ما تولدي ، لما تولدي هعملك الي انتي عايزاه … ليضحك بألم : لولا هو كنتي زمانك مرميه في الشارع ، زي ما ابوكي رمي امي سامعه .. بس حظك جيه هو ونجدك
لتقول هي بين أثر طفيفوعهاا : طب ليه كدبت علياا بمشاعر طيبةك ، ليه خلتني أعيش في سابع سما ، وبعدين رمتني لسابع أرض ، ليه ها ليه ، خدعتني ، كنت ممكن تفضل تزليني ، تخليني خدامه ، تمشاعر طيبةسني ، تعاقبني بأي حاجه ، بس للاسف أثر طفيفرتني ، موت فياا كل حاجه جميله ، استغليت مشاعر طيبةي ليك عشان تمثل عليا الدور كويس ، ثم قالت ساخره : اكيد كانت من خططك انك ترميني شويه زي الحشره، وبعدين تمثل عليا دور العاشق ، وبعدين ترميني وهكذا لحد ما تحس انك أستمتعت في عقابي
ليقترب هو منهاا ويحتضنهاا ويبكي بين ذراعيهاا بصمت ، ولكن سريعاا أنتبه لضعفه ، وخرج من غرفتهاا
ليقول بحسره : انا بعاقب نفسي قبل ما بعاقبك يامريم ، للاسف …
………………………………………….. ………….
جلس ينتظرهاا في غرفة الكشف ، وبعد أنتهت من الفحص
جائت اليه وهي مبتسمه ، ومعاهاا صورة لطفلهم وهو في رحمهاا … ليبتسم لهاا ويمسك يدهاا بحنان
وبعد أن أوصتهم الطبيبه ببعض التعليمات ، خرجوا سوياا
كان يتأملهاا ولاول مره يري شاهي الضعيفه ، وليس تلك المتعجرفه ، مثلما كان يظن فبقربه منها أكتشف فيهاا كل شئ كان يبحث عنه ، لتتطلع هي له بأعين تملئها السعاده وتقول : شوفت أبننا يا أياد
أياد بضحك : أه شوفت يامشاعر طيبةبتي ، جميل خالص
_
شاهي بزعل مصطنع : أخص عليك بتتريق عليا
أياد بضحك : أنا ، لا يمكن ، اطلاقا
لتضحك علي مزحته ، وتتشبث بيدهه وهي تقول : تفتكر أحنا ليه رجعنا لبعض ، ورجعنا نبني حياتنا تاني
اياد بتنهد : تفتكري ليه
شاهي : مش عارفه ، بس عارف احنا كنا فعلا محتاجين فتره نبعد فيهاعن كل الي حواليناا ، عشان نعرف ندور علي نفسنا كويس
أياد بأبتسامه : لتاني مره هقولهالك ياشاهي انتي مسامحاني
لتضع هي يدها علي فمه وتقول : وانا قولتلك متسألنيش تاني ، عشان خلاص قفلت الصفحه القديمه عشان ابدء صفحه جديده بشاهي جديده مع اياد
لتسرح قليلا بخيالها وهي تقول : عارف نفسي بجد ، نربي ابننا بالطريقه الي أتمنينا أهلنا يربونا بيها ، مش عايزه مشاعر طيبةنا للمظاهر والفلوس والحفلات ، ينسينا مهمتنا الاساسيه ، ثم ألتفت اليه لتنظر الي معالم وجهه
شاهي : بتبصلي كده ليه

أياد بأستغراب : أصلي مستغرب اوي طريقة كلامك
_
لتضحك هي وتقول : عشان دايما عارفني شاهي المدلعه ، الي كل همها بس اللبس والموضه والسهر ، لتتنهد قليلاا وتقول : عارف يا أياد ، زمان وانا صغيره تقريبا كان عمري 9 سنين ، كان عندنا حارس الفيله عايش هو ومراته وولاده ، كُنت ساعات كتير أمشاعر طيبة ألعب مع ولاده ، كنت أهرب من عمتو واروح لأوضتهم الصغيره في الجنينه والعب معاهم ، مع أنهم كانوا عايشين في مكان صغير اووي بس كنت بحس بحاجه غريبه اووي وسطهم ، كانت لما مامتهم تنتهي من شغل الفيلا عندنا ، واول ما ترجعلهم كانوا ، يقوموا يجروا عليهاا ويقربوهاا اووي ، ويحاوطوهاا ويفضلوا يحكولها عن يومهم في المدرسه ، عارف لما حد فيهم كان بينجح كانت تعملهم كيكه حلوه وصغيره وتكافئهم بيهاا ، لتضحك هي بعفويه وتقول : كنت في العيد أجي اوريهم اللعب الي بابا وعمتو أشتروهالي ، كنت اروحلهم وانا جواياا ان انا معايا أكيد حاجات أحسن منهم تفرحني أكتر منهم ، كنت الاقي كل واحد بيوطي يبوس أيد باباه وبياخد لعبته البسيطه .. انا فاكره كان حصان وعروسه ، وهما يخدوهاا ويفرحوا ويجروا عليا ويقولولي تعالي ألعبي معانا ، لتلتف اليه بحسره وتقول : كنت اروح عشان أغيظهم ، وهما ياخدوني العب معاهم ، ويأكلوني اكلهم البسيط وهما مبسوطين … لتلتف اليه ثانية وتنظر الي وجهه وتقول : بس للاسف سابوا الفيله ومشيوا ، ونسيت كل الحاجات الجميله الي كنت بشوفها فيهم ، وبقيت أشوف عمتو بتعمل أيه وبقيت بتعامل مع الناس زيها ، عارف انا فاكره مره جيت أسال عمتو وقولهاا أشمعنا رنا بنت الحارس لبست طرحه وانا لاء ، عارف ردت عليا قالتلي ايه : قالتلي ياشاهي انتي لسا صغيره ، وأخدتني من أيدي وجبتلي فستان قصير ، وقالتلي شوفي انتي شكلك حلو ازاي ، فضلت أبص علي نفسي وبعدين جريت علي مي أغيظها بفستاني ، واني أحلي منهاا
لقيتها بتبتسم وتقولي فستانك حلو اووي ياشاهي ، بس انا احلي بفستاني عند ربنا ، فضلت اضحك وقولهاا وبصي شعري حلو أزاي ، هو في حد بيلبس فستان من غير صندل بكعب، ومن غير ما رجله تبان ولا أيده ولا عامل شعره تسريحه حلوه … ، بصتلي جامد وقالتلي : برضوه انا احلي عند ربنا …. لتتنهد قليلاا وتقول : هي فعلا كانت أحلي عند ربنا صح يا أياد
ليبتسم لها أياد بمشاعر طيبة ويحتضنهاا وهو يقول : وانتي كمان زيهاا أحسن عند ربنا
شاهي بحزن : كان نفسي ألاقي حد يوجهني ، صدقني مكنتش هبقي كده
أياد بمشاعر طيبة : مادام أحنا مع بعض هنكون أحسن ، وهنربي ولادنا زي ماكنا بنتمني أن أهلنا يربونا
لتبتسم هي له وتقول : مش هتحكيلي بقي عن مريم
ليبتسم هو ويقول : لازم يعني
شاهي بطفوله : ما أنا حكتلك عن مي ومصطفي
ليلتف هو اليها ويقول : نعم مين مصطفي ده
شاهي بضحك : اخوه مي يا مشاعر طيبةيبي
_
أياد بجديه مصطنعه : لاء تصدقي مكنتيش قايله عليه ، وكمان ياهانم كنتي بتلعبي مع ولاد
لتضحك هي وتقول : يعني نسيت كل الشباب الي عرفتهم وصامشاعر طيبةتهم ، وجت علي رامي .. لتتطلع اليها بحده مصطنعه وتقول : وكمان ما انت ماشاء الله مكنتش عاتق ، ها أفكرك ولاا
ليضحك هو ويقول : تعالي نروح بيتنا يامشاعر طيبةبتي أحسن ، بتنا اولا بينا
لينهضوا سوياا من علي تلك المقعد ، ويمسك يدهاا بمشاعر طيبة ليذهبوا الي بيتهم الصغير الذي أستأجروه ليعيشوا فيه مؤقتا
………………………………………….. …………….
لينظر له أحمد بدهشه ، وهو ينهض من علي كرسيه
مش معقول ، اتجوزت مريم ، ومن أمتا من 3 شهور
ليتنهد قليلاا ويقول : طيب ليه عشان تبعدها عن أياد ، هو أياد اصلا مشاعر طيبةها ولا قرب منها ، ده مجرد أعجاب ، يعني انا مثلا لو قولتلك اني كنت معجب بشخصيتهاا ، تفتكرني بمشاعر طيبةهاا ، مش معقول يا أدهم
أدهم بجمود : خلصت خلاص يا أحمد ، المهم عايزك تشوف دلوقتي موضوع بيتها الي عمها بيقول ان أبوها بعهوله لما كان مريض ، عايزك تتابع الموضوع ده مع المحامي
أحمد بسخريه : ومتبعيش الموضوع ده ليه معاه انت ، مش عم مراتك برضوه
_
أدهم بتنهد: مش عايز أبقي في الصوره ، الراجل ده انا عارفه أستغلالي ، عشان كده مش عايز ابقي في الصوره ، حاول تكون أنت مشتري للبيت وتعرف فعلاا الكلام الي بيقوله ده صح ولا لاء
أحمد : طب وبعدين
أدهم : مع أني شاكك في موضوع ان والدها يكون باع البيت ، واشمعنا دلوقتي عايز يرجع بيته وياخده
أحمد : أمممممممم ، قصدك انه يمكن يكون زور الورق ، بس علي فكره هو في حقه الشرعي ليه نصيب في بيت مريم ، لانه عمها ومن حقه يورث
أدهم بتنهد : في الحاله ديه انا هشتري نصيبه ، واكتبه بأسم مريم
احمد بتنهد : طب لو البيت فعلا ملكه هو بس
ادهم : برضوه هشتريه ، لان في ذكريات مريم مع اهلهاا
احمد : وانا طبعا هكون المشتري صح
ادهم : بالظبط كده
احمد : أممممممممم ، اياد عرف بجوازك بمريم
_
ادهم :لسا ، بس اكيد لما هيرجع هيعرف ، مريم بقيت مراتي قدام ربنا وكل الناس
احمد بأسف : طب دلوقتي هتعمل ايه لما عرفت ، انها بنت الراجل الي كنت بدور عليه طول عمرك
ادهم بتنهد : تصدق لو قولتلك مش عارف
ليتنهد احمد ضاحكا ، ولا هتقدر تعمل حاجه ، لان ببساطه محدش بيقدر يأذي روحه
ليتنهد ادهم وهو يقول بصوت هامس : فعلا محدش بيقدر يأذي روحه ، ومريم بقيت روحي دلوقتي هي وابني
………………………………………….. ……………
جلست بجانبهاا وهي تضع الطعام جانبا ، وبصوت حنون : ليه مش راضيه تاكلي يامريم
مريم بشرود : مش عايزه أكل من حاجه هو الي جايبهاا ، عشان بعدين يعايرني بالفلوس الي صرفهاا عليا ثم تابعت بالحديث بألم ويذليني بفلوسه
الهام بأسف : بس أدهم مش كده ولا عمره هيكون كده
لتتنهد بشرود: للأسف أدهم ، موت حاجات كتير حلوه جوايه كنت ديما بفتكرهاله لما ساعات كان بيأسي علياا ، بس خلاص كل حاجه ماتت جوايه ، أدهم هأثر طفيف صورته جوايه وشككني في أقرب الناس ليا
_
ألهام بتنهد : طب كلي يامشاعر طيبةبتي ، أنتي حامل ومينفعش متاكليش
لتشيح هي بوجهها وبصوت باكي : انا والي في بطني منفرقش معاه في حاجه ، هو بيتمني يخلص مننا النهارده قبل بكره ، لتتذكر ماكان سيفعلوه بهم لينزل تلك الجنين .. وتبتسم بسخريه بين أثر طفيفوعهاا
نظرت لها إلهام بتنهد ، وغادرت الغرفه تاركه لها الطعام بجانبهاا … لتمسك بهاتفهاا وتطمئنه عليهاا كما طلب منهاا
ليأتي صوت ألهام وهي تقص عليه رفضهاا للطعام منذ ليلة أمس ، ليتنهد هو بأسي ، راميا بهاتفه بتماسك علي مكتبه ، ليبدء في العادة بعد أن تركه منذ سنوات …
………………………………………….. ……………
أبتسم لها عنأثر طفيفا وجدهاا أمام عيناهه، ليتطلع لهاا في سخريه وهو يقول ، اهلاا نانسي هانم
لتبتسم له بمشاعر طيبةور وهي تقول : ميرسي يا أدهم ، سوري أدهم باشا
أدهم بهدوء وهو يقترب منها : تفتكري لما راجل متجوز محترم يعرف ان الست الي متجوزها كانت بتعشق أبنه ، وبعد ما تلاقي كل محاولاتها فاشلت ، تلف علي والده وترسم عليه المشاعر طيبة عشان تتجوزه ، تفتكري ديه بقي نسميها ايه ….. لينظر لها بحده ويقول : أتجوزتي عزت باشا وقولت مش مهم مجرد وقت وهيزهق ، وسكت علي فضايحك ، ليتطلع لها بنظرات صائبه اربكتها : حتي خيانتك ومقابلاتك الكتير سكت برضوه ، وعشيقك اه قصد مشاعر طيبةيبك الأولاني الي أتخليتي عنه بسبب الفلوس .. ليتنهد قليلا ويقول : وقولت برضوه ماليش دعوه ، بس تيجي عند حياتي انا ومراتي وهنا بقي هنوقف شويه ، ليقذف لها بأحد المجلات ويقول : اقرالك الخبر ولا تمشاعر طيبةي تقريه بنفسك
ليتطلع الي المجله ساخرا : السكرتيره التي تقترب من الاخ الاصغر، وبعد زواجه ترمي شباكهاا علي الاخ الاكبر لتقعه في مشاعر طيبةها وتصبح عشيقته السريه ، الي ان تجعله يرغب في الزواج منهاا ….
ليبتسم لها بسخريه : لاء هايل بجد يا مدام نانسي ، وياتري عزت باشا مشترك معاكي في الكلام ده ولا هو الي بيخططلك و انتي بتنفذيله
_
كانت تستمع لحديثه بصمت ، الي انا قال بصوت حاد : مراتي وعندها خط احمر فاهمه …
لتبتسم نانسي ساخره وهي تقول : وليه كنتوا متجوزين في السر ، ايه خايف ولا هي فعلا كانت عشيقتك ، اه ياحرام العشيقه الي اكتشف بعد زواجه منها انها أبنة من كان يريد الاستجابة منه ، تصدق كان هيبقي منشط هايل في المجله كمان بجد قصة مشاعر طيبة مؤثره
ليجلس امامهاا ببرود ، وهو يضع ساقا علي ساق ويبدء في أشعال عادة سيجارته ، ليقترب بأنفاسه منهاا ، لتشيح هي بوجهها عنه … وبصوت ساخر : برافو اتعلمتي حاجات كتير من عزت باشا ، بس باين عليكي انك نسيتي عرضك علياا افكرك ولا انتي هتفتكريه كويس
لينظر لها ساخراا وهو يقول : انا مستعده اكون عشيقتك ، ومن غير اي مقابل .. ليصفق لهاا وهو ينظر لها بشمئزاز ويقول : بلاش تظهري الشريفه العفيفه ، وتتهمي غيرك بأنهم زيك
لتصرخ هي في وجهه .. وبصوت اشبه بالصراخ : وانت نسيت قربك مني زمان ، ولا رحله شرم
ليتطلع لهاا ساخرا : انتي بتضحكي عليا ولا علي نفسك يانانسي ، ليتذكر هو ساخرا : انتي كنتي مخططه انك توقعيني ، وندي مخططه انها توقع احمد ، بس ندي طلعت اشطر منك واقدرت تفوز بيه بس للاسف الطمع بقي ، ولما فكرت تاخد هي الي عينك عليه ، طبعا انتي قلبتي كل حاجه عليهاا ، وفضحتيها قدام احمد .. ليبتسم هو ويقول : ها افكرك يو ماجيتيلي عشان تكشفيلي ندي علي حقيقتها ، كنتي بتحاولي تباني قدامي صورة الملاك الي كان مخدوع ، ليضحك ساخرا ويقول : بس كنتي ممثله هايله ، واه في الاخر فوزتي بعزت باشا …
لتقف هي بجمود وتقول بمشاعر متباينة : بكره هنشوف مين الي هيضحك يا أدهم
ليبتسم هو … وينهض ليقف امامهاا وبصوت صارم : نورتي الشركه يا مدام نانسي
لتتطلع له بحده وهي تقول : اكيد ، واكيد هنورها علطول وبكره تشوف
………………………………………….. …………
_
وكما أعتادت منذ أن أتت من يومين ، جلست مشاعر طيبةيسة في غرفتهاا لا تخرج منها ، وأثر طفيفوعها مازالت وحدهاا هي من تعبر عن ذاك الخنجر الذي ذبحها هو به ، لتبتسم هي بسخريه وكأنها تحدث قلبهاا وتقول بصوت باكي : الطعنه مجتلكش غير من الي مشاعر طيبةيته ، ولسا بتدافع عنه وبتمشاعر طيبةه … فعلا انت غبي
لتمسح أثر طفيفوعهاا بسرعه ، وتغطي جسدهاا بذلك الوشاح ، بعد ان سمعت صوت طرقاته علي باب غرفتها ، ليدخل هو ، وهو يعلم تماما بأنها تتظاهر بالنوم ، ليقترب منهاا ويجلس بجانبها ويبدء بلمس خصلات شعرها بحنان ، ليقول بصوت هامس : عارف انك مش نايمه يامريم ، قومي يلا عشان تاكلي ، ليظل يحادثهاا دون ان تلتف اليه ، لينهضها من علي الفراش ، لتصبح امامه ، ليترك لعينيه العنان ليتأملها ويري أثر طفيفوعهاا التي كان هو السبب فيها ووجهها الشامشاعر طيبة ، ليمد اصابعه علي وجهها بحنان ويبدء في مسح أثر طفيفوعهاا .. لتبتعد هي عنه نافره وبصوت ساخر : اول مره اشوف الجلاد بيمسح أثر طفيفوع سجينه ، ياتري ديه رحمه ولا شفقه ، لتبتسم بسخريه وهي تقول بين أثر طفيفوعها : زمان كنت بفتكر أن ده ممكن يكون مشاعر طيبة ، بس زمان خلاص انتهي
ليجذبها هو الي أحضانه ، وهو يشعر بأنه يود ان يبكي بينا ذراعيها ، ولكن سرعان ما يبتعد عنهاا ، وينهض من علي الفراش……. وقبل ان يغادر غرفتها
5 دقايق، الاقيكي تحت عشان تتعشي معانا ، ليتركهاا وسط افكارها المشتته ، ليظل العقل ينفرهه .. والقلب يبحث عن شئ ليجعل لصامشاعر طيبةه عذراا، ويصبحوا كلاهماا مثل القاضي والمتهم
الــــفـــصـــل الـــثـــامـــن عــــشــــــر
وضعت يدها بحنان علي أحد فخذيه ، وكما أعتاد منها نظرة له بمشاعر طيبة ولكن أول مره يري تلك النظره مختلطه بالعتاب
ليبتسم هو ، وبعد ثواني كان يلتف خلفه قليلا ليتاكد من صوت أقدامهاا وهي اتيه خلفه ، لتبتسم لهاا ألهام بمشاعر طيبة ، لتقول بصوت هادئ : تعالي يامريم يامشاعر طيبةبتي ، أخيرا قرر القمر ينزل من أوضته عشان يقعد معانا
لتنظر لهاا وهي مبتسمه ، وتخونهاا أعينهاا لتتطلع اليه وهو ماثل أمامهاا في صمت …
ألهام : أنا خليت الخأثر طفيف يعملوا كل الاكل الي أتوقعت أنك بتمشاعر طيبةيه ، تعالي بقي شوفي توقعي في محله ولاا
مريم بضعف : بس أنا ماليش نفس

_
ليضغط هو علي شوكته بمشاعر متباينة ، ليتمالك نفسه قبل ان يجذبهاا الي احد المرايات ويجعلها تتطلع الي وجههاا الذي أصبح شامشاعر طيبة وكأن الأثر طفيفاء تجمدت وتحول لونها الي الاصفر
ألهام بزعل : كده يامريم ، ده انا قولت خلاص هلاقي حد يفتح نفسي ، وبعد ألحاح طويل من ألهام جلست علي يمينه مقابلة لمقعد ألهام ، لتهرب بنظراتها ناحيته وهي تراهه يأكل في صمت
لتتطلع اليها ألهام بمشاعر طيبة ، وتضع أمامها الطعام وبصوت حاني : انا عايزه الاكل ده كله يخلص
لتبتسم لها مريم بمشاعر طيبة ، فهي أصبحت تشعر بالأرتياح مع تلك المرأه ، فكم كانت تذكرهاا بأمهاا كثيرا
ألهام : هاا أنا قولت أيه
بدأت مريم في تناول طعامهاا ، وهي تفكر في القرار الذي أخذته حتي يمر شهور بقائها في هذا البيت بدون أضطراب او مشاجرات ، او أثر طفيفوع قد أتعبتهاا وارهقتها كثيرا ، فهي أصبحت تكره تلك الأثر طفيفوع التي لم تشعرها يوما سوا بضعفهاا
وبعد دقائق من التفكير ، كانت تنهض سريعاا ، لتفرغ تلك اللقيمات القليله التي دخلت معدتهاا ..
ليتطلع لهاا ، وكاد ان يضعف وينهض خلفهاا ، ولكنه ظل قابعاا بعقله وليس بقلبه الذي فر معهاا
ألهام بهدوء : متيقظةش ، ده أمر طبيعي عشان لسا في الشهور الاولي ، انا بكره أن شاء الله هاخدهاا للطبيبه الي حجزتلهاا عندها عشان المتابعه
ليبتسم لهاا ، ويسمع صوتهاا وهي تعتذر منهم ، واضعه بيدها الصغيره علي بطنها بتعب
_
ألهام بمشاعر طيبة : تعالي يامشاعر طيبةبتي أستريحي ، انا هخلي سمر تجبلك كوبايه اللبن حالا ، عشان تعوضي الاكل ، وبكره ان شاء الله هنروح للدكتوره سواا
لتتأملهاا مريم بتعب ، وهي تهز برأسها ، وبعد لحظات من صمته قال : أنا داخل المكتب
لتلتف اليه ألهام : ماشي يامشاعر طيبةيبي
ثم تعاود النظر الي مريم وتقول : تعالي نقعد في الصالون ، لغايت لما سمر تجبلك اللبن ، وندردش سواا
مريم بود : هو أنا ممكن أدخل المكتب ، يعني لو مش هيضايقك
لتضحك الهام : يامشاعر طيبةبتي ، ده بيتك انتي قبل ما يكون بيتي ، اوعي تستأذني تاني مره ، روحي لجوزك ، ربنا يصلحلكم الحال
لتنظر لهاا مريم مبتسمه ، وهي شارده في استجابةه عنأثر طفيفا تخبرهه بأنها تريد أن تبحث عن وظيفه
………………………………………….. ………..
وفي وسط حديثهم ، أمسكت أحد ايديه ووضعتهاا علي بطنها التي بدأت في الظهور وبصوت هادئ قالت : ده بدء يتحرك يا أياد شوف
أياد بمشاعر طيبة : أمتا المفعوص ده يجي بقي
_
شاهي بسعاده : عارف ان المفعوص الي بتتكلم عليه ده ، هو سبب سعادتنا ديه
أياد بشرود وهي يتذكر ذلك الرجل الذي رئه يبكي
فلاش باك!!
وكما اعتاد ، عنأثر طفيفا يشعر بالضيق يذهب سريعاا الي ذلك مكان البغيض ليلقي بنفسه بين تلك الكؤس ليشرب منها حتي يصبح عقله لا يشعر بشئ
جلس شارداا ، وبعد اول كأس قد شربه غادر مكان سريعاا وبدء يسير في الشوارع وهو شارد … حتي تعب من السير ليجلس علي احد المقاعد ويضع رأسه بين كفيه وكأنه يريد ان يوقف تلك الافكار التي باتت ترهقه حتي لو قليلا،ليسمع صوت بكاء احدهما ،ليلتف الي ذلك الصوت ، فقد كان رجلاا يبدو من هيئته بأنه من تلك الطبقه التي ينتمي لهاا
اياد بأرتباك : لو محتاج حاجه ممكن اقدر أساعدك
ليتتطلع له الرجل بين أثر طفيفوعه ، ويشيح بوجهه بعيدا عنه
كاد أن يتركه ويذهب ، فمن المأكد أن يكون قد خسر أحد صفقاته ، اوخانه أحد أصدقائه ، او مات أحد عزيز عليه ، فأراد أن يتركه ويرحل ، بعد أن راودته هذه الافكار
ليسمع صوته بين الأثر طفيفوع وهو يقول : ليه هما ، ليه يارتني أنا ، ويصرخ بصوت عالي وهو يقول : لــيـــــــــه
أياد بيقظة : شكلك مرهق قليلاً تعالا اروحك
_
لينفر منه الرجل الذي يبدو أنه في منتصف الثلاثين : أنا بكره الريحه ديه ، انا بكره نفسي عشان السبب ، ابعد عني ، ليعود بنظرهه له ثانية وبين أثر طفيفوعه : كانت كل حياتي شرب وسهر ، وفسح ، وستات ، نسيت نفسي وابني ومراتي في عالم فاني ، متعلمتش من الدرس ولا سمعت نصيحة مراتي قبل ما تموت ، ومن بين أثر طفيفوعه تذكر جملتها الاخيره وهي تقول : اتقي الله في أهل بيتك ، وفي صحتك وفي أبنك عشان ربنا يحفظلك عليهم
ليضحك بأسي : بس تقول لمين ، ديه كانت بتقول لشيطان ..
كان ينظر له بأعين تائهه ، وهو يُجمع كلمات هذا الرجل في عقله ، ليقترب منه الرجل ويمسكه من أحد ذراعيه ليهزهه في تماسك : ألحق نفسك ، قبل مايجي يوم الي تنأثر طفيف فيه ، بس بعد ما تخسر كل حاجه في حياتك
أياد بشرود: انا مش فاهم حاجه
الرجل بحزن وكأنه يريد أن يخرج كل ما بدخله لشخص غريب لن يراهه ثانية : قضيت حياتي كلهاا وأن شايف نفسي ، اني لازم أستمتع بكل حاجه ، بأسمي ومركز أهلي ، عيشت حياتي زي ما بيقوله بالطول والعرض ، ومع ان ابويا كان راجل تقي ، بس أنا طلعت فاسد ، مشاعر طيبة أنه يجوزني يمكن حالي يتعدل ، بس للأسف كان شيطاني خلاص بقي مسيطر علياا ، جوزني أنسانه كانت أطهر واحلي حاجه مرت في حياتي ، كانت كل ما تيجي تنصحني ،كأنها بتشتمني ، كنت اعاندهاا ليتطلع له باكياا ربنا رحمها من عذابي وريحها مني ، وسبتلي أمانه للأسف فضلت تقولي وهي بتموت : حافظ علي أبننا …. وكأنها كانت حاسه ان الامانه هترجعلها تاني بس كانت بتكلم صنم للأسف … ليصرخ باكيا بس أنا محفظتش عليه ، ليتذكر يوم انا عاد من احد سهراته شارباا ، وعنأثر طفيفا سمع صوت بكاء طفله في حجرته ، من ذاك الالم الذي كلما جاء اليه ندهه الي مربيته لتسكته ولم يفكر يوم بأنه مريض يتألم ، فهو لا يفكر سواا بسهراته وحياته فقط……….. لينصأثر طفيف من الخبر الذي وقع عليه من اباهه وهو يقول : ابنك عندهه سرطان في المخ ، ولازم يعمل العمليه في اسرع وقت ولازم يسافر يعملهاا بره البلد
ليعود بذاكرته وهو يتذكر الطبيب وهو يقول له : للاسف العمليه منجحتش ، ليزيح الطبيب كمامته الطبيه ويذهب ليتركه هو بقلب وأعين تائهه قد أفاقت ولكن بعد ….
أفاق من شرودهه ، وهو مازال يتحسس بطن زوجته ، ليبتسم لهاا ويضمهاا الي صدرهه بحنان
شاهي بفرح : قول لأبنك يبطل لعب بقي
اياد بضحك : بطل يامشاعر طيبةيبي تتعب ماما ، لتاكلناا
لتضحك هي ، وتقف امام مرئتهاا وهي تتطلع الي جسدهاا الذي زاد بسبب الحمل : ده انا بقيت شبه الفيل ، يعني شاهي الي كانت ديما محافظه علي رشيقتهاا بقيت كده
_
اياد بضحك وهو يحتضنها من الخلف: كله عشان خاطر المفعوص الصغير ..
لتتطلع هي بسعاده علي منظرها هذا وهو يحتضنهاا ، وكأن جميع الذكريات السيئه قد مسحتها الايام لتمنحها تلك السعاده وذلك الرجل وتلك الانسانه بتلك الوجهه الجميله
………………………………………….. ………..
وبعد صمت طويل ، تتطلعت الي أعينه ، التي كادت ان تفتك بهاا
أدهم بهدوءوهو يعتدل من جلسته : وياتري فكرتي كويس قبل ما تعرضي عليا فكرتك ديه ، ان انا كنت هوافق ، طلبك مرفوض ياهانم ، وأتفضلي علي اوضتك
مريم بحده : يبقي خلاص انا همشي من البيت ده
أدهم بعصبيه : قولتلك قبل كده انا كنت ممكن ارميكي زي ما ابوكي رمي امي ، بس للاسف الطفل الي جواكي هو الي مانعني من كده
مريم : ما انت كده كده كنت هتموته ، ومكنتش عايزه ، اشمعنا دلوقتي بقيت عايزه
ادهم ببرود: معلشي أصل انا شخص عندي انقسام في الشخصيه
مريم بغيظ: انا بكره هخرج ، ادور علي شغل … وكادت ان تنهض ولكن اوقفهاا بيديه التي احاطت ذراعيها ، وبصوت حاد: ومين قالك انك هتخرجي ، او حد هيسمحلك انك تخرجي
_
مريم بألم ، وهي تدفعه بعيدا عنها : سيب أيدي ، حرام عليك ، انت أكيد مش أنسان ولا عندك رحمه ، أنا مش جاريه عندك أشترتها وملكتها انا أنسانه حرام عليك ، ولو فعلا بابا ظلم مامتك ، فأنت بتكرر نفس الي عمله ، متفتكرش اني في يوم هقدر اسامحك لما تكتشف الحقيقه وتعرف ان بابا مظلوم لاني واثقه في الراجل الطيب الي رباني ، وتعب وشقي عشان يربيني ويعلمني
أدهم بسخريه وهو يخرج تلك المذكره وبصوت عالي : تمشاعر طيبةي اقرالك والدك عمل ايه هاا
لتلتقط هي منه تلك المذكره وتجلس تقرء تلك السطور التي توقفت عندهاا ، ومن بين أثر طفيفوعهاا تقول : هو بابا كان متجوز مامتك
أدهم بتنهد: أيوه ، كان جوزهاا الاولاني ، جواز مادامش غير يومين وبعدين رماهاا
مريم : ومرمتنيش ليه ، بعد ما تجوزتني بيومين
أدهم بجمود: للأسف الحقيقه الي متعرفيهاش ، أني مكنتش أعرف اصلا أنك بنته
مريم : طب اتجوزتني ليه ، ليه مادام انت مكنتش تعرف اني بنت الراجل الي كنت ناوي تنتقم مني ، كنت عايز تقضي معايا وقت لطيف ، لتعود بذاكرتها : طيب معاملتك ليه في الاول كنت ليه بترميني زي الحشره ، لغايت لما تفتكر انك رميني في بيتك وتيجي تطمن عليا دقيقه وتمشي ليه ، انا مبقتش فاهمه حاجه
أدهم بتنهد: مش عارف
مريم بسخريه : بقي أدهم باشا مش عارف ، لتتطلع له بسخريه : يارتني كنت موت قبل ما امشاعر طيبةك ، بس للاسف لسا لحد دلوقتي عايشه ومتجوزاك ، لتضع يدهاا علي جنينه ، وتنظر الي عينيه … وبعد لحظات كانت تخرج من غرفه مكتبه وهي تائه وكأن وجودها بقربه لا يزيدها سواا شعورهاا بأنها في عالم اصبحت لا تفهم فيه شئ حتي البشر
………………………………………….. ………….
_
جلست تلعب بأصباعهاا وهي تنظر الي خاتم خُطبتها الذي ترتديه ، تذكرت اللحظات البسيطه التي جمعتهم سويا بعد خُطبتهم التي لم تصدق حتي الان كيف ومتي حدثت ،الي ان رن هاتفهاا ليخرجهاا من شرودها هذا
وكما اعتادت منه منذ خُطبتهم ، ان يسألها عن صحتهاا وصحة والديها ،ليغلق معهاا بعد ان اطمئن عليها
لتغلق هاتفهاا بتنهد ، وتدخل عليها والدتهاا
كريمه : سرحانه في ايه يا هبه
هبه بتنهد : ابدا ياماما ، بس زهقت اووي عايزه ارجع الشغل تاني
كريمه بمشاعر طيبة وهي تربط علي كتف أبنتها : يامشاعر طيبةبتي ، حد يلاقي الراحه وميرتحش ، وكمان ده مش قرارك انتي وخطيبك
هبه بشرود : ايوه
كريمه : طيب خلاص ايه بقي الي مخليكي مضايقه وسرحانه ، هو احمد مكلمكيش ولا ايه
هبه بسخريه : لاء كلمني ، وبيسلم عليكوا
كريمه : يسلم من كل شر ، وافرح بيكم قريب يارب
_
لتبتسم هبه بشرود ، وهي لا تعلم لماذا يعاملهاا وكأنه مغصوب علي خطبتها
………………………………………….. ……….
وبعد ان قصت له كل شئ حدث ، كانت صوت ضحكاته هي فقط من تزداد ، ليتنهد بتعب وهو يقول :بقي أدهم عمل فيكي كده .. ليتحول وجهه الي كتله من المشاعر متباينة وهو يقول : انا ماصدقت خلصت من ابوها زمان ، تيجي هي وتبقي مرات ابني وكمان بيمشاعر طيبةهاا ….
نانسي بضيق : بيمشاعر طيبةهاا بس ، انا تقريبا كنت فاقده الامل ان ادهم ابنك يمشاعر طيبة زينا عادي ، بس دلوقتي هههههه خلاص
عزت بضيق : مجرد وقت واكيد هيمل منهاا ، انا عارف ابني
نانسي بسخريه : مفتكرش ، شكلك بتقنع نفسك يازيزو
عزت بشرود : بس انا هعرف اظرف غير مقصود المشاعر طيبة الي جواه ده ازاي
لتضحك هي بسخريه ،وتعتدل من جلستهاا لتقترب منه : فين بقي الاسهم الي قولتلي هتكتبهم بأسمي
ليتطلع اليهاا قليلا ،وهو يتأمل قربهاا هذا ليجذبهاا اليه ويهم في تقبيلهاا ،لتضحك هي وينهضوا سويا لغرفتهم
………………………………………….. ……..
_
وبعد وقتا طويلاا ،قضته في البحث عن عمل ،جلست علي احد الأرائك وبدأت تشعر بالتعب ،تذكرت منذ اكثر من سنه جلست في نفس مكان ، بعد ان فقدت الامل لتحصل علي وظيفه ، الي ان عملت في ذلك المطعم ، وياليتهاا قد بقيت فيه لم يكن حدث لها ما حدث وتذهب الي تلك الشركه التي القت بمصيرهاا هذا … وما من لحظات قضتهاا بين ذكرياتهاا حتي نهضت بتعب وذهبت لتكمل بحثها عن عمل
اما هو كان ينهر الحارس وسائقه بصوت عالي
لتأتي ألهام من خلفه : يا أدهم طب هما ذنبهم ايه
أدهم بضيق : الهانم خرجت من الصبح ولحد دلوقتي مرجعتش ، والاساتذه كانوا قاعدين محدش ليه فيهم اتصل اول ماشافهاا خارجه

ليأتي الحارس اليه وبصوت هادئ: يافنأثر طفيف ،صدقني انا حاولت كتير امنعهاا بس الهانم مردتش علياا وهددتني بطردي
الهام بهدوء : خلاص يا أدهم هي زمانها جايه متيقظةش
وما من دقائق ، حتي ظهرت امامه بوجه مرهق قليلاً ،ليتطلع اليهاا بضيق ، وهو يحاول ان يهدء من مشاعر متباينةه حتي لا يصبه عليهاا
الهام : كنتي فين يامريم ،يقظةتينا عليكي وتليفونك كمان كان مقفول
مريم بتعب : كنت بدور علي شغل
لم يفكر لحظه بأنها ستنفذ ما قالته له امس ، ليتنهد هو بضيق ويسمشاعر طيبةها من يدهاا الي ان قذفهاا برفق علي احد الارائك
_
وبصوت عالي : بتاستجابةي من أثر طفيفاغك ولا كأنك متجوزه ، انا هعديلك الي عملتيه ده بس صدقيني يامريم لو اتكرر تاني ، همشاعر طيبةسك وانتي عارفاني
مريم ببرود : علي فكره انا اتقبلت في الوظيفه وبكره اول يوم ، اه وعلي فكره هشتغل جرسونه
لتنهض من مكانهاا ، سريعاا قبل ان تري استجابةه ، ولكنه كان الاسرع منها ليمسكها من احد ذراعيهاا بقوه :
بلاش يامريم اوريكي ادهم تاني
لتضحك هي ساخره وتقول : مبقتش فارقه ، يعني ادهم التاني ممكن يموتني
لتأتي اليهم الهام بذعر : خلاص يامريم يامشاعر طيبةبتي ، اطلعي انتي اوضتك دلوقتي عشان ترتاحي
وتتطلع اليه بتحذير ،كي يهدء
كان يتابع خطواتهاا وهي تصعد درجات السلم بشرود ،ليلتف الي ألهام وبصوت مخنوق : شكلي حولت مريم الطفله الصغيره … لقطه بتخرشب
ألهام بضحك : هو انت لسا شوفت حاجه ، ده ابسط شئ تعمله عشان ترد جزء صغير بس من كرامتهاا، انت وجعتهاا اووي ياأدهم … عشان كده اول حد هتعلن عليه العصيان هو انت ولازم تستحمل … القطه ممكن تفضل هاديه طول عمرهاا بس لما حد بيضايقها بتقلب مره واحده ومن غير ما تحس
ادهم بتعب وهو يجلس علي احد الارائك : انتي مش شايفه منظرهاا عامل ازاي ، لاء وكمان الهانم عايزه تشتغل جرسونه …..
_
ألهام بضحك : تصدق مريم ديه بطلع فيك كل حاجه عملتهاا ،هههههه
ادهم بضيق : انا محدش حرق أثر طفيفي وتعب اعصابي غيرهاا ، انا ماصدقت خلصت من هم أياد
ليضحك ساخرا : شكلي هربي من تاني ..
لتضحك ألهام …وهي تقول : لازم تستحملهاا يا ادهم ،الوجع الي وجعتهلها مافيش ست تقدر تستحمله ، لو واحده تاني مكنتش فضلت لحد دلوقتي علي ذمتك ،مريم دلوقتي عايزه تستقل بنفسهاا وتعمل ليها شخصيه الي انت بنفسك هأثر طفيفتهاا ، حسستها ان ضعفها ده عار … فمكنش في ايدهاا غير انهاا تبدء تعصاك .. حتي لوعلي تعبهاا ونفسها .. هتستحمل ومش هتشتكي ابدا عشان متحسسكش بأنها ضعيفه
ادهم بتعب : تفتكري ليه ظهرت في حياتي ، وليه هي الي اتجوزهاا وامشاعر طيبةهاا
ألهام : عشان القدر لازم يصفي لعبة الاستجابة .. الي فضلت طول عمرها محوطاك …
ادهم بشرود :الاستجابة الي تحول لعشق …..
………………………………………….. ……..
لحظات قضاهاا يفكر في حياته ، كان يعلم بأن قلبه الذي تحطم من اخري ، سيظلمها هي معه بذنب لم تقترفه ، فمنذ زمن قد أهدر كل مشاعر المشاعر طيبة والاهتمام، حتي اعطاهه الزمن درسا جعله لا يري المشاعر طيبة او المشاعر سوا ضعفاا وعبئا علي صحابه وليس قوه كما كان يعتقد ، ولكن ما ذنبها هي ، لماذا يعاملها بهذا الجفاف ، تنهد بأسي وهو يضع أحد الأقلام علي الاوراق التي أمامه ، ليشرد بعيدا في حياه سيعيشهاا معها وهو لا يعلم هل سيكون لها زوجا كما تتمني ام سيهأثر طفيف حياته ثانية بسبب ماضي قد انتهي ….. ليضغط علي أزرار هاتفه، كي يُحادثهاا لعله يشعرهاا ببعض حنانه حتي لو لم يكن يمشاعر طيبةهاا ، لتنفر اصابعه بعيدا وهي تذكرهه…
بجد يا أحمد ، انا مبسوطه اووي يامشاعر طيبةيبي ، متعرفش ده احسن عيد ميلاد أحتفلت بيه ، واحسن هديه جتلي… لتنظر الي تلك السلسال وتقترب منه لتحتضنه وتهمس في أذنيه : انا بمشاعر طيبةك اووي
_
ليضمهاا بشده الي صدرهه وبصوت حاني : وانا بعشقك يامشاعر طيبةبتي
لتبتعد هي قليلاا ، وتمسك بيدهه وبصوت هادئ : قبل ما نطفي الشمع ، لازم نتمني امنيه
أحمد بمشاعر طيبة : أمممممممم ، وهتتمني ايه بقي
ندي : هتمني نفضل طوول العمر مع بعض
ليفيق هو من شرودهه ويبتسم بسخريه … علي ماضي كان يظن بأنه سيظل حاضره ومستقبله
الــــفـــصـــل الـــتـــاســـع عـــشــــر
وبعد وقت قضاه وسط سحابة عادة سجائره خرج من مكتبه ليصعد لهاا ، ليراها تجلس علي فراشهاا وبيدها مصحفهاا تقرء فيه بخشوع وكأنها في عالم أخر، أحس ان شفتاهه التي كانت ستنكمش من المشاعر متباينة بدأت تلين لترسم بسمه علي وجهه ، وهو يتذكرها فمنذ لحظات كانت تقف امامه وهي تُعاندهه ، والان قد تحولت الي الملاك الذي يعشقه بهدوئه وابتسامته الحانيه والأثر طفيفوع التي تتلئلئ في أعينهاا سواء أكانت سعيده او تشعر بالحزن ….. ليقترب منها بهدوء وبصوت حاني قد تحول تماماا : ممكن نتكلم يامريم
لتغلق مصحفها برفق ، بعد أن صدقت .. وتتطلع اليه بهدوء وبصوت جاف : افنأثر طفيف
ليتطلع هو الي معالم وجهها التي تحولت بعد ان رئته ليتنهد بأسي ، وينهض من جوارهاا ليقف أمام الشرفه ليتأمل هذا الظلام وكأنه يتأمل قلبه التائه تماما … وبصوت هادئ : أنا مواقف انك تشتغلي
لتبتسم هي بنصر .. وبعد لحظات : بس في شركتي
_
لتتطلع اليه بمشاعر متباينة … فهي لا تريد أن تبقي دائما تحت سلطته وكأنهاا أله قد أشتراهاا يحركها كما يشاء في الوقت الذي يريدهه .. وبصوت صارم : لاء ، معاك انت لاء
أدهم بجديه : ده قراري يامريم ، واظن أن انا نفذتلك رغبتك ، وليكي مطلق الحريه ، وعلي فكره انا من السهل اوي زي ما قولتلك امشاعر طيبةسك هناا واكثف الحراسه عليكي
لتبتسم هي بسخريه : وياتري سجنك ده امتا هتخرجني منه ، أظن ان المسجون بيكون عارف المُده الي هيقضيها في سجنه
ادهم ببرود : متهيألي قولتهالك قبل كده ، لما تولدي هاخد ابني وانتي ليكي الحريه عايزه تعيشي معانا معنديش مشاكل … مش عايزه ابني وانا هربيه
لتصرخ هي فيه : ده ابني انا ، وانا الي هربيه ومش هتخلي عنه سامع
ليبتسم هو وبصوت هادئ : من بكره ممكن تبدئي الشغل … وقبل أن يغادر : تصبحي علي خير
لتتطلع هي اليه ، وكادت ان تصرخ فيه ولكن … انكمشت بجسدهاا وهي واضعه يدهاا علي جنينه لتتحسسه بأثر طفيفوعهاا
………………………………………….. ……………..
وقفت تتأمله ، وهو جالس بين أحد الفتايات ، كانت نظراتهاا تكاد أن تخترقه هو ومن معه ، وبخطوات بطيئه بدأت تقترب منهم حتي أصبحتهم في وجهتهم ، لتبتسم لهم بسخريه ، وبصوت ساخر: وياتري دفعتلها كام من فلوسي يا شادي
لينهض هو ويقترب من أذنيهاا : بلاش الكلام ده هنا يانانسي
_
لتتابعهم الفتاه بنظراتهاا ، وتنهض لكي تغادر مكان دون أن تتحدث..
نانسي بضحك : وياتري كنت مفهمها أيه ، انك غني ومعاك فلوس، لاء أصحي ديه فلوسي فاهم
ليضحك هو ساخرا: مابلاش يانانسي ، تبدئي شغل الاسطوانه ديه معايا ، سامعه بدل ما انتي عارفه ممكن أقلب الطرابيزه عليكي ، خلينا مشاعر طيبةايب احسن
بدأت ثورتها تهدء قليلا ، فهي تعلم بأن شادي عنأثر طفيفا سيثور عليهاا، سيتذكر لهاا كل شئ فعلته
لتقترب منه بدلال : طب تعالا نروح شقتنا ، عشان أنت وحشتني مووت
ليضحك هو ساخراا ، وبصوت هامس : اسبقيني أنتي ياحياتي ، عشان محدش يشك
لتبتسم هي وترحل … الي مكانهم الذي خصص للقائتهم
ليتنهد هو .. وبصوت هامس : أكيد ليكي يوم يانانسي
………………………………………….. …..
وقفت تتابع مكان حولهاا بنظرات متفحصه ، ليأتي السائق خلفهاا وهو يقول : انا هفضل مستني حضرتك لغايت ميعاد الانصراف ،ولو احتاجتيني في اي وقت ده الرقم بتاعي
_
لتتطلع هي اليه وبصوت هادئ: متشكره ياعم حسن ، بس انا هروح لوحدي في تاكسي قول لأدهم باشاا كده …
لتتركه وتنصرف من امامه ، لتدخل الي مقر أحد شريكاتهم ،وهي تحمد الله بأنه لن يكون قريب منهاا وستبتعد عن مكان الذي امشاعر طيبةته فيه….
لتقف امام احد الموظفين وتسأله عن قسم الحسابات ، وبعد ان اخبرتهم عن اسمهاا ، بدئوا يهتمون بهاا وكأنهم كانوا ينتظرونهاا …. لتأخذها احد الموظفات الي مكان عملها .. ثم تردف بهاا الي غرفه منفصله يبدو انهاا قد عدت لهاا خصيصا … لتتطلع الي الموظفه بضيق وتقول : اظن ان مافيش موظف جديد اول ما بيتعين بيقعد علي مكتب ولا ايه
نظرت لها الموظفه وهي تقول : بس ديه اوامر أدهم بيه يافنأثر طفيف … لتقترب منها وبصوت هامس : هو حضرتك تقربيله
ليأتي شخصا خلف الموظفه وهو يقول : اهلا استاذه مريم
لتلتف هي بعد سماع صوته وبصوت هادئ : ازيك يا بشمهندس
أحمد بأبتسامه : المكتب مش عجبك ولا ايه
لتتطلع الي الموظفه بجانبهاا وتقول : بس انا مش عايزه اشتغل هنا ، انا عايزه اكون بين الموظفين واظن يا بشمهندس ان انا لسا موظفه جديده ..
ليبتسم هو بدوره : بس مش جديده اوي يامريم ، انتي ناسيه انك كنتي بتشتغلي في الشركه الاساسيه ، وانتي تستهلي مكان ده
لتبتسم هي ساخره ، بعد ان رحلت الموظفه عنأثر طفيفا علمت بأن وجودها ليس له داعي .. وتقول : حتي المُده الي اشتغلت فيها هناك مش كافيه اني اكون برضوه هنا ، لو سمحت يابشمهندس انا عايزه اكون زي اي موظفه
_

احمد بتنهد : بس انتي عارفه ديه اوامر أدهم
مريم بضيق : خلاص انا مستقيله قبل ما ابدء
احمد بهدوء : خلاص يا مدام مريم ، اتفضلي معاياا
وبعد ان نفذ لهاا ما أرادت ،امسك بهاتفه لكي يبلغه بذلك القرار، ليقذف بهاتفه وهو يقول : تعبتيني معاكي يامريم …
ويأخذ مفاتيح سيارته ، ليذهب الي مقر الشركه التي أصبحت تعمل بها ..
………………………………………….. ………..
وبعد نظرات طويله دامت بينهم ، اقترب منه وهو يقول : مش معقول عزت باشا هنا ..
ليتطلع له عزت بسخريه : ايه لحقت تنساني يامنصور
منصور : وحد يقدر ينساك برضوه ياعزت باشا ، ليتطلع له منصور بشك : خير ياباشا !
عزت بمشاعر متباينة : ماستجابةتش لحد دلوقتي ليه
_
منصور بأرتباك : أصل أبن والدي كان بيعمل عمليه ، ومكنتش فاضي انزل القاهره
عزت :ماشي يامنصوراما أشوف أخرتهاا معاك أيه انت وبنت أخوك
ليضحك منصور : ماهي بنت أخوك برضوه ياباشا ولا أنت نسيت ، شوكت باشا كان متجوز مين
عزت ببرود : لاء منستش يامنصور ، بس الماضي أنتهي خلاص ، ومتنساش أن عبدالله كان عايش في خير ابويا
ليتطلع له منصور بتهكم : ماشي يابن الباشا …
ليقترب عزت منه وبصوت هامس : أنا ممكن أقدر مخلكش في البلد ديه ولا ثانية ، وأطردك منها فاكر زي زمان
لينظر له منصور بشرود وهو يتذكر …
أحنا هنسيب البلد ليه يامنصور، ونروح لبلد منعرفهاش
منصور : خلصي ياصفيه صحي العيال ويلاا
صفيه بيقظة : طب وبيتنا وشغلنا ، والارض بتاعتنا
_
منصور بضيق : انا قولت ايه ياصفيه خلصي لازم نمشي من هنا قبل الفجر
ليطرق الباب عدت طرقات ، وبعد أن نظر لزوجته نظرة قد فهمت معناها ، أغلق الباب خلفه .. ليقف أمامه
أنت كده شاطر يامنصور وبتسمع الكلام ، وانا الي بيسمع كلامي بعوضه ، ومتزعلش اوي كده الصعيد مش بعيده اوي عن كفر الشيخ …
منصور : ياعزت باشا ، احنا هنضرك في ايه .. عبدالله خلاص ساب البلد ومشي وانا معرفش اراضيه فين ، ويمكن مشوفهوش تاني
عزت بمشاعر متباينة : عايز الصبح يصبح ، ومشوفش اثرك هنا ، وانسي البلد ديه خالص انت فاهم يامنصور …
ليتطلع له منصور بنظرة ضعف .. ويتجه ناحية باب دارهه وهو يتمتم : لله الامر من قبل ومن بعد
عزت : ومتخافش ، البلد الي هتروحها هتلاقي فيهاا ارض ليك وبيت .. عشان متفتكرش اني بظلمك … ليتنهد قليلاا : وياريت تختفي خالص انت واخوك سامع يامنصور
عزت بتهكم وهو يتأمل الارض ومكان : رجعتلك الارض تاني يامنصور ورجعت كفر الشيخ كمان
منصور بشرود: ارضنا ياباشا وبلدنا الي طردتينا منهاا زمان …فاكر، بس سبحان الله ابنك بنفسه الي رجعلنا ده .. ليعوض بذاكرته لذلك اليوم وهو يتذكر
يابكر يلا ياولدي انت واخوك خلصوا سقيان الارض عشان الشمس قربت تغرب، ليلتف الي ذلك الصوت وهو يقول
_
الحاج منصور!
منصور بأرتباك : خير يابيه ، في حاجه
أدهم مافيش حاجه متيقظةش ، بس كنت عايزك في موضوع كده بخصوص الانسه مريم بنت اخوك
منصور: مريم مين .. ليتذكر قليلاا : اه بنت اخوي عبدالله الي في القاهره
ادهم بهمس : هو حتي ناسي ان ليه بنت اخ .. ما علينا
ممكن بس نقعد في مكان كده عشان نتكلم ياحج
منصور : اتفضل علي الدار بتاعتنا هي مش بعيد يابيه
ليتطلع له متفحصا : بس انت شكلك مش من هنا يابيه
انت بتشتغل ايه صحيح، ليقترب منه احد ابنائه مين ده يا بوي
منصور : مش عارف ياولدي ، اتفضل يابيه نورت معلش الدار مش قد كده
_
أدهم بهدوء وهو يجلس علي احد الارائك الباليه : انا زي ماقولتلك ياحج انا جاي بخصوص بنت اخوك مريم ، انا طالب ايديها منك وياريت يكون في اسرع وقت
منصور بفرحه : هو انا اقدر اقول حاجه يابيه ، بس يابيه ليكون انت متلخبط بين مريم بنت اخوي او واحده تانيه
ادهم : لاء متيقظةش ياحج ، انا طالب ايد مريم عبدالله حسن
وحضرتك منصور حسن
ليقف عقله قليلاا عند هذا الاسم ، ولكن سريعاا ما ينسي مايدور في عقله لينفض تلك الافكار من رأسه
منصور بسعاده : متشرفتش بمعرفتك ياولدي
ادهم : انا أدهم عزت شوكت
لينتفض منصور من مجلسه .. وهو يقول : مين
ادهم بشك : مالك ياحج
منصور بهدوء : مافيش يابني ، بس اسمك كده فيه هيبه
_
ادهم : هو انت من الصعيد
منصور بيقظة : ايوه ياولدي ، ده اصلناا ، ليقف من مجلسه تمشاعر طيبة تشرب ايه
ادهم : ولا حاجه ياحج منصور، معلش بس احنا لازم نتفق علي كل حاجه وتنزل معايا مصر عشان اجرائات الجواز وانا تحت امرك
ليعتدل منصور في جلسته وبصوت هامس : يااا ياولد عزت ، ياا علي الزمن .. ليتطلع اليه وهو يقول : انت طبعا هتاخد بنت اخوي الي زي بناتي ، وطبعا لازم اضمن حقهاا وبما اني عمهااا وولي امرهاا نبقي نتفق وانت طبعاا باين عليكي متفرقش معاك الفلوس واصل
أدهم بسخريه : اتفضل ياحج قول الي انت عايزه
ليفيق من شرودهه علي صوت عزت وهو يقول :ادي عقد مزرعة كفر الشيخ بكره عايزك تروح بيت مريم وتحط العقد فيه
ليتطلع اليه منصور وبنبره طامعه : والمقابل ياعزت باشا ، أظن أنا واقف معاك قصاد بنت أخوي اليتيمه ، الي المفروض انت كمان تحميها وتفرح بجوازتها من والدك
عزت بسخريه : بلاش يامنصور ، تقف قصادي وتكلمني بلي يصح وميصحش ، وأظن انك يوم ماجتلي عشان تبلغني خبر جواز بنت أخوك وابني ، انا رجعتلك الارض وبيتك مع انك جيت بعد ماخلاص بنت عبدالله بقيت مرات أبني
منصور : فرصه وجتلي لحد عندي أسيبها ، وسبحان الله أبنك لأخر لحظه مكنش عارف ، وكأن ربنا وقف عقله عن كل الكلام الغلط الي أتهمت بيه اخوي ، عشان الخير الي حرمت عبدالله يعيش فيه ، بنته جت وعاشت فيه لاء وكمان تتجوز أدهم أبنك الي كل حاجه تحت أيدهه حتي انت
عزت بحده : حق ايه الي اخوك ليه عندي ، أنت ناسي ان كل الاملاك ديه بتاعتي انا وبس
_
منصور بتهكم : بس شوكت باشا ، كان مخليه وريث زيك ، في حق امه ولا انت ناسي سميه هانم مرات ابوي وابوك الله يرحمهم
عزت بحده : منصور ، كل الدفاتر القديمه اتمسحت وعبدالله مات ، ودلوقتي بنت أخوك لازم تبعد عن ابني فاهم
ومش هعيدها تاني ، اوعي تفكر في يوم تقف قدامي
منصور بضحك : متخافش ياعزت باشا ، انا المهم عندي مصلحتي … وزي ما أتفقنا تسفر والدي يشتغل في شركه من شركاتك بره
عزت :تعجبني يامنصور…
ليتبادلوا النظرات بينهم ، وكل منهم يبحث بعقله عن حياه يعيشهاا بقلب تائه … قد أصابه الفتور
………………………………………….. ……
وبعد أن أردف الي مكتبه تتابعته سكرتيرته الخاصه بأعينها ، لتنهض خلفه وهي تقول : ديه الملفات الي حضرتك طلبتها من يومين يافنأثر طفيف
ادهم بأسترخاء: سيبيهم دلوقتي ياساره ، وأطلبيلي الاستاذه مريم من قسم الحسابات
ساره : حاضر يافنأثر طفيف
_
وبعد أن تأملتها قليلاا ، وقفت أمامها وهي تقول : حضرتك أستاذه مريم
مريم : ايوه
ساره : مستر أدهم طالبك في مكتبه ، لتقترب من أحد أذنيها وتقول : أنتي لحقيتي بدأتي شغل عشان رئيس مجلس الأداره يستدعيكي بنفسه
وبعد دقائق كانت تقف أمامه بعد أن غادرت السكرتيره ، ليهم هو بالوقوف ويقفل الباب
لتتنهد هي بضيق وتتطلع اليه وبصوت هادئ : خير
أدهم : ممكن أعرف ايه الي عاملتيه ده
مريم : عاملت أيه
أدهم بحده : مريم بلاش تستفزيني ، وترجعي حالا علي مكتبك ، أنا وافقت أخليكي تشتغلي ، بس بشروطي انا ،في انك تسمعي كلامي
مريم ببرود : ومين قالك يا أدهم باشا اني وافقت علي شروطك ، شروطك ديه كُنت ممكن تحطها زمان وانا اقولك حاضر ونعم ، بس دلوقتي لاء ، عارف ليه عشان مريم بتاعت زمان خلاص مبقتش موجوده
ليقف امامهاا بمشاعر طيبة ويقربهاا منه وهو يقول : وحشتني اووي علي فكره
_
لتتأمل ملامحه قليلا وبصوت جامد قبل ان يضعف له قلبها : عن أذنك يا أدهم باشا ، عشان عندي شغل
لتذهب وتتركه وهو يفرك في يدهه بضيق ، حتي ضم يديه بمشاعر متباينة وبقبضه يدهه كان يظرف علي مكتبه بحده ، لعله يفرغ تلك المشاعر متباينة الذي تجمع في عروقه … ليتنهد قليلاا وهو يقول غبي يا أدهم غبي
………………………………………….. ……………..

وبعض وقتا طويلا قضوهه سويا ، وقفت أمام المرئه لتهنأثر طفيف من ملابسهاا ، ليأتي اليها من الخلف وبصوت هادئ: هشوفك أمتا تاني يامشاعر طيبةبتي
ألتفت اليه لكي تكون امام أعينه وبصوت هامس : لما عزت يسافر تاني اكيد
لينظر في عيناها قليلا ويقترب منهاا ليقبلهاا بنهما شديد ، حتي تبتعد هي عنه وتقول : انا لازم أمشي يا شادي
لترحل ، وتتركه شارداا في أيام فقط كان كل ما يهمه هو كيف ان يسعدها ، حتي لو أضطر ان يعمل ليلاا ونهارا ، ليبتسم بسخريه ويمسك بهاتفه وبصوت هادئ : وحشتيني علي فكره
………………………………………….. ………….
وقفت للحظات تتطلع الي تلك اليافته امام أحد العيادات الكبري وهي تنظر للأسم بتمعن ، ولكن عقلهاا أبي ان يوهم نفسه بأنه هو
أردفت الي داخل العياده وهي تمسك بيد طفلها ذات السبع اعوام ، وبصوت هادئ : أنا أتصلت أمبارح عشان أحجز كشف
_
الممرضه : أسم الطفل ايه يا مدام
صافي : مازن أحمد
الممرضه وهي تتطلع الي حسوبهاا : ثواني كده ، فاضل علي دورك أسمين ، اتفضلي اقعدي لحد ما دور حضرتك يجي
لتمسك بيد طفلهاا وتجلس علي أحد المقاعد ، لتنتظر دورهاا .. ليأتي في ذهنها أسم الطبيب ولكن سريعا ما أمسكت أحد المجلات وظلت تتطلع بهاا الي ان جاء دورهاا
لتقف في حجرة الكشف ، وتتطلع بأعينها باحثه عن الطبيب
ليأتي هو من خلفها وبصوت هادئ: اتفضلي يامدام
وكأن الزمن أراد ان يجمعهم ثانيه بعد ان فرقهما..
ليوقف صوته الزمن في أذناهاا ، لتغمض عيناهاا قليلاا ، وهي تتذكر هذا الصوت ، لتلتف خلفهاا ، لعلها تكون مخطئه
وبصوت واحد : مازن !… صافي!
ليتطلع اليهاا ابنهاا : نعم ياماما
_
ليبتسم الطبيب وهو يقول : أسمه مازن ..
صافي : ايوه
ليتأملها للحظات وكأنه يريد أن يشبع عينيه برؤيتها حتي لو قليلاا وبعد أن أشاح بوجهه عنها : أتفضلي يامدام صافي قوليلي أيه الي بيشتكي منه
لتتأمل صوته الجامد وتجلس أمامه علي أحد الارائك وهي شارده في أيام قد فات عليها عشر سنوات ، لتعيد ذكراها دقائق معدوده ، وياليتهاا قد ظلت الأيام دون رحيل أصحابهاا
لتلتقي أعينهم …. بين حنين وشوق وربما عتاب
الـــفـــصـــل الــــعـــشـــرون
أغلقت عينيها لوهلة وهي تضم ابنها بشده وكأنها تريد أن تحكي له كل ماحدث معهاا وتشاركه ألماً قد داوي نفسه بأثر طفيفوع قد جفت ، و تخبرهه بأن هذا الرجل من تمنته ان يكون أباهه ، لتتوقف لحظات بالزمن قد عاد بحنينه وتفر أثر طفيفعه من عينيهاا وهي تتذكر!
جوازك من بنتي مرفوض يا أستاذ واتفضل أطلع بره ، بنتي مخطوبه وبكره كتب كتبهاا..
لينظر هو الي وجهها وكأنه يقول لهاا ماذا أفعل ، لن أسمح بأن الفراق يحكم علينا … لتتأمله باعين دامعه وهي تطيل النظر الي أباهاا ومشاعر طيبةيبهاا …. لتفتح عينيهاا بعد أن بللتها الأثر طفيفوع .. وتتأمل ملامح طفلهاا .. وبصوت هامس (ياااا بعد السنين ديه كلهاا يامازن ، القدر جمعنا تاني ) …
………………………………………….. …………
_
وكأن عقله .. اراد أن يسرح قليلاا في عالم تائه يبحث فيه عن نفسه ، يبحث عن شخص لا يعلم أين هو، وكأنه ضائع في عالم ليس له نهايه ، ليسترخي بظهرهه قليلاا وهو يشعر بالأختناق .. ليس من أحد بل من نفسه التي دائما تبحث عن المتاعب وتفر إليها وكأنها تريد أن تنهكه طيلة العمر .. ليصبح تائه بقلبه وعقله ، لتدخل عليه سكرتيرته وتبلغه بأن الأجتماع سيبدء بعض دقائق ، لينهض من علي كرسيه
ويسير بخطوات بطيئه ، ليلقي نظرة علي الحضور واولهم أباهه ، وزوجته تلك التي أصبحت شوكه في ظهرهه
ليجلس علي كرسيه ، وهو يتأمل الاوارق التي بيدهه ، ويبدء أجتماعهم … وبعد ساعه قد أستغرقها أجتماعهم أنتهي وبدئوا بالأنصراف جميعا ويظل هو قابعا في مكانه بصمت …. ليقترب منه أباهه وهو يقول :
ممكن افهم يا أستاذ انت، لسا البنت ديه ليه علي ذمتك ، مطلقتهاش ليه
لينظر اليه ببرود وهو يقول : اولا ده قراري أنا ، ومراتي عمري ماهطلقهاا وأحرم نفسي منها ومن أبني الي في بطنها
ليتطلع اليه عزت بصأثر طفيفه : ايه ، بنت عبدالله حامل ، وهيبقالي حفيد منهاا …ليهدء قليلاا ليعيد توازن عقله ليقول : يبقي خلاص بعد ما تولد أرميها من الشارع الي أنت جبتها منه ، وناخد أبننا
لينظر له بشمئزاز وهو يقول : علي فكره ياعزت باشا ، انا مراتي مجبتهاش من الشارع .. ويقترب منه قليلا وبصوت هادئ : عن أذنك عشان عندي شغل .. ثم يعاود القرب منه ثانية ليقول : علي فكره أنا عديت موضوع الخبر الي انت والهانم مراتك .. كنتوا ناوين تنزلوه .. بس ياريت حياتي محدش يدخل فيهاا ….
ليتركه ويذهب .. تحت نظراته التي تكاد أن تحرق كل شئ أمامهاا … ليقول بمشاعر متباينة : مكنتش عامل حساب لليوم ده
………………………………………….. ………….
وقف ليضمها اليه بشده ، وبعد لحظات كان يخرجها من بين أحضانه ليعاود النظر اليهاا ثانيه وهو يتأملها بأعين لم تستطع تفسيرها ولكن كل ما أدركته بأنها بين يديه ودفئ مشاعر طيبةه يحاوطهاا
_
لينظر لهاا مبتسما وهو يدخل بعض خصلات شعرهاا ، داخل حجابهاا وبصوت هامس : اول مره أعرف أن عينيكي حلوه ياشاهي
لتبتسم له بمشاعر طيبة وهي تتامله لتقول : تصدق أول مره تقولهالي ، لتضحك بسعاده وتقول : انا قولت ان كل الناس بتجاملني لما بتقولي عينيكي حلوه
ليقربهاا اليه ليقول : بس النهارده ، انا شايف كل حاجه فيكي حلوه ، شايفك جميله اووي وكأني أول مره أشوفك ..
لتبتسم له بسعاده : بجد يا أياد ، شكلي حلو في الحجاب
ليمسك يدهاا ويقربهاا من احد المرئات وهو يحتضنهاا : لو أنا بكدب المرايه هتكدب
شاهي بفرحه : انا بجد بقيت جميله اووي … لتلتف اليه وتقول : عارف يا أياد أنا فرحانه اووي دلوقتي .. لتتطلع الي ملابسهاا وتنظر اليه ثانيه وتقول : حاسه اني مرتاحه اووي ، ومحفوظه زي الجوهره الغاليه بالظبط
ليقربهاا منه … ليقبل جبينهاا ..ويضع يدهه علي بطنهاا ليتحسس طفلهم ،وبصوت حاني : ربنا يخليكم ليا
………………………………………….. ……
كانت تتأمل ملامحهاا، وهي تحدثها عن حياتهاا .. لتتنهد بأسي وهي تقول : وأطلقت منه ياستي ، عشان مقدرتش استحمل خيانته لياا كل يوم ..
لتنظر اليهاا بأشفاق : كنتي بتمشاعر طيبةيه
_
ألهام بشرود: أمممممم ، تصدقي لو قولتلك اني مش عارفه اصلا اذا كنت في يوم مشاعر طيبةيت .. بس عارفه يامريم أحلي حاجه حصلتلي في جوازي من عزت : هو أدهم ، كأنه ابني الي أنا مخلفتهوش .. وأياد برضوه بس أدهم فعلاا أبني وكل حاجه في حياتي .. عارفه انا لو كنت خلفت مكنتش مشاعر طيبةيت ابني زي ما بمشاعر طيبةه
لتتطلع اليهاا بأستغراب .. لتتأمل هي معالم وجهها وبصوت هادئ: عارفه بعد أنفصالي بوالدهه ، كان ديما يجي يسأل عني ، مفتكرش أنه في يوم نساني .. كانت والدتي الله يرحمهاا تقولي : ربنا ديما بيعوضنا ، وكان أدهم هو الحاجه الي ربنا عوضني بيهاا …
مريم : ياااااا لدرجادي بتمشاعر طيبةي أدهم
ألهام بمشاعر طيبة : بكره لما تشوفي أبنك بين ايديكي هتعرفي احساسي ، صحيح أنا مخلفتش .. بس ربيت وحسيت بالاحساس ده
مريم بمشاعر طيبة : انتي طيبه اووي ياطنط ألهام
ألهام بعتاب : مش انا قولتلك أعتبريني زي مامتك الله يرحمها ، ان عارفه اني أكيد مش هكون زيها .. بس علي الأقل اعتبريني
مريم : حاضر ياماما ألهام
لتقترب منها الهام بمشاعر طيبة وتحتضنهاا… وكأنهاا أمهاا حقاا لتبعث بداخلهاا شعور الدفئ الذي أصبحت تحتاج اليه كثيرا
………………………………………….. ……..
جلست أمامه وهي تهرب بأعينها بعيدا عنه، كانت معظم نظراته موصبه نحوهاا وهو يتأملهاا ، ليتذكر أول يوم قد رئهاا فيه ، كانت فتاه بسيطه للغايه ، بساطتهاا وهدوئهاا اول مالفت نظرهه اليها ، ليتفاجئ بعد فتره بأنها قد تحولت مثلهم تماماً ، تبحث عن أحدث صيحات الموضه حتي لو أنفقت معظم راتبهاا ، ولكن اليوم قد رئهاا مثلما رئهاا اول يوم ، بطبيعتهاا وخجلهاا … وكأن عيناهه كانت تبحث عن الانسانه التي رئتهاا اول مره ، ليتنهد بأسي وهو يقول :ممكن أعرف انتي ليه رافضه أننا نكتب كتب الكتاب ، ونتجوز بعد شهر
_
لتتطلع الي أعينه بأعين هاربه وهي تقول : مافيش سبب محدد ، بس ديه رغبتي
احمد : أنتي خايفه مني ياهبه !
هبه : لاء !
أحمد بضيق : طيب ليه ، ممكن أفهم ، ومتقوليش ان مفيش سبب
هبه بأثر طفيفوع : مش عايزه بعد ما تتجوزني تحس انك نأثر طفيفان بأرتباطك بيا .. انا عارفه انك مبتمشاعر طيبةنيش ، ولا عارفه ليه أنا الي قررت ترتبط بيها ، بس كل الي أنا حساهه انه هيجي يوم وهتزهق مني عشان ببساطه انت مش عايزني في حياتك
أحمد بهدوء : وانا ايه الي يجبرني اني ارتبط بيكي
هبه بأثر طفيفوع : مش عارفه !
أحمد : بصي ياهبه أنا مش هقول أني بمشاعر طيبةك ، بس في نفس الوقت مقدرش اقول اني مش معجب بيكي .. ليتطلع لهاا مبتسما وبصوت حاني : علي فكره انتي النهارده جميله
ليظل يتأمل وجهها الذي أشاحته بعيدا عنه .. وبصوت ضاحك : عارفه ليه
لتتامله بأعين متسائله وكأنها تريد منه ، ان يخبرها سبب مديحه لها
_
أحمد بحنان : عشان من بدري اووي مشوفتش هبه ، الي لبساها بسيط وفي نفس الوقت هادي وشيك ، هبه الي حجبهاا البسيط بيخليهاا أحلي ، هبه الي وشهاا مفيهوش غير برئتهاا .. مش مساحيق التجميل الي مبتظهرش جمالهاا ، بالعكس بتخفيه
لتتطلع اليه بأندهاش ، ليتأملها قليلا بتتنهد: عارفه أجمل حاجه في الطفل ايه ياهبه .. العفويه .. ديما بنكون حلوين واحنا أطفال ، وضحكتنا ديماا علي وشوشنا ، ولما بنكبر بنفقد كل ده لاننا فقدنا عفويتنا الي كانت فينا واحنا أطفال ، وبقينا نتصنع كل حاجه ، بعيد عن شخصيتنا وكأننا كرهنا برئتنا ونقائنا لما كنا أطفال ، ونبدء نعاني من كل حاجه ونفضل ندور علي نفسنا القديمه الي كانت بتفرح بأبسط الاشياء وأقلها ، بس دلوقتي للأسف خلاص …بس عمرنا مادورنا جوانا علي عفويتنا الي اول ما عنينا فتحت وبقيت تشوف الدنيا ، اتحولنا تماماً وبقينا مع عالم كله بيجامل ويغير في نفسه لأما عشان يرضي حد او عشان يرضي نفسه عشان متحسش بأنها أقل من حد.. بس انا عايز هبه القديمه ترجع تاني ، ممكن
كانت تستمع لكل كلامه ، وكأنهاا كانت تبحث حولها عن شخص يعيد لها نفسها من جديد ، لم تدرك يوما أن من أمشاعر طيبةته وفعلت ذلك من أجله لتكون أمام أعينه جميله ، هو اول من أرادها أن تبقي كما كانت ، لتبتسم له بحزن وكأنها تعاتب نفسهاا علي يوم قد جعلت شيطانهاا يخدعهااا بدور كانت تكرهه وتنقم عليه …لتبتعد بوجهها قليلا عنه لتهرب من نظرات أعينه
وبعد صمتاً طويلاا .. قال : لسا مصممه أننا نأجل الفرح
أخفضت برأسهاا خجلاا .. ليبتسم هو بعد ان علم ردهاا
………………………………………….. ………
وبعد أن أنهكه الأشتياق اليهاا ، لم يشعر بأقدامه سوا وهو أمام غرفتهاا .. حتي أنه نسي أن يطرق عليها باب غرفتهاا ، فأشتياقه اليها أصبح لايتحمله ، فقد منع نفسه من رؤيتها يومين لعله يرتاح قليلا ، ولكن لم يكن بُعدهه عنها سوا عذاب له ،ليقف سارحا أمامها وهو يتذكرها وهي واضعه بيدهاا بحنان علي جنينها لتتحسسه بأبتسامه حانيه ، مشهد رئته عيناهه لثواني معدوده لتشيح هي يدهاا سريعاا وتنظر له بأرتباك ، عما رئه ، ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : هو أنا ممكن ألمسه .. لتبتعد بوجههاا عنه ويكاد أن ينهض ويتركهاا بعد أن علم من نظرة أعينها أنها لاتريد ذلك
لتهمس بصوت هادئ : مش عايزه تلمسه ، ولا غيرت رئيك
ليقترب منها مبتسماا ، ويضع يدهه بمشاعر طيبة ، لينظر لهاا بشوق ، وبعد ثواني كان ينحي برأسه ليضع بأذنه علي بطنهاا التي لم تبدء حتي في الظهور ، وكأنه يريد أن يشعر بوجود طفله حوله ، لتتطلع اليه بأعين معاتبه وكأنهاا تريد أن تصرخ وتقول : لماذا فعلت بنا هذا ، فأنا أريدك بجانبي ولكن أنت من هأثر طفيفت كل شئ
لينفر عقلهاا منه ، وتبتعد عنه بقلب دامع …
_
أدهم بأسي : ألهام قالتلي أن الدكتوره بتقول ، انك لازم ترتحي أكتر من كده ، وقبل أن يتحدث في أمر عملهاا
مريم : لو مش عايزني اشتغل عندك ، هدور علي شغل تاني
ادهم بحده : مريم اسمعي الكلام بقي ، انتي متعرفيش أنا كل يوم بيقظة عليكم قد ايه ، حتي السواق اصريتي انه ميودكيش ولا يجيبك .. أضطريت أمشي وراكي السواق يبلغني بكل تحركاتك وكل ده بسبب عِندك
مريم بهدوء: انا كده مرتاحه ، ومبسوطه وياريت متتعبش نفسك ولا تفكيرك تشغيله بيا .. لتتطلع له بجمود وهي تقول : ابقي أشغله بأزاي تقدر تنتقم مني
وللحظات وقف يتتطلع اليهاا بمشاعر متباينة يكاد ان يحرقه قبل أن يفتك بهاا ، ليخرج سريعاا من غرفتهاا .. ويتركها بين أثر طفيفوعهاا التي تحجرت في أعينهاا وكأنها أمتنعت عن الهبوط ثانية من أجله
………………………………………….. ………..
وبعد أن علم بأن رباط أبنه بها أصبح الان اقوي من كل شئ ، فهي الان تحمل في أحشائهاا طفلا منه ، طفلا سيصبح حفيدهه بعد شهور قليلا … ليحمل أسمه واسم أبنه ، ليقذف بكأسه الذي ينهال منه شربا بمشاعر متباينة وبصوت عالي : أنا فعلا غبي عشان متوقعتش في يوم أن ده ممكن يحصل ، ليتذكر كلمه اخاهه وهو يقول له قبل وفاته بأشهر عنأثر طفيفا ألتقي به بعد سنين طويله ، ليطلب منه مساعدته كي يسد دينه من ورثه الذي سلبه منه .. ( ربنا يمهل ولا يُهمل ياابن امي ) ، ليضحك ضحكته المستفزه وهو يقول : ورث ايه الي جاي بعد 20 سنه تتكلم عنه ، الورث ده بتاع ابويا أنا بس فاهم يا أبن حسن مالكش حق في اي حاجه .. ليتطلع اليه بأحتكار وبصوت عالي : خرجوا الراجل ده بره
ليتنهد بضيق وهو يتأمل الفراغ الذي امامه … وبصوت عالي : ازاي ما عملتش حسابي
………………………………………….. ………..
وبعد لحظات من الشرود فيهاا وفي حياتهم الأتيه ، تنهد بأسي وهم بالخروج من مكتبه ولكن أستوقفه قدوم صديقه
_
أدهم : عاملت أيه يا أحمد في الموضوع
أحمد : فعلا البيت بأسم عمهاا ، المحامي بلغني بكده ، والدهاا اتنازل عنه قبل وفاته بشهرين ، بس متيقظةش أنا طلبت من محامينا أنه يتابع الموضوع عشان ملكية البيت ترجعلنا بس طبعا من غير ما يعرف انه من طرفك
ادهم بتنهد: انا عارف يا أحمد أن بتعبك معاياا
احمد بعتاب : عيب عليك يا أدهم أحنا قبل ما نكون أصحاب ، انا اخوات يابن خالي ..
ليعاود الحديث ثانية وهو يقول : علي فكره انا قررت أتجوز بعد شهر ، ماهو مش معقول أنت وأياد خلاص سبقتوني وانا أفضل كده
ليضحك أدهم بود : ربنا يسعدك يا أحمد ، كان نفسي أياد يبقي موجود معانا ، بس اظاهر مش ناوي يرجع هو وشاهي غير بعد ما تولد ويطمن عليهاا
………………………………………….. ………….

جلس بجانبهاا وهو يتأمل الفرحه التي أنطفئت من وجهها بعد أن حادثت عمتهاا ..
ليقترب هو منهاا وبصوت حاني : شاهي أنا مجبرتكيش ولا عمري هجبرك انك تلبسي الحجاب ده أمر يخصك انتي وبس ، ومش معني اني فرحان فأنا ممكن اخليكي تاخدي قرار انتي مش مشاعر طيبةاه
شاهي بأثر طفيفوع : ديه بتقولي اني هبقي متخلفه ، وبيئه يا أياد
_
أياد بحزن علي تفكير تلك المرأه العقيم : وانتي شايفه نفسك بقيتي كده يا شاهي
شاهي بأثر طفيفوع : لاء ، بس كان نفسي تفرح وتشجعني ، ديه بتقولي بكره مش هتبقي شاهي الي الكل بيحلف بجمالهاا وشياكتهاا وان كله هيتريق عليا
اياد بمشاعر طيبة :اوعي تخلي حد في يوم من الايام يكون سبب انه يشدك من طريق الصح لطريقه هو ، وكمان بقي ياهانم مين قال أنك مش بقيتي جميله ، ده انتي بقيتي اجمل بكتير لدرجة اني عايز اخبيكي من كل الناس ومخلكيش تخرجي من البيت
شاهي بضحك : بمنظري ده بسبب أبنك ، انا عن نفسي مبقتش أمشاعر طيبة اخرج ، انا بقيت شبه الفيل يا أياد … انا خايفه ان تعجبك واحده من بنات أيطاليا وتتجوزها .. وتسبني بعد ما بقيت شبه الفيل بسببك وسبب ابنك
لم يتمالك نفسه من الضحك ، فمن يراهاا وهي تتحدث ، يشعر بأنهاا طفله حقا ، ليقترب منها ويضمهاا الي صدرهه وبصوت هامس : ابقي دوريلي بقي علي عروسه ياشاهي عشان فعلا كده حرام
لتخرج من بين أحضانه ، وتنظر له بعتاب وبصوت حاد : انت السبب .. مش مسمحاك
ليعاود الضحك ثانية ، وقبل أن يكمل حديثه كان هاتفه يبدء بالرنين ، ليتطلع الي الاسم .. وبعد ثواني
اهلا ، عزت باشا .. اخيرا أفتكرتني ، احنا الحمدلله بخير وحفيدك بخير كلهاا 3 شهور وتبقي جد ياباشا
لينتبه لصوت والدهه وهو يخبرهه بأمر زواج اخاهه ، بعد ان قص عليه سبب هذه الزيجه ومن من … ليتطلع الي زوجته بحزن ، وبعد أن اغلق مع والدهه .. اقتربت هي منه وبصوت حاني : مالك يا أياد ، هو عمو عزت قالك خبر مش كويس
اياد بشرود : معلشي ياشاهي انا عايز ابقي لوحدي دلوقتي ممكن
_
شاهي بمشاعر طيبة : حاضر
لتتركه هي بمفردهه كما طلب منها ، بعد أن تأملته بعيونهاا
ليجلس علي اقرب اريكه بتنهد ، وهو شارد في أخاهه ، ومافعله ، ولماذا لم يخبرهه حتي الان بأمر زيجته ، هل يخشي منه ، اما ماذا ، فكيف يخشي منه وهو لا يتمني شئ في الحياه سوا أن يراهه سعيدا ، ليحدثه عقله وهو يقول : لان انت أمشاعر طيبةبتها ، فقد خشي منك ، اما قلبه : انت لم تمشاعر طيبةهاا ، انت وجدت فيهاا فقط شئ غريب عن الاخريات اللاتي قبلتهن ، فشعرت أتجاهها بالغرابه ، مثلما نري أي شئ يعجبنا فيلفت أنتباهنا ، فأنت الان تعشق زوجتك وطفلكما … لا تظن بأنك كنت تمشاعر طيبةهاا … ليفيق من شرودهه وهو يمسك بهاتفه وينظر لرقم أخاهه بشرود ، حتي اتاهه صوته وهو يقول : أياد ، وحشتني
ليخرج صوته بعتاب وهو يقول : ليه ، يا ادهم !
يتبع….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل