
#اسكريبت
#الهوي_الكذاب
في باريس عاصمة السـ,ـحر والجمال واقفين جميلة ورامي قدام البرج ولابسين الجواكت التقيلة بيتصوروا بالكاميرا صور للذكري إللي كل سنة لما يجوا باريس لازم يروحوا حتة مختلفة عن إللي راحوها قبل كدة ،
بتروح مع جوزها بيبقي عنده مؤتمر سنوي في باريس فبتيجي معاه هي وبنته يقضوا الشهر ده كله فسح وخروجات ،
وأثناء ماهما بيجروا ورا الحمام في سعادة سمعت جميلة واحدة بتنادي عليها بإسمها ، رفعت راسها علشان تشوف مين بينادي عليها ، شهقت بصوت عالي من الفرحة وطارت عليها طيران وطلعت صاحبتها إللي كانت أنتيمتها في الكلية واسمها “روح ”
وصلت عندها وحضنوا بعض جامد وهما بيلفوا حوالين بعض من الفرحة مش مصدقين نفسهم إن الصدفة جمعتهم هنا في باريس ، بعد يجي خمس سنين مشافوش بعض فيهم ،
بعد ماشبعوا سلامات وأحضان علي بعض خدتها جميلة من إيديها تعرفها علي بنتها وجوزها ،
جميلة بابتسامة عريضة:
_ أعرفك يارامي دي صاحبتي روح كنا مامبنفارقش بعض ايام الكلية ولا يوم بس للأ سف بعد الكلية هيا اتجوزت وسافرت مع جوزها ومن ساعتها معرفش عنها حاجة ،
وشاورت علي جوزها بنفس الإبتسامة وقالت لها:
_ وده ياستي رامي جوزي اتعرفنا علي بعض في النادي أنا وهو كنا بنتخانق وبعدين الخناقة قلبت حب وهيام وغرام ،
ابتسمت صاحبتها بمشاغبة وده لأن روح دمها خفيف جداً وروحها فعلاً حلوة ومن الناس إللي بتدخل القلب بسرعة من بشاشة وشها ،
مدت ايدها لرامي وقالت بمداعبة:
_ مامحبة إلا بعد عداوة ياحلوين ،
أهلا بيك ياروميو ولا أمشيها رسميات و أقول لك يا أستاذ رامي ؟
ضحك لها رامي ورد عليها بنفس المداعبة وقال لها :
_ أهلين وسهلين ياست رورو ، خدي راحتك خالص أنا أصلاً مبحبش الجو الخنيق بتاع أستاذ وأبلة والحوارات المعقدة دي .
تمام تمام اتفقنا يا أستاذ رامي ،
قالتها روح وهي بتمثل الجدية علي سبيل الهزار ،
وعرفتها جميلة بردو علي بنتها صفا إللي وارثة من أمها العيون الزررقا والشعر الأصفر ،
وقضوا وقت سعيد جدا مع بعض ضحك ولعب وهزار وجري واتغدوا مع بعض ،
وفي آخر اليوم قرروا أنهم يروحوا فسألتها جميلة بجدية:
_ آمال جوزك فين يا روح مش هتتصلي عليه يجي ياخدك .
هنا روح انقلب وشها إللي كان مليان هزار وحيوية لنكد وهم أول ما اتسألت السؤال ده ، بس في الأخر ردت بصراحة مباشرة علي صاحبتها وقالت لها :
_ أنا وهاني اتطـ,ـلقنا ياجميلة من سنتين ، ماتفقناش مع بعض خالص هو شخصيته مختلفة عن شخصيتي خالص ،
أنا بحب الهزار والفرفشة والخروج والضحك ومش بحب الكتمة خالص ،
أما هو كان دايما عصبي وبيزعق علي أي حاجة عمال علي بطال فا مستحملتش اعيش معاه كتير فقررنا الإنفصال وخاصة إننا قعدنا تلت سنين مع بعض وربنا مرزقناش بأطفال ،
وكملت وعنيها لمعت بالدموع:
_ وبصراحة أكتر العيب كان مني أنا فاأنا طلبت ننفصل بهدوء ،
وسبته يكمل حياته ويتجوز واحدة غيري يمكن ربنا يكرمه ويخلف ،
وفعلاً سمعت من سنة كدة أنه اتجوز وجاب توأم ولدين ،
فحمدت ربنا إني بعدت نفسي وإن قراري كان صحيح .
قامت جميلة عليها وحضـ,ـنتها جامد وزعلت جدااا عليها وعلي تعبها ومعاناتها من جواز لطـ,ـلاق لعدم خلفة ،
وقالت لها وهي بتصبرها وبتطبطب علي ضهرها :
_ ياحبيبتي ده إنتي عانيتي كتير اوي ،
وشايلة هموم جبل فوق قلبك ،
طيب إنتي جاية باريس ليه ؟
ردت عليها روح وقالت :
_ جاية آخد هدنة وأستريح من تعب الشغل شوية بابا من ساعة ما مات الله يرحمه وساب لي الشركة كلها فوق دماغي ،
لما صدقت خلصت الالتزامات شوية قلت آجي أسبوع باريس أفك عن نفسي شوية ،
وكملت بهزار علشان تخفف من جو الخنقة إللي اتخلق ده :
_ هطق وهموت ياناس من كتر الشغل قلت ارحمي نفسك يابت ياروح قبل روحك ماتطلع .
ضحكت جميلة علي هزارها وسألتها سؤال تاني :
_ طيب إنتي قاعدة فين في باريس؟
ردت عليها وقالت:
_ قاعدة في فندق هنا قريب بنزل فيه علطول كل لما آجي باريس .
شدتها من إيديها وأمرتها :
_ طيب خلاص صدر فرمان من حضرة الملكة جميلة إننا حالا نروح معاكي الفندق تجيبي شنطة هدومك وتيجي معانا في الفيلا نقضي الأسبوع ده مع بعض،
متتصوريش إنتي واحـ,ـشاني قد إيه وخلاص مسكت فيكي بإيدي وسناني ومش هسيبك .
اعترضت روح جداً علي كلامها ، بس كل اعتراض ليها كانت تسده قدامها جميلة وتقفله عليها ،
واضطرت في الآخر تسمع الكلام خاصة لما سلطت عليها رامي إللي أيد كلامها بشدة .
وراحوا الفندق مع بعض وجابوا الشنط بتاعتها وراحوا علي الفيلا علطول هلكانين من التعب ،
ودخلتها جميلة أوضتها إللي ليها حمامها المخصوص، وبعدين خرجت وسابتها علي راحتها ،
وراحت علي أوضة بنتها غيرت لها هدومها والدتها شاور وغطتها ونيمتها ،
وراحت لجوزها علطول اترمت في حضنه وقاعدين مع بعض بيتكلموا بمنتهي السعادة وقالت جميلة:
_ أنا روح صعبانة عليا أوي يارامي قصتها وحالتها تصـ,ـعب على الكافر ،
حبيبتي عانت كتير اوي طـ,ـلاق وعـ,ـدم خلفة وموت باباها ومسؤولية فوق كتافها أكبر منها .
رد عليها رامي وهو حاضنها وبيبوسها جمب شفايفها بحب:
_ بقولك ايه ياجوجو إحنا هنفضل طول الوقت نتكلم علي روح ومعاناتها ،
ومكمل وهو بيبوس شفايفها :
_ أنا إللي حاليا بعاني وأنتي واحشاني أوي ،
استجابت جميلة فوراً لمحاولاته ونسيت روح وأمرها وتاهت معاه في عالمهم الخاص
_____________________________
تاني يوم صحي رامي وحاول يصحي جميلة بس هي قالت له وهي تايهة في النوم :
_ سبني أكمل نوم يارامي مش هقدر أقوم دلوقتى إنت سهرتني كتير امبارح ،
انزل أفطر إنت وصفا وأنا لما أشبع نوم هقوم ،
رد عليها وهو بيفكرها :
_ إنتي ناسية إن ليكي صاحبة هنا جت معانا بالليل يابنتي ولا إيه فوقي بقي .
قامت من نومها وهي بتتثاوب وبتتمطأ وقالت وهي بتفتكر:
_ تصدق أنا ناسية خالص حوار روح ،
طيب اسبقني إنت وأنا هقوم أخد شاور وانزل لكم .
رد عليها وهو بيستعجلها :
_ تمام أنا نازل متتأخريش ياحبيبتي .
ونزل وقفل الباب وراه نده علي الدادة إللي جاية معاهم من مصر :
_ يا دادا يادادا
خرجت كريمة وردت وهي بتمسح إيديها بفوطة المطبخ:
_ صباح الخير يا رامي بيه ، اؤمرني .
ابتسم لها وقال لها:
_ الأمر لله وحده ياكوكو ، بقول لك إيه أنا ميت من الجوع حضري لنا الفطار وهاتيه برة علي البسين ،
وكمل وهو بيتلفت حواليه وبيسألها:
_ هي الضيفة اللي جت معانا بالليل صحيت ولا لسه؟
كريمة:
_ دي صاحية من بدري وطلبت مني قهوة عملتها لها وشربتها وبعدين لبست المايوه بتاعها ونزلت البسين شوية .
_تمام يادادة أنا رايح أشوف صفا وأصحيها علشان تفطر معانا ،
قالها وهو رايح أوضة صفا .
نادت عليه وقالت :
_ تعالي يابني متطلعش الأمورة الصغيرة صحيت من ساعة وهي برة في البسين مع الست روح .
رجع وخرج علي برة علطول يطمن علي بنته ،
ولقاها بتلعب بمرح مع روح في البسين ومبسوطة جدا ،
شاور لهم بإيديه ورمي لبنته بوسة في الهوي وصبح عليهم :
_ صباح الخير ياروح ، صباح الخير ياحبيبة بابي .
اطلعوا يالا من البسين علشان نفطر ، مامي صحيت ياصوفي ونازلة آهي .
ردت عليه روح بابتسامة وهي فاردة ضهرها علي الماية باستمتاع :
_ صباح الخير ياروميو ، سيبنا شوية صغيرين الماية ممتعة خالص .
أصر عليهم أنهم يطلعوا علشان يتجمعوا كلهم علي سفرة واحدة ،
وفعلاً سمعوا الكلام وطلعوا وهو واقف بالبرنس مستني بنته علشان ماتبردش ،
وأول ماطلعت روح من المايه بالمايوه المتفصل علي جسمها ومبين قد إيه هي جميلة جدا ورشيقة جدا ،
وبالرغم من إن مراته اجمل منها ورشيقة بردة إلا إنها شدته ولفتت انتباهه ،
ودي عادة روح في أي مكان بتروحه ربنا واضع فيها ملكة القبول وإن أي حد يرتاح لها ويحبها ،
أول مابنته طلعت نقل تركيزه عليها وفضي دمـ,ـاغه من لمحة الفكر إللي خطرت على باله اول لما شاف روح ،
أخد بنته لأوضتها لبسها هدومها وخرجوا كانت جميلة نزلت بأناقتها إللي تخطف الأنظار بفستانها الزهري الجميل ومكياجها الهادي إللي بلمسات بسيطة بيطلعها جميلة فعلا ،
وقعدوا يفطروا في جو كله هزار وحيوية وده طبعاً يرجع لروح بروحها الجميلة ،
قضوا مع بعض أسبوع كله خروجات وفسح واستمتعت روح معاهم جداً ،
وهما كمان حبوا قعدتها جدا وأخدوا ارقام بعض وبعتوا لبعض طلبات صداقة ،
ورجعت روح تاني لشركتها في مصر بعد ما نفسيتها ارتاحت شوية من ضغط الشغل إللي مش بيخلص ، ده غير هموم قلبها إللي محاوطاها من كل مكان ،
حاسة إن روحها فاضية من جوة حاسة إنها عايشة حياة كلها ملل من الشغل لمقابلات الشغل للبيت ،
روتين بالنسبة لشخصية زي شخصية روح متعب ومرهق هي بتحب التجمعات ولمة الأهل والاصحاب بتنعش قلبها باختصار روح مش بتحب العزلة والكتمة وخاصة بعد مارجعت من باريس وقاعدة تفتكر الأسبوع إللي قضته معاهم ورجعها مبسوطة وطايرة من الفرح ،
ورامي وعيلته رجعوا من باريس هما كمان ،
وروى لما عرفت إنهم رجعوا كلمتهم واتفقوا أنهم يتقابلوا يوم الجمعة يقضوه مع بعض ،
وبسرعة جه يوم الجمعة وقابلتهم روح بعربيتها وأخدهم رامي وداهم الملاهي الأول علشان واعد صفا بنته إنه يوديها الملاهي ،
واستمتعوا جدا فيها تقريباً ركبوا كل الألعاب واتصوروا بردو كتير ، روح بتعشق التصوير جداً واي مكان تروحه ترجع بصور ملهاش عدد علشان لما ترجع بيتها وترجع لوحدتها تفتح البوم الصور وتقعد تتفرج عليه وتبتسم علي كل صورة وتراجع ذكرياتها علشان يفوت الوقت ،
والأيام تجري وتعدي وكله من عمرنا ،
قد إيه الإنسان بتبقي في إيده نعم كتيرة مش حاسس بيها ولا دريان بقيمتها ،
وأكبر نعمة نعمة الأهل وبالأخص الأب والأم والإخوات ، مفيش حد هيحبك قد إللي منك وأنت منهم ،
كتير من الناس مفكرين إن الفلوس تقدر تشتري كل حاجة ، تقدر تشتري انبساط تقدر تشتري راحة نفسية تقدر تشتري عزوة ولمة ،
وهل ده حقيقة إن الفلوس تقدر تشتري حب صادق يعوضنا تعب الحياة ؟
ولا الانبساط ولا العزوة ولا الراحة النفسية،
تقريباً الناس إللي الأحاسيس دي بتمثلهم حياة الفلوس متقدرش تعوضهم ذرة إحتواء من قلب يضلل عليهم ،
وبعد ماقضوا وقت سعيد في الملاهي راحوا كافيه مفتوح علشان يتغدوا فيه وده لأن روح مبتحبش الأماكن المغلقة ،
واتغدوا وبعد ماتغدوا طلبت روح شيشة تشربها ، أيوة هي متعودة أنها تشرب شيشة وساعات سجاير كمان ،
وده يرجع لطبيعة عملها كسيدة أعمال إللي اكترهم شايفين إن الحياة حرية وكل واحد حر يعمل إللي علي كيفه طالما مش بيأذي حد ،
وطبعاً رامي مدخن فانسجم جداً مع روح في التدخين وعجبه جدا تحررها ودخل دماغه ،
أما جميلة عادي مش في دماغها هي بتقعد مع صاحباتها كتير ومنهم إللي بيدخنوا ،
خلص اليوم وكل واحد روح بيته رامي بعيلته وروح بروحها ،
أول ماجميلة دخلت البيت رمت شنطتها وقعدت علي الكنبة تاخد نفسها ،
وقالت وهي بتنهج :
_ ياه الواحد هلك النهاردة أوي رجلي مش حاسة بيها ولا دماغي ياي صـ,ـداع رهيب .
قعد رامي جمبها وقال بمشاكسة :
_ الجميل عجز ولا إيه رجلي وصداع من كام ساعة خرجنا فيهم ولعبنا فيهم ،
ردت عليه وهي مش في دماغه تلميحه :
_ إنت عارف يارامي إن أقل مجهود بيتعبني وبيخليني مش بقدر أخد نفسي بسهولة من الحساسية إللي علي صـ,ـدري إللي بتجيب لي ضيق تنفس ،
مد لها أيده وقومها وقال لها تعالي نطلع فوق يالا تستريحي شوية .
طلعت معاه وهي بتأكد عليه :
_ لأ أنا هطلع أخد شاور وأنام علطول لأني مهدودة من اللف بتاع طول النهار .
استنكر كلامها وسألها:
_ إيه ده إنتي هتنامي بدري كدة ومن دلوقتي إحنا لسة في أول السهراية يابيبي .
لاااااا سهر إيه وحوارات إيه انسي أنا هلكانة خالص ،
قالتها وخدت بجامتها ودخلت أخدت دش وخرجت علطول اتغطت ونامت نوم عميق .
أما هو حاسس بملل وزهق فنزل الجنينة تحت واخد سجايره وموبايله ونزل ،
خرج الجنينة والجو جميل ومنعش قعد والسبرتاية قدامه شغلها وعمل لنفسه فنجان قهوة وولع السيـ,ـجارة ومسك موبايله يتصفح فيه ،
وعند روح قاعدة نفس القاعدة في جنينة فيلتها وهي لابسة قميص بيتي بحمالات وكاشف منها اكتر ماساتر ، وده برده من طبيعة روح بتحب اللبس المتحرر جداً إللي مش بيخنقها زي طبيعتها بالظبط ، وماسكة الموبايل وبتصور نفسها بكذا وضع وبتعمل حركات بوشها علي برنامج فلتر في الكاميرا ،
بيبين إنها طفلة جدا في حركاتها ،
وراحت منزلة صورة ليها وهي مدة بوقها لقدام ومبتسمة بشقاوة و كاتبة عليها :
_ إحنا الشقاوة فينا بس ربنا هادينا وحطت إيموشن غمزة وبوسة ونشرتها .
ورامي بيقلب عادي في الموبايل صورتها جت قدامه فتحها وقعد يبص فيها ويتحقق جامد ويجيبها يمين وشمال وراح حاطط لها ملصق قلب وجمبه إيموشن غمزة .
ولقاها بردو منزلة علي الحالة بتاعتها علي الواتس صور كتير ليها بحركات مختلفة لوشها اتفاعل علي الحالة بتاعتها ورد عليها وبعت لها :
_ ياجامد يشهد له شعبه .
استلمت هي الرد علي حالتها وفورا ردت عليه وقالت له بهزار :
_ دي أقل حاجة عندي ياروميو ،
وسألته آمال جميلة فين ببعت لها مبتردش .
جاوبها :
_ جميلة جت هلكانة من اللف ونامت في سابع نومة دلوقتي .
إيه ده هي جميلة بتنام بدري كدة ؟
قالتها له روح بإستغراب.
رد عليها:
_ لأ خالص مش من طبيعتها تنام بدري بس النهاردة بس علشان تعبت من الملاهي والجري .
وفضلوا الاتنين يتكلموا مع بعض ومحسوش بالوقت بيمر بينهم وفجأة بصوا في الساعة لقوها أربعة الفجر ،
أنصدم رامي من الوقت ده كله وهو ماسك الموبايل يتكلم معاها وسؤال يجر سؤال لحد ماعرف عنها كل حاجة وهي كمان ،
وليه لأ بقالهم اكتر من تلت ساعات بيتكلموا مع بعض ،
وخلصوا وقفلوا مع بعض وهي نامت ، وفضل هو يتفرج علي صورها ويقلب فيها ويفكر فيها ،
وخلاص دخلت روح دماغه وشغلت تفكيره ومش عارف هو السبب ،
وعدي عليهم شهر كامل بيخرجوا مع بعض التلاتة كل يومين تقريبا ،
وساعات جميلة تعتذر عن الخروج ويخرج هو مع روح لوحدهم يسهروا ويرقصوا ، وكل ده وجميلة مش في دماغها خالص عندها ثقة عمياء فيهم هما الاتنين وميجيش في مخيلتها أبدا إن جوزها وصاحبتها انسجموا مع بعض لأبعد الحدود ،
لحد مافي يوم وهما راجعين في العربية مع بعض وبيوصلها قدام بيتها ، وقبل ماتنزل سألها رامي بهمس وهو بيبص جوة عينيها:
_ ايه هتنامي ولا نتكلم مع بعض شوية زمان جميلة نامت من بدري ،
قالت له وهي متوترة من قربه ليها وبصته جوه عنيها وهمسه إللي خلي دقات قلبها متبطلش دق :
_ لأ إنت عارف أنا مش بنام دلوقتى خالص ، بروح الشركة متأخر فبنام براحتي وبصحي براحتي ،
وكانت بتتكلم بنفس الهمس بتاعه وبرقة خلته داب في سحر عيونها السود وفجأة مسك إيديها وقربها من شفايفه وطبع عليهم بوسة تسحر وتشد وتطالب إللي بيحسها إنه يقرب اكتر وأكتر ،
وفعلا عينيه اتثبتت علي شفتيها جامد وبص لها برغبة وقرب منها ولسة هيبوسها فاقت روح بسرعة وشدت إيديها وقالت له وهي بتخرج بسرعة من العربية :
_ بعد إذنك ودخلت جري علي فئاتها قلبها وجسمها بيتنفضوا من إللي حصل ،
وضميرها وجعها علي صاحبتها ولكن عـ,ـذاب الضمير ماستمرش كتير لأنها وهمت نفسها وصبرتها إن دي بوسـ,ـة عابرة كتعبير من راجل جنتل مان زي رامي لسيدة أعمال ،
وقفلت تليفونها في الليلة دي ونامت .
أما هو لما روح مسك تليفونه ورن عليها كتير لقاها قافلاه حاول يبعت لها كذا مرة رسايل وهي بردو قافلة لحد مازهق وطلع نام جمب مراته .
وقوام بدات العلاقة بينهم تتطور بسرعة البرق كل واحد فيهم بيتعمق جوة التاني بسرعة رهيبة ،
وللأسف مشاعر صادقة ونابعة من دواخلهم الاتنين ، يعني بمعني أصح مش مجرد اتنين بيعرفوا بعض وبيقضوا وقت ممتع مع بعض ،
ولا بالنسبة لهم نزوة لااا قربهم كان داخل في إطار الحب والمشاعر والأحاسيس وده يرجع لروح ذات نفسها طبيعتها المرحة وتلقائيتها بيخلي إللي بيتعامل معاها بيبقي عايز يجرب معاها كل حاجة وكل إحساس ،
وبدأ رامي يهمل في عـ,ـلاقته بمراته وبردوا ده كله وهي مش حاسة ودايما مدياله أعذار إنه مشغول وبيحب شغله وللأسف ملاحظتش اي تغيير عليه ،
أو ممكن نسميها اسم تاني “الثقة” هي بتثق فيه ثقة عمياء إنه عمره ما يخدعها وعمره ما يفكر يبص لغيرها ،
أو ممكن نسميها برده “طيبة” إنها طيبة زيادة عن اللزوم فابتالي شايفة كل إللي حواليها وخاصة القريبين منها طيبين ويستحيل يخدعوها ،
بس للأسف ياجميلة الثقة لازم يكون لها حد والطيبة بردوا لازم يكون لها حد ،
والأمان مع الأشخاص لازم نحط له بردوا حد علشان المركب تمشي وكل واحد يعرف إللي ليه وإللي عليه ،
وبردوا العطاء الزيادة عن اللزوم ساعات بيطمع إللي حوالينا فينا وبدل مايعتبروه جدعنة بيعتبروه فيما بعد حق مكتسب ،
فالإنسان في الحالة دي لازم يوزن علاقاته بميزان حاسم ويحسم شعوره بميزان متساوي ،
بمعني ادينا حبة ثقة ندي قصادهم حبة احتياط ،
ادينا حبة طيبة ندي قصادهم حبة قوة وصلابة علشان محدش يطمع في طيبتنا زيادة عن اللزوم
ادينا حبة أمان ندي قصادهم حبة مراقبة مش متشافة ومعالمها متدارية ،
كدة المعادلة تبقي مظبوطة والحياة تمشي بحبة ذكاء صغيرين نستوطنهم صح .
______________________________
وفي يوم من الأيام جميلة مامتها رنت عليها وقالت لها :
_ أيوة ياجميلة ازيك يا حبيبتي عاملة إيه ؟
جميلة بابتسامة صافية لمامتها:
_ أنا كويسة يا حبيبتي وبخير ، أنتم إللي عاملين إيه وبابا عامل ايه واحشني أوي .
ردت عليها أمها بحـ,ـزن وقالت لها:
_ والله باباكي تعـ,ـبان اليومين دول يابنتي وصحته مش عاجباني الضـ,ـغط عالي عليه ،
واليومين دول الحساسية إللي في صدروا مدمراه والكحة مش سايباه ،
فا أنا قلت أكلمك تيجي أسبوع وتشوفيه وتقنعيه يرجع للدكتور لأنه بيقول لي زهقت علاجات ومرواح للدكتور ،
وشكله ميطمنش خالص .
قلقت جميلة جداً علي باباها وحست بيه هي كمان وارثة ضيق التنفس والحساسية دي وقالت لأمها إنها هتجيلها كمان يومين تكون ظبطت أمور بيتها ،
أمها عايشة في محافظة وهي في محافظة تانية ،
وكلمت جميلة جوزها إنها هتروح لبيت باباها أسبوع وعايزاه يفضي نفسه علشان يروح معاهم زي كل مرة ،
فجاوبها رامي وهو بيتهرب إنه يروح معاها :
_ معلش ياحبيبتي عندي ضغط شغل اليومين دول جامد فرع الشركة إللي أنا لسة منتدب فيه مليان شغل ، ولسة برسي نفسي ومينفعش إطلاقا اليومين دول ،
ودور وشه وكمل بذكاء:
_ لو ينفع تأجلي المرواح أسبوعين كمان هكون فقت شوية وأروح معاكم .
حضنته من ضهره وهمست له بكل الحب :
_ حبيبي ربنا يعينك يارب بس بابا تعبان اليومين دول ومينفعش أتأخر عليه خالص،
بس أنت عارف إنت بتوحشني ومقدرش أقعد أسبوع من غير ماأشوفك .
ادور لها ومسك وسهل بإيديه وقال لها وهو بيعتذر لها بلباقة :
_ معلش ياجوجو حكم القدر بقي روحي إنتي وصفا المرة دي وأوعدك المرة الجاية طبعاً هبقي معاكم ومش هسيبكم .
باسته من خده وقالت له بحنان:
_ خلاص ياروحي طالما عندك شغل مش هزن عليك بس وحياتي عندك تخلي بالك من نفسك جامد وتكلمني علطول وأنا قبل ماآجي هعرفك علشان تبعت لي السواق ياخدني ،
إنت عارف الطريق طويل وبخاف أسوق وصفا معايا .
رد لها نفس البوسة ببوسات متفرقة علي كل وشها وأخدها في حضنه وراحوا في عالم الحلال المباح ،
وبكدة بينيم ضميره الخاين من ناحيتها ،
ضميره إللي بيوجعه أحياناً وهو قاعد مع نفسه وبيفتكر خيانته ليها ،
وكل مرة يقرر هو وروح أنهم يحاولوا يسيطروا علي نفسهم ويبعدوا حبة ويبطلوا مكالمات البعد يزود الحنين والاشتياق ويرجعوا أعمق وأخطر من الأول ،
وينغرسوا في ملاذ الشهوة إللي بتودي الإنسان في حتة تانية لما يقعد مع نفسه في لحظة عتاب بيتمني إنه ميروحهاش وخلاص عدي نص الطريق إللي ممنوش رجوع ،
وبردوا نفس ملامة رامي لنفسه أضعافها ملامة روح لنفسها وأكتر كمان وكل مرة هي إللي بتسد الطرق قصاده فترة صغيرة ويظهر لها هو من العدم ويعترض وقفتها مع نفسها بحجة إنه مش قادر يسيطر علي نفسه ولا قادر يجمح مشاعره ، وفي لحظة جمودها ينقلب للين ورغبة أكتر من رغـ,ـبته بسبب وحدتها القاتلة إللي مفكرتش تستغلها ولا مرة في حاجة مفيدة تشغلها ،
ويا سلام لما اللهو يسيطر على انسان دايما بيخلق له وقت وأعذار وحجج علشان يستمتع بلهوه براحته ،
وخلاص دخلت روح ورامي السكة إللي الرجوع منها بقي مستحيل إللي لما يدوق كل واحد من التاني إللي يشبع غريزته ويا يزهقوا ويسيبوا بعض يا ينغمسوا أكتر ،
وفات اليومين وسافرت جميلة وبنتها عند باباها يقضوا معاه الأسبوع ويطمنوا عليه ،
قاعد رامي بالليل في أوضته ماسك موبايله بيكلم جميلة يطمن عليها يشوفها وصلت ولا لأ ،
اطمن عليها وكلموا بعض شوية وبعدين قفل معاها وقال لها إنه هينام علشان وراه شغل الصبح ،
وأول ماقفل معاها رن مباشرة علي روح واللي كانت أول مرة يكلمها صوت مش رسايل ،
مراته بقي مش موجودة يتكلم علي كيفه ،
واستغربت روح جداً إنه رن عليها علطول بيتكلموا رسايل مع بعض ، قاومت نفسها إنها متردش ولكن ضعـ,ـفت في النهاية وردت عليه بهمس متغـ,ـلف بتعجب :
_ أول مرة ترن عليا من ساعة ماعرفنا بعض ، هي جميلة مش موجودة !
رد عليها بهمس دوبها:
_ وحشـ,ـتيني ياروح الروح علشان كده رنيت عليكي ، هو أنا مش واحشك زي مانتي واحشاني .
سكتت روح لأنه فاجأها بكلامه إللي بقي واضح وصريح ومعلن ومبقاش متداري زي عادتهم في الكلام مع بعض ،
أما هو كان مستني ترد عليه ولما لقاها مردتش عذر خجلها وكمل بهمس تاني:
_ روح أنا نفسي أشوفك إنتي حارماني من شفتك بقالي أكتر من أسبوع مشفتكيش ،
وخلاص روحي غايبة عني بغيـ,ـابك ياروح .
نزلت دموع عيونها علي قلبها إللي حب جوز صاحبتها إللي احتوتها ودخلتها بيتها ،
ودلوقتي هي بتخونها خيانة رهيبة ،
وفي نفس الوقت مش قادرة تحجم دقات قلبها إللي عمالة تدق كل لما تسمع همسه ،
وبعد صراع بين قلبها وعقلها انتصر القلب علي العقل وردت عليه بنفس الهمس:
_ إنت كمان واحشني أوي يارامي ومفيش يوم ماشتقتش لشفتك فيه،
متتصورش إني بعيش صراع نفسي وعذاب ضمير إني بخون صاحبتي ،
وانهارت روح من صراعها إللي مابين ضميرها وقلبها وعيـ,ـطت جامد بصوت عالي زلزله وفجأة قالت له :
_ أنا دايخة أوي ومش عارفة مالي .
وفجأة سمع صوت التليفون وقع من إيديها ، قلق جداً عليها وقعد ينادي عليها:
_ روح إنتي سامعاني ، روح ردي عليا ،
وفضل يكرر الندا وروح راحت في عالم تاني ، قعد يلف في الأوضة زي المجنون مش عارف يعمل ايه وخلاص استقر علي إنه يروح لها،
لبس هدومه بسرعة وأخد مفتاح عربيته وراح جري علي الفيلا بتاعتها،
رن الجرس بإلحاح شديد خرجت الشغالة فتحت له الباب وسألها وهو بيبص يمين وشمال يمكن تكون لحقتها أو شافتها ولما ملقهاش سألها بقلق:
_ روح هانم فين يابنتي ؟
ردت عليه وهي مستغربة بصاته وانفـ,ـعاله :
_ روح هانم في اوضتها فوق وهي محرجة علينا لما تكون في أوضتها محدش يزعجها ،
طيب تعالى ورايا بسرعة ،
قالها رامي للشغالة وهو طالع علي السلم ،
وبحكم أنها عارفاه علشان جم كذا زيارة لروح قبل كدة هو ومراته فطلعت وراه ،
خبط رامي علي الباب وهيا كمان بتخبط معاه ولما ملقوش رد خالص هما الاتنين جابت هي نسخة المفاتيح إللي معاها وفتحوا الباب ،
وانصدموا من إللي شافوه ، لاقوها واقعة على الأرض مغمي عليها ،
جريوا عليها ورامي رفعها من علي الأرض وقعد يخبط علي وشها يمين وشمال وهي ولا هنا ،
وأثناء رامي مابيفوقها بيبص بعنيه علي التسريحة يشوف برفان يفوقها بيه عنيه لمحت علبة حبوب مهدئة علي الكمودينوا نزلها بالراحة وراح يشوف إيه الحبوب دي ،
ولما قرأ إللي عليها بقي عنده شبه يقين إنها أخدت كذا واحدة علشان تقع وتنهار بالشكل ده ،
فوراً شالها ونزل بيها علي عربيته ووداها علي المستشفى علشان يطمن عليها،
ووصل بيها المستشفي والدكتور كشف عليها ، لقي إن عندها هبوط حاد في الدورة الدموية وفوراً لازم يتعمل لها غسيل معدة لأنها أخدت خمس حبات مهدئة مرة واحدة والحبوب دي أقصاها نص حباية كل يومين ،
ودخلت روح العمليات عملوا لها غسيل معدة وظبطوا لها الضغط ،
وبعد ساعتين فاقت روح بتتلفت حواليها ولقت رامي قاعد قدامها علي الكرسي بملامح كلها قلق وخوف عليها ،
عجبها جداً إحساس إنها لقت حد خايف عليها وقلقان وهي وحيدة لاجليس ولا أنيس ،
وعجبها جداً إن وقت انهيارها واللي احتمال كان يوصل لها للموت لقت حبيبها إللي جه أنقذها ،
مش مهم بقي إذا كان حبيبها ده يبقي مين أو حبها ليه هيوصلها لفين ،
كل إللي فكرت فيه روح إن لقت سند تتسند عليه وقت ضعفها ،
وهو أول ماشافها فاقت جري عليها بكل الحب والخوف والرعب إنه كان ممكن يفتقدها في لحظة وتضيع منه ،
جري عليها ومسك إيديها وباسها وقال لها بعتـ,ـاب :
_ كدة ياروح تعملي في نفسك كدة ،
إنتي متتصوريش حالتي كانت عاملة إزاي وأنا بكلمك وفجأة تختفي ،
وآخر حاجة أسمعها صوت التليفون وهو بيقع علي الأرض،
وكمل بنفس العتاب وسألها:
_ ليه ياروح تاخدي كمية الحبوب إللي ممكن تنهي عليكي كدة ليه ؟
نزلت دموعها علي وشها وكأنه بسؤاله ده صحاها من وهم الهوي الكذاب إللي هي عايشاه ،
وهم الهوي الكذاب إللي مش من حقهم يفكروا فيه أصلا ،
هما مجرد اتنين خاينين هو بيخون مراته أم بنته وهي بتخون صاحبتها ،
ومقدرتش ترد على سؤاله غير بدموع نازلة علي وشها بتقطع في قلبه ،
لما لقاها كدة قلبه وجعه ومرضيش يضغط عليها أكتر من كدة ،
وراح للدكتور يقول له إنها فاقت ،
ورجع الدكتور معاه يطمن عليها ولقاها الحمدلله بقت تمام جدا ،
كتب لها علي خروج مباشرة واداها أدوية وعرف رامي مواعيدها ،
ومفيش ساعتين وكانت رجعت روح بيتها تاني كانوا قرب الفجر ،
أمر رامي الشغالة تعمل لها شوربة خفيفة وتطلعها لها فوق وهو سندها لحد باب أوضتها ،
وفضل قاعد معاها يهدي فيها ويطمنها إنها هتبقي بخير ،
واكلها وشوية ولقاها نامت أخد بعضه ومشي ،
وقبل مايمشي وصي الشغالة عليها تخلي بالها منها وهو هيجي بكرة علي بالليل يطمن عليها ،
وفعلاً بعد ماروح نام ساعات بسيطة وأول ماصحي رن عليها يطمن علي صحتها وطمنته بكلمات بسيطة أنها بخير وتمام ،
وطول النهار كل ساعتين تقريباً يكلمها يطمن عليها لحد ماجه بالليل كانت الساعة تسعة راح لها البيت علشان يشوفها ويطمن قلبه أنها بخير ،
راح لها البيت سأل عليها الشغالة قالت له فوق ،
وطلع لها فوق لقاها قاعدة علي الشزلونج بملامح حزينة وشاردة قعد قدامها ومسك إيديها واحتواهم بين كفوف إيده وهو بيبص جوة عينيها باشتياق وقال لها:
_ حبيبتي إللي وقعت قلبي امبارح عاملة إيه النهاردة ؟
أول ماشافته ابتسمت وشددت علي إيديه إللي حاضنة إيديها وكأنها بتستمد منها السكينة وراحة لقلبها ،
وقالت له بهمس :
_ أنا كويسة يارامي متقلقش عليا ،
وبصت جوة عنيه بامتنان :
_ إنت لولا أنك لحقتني كان زماني ميتة دلوقتى ،
وأول ما قالت كدة وجابت سيرة الموت قلبه طب وراح عليها حاضنها حضن كبير وهي اتمسكت بحضنه جامد ،
وراح باصص علي قلبها بتمني وقال:
_ حاسس إن ده القلب الحقيقي إللي قلبي بيتمناه ، أنا خلاص ياروح مبقتش قادر علي بعدك عني وبتعذب كل مايجي عليا الليل وببقي مشتاق لك ،
بصت لقلبه هي كمان وسألت سؤال بالنسبة له مش في محله :
_ طيب وجميلة يارامي !
حط إيده علي بوقها وكأنه رافض إنه يسمع حاجات تأنب ضميره أو تصحيه من حلم قربه منها وقرب من شفايفها وتاه جواهم ،
حاولت هي تفوقه وتبعده عنها وهو ولا هو هنا لحد ما تعبت واستسلمت وراحت معاها لدنيا الهوي الكذاب إللي فعلاً كذاب لأنه مش من حقهم تماماً ،
ووقعوا في المحظور وقعوا في كبيرة من الكبائر علشان الشهوة والغريزة إللي خلت واحد متجوز يحب صاحبة مراته ،
وبعد ماخلاص كل واحد أخد من التاني إللي يريح قلبه وغريزته إحساسهم كان إيه ،
هو محسش بتأنيب من ضميره ولو لذرة ،
أما هي انهارت لما فاقت وقامت جري سابته ودخلت الحمام وقفلت علي نفسها الباب منهارة من العياط ،
وهو مرضيش يضغط عليها ولبس هدومه وسابها ومشي ،
وقفلت روح كل وسائل الاتصال لمدة يومين كاملين وهو كان هيتجنن بسبب كدة ،
وراح رايح لها قدام شركتها مستنيها تنزل وأول مالقاها خارجة راح عليها بوش متهجم وغضبان وقال لها:
_ إنتي ليه قافلة تليفوناتك ومش بتردي عليا ،
وكمل بصوت عالي وكأن مفيش حاجة حصلت تستدعي إنها تقفل تليفوناتها :
_ إنتي بتعملي فينا كدة ليه ؟
ليه كل لما نقرب خطوة عايزة تبعدي عشرة !
بصت حواليها وقالت له:
_ إحنا في الشارع وطي صوتك يارامي مينفعش كده !
راح ماسكها من إيديها ووداها عربيته وأمرها تركب ،
كانت هتعاند ومش هتركب لكن هو شدها ودخلها ومسمحلهاش تفكر وساق العربية وراح علي فيلته هو وجميلة بدون تفكير أو إنه يشوف عاقبة حركة زي دي ،
استغربت هي إنه واخدها لطريق فيلته وكل لما تحاول تسأله ميردش،
لحد ما وصل وقال لها انزلي مرضيتش تنزل وعاندت:
_ مش هنزل إلا لما تقول لي إنت جايبني هنا ليه ؟
بسرعة وبدون تفكير نطق :
_ أنا هتجوزك ياروح أنا مش هقدر أستغني عنك ، يومين بس بعدتي فيهم عني واتجننت ،
أنا تعبت من إللي إحنا فيه ده أنا حبيتك بسرعة وأنا متخيلتش إني أتعلق بيكي بالطريقة دي .
ضحكت بصوت عالي ضحكة وجع وقالت:
_ طيب وجميلة يارامي وبنتك مفكرتش فيهم ؟
مفكرتش هواجهها إزاي !
مفكرتش موقفي إيه قدامها إني خطفت جوزها !
مفكرتش شكلي إيه قدام الناس وأنا إللي خطفت جوز صاحبتها !
كل ده ميهمنيش ياروح إنتي بس إللي تهميـ,ـني ياحبيبتي ،
قالها رامي وهو مخنوق خنقة تكفي العالم ،
وراح فاتح العربية ونزل وراح عند الباب بتاعها وفتحه ومسك إيديها ينزلها ،
بصت جوة عنيه بحيرة وقالت له :
_ رايحين فين ! هتدخلني بيت صاحبتي أخونها فيه ؟
قال لها بتأكيد:
_ ده بيتي وأنتي حبيبتي وهتبقي مراتي زيها بالظبط وأنا من حقي اتجوز مرة واتنين ،
وده كله وهو واخدها وداخل بيها علي جوة وهي زي المغيبة بالظبط ،
ودخل بيها الفيلا كانت فاضية خالص ،
وقعد جمبها وهمس لها:
_ ليه مصممة تعيشينا عذاب الضمير ،
ليه مصممة تنكدي علينا بداية حبنا ؟
جميلة مراتي وأنتي هتبقي مراتي وحبيبيتي هي بردوا مراتي وأم بنتي ولا هقدر أسيبك ولا أسيبها ،
وحط إيده علي قلبه وقال بوجع :
_ غصب عني عشقت اتنين ، غصب عني ورطت اتنين ،
متلوميش نفسك ياروح أنا السبب في كل ده إنتي ملكيش ذنب،
ولا هي ليها ذنب في إننا نخ.ونها،
قالتها روح وهي مدياله ضهرها ،
راح عليها وح.ضنها من ضهرها وهمس في ودانها وقال لها:
_ ولا أنا ليا ذنب في إن قلبي عشقك وحبك ياروح ،
ولف وشها وسند دماغه علي دماغها وقال:
_ بحبك ياروح الروح وبعشقك ومقدرش أستغني عنك أبدا ،
وراحوا الاتنين تاني فد دنيا الهوي الكذاب في نفس مكانهم ،
والقدر حب يكشفهم النوبة دي والسـ,ـتر إللي ربنا ستره لهم علي الكبيرة المـ,ـرة إللي فاتت ،
فضحه النوبة دي وفي أثناء ماهما متعمقين في جريمتهم دي ،
دخلت جميلة الفيلا علي فجأة ورجعت هي وبنتها وكانت عاملة لرامي مفاجأة ومقلتش له يبعت لها السواق يجيبها ،
ودخلت هي وبنتها وشافت أقذر منظر زوجة تشوف زوجها فيه في الدنيا والتلاتة بقوا في موقف لا يحسد ،
بسرعة فاقت جميلة وأخدت بنتها وخرجت قبل ماينطبع في خيالها المنظر وتركز فيه ،
أينعم عندها سنين بس بردوا خـ,ـافت علي مشاعر بنتها ،
وروح ورامي هزهم منظر جميلة وهي شافتهم بالمنظر ده وهما مع بعض ،
وقاموا من مكانهم بسرعة وكل واحد شاف طريقه هيعمل إيه ،
أما جميلة أخدت بنتها ورجعت عند مامتها فوراً زي ماجت ،
سبحان الله نفس الساعة ونفس الدقيقة الإنسان فرحه اتبدل لحزن شديد ،
كانت جميلة جاية طايرة علي جوزها إللي واحشها وبيتها إللي اشتاقته ،
جت شافت المنظر إللي خلاها انقسمت نصين أوعر من بعض ،
أما روح لمت روحها إللي بعترتها ومقدرتش تصونها وتحافظ عليها وروحت بيتها تفكر هتعمل ايه ،
ورامي راح ورا مراته وبنته مباشرة ومش عارف هيواجهها إزاي ؟
وصلت جميلة عند والدتها إللي استغربت جداً الساعات إللي قضيتها رايحة جاية وقلبها طب في رجليها من منظر بنتها،
اول ماشافتها جميلة اترمت في حضنها وشهقت وعيطت جامد ومن بين شهقاتها بتقول :
_ خاني ياماما رامي خاني وشفت بعيني محدش قال لي ،
شفت بعيني أقرب اتنين لقلبي مع بعض بيطعنوني بخنجر مسموم في قلبي ،
قعدت أمها تطبطب علي ضهرها وتهديها علشان تحاول تفهم منها ،
لحد ماهديت وحكت لأمها كل حاجة بالتفصيل ،
وأمها من الصدمة انخرصت مش عارفة ترد تقول إيه لبنتها ،
ومفيش ربع ساعة ولقوا رامي داخل عليهم ،
وهو موطي راسه في الأرض وراح تحت رجلين جميلة وقال لها:
_ أنا آسف ياجميلة سامحيني كنت في لحظة ضعف،
غصب عني ياحبيبتي.
وأول ماقال كلمة ياحبيبتي نزلت علي وشه بقلم خلي أمها ضربت علي صدرها من الصـ,ـدمة ،
وضربته القلم وقالت له :
_ كلمة حبيبتي مبتجيش علي لسانك تاني ياخاين ،
أسامحك علي إيه هو أنت كسرت لي كوباية من المطبخ مثلاً أسامحك عليها ،
وضربت علي قلبها وكملت :
_ إنت كسرت لي ده ودبحتني ودبحت روحي ،
ودلوقتي حالاً تطلقني وتروح لروحك إللي خنتني معاها .
أنصدم من ردة فعلها إللي مكانتش تيجي في أسوء كوابيسه ، كان مفكر ومرتب مع نفسه بكل بساطة إنه يتجوز روح ويعيش ويتمتع معاها ،
وجميلة مراته أم بنته إللي ميقدرش يستغني عنها خالص ،
كان مفكر إنه هيقول لها إنه هيتجوز هتزعل شهر أو شهرين ومن طيابتها هترجع تاني ،
علشان بتحبه ومتقدرش تستغني عنه ولا تهد بيتها ،
بص لها ومسك دراعها وقال لها:
_ بصي في عنيا ياجميلة وقولي لي طلـ,ـقني وعينك جوة عينيا ؟
نفضت أيده من علي دراعها وبصت جوة عنيه بقوة وقالت له :
_ طلقني ياخاين ياغشاش .
غضب الدنيا كله اتجمع في عنيه ورد عليها وقال لها :
_ مش هطلقك ياجميلة ونهد بيتنا علشان خاطر نزوة وأنتي السبب فيها !
برقت عينيها وضربته في كتفه وكملت باستنكار :
_ بتقول إيه ياحقير أنا السبب في خيانتك ووساختك ،
أنا السبب في طعنك ليا وغدرك بيا وهدم البيت إللي إنت بتقول عليه ؟
_أيوة إنتي السبب ياهانم ،
قال لها بقوة وصوت عالي وكمل بغضب:
_ إنتي إللي دخلتيها بيتنا وجبتيها وسطينا ،
وكانت تبقي قاعدة معانا وتسبيها وتقولي لها البيت بيتك وتطلعي تنامي ،
وكنت لما أرجع بيتي عايز حضـ,ـن مـ,ـراتي أرجع ألاقيكي نايمة ياتعـ,ـبانة،
إنتي إللي أهملتي فيا ونسيتي إني راجل ليا حقوق ومتطلبات ،
غصب عني لقيت منها إللي كسلتي تدهولي،
لقيت معاها الإحتواء إللي كنتي بتنامي وتسبيني أتمناكي وكانت هي بتحقق لي الأماني ،
أقول لك علي حاجة كمان :
_ أنا حبيتها ياجميلة وبقيت واقف وسطكم انتوا الاتنين .
وكان اعترافه ده بالنسبة لها القشة إللي قطمت ظهر البعير جمعت شتاتها وقالت له :
_ إنت حبيت الحرام إللي حلي في عنيك وإللي الشـ,ـيطان حلله لك ،
إنت حبيت واحدة فارغة ولا ليها ابن ولا أب ولا أم ولا بيت ولا عيلة مسؤولين منها ،
باختصار إنت حبيت السهل والرخيص أما أنا غالية وهتفصل مكانتي جوايا عاليا ،
وكل مبرراتك دي متبررش الخـ,ـيانة بذرة ،
ورفعت راسها لفوق واتكلمت بقوة:
_ أنا بعد كلامك ده مصممة علي الطـ,ـلاق طلقني ياأبو بنتي .
سابها وخرج وقال لها قبل ما يخرج:
_ طلاق مش هطلق وهسيبك لما تهدي شوية وهرجع لك ،
وعدت الأيام والأسابيع وجميلة مصممة علي رأيها مهما أمها أقنعتها تسامح وهي إللي في دماغها في دماغها مصممة علي الطلاق ،
أما روح فصفت شركتها وقررت إنها تطهر روحها من الذنب الكبير وتستغفر ربها وتروح أرض الله الحرام تزور النبي عليه الصلاة والسلام ،
وبعدها هتسافر بلد محدش يعرفها فيها علشان تسيب صاحبتها تتهني بحياتها ومتخربش عليها وده إللي كان في اعتقادها ،
ومنعت أي تواصل بينها وبين رامي إللي حاول بردوا معاها زي محاولته مع جميلة ،
طماع جدا بني الإنسان عايز كل حاجة تمشي على كيفه ،
ولكن القدر رأي تاني جميلة رفعت قضية خلع ولما لقاها مصممة مخلهاش تكمل القضـ,ـية وطـ,ـلقها ،
وروح سافرت بعد ماترجاها وفهمها إنه طـ,ـلق جميلة ،
وخلاص اتقفلت علي رامي زي الضمنة بالظبط ،
وخسر رامي الاتنين وصدق المثل “الطمع قل ماجمع ” وانتهت حياته وخسر بيته علشان نزوته وشهوته إللي اتحكمت فيه ،
ودايما مبنحسش بالحاجة إلا بعد فوات الاوان ،
بعد لما تضيع من إيدينا والغالي نبدله بالرخيص ،
لازم الإنسان يحسب خطوته الأول قبل مايقدم عليها ويشوفها إذا كانت هتنفعه أو هتضره ،
لأن في خطوات بتد.مر مباشرة لو أقدمنا عليها وإحنا مش واخدين بالنا .
#انتهي_الاسكريبت
#الهوي_الكذاب
#فاطيما_يوسف