
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل الأول :
-اه قفايا حرام عليك يا أخي بقى، انا محترم سنك من الصبح!
هتف يزيد وهو يبعد رقبته عن متناول ذراع ظافر بحنق و ملامحه تعكس غضبه، فمال ظافر برأسه نحوه قائلاً :
-تعالى يا ياض مد إيدك عليا تعالى!
نفخ يزيد و استغفر الله ثم قال بحدة :
-يا جدع أنت عيب احترمني! ، انا أبو عيال دلوقتي!
إلتوى ظافر للخلف في مقعده الامامي بالسيارة ليمسك بعنق يزيد في المقعد الخلفي ، موبخًا له:
-ولما أنت أبو عيال مش عارف تمسك لسانك اللي عايز قطعه ده ليه!
حاول يزيد دفع يده مدافعًا عن خطئه الذي اشغل حياتهم منذ أسبوع مضى ولايزال ثلاثتهم يعانون منه :
-الله وأنا هعرف منين إنكم مش قايلين لمراتاتكم و مخبيين عليهم.
قطع مروان ذاته الصامتة لأول مرة منذ أن استقلوا السيارة من شركتهم الصغيرة وقال بإستهجان :
-لا مش قادر ارميه من العربية يا ظافر انا مش طايق اسمع صوت الواد ده خلاص!
عبس يزيد وهتف وهو يضرب كفيه على ساقيه :
-حلو أوي، يعني أنتوا اللي غلطانين وبدل ما تعترفوا بغلطكم بتدبسوها فيا!!
-اه انت صح، احنا اللي اتسحبنا من لسانه و قولنا على غراب البين اللي كانت بتلف على مروان و عليا.
التفت ظافر في مقعده نحو مروان ليقول بجدية:
-تصدق شكله غيران إنها معبرتهوش و كان قاصد!
ارتفع حاجب مروان مع هزه خفيفه من رأسه مؤكداً:
-تصدق كلامك صح!!
علا صوت ضحكة يزيد الساخرة ليقول :
-اه فعلاً عشان كده أنا اللي رفدتها!!
-ما أنت رفدتها عشان هي مكنتش معبراك!
قال ظافر وهو يعود لجلسته الطبيعية علي المقعد وابتسم بكل أريحية مضيفاً:
-أصل هي كانت ميالة للنوع الرجولي شوية وملهاش في شكلك اللي يموع النفس!
ضحك مروان بسخرية واحمر وجه يزيد بغضب وهو يدافع عن وسامته :
-اه قول بقى إنكم بتحقدوا عليا..
ابتسم مروان بأصفرار مؤكدًا بشكل ساخر :
-اه جدًا، مش قادرين نعيش مع طعامتك و حلاوتك…
التفت برأسه نحو ظافر مضيفًا بجدية :
-قولتلك ارميه من العربية!!
عقد يزيد ذراعيه وأسند رأسه للخلف مقررًا تجاهلهم ثم أخذ يتمتم بغضب عندما تذكر زوجته الغاضبة منه هي الأخرى لانه كان السبب في تأزم حياة شروق و منار من زوجيهما فالتفت نحوهم قائلاً بغيظ :
-طيب انتوا مراتاتكم زعلانين و غضبانين في شقة شروق، أنا مراتي غضبانة معاهم لية بقالها اسبوع، انا ابني وحشني والله…!
-دول كلاب احنا مخلفين كلاب مش مهم عندهم بابا، المهم ماما
قال له ظافو قد تجهم وجهه متذكرًا موقف اطفالة الثلاثة منه بسبب خلافه مع شروق …
***
-ممكن أفهم انتِ بتتجاهليني لية من ساعة ما مروان و منار و يزيد و سلمي مشيوا!
قال ظافر وهو يقطع عليها الطريق الى خارج المطبخ فنظرت للأسفل تتحاشى النطر إليه بشكل مباشر لا تزال تشعر بدمائها تفور كالبركان منذ ان علمت بأمر تلك الماجنة التي حاولت سرقة زوجها العزيز، الذي يصر على تهميشها في حياته، خرجت من افكارها عندما اقترب منها قائلاً :
-انتِ زعلانة عشان البت دي صح، انا مردتش أقولك عشان متضايقيش مش اكتر، لأني عارف تفكيرك بس الموضوع عادي !!
رمقته شزرًا وهي تبتعد عن ذراعيه قائلة :
-وماله تفكيري يا أستاذ ظافر؟ و عادي بردو إني اعرف من صاحبك؟
ارتفع حاجبه لوضعيتها الهجومية وقد تخصرت بذراعيها لتبرز بطنها المنتفخه بأبنتهم القادمة، فحاول الاقتراب مبررًا:
-مالوش يا شروق، بس انتِ الحمل مش مخليكي مظبوطة وانا محبتش اضايقك وصاحبي ده انا هربيه اقسم بالله!
استدارت تخفي وجهها عنه لتردف بأتهام :
-قصدك تقول إن دماغك هي اللي مش مظبوطة، انا مبقتش فاهمة انت ليه مصر تبعدني عن حياتك…
قاطعها سريعًا وهو يفرك جبينه بتوتر:
-إنتِ مكبرة الموضوع على فكرة!
قال بإرهاق فالتفتت له وهي تشير بسبابتها في وجهه وتقول من بين أسنانها:
-دي مش أول مرة يا ظافر، فاكر حوار منى ولا نسيت ؟
جاور سبابته سبابتها امامه وهو يحذرها بحده :
-قولتلك ميه مرة ما تجبيش سيرة الزفتة دي في البيت ده وقدام ولادي!!
اضطربت أنفاسها بغضب وانكمشت ملامحها تعكس جرحها وهي تقول بخفوت محاولة كبح عبراتها الساخنة :
-اسمها ولادنا ثم هما فين الولاد دول، انت اللي بتتلكك بس ومش طايقني!
تخطته وهي تلقي اتهامها غير منتظرة إجابته، تركت العنان لدموعها التي انهمرت كالشلالات و حاولت المرور من أمام اطفالها اللاهون بألعابهم في منتصف الردهه والهرب إلى غرفتها ولكن دون جدوى، توقفت حركة الصغار تمامًا وقد استوقفهم وجهها الباكي، شهقت فريدة وكانت اول الراكضين خلفها إلى الغرفة بذعر بينما اتخد يوسف مسئوليه حمل يحيى الصغير والركض خلفهم.
-مامي مالك بتعيطي ليه؟
تسائلت فريدة وعيونها الصغيرة تلمع بعبرات تهدد بالانهيار ومرافقه والدتها في حزنها، ارتبكت شروق ومررت رقبة ردائها بشكل تلقائي علي وجهها تحاول إخفاء أثار بكاءها ونفت بسرعة :
-مش بعيط لا دي حاجة دخلت في عيني!
التقت نظرات يوسف و فريدة لثواني قبل ان يلتفتوا لوالدهم الواجم المطل من باب الغرفة، حدجه يوسف نظرة غاضبة وقال بأتهام :
-بابا زعقلك صح؟!
ارتفع حاجبي ظافر بذهول للهجة الصغير الحادة وكاد يصيح في ثلاثتهم للخروج ولكن زوجته المجنونة انهمرت في البكاء وهي تجلس علي فراشهم تخفي وجهها، خبط طافر رأسه بأطار بالباب وأغمض عيناه بنفاذ صبر عندما علا صوت بكاء فريدة تضامنًا مع والدتها، زفر واستغفر الله وهو يتابع فريدة تتوسط احضان زوجته وتستند برأسها الباكي على بطنها بينما يحيى يضع رأسه على ركبتيها ويستند عليها كي لا تخونه ساقاه حديثة المشي ، فقط أهل بيته يقدرون علي إقناعه بأنه وحشًا كاسرًا، اقترب منها وجلس بجوارها هامسًا برفق :
-يا حبيبتي اهدي عشان خا…..
-ملكش دعوه بماااااامي!
صرخت فريدة فانتفض ظافر للخلف في حالة كبيرة من الذهول و الاستنكار ليقول بحدة :
-انتِ بتزعقيلي يا جزمة؟!
-ملكش دعوه بيها!
قالت شروق بين شهقاتها وهي تحاول ضم الثلاث اطفال إليها، طالعهم ظافر بأنزعاج وغيرة وهتف:
-اومال مين اللي له دعوة يا هانم، بوظي العيال اكتر من كده!!
زئر يوسف بأمتعاض ومال يحيط وجه شروق بكفه الصغير قائلاً بحنان :
-تعالي عندي في اوضتي يا مامي بعيد عن الاوضة بتاعته دي وبلاش تعيطي عشان بيرلا!
-بعيد عن الاوضة بتاعته يا عديم التربية، وايه تعالي اوضتي يا مامي دي كده انت واخدها من طوعي يعني ؟، هتاخدها باريس ولا ايه مش فاهم ؟ اوضتك دي اللي هي جوا بيتي انا !!
غمغم بكلمات غير مفهومة عندما قوبل بالصمت من الجميع فقط نظراتهم المستنكرة تهاجمه ثم قال بحدة :
-اطلعوا برا حالاً ومتدخلوش بيني وبين ماما تاني!
حاول إبعاد فريدة عنها فنفضت يده بغضب طفولي قائلة وهي تحاوط شروق بذراعيها:
-لا مامي…!!
-يا نهار ابوكي أسود!! انتِ بتضربيني!
اردف ظافر بأعين متسعه فدافعت شروق سريعًا:
-متقولش ضربتك دي زقت إيدك بس!
صاح ظافر بغضب و حنق :
-انتِ بتستعبطي يا شروق، بتقلبي العيال عليا وبتعمليهم الغلط!!
ارتعشت شفتيها وهي تهمس بحزن:
-كل حاجه شروق مش كده، اقولك روح للسكرتيرة اللي يزيد مشاها يمكن تلاقي اللي عايزه فيها، انا هاخد عيالي واطلع شقتي فوق وسيبهالك مخضره!!
جز علي أسنانه وهتف بحده:
-لا ده انتِ اتجننتي رسمي، اقولك خليكي انتي وعيالك، انا هغور في ستين داهيه!!
***
عاد ظافر من افكاره على صوت يزيد الشاكي :
-طيب انا مش فاهم بردو مراتي غضبانة لية، انا مالي؟!
تنهد مروان ليجيب بهدوء:
-ده عقابك من ربنا!
ابتسم ظافر قبل ان يتسائل :
-يعني انت طول الاسبوع ده مكلمتهاش تعرف مالها هي كمان؟
فرك يزيد رأسه ليقول بخجل :
-اول تلات ايام كنت بتصل من الشغل ومش بعرف اكلمها اوي، و لما كنت بروح مكنتش بحس بنفسي زي اللي بيدخل في غيبوبة نوم لحد تاني يوم.
هز ظافر رأسه بنفاذ صبر ليسأل:
-واليومين اللي فاتوا؟
-كانت بتبقي هي اللي نايمة ومش قادرة تقول كلمتين علي بعض!
تمتم مروان ببعض الكلمات يصف بها حالتهم الميؤسة وهو يأخذ منعطف بالسيارة بينما ضحك ظافر ليقول بنبرة بديهيه :
-يعني من الاخر مراتك طفشتك منك ومن ابنك عشان تستجم وتنام يا ذكي!
عقد يزيد حاجبيه بعدم فهم ورد عليه سريعًا :
-إزاي إن شاء الله؟
-اذا كان انت ذات نفسك كنت بتنام على نفسك، اومال هي اللي مع ابنك الرذل اللي طول اليوم بيعيط، اكيد كانت محتاجة هدنه، إنها تسيبه معاهم وتنام، انت عارف ابنك بيشوف العيال بينبهر وبيبطل زن!!
مط يزيد شفتيه بحزن ورد عليه بحنين:
-بس هي وحشتني أوي والواد ابن الكلب ده وحشني!!
-كويس إنك عارف نفسك!
رد عليه مروان دون أن تهتز ملامحه الثابتة، وهو يأخذ منعطف لليسار، راقب السيارة تتوسط الطريق بأستقامة مرة أخرى، شد قبضتيه و تمنى لو يقدر على ترويض حبيبته بهذة الطريقة ليجعلها هادئة سلسلة تمامًا بالمقود بين أصابعه، ظهرت انحناءه طفيفة علي فمه وهو يتذكر رد فعلها الجنوني بعد ان وشى بهم صديقة الأبله وسط جلسه اجتمع بها الجميع و كانت أكثر من رائعة حتى قرر يزيد إنهاءها بلسانه الذي يسير كالخيل العنيد رافضًا وضع اللجام……
***
صفعت الباب خلفها والتفتت نحوه قائلة :
-ست مين دي ان شاء الله اللي كانت بتلف عليك و معرفش عنها حاجه لية؟
التفت نحوها بملامح جامده ورد بتروي :
-عشان موضوع سخيف مالوش لازمة يتفتح، واحدة استعبطت ومشناها..
-سخيف بردو زي العربية اللي اشترتها لاخويا!
قالت بأتهام وهي تخلع حذائها بعنف فأجابها بحدة :
-مش كل شوية نفتح الموضوع ده ثم انا ضمنته بس!
اندفعت نحوه لتقول بنبرة ساخرة:
-والمقدم اتدفع لوحده!
والمقدم كان هدية مني انا اصريت عليه مش اكتر، بطلي تتكلمي عن اخوكي الكبير، عيب!
اخبرها بنفاذ صبر و عيون مهدده، فأندفعت قائلة:
-ومش عيب إنه يستغلك مرة شغل ومرة سكن و دلوقتي عربيه!!!
-ممكن أفهم انتِ بتعملي لية كده؟
قال مروان ثم عقد ذراعيه أمام صدره بهدوء يحوي غضب مستتر من انفعالاتها المتسرعة وهي تتجول امامه كالثور الهائج، فتوقفت منار وهتفت بضيق وهي تجذب خصلاتها للخلف وتعود لتقف امامه متهمة:
-بعمل لية كده؟ انت اكيد بتهرج!
-بهرج عشان بساعد اخوكي؟
قال مروان بانفعال فضربت يداها على صدرها بغيظ وقالت:
-أيوة عشان انت بتقل مني، انت عارف إننا علي قد حالنا من الأول فبلاش تحسسنا اننا حالة إنسانية وتندمني إني اتجوزت واحد هيفضل طول العمر شايفني أقل منه!
صعق للحظات طويلة من نظرتها المتدنية لنواياه وهز رأسه بخيبه أمل وهو يفرك أسفل وجهه بين أصابعه يحاول كبح إنفعالاته الغاضبة ثم قال بخفوت وقسوة :
-كلامك مش بيدل غير علي شيء واحد بس يا منار وهو إني فعلاً غلطت لما إتجوزت عيله صغيرة زيك!!
اتسعت عيونها بصدمة لأعترافه الذي خرج كالنصل من فمه ليستقر بين ضلوعها ساد الصمت و تركوا لأعينهم حق القتال في غضب و عناد و أخيراً عتاب، استسلمت منار اولاً وابعدت انظارها المتألمة لتقول بصوت يتقطر بالألم :
-ولما انت ندمان كدة، لية بتساعده؟ قولي لية وانت عارف انه قاصد يستغلك؟!
زفر بقوة يحاول إخراج كافة المشاعر السلبية المسيطرة عليه بسبب اتهامها وتقليلها من شأنه و شأن شقيقها، لكنها بالتأكيد فشلت في كبح لسانها السليط لتقول بغرور:
-ولا فاكر إنك كده بتشتريني عشان افضل جنبك !!!
ارتفع جانب وجهه بسخرية و ذهول ليقترب منها خطوة متسائلاً :
-اشتريكي عشان تفضلي جنبي؟؟ ليه عاجز ولا مشلول !!
رفعت رأسها وأعلنت بحماقة وغيظ:
-عشان أنت عارف إني اصغر منك بكتير وخايف ابص لغيرك!
لم يشعر مروان بنفسه إلا وهو يقبض على وجهها بقوة ويقربها منه ليقول بصوت يملئوه القسوة و البرود :
-لما أحس إنك ممكن تبصي لغيري مش هشتريكي، وقتها انا هخلع عينكي الاتنين من مكانها!، فوقي لكلامك شوية !!
علت دقات قلبها بذعر ولأول مرة تستشعر بأنفاسة الغاضبة على وجهها بدلاً من انفاسه المشتعلة بعشقه لها، اهتزت ملامحها قبل ان تنهمر الدموع على وجهها، فأبعتعد مروان كالملسوع ما أن رطبت دموعها أصابعه الخانقة لفكيها ثم اعطاها ظهره وهو يضغط على رأسه للسيطرة علي غضب مجنون اثارته داخله بكلماتها الغير مدروسة والوقحة… الوقحة و الحمقاء… فهذه هي حبيبته حمقاء تقع دائمًا في خطأ الحديث دون تفكير فقط تعتمد على وقاحتها ولكن تلك المرة لن يسمح لها بالافلات من عواقب أقوالها، ولن يستسلم لدموعها أو دقات قلبه الخائن الذي صار كالخادم المطيع يسعى لإرضاءها… وصلهم صوت أطفال ظافر ولوهله ظن إنهم سيطرقون بابه، لم يدم فضوله فقد تكفلت زوجته الغاضبة بفتح الباب وسد تساؤلاته بما يحدث، رأى شروق تعافر لفتح باب شقتها القديمة مع يحيى رحمه الله، ويوسف يحمل يحيى الصغير بين ذراعيه بينما فريدة تقف خلفها بملامح طفولية عابسة، سألت منار بخضة:
-شروق؟ في حاجه ولا إيه؟!
ارتبكت شروق واستدارت نحوهم بخجل وقبل ان تنطق سبقتها الصغيرة :
-احنا طفشانين من بابي!!
احمر وجه شروق وهمست موبخة:
-فريدة!!
ضاقت عيون منار بتفكير قبل ان تلتفت لمروان الذي أرتفع حاجبه بتعجب حين قذفته نظرة تكسوها التحدي ثم تركته واتجهت نحو صديقتها، حملت فريدة وسندتها علي خصرها وهي تقول بنبرة حازمة:
-انا هبات معاكي إنهارده!
لم تبالي شروق تلك المرة بلعب دور الصديقة العاقلة بل امتنعت عن المظر نحو مروان وقالت بمؤازة إنثوية:
-بيتك و مطرحك!!!
دلف جميعهم وانغلق الباب في وجهه مروان المنغمس في حالة من الذهول، زم شفتيه ثم اغلق باب شقته بعنف، حسنًا فلتفعل الوقحة ما تريد، وإن كانت تظنه سيحفي ويتوسل لتشفق عليه برضاها فهي مخطئة و مخطئة تمامًا….
***
حمحم مروان بحرج وحاول إعادة إنتباهه المشتت بذكرياته إلى ظافر الذي يتحدث بأمرٍ ما وانهاه بجديه تامة :
-حالتي دي مع شروق، المعنى الحقيقي لجملة يارب هرمونات الحمل تموت!!
تنهد فلن يفهم عمق تلك الكلمات سواه، تبادل الثلاثي النظرات بريبة قبل ان تملئ ضحكاتهم الرجولية السيارة، ضحكات كانوا بحاجة إليها، ضحكات أظهرت لهم كم يشتاقون لسيدات عرفوا مذاق المحبة و السعادة من أطراف ملاعقهن ….
حلقة اهوووه اتفاعلوا بقى ♥️🙈
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل الثاني :
مشطت شروق خصلات فريدة لتتابع حديثهم العميق بمقدار عمق طفلة لا تزال في الخامسة من العمر :
-يعني أنا صح، هو كان المفروض ميستسلمش، بالعكس ده زي اللي ما صدق نغضب كام يوم!
هزت فريدة رأسها بنعم مؤكدة:
-ده حتى ماجابليش دوبي لما نسيته او فكر يطلعهولي!
زمت شروق شفتيها و هزت رأسها بموافقة قائلة:
-انسان مش طبيعي عمره ما هيثق فيا، لو بيحبني مكنش خبى عليا حاجة !!
التفتت نحوها فريدة لتقول بحزن :
-لا بابي أكيد بيحبك بس هو أناني يا مامي !
هزت شروق رأسها بتفكير قبل ان تتسع عيناها وتقول بقطعية ورفض :
-فيري! متقوليش على بابي كده، بابي مش اناني ده احن أب في الدنيا.
زفرت الصغيرة وضربت جبينها بكفها قائلة:
-يووه، انا رايحة العب يا مامي لحد ماتحددي موقفك!
مطت شروق شفتيها و للحظة شعرت بالشفقة علي نفسها للجوئها إلى طفلة ولكنها طفلته وهي مشتاقة له و تحن لكل ما هو منه، زفرت بغضب و ربتت على معدتها المنتفخة على أمل إيقاظ تلك الشقية التي تمتنع عن الحركة منذ غياب والدها، تنهدت وشعرت بشوق حار نحو ظافر فحكت جبينها بقوة و انتفضت من مكانها مقررة الانضمام للبائسات في الخارج، رأت سلمى تتثاءب وتخرج من الغرفة المقابلة لها فتأففت قائلة:
-اول مرة اشوف واحده بتتلكك مع جوزها عشان تغضب وتنام، انتي بجد باردة ومستفزة!
هزت سلمي رأسها مرة لتقول بعدم استيعاب و سخرية:
-صباح الخير عليكي انتي كمان!!
-مساء الورد يا روحي إحنا العصر، صبرني يارب على العموم تيم صحي من بدري منار اكلته و بيلعب مع الولاد في الاوضة.
تركتها شروق بأنف مرتفع واتجهت للشرفة للانضمام إلى منار المكتئبة، في محاولة لإبعاد تفكيرها عن زوجها الذي توقف عن الاتصال بها ، صحيح إنها امتنعت عن الاجابة عليها إلا إنه أخطأ حين توقف عن الاتصال !
رجل أحمق، فكرت بغضب ..
ذهبت ووقفت بجوار منار وساد الصمت بين كلاهما حتي انضمت إليهم سلمى متسائلة:
-اعملكم هوت شوكليت معايا؟
ألتفت الفتاتان و رمقاها بحده غاضبة قبل إعادة أنظارهم للأمام، ارتفع حاجبي سلمى لتقول بغضب طفولي وهي تخرج:
-إيه الستات النكد دي!
اتاها الرد الساخر من منار:
-متأسفين معلش، اصلنا متخصمين مع جوازنا وبعد الشر عنك يعني متضايقين و دمنا محروق!.
رمت سلمي يدها للخلف في حركة غير مقتنعة بالسبب و قالت :
-لما انتوا مش قد القمص بتتقمصوا ليه !
التفتت منار لشروق حال اختفاء سلمى وهتفت:
-لا بجد مستفزة البنت دي!.
-يا بنتي هي اصلا وخداها اجازة، مش متعاركة هي وجوزها دي بتتلكك عشان ترتاح من زن ابنها!!
*****
مال ظافر لأخذ هاتفه من المقعد وسأل مروان :
-أنت مش مروح ولا ايه؟
تعلقت عيون مروان بالشرفة حيث تقف الوقحة خاصته يكاد يقسم إنه يرى اشتعال مقلتيها لرؤيته من موقعه هذا، تلك السخيفة تظنه غر صغير سيركض خلفها لإرضائها،لمعت عيناه بخبث وهو يعيد انظاره لظافر ليجيب:
-لا انا رايح مشوار كده!
-اموت واعرف بتروح فين بقالك كام يوم!
ابتسم مروان نصف ابتسامته الجذابة ورد عليه :
-هتعرف قريب، عايز حاجة؟
-لا تسلم، مع السلامة!..
أغلق ظافر باب السيارة ثم جذب نفس عميق ومط جسده عسى أن تنفرد فقرات ظهره فالتقت عيناه بعيون زيتونية مهلكة طردت أنفاسه ببطء وهو يحترق تحت سلطانها.
تعلقت عيون شروق بعيون زوجها وشعرت بجسدها ينتفض بشوق له ولقربه، حاول إبعاد أنظارها عنه ولكن دقات قلبها المتتابعة وانخفاض روحها لأسفل منعها، شعرت بضعف شديد ووهن عندما أبعد أنظاره بملامح مبهمة واتجه نحو المبنى، التفتت تناظر برعب عندما هتفت منار:
-شوفي خد بعضه ومشي ازاي، دي رابع مره كل يوم يروح ظافر و يزيد و يمشي هو فاكر لما يخليني اغضب واسيب البيت هسيبه في حاله، طيب والله ما انا ساكته يا مروان!!
ضربت منار قدميها في الأرض باعتراض، فهزت شروق رأسها في تعجب لتجيب:
-إهدي يا مجنونة إحنا في البلكونة وبعدين هو مخلكيش تغضبي أنتي اللي استعبطي وغضبتي!
ألقت شروق نظرة على باب المبني و حزنت حين لم تجد طيف مبتغاها، تنفست علي مهل وقد اصابها شعور قبيح يجبرها علي البكاء، اغمضت جفونها بحزن قبل ان تفتحهما وتقرر بلمعة في عينيها :
-انا هنزل أجيب حاجه من الشفة بسرعة!
حركت منار يدها بعدم اهتمام فتحدثت شروق بجديه :
-منار خدي بالك من العيال لحد ما اطلع!
أمسكت معدتها بعزم ثم رمت طرحة بيضاء تستخدمها للصلاة بإهمال فوق رأسها وهرعت إلى باب الشقة ومنه إلى أسفل حيث زوجها هادئ البال مقررة توبيخه و تعنيفه قدر المستطاع!!
*****
خلع ظافر قميصه بحدة وغضب والقاه بعيدًا ثم ألقى بجسده المنهك على أحد المقاعد بالصالة مفكرًا في من سرقت النوم من مضجعه بتجاهلها إياه، هز ساقه في حركة لا إرادية وأخذ يعصر عقله لحل ما يدور بينهم ولكن عليه كسب ود أبناءه أولاً فقد اكتشف إن لإرضاء زوجته سيكون عليه طلب المباركة من هؤلاء الشياطين الثلاث ناكرين الجميل، لا ينكر إن اختيارهم لشروق ازعجه واشعله بالغيرة لإخراج الجميع له من الحسبان حتي هي، أليس هو من يشقى طوال اليوم ويبعثر ماله على الألعاب الحمقاء وتلك الأفلام الكرتونية الملعونة، زفر بغيظ متمتمًا:
-ماشي يا ولاد الكلب هتروحوا مني فين، ابقوا شوفوا مين هيعبركم بحاجة بعد كده!!
استغفر الله كثيرا وباله يتعجب مما حدث بينهم متسائلًا ماذا فعل ليثور عليه الجميع بتلك الطريقة، كل مبتغاه كان مراعاة مشاعرها وقت حملها المذبذب بهرموناتها السخيفة تلك ولكن ما يضايقه فعلاً بعد تلك الأيام هي قدرتها على تركه كل تلك الأيام بينما هو يتقلب كالسمكة علي المقلاة شوقًا لها ولجودها بجواره، خرج من أفكاره علي طرقات الباب فأرتفع حاجبه بتعجب وتوجه لفتحه بملل.
تفاجأ ظافر بزوجته أمامُه بقامتها الهشة القصيرة مقارنةً بجسده الرجولي الصلب، ارتبكت أنفاسه نوعًا ما و نظراته المعاتبة تتأمل ملامحها و يتفحصها كأنه يطمئن عليها ويشبع شوقه لها.
اضطربت شروق وطارت كافة خططها لمشاجرته مع الريح، التقت أبصارهم للحظات، عيون خضراء أشعلتها عيون كالعسل المحترق، تنثر الشوق والاشتهاء وتتناقل بين عشق وعتاب، ووجدت نفسها كالمغيبة، حركتها مشاعره لتتناسى حملها وتتحرك شفتيها بهمس خافت:
-يا غُلبي يا أني يا أمي!
انهتها وقفزت بين ذراعيه تضمه بقوة متعلقة بعنقه كأنه مصدر الحياة، خبأت رأسها بين صدره ورأسه ودست أنفها هناك تحاول استنشاق رائحته.
تغلب ظافر على صدمته و شد ذراعيه حولها بقوة ومحبة فائقة وأخذ يقبل جانب رأسها بشوق ليقول معاتبًا:
-وحشتيني أوي!
لم تجيبه بكلمات لكنها اكتفت بضم شفتيه بشفتيها في شوق مُضْنٍ، وسمحت لأناملها باستعادة مكانتها الخاصة بين خصلاته السوداء القصيرة في حرية تامة بينما قبض هو على خصلاتها من أسفل حجابها الذي انزلق بين أصابعه وتحرك بجسده يدور بها بحذر ثم ترك لجسده مهمة إغلاق الباب عندما ارتمى خلفه يستند عليه لايزال منغمس بالشعور الذي تمنحه له يداها.
ابتعدت شروق لتلثم كل ما تطوله من وجهه و عنقه متجاهلة ضربات جنينها المتحمس لقرب والده بعد فراق أيام، رفعها ظافر محاولاً تجنب انتفاخ معدتها قدر الإمكان ورفض الانصياع لفضوله المثار حول هذا التحول في تصرفاتها فشوقه لها كان أقوي من تساؤلاته، تحرك سريعًا إلى مملكتهم الخاصة وتركها تتلاعب بمشاعره بهجومها الفياض المحب لقلبه حتى أكتفى بمداعباتها وقرر اقتحام مشاعرها بما يرضي قلبيهما.
دار بينهم صراع فريد من نوعه، صراع يُذهب العقل في نشوة مخمور، صراع يذيب القلب غير معترف فيه بغالب أو مغلوب…..
*****
جلست منار وسط الأطفال في محاولة لتهدأ دون جدوى، فزفرت ووقفت بحدة لتقول لسلمى :
-انتوا مش عايزين حاجة من تحت،، انا هتجن عايزة انزل قبل دماغي ما تطق!
أبعدت سلمى تركيزها عن كتاب تقرأه وقالت :
-عايزين عيش بس اعتقد.
هرعت منار نحو الباب قبل ان تكمل سلمى جملتها وهي تسحب حذائها وحقيبتها المعلقة خلف الباب واردفت في عجل وهي تغلق الباب خلفها دون انتظار رد:
-هنزل اجيب بسرعة، خدي بالك من العيال لشروق تقتلك!
تأففت سلمي لتترك كتابها وتثبت عينيها على المشاكسون الأربع!!
*****
دقائق ودلفت منار بابتسامة واسعه إلي المخبز الذي عملت به يومًا وكان سببًا في لقائها بأروع رجل مزعج قابلته في حياتها.
-مساء الخير يا حاج هلال، أخبار صحتك إيه دلوقتي انت والحجه!
ابتسم العجوز بسعادة لرؤيتها، وربت على يدها الممتدة لتحيته ورد عليها:
-مساء الورد يا غالية، الحمدلله على كل حال رضا!
-عايزة عيش والبسكوت أبو ينسون ده لو عندك طازة!
-عيوني ليكي يا بنتي!
-الله أومال فين الواد السئيل اللي بيشتغل هنا!
انغمس العجوز في تغليف احتياجاتها وهو يشكي همه لها :
-راح يتغدى الله يهده او يهديه، واديني مستني الباشا بقالي ساعتين عشان يقعد بدالي و اروح اسحب الحواله اللي ابني بيبعتها لعلاج أمه ربنا يهديه ده كمان، والمكان اللي بسحب منه قرب يقفل خلاص!
عبست وهي تستلم طلبيتها ثم سألت بشفقة :
-هو المكان ده بعيد يعني؟
-مش اوي ربع ساعة مواصلات!
عضت شفتيها بتفكير قبل ان تعرض بصدق:
-خلاص انا هقف هنا بدالك لحد ما ابن التيت ده يجي وانت روح شوف مصلحتك!
ضحك الحاج هلال ليقول:
-يا بت اهمدي انتي مرات راجل قد الدنيا متبقيش زي الدبور اللي بيزن علي خراب عشه!
شاركته الضحكات وهي تقول بأنف مرفوع وإصرار:
-ما أنا راجل قد الدنيا بردو ومش برجع في كلمتي، يلا يا عم الحاج بقى متعطلناش شوف مصلحتك عشان اخلع أنا!
هز الرجل رأسه بنفي قائلاً وهو يدفعها للخارج:
-لا مالوش لزمة، اتكلي انتي على بيت جوزك!
-يووه طيب يمين بالله ما انا متحركة من هنا…
دفعته بخفه نحو الخارج لتضيف:
-خلص مشوارك بسرعة لو مش عايزني اقف هنا كتير!
ضرب العجوز كف على الأخر قبل ان يقول باستسلام :
-أمرنا لله، ربنا يستر ويجيب العواقب سليمة!
ضحكت منار ولوحت له وهو يبتعد قائلة:
-خد بالك من نفسك وبطل برطمه عليا!
استدار نحوها ليوبخها ولكنه اكتفى بهزة من رأسه قبل ان ينتبه لطريقة مرة أخرى.
*****
ركن مروان سيارته في مكانها المعتاد وبكل احترافيه حاول القاء نظرة على شرفة زوجته وشعر بخيبة أمل لعدم تواجدها فقد اعتاد ملاعبتها بتلك الطريقة يأتي لإيصال أصدقاءه ثم يذهب ويتجول بسيارته مدة من الزمن قبل أن يقرر العودة فيجدها تقف هناك تغلي وترمقه بنظرات غاضبة يكاد يشعر بها تنغرس في جسده، ترجل من السيارة بخيبة أمل وأحكم إغلاقها لكنه توقف مكانه بتساؤل حين وصله صوت مناوشات لا يخطأ صاحبها أبدًا…
*****
وقفت منار تضرب قدمها بغيظ وهي تراه يعود من مكان الله وحده يعلم أين وبرفقة من، أبعدت خصلاتها بحده للخلف وعقدت ذراعها تتوعده في سرها حتي قاطعها شاب مزعج :
-ياست الحسن ركزي معايا بقولك عايز بقسماط!
حركت عينيها إليه باستنكار لتجيب بملل:
-والبيه مشلول ماتمد إيدك تاخد من اللي متعبي ده !
رمقها الشاب من اسفلها إلى اعلاها بحاجب مرفوع ليقول بسخرية:
-فعلاً الحلو مايكملش، قمر بس لسان زفر عايز القطع!
غامت عيونها شرارة وقد تغلب عليها طبعها الحاد لتقول بسخرية:
-طيب يلا يا خفة من هنا عشان ام لسان زفر دي ممكن تلم عليك الناس وتعلمك الصح!
لوى الشاب فمه باستخفاف واتجه إلى الداخل لاختيار ما يحلو له من الأكياس المعبئة بينما أعادت منار عينيها نحو زوجها لتتفاجأ به يقترب منهم بغضب يتناثر من مقلتيه، انحسرت الأنفاس في صدرها برعب والتفتت نحو الشاب لتقول سريعاً :
-شطبنا، شطبنا يلا اتفضل من هنا!
-طيب الحساب!
-مش عايزين اعتبرهم على حساب الفرن، اتكل على الله بقى متودناش في داهية!
ظهر التعجب بشكل واضح علي وجه الشاب ليقول بحنق:
-انتِ هتبقششي عليا ولا ايه!
-اشارت خلفها للوحش الغاضب القادم بقوة نحوهم وقالت بحدة:
-اللي جاي ورا ده يبقى جوزي بص لوشه كويس وقرر هتفضل ولا هتمشي!
انتقلت انظاره نحو مروان الدي يفضل بيه وبينهم خطوات قليلة وتنحنح حين ألتقط تلك النظرة المنذرة بالشر في عينيه ليتنبأ عقله سريعاً بحدوث ما قد لا يعجبه، فقال بخفوت وهو يتخذ قراره بالمغادرة :
-انا ايه اللي جابني اشتري من هنا!
رأيكم يا بنات ومتنسوووش تعملوا توصيه ٥ نجوم للبيدج 😂😂👏 وادعووولي عشان ضرسي هيمووووتني 😬
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل الثالث:
وصل مروان اللحظة التي غادر بها الفتي وقال من بين أسنانه لظهرها المتصلب أمامه ليتأكد بأنها تعلم بوجوده :
-انتي واقفة بتهببي أيه هنا!
عضت شفتيها واغمضت جفونها بقوة وهي تستشعر سوداوية حروفه قبل ان تستعيد رباطة جأشها وتستدير ببطء تحسد عليه مقررة مجاراة الوضع بقولها:
-ايه ده مروان، انت بتعمل ايه هنا!
مال رأسه لليمين بنفاذ صبر وأردف بغضب:
-انا سألتك سؤال؟ بتعملي أيه هنا يا منار، متختبريش صبري!!!
طالعت أنظاره بتحدي وانف مرفوع لتجيب :
-ليه في حاجة؟
اقترب منها خطوة مهددة وهو يشير بيده في وجهها :
-في إنك خرفتي وواقفة في نص الفرن بتبيعي للناس !
لمعت عيونها بانتصار لأنها أثارت اهتمامه وجنونه أخيرًا كما أثار جنونها بتجاهله فعلى الأقل استطاعت إخراجه من صمته حتى لو كان بدافع الغضب، تنهدت بملل واعتيادية وهي تشير حولها :
-زي ما انت شايف اهو حاجة تسليني!
دلفت سيدتان مسنتان فأشارت لهم منار للمنضدة المفروشة بالمخبوزات قبل ان تعيد وجهها نحوه بابتسامة قاتلة:
-على العموم شكرًا لاهتمامك وسؤالك!
اعاد ابتسامتها بطريقة مرعبة هزت ثباتها ليقول بهدوء حاد:
-الاستهبال حلو أكيد، بس مش معايا يا منار، بصي هو اختيارك أنا على أخري ومش شايف غير سواد قدامي فمعاكي خمس ثواني بالظبط قبل ما انسى انك في الشارع و اخدك من شعرك اللي فرحانة بيه ده و اطلعك شقتنا فوق وانتي ومبررك بقى ، هنتكلم ولا هقتلك أول ما يتقفل علينا باب!!!
تسمرت مكانها في ذهول وارتبكت ملامحها بشكل ملحوظ لتهمس متوترة:
-متتكلمش معايا كده أحسن لك،أنا مش صغيرة!
مال بجسده نحو اذنها كي يتجنب الفضائح قد المستطاع وخبط أصبعه بجانب رأسها ليقول بحده:
-اثبتي علي موقف مش انتي بردو الصغيرة اللي اتحوزت العجوز المهكع…
طالعته بصدمه وعجزت عن الإجابة وهو يتلاعب بكلماتها ولكنه أكمل بعنف :
-علي العموم هوفر عليكي التفكير انتي صغيرة وعقلك أنتهت صلاحيته وانا اللي هعيد إنتاجه من دلوقتي!
-انا….
حاولت التحدث فأوقفها بأن هتف بغضب غير قادر علي تمالك أعصابه:
-يلا !!!!!….
انتفضت بذعر ولكنه لم يتوقف ووجه حديثه للسيدات محاولاً تنظيم انفاسه المفرطة من غيظه:
-لو هتاخدوا حاجه اتفضلوا عشان هنقفل!!
امسك بذراع منار يدفعها بجواره إلى الخارج وجز علي اسنانه وهي تحاسب السيدتان، دفعها للخارج بإهمال وهم لغلق الباب حين أتي الصبي الخاص بالمخبز أخيرًا لتقول منار بصوت مهزوز:
-متقفلهوش مجدي هيوقف لحد ما الحاج هلال يجي!!
لم يجادلها او يلتفت نحوها بل اكتفى بجرها خلفه إلى الداخل، علت دقات قلبها بذعر وهي تتابع العرق يتصبب من وجهه الأحمر وأسفل رقبته ليبلل ياقة قميصه، كدليل قوي على قسوة انفعالاته في تلك اللحظة.
*****
علا صوت تلاحق أنفاس ظافر وشروق على الصمت حولهم وكلاهما نائم بين ذراعي الأخر بعد رحلة متبادلة من غرام عذب المذاق، استدار على جانبه ليقربها منه اكثر ويقبل فمها بقوة وجوع وكأنه لم يتناول وجبة دسمة مصدرها هي، لكنه تفاجأ بها تكشر وجهها وتدفعه بخفة حتي ابتعد عنها وخرجت من بين ذراعيه، بدأت تلملم ثيابها وترتديها سريعًا فتساءل بذهول:
-رايحه فين؟
-رايحه لولادي طبعًا!
-أفندم؟
اعتدل بنصف جسده العاري ليضيف بحدة :
-يعني ايه مش فاهم!
زاد احمرار وجهها الأحمر من الأساس لتقول بتلعثم:
-انا لسه زعلانة على فكرة ومتفتكرش إنك باللي عملته ده هتضحك عليا!
ارتفع حاجبيه في ذهول ليقول بنبرة حانقة:
-نعم يا أختي،أنا اللي عملت!
استدارت نحوه بحده وهي ترتدي أخر قطعة من ثيابها لتتهمه :
-أيًا يكن يعني، انا مش هسامحك غير لما تفتح قلبك ليا وتفهم إنك متجوز ومفيش أسرار بين راجل و مراته وتراعي مشاعري ولا انت فاكرني لعبة في إيدك!
دفع الغطاء بحدة وهم بارتداء ملابسه هو الاخر ليردف بلهجة غاضبة:
-واللي حصل بينا ده مش في بند الاهتمام والمشاعر؟!!
وضعت ذراعيها حول خصرها لتقول بإصرار متجاهلة مقصده عن عمد :
-ده غير انك اخترت تتجاهلني ومعبرتنيش انا او عيالي، بذمتك في اب ينام من غير ما يطمن على عياله!!
اندفع ليقف امامها متهمًا بحدة:
-انهي عيال دول، اللي مش طايقني وخلوكي تغضبي!
-انت اللي خلتني اغضب متجبهاش في العيال الي ميوعوش لحاجة!!
دافعت في غضب وابتعدت للخارج ليهتف:
-عيال ده احنا العيال….
اتبعها بانزعاج ليقول وكأنه تذكر امرًا للتو :
-وبعدين تعالي هنا افهم ايه من اللي حصل ده، انك كنتي بتستغليني!!!
ارتبكت وهي تلتقط حجابها بجوار باب المنزل لتقول بتلعثم :
-ده مش أنا طبعًا!
-اومال أمي!
-لا بنتك هي اللي عملت كده!
طالعها باستنكار ليقول :
-استغفر الله العظيم واتوب اليه، انتي هتكفرينا يا ست انتي !
جزت على أسنانها بخجل واضح لتدافع وهي تفتح الباب:
-انت وحشت اللي في بطني عشان كده لعبت في دماغي!
ضحك بسخريه ليقول بتهكم :
-طيب والله حلو جدًا إن في حد انا بوحشه!
ضيقت عيونها التي لمعت بدموع لا مبرر لها لتقول :
-طبعًا ما أنت أهم حاجة عندك بنتك وعيالك!
ضرب كف على الأخر بذهول ليقول بنبرة مجنونة:
-لا إله إلا الله، هو انا مش من شوية كنت مفتري ومش بهتم بعيالي دلوقتي بقيت مش مهتم غير بعيالي،،، ده ليفيل جديد للنكد عشان ابقى معاكي على الخط بس!
ارتعشت شفتيها لتهطل دموعها وهي تقول :
-متشكرة يا محترم!
جذب ظافر ياقة ملابسه وكاد يمزقها بنفاذ صبر ليقول بلهجة مشتتة :
-أنتي بتعيطي لية دلوقتي، أنا كلمتك يا ستي !
أجابته ببحه وبكاء مكتوم وهي تتجه للخارج وتفتح الباب بعنف :
-لا مبتتكلمش كفاية أنك حارق دمي انا واللي في بطني طول الوقت، عن اذنك!
لم يجيبها وقد استوقفهم مشهد صعود مروان الجاذب لزوجته خلفه دون أن يلقوا السلام حتى، جاور ظافر زوجته وتبادلا الأنظار بتساؤل وتعجب قبل ان تتخلي شروق عن فضولها وتتذكر غضبها وتتركه متجهه إلى أعلى، عبث ظافر بخصلاته بغيظ قبل ان يقرر توجيه جام غضبه على مسبب المصائب في حياتهم.
*****
استيقظ يزيد بخضة على صوت طرقات قوية بعد أن غفي لا شعوريًا ما أن وصل إلى البيت، صاح وهو يستعيد توازنه:
-طيب طيب في إيه، انا جاي اهوه!
ليتمتم في حنق واضح وثقة:
-انا عارف الخبطة الغبية دي، استر يارب!
فتح الباب ليدلف ظافر الغاضب وهو يطالع هيئته الناعسة ويهتف بحده:
-طبعًا نايم ومش في دماغك الدنيا، يارب نص برود الراجل ده ومراته في حياتي عشان هتجلط!
قال جملته الاخيرة وهو يرفع كفيه للسماء فيتأفف يزيد قائلاً :
-ماتهدى ياعم الطوفان وبراحه عليا!
اغلق يزيد الباب عندما توجه ظافر بصمت الي احد المقاعد يجلس ثم رد عليه بتعب:
-وهتيجي منين الراحة، يزيد أنا هتجن بجد مش عارف استحمل الوضع ده، العيال وحشوني ومفيش كلب فيهم سأل فيا!
ضحك يزيد فرماه ظافر بنظرات حارقة محذرة فتنحنح قائلاً :
-طيب اهدى بس، وبعدين أنا عايز أعرف ايه التحول اللي حصل لعيالك ده، مش انت كنت بتشتكي انهم على طول خايفين أن شروق تسيبكم لو انت زعلتها، أيه اللي حصل!
ضرب ظافر علي ساقه اليسرى ليقول بنبرة مغتاظة:
-الثقة حصلت، الثقة إنها مش هتسيبهم خلى خوفهم ينتهي وفي الأخر بعد ده كله يقلبوا عليا أنا، أنت لو شوفت الواد الصغير كان بيبصلي ازاي كنت قومت ضربته بالحزمة علي وشه!
انهي جملته بغل ليحمحم يزيد محاولًا تلطيف الوضع بقوله:
-وحد الله يا ابني ده عيل صغير، أنت من امتى وانت عنيف كده!
-من ساعة ما اكتشفت ان كل هم البشوات امهم لكن ابوهم اللي بيتعب ويشقى مش مهم!
ضحك يزيد ليخبره برزانه غير معهودة:
-يا ظافر يا حبيبي كل الأطفال في الفترة دي بيتعلقوا بمامتهم…
ثم صمت لتعود إليه روحه المرحة بقوله:
-وبعدين ابن مين أنت في مصر عشان عيالك يحبوك هاه،، ده الزبله ابني لو فتح عينه شافني ومشفش امه الدنيا بتتشال وتتحط ويبقى علي صرخه واحدة كأنه شاف تنين او بيعاقبنا مثلاً!
وضع ظافر يده على وجنته وهو يتفحص صديقه بتأني ليقول بابتسامة مشاكسه:
-لازم يتصرع لما يشوف الخلقه دي!
مال جانب فم يزيد ليرد عليه بنبرة متهكمة:
-ملقوش في الورد عيب!
ضحك ظافر ثم فرك عينيه بارهاق وساد الصمت المريح بين الاثنان قبل أن ينتفض ظافر بفكرة ليخبره بعيون لامعة:
-جتلي فكرة هايلة، أنا هعرف ازاي اخليهم يبعدوا عن امهم عشان اقدر اصالحها!
وقف يزيد هو الأخر ليضيف بحماس:
-حلو أوي!
-أهم حاجة ترجع مراتك وبطلوا استعباط إلا لو عايزها نبقي فوق وأنا بصالح مراتي!
أخبره ظافر بحزم وهو يشير بأصبعه في وجهه فضاقت عيون يزيد لمقصده وتساءل:
-طيب ومنار؟
ابتسم ظافر بمشاكسه ليؤكد:
-لا أنسى صاحبك اتجنن خلاص ومن خبرتي اللامتناهية اقدر أقولك إنها مش هتطلع من بيتهم تاني قريب!
*****
لوى مروان ذراعها وقرص على أذنها بغيظ ما أن أغلق باب منزلهم ليهتف بحدة:
-انطقي قصدك أيه باللي بتعمليه ده!
تأوهت بغضب أكثر منه آلم لتصيح هي الأخرى :
-الله وأنا كنت عملت أيه يعني ده عمل إنساني!
-أيه وجعتك!
سأل مروان بسخرية وهو يكبل ذراعيها أمامها ويجرها للداخل نحو المطبخ فسألت بذعر وهي تثبت قدميها بالأرض:
-انت واخدني المطبخ ليه؟
حرك يده الأخرى في حركة تدل على الصبر وهو يقول من بين أسنانه :
-متخافيش مش هخلص عليكي دلوقتي !
-حوش حوش وده من ايه ان شاء الله يا مسكر، انا محدش يقدر يتعرضلي!
قالت بسخرية تناقض الخوف الفائح من جسدها فأقترب إليها ليقول بهدوء مريب :
-مسكر؟ حلو أوي يبقي انا فكرت صح لما قولت هبتدي بقص لسانك!
دفعته بخضه وركضت للخلف خطوات قليلة لترد بحدة:
-بطل تخوفني انا مش عبيطة ولا عيلة صغيرة!
اقترب خطوتين وهو يحرك ساعده للأمام بشكل دائري ويخبرها:
-حلو أوي يعني انتي ست ومكلفة ومسئولة مش كده!
نظرت له بصمت ولم تجب فصاح بصوت عالي أفزعها :
-انطقي يا ست الستات، اديني مبرر لوقفتك في الفرن كده قدام اللي يسوى واللي ميسواش!
-ماله الفرن ان شاء الله، ما انت جايبني من هناك ولا بقى وحش دلوقتي وبنتعاير بيه!
هز رأسه بعدم صدق وقال:
-انتي مصدقة اللي بتقولي ده؟ هاه فهميني ليه على طول بتفكري بالطريقة دي ومش عايزة تفهمي إن وضعك اختلف، فرن ولا شركة حتى أنا مش هقبل ان مراتي تشتغل!
هتفت هي الأخرى بمدافعه وهي تقترب خطوة مهاجمه منه :
-ومين قال اني كنت بشتغل انا وقفت بدافع إنساني الواد اتأخر و الحاج هلال كان لازم يروح يقبض الحواله عشان علاج مراته ولا هي القيامة قامت يعني!
اقترب منها هو أيضًا حتى صارا وجهًا لوجه وقال بغضب يرفض تبريد الدم المشتعل في عروقه:
– هو انتي راجل ؟
-انا بمية راجل!
ردت بإصرار وعناد، فأبتعد عنها حتي لا يفقد اعصابه ويصفعها مثلاً وقال:
-ليه كل تصرفاتك بتدل إنك مش حاسة إنك متجوزة راجل!
صاحت بعنف وهي تشد خصلاتها بتمرد:
-انا مش بفكر كده طبعا!
-انتي مش بتفكري اصلاً!
صاح بنفس العنف ثم صمت يحاول استعادة هدوءه دون جدوى فكل خلية داخل جسده تنتفض وتفور بجنون منذ رآها في المخبز تشاحن رجل أخر غيره، شعوره بالغيرة يسيطر على تفكيره ويرفض اعطاء فرصة للعقل، قطعت منار تفكيره حين همست بنبرة خافته:
-انت اللي رافض تحسسني بأني ست!
هي مش عجباكم ولا ايه😂🙈
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل الرابع :
ارتفع حاجبي مروان ليقول بهدوء نسبي وهو يستند على قطعة من الأثاث خلفه:
-انا مش بحسسك إني ست؟ …. طيب اتكلمي وطلعي اللي في قلبك يمكن افهمك!!
كانت أنفاسها مضطربة بخوف طفيف لما سيحدث بعد اعلانها لما تشعر به ويخالجها منذ شهور ولكنها ضربت كل التوتر في عرض الحائط وقالت:
-انت اللي رافض تخلف مني!!
تفاجأ مروان ورمش أكثر من مرة يحاول استيعاب ما ترمي إليه ليقول متعجب وهو يشير إلى صدره :
-انا رافض اخلف منك، لا ده أنتِ أكيد اتجننتي رسمي!
أصرت علي موقفها واقتربت منه تحصر جسده الكبير بين جسدها الصغير و قطعة من الأثاث خلفه وردت عليه مؤكدة :
-ايوة جنني عشان تبرر أفعالك، مش من يوم ما اتجوزنا وانت على طول رافض اننا نخلف دلوقتي ومأجل!
-مأجل اسمها مأجل الخلفة فترة مش رافض الخلفة منك!!
قال وهو يحرك ذراعيه في ذهول من تفكيرها ولكنها اتهمته وهي تميل للخلف وتمرر سبابتها امام جبينها في حركة أشلت تفكيره للحظة بأنها “تردح” له فعليًا:
-ضحكتني يا عيوني اسمها مأجل عشان مش عايز تخلف مني عشان عارف اننا مننفعش لبعض واننا مش هنكمل صح ولا لا !
فرغ فاه مروان عندما اتبعت جملتها بمثل أقل ما يقال عليه بذئ، لا يصدق ما يطلقه لسانها السليط كمسجون بلا سجان، ساد الصمت بينهم دقائق لا يزال مروان في حالة من العجز عن الرد عليها فما فعلته للتو يتطلب ردًا من نوع أخر بعيدًا عن الكلام لكنها اتخذت صمته كموافقه على اتهامها وأكملت :
-ماترد عليا ولا كنت فاكرني هبلة وصغيرة بجد ومش هفهم دماغك!
ضاقت عيون مروان وفكر جديًا ما الذي يمنعه عن تربية تلك الوقحة، ثم ارتفع جانب وجهه في سخرية ليقول :
-انتِ ودي تيجي بردو صاحبة العقل الخارق هفتكرها هبله وصغيرة؟ لا وبجد مستغربة انا مأجل الخلفة لية!!!
-مأجلها لية؟
-عشان مش هجيب عيال امهم متخلفة لسة متربتش عشان تعرف تربيهم، ولسة مكملتش سن الرشد اللي مستنيه عشان كل كلمة هتنطقيها من بعده هتتحاسبي عليها ….
انفرج فمها بأستنكار لتجيب:
-سن رشد ايه انا عقلي يوزن بلد من دلوقتي ثم مين دي اللي متعرفش التربية!
-ولا شوفتي في حياتك ساعة واحده تربية حتى!
رفعت قدمها بغل لتسقط فوق قدمه وسط ذهوله وهي تهتف بأعتراض وغضب:
-أومال اتجوزتني لية!
-عشان اتنيلت و حبيتك !
صرخ بغضب وهو يميل ليحملها على أكتافه وقد فقد جام سيطرته علي الذات أخيرًا فصرخت مستنكرة :
-انت بتعمل ايه نزلني حالًا بدل ما ابهدلك!
-ده انتِ مش هتشوفي بهدلة وبس لا ده انتِ مش هتشوفي الشمس بعد عمايلك دي!
ظلت تضرب قبضاتها على ظهره باعتراض حتي وصل إلى الغرفة البعيدة في المنزل، انزلها وحاول تركها وحيدة والخروج فلمعت عبنيها بفهم لمقصده وهتفت:
-المفروض انك هتحبسني ولا ايه مش فاهمة!
اقترب منها بطريقة مرعبة وهو يقبض كفه انام وجهيهما قائلًا:
-اختاري احبسك ولا أمد إيدي عليكي واقطع لسانك!
-محدش يقدر!
هتفت بها بأنف مرفوع وحاولت تخطيه فأوقفها يجذبها للداخل قائلًا بحزم :
-لو رجلك خطت برا الاوضة دي مش هيحصل طيب عشان تبقي فاهمة!
-انت بتعمل ليه كده، مش من حقك!
-اومال حق مين؟ لو مش حق جوزك إنه يربيكي عشان مش متربية يبقي حق مين هجيب واحد من الشارع يربيكي!!
-انا متربية غصب عنك وانت مش ابويا عشان تتعامل معايا كده.
هز رأسه بتفكير وهو يلتقط أنفاسه العالية ليخرج هاتفه مقررًا:
-صح يبقى أنا اتصل بأخوكي وهو يجي يشوف أخرتها معاكي!.
اتسعت عيناها بذعر واوقفت انامله من التحرك علي شاشه الهاتف قائلة :
-انا برفض اللي بتعمله ده عشان تبقى فاهم!
اخرج كفه من بين اصابعها بحدة ليقول :
-ما هو انا مبقتش فاهم فهجيب اللي يفهمني!
عضت منار علي شفتيها وظهر الخوف بشكل واضح على وجهها لتقول بنبرة باكية أخيرًا مستسلمة للذعر داخلها:
-عشان خاطري يا مروان متتصلش بيه!
اخرجه صوتها الباكي من إصراره فترك الهاتف لحظة وتفحص ملامحه ودموعها المتلألئة داخل مقلتيها فقال بنبرة مرهقة:
-بتعيطي لية؟
-عشان هيضربني وهو ايده تقيلة اوي!
-محدش يقدر يضربك!
قال مروان باستنكار من أفكارها، فأكملت بإصرار:
-يبقى أنت عايز تجيبه عشان تتلكك وتطلقني!
ضرب مروان الهاتف علي جبينه بنفاذ صبر وقال من بين اسنانه :
-أبوس إيدك بطلي تفكري عشان اعصابي على أخرها، أنا قولت هطلقك؟ ما اهو أنا لو عايز اطلقك كنت طلقتك في لحظتها لما كنتي واقفة بتتمرقعي في الفرن!
علا صوت بكائها وأخفضت أبصارها بخجل للأرض دون إجابة فزفر مستغفرًا الله قبل ان يقول بهدوء مصطنع :
-لما أنتِ عارفة إنك غلط بتقاوحي لية؟
-انا اسفة!
قالت بين شهقات بكائها بخفوت فقطع الخطوة الفاصلة بينهم يحارب رغبته في ضمها إلى صدره قائلًا :
-أنا مش عايزك تتأسفي يا منار، أنا عايزك تفهمي إني بحبك وعمري ما هعيش من غيرك، أنا عايزك تطلعي الأفكار الغريبة اللي كل يوم بتفاجأيني بيها دي!
فاجأته عندما انهت الشعرة الفاضلة بين جسديهما وأحكمت ذراعيها حوله في خوف من فقدانه وأخفت وجهها وبكائها في قميصه دون أن تجيب،، زفر بحدة وهو يستغفر الله ويطلب عفوه عنه ثم أخذ يربت على ظهرها بحنان ويخبرها بكلمات طيبة تحتاجها بشدة في هذا الوقت حتى هدأت حده بكائها، دقائق ورفع ذقنها أخيراً ثم همس بنبرة حانية:
-تعالي أغسلي وشك!
هزت رأسها بصمت تام واتبعته وبعد ان جفف وجهها بالمنشفة أمسك يدها مرة أخرى وجذبها نحو الأريكة بالخارج وأجلسها بجواره، حمحم بتفكير في طريقة يبدأ بها حديثة في أسلوب مناسب لها ثم استطرد بهدوء :
-سؤال مهم، اللي حصل إنهارده، حصل لية؟
رمشت عدة مرات ومررت طرف كمهل على أنفها الأحمر قائلة بارتباك:
-مش عارفة؟
أغمض عيناه وقال بهدوء:
-ده سؤال ولا إجابة !!
-مش عارفة، أنا مكنتش أقصد اني أقف من الأول بس لما لقيتك استعبطت كنت عايزاك تاخد بالك مني و تصالحني وخلاص!!
-اصالحك؟ انتِ اللي غلطانة اصلًا وغضبانة من غير سبب!
قال سريعًا بصوت عال قبل أن يصمت حتي لا يخرج عن إطار هدوءه، فقالت مؤكدة:
-لا بسبب ولا نسيت الحيوانة اللي كانت بتلف عليك ومكلفتش نفسك تقولي!
امسك مروان يدها ليؤكد:
-اديكي قولتي حيوانة، ومن غير زعل انتي شايفة نفسك عاقلة أوي هاجي اقولك علي حاجه زي دي وانتِ هتعديها!
رمقته بنص عين لتقول معترضة:
-مش مبرر على فكرة!
ابتسم تلقائيًا رغمًا عنه ليقول :
-خلاص يا ستي، أنا أسف وغلطان،، حلو كده؟
هزت رأسها بنعم قبل ان ترتمي بأحضانه فاستوقفها قائلًا :
-استنى بس الموضوع كبير أوي سعادتك!
نظرت له بعيون بريئه ليتنهد وهو يسمح لها باحتضانه قائلًا:
-بس مفيش مانع نكمله وأنتِ في حضني!
-خلاص بقى هو لازم!
كادت تهرب ضحكته من محاولتها للهرب من العقاب وتثور حين يقول طفلة،، حمحم ثم أكمل بجدية:
-لازم نتكلم عشان نفهم بعض، يمكن الغلط الاكبر عندي إنك وصلتي للأفكار دي ولازم نقعد ونفهم أكتر طبيعة علاقتنا اللي أنتِ مش فهماها!
تأففت ولكنها لم تعترض فأستكمل حديثة قائلًا :
-بصي يا منار أنا لما قولت نأجل الخلفة كان عشان خاطرك أنتِ مش عشان خاطري انا، لو عليا انا واحد كلها سنتين ويبقى عندي اربعين سنة!
عدلت رأسها على صدره ونظرت له بتساؤل فهز رأسه بموافقة على مطلبها الصامت بالشرح مستكملًا:
-انا كنت عايزك أنتِ تعيشي حياتك الأول سنتين أو تلاته عشان متجيش بعد كده تكرهيني وتندمي انك اتجوزتيني في يوم، الأطفال مسئولية وتضحية وهم كبير لازم نكون قده!
ابتعدت عن صدره في اعتراض لتقول مستنكرة:
-أنا عمري ما اكرهك او اندم أني اتجوزتك، أنت أحسن وأحن راجل في الدنيا وعمري ما كنت احلم انك تتجوزني!
ابتسم ليقول بمشاكسة:
-الله، ما أنتِ بتقولي كلام زي الفل اهوه، أومال روحتي اتقمصتي مع شروق لية و ومفتكرتيش الحاجات دي وقتها!.
ابتسمت بخجل وغضت شفتيها ثم قالت بتلعثم:
-هي كذا حاجة في بعضها خلوني زي المجنونة ومش حاسه غير انك بتضيع مني!
تفحص وجهها بدقة قبل ان يمرر إبهامه علي وجنتها بحنان قائلًا :
-حلو نركز على الحتة المهمة دي كان في ايه في بالك وصلك او وصلنا لكده!
نظرت لأسفل بحرج فرفع وجهها نحوه يشجعها علي الحديث بطلاقة لتستكمل:
-أنا كنت عايزة نونو زي شروق و سلمى كنت عايزة احس إني ليا لازمة وإني ام…
قاطعها متسائلًا:
-ومقولتيش لية؟
-أقول ازاي وانت قايل مش هنخلف دلوقتي!
-وهو انا كلامي سيف خلاص أخلاقك منعتك في دي إنك تعترضي؟
صمت حين حدجته نظرة غاضبة فتنهد قائلًا:
-تمام مش هجادلك كملي وبعدين!
قال بنبرة سلسلة كي لا يتحول نقاشهم إلى شجار فردت عليه سريعًا:
-وكمان انت فضلت تعمل حاجات غلط وتحسسني إنك بتصرف عليا وعلى اخويا!
-أحسسك إني بصرف عليكي؟ ما انا بصرف عليكي فعلًا!
ضاقت عينيها بحنق وقالت بحدة:
-انت فاهم قصدي!
-ماشي يا ستي، لكن إيه بصرف على اخوكي دي ،، بطلي سودويتك دي من ناحيته، الراجل بيشتغل وبيبني نفسه ايه المشكلة لما اضمنه مرة أو اتنين!
سأل متعجب من حدتها نحو شقيقها رغم علمه بأنها تكن لشقيقها حب كبير فأجابته بصدق:
-معنديش مشكلة معاه ده اخويا بس إحنا حكايتنا من الأول بدأت بسوء تفاهم ومش عايزاه يبقى فاهم إنك مجرد راجل غني بنستغله وأنا خايفة عليك!
احاط دقنه بأصبعين وسبابته يتحرك علي وجنته بتفكير ليقول بثقة :
-لا متخافيش عليا أنا مش غبي وبفهم الناس كويس أوي واعتقد كون اخوكي يعدل الفكرة دي من دماغه أو لا فدي مهمتك انتِ!
حركت رأسها ويداها بعدم فهم فأكمل:
-انتِ اللي تقدري تحسسيه انتِ بتحبيني وسعيدة معايا بجد ولا مجرد راجل غني بتستغليه!!
شعرت بتغير طفيف في نهاية جملته فرمشت في تفكير تحلل الوضع التي وقعت به قبل ان تقول بخفوت:
-أنا بحبك أنت وعمري مافكرت في فلوس انا بتكلم على أساس موقف حصل وكنت عايزة اطلعنا منه كده!
مرر كفه بحنان علي خصلاتها يعيدها خلف اذنها قبل أن يرد عليها بنبرة صادقة:
-زي ما أنا بحبك بجد وعمري ما فكرت ان كنتي فقيرة او غنية، لازم تفهمي إن مجرد تفكيرك كده إهانة لشخصي كله مش لمشاعري بس!
وضعت يدها فوق كفه المحتضن لوجنتها وحركت رأسها لتقبل باطن يديه قائله بنبرة حرجة:
-أنا أسفة!
اقترب منها يقبل وجنتها بحب يكفي لغمرهما سويًا ثم قال بلهجة صادقة :
-أنا اللي أسف إني موضحتش ليكي كل الحاجات دي!
لكنه أبتعد فجأة ليقول بحاجب مرفوع :
-الحمدلله صفينا كل الأمور اللي عملت أزمة في حياتنا، نرجع بقى لمشكله قلة الأدب واللسان الطويل!
احمر وجهها لتقول بابتسامته خجلة:
-انت اللي اجبرتني على فكرة، أنا من يوم ما اتجوزتك ما غلطش غلطة انت اللي بتجبرني اطلع اسوء كوابيسي!
-ده اسوء كوابيسي أنا يا حبيبتي مش كوابيسك أنتِ، الأسلوب اللي اتعاملتي بيه معايا مرفوض نهائي أنا لولا إني مراعي المرحلة الزفت اللي إحنا فيها كنت بسطرت بوقك بلسانك ده!
عضت على شفتيها بدلال وهي تمرر كفها الصغير على أعلى ساقه وبالأخرى على صدره بقلة حياء لا تفشل في إذهاله وقالت بصوت هامس لعوب جزئيًا:
-أنا كلي ملكك يا سيد الناس أعمل اللي انت عايزة فيا مش هقولك لا، حقك عليا لو لساني ده يتجرأ عليك انا اقطعه بنفسي!
ظل يطالعها في صدمة من قدرتها الخارقة علي تحويل مشاعره لما يحلو لها في لحظة، وجزء داخله منقسم بين ضحك و بكاء علي حاله وعلي قدرتها في إخراج أسوء الالفاظ من فمها ثم سرعة قدرتها على ترتيب كلمات ساحرة تبخر غضبه وتبدله بشوق عارم لها، خرج من أفكاره على حركة شفتيها الرقيقة كجناحي فراشة على جانب فمه، ثم التقت أبصارهم ثوان ليميل نحوها يخطفها في قبله متناسيًا كل ما خطط له من عقاب، بادلته منار نفس عمق مشاعره وقبضت على طرفي قميصه تقربه منها، تحركت يديه بدون أذن منه ليرفعها وتستقر فوق ساقيه قبل أن تمارس أنامله حقها في إحراق جسد زوجته بنار العشق، تحركت أصابعها سريعًا لخلع ملابسه عنه في لهفة لقربه لكنه قبض على كفيها وهو يميل بها علي الاريكة ويثبتها أعلى رأسها قائلاً بوعد مستتر بين أنفاسه المتقطعة:
-أول درس لإصلاح الذات هو التحكم في الانفعالات!
حاولت تركيز انظارها الغائمة نحوه وهي تطالعه كأنه مجنون لا تستوعب نصف جملته أو موقفها من وضعهم، ارتفع جانب شفتيها في حركة غريبة وقبل ان تتساءل أو تعترض، كان يغطي شفتيها بشفتيه مرة أخرى، استسلمت غير مهتمة بأي تبرير مستسلمة لكل ما يريده أو يرغب به حتى ولو لم تفهم نصف ما يرمي إليه، فهي على ثقة بأنه سينقلها في دوامة عاطفية عميقة وخطيرة بشكل يستحيل فيه علي أحدهم أن يتحكم في انفعالاته …..
التفاعل وحش أوي أحبطوووني يا رجااالة😭😭
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل الخامس :
علا صوت رنين الباب في شقة شروق فهتفت سلمى :
-أنا هفتح الباب!
فتحت لتجد يزيد مستند على قائم الباب الخشبي فقابلها بأبتسامة واسعة أشرقت ملامح الطفولي وأبرزت وسامته وسرق بها عقلها ولكنه قتل اللحظه بقوله :
-مساء الخير، أتمنى تكون الاجازة سعيدة و لطيفة على قلب معاليكي يا قلبي!
انكمشت ملامحها كي لا تنفجر ضاحكة وتؤكد صحة كلماته فمن غيره يفهم تفكيرها بمثل هذه الدقة، عقدت ذراعيها لتقول بتهكم وابتسامة صفراء:
-وتكون سعيدة عليك يا باشا!
حرك حاجبيه وهو يتمطأ بأبتسامة مؤكدًا:
-اه والله كانت سعيدة جدًا!
ارتفع حاجبها الأيمن بأستنكار وقالت:
-بجد والله؟!
ضحك وهو يقذفها بغمزة من عيناه الساحرة ثم رد بصدق:
-الصراحة أنا نمت نوم منمتهوش من يوم ما أبنك اتولد، بس انتي وحشتيني موت، فأنا قررت انها فل لحد كده أنتي شحنتي وأنا شحنت نعيش طبيعي بقى!
ابتسمت وهي تقول بغرور :
-اه وحشتك بأمارة مرمطك ورايا عشان تصالحني!
دفعها في كتفها بمشاكسة قائلًا :
-إنتي هتعيشي الدور ما احنا دافنينه سوا ده انا كل متصل بيكي بتبقي نايمة!
-ايوه زي ما انا كل ما ارد اتصالك الاقيك نايم!
قالت مدافعة فأرتفع فمه في ابتسامة اظهرت كل أسنانه وأردف وهو يربت على وجنتها بمرح :
-يبقى خالصين، يلا بقى هاتي الحلوف الصغنن اللي جوا ده ويلا علي بيتنا!
عكست حركته وهي تلكز كتفه قائلة:
-متقولش حلوف على ابني، وبعدين انزل واسيب البنات بعد المصيبة اللي عملتها وخربت بين الكل!
انعقد حاجبيه بملل وقال بنفاذ صبر:
-مكنتش غلطة كلكم هتذلوني عليها وبعدين مروان خلاص صالح منار وحاليًا وجودك هو اللي واقف قدام صلاح حال شروق وعمك ظافر!!
تخصرت بكفيها قائلة بنبرة متهكمة:
-والله دلوقتي بقيت أنا مفرقة الجماعات!
-ايون و اتفضلي اتكلي من غير لماضة هاتي أبنك!
كادت تجيبه عندما أتى صوت شروق مت الخلف:
-ازيك يا يزيد، اتفضل واقف برا ليه؟
-لا تسلمي انا بس جي اخد سلمى وتيم بس هي تقلانة عليا شوية!
ابتسمت وهي تتمنى موقفه ذلك من زوجها الأحمق وقالت:
-انزلي يا مستفزة مع جوزك!
-انا غلطانه إني مش عايزة أسيبك!
قالت سلمى بحنق وهي تنظر لها بأتهام فضحكت شروق وردت بسخرية:
-لا متشكرين يا ستي!
دلفت سلمى بأنف مرفوع وهي تتمتم ليزيد:
-استنى دقيقة هجيب الولد واجي!
وبعد دقائق قليله خرجت بطفلها وهاتفها ثم قالت لسلمى :
-هبقى اطلع اخد حاجتي بعدين.
-ماشي يا حبيبتي الوقت اللي يعجبك.
وبذلك أغلقت الباب خلفهم، تنهدت و أسندت رأسها على الباب حين سمعت صوت فريدة الحزين:
-هو بابي مش هيصالحنا إحنا كمان يا مامي اصله وحشني أوي!
نظرت لها شروق بشفقة ومالت تقبلها وأخبرتها:
-وانتي كمان وحشتيه قوي، طيب تحبي تنزلي تقعدي معاه شوية؟
هزت الصغيرة رأسها بعناد لتقول:
-هو اللي يطلع يصالح ستاته مش العكس!
ارتفعت شفتي شروق في ابتسامة لتدفع الصغيرة بخفة للداخل قائلة:
-طيب ادخلي يا أم لسانين ألعبي مع أخواتك!
*****
وقف ظافر أمام شقتهم ومعه أكياس محملة بالألعاب للأشقياء الخونه، طرق الباب ليفتح له يوسف بعد ثوان، فنظر له ظافر ومد يده بتهكم قائلًا:
-اهلًا بيوسف حبيب بابا وسنده!
رد عليه يوسف التحيه بأبتسامه مهتزة قائلًا:
-أهلًا يا بابي!
-بابي بابي بابي!
ركضت فريدة نحوه وخلفها يحيي المغمغم بكلمات لاتزال غير مفهومة فالتقط والدهم كلاهما بين ذراعيه يضمهم بقوة و حنان ويقبل وجنتي كلاهما قائلًا:
-حبيبة بابي السوسة الصغيرة، وحشتيني، وانت يا صغنن ياشقي واضح اني وحشتك ياض يا أصيل!
ابتسم وهو يشعر بالصغير يمرغ وجهه بعنقه وقميصه تمامًا كما تفعل والدته، احتضنته فريدة بقوة أيضًا وقالت بطفولية:
-وانت كمان وحشتني اوي وكمان وحشت مامي خالص، احنا حقيقي زعلانين منك إنك مش صالحتنا كل ده!.
هز يوسف رأسه بموافقه وعقد ذراعيه ثم قال بأنف مرفوع :
-انت مش المفروض تزعل مامي أبدًا!
ترك الصغيرة من يده ومال نحو صغيره العنيد ليهمس له:
-ومش المفروض بردو لو بابي حصل و زعل الملاك بتاعتكم اننا نلطف الجو ولا نشعللها أكتر!
ضاقت عيون الصغير وهو يهمس لأبيه بصدق وعفوية :
-أنا عايز مامي سعيدة ومش عايز اضايق صافي !
كاد ظافر يصفعه على رأسه لغرورة ولكنه تمالك أعصابه علي اخر وقت ليحمحم قائلًا :
-انا كمان عايزها سعيدة يا سي يوسف، وبعدين حصل ايه لبوسه الحب السحرية راح فين الكلام ده ثم مين صافي دي أصلًا!
أخبرته فريدة وهي تقفز بحماس:
-دي اختنا، احنا قررنا نسميها صافي!
طالعهم ظافر بأحتقار وهو يقول بتعجب :
-هتسموا بنتي علي اسم رقاصة؟
ضرب يوسف كفه على جبينه ليقول بقلة حيلة ونفاذ صبر:
-رقاصة ايه يا بابي، دي صاحبتنا في الكلاس بس جميلة أوي شبه روبانزل اللي بتحبها فيري!
صفقت فريدة بسعادة وهي تعرض ببساطة:
-الله نسميها روبانزل!
-بأذن الله نسيب الحوار ده بعدين، ونركز في المهم بصوا أنا جبتلكم أيه؟
خرجت أصوات الحماس و الواو من أفواههم بلا توقف وهم يلاحظون الأكياس المحملة بالألعاب ولكن ظافر اوقفهم قبل هجومهم على الأغراض قائلًا :
-الأول اوعدوني إنكم مش هتعملوا كدة تاني وهتسمعوا الكلام من هنا ورايح!
جاءت الموافقة سريعة من فريدة ولكن صغيره العنيد وقف مفكرًا قبل أن يطالب:
-يبقي توعدني إنك مش هتزعل مامي تاني!
-ماشي يا لمض، انت مش هتحب ماما أكتر مني على فكرة بس هعديهالك!
قال ظافر بحنو وهو يعبث بخصلات الصغير ويفسح لهم الطريق للالعاب ثم أخبرهم بعيون ماكرة وابتسامة واسعة:
-اه وفي حاجه كمان!
التفت الصغار له بأعين متسعة كلها انتباه ماعدا يحيى المنغمس في محاولات فتح الأكياس..
*****
مسحت شروق بكفها البخار على المرآة بعد أن أخذت حمام ساخن مريح للأعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل أن تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُرنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها صرخة خافته ما أن لاحظت الجسد الذكوري الممدد بأريحية على فراشها فسألت:
-انت بتعمل أيه هنا؟
وقف من مكانه بأنسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصه قائلًا:
-مراتي حبيبتي ووحشتني فقولت اشوفها!
عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
-واديك شوفتها اتفضل يلا!
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه وأخذ يعبث بخصلاتها القصيرة ليهمس بتساؤل:
-مش هتبطلي تقصي شعرك!
هزت رأسها برفض لتخبره:
-لا انا بحبه قصير!.
-وأنا كمان بحبه كده أوي، عارفة ليه؟
رمقته بتوتر منتظرة إجابته فأجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:
-عشان بيخليني أسرح في عنيكي وكأنها حتة من الجنة.
نظرت إليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازدياد دقات قلبها لتقول بنبرة متهكمة:
-وأنت شوفت الجنة فين يا مؤمن!
-شوفتها بين إيديكي!
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها المبلله وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها بأطراف أنامله، صمتت بأرتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع ظافر ذقنها لتنظر إليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك.
أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف أسمه قبل أن تجيبه بأستسلام:
-وأنا كمان بحبك!
جمع خضلاتها المبللة في كفه خلف رأسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل أن يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الأماكن، ارتفع ذراعيها لأمساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة:
-الولاد!
خرج ظافر من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
-مش هنا !
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها ليقول سريعًا:
-متخافيش مبعتهمش لعصابات الاعضاء!! ايه الاوفر ده!
دارت عيونها داخل مقلتيها بغيظ لتقول بلهجة حادة:
-ايوة يعني ودتهم فين؟
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم يزيد!
حمحم واقترب منها مرة أخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتقلعي البتاع المبلول ده لتبردي!
امسكت رداءها بأحكام لتقول بدلال:
-لا مش هبرد!
-لا هتبردي!
قالها بإصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين أصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه للقماش وقالت:
-لا يا بايخ!
-اقسم بالله عايزة تقلعيه لتبردي !
ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وتقريبها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة قبل أن تتأوه بأعتراض حين ركلتها الصغيرة بالداخل :
-اه يابت ال…
قطعت سبها وزمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-بنتك بتستنى اشوفك بس وتفضل ترفص!
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
-حبيبة بابا اللي بقيالي، ولا انتي مستكترة عليا حد يحبني!
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
-سم انت وبنتك!
قبل وجنتها ضاحكًا وضمها إليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي إلى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور وكاد يلثمه حين شعر بخبطات طفيفة تأتيه من بطنها المنتفخة المستندة على جسده فأبتعد ضاحكًا وقال:
-لا ده انتي بنت كلب بقى زي أخواتك!
ضحكت شروق هي الأخرى واسندت رأسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالأمان بين ذراعيه، شعرت بأنامله تعبث بردائها وخرجت ضحكة طفيفة منها على إصراره، فأبتعدت بثقة خطوتين للخاف ورمت الرداء ببطء من كل اكتافها مستمتعة بأشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق،وبعد دقائق مُذهبه للعقل أنهى قبلتهم المجنونة ليحملها إلى الفراش في لهفة مشتاف لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه إلى أعلى درجات العاطفة و الجنون.
معلش اتأخرت عليكم شويه، رجعت من الكليه نمت محستش بنفسي😂😂 رأيكم بقي يا كتاكيتي فاااضل حلقة 😅😁
ومتنسوش تعملوا توصيه للبيدج♥️😄
[٣/١١, ١٢:٥٧ م] زوزو: الفصل السادس والأخير:
أجتمع الأزواج الثلاثة حول الطاولة يضحكون بمرح على يحيى الصغير فتى عيد الميلاد وهو يكاد يلقي برأسه داخل الكعكه المزينة بأسمه، وعلق يزيد بسخرية:
-انتوا مش بتأكلوا الواد ده ولا ايه!
-يا ابني بطل استخفاف دمك انت مش بتتعب من اللي ظافر بيعمله فيك!
قال مروان وهو يسند بذراعه على كتف زوجته الملتصقة بجواره والسعادة تشع من وجهها وعينيها فضحكت سلمى لتجيب:
-معلش أصل القط ما يحبش إلا خناقة!
رمقها يزيد نظرة استنكار وقال بحنق طفولي:
-ومالك فرحانه وسعيدة وانتي بتقوليها كده!
حركت كتفيها بعدم اهتمام وتهكم وجذبت طبق ملئ بالحلوى الشهية فقرر مضايقتها و مال لأذنها هامسًا:
-طيب براحة على نفسك عشان الدايت!
قذفته نظرة نارية لتهمس بحدة:
-قصدك تقول إني تخينه؟
ابتعد للخلف ورفع يداه للأعلى بأبتسامة مراوغة ليقول :
-انا مالي؟ انا مش بقول حاجه انتي اللي بتفضلي واقفه قدام المرايه بالساعات وبتقعدي تشتكي انك تخنتي بسبب ابني ولازم تخسي فقولت افكرك عشان متبدأيش حصة الشفقة على الذات لما نروح!
مالت نحوه بغيظ لتهمس بتهديد:
-وانا اقتنعت بكلامك اني كام كيلو مش هيأثروا علي جنالي مش ده كلامك و انت شكلك عايز الدور يبقي عليك المرة دي، انا ممكن اخد المفتاح واقعد في شقة شروق وابقى قابلني لو عرفت تشوفني أنا أو ابني!
حمحم بتوتر عندما لمح الجدية من نبرتها ليردف متراجعًا:
-يا ساتر عليكي هو الواحد ميعرفش ينكشك شوية من نفسه !
ابتسمت بأصفرار ردًا على ضحكته السخيفة الأكثر إصفراراً والتفت لأكمال طعامها فتوجة يزيد نحو مروان وظافر قائلاً :
– بقولك ايه انت تتشقلب كده وتبيع الشقة اللي فوق دي عشان هتعملنا مصايب!
ضحك ظافر وهو يقرص وجنته قائلاً :
-تصدق وتأمن بالله أنا هسيبها مخصوص عشان ازولك في حياتك يا بارد!
لم يحاول مروان كبح ضحكاته الساخرة ليستكمل حديث ظافر بقوله:
-لا وممكن نساعد على الموضوع لما تعرف ان كل العملاء الستات بيحبوا وقال ايه بيرتاحوا في التعاملات معاه،، تيجي تشوف الراحة اللي بيوفرها للناس دي مصدرها ايه!!
عقد يزيد ذراعيه وهو يتنقل بأنظاره بين أصدقائه ليخبرهم بغرور:
-خليكوا منفسنين مني كده طول العمر!.
امسك ظافر وجنته مرة أخرى وهو يشاكسه بقوله:
-بنموت من جمالك، خاف مننا بقى!
دفع يزيد اصابعه بغضب عن وجهه وتوجه بصمت إلى الأطفال متمتمًا ببعض الكلمات الغير مسموعه…..
بعد حلول منتصف الليل ونوم جميع الأطفال ووضعهم بغرفة فريدة ويوسف، اجتمع الأزواج الثلاثة مع بعضهم لتتساءل منار بلهفة:
-هاه خلصنا تنضيف والعيال نامت، هنعمل ايه دلوقتي؟
هز مروان كتفه بعدم معرفة ونظر إلى ظافر ولكن قبل أن ينطق كان يزيد يهب مقترحًا ببراءه:
-تعالوا نتفرج علي فيلم….
التفت نحوه مروان وظافر بحدة وعيون متوعدة ليقول ظافر من بين أسنانه:
-أنت تاني؟ ، لا أنا شايف حلو أوي السهرة كده اتعشت من الأخر وكله يروح بيته ينام!
لكزته شروق بحرج ووجه أحمر لأنعدام أخلاقة ولكن مروان وقف سريعًا مصطنع التثاءب ليقول :
-اه فعلًا انا شايف ننام ونرتاح بقى!
مد يده يجذب منار التي عكست ملامحها خيبة الأمل فأرسل لها غمزة تحمل الكثير من الوعود المشاكسة أخرس بها أعتراضها، فعكست تثاؤبه بعد ثوان وقالت :
-ايوة صح نعوضها يوم تاني!
وقفت سلمى بتعب هي الأخرى وطالبت يزيد:
-شيل انت تيم معلش الا ضهري مموتني!
وقفت شروق تحادثهم بحرج وانزعاج من حديث زوجها الذي فرقهم :
-في ايه يا جماعة لسة بدري ده ظافر كان بيهزر!
اسرع مروان بالإجابة :
-لا بجد احنا بس اللي تعبنا وزي ما منار قالت نخليها وقت تاني!
وبالفعل خرج مروان ومنار اولًا بعد إلقاء التحية على الجميع واتبعهم سلمى و يزيد.
*****
دلفت منار اولًا وبدأت في خلع ملابسها بكل وقاحة ما أن أغلق الباب فطالعها مروان بأبتسامة منذهلة من جرائتها وهي تداعبة بعيونها وابتسامتها الشقية فقرر إحباطها ومشاكستها بقوله:
-ايه يا حبيبتي بتقلعي لية، انتي حرانة؟
رمشت عدة مرات قبل ان تتعلق انظارها بوجهه في صمت، تحاول ان تحلل جدية كلماته ولكنه اكمل بتنهيده متعبة :
-على العموم تصبحي على خير الا أنا جسمي مفرفت!
كاد يقبل جبينها فأبتعدت بغيظ واستنكار:
-مروان متستعبطتش!
ظهرت ابتسامة على وجهه رغمًا عنه تهدد بفشل خطته فقال بقصد:
-انا يا بنتي!!، لا حول ولا قوة إلا بالله هو عشان انا على قد سني وصحتي مش مساعدة اسهر ابقى بستعبط!
وضعت يداها على خصرها غير مبالية بردائها المفتوح حتى المنتصف لأنظاره وقالت بلهجة مستهجنه :
-بطل تقطمني كل يوم، مش عشان كلمة قولتها ومقصدتهاش هتقعد تذلني العمر كله.
-هي مره ولا اتنين يا حبيبتي ده….
قاطعته وهي تقفز مكانها بأعتراض وغيظ قائلة:
-بطل تضايقني بقى يا مستفز انت عارف إنك في عز شبابك فمتعش الدور!!!
علت ضحكاته واوقف قفزاتها بضمها نحوه ليقول :
-يعني أنتي شايفة كده!
ضمته إليها بقوة لتقول بوقاحة وهي تعض طرف شفتيها :
-وأكتر من كده كمان يا سيد الرجالة والناس دي كلها.
-بعشق لسانك العسل ده لما يسرح بيا.
تابع ضحكتها المريبة المنذرة بهجوم شرطة الأداب في أي لحظة بعدها ثم أضافت بمراوغة:
-وانت لسة شوفت حاجة يا قلبي أنت يا مسكر!
ضاقت عيناه ثم حاول قضم أنفها بمرح قائلاً :
-هتندمي!
قبلته بشغف وهي تقف على أطرافها بلهفه لقربه ثم أبتعدت لتقول:
-أي حاجة وأنا بين إيدك أنا راضية بيها!
تبدلت ملامح التسلية بملامح تسودها فيها حرارة عاطفته ثم مال يحملها بين ذراعيه قائلاً :
-أخرتي هتبقى على إيدك. يا منار..
وضعت رأسها علي صدره و اجابته بأبتسامه واسعة:
-بعد الشر عليك يا عمو المسكر!
رمقها بنصف عين وهربت من صدره ضحكة غامضه ليقول:
-وماله يا صغننه!!
وكعادة كل يوم انتهى بلقاء قلوبهم قبل أنفاسهم و انغماس كلًا منهم في فك تعاويذ غرام الأخر…..
*****
ضحكت سلمى التي كانت تتدثر بفراشها بعد أن بدلت ثيابها عندما دلف يزيد إلى غرفتهم بعد أن تكفل بمهمة تغطية ابنهم في فراشه الصغير ، وما ان توجه لغرفتهم حتى بدأ في القيام بحركات راقصة مضحكه دليل على الانتصار غير مصدق نوم الصغير في مثل هذا الوقت فقالت وسط ضحكاتها:
-انا عايزة أفهم انت طالع لمين؟ امك سوري يعني مش مرحه إطلاقًا وباباك الله يرحمه سمعت إنه كان شديد،، انت بقى طالع مسخرة لمين؟
رمى أخر قطعة من ملابسه الخارجية ووقف يحذرها بمرح وهو يقرب منها :
-لا مسمحلكيش انا زي بابا بالظبط في الشدة شديد و القوة قوي أوي أوي!
قال جملته الاخيرة وهو يقفز على الفراش جوار زوجته التي انقطعت انفاسها من الضحك، وضع رأسه على صدرها وضمها نحوه بشوق ولوعه قائلًا:
-يالهوي على الضحكه الجنان!
مررت أصابعها بحنان بين خصلاته الناعمة وقالت بسعادة:
-ربنا يخلي اللي مخلي الضحكة مش بتفارقني!
-ايوة بقى، الكلام الحلو اللي بيشجع ده يا اخونا، كتري من الكلام ده لو سمحتي!
أنهى جملته وهو يرفع رأسه لتقبيلها فقابلته بمنتصف الطريق في قبلة خاطفة وابعدت رأسها سريعًا، أختفت الابتسامة من على وجهه وقال في غيظ:
-يا مساء الرخامة!
-من ذوقك والله يا حبيبي!
أجابته من بين شفتيها المزمومة بمرح، فأرتفع ذراعه الأيسر ليقبض على عنقها من الخلف وبالاخر يجذب جسدها للأسفل لتصبح في مستوى وجهه، فضحكت سلمى قائلة :
-فين زمن الدعابة الجميل!
-بقولك أيه تتحرق الدعابة أكتر ماهي محروقة، هتنجزي ولا هتستني ابنك يصحى؟
حركت اصبعها على ذقنها ببطء وتفكير ولكنه لم يترك لها فرصة وهو يميل نحوها متجاهلاً ابتسامتها حاسمًا موقفها بقبلة طويلة سلبت أنفاسهم يبث بها عشقه وغرامه لها…
*****
جلست شروق بين أحضان زوجها مستمتعة بقبلاته الخفيفة خلف رقبتها، تثاءبت بعنف فباغتها بقبله مسروقة خاطفة ليقول :
-تعبانة؟
هزت رأسها بموافقة فربت علي خصلاتها القصيرة ثم وضع كفه أعلى بطنها بحنان بالغ هامسًا:
-يلا ننام؟
نظرت له بحرج وهزت رأسها بنعم، ضحك ليداعبها بقوله:
-ايه ده انا نسيت انك بتتكسفي؟
ضربته في صدره بخفه لتجيب :
-أنا طول عمري بتكسف يا ظافر بيه!
-على يدي بأماره ما….
وضعت كفها سريعًا علي فمه وقد احمر وجهها لتنهره :
-ظافر!!!
قبل باطن كفها وضمها نحوه واضعًا رأسه فوق رأسها ثم قال بجديه وصدق:
-والله بتتكسفي مش بتتكسفي أنا بحبك في كل حالاتك!
ارتسمت ابتسامة واسعة على كل وجهها واغمضت عيونها المتعبة وهي تستند على جسده مرة أخرى، ظل ظافر يربت على خصلاتها حتي شعر بأنفاسها تنتظم تدريجيًا، رفع يده ووضعهت على معدتها مرة أخرى وكأنه يربت صغيرته بداخلها والتي ستسرق المتبقي من عقله، يكفي إنها جزء من الملاك النائم في أحضانه وذلك التفكير وحده ينذره بأن تلك الشقية الصغيرة ستأكل عقله أكلًا تمامًا كوالدتها، ابتسم حين شعر بها تخبط والدتها تحت كفه وكأنها تبادله المحبة، وهمس لأبنته حين تحركت شروق بعدم راحة :
-يا بت بطلي لماضة و شقاوة وسيبي ماما تنام شوية من نفسها!
ابتسم ثم عدل زوجته مقررًا الخلود للنوم هو الأخر، وتعجب من هذا الشعور الفائق بالسعادة الذي يتوغل في قلبه، وشكر الله على نعمة السعادة الأسرية التي منحها له بعد مشقة وعذاب في الحياة، وعلى منحه زوجة اسوء ما فيها هو حماقتها المحببة لقلبه، يكفي أنه برغم تلك المسرحيات في حياتهم والمشاجرات الدائمة بينهم إلا إن راحة بال كلاهما دائمًا ما تكون بين أحضان الأخر…..
النهاااااااية….. ♥️