منوعات

تمرد عا,شق بقلم سيلا وليد

بكيتُ وهل بُكاء القلب يُجدي ؟!
فراقُ أحبتي وحنينُ وجدي ..
فما معنى الحياة إذا افترقنا؟؟
وهل يُجدي النحيبُ فلست أدري؟!
فلا التذكارُ يرحمني فأنسى..
ولا الأشواق تتركني لنومي..
وحتى لقائكِ سأظل أبكي ……وحتى لقائكِ سأظلُ أبكي💔

خرج من غرفتها وهو يزفر بضيق من طفولتها التي مازالت عليها

– ماشي ياغزل إنتِ اللي جبتيه لنفسك ، كلها ساعات وعلى الله ماتتطلعيش من الأوائل وقتها  هتلاقي جواد تاني أتمنى ماتشوف الوش دا.. اتجه حيث جلوس حازم وصهيب

جلس بجوارهم وهو يمسح براحتيه بغضب.. نظر إليه حازم مستغرباً حالته التي أتى بها

– مالك ياجواد ، وكنت فين ؟
جاوبه بسخرية متهكمة من أفعالها ولكن استوقفه خروج جاسر من منزله بسرعة وكأن حدث له شيئا مروعا أصابه بمكروه

أسرع جواد إليه عندما وجده يركب سيارته وكأنه يصارع شيطانا أمامه
وقف جواد أمام السيارة
-مالك ياجاسر عامل كدا ليه …. إنزل في ايه اللي حصلك ؟؟

-‏وصل صهيب وحازم إليهما.. نظر كلا منهما للآخر لايعرفان ما أصابه فقد كان جسد جاسر يصدر ارتعاشة قوية وصدره يعلو ويهبط بسرعة وحبيبات العرق تسير علي جانبي رأسه مع عرق نافر ف رقبته واصتكاك من أسنانه يصحبها فم مذموم

اتجه حازم إلى باب السيارة وفتحه
– جاسر مالك فيه ايه …  اختنق حلقه بغصة عندما تذكر حديث والده

– مفيش عايز أشم شوية هوا بس ، وقام بإغلاق باب السيارة لتشغيلها… اتجه جواد إليه

– أنا مش قولت إنزل مبتنزلش ليه، وايه اللي حصل وصلك لحالة إنك تعيط بالطريقة دي

اطرق رأسه للأسفل يقاوم رغبة قوية في البكاء.. خرج من سيارته وحزن الدنيا فوق قلبه
جذبه جواد وحضنه وربت على ظهره.. عندما شك أن هناك أمر ما.. نظر حازم لصهيب الذي يقف ولا يبدي ردة فعل لما حدث
اتجهوا جميعا إلى منزل حازم عندما رفض جاسر الجلوس في حديقة المنزل

سار بخطوات واهنة وتيه محدقًا في الفراغ.. جلس فوق المقعد بظهر منحنى وكتفيين متهدلين يقتله الوجع والألم والحسرة

جلس أمامه جواد على عقبيه ورفع ذقنه
– إنت مش بنت عشان تنزل راسك في الأرض حتى البنت متعملش كدا.. إنت ضابط ومهما يحصل معاك لازم تكون قوي ومتوريش ضعفك لحد حتى لو كان مراتك

نظر له تائه مشتت لايشعر إلا بألم روحه التي  يتآكلها القهر نعم إنه قهر الرجال الذي يكسر الروح ويفني الجسد.. ظل على هذه الحالة لوقت بسيط

– مين اللي عامل فيك كدا ياجاسر هتحايل عليك عشان تحكي ، أبوك ولا شهيناز

غصة كبيرة أحكمت قبضتها منعته من التنفس ومقلتيه مغرورتين بالدموع

– اتعملي كمين من الحقيرة بس المرادي لعبتها صح قوي ياجواد ، لعبتها صح قوي ياصاحبي.. واللي واجع قلبي قوي أبويا للأسف صدق اللي شافه ومستناش يسمع مني ولا يفهم اللي حصل ..

– وهو ‏ايه اللي حصل
قص له ماصار.. وأبوك كان رده إيه

مسح وجهه بكفيه يقاوم غصة مسننة تستقر بحلقه
– إنتِ تعمل كدا في أبوك ياجاسر تعمل علاقة مع مراتي وتلوث شرفي في الأرض للدرجة دي معندكش أخلاق ولاتربية
كان عايش معايا واحد بأخلاق منحطة ثم صفعه بكل قوته
امشي اطلع برة مش عايز أشوف وشك هنا، واللي يسأل عليك هقولهم ابني مات ابني مش حقير ..

ثم نظر إلى زوجته
– إنتِ طالق لمي هدومك ومشوفش وشك في بيتي تاني.. ثم صوب نظرات مشمئزة لهما وخرج

وقف جواد سريعاً متجهاً إلى ماجد.. أوقفه حازم إنت رايح فين متتسرعش ياجواد

-سيبه ياحازم خليه يوقفهم عند حدهم هذا ما أردف به صهيب.. اتجه وجلس بجوار جاسر…

– إنت اللي غلطت  من الأول سكوتك عليها خلاها تتمادى متلومش غير نفسك

نظر لهم حازم ولا يعلم شيئا
– أنا مش فاهم حاجة…
– أبدا ياسيدي الست شاهي عشقانة حضرة الظابط وبتجري وراه من زمان  بس دا كل الموضوع مع شوية حقارة منها.. من أول يوم دخلت البيت دا وأنا مش برتحلها.. دي حاولت مع جواد

أنا لسة فاكر القلم اللي جواد علم بيه على وشها، فاكره ياجاسر.. في عيد ميلاده حبت تلعب علينا وراحت حضنته وباسته بس الصراحة عجبني رد فعله لما سمعت الصوت المدوي على وش المصون مرات أبوك

دخل كالثور الهائج
شهيناز اطلعيلي هنا.. خرج ماجد وهو يتنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صدره جبل يحجب تنفسه
– إيه ياجواد مالك داخل بالهمجية دي، مش هتتغير هو عشان بحترمك تسوق فيها

اتجه إليه ببطئ ووقف أمامه
– نفسي تقولي دليل واحد إنك عارف عيالك أو تلمحلي لو بحاجة بسيطة إنهم بيحبوا ايه وبيكرهوا ايه.. قولي يا ماجد إنت مكنتش كدا إيه اللي حصل وصلك إنك تشك في أخلاق ابنك اللي احنا مأمنينه علي أختنا.. إنت أصلا تعرف إيه عن أخلاقه عشان تتهمه بالشكل دا …
– ‏وصلت شهيناز وهي تسقط دموعها المصطنعة مثل الشمطاء أو الحرباء تتغير بكل لون

– أنا معملتش حاجة ياجواد ، ماجد اللي فهم غلط أنا كنت رايحة أسأل جاسر عنه بس هو فكر فينا غلط

وصل إليها بخطوة ثم رفع سبابته أمامها
– أنا صبرت عليكي بمافيه الكفاية.. توجه ببصره لماجد
– مراتك المحترمة بقالها فترة بترمي نفسها عليه ومش بس كدا حاولت بكل الطرق تغريه لحد ماوصلت إنها تهدده بقتل مليكه
بس احنا سبناها عشانك عشان عارف إنها بق على الفاضي وبس ، لكن توصل للإنحدار والإنحطاط.. وإنك تصدقها وتشك في أخلاق ابنك.. يبقى تسمحلي دي عايزة تربية وتأهيل نفسي وبلحظة جذبها من شعرها وألقاها على المقعد

نزل لمستواها ونظر في مقلتيها
– تعرفي نفسي في ايه دلوقتي.. نفسي أعلقك على باب الكومبوند وأخليكي عبرة لمن يعتبر

استشاط داخلها منه وأردفت ببرود تحرقه
– دا كله عشان رفضت أقضي ليلة معاك ياحضرة الضابط.. عارفة إنك من يوم مادخلت البيت دا وإنت بتحاول ترمي نفسك عليا وهتموت كمان…

– ‏لم يدعها تكمل باقي حديثها وقام بصفعها بكل قوته

اتجه لماجد كالمجنون
– شوف آخرتها إيه.. بنت الكلب بتحاول توقعنا في بعض… جلس ماجد على المقعد ووضع رأسه بين يديه وكأن الدنيا تدور به

. وصل جواد إليها في خطوة
إنتِ أكيد واحدة حقيرة والعيب مش عليكي العيب عليا إني سكت عليك
بس ملحوقة ياشهنياز دلوقتى جه الوقت نصفي حسابنا ولكن قاطعهم غزل

– فيه إيه مالكو صوتكو عالي ليه ؟؟

همست شهيناز له بعيون مليئة بالحقد
– روح شوف اللي هتموت عليك  وإنت عامل نفسك من بنها ، ولا ياعالم يمكن مقضيها معها ماهو مش معقول الحب اللي بينكم دا هيعدي من غير حاجة
هتسكت خالص عني ياجواد و أي كلمه تانية هخليها زفت على دماغ الكل بلاش ترمي الناس بالطوب وإنت بيتك من قزاز ياحضرة الظابط …

بصق عليها جواد ثم نظر إلى ماجد مستاءا منه ومن هذه الشمطاء

اتجه إلى غزل وضمها من أكتافها
تعالي ياغزل معايا جاسر عند حازم عشان حازم تعبان وهيبات معاه وقالي عشان أجي أطمنك.. اتجه بها نحو غرفتها

– ضربته بخفة في جنبه و أسرعت إلى غرفتها

– ‏ زي ما إنت لسة بتعاملني كإني طفلة إنت بتساير بنت أختك الصغيرة وبتلهيها … في اي بيحصل تحت يا جواد

– حاول بالفعل إلهائها عن التفكير فيما يحدث بالأسفل فرفع حاجبه للأعلي وصاح بها

– وإنتي لما تكبري هتكبري عليا أنا ولا إي وياترى بقي الحلوة العاقلة الكبيرة متعرفيش إنه غلط تقفل الباب في وش أخوها الكبير

هبت واقفه أمامه تنفخ بفمها الهواء كطفلة حقا فأثارت داخله مشاعر لطيفة

– طيب أخويا الكبير دا لما كل شوية مفيش غير كلمة هعاقبك وغير إنه يحرق دمي أرد عليه بإيه مثلا أقوله تعالى في حضنى وإنت بتعاقبني يا حنين

رغم أنها أردفت بها بمزاح إلا أنها حركت مشاعره  فنظر بعمق داخل عينيها ليستشف معنى كلماتها الطفولية التي لا تدرك أثر وقعها علي قلبه وعقله

– وماله لما تاخديني في حضنك وتصالحيني

رفعت حاجبها باستخفاف
– كان عندنا وشطبنا ياحبيبي.. ممكن نستلفلك من الجيران شوية أحضان

قهقه جواد بصوت عالٍ.. حتى نظرت إليه كالأطفال
و مطت شفتيها للأمام قائلة
والله إنت رخم ومستفز

جذبها إليه مقبلً رأسها
أنا مش بقول طفلة تبقي فعلا طفلة ربنا يصبرني على هبلك
بقولك تعالي ننزل نركب عجل

رفعت حاجبها
– “دلوقتى ” أجابها
– أينعم… أصلي كنت عامل حريـ. ـق.ة تحت لأبوكي . ونفسي أغيظ شهيناز ونركب أنا وإنتي عجل دلوقتى

– لا كدا حضرة الضابط شكله إتجنن.. عايزنا نركب عجل دلوقتي

قرصها جواد من خدها متمتما بإبتسامة
– وحد قالك إننا عاقلين يابنوتي الحلوة  قومي يالا تعاليأسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه كي لا تتقابل بعينيه وتضعف أمامه.. هبت واقفة
– تعالى ننزل عايزة صهيب في حاجة ضرورية
ضيق عيناه ونظر إليها مستفهما
-صهيب كدا من غير آبيه.. وكمان عايزاه ضروري، وياترى أميرتي الحلوة عيزاه في إيه
رفعت حاجبها ونظرت له باستخفاف
انت عندك تناقض في الشخصية.. من شوية هعاقبك، ودلوقتي اميرتي.. اتجهت ووقفت أمامه
-اهدى ياآبيه وخليك بشخصية واحدة عشان افهمك
نظر إليها بتمعن وترقب
– ناوية على إيه يازوزو، شكلك مش مريحني
هبطت الدرج انزل بس ولا حاجة ولا محتاجة… وجدت والدها جالس ويبدو على ملامحه الحزن العميق اتجهت إليه ووقفت امامه
– بابا قاعد كدا ليه… نظر لجواد الذي رفع حاجبه بألا ينطق أمامها شيئا
– رايحة فين ياغزل جملة اردف بها ماجد
– هروح اشوف آبيه صهيب فيه واحدة صاحبتي هتنزل عنده الشغل بكرة
اماء برأسه دون حديث واتجهت خلف جواد الذي خرج منذ حديثها مع والدها
-ابيه جواد اردفت بها بصوتا مرتفع واتجهت اليه… فين صهيب فوق ولا عند حازم
جاوبها بسخرية مقيته
– والله مش الحارس الشخصي بتاعه.. ثم اقترب منها حتى اصبح بقبالتها
-هو صهيب وانا آبيه جواد اردف بها وهو يتأمل قسمات وجهها الجميل وهي تنفخ من كلماته كالاطفال
شهقت شهقة بتمثيلها المرواغ ثم دنت منه بخطوات هادئة وعلى وجهها ابتسامة تسلية
-الله مش انت اللي قولت بقيتي بتقولي جواد من غير آبيه والصراحة عندك حق ازاي اقول لواحد قدك  اسمك بدون ألقاب
على رغم انها اردفت بها بمزاح الا انها نزلت فوق صـ. ـدره كصخره، واصا. بت قلبه بمقـ. ـتل
صمت هنيهة يحاول تمالك أعصابه ونبضات قلـ. ـبه المتعصية.. نظر إليها وكادت مقلتيه تخرج من محجريها وقلبه أوشك أن  يتوقف من فرط الألم الذي اودى به الى التهـ. ـلكة في حضرتها
– هتلاقيه عند حازم أردف بها ثم تركها وغادر بسرعة البرق هروبا منها ومن قلبه الذي بدأ يتمادى وعشقه الذي بدأ يظهر أمامه قبل الجميع
في منزل يحيى الذي اشتراه بالقرب من الكمبوند نظرت منال اليه واردفت
– كنت هقولها خلاص بس جواد دخل ووقفني، لو سمع كانت هتكون نهايتنا
زفر يحيى بضيق مردفا:
– تعرفي الموضوع اللي فات عدى زي ماخططنا كنا زمانا متخلصين منه.. بس ابن اللئيمة عرف يعدي.. بس مش مشكله، بكرة أكيد هينزل الشغل في الوقت دا تحاولي تستفردي بها

❈-❈-❈
في تركيا
قامت ميرنا الاتصال على حازم
-حازم وحشتني انا حجزت وعايزة انزل القاهرة بس بابا رفض، كلمه ياحازم لو سمحت هو هيسمع منك
خرج حازم ليكمل مكالمته
– مالك ياميري صوتك ماله ياقلبي
-تعبانة ومش مرتاحة من غيرك حبيبي.. كدا تسبني وتمشي
– ماما رفضت سفرك ياميري، وبعدين ماتزعليش ياقلبي هظبط كام حاجة هنا وهاجي اخدك، انا لسة منقلتش، شغلي كله مصر
– بسرعة ياحازم لو سمحت هستناك
-قريب حبيبتي متخافيش.. خلي بالك من نفسك وسلمي على ماما وخالتو
بعد اغلاقه الهاتف وقف قليلا بالخارج ينظر في اللاشي ويتذكر كلمات وبكاء، اخته يعلم ان أصابها شيئا
وصلت غزل إليه اوقفها وخرج بها الى الحديقة كي لا ترى أخاها فجواد اتصل به وفهمه إنها لاتعرف شيئا
– تعالي يازوزو نخرج شوية، عايزك في موضوع
– لا انا جاية عايزة اشوف صهيب الأول
-زفر بضيق وحاول ألا يشتت تفكيرها
حبيبتي صهيب روح من شوية
مالك يازومي من ساعة ماجيت وانت قافل على نفسك ليه
-آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه يتبعها قوله بمرر
ميرنا وحشتني قوي، غير ان أنا وماما متخانقين بسبب نزولي بس دا الموضوع ياستو أنا
قهقهت عليه ستو انا
-ايه حكايتك مع جواد ياغزل.. انتِ بتحبي جواد ياغزل..  فتحت فمها لتعترض ولكنه حول نظرته ليشجعها حتى تقص له
تنهدت باستسلام وظهر الياس والحزن على وجهها ثم زفرت بضيق.. شعرت إن كل ذرة بمشاعرها تنتحب وحزينة نادمة على قلبها الذي عشقت سرابا
أطبقت جفنيها ثم نظرت له
لو قولتلك ان الحب اللي في الدنيا دي كلها فيه هتصدقني، هتقولي ليه هو.. هقولك معرفش، هتسالني دا عشق.. هقولك لو فيه أعلى منه كنت ادتهوله، بس شوف اخرة العشق دا إيه
انا في طريق وهو في طريق تاني خالص
رمقها بامتعاض وحزن في نفس الوقت
– ساعات بنحب الناس الغلط في الوقت الصح للأسف
سكنت لثواني تحاول تنظم انفاسها المضطربة من فرط مشاعرها
– بس وعدت نفسي لأمحي الحب دا من قلبي، متخافش عليا هتجاوزه وهكون قوية.. هو علمني كدا الضربة اللي بتـ. ـوجع بتقوي أردفت بها بحزن
كان وصل منذ وقت واستمع لحديثها.. تهد. جت انفا. سه باضطر. اب، حاول ان يأخذ نفسا ثقيلا يعبأ به رأتيه ولكنه شعر باختـ. ـناقه لايعلم هل من كلماته أنها سوف تمحيه ام لأنه أوجع قلبها
خطى لداخل بخطوات معتثرة وهو مازال يشعر بقبضة صدره التي جعلت قلبه كنير. ان متوهـ. ـجه مثل البر. كان
جاسر فين.. أردف بها دون حديث آخر
. رأته واهتزت نظراتها أمامه عندما علمت انه استمع لحديثها لم تسعفها الكلمات او النطق
– انا مشفتوش.. وزع حازم نظراته بينهما
– جاسر نام من شوية… نظرت له بعمق
– انت مش تعبان ياحازم ازاي!!
حمحم حازم ونظر لها
– كنت متخا. نق مع صهيب وجاسر حاول يفك مابينا بس
نظرت اليه بتمعن وترقب
“خناقة بينك وبين صهيب وابيه جواد معرفش يحلها تجيب جاسر يحلها ويجي ابيه يقولي إنك تعبان وجاسر هيبات واجيلك الاقيك زي القرد، وغير كدا تقولي خنا. قة”
– روحي نامي ياغزل بعدين نتكلم.. أردف بها جواد هو مواليها ظهره… اتجهت في مقابلته وجدته يد. خن بشراسة
– انت لسة مخلص واحدة بقيت بدخن كتير ليه؟
مش  خايف على صحتك
رمقها بنظرات هائمة- خايفة عليا
اجابته بابتسامة باهتة خاليه
– لا خنقتني من ريحة السجاير.!!.. اردفت بها وغادرت
اشفق حازم عليه توجه إليه وجلس
خرج جاسر عندما غادرت غزل.. نظر لهم وتحدث بصوتا مرتجف رغم حزنه
– غزل تعرف حاجة؟
ربت جواد على ظهره
– لا ياحبيبي متخافش، بس اختك وعارفها هتفضل تدور لحد ماتعرف
في صباح آخر لاح في الافق يعلن عن شروق شمس جديدة ارخت اشعتها الذهبية بنحوها المعتاد ليظهر يوما جديدا
سعيد على البعض وحزين على البعض الآخر
في منزل يحيى
يجلس عاصم في غرفته ويتحدث عبر هاتفه-  عرفت هتعمل ايه على الله المرادي، تخيب ظني
على الجانب الاخر
-فهمت ياعاصم باشا خبره هيكون عندك بالليل..
في منزل جواد
يجلس امام  جهازه المحمول.. يبحث بلهفة عن نتيجتها دخلت مليكة عليه
– ايه مفيش جديد، ازاي جاسر لحد دلوقتي ماجاش واطمن، ولا يمكن قاعد بيهديها.. بتصل بيها مابتردش
تهد. جت أنفاسه بإضطراب بينما أخذ صد. ره يعلو ويهبط من كثرة انفاعله وترقبه
اخيرا ظهر اسمها أمامه برقم جلوسها جحظت عيناه وتساقطت دموعه بسعادة
– كنت عارف إنك هتعمليها يابت يازوزو… برافو عليكي.. ضحكت مليكة وحضنـ. ـته
اخيرا ضحكت والله ياحبيبي اللي يشوفك يقول نتيجتك انت
قهقه عليها بصوتا مرتفع
– ماهي دي نتيجتي ياملوكة.. دا تعبي وشقاي السنين اللي فاتت… ضمته بحب
– ربنا يسعدك ياحبيبي يارب ودايما نشوفها من المتفوقين.. اظن كدا “طب” ان شاء الله
-أكيد ياقلبي، اروح اغلس عليها قبل ماانزل شغلي اتصلي بصهيب طمنيه وجاسر اكيد عرف دلوقتي.. خرج سريعا تقابل بجاسر.. وظلا يضحكان
ضمه جواد بحب
-شوفت اختك القردة من الأوائل وامبارح تقولي هسقط.. والله لازم اخد حق حر. ق دمي
ضيق عيناه ونظر متسائلا بهدوء، ينظر بعاصفة لما يقوله
– وبعدهالك ياجواد هتفضل تهرب لحد إمتى واوعى تلف وتدور عليا.. عايز اعرف الشعور اللي وصلني منك لغزل صح، ومن فضلك متستخفش بنظرتي
اهتزت نظراته أمام جاسر ولم تسعفه الكلمات…. لدرجادي مكشوف للكل كدا
اردف بها بشافتين مرتعشتين، شعر بمدى حماقته وفداحة تصرفه فزفر بضيق
ونظر كانه يبحث عن مخرج من و. جع قلبه
-معرفش ياجاسر ازاي وقعت واستسلمت لقلبي، ازاي وانا كنت مفكر إني بحب ندى، وفجأة لقيت نفسي مش متخيل حياتي من غيرها، معرفش ازاي وصلت للنقطة دي حاسس اني جبل على قلاع من رمال، بس مستحيل الحب دا يكمل
– غزل بتحبك قوي ياجواد، ومن كلماتك دلوقتي انت بتحبها
– لا مش بحبها!!  هي بالنسبالي الحياة ياصاحبي بس حياة بطعم الموت يعني لازم أقفل على قلبي بمليون قفل، هي صغيرة بكرة تلاقي اللي يحبها وتنساني
– وممكن تفضل تحبك ومتعرفش تفتح قلبها لحد
– مستحيل احنا زي النـ. ـار والبنز. ين ياجاسر ماينفعش نقربهم من بعض وانت سمعت اسبابي وممكن تعلقي بيها يكون حب ابوي فقط أنا تايه ومعرفش ايه اللي هيحصل
تنهد بضيق حاول ياجواد وانت هتلاقي حل مش معقول الحب دا يضيع

-لازم يضيع ياجاسر ولازم ادو. س حتى امنع التنفس
❈-❈-❈
في شركة الالفي
دخلت نهى الشركة وسألت في الإستقبال عن مكتب صهيب
أجابتها المسؤولة : حضرتك نهى عادل يافندم
نظرت إليها نهى وأجابتها : أيوة
: طيب اتفضلي هتلاقي البشمهندس منتظر حضرتك في مكتبه في الدور الأخير
: نعم !! الدور الأخير قصدك الدور السابع
أومات الموظفة برأسها
– بالضبط يافندم توصلي هناك والسكرتيرة هدخلك لعنده
صعدت درجات السلالم حتى وصلت للطابق المنشود بعد فترة بجسد منهك ونفسًا يكاد يسحب
وقفت لدقائق حتى تستعيد انتظام أنفا. سها… نظرت إليها السكرتيرة الخاصة بصهيب والتي تدعى شروق
_ أفندم حضرتك محتاجة حاجة ؟
حاولت نهى التحدث ولكنها لم تستطع الحديث… ظلت تسحب الهواء وتزفره ببطئ حتى ينتظم تنفسها.. أخيراً نظرت إليها وتحدثت قائلة
عندي ميعاد مع البشمهندس صهيب لو سمحتي
نظرت لها شروق من أسفلها لأعلاها.. وحضرتك مين بقي إن شاء الله
زفرت بضيق منها ومن أسلوبها المستفز
حضرتك بس ادخلي وقوليله نهى عادل برة
رفعت حاجبها مستاءة من تلك التي أمامها وتتحدث بثقة :
طيب يانهى ياعادل هدخل أقوله  أما أشوف أخرتها إيه
بعد لحظات خرجت لها وهي تنظر بمقت
اتفضلي البشمهندس مستنيكي
تخطتها نهى وكأنها لاتعني شيئاً
دخلت إليه.. وجدته ينظر في ملف أمامه وتركيزه منصب بالكامل عليه
حمحمت حتى يشعر بدخولها
رفع نظره أخيراً من فوق الأوراق ثم نظر إليها بتمعن وأردف متسائلاً
إنت نهى عادل.. صديقة غزل ؟
أيوة يافندم… ثم اقتربت منه ووضعت C. V أمامه
كل حاجه عني قدام حضرتك ظل ينظر لها بصمت وفجأة تذكر أحداث الماضي لا يعلم لماذا خطرت له الآن عندما رأها. هل يوجد شبه بينهما؟
أم هناك بعض الصفات المشتركة؟
ظل يحملق بها للحظات حتى أخرجته نهي من شروده
حضرتك مردتش عليا ؟
نظر للملف بتمعن ثم اتجه بأنظاره إليها
مااشتغلتيش قبل كدا
لا!! “ماحاولتش ” إجابه بسيطة ردت بها
نصب عوده الفارغ وسار إلى النافذة وسألها وهو مواليها ظهره عندما تذكر ذكرى مأسوية له
” ليه مااشتغلتيش؟”
مع إن تقديرك كويس جدا وغير كدا مخلصة بقالك سنة تقريبا
– ماحاولتش أو بمعنى أصح مكنتش عايزة شغل وخلاص.. أنا من عشاق اللغة ورغم كدا محاولتش أشتغل في السياحة
امممم …. همهم بها ثم إستدار إليها
ملفك بيقول معاكي 5 لغات دا صحيح ؟!!
أيوة يا فندم انجلش، فرنش ، اسبانيش ، تركي ، وصيني
وبعرف عبري كمان بس محبتش أضيفه.. وعند حضرتك كورسات الكمبيوتر اللي أخدتها..
ابتلع غصة وخزت جوفه كأنها أشواك تمـ. ـزقه وقام بسؤالها
إنت بتحبي الرسم؟
على الرغم من أن سؤاله غير مرتبط بالوظيفة إلا أنها أجابته
“دي هوايتي المفضلة، هي والعزف على البيانو”
استغرب نفسه بسؤاله!!
نظر لعيونها مباشرة
– شكلك أقنعتيني يا آنسة نهى.. ثم بسط ي. يه وأردف مهنئا
ألف مبروك يارب شركتنا المتواضعة تعجب حضرتك
بسطت يدها- شكرا لحضرتك وأتمنى أكون عند حسن ظنك
عندما لامس يد. ها وصافحها.. شعر بشعور قديم اجتاح داخله كان قد دفن منذ زمن
ظل ينظر لعيناها التي كانت تحاول أن تهرب بها من صوب نظراته.. ولكنه وجدها كترانيم تجذب كل من يراها لونها البني المصفى يطغى على جمالها وروحها مما جذبته إليها بدون رحمة
فهل سيقع صهيب في ترانيم عشقهافي فيلا الحسيني

وصل إلى غرفتها
قام بطرق الباب عليها.. فتحت بعد لحظات
نظرت اليه وكلها خوف وأملاً في نفس الوقت
-قول بسرعة وبلاش لعب بأعصابي… عارفة إنك بارد وهتمو.. تني خوف

حاول أن يداري ولكن نظراتها وكلماتها جعلته يقهقه… عندما وجدت ضحكاته أسرعت إليه وضمتـ. ـه بكل قوتها.. ضـ. ـمها إلى صد. ره بحنان وبدأ يدور بها في الغرفة… وصل ماجد عندما إستمع إلى ضحكاتهما

نظر إليهم بتيه… عملت إيه ياجواد؟
ضيق عيناه ونظر له مستاءا..
– وتفتكر بنتي النجيبة هتعمل ايه… شوية وتلاقي وزير التعليم يتصل بها، على فكرة النتيجة دي جاتلي متسربة يابت عشان تعرفي غلاوتك قد إيه

حضنته مرة أخرى
-انا بحبك قوي قوي ياجود ربنا يخليك ليا يارب.. على رغم من فرحته التي ملئت قلبه بعد كلماته العفوية إلا انها شقـ. ـت قلبه لنصفين… خرجت من أحضـ. ـانه ونظرت داخل مقلتيه وأردفت بحب وعرفان
– عارفة إنك أكتر واحد تستاهل الفرحة.. إنت ورا النجاح دا مستحيل أنسى سهرك ومذاكرتك معايا، مستحيل أنسى المدرسين اللي شيبتهم معاك،، والقهوة اللي طول الليل تتعملي.. شكرا ياآبيه بجد وإن شاءلله هيجي اليوم اللي أردلك تعبك معايا

ضم رأسهاوقبـ. ـلها-  متقوليش كدا يابت ياهبلة أنا كنت بعمل مع مليكة كدا..كويس عندي واحدة مهندسة والتانيه دكتورة ان شاءالله

-” دكتورة ” أردفت بها بصدمة.. انا مش عايزة ادخل طب ياآبيه
-مفيش حضن لبابا ياغزل
أسرعت له آسفة يابابا أعذرني حبيبي الفرحة نستني… بس تعرف كان نفسي أسقط عشان أعرّف حضرة الضابط هيعمل ايه… فين شهيناز عشان أفرحها

نظر جواد لماجد بهدوء
اكيد تحت في غرفتها حبيبتي مش كدا ياعمو
– ايوة ياقلبي هي تحت وكانت بتسأل عن النتيجة وأنا لما سمعت ضحكاتكم جيت أطمن

جذب جواد يديها
– تعالي معايا يازوزو هنروح لمليكة مستنياكي عشان تديكي هدية

أسرعت للخارج كطفلة تسرع الى ألعابها بكل رحابة صدرها

في تركيا
دخلت حسناء الى غرفة ميرنا
– هتفضلي كدا يابنتي زعلانة مني… طيب اسمعيني وبعد كدا احكمي

– بعد إيه ياماما عايزاني أسمع، بعد مادمرتي حياة اخويا، وياترى دمرتي مين تاني… عمو حسين كنتي على بعلاقة ازاي باخو جوزك، عايزة تبرري إيه.. أنا دلوقتي عرفت ليه سبتي مصر السنين دي كلها.. دلوقتي عرفت ليه اتجوزت بعد موت بابا حازم… عشان تقهري عمو حسين كمان وكمان وتقولي له شوف أنا عايشة حياتي من غيرك.. للأسف أنا ندمانة إنك امي

قامت حسناء، بصفعها
– اخرصي إنتِ آزاي تتكلمي معايا بالأسلوب دا انتِ نسيتي نفسك ولا إيه.. أردفت بها بحزن ثم خرجت لأول مره ترفع يديها على إبنتها

بعد ثلاثة أيام في فيلا الألفي

ذهبت إليه لحين نزول چواد.. جلست بجواره بهدوء ونظرت للبعيد ثم أردفت حزينة:
– هتفضل لحد إمتى رافض ترد على اتصالتي ثم نظرت إليه أنا عملت إيه ياجاسر للمعاملة دي ثم ذرفت دموعها

زفر بضيق على حالتها التي وصلت إليها من خلاله
– حبيبتي اعذريني أنا مشغول الأيام دي يامليكة ثم ضمها إلى صـ. ـدره وقبل رأسها  آسف حبيبتي متزعليش مني

تشبست بملابسه بقوه وبدأت تبكي بقوة:
فيك إيه ياجاسر احكيلي حبيبي مش أنا حبيبتك ومراتك والمفروض متخبيش عني حاجة… رفع رأسها ونظر إلى عينيها واردف مختنقا
:  أنا تعبان أوي يامليكة الدنيا بطوحني كل شوية حاسس إني في كابوس

لمست جانب وجهه بحنان.. احكيلي
نظر للبعيد وأخرج تنهيدة عميقة تدل على مدى حزنه ووجعه من والده…
أنا وبابا بينا مشكلة كبيرة هي مش مشكلة هو وجع بالمعنى الصحيح…
نظرت إليه واستمعت إليه بكامل تركيزها عندما وجدت دموعه سقطت رغماً عنه…
يعني ايه ياجاسر كلامك دا، عمو ماجد مزعلك يعني ولا إنت اللي مزعله

قام بقص ماصار له في تلك الليلة ثم زفر بقوة
وضعت يداها على فاها لم تصدق ماقيل
– مش معقول الحقيرة دي وصل بيها التمادي لكدا.. دا كله يحصل من غير ماأعرف

يعني انتِ مصدقة كلامي
ضيقت عيناها مستفهمة عن  حديثه ثم أردفت بقوة بعدما اعتدلت واقفة… أنت بتقول إيه.. معقول ياجاسر بتسألني السؤال دا… دا أنا أعرفك أكتر من نفسي وعمري ماأشك بأخلاقك  إنها توصل للمستوى المنحط دا

تنهد بضيق
_بس أبويا صدقها للأسف… شوفتي!!

– ولا يهمك حبيبي أعذره برضو هو دخل وشاف المنظر دا عقله لازم يقف.. في هذه الاثناء أتى چواد اليهما ثم نظر اليهما:
على مااعتقد حلو الوقت اللي سبتكم فيه دا.. ياله ياعم رميو عشان نلحق ثم تركهم واتجه للسيارة

ضـ. ـمها بقوة إلى أحضـ. ـانه كأنه يقوم بتوديعها
أخرجها بأحضانه بهدوء:
عايزك تعرفي إني بحبك لو حبي اتوزع على العالم يفيض.. وعمري مافكرت أحزنك او أبعد عنك ثم نظر إلى شفتيها التي ترتعش من واقع كلماته وقام بتقبيلها بهدوء
بعد لحظات إتجه إلى چواد بعدما ودعها
خلي بالك من نفسك وغزل قربي منها على أد ماتقدري انتوا أغلى حاجة عندي… أعرفي لو جه يوم وبعدت عنكم فأنا بوصيكي عليها  وصية أب على بنته

خطى عدة خطوات ولكنه توجه بنظره إليها عندما صاحت  إسمه بقوة وأسرعت إليه وحضنته بقوة وضربته على ظهره ماتقولش كدا تاني إنت هتفضل معنا طول العمر سامعني مش مسمحولك تسبيني

ضمـ.، ها إلى أحضانه بقوة كادت أن تنصهر من شدتها وهمس لها بكلمات لحتى تستكين روحها ثم وضع قبلة أعلى جبينها وانطلق مغادرا من أمامها

ركب السيارة بجوار چواد وكأن رو. حه سُرقت منه… تنفس بقوة وأخرج تنهيدة عميقة من صـ.، دره… نظر چواد إليه:

– اتكلمت مع مليكة في حاجة عرّفتها…
– سألتني مالك قولتلها إنك مشغول بس

– حكتلها كل حاجة ياجواد كان لازم تعرف عشان ميجيش وقت وشهيناز تستغل الموضوع دا وتحاول تفرق بينا

وردها كان إيه؟
… ابتسم بحب عندما تذكر كلماتها
– مستني يكون ردها إيه
مليكة دي عشقي ياجواد كبرت وحبها بيكبر جوايا شوفت ستات العالم كلهم فيها تفتكر بعد الحب دا هيكون ردها إنها تصدق إني أخونها أو أنزل لمستوى منحط بأخلاقي…

– رفع حاجبه بضيق مفتعل
– لا والله لا منفتح بكلماتك مش مكسوف مني ولا مراعي إنها أختي

لكمه بخفة في ذراعه
– ومراتي مش واخد بالك من الحتة دي… المهم عايز لما أخلص من القضية دي نتجو. ز هنستنى إيه

– إن شاءلله حبيبي، ربنا يوفقنا المرادي ونعرف نمسكهم متلبسين ونخلص منها

في طريقه قامت ندى الإتصال به
– حبيبي إيه مش المفروض ننزل نشوف العفش فرحنا قرّب ياجواد ومفيش حاجة عملناها..
زفر بضيق وحاول أن يكون طبيعي
– عندي شغل مهم دلوقتي ياندى لما اخلصه هكلمك

نظر جاسر إليه بعمق ثم اردف
– إنت بتغلط ياجواد… ندى مالهاش ذنب
جحظت عيناه ونظر له
– انا مظلمتهاش ياجاسر بحاول أخلي حياتنا طبيعية.. لازم نكمل جوازنا ياجاسر لو الجوازة متمتش هيكون صعب عليا صدقني خلينا نكون واقعين بلاش أحلام وهمية

❈-❈-❈

بعد فترة وصلت قوات الشرطة بقيادة كلا من العقيد جواد الألفي  وجاسر الحسيني وهما من أكفأ ضباط مكافحة تهر. يب المخد. رات وتجارة السلاح…

اقتحمت الشرطة وكر المجر. مين وقاموا بمحاصرة المكان عندما كان هؤلاء المجرمين يقومون بعملية تسليم لتلك المواد المخدرة

تفرقت قوات الشرطة إلي مجموعات حسب الخطة الموضوعة حيث إتجه چواد ومعه بعض القوات تجاه الغرف بحثا عن مكان الرأس المدبر لتلك التجارة
فيما اتجه جاسر ومعه باقي القوات نحو مكان التسليم حيث دارت العمليه فاوقفوا عمليه التسليم وقاموا بإلقاء القبض علي معظم المهربين مع تبادل لإطلاق النار نتيجة هروب البعض الآخر ولكن كانت الغلبة لهؤلاء المجرمين لأنهم كانوا أكثر عدداً

بعد وقت استطاع جواد التسلل لمكان الرأس الكبيرة والقبض عليه والذي يعد من أكبر رجال الأعمال في الدولة
ثم توجه حيث وجود جاسر الذي كان محاصرًا من جميع الاتجاهات بسبب عدد هؤلاء المجرمين الذين حاصروه فاتجه جواد إليهم بزعميهم بعدما خسرت الشرطة الكثير من أبنائها

صاح جواد بذلك الرجل الذي كان يقيده ويمسكه من تلابيبه
– قولهم يوقفوا ضرب …
أمرهم الرجل بالتوقف حالا ورمي أسلحـ.، تهم فانصاعوا لأوامره
وبالفعل تم وقف تبادل اطلا. ق النـ. ـار بينهما..
استدار جواد لجاسر
: جمعهم على جنب كدا وتحفظ  عليهم

وفي غفلة منهما قام شخص بالتسلل واستخدم سلا. حه واطلق طلقة في اتجاه جواد  لمحه جاسر  أسرع وقام بدفعه واستقرت الطلـ. ـقة في صد. ره..

نظر جواد الى ماحدث ثواني فقط صار الوضع مأسويا لدى الشرطة ولكن استطاع جواد السيطرة وتم القبض عليهم  ولكن  هرب اححد زعمائهم

أسرع جواد إلى جاسرالذي سقط  ودمائه تحاوطه وصاح بالضباط إطلبوا إسعاف بسرعة….. جلس على ركبتيه ورفع رأسه وقام بالضغط مكان جرحه ليوقف النزيف

ابتسم جاسر لجواد
– خلاص ياصاحبي شكلها النهاية حاول أن يلتقط انفاسه بصعوبة…وضع يديه على يدي جواد

وصيتي ليك غزل ياجواد  أوعي تتخلى عنها.. إتجوزها ياجواد أنا بوصيك إنك تتجوزها لو حصلي حاجة ياصاحبي هنتقابل وهسألك عليها.. مالهاش حد بعدي بابا ممكن يعمل فيها زي ماعمل فيّا.. أنا مسامحه وعرّفه أني بحبه  كتير… آه مليكة آه ياحب عمري وشبابي  خليها تعيش حياتها من بعدي..متخلهاش تحزن مش عايز أشوف حزنها..غزل ياجواد غزل
ظل يرددها

نزلت دموع جواد
-أسكت يالا هتعيش سامعني وهتتجوز وهتسلم غزل لجوزها.. أوعى تستسلم ياجاسر للموت أنا بقولك أهو… فين االاسعاف اردف بها بقوة زلزلت السماء من صرخاته

لحظات وأغمض عينيه مبتسما … صرخة دوت بالمكان من جواد كأنه زئير أسد جائع يبحث عن طعاما لفترة من الوقت…

أتت سيّارة الإسعاف ونقلوه الى المستشفى

على صعيدا آخر في فيلا الألفي
تجلس غزل بجوار مليكة ويتعلمون العزف على البيانو مع مدربهما… بينما يجلس صهيب في الحديقة مع حازم يتسامرون

نظر صهيب لحازم ورفع ذقنه بمعنى مالك
_ايه يابني ساكت ليه من ساعة ماجيت

مفيش مخنـ.، وق بس
رفع حاجبه بتحفز
– الكلام على إيه أوعى يكون معرفتش تكلم المزة بتعتك… قطع حديثهما رنين هاتف صهيب

رفع نظره لحازم
-أهو عمو عذرائيل وصل وهيسمعني موشح كل يوم  ،، اسمع كدا

– ايوة ياباشا مصر الأمن مستتب والكل في آمان ولكنه وقف سريعا واردف مذهولا:

إنت بتقول إيه جاسر ماله.!!.. طيب طيب إحنا جاين أه هتصل  بيه حالا

أسرع صهيب لوالده  ونسي أن غزل بالداخل مع مليكة
بابا بابا  جاسر أتصاب وحالته خطيرة في المستشفى… جواد لسة مكلمني بيقولي كلم عمو ماجد وعرًفه

نظر إليه بذهول:

_انت بتقول إيه يابني… يارب جيب العواقب سليمة وأخوك عامل إيه

كانت تخرج من غرفة الموسيقى بيديها كوبا من العصير وعندما استمعت الى كلمات صهيب: صرخت بقوة بأسمه حتى أتى جميع من في المنزل ثم أغشي عليها..

.. اتت غزل بخطوات بطئية ووصلت عندهم بعدما سمعت صراخ مليكة ووجدتها اغشي عليها… حملها صهيب  وقاموا بإفاقتها… نظرت إليهم
فيه إيه وماله جاسر.!!.. ضمها حسين إلى صـ.، دره

– مالوش حبيبتي هيكون كويس بس إتصاب إصابة بسيطة هنروح نشوفه
نزلت دموعها كطفلة بريئة فقدت والدها
عايزة أروح معاكم… عايزة أشوف أخويا
أردفت بها بصوت باكي متقطع

جذبها صهيب وحازم من يديها
– تعالي حبيبتي علشان تشوفيه

نظر حسين إلى إبنه بمعنى  اتجننت!!
هتروح إزاي وأنت بتقول حالته خطر

همس لوالده
– بابا جواد قال هاتوا غزل ومليكة… ثم إتجه بأنظاره لمليكة التي تجلس وتنظر بشرود وكأنها مغيبة عن عالمهم.. وصل صهيب اليها وملس على رأسها بحنان- قومي حبيبتي عشان نروح نشوفه… اخيرا رفعت عيناها إليه:
هيكون كويس ياصهيب مش كدا!!

ضمها بحنان أخوي

– ان شاء الله ياحبيبتي
بعد أكثر من نصف ساعة وصلوا جميعا إلى المستشفى… الكل في حالة ترقب معظم المستشفى كانت من الضباط بحكم أنها عسكرية

إتجه أمجد بساقين ترتعشان ونظر إلى جواد وتحدث
–  فين جاسر ياجواد ابني فين؟

لم يتحرك جواد ظل كما هو جالسا وكأن على رأسه الطير… أغمض عينيه بقوة لا يتحمل شئ يصاب لصديق عمره ولكن نظر إلى ماجد وأشار بعينيه إتجاه غرفة العمليات

❈-❈-❈

ظل أكثر من ثلاث ساعات والكل في حالة ترقب شديد… تجلس مليكة بجوار غزل وتحتضـ. ـنها وتتساقط دموعها بصمت وتتذكر حديثه الأخير

إنتهت العملية أخيراً وخرج الطبيب إليهم
أسرع الجميع إليه سوى مليكة وغزل
نظر ماجد إليه متسائلا:
ابني عامل ايه يادكتور؟
نظر الطبيب  وعلامات الإرهاق والحزن ظاهرة عليه ثم أردف  بعمليه
– أدعوله إحنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا

مرت أكثر من ساعتين اخرى، ولكن حدث خطوات الأطباء السريعة إلى غرفة العناية تدل أن هناك شيئا سئ حدث له

بعد نص ساعة  خرج الطبيب  … نظر إليهم بأسى وحزن
آسف كنت أتمنى أطمنكم لكن البقاء لله

نزلت كلمات الطبيب كماء مثلج في فصل الشتاء على رؤسهم…. صرخة دوت بالمكان وشقت الصدور من قلب غزل… ثم إتجهت سريعا إلى غرفة العناية وجدتهم يغطون وجهه
شهقة من انين قلبها تصرخ بتقطع

-لا محدش يغطيه..قالتها و اقتربت،  بساقين مرتعشتين الحزن والألم حفر ثقوبًا بقلبها، ليشق صدرها وكم من آهات صرخت بها… شهقات خلف شهقات تكتمها بكفيها،  ثم جثت أمام،  فراشه

أمسكت يديه تقبـله وأردفت بصوتاً باكي متقطعًا شق صدور الموجودين

– قوم ياجسورة يرضيك تسيب غزالتك وحيدة، طيب والله لا أخاصمك ياجاسر ومش هكلمك تاني..
-غزالتك مالهاش غيرك، اه ياحرقة قلبي، ظلت تقبل كفيه، ورجفة اعترت فؤادها حينما شعرت ببرودة جسده
ضمت كفيه تنفث بهما
-”  إنت بردان ليه “!!

” ياحبيبي كدا جسمك بدأ يبرد”
رفعت يديها المرتعشتين إلى رأسه وملست بحب أخوي….  أنا هنام في حضـ.ـنك وأدفيك.. شهقت شهقة مؤلمة عندما لم يأتي رده..وآه خلف آه لتشعر بإنسحاب أنفاسها.. تضع رأسها بجانب رأس اخيها تردف بنحيب:

– طيب تعرف أنا هنام زعلانة منك ياجاسر وأنت عارف لما بنام زعلانة بيحصلي إيه… رفعت رأسها إلى وجهه وبدأت تقبله على جبينه… أنت مش سامعني طيب لو سامعني رد عليا.. رفعت رأسها
ونامت على صـ.دره أنا هفضل هنا لحد ماتقوم… انا مش هسيبك ياحبيبي، هسيبك واروح لمين،  انا ماليش غيرك،  هستنى لحد ماتقوم

كان واقفا يبكي مأساته بقلب مفطور ومن يخبرنا أهم وجع هو وجع الفراق على الأحبة… آهة خفيضة محملة بكم الألم والوجع الذي أنتابه في هذه اللحظة لعل هذا كابوس وأحدهم سيفيقه منه

إتجه إليها جواد وكأنه هو الذي فارق الحياة.. نظر إلى صديقه وتمنى أن يكون مكانه ولا يشعر بكم الألم الذي سيطر عليه… جذب غزل من ذراعيها وأوقفها وضمها الى صـ.ـدره بحنان…
كدا ياغزل عايزة تعذبيه ياقلبي ينفع تعملي كدا.. هنا فاقت من  صدمتها لتنهض سريعًا متجهة الى جواد
ضمت وجه مردفة بعيون دامية:
– جواد مش هو بيحبك وإنت بتحبه أكيد هيسمع كلامك مش مهم أنا وأوعدك مش هزعّله ولا أزعلك تاني بس خليه يفتح عيونه.. بلاش تعذبوني ياجواد ضُـ.ـمه ودفيّه هو بردان بس… أمسكت يد يه وذهبت بها إلى جاسر… شوف إيد. ه بدأت تبرد إزاي
دفي اخويا ياجواد.. أنا عارفة إنك بتحبني لو بتحبني صحيح دفي أخويا.. أخويا بردان ياجواد وأنت  تقدر تدفيه وترجعه للدنيا

أغمض عيناه بألما وترك دموعه بالانسياب.. هنا فقد الاحساس بالحياة،  تمنى لو تزهق روحه لبارئها.. حاوط جسدها، تابع ممسداً على شعرها بحنان.. غزل ممكن تحتضـ.ـني أنا تعبان حبيبتي ومحتاج لحضـ.نك قوي ضمـ. ـيني ياغزل

بدون مقدمات جذبته في عنـ. ـاقا قو. يا ظلا هما الاثنين يخرجون ماآلامهم بقوة

ثم نظر إلى الممرضة لكي تنهي عملها.. بكت في أحضانه بمأساة طفلة تفقدها الحياة أعز مالديها.. تشبست بقيمصه..عارفة إنك بتقول كدا عشان تخرجني..ثم  أردفت بصوتا باكي متقطع:
قوله ياآبيه قوله يصحى وأنا مش هزعل منه خالص.. قوله غزل بتحبك أكثر من أي حاجة… قوله غزل هتموت من بعدك…

إرتجفت أوصاله من الحزن عندما رأى صديق عمره  عندما قاموا بتغطية وجهه.. بدأ يتنفس بتثاقل كمن وجد غصة مؤلمة تمنع عنه التنفس… يشعر بوجود صخرة عملاقة فوق صـ. ـدره تنحد. ر لتمنع تنفسه تماما
دنا منها وضـ.، مها قائلا اللهم لا إعتراض على قضائك يارحمن يارحيم

بكت في حضـ.، نه بنشيج مريرا وشعرت في تلك اللحظة لأول مرة باليتم… أنا النهاردة رجعت اتيتمت تاني آه ياحبيبي هتسبني لمين

ضمها بقوة إلى صـدره لا يعلم لماذا شعر بوخزة بشقه الأيسر عندما أردفت بهذه الكلمات.. تمنى أن ياخذ حزنها ولا يؤلم قلبها شعر بعجزه ولأول مرة بكـ. ـى بحزن العالم كله ضم وجهها ونظر لداخل عيونها
ماتوجعيش قلبي ياأغلى من رو. حي عليكي حبيبتي بلاش تخوفيني عليكي  ثم قبـ.ل جبينها وضمها إلى أحضانه بكل قوة لديه ظلت تبكي على صـ. ـدره وتهمهم ببعض الكلمات حتى هو. ت بين يديه فاقدة للوعي كورقة شجر سقطت في فصل الخريف

حملها وخرج بها من غرفة العناية متجها بها إلى غرفة آخرى وطلب من الطبيب الكشف عليها وإفاقتها

بينما بالخارج عند مليكة… تجلس تنظر فقط في نقطة وهمية لا تشعر بما يحدث حولها كأنها خرجت من العالم الواقعي
ضـ.، مها  صهيب إلى أحضـ. ـانه وبدأ يتحدث معها علها تنتبه له ولكنها ظلت كما هي

أتى جواد احليها وجلس بالجانب الآخر ينظر بصمت ويتذكر حديث صديقه وكم كانت السعادة تملئ قلبه منذ سويعات فقط

ملس على رأسها بحنان وأردف حزينا:-
– ملاكي بصيلي ياحبيبتي.. ولكن ظلت كما هي… لم يمل جواد من الحديث إليها:
– جاسر وصّاني عليكي وقالي متخليش مليكة تعيّط عليّا.. عشان مزعلش، شوفي انتُ بتعملي إيه، إلى هنا فقط نظرت إليه بعيون زائغة أردفت حزينة
– طيب ماقلش تقولي إزاي أقدر أعيش من غيره. ماقلكش إزاي يخو. ن وعده ليا، ماقلكش إني مش هزعل بس لا دا انا همو. ت من بعده ثم إتجهت بنظرها للإتجاه الاخر…وصل والدها إليها ونظر لاولاده يسألهم بعينيه.. إيه أخبارها!!

ضمـ. ـها لأحضانه وملس بحنان على رأسها
ثم أردف حزينا: لا قالي لكل اجلاً كتاب

دفنت رأسها في أحضانه وبدأت تصرخ حتى شعرت بإنقاطع أحبالها الصوّتية.. ثم غابت عن الوعي

وصل يحيى وعاصم ومنال بعدما عرفو الخبر
نظر يحيى يبحث عن ماجد
– ماجد فين ياحسين؟
زفر حسين بضيق فهو في حالة لاتبدي النقاش
– في العناية للأسف حالته صعبة.. عنده جلطة أدعوله.. الدكاترة محدش بيطمنا

– غزل فين ياعمو أنا عايز أخدها معنا بدل أبوها مريض… واخوها الله يرحمه.. دلوقتي مينفعش تقعد معاكم لحد ما عمو ماجد يفوق… وياريت حضرة الضابط يكون متفهم عشان منتعبش بعض

في تركيا
اتصل حازم بوالدته.. سعدت كثيرا عندما وجدت اسمه ينير شاشة هاتفها
– حازم حبيبي كدا تنسى امك
– ماما جاسر مات.. أنا هموت ياماما مش قادر أصدق.. جاسر مات ياماما

هبت واقفة وكأن الأرض تميد بها وتنسحب أنفاسها وتساقطت دموعها عندما تذكرت وصيّة إختها التي تركتها دون تنفيذ

– بتقول إيه جاسر ما. ت.. قطعت حديثها عندما استمعت ارطدام خلفها، وماكان الا بنتها سقطت واغشي عليها من هول الصدمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

في صباح يوما  جديد بعد ليلة دا. مية من الحزن على فقيـ. د الشباب، بل فقيـ. د القلوب
الأخ الحنون، الصاحب الأمين، الأبن البار، الزوج الحبيب…. بل ليلة كعاصـ. ـفة هو. جاء تتلهـ. ـم قلوبهم. مازالت  تجلس عائلة الألفي في المستشفى على فقيدهم الغالي
دخل صهيب بخطوات متمهلة حزينة، ووجه حزينا.. لم يرى أمامه غير صورته، ضحكاته، مزاحته، مشاركتهم اللعب، الطعام
كل شئ أمامه لم يقتنع أنه لم يراه مرة أخرى.. ابتلع غصة مر. يرة في جوفه ودلف إلى غرفتها.. وجدها تغفو على فراشها كالملاك لا تشعر بما يدور حولها تغرس يد. يها ببعض الإبر والمحاليل.. جلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها
:  أنا مش عارف أصبر نفسي ياملاكي إزاي هقدر أصبرك على فراق محبوب القلب
يارب لطفك بينا وبيها، يارب خفف وأزل حزنها.. ظل بعضا من الوقت بجانبها… دخلت والدته وتبادلت النظرات بينهما
– لسة مافقتش ياصهيب
أغمض عيناه بألما ثم أردف بكلمات حزينة
– النوم أحسنلها ياماما.. الله يكون في عونها ويصبرها ويصبرنا جميعا
ربتت والدته على أكتافه… روح شوف جواد ياصهيب… شوفه أخوك مكسور ياحبيبي بس مش عايز يبين ضعفه قدام حد.. حازم قاعد عند غزل ومعرفش هو راح فين
وقف واليأس على ملامح وجهه هو يعلم أن القادم سيكون صاعقة على رؤس الكل
تحرك للخارج مغادر بحثا على آخيه… وجد سيف يخرج  من غرفة العناية التي يحجز بها ماجد… نظر له صهيب واردف متسائلا
:  لسة مافقش… زفر سيف بضيق وتحدث حزينا- حالته صعبة للأسف الدكتور بقول دخل في غيبوبة
❈-❈-❈
حاول تمالك حزنه-
: مشفتش جواد
ضيق سيف عيناه
– هتلاقيه عند غزل هو مسبهاش خالص
– لا ماما بتقول حازم اللي هناك.. طيب خليك مع بابا أنا خايف عليه وأنا هنزل أشوف أخوك راح فين
عند جواد
خرج إلى حديقة المستشفى يحاول أن يستنشق بعض الهواء.. يتـ. ـنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صـ. ـدره جبلا أو صخرة تمنع تنفسه… جلس واضعا رأسه بين يد. يه وكلمات عاصم تتردد بآذانيه
– غزل بعد د. فن أخوها مستحيل أسبها معكم ولا دقيقة، ووريني يارجل القانون هتعرف تاخدها إزاي!!
يشعر بوجود سيف موضوع على عـ. ـنقه وسوف يقوم بذ. بحه… أطبق جفنيه المتعبتين الحزينتين وترك د. موعه تنساب فوق وجنتيه لقد تحامل أكثر من اللازم حتى لا يرى أحدا ضعفه… ظل على تلك الحالة المتوجعة لوقت ليس بالقليل
وصل صهيب وجلس بجواره
– ناوي علي إيه ياجواد… يحيى مش هيسكت
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيه وشعور العجز يتمكن منه.. نظر لصهيب وتحدث بصوتا مر. تجف رغم حزنه ووجـ. ـعه وقوته بنفس الوقت ولكنه لا يتحمل ما بداخله
“جاسر وصّاني ياصهيب وصيّة تقسـ. ـم وسطي، ومش بس كدا ممكن تدبـ. ـحني بعد كدا”
نظر له بصد. مة متفاجأ بكلمات آخيه
وصية إيه دي ياجواد؟
عصر عيناه ألما مما هو آتي ومازال حديث جاسر يتردد
فلاش باك
وصلوا إلى المستشفى وهو مازال يتشبس بيد. يه- جاسر هتكون كويس بس خلي أملك في ربنا كبير.. هستناك ياصاحبي أوعى تخلي بوعدك معايا هنفضل على الحلوة والمرة… كان يسرع به المسعفين متجهين لغرفة العمليات
أمسك يـ. ـد جواد ونظر لداخل عينيه وتحدث بصوتا كاد ان يخرج من شفتـ. ـيه مماجعل جواد يخفض رأسه حتى يستمع له:  جواد لو مخرجتش عا. يش وصيتي الوحيدة غزل… غزل أوعى تتخلى عنها.. عارف بوصيّك بحاجة فوق طاقتك بس إنت الوحيد اللي تقدر تنفذها… غزل ياجواد، غزل خدها في حضنك دفيّها بحنانك.. اتحرمت من حنان الأم والأب.. متعرفش يعني ايه معنى الأم فـ. ـقدتها، متخلهاش تفـ. ـقد يعني ايه خذلان حبيب.. لو بتحبني وبتحبها زي مابتقول ماتتخلاش عنها الزمن وحش وغدار ياصاحبي والناس مبترحمش عارف هتواجه صعوبات بس إنت قدّها… جرّه المسعف لغرفة العمليات… وظل جواد ينظر في أثره وهو فا. قد الحركة والنطق… يدعو بقلبه قبل لسانه عودته مرة أخرى بينهم
نظر لصهيب بعد ماقص ذكراه من حديث جاسر
مسح وجهه بكفيه يقاوم وجـ. ـعه وحزنه
ربت صهيب على ظهره
هتعدي إن شاء الله عارف إنك هتقدر تنّفذ الوصيُة من غير خسارة
أمـ.، سك مقدمة ر. أسه يقاوم ألما رهيبا يفتك به.. لا أنا عاجز ومش عارف هعمل ايه بس اللي أقدر أقوله ومتاكد منه صعب انفذ الوصية.. قاطعهم اتصال ندى
غصـ. ـة كبيرة بحلقه عندما وجد اسم ندى ينير شاشته واردف
– ودي ذنبها إيه في اللي بيحصل سواء مني أو من القدر… زفر صهيب بضيق
– ندى عندها فرص كتير ياجواد وبعدين إنت مجبر مش مخير ومتنساش دي غزل وجاسر أخونا غير الوصية واجبة التنفيذ
❈-❈-❈
قاطعهم رنين هاتف سيف
– صهيب غزل فاقت ومحدش قادر يهديها تعالى بسرعة… وقف صهيب سريعا
– غزل فاقت وحالتها صعبة
أسرع كلا منهما إليها… جواد الذي يسبقه قلبه خوفا عليها… صهيب الذي يسبقه اخويته لها
وصل بسرعة البرق وجدها تصـ.، رخ ونجاة والممرضة يحاولون تهدئتها
ضمـ. ـها جواد إلى أحضـ. ـانه- حبيتي أهدي خلاص أنا جيت… أخرجها من أحضـ. ـانه ومسح دموعها التي سقطـ. ت على قلبـ.، ه كحمـ. ـم بر. كانية… كانت تغلق عيناها بوجعاً وألماً

فتحت عيونها الرمادية الجميلة التي أصبحت دا. مية ثم نظرت إليه وأردفت بصوت باكي
– عايزة أشوف أخويا قبل مايغسـ.، لوه لو سمحت.. عايزة ألمـ.، سه لأخر مرة… عايزة أشم ريحته لأخر مرة… كل حاجة بتر. بطني بيه هتكون لأخر مرة  .. ياجواد
أنا النهاردة لتاني مرة أتيتم.. طيب أول مرة محستش بوجع عشان معشتش معها  نظرت إلى عيونه أردفت متسائلة
– جواد هو ينفع أروح معاه… الدنيا دي معدتش تلزمني.. هعيش فيها ليه ولمين
أخويا خلاص راح… راح سندي وقوتي… راح حضـ. ـني الدافي.. انا مش عايزة أعيش
إرتجـ.، فت أوصاله من كلاماتها
– ليه بتقولي كدا ياحبيبتي.. ينفع تسبيني ياغزل… سكنت لبرهة في أحضـ. ـانه علها تجد الحنان الذي افتقدته في وفاة أخيها..
ولكنه ليس أخيها… ولكن شعرت بشعور آخر، شعور بنبضات حبيب وليس اخا
بدأت تبـ. ـكي بنشيج
نزلت دموعها فوق صـ. ـدره كقطـ.ـع زجاج تقطـ. ـع جـ. ـلده… ارتفعت شهقاتها  التي اخترقت جدار رو. حه وهي مازالت بأحضـ. ـانه  … ملس على ظهرها بحنان
وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأثناء ووجدته يقوم بإحتـ. ـضان غزل… ويقف صهيب ونجاة بجانبهم
-“جواد “إنت كويس… نظر لها وهو مازال على حالته… نامت غزل بأحضـ. ـانه بعدما حُقنت بمهدئ
وضعها بهدوء على الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قبـ. ـل جبهتها وهي مازالت مابين اليقظة والنوم… بدأت تهمهم بأسم أخيها
تنهد بحزن ونظر لوالدته
– ماما مليكة عاملة إيه؟
– نايمة ياحبيبي لسة سيف عندها أنا جيت لما غزل فاقت وبدأت تصر. خ وتنادي على جاسر
ملس على وجهها- خليكي جنبها ياماما هشوف ندى شوية وراجع
أمسـ. ك بيـ. ـد ندى وخرج لحديقة المستشفى
جلس فوق المقعد بظهر منحني وكتفين متهدلتين قتله الوجع على فراق أعز الأصدقاء… جلست ندى بجواره ومسدت على ظهره
– عامل إيه وإزاي دا حصل أنا لسة عارفة من شريف من شوية…
– أنا كويس الحمدلله زي ماانتِ شايفة بحاول أكون كويس… نظرت له بعمق
– غزل عاملة إيه وإزاي هتقدر عليها في حالتها دي المفروض تشوف د كتور نفساني
جحظت عيناه من كلماتها
-غزل تحت الصدمة ياندى، الصدمة كسر. تنا كلنا، ولولا وجود جاسر كنت زماني أنا اللي بيبـ.، كوا عليه يعني هو فداني برو. حه.. هي مش مجنونة
-إنت قصدك إن جاسر فداك… يعني كنت ممكن تكون
فرك وجهه بكفيه بغضـ.، ب وحزن
– بالضبط كدا.. كنت زماني أنا اللي بتعيطوا عليه
هبت واقفة
– هو دا اللي كنت عايزة أكلمك فيه من فترة بس الوقت بيكون مش مناسب
ضيق عيناه ونظر لها مستفهما عن حديثها
– مش فاهم تقصدي ايه
فركت يديها وولته ظهرها
– شغلك دا ياجواد، أنا مش مرتحاله مش عايزة الشغل دا… عندك شركات كتير ليه الشغل المعقد دا اللي ممكن ياخدك مننا
هو. ت كلماتها على رأسه كصا. عقة… ضيق عيناه ونظر لها مستاءا
– أنا مش هرد عليكي عارفة ليه.. عشان مش الوقت والمكان ولا الحالة تستدعى النقاش الأهبل دا.. عن إذنك
❈-❈-❈
زفرت بضيق من عصبـ.، يته وتذكرت حديث والدتها بعدما علمت ماصار لجاسر
– شغل الظباط دا مش حلو ياندى لازم يسيب شغله هتفضلي عايشة على أعصـ. ـابك وهو في مهمة، وبعدين شغلهم كله أوامر وغير مش هتلاقي منه كلمة غزل ولا حب.. هتعيشي إزاي بقى برنسس ندى اللي الكل هيموت عليكي لازم يكون عندك شخصية انتِ مش أي حد إنتِ ندى الدسوقي المذيعة المشهورة… لو ماأخذتيش موقف هتفضلي طول عمرك تحت طوعه، وبعدين يانودي دا دايما جد كدا.. قوليلي جه مرة عزمك على عشا رومانسي.. أو حتى قالك كلمة حب، نظرت لها بهدوء ثم قالت.. “او با. سك بو. سة حبيب ياقلبي” فكري في كلامي ”
وقفت وكأنها تائهة ولكنها اتخذت قرارها
وخطت لداخل المستشفى تلاحقه الى غرفة غزل.. قابلها صهيب وهو يجلب قهوة
نظر لها بهدوء- ندى بلاش تشدي مع جواد في الوقت دا  لو سمحتي حاولي توقفي جنبه في الظروف دي
وضعت ذراعيها فوق بعضها وضمت نفسها
– هو أنا عملت إيه ياصهيب وبعدين هو راح اشتكى مني
ضيق عيناه مستغربا هجـ.، ومها
– أنا معرفش إيه اللي حصل انا بكلمك بشكل عام بعد ما شفت حالته وهو داخل
عند جواد
جلس يمسح وجهه بعصبـ. ـية بعدما شعر بالإختـ. ـناق من حديث ندى.. أتى حازم إليه
– كنت فين ياحازم وازاي تسيب غزل وتمشي؟
-استغرب حازم هجـ. ـومه ولكنه حاول هدوئه بسبب حالته التي رآها
– كنت بخلص أوراق الد. فن المفروض نخرج جاسر لد. فن دلوقتي بدل  عمه الظريف رفض يعمل حاجة بعد هجومك عليه
نظر له بقيلة حيلة.. وحاول تمالك أعـ.، ـصابه
متزعلش مني..  أشفق عليه كثيراً قاطعه بصوتاً مرتجف
– المفروض نخرجه لمثواه الأخير  بعد ساعة
جواد أجمد الكل محتاجك.. عارف اللي جاي صعب بس لازم نقوّي بعض
نظر له جواد- كلمت مامتك عرّفتها… دخل حسين ياله ياولاد قدامنا آخر مهمة
– ماما وخالتوا جايين في الطريق ياعمو قدامهم نص ساعة  .. ماما موّصياني استناها… نزلت كلامات حازم على عمه كصا. عقة، شعر بانسـ. ـحاب رو. حه بعدما   تحدث بهذه الكلمات.. كان جواد ينظر بصمت لمتيمة قلـ. ـبه و حياتهما سويا تمر أمام عيناه لايشعر بما يدور حوله
ربت حسين على كتفه
– حبيبي شد حيلك أنا مقدرش أقول غير كدا وربنا يصبّرنا على فراقه
❈-❈-❈
– الحمدلله لله يابابا… ربنا يصبّرنا ويرحمه ويتقبله من الشهداء إن شاءلله.. جاسر مكنش صديق بس لا كان توأم رو. حي رغم السن اللي بينا بس كان مجرد نظرة مني كان بيفهم عايز إيه.. اللي زيه مايتعوضش
لله الامر من قبله ومن بعده.. ومانقول إلا مايرضي الله.. ربنا يصبرنا ويصبر أخته عشان إحنا كلنا هننسى ونكمل لكن هي لا دا كان الحياة.بالنسبالها .. معرفش هعمل إيه عشان أخليها تحاول تعيش من غيره
دخل سيف… بابا طنط حسناء وطنط ليلى جم بره واقفين مع ماما وندى
خرج حازم سريعا متجها لوالدته.. بينما ظل حسين ينظر للفراغ ويحاول التما. سك أمام أولاده فهل الماضي سيؤثر عليه مرة آخرى… نظر جواد لوالده بهدوء أخرجلها يابابا وأنا شوية وهاجي وراك
أغمض حسين عيناه وحاول أن يستنشق مزيدا من  الهواء يعبأ به رأتيه… ظل جواد يراقب حركات والده
خرج بهدوء… وجدها تجلس وتبكي بحر. قة هي وليلى وتواسيهما ندى التي تقف بجوارهما… ارتبكت نظرات حسين إليها.. حاول جمع شتات نفسه نظر لها بهدوء لم يرى سوى عيناها التي كانت تربكه وتهدم جميع حصونه ولكنه اليوم شعر بغموض في نظراتها إليه… تقدم منهما
حمدالله على السلامة… ربنا ير. حمه.. وقفت ليلى واتجهت له
– عايزة اشوفه ياحسين عايزة اودعه، نفسي احضنه اوي… اردفت بها بصوتا باكي.. وقفت حسناء تحضتنها
– عايزين نودعه ياحسين.. عايزة اطلب منه السماح لو سمحت
مسح حازم دموع والدته
– حبيبتي جاسر مش زعلان منكوا… بلاش تو. جعوه ياماما لو سمحتي
ضمـ. ـت وجه إبنها  – خدني له ياحازم عايزة اشوفه عايزة أشوف شكله أتغير ولا لا..
محدش هيدخل لعنده… أردف بها جواد بقوة… دلوقتي جاية تتكلمي عن حقك إنك تشوفيه.. كنتي فين من تمن سنين وهو بيمسك ايد. ك ويتحايل عليكي عشان مش تسبيه… برافو عليكي إحنا المفروض نشكرك على واجبك الذيادة  دا
– جواد إنت اتجننـ. ـت.. نظر لوالده ثم لوالدته التي تجلس بصمت… محدش له الحق هنا غير أمي يابابا عشان هي اللي ربت وتعبت
دول جايين بأي حق يطلبوا حقهم فيه
– جواد حبيبي مينفعش تتكلم كدا… نظر لها نظرة ار. عبتها
– إنتِ تعرفي ايه عشان تتكلمي ماتتدخليش في حاجة متعرفهاش.. نظرت له وعيناها تغشاها الدموع من أهانته لها أمام الجميع
جذب صهيب يد. يها- تعالي معايا ياندى عايزك… تحدث بها عندما وجد حالة جواد الذي فقدت  السيطرة
خطى ووقف أمام حسناء مباشرة
– عايزة تشوفي مين يادكتورة… دا  أنا خايف اوريكي حد تاني وتقتنعي إنه هو.. تشوفي واحد سيباه طفل وجاية بعد مابقى راجل.. لا وكمان مات… صفق بيد. يه برافو والله معرفش اشكرك ولا أعمل إيه
جذ. به والده وخرج به.. ثم نظر لحازم.. خد مامتك وخالتك ياحازم عشان يودعو جاسر
وقف جواد ونظر لوالده بصد. مة
– أمشي ياجواد ومتخلنيش أتغابى عليك.. أردف بها حسين بهدوء ينافي حالتهما
بعد ساعة خرج الجميع سوى مليكة التي لا تشعر بالعالم الخارجي وكأنها استسلمت للغياب عن الوعي
❈-❈-❈
وقف جواد أمام المستشفى يستلم جثـ.، مان الحبيب الغائب.. الفقيد الشهيد.. وقف بجواره صهيب وسيف وحازم وباسم الذي انضم إليهما.. دموعه محبوسة كأنها أبيه النزول وحمد الله على ذاك… صهيب الذي شعر بأن روحه تنسحب منه وكأنه غير قادر على التنفس فلعله في كابو. س ويستيقظ منه.. سيف الذي يصغره ببضع سنوات.. دموعه لن تتوقف ابداً ولسانه يردد اللهم لا إعتراض على الابتلاء
حازم وآه من آلام قلبه وتأنيبه لأنه تركه وسافر تمنى لو يرجع الماضي لن يتركه أبدا.. اغمض عيناه بقوة حتى يتمالك من نفسه… ركبت ندى ووالدتها ووالدها سيارتهما  انتظارا بخروج الجثـ. ـمان.. بينما نجاة التي يحتويها حسين بذراعيه وهي تبكي كأم فقدت ولدها الفقيد ولما لا  فالأم هي التي تربي…أما حسناء وليلى اللتان تقفان ودموع الحسرة والندم على كلتيهما
خرج جثمـ.، ان الشهيـ.، د بخروج مشرف من قبل الشرطة وهما يتوجهون به إلى عربة نقل الجا. ثمين للإنتقال الى مثواهم الأخير
صر. خة بآهة عالية خرجت من جوف قلب نجاة.. عندما وجدتهم يحملّونه ويخرجون به- ياحبيبي يابني يارب صبرنا يارب
صر. خت بها.. ضمـ. ـها حسين لأحضـ.، انه
– نجاة مينفعش اللي بتعمليه دا، شوفي ولادك ماسكين نفسهم بالعافية… اتجه الشباب حتى يستقبلوا الشهيد ويضعونه بالسيّارة… وزع جواد نظراته لصهيب وحازم- روحوا هاتوا مليكة عشان نتحرك للفيوم
أمسـ.، كه صهيب
– جواد إنت كويس.. نظر له نظرات تائه مشتت  ورغم ذلك تحدث قائلا:
– كويس ياصهيب هروح أجيب غزل، ياله عشان منتأخرش على صلاة الضهر
اقتربت ليلى من جواد
– فين غزل ياجواد
– رايح أجيبها.. أردف بها وهو يتحرك
دخل صهيب على إخته وجدها استيقظت ولكنها تنظر في اللاشئ
– مليكة ياله ياقلبي عشان هنرجع الفيوم.. لا تنظر له ولا تتحدث ظلت كما هي.. سندها وضمـ. ـها إلى أحضـ.، ناه متحركاً للخارج
تحرك حازم عندما وجده أخرج بها وقف أمامها.. أشفق عليها حازم فما تشعر به صعباً ومؤلم
– مليكة عاملة إيه؟.. تحركت ولم ترد عليه
❈-❈-❈
عند غزل
ابتلع غصة مؤلمة ودخل إليها فالقادم سيكون صعب للغاية عليها.. وجدها تنام بهدوء بفضل المهدئ.. إتجه إليها وحملها ضا ما أياها إلى صـ. ـدره بحنان .. كأنه سيفقد. ها
فتحت عيونها عندما أستنشقت رائحته
– جواد نزلني رايحين فين أنا مش همشي وأسيب اخويا
جفّ حلقه وارتعدت مفاصله.. خطى بها بخطوات هزيلة وتر. قرت عيناه بالدمع
– أطرق رأسه للإسفل يقاوم رغبة قوية في البكــاء.. حاول التماسك بقدر الإمكان
– نزلني ياجواد أنا هقدر أمشي عايزة أشوف واخدني فين.. قطعت حديثها عندما وجدت نفسها خرجت من باب المستشفى.. ووقوف صهيب وحازم بجوار سيارتهم… أنزلها بهدوء أتت نهى إليها
– غزل حبيبتي عاملة إيه- البقاء لله
لم تستمع ولا تنظر لشيئا سوى السيارة التي تركن بجانب الطريق ويكتب عليها
“كل نفس ذائقة المـ.ـوت”
شهـ.ـقة مرتفعة وهي تتحرك متجة للسيارة
نظر جواد إلى صهيب وأردف بصوتا مهزوز :
– هاتها أنا مش قادر أتحرك حاسس إني عاجز ومشلول… نزلت ليلى سريعا من السيارة عندما وجدت غزل تتحرك بهدوء كأنها تتعلم المشي متجه لسيارة الموتى
وقفت أمامها مردفة ببكاء
– غزل حبيبتي ، ثم ضمـ.ـتها لأحضانها ونظراتها ذائغة لمحل آخيها أغمضت عيناها بحزن وقهـ.ر لقد جفت دموعها بـكاء على حبيبها الغالي
لم تتحرك ولم تفعل شيئا واقفة فقط كأنها فقدت النطق والحركة… أمسـ.كها سيف وحازم.. تعالي معانا حبيبتي عشان هنمشي
اتجهت بنظرها إلى جواد الذي يواليها ظهره ويقبض على يديه بعنف… جذبها صهيب من ايديها ضامـما إياها ومتحركا بها الى سيارة والده… فتح الباب ونظر لوالدته
– ماما خديها معكم خلي بالكم منها  وإحنا هنحصلكم
تركت يديه واتجهت إلى جواد الذي مازال على وضعه… أمســكت يد يه
هروح معاكم.. عايزة أحضر الدفنة.. وحياتي عندك تاخدني معاكم
شعر بأن الأرض تميد به وازياد شعوره بالعجز والضعف في آن واحد ورغم ذلك نظر إلى حازم… روحي أركبي مع حازم وخالتك وأنا هحصلكم… هزت رأسها بالنفي وسندت على كتفه “مش هروح مع حد غيرك”
هنا فقد السيطرة ، وانسابت عبراته، بكى  في أحضـانها مردفا “هيكون صعب عليكي ياقلبي.. أسندي نفسك ياغزل وحاولي تكوني قوية… خرج من أحضــانها وضــم وجهها بين يد يه.. عايز غزل القوية اللي ربتها مش عايزك هشة ضعيفة الحزن يموتك.. أنا محتاج قوتك عشان تقويني”  سحبـ.ته وإتجهت به إلى سيارته-
غزل قوية ياجواد فوق ماتتخيل وهتشوف هحضر دفنة أخويا.. عصـر عيناه حزنا ووجعا لأنه يعرف إنها لم تتحمل مشهد وداعه الابدي
نظر الجميع إلى مشاهدتهم … تحدثت والدة ندى:
– هي البنت دي دايماً لازقة في جواد كدا ياندى.. مااخواته أهم إشمعنا هو
زفرت ندى بضــيق فهي شعرت بوجود مشاعر لدى غزل إتجاه جواد.. جاوبتها بهدوء رغم ضجيج قلبها
– دي غزل ياماما وانتِ عارفة البنات ودلعهم وأكملت حديثها
– دي اللي شريف هيــموت عليها من يوم الخطوبة وهو قارفنا عشان نتقدملها
نظر والدها- ممكن تسكتوا بدأو يتحركو أنا جاسر صعبان عليا قوي والبنت دي كمان ربنا يصبرهم وبدل ماانتوا بتتكلموا في حاجات تافهة… ادعوله بالرحمة
❈-❈-❈
بعد فترة وصلت السيارات  جميعا  إلى المسجد وقاموا بالصلاة عليه ثم اتجهوا إلى المقابر الخاصة بالعائلة
إتجه حازم وصهيب إتجاة السّيارة التي بها الشهيد.. لم يبقى له أسما حتى كانوا ينادونه بالشهيد.. ماأصعب فراقك ياإنسان لحظات ولم يكن لإسمك سوى هاتوا الجثمان… هوت الكلمة على أقاربه كسكـين بارد ذبـحهم جميعا بتألم… سقطت دموع صهّيب وكأنه لم يبكي من قبل حتى وصل إلى عدم قدرته على المشي… تثاقلت أنفاسه
واتجه ببطئ كأنه يسير على حمــم بركانية
يقف الكثير من الناس بوجوه حزينة وقلوب تتبادل الحسرات وأعين تجمع الدموع والاهات
جذب جواد غزل واتجه بها إلى مكان السيدات… نظر إلى نهى وتحدث :
ماتسبهاش لو سمحتي.. ثم نظر إلى خالتها
عيونكم ماتنزلش من عليها لحظة
ضمتـها ليلى لأحضــانها وبكـت بنشيج… حتى شعرت بألم حنجرتها… أما حسناء فظلت تنظر إليهم وهم يخرجونه من تابوته
– سامحني  ياحبيبي سامحني… ظلت تردف بها إلى أن أوصلوه المقبرة… نزل جواد أولاً لإستلام صديق عمره ..هنا هوت دوافعها، هوت قوتها وأصبحت هشه لم تتحمل ذلك المشهد، ظلت تردد اسمه بانين، أخيها سيتركها وحيدة، اه عليكِ ياصغيرة لم يتبق لكِ منه سوى ذكريات..ضعفت وضعفت حتى وصلت أنها لم تشعر  بنفسها إلا وهي تخرج من أحضـان ليلى وتسرع إليهما
– لا لا ظلت تصــرخ بصيــاح بلاش والنبي بلاش تنزله في الضلمة… بكى كل من يقف بالجوار على صرخاتها باسم أخيها
-لا اخويا ، لا اخويا  ..إتجهت حسناء إليها تضمها إلى أحضانها
–  حبيبتي ماينفعش.. أخذها حازم بقوة متجها بها إلى والدته وحاول توقفيها… ظلت تدفعه وتصرخ بأعلى صوتها عندما حمل جواد وصهّيب الشهــيد نزولا به الى مثواه الأخير
فاقت قدرتك ايتها الصغيرة على تحمل ذلك المشهد الذي تقشعر له الابدان، صرخت باسم متيم قلبها وهي تترجاه:

” جواد مش مسمحاك لو نزّلت أخويا تحت والله ماهسامحك… جواد صاحت، وصاحت بصرخات تأن لها القلوب، دفعت حازم كالمجنونة، وهناك سد فصلها عن اخيها،  ضمها حازم بقوة وبكي على أفعالها.. ، طالعته تترجاه عايزة اخويا ياجواد..متنزلهوش في الضلمة لوحده، جوااااد.. ظلت تكررها بصيحات كالتي فقدت عقلها، انا بكرهك… خليك فاكر إنك إنت اللي دفنته بعيد عني…جواد صرخت صرخة مزقت كل القلوب خرج صهيب وترك جواد بالأسفل.. متجها إليها
جذ بها بقوة وأركبها سيارته التي بها والدته ومليكة الحاضرة الغائبة
ونهى بجوارها وهي تضــمها… حاولت غزل الفكاك من قبضته   ولكنه جذ بها بقوة وقام بحقنها سريعا… نظر بعيون باكية لوالدته… دي متتسابش لوحدها ياماما، جواد كان عنده حق لما قال بلاش تحضر الدفينة

اتجه يحيى إلى حسين:
– إحنا هنسيب غزل مراعاة لظروفها ياحسين بس مش كتير،… ثم توجه وركب سياررته
غادر الجميع إلا من جواد الذي ظل جالسا فوق قبره فترة… بعد المغادرة.. هو. ت دموعه بقوة وصدمة قوية امتلكته كأنه لم يفق إلا الآن.. بعدما أدخله مقبرته.. ظل يحدق للمقبرة وتمنى أن ينزل ويخرجه منها… تمنى أن يخرج له جاسر ويحدثه بأنه كان  يفعل به مقلب .  .. تمنى وتمنى إلى أنه شعر بإنسحـ. ـاب أنفاسه.. وقف فترنح جسـ. ـده وأحس ان ساقيه فقـ. ـدت القدرة على الحركة… وصل صهيب إليه  عندما تأخر عن اللزوم
جلس بجواره نظر له بأعين دامية تائه مشتت لا يشعر بالعالم من حوله..
– مخـ. ـنوق قوي ياصهيب… حاسس إني بمـ. ـوت وياريتني أموت
أوقفه صهيب بهدوء… ياله ياجواد غزل لو فاقت مش هتسكت ومليكة خايف عليها الصدمة كبيرة على قلبها… لكن إحنا اقويا ياجواد مش ضعاف ولا إيمانا ضعيف عارف الصدمة كبيرة على الكل بس هتعدي
الإختبار صعب على الكل ياصهيب وفيه تعب ومشقة لكن ربك رحيم وعارف إن الابتلاء بشيل من ذنوب عبده بس يصبر.. لكن أنا طلعت ضعيف قوي يااخوي.. ضعيف قوي.. مش عارف هنول الصبر دا ولا الوجع والفراق مش هستحمله… النهاردة اكتشفت إن إيماني ضعيف قوي
وأكمل حديثه الباكي
شوف بايد. ي الاتنين دول حطيته تحت هنا وسبته لوحده، بايد. ي دي قدرت اسيبه يعاني الوحدة  والضلمة ياصهيب يارتها اتقطعت ولا كنت عملت كدا… أنا ضعيف قوي فوق ماتتخيل
ضـ. ـمه صهيب بقوة وظلا يبكيان حتى شعر أن دمو. عهما جفت من كثرة البكاء
بعد فترة رجعوا إلى منزلهما… ولكن وجدا حازم أخذ غزل عنده لأنه الأقرب لها…
دخل جواد… غزل فين ياحازم
– لسة نايمة جوا
صوّب نظراته لحسناء ثم اتجه بنظراته لحازم
– هاخدها ياحازم لو سمحت مش هقدر ارتاح وهي بعيدة عني.. غير دي وصية جاسر الله يرحمه.. هتكون مسؤليتي
اتجه حازم له
– من غير وصيّة ياجواد أنا عارف علاقتكم ببعض… دخل وحملها متجها بها إلى منزله… وضعها بهدوء على فراشها
دخلت والدته عليه…
–  أختك هتفضل كدا ياحبيبي… تنهد بحزن وقهر…
–  تعرفي الغيبوبة أحسنلها ياماما سبيها مرتاحة ملست على شعره بحنان
– إنت عامل إيه ياحبيبي
-الحمدلله كويس… عايز بس أنام شوية
لكن  خايف غزل تصحى، وانتِ كفاية عليكي مليكة… فين نهى صحيح.. هي روّحت
– لا سيباها قاعدة مع مليكة كلمت مامتها وقالت هتروّح الصبح
– تمام كويس ممكن غزل تتحسن لو قعدت شوية معها، هما قريبين من بعض.. اتجه إلى الفراش
وجلس بجوار غزل التي أعطتها الطبيبة حقنة مهدئة…. نظر إليها بعمق وهي نائمة كالطفلة وتذكر حوارهم بعدما دلف للمستشفى
أمسـ.، ك بيد. ي جواد
– اوعدني ياجواد لو مخرجتش من الأوضة دي إنك تراعي غزل وتكون لها السند والحامي.. أوعى حد يزعلها…  دي لسة طفلة  معرفتش معنى كلمة ماما إيه.. راعيها وياريت لو ينفع تتجو. زها.. اتجوز. ها ياجواد ثم أغمض عينيه وأسرع به المسعفين لغرفة العمليات…
نهاية الفلاش
ملس على شعرها بحنان فهي أمامه الطفلة المدللة للعائلتين.. ابتسم بخفة بعدما تذكر حديثه عن الزو. اج وحدث حاله
عايزني اتجو. زك تخيلي بيطلب مني المستحيل… آه ياوجع قلبي عليك ياصاحبي.. أنا بسند الكل ومش لاقي اللي يسندني في غيابك.. وقف واستند بظهره على الجدار البارد والحزن يتملك منه يدعوا الله أن  يصبّره على إبتلائه… انزلقت دموعه رغما عنه عندما تذكر جولاته مع صديق عمره.. اتجه بأنظاره إلى غزل وجد دموعها تنزلق من عينيها  … أغمض عينيه بألم لا يعرف مصيرها وخاصة بعد حجز والدها في العناية وحديث الأطباء عن حالته المتأخرة… وحديث عاصم الذي شـ. ـقه لنصفين
ظل ينظر إليها بصمت ثم اتجه وجلس بجوارها وبدأ يمسد على شعرها بحنان
مسح دموعها العالقة برموشها..
– لو اضطريت أمو. ت اللي يقرب منك مش هتأخر، عارفة ليه أمسك يديها وقبلها
“عشان رو. حي فيكي محدش يقدر يقرب منك إلا بمو. تي ورغم كدا مش هقدر أتجو. زك مع إنها أمنيتي الوحيدة” ملس على وجهها خايف يوصل بيّا الحال أكره اليوم اللي قابلتك فيه واتوليت رعايتك… نزل بجبهته على جبهتها… بتمنى أمو. ت ولأني أكر. هك ياحبيبة عمري… خايف قوي ياغزل
لكن المتأكد منه إنك العشـ. ـق الممنوع ومستحيل يربطنا عقد واحد… رفع نظره لها وجد دموعها تسقط بصمت كأنها تسمعه.. قبل جبهتها…

❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام والحال كما هو
دخل عليها وجدها تنظر من النافذة بصمت فهي لا تتحدث مع أحد منذ ذلك اليوم… جلست نهى يومين ولكنها سافرت وتركتها بحالة مأسو. ية… جلس بجوارها..وصـ. ـدره يسـ.، تعير بلهـ. ـيب الحزن والوجع عليها
أدار وجهها له
– هتفضلي كدا يازوزو وحشتني ضحكتك ياحبيبتي…تعرفي مليكة برضو مابتتكلمش خايف عليها..
نظرت له  .. بدأت تبكي بنشـ. ـيج…
– عايزة أمو. ت ياجواد
نزلت دموعها فوق صـ. ـدره كقطع زجا. ج تقّطـ. ـع جلـ. ـده… ارتفعت شهقـ. ـاتها  التي اختر. قت جدار رو. حه.. بعد الشر عليكي ياحبيبتي متقوليش كدا ظلت تبكي وهي مازالت بأحضـ. ـانه  … مسد  على ظهـ.، رها بحنان
وبدأ يهمس لها ببعض الكلمات.. دخلت ندى في هذه الأ ثناء ووجدته يقوم بإحتضان غزل…
نظرت إليه باستـ.، ياءثم تحدثت قائلة:
چواد عايزاك برة خمس دقايق
استغرب جواد نظراتها ورغم ذلك  أشار لها بالخروج
غزل حاولي ترتاحي هرجعلك بعد شوية
خرج إلى الحديقة  بعدما أوصى صهيب عليها.. وجدها تقف وكأنها غاضـ. ـبة… اتجه إليها ووقف بمقابلتها وأردف غاضـ. ـبا منها:
إيه اللي عملتيه فوق دا؟
– دا انتِ حتى مسألتيش عاملة إيه، ولحتى عزتيها، ايه قلة الذوق بتعتك دي
ظلت تهز قدمها بعنـ. ـف من كلاماته ثم رفعت نظرها إليه وتحدثت مستـ.، اءة:
– خلصت كلامك… عايزة أعرف بقالك كام يوم

يوم وإنت مش وراك غير ست غزل
حتى تليفوناتي مبتردش عليها… لا وكمان عامل زعلان مني… ماكفاية إنت!!
نظر إليها بغضـ. ـب وتحدث قائلا
-كلمة كمان وهنسى إنك خطيبتي وبلاش تلبخي في الكلام يااستاذة نسيتي نفسك ولا إيه… اللي جوا دي بنتي عارفة يعني ايه
– لامش بنتك ياجواد ودا حقي.. لو إنت مش واخد بالك إن غزل بتحبك تبقى غبي
أما لو واخد بالك وبتستعـ.، بط عليا يبقى هنا لازم نلاقي حل
أمسـ. ـكها بعنـ.، ف من يد. يها وأردف مستنكرا   حديثها
– إنتِ شكلك اتجننتي ونسيتي إنت بتتكلمي مع مين،  ودلوقتي قولي عايزة ايه، إيه سبب زيارتك الحلوة دي!!
على الجانب الآخر
عندما تركها وخرج… ظنت إنه خرج لحبيته لأنه أشتاق إليها.. خطت بخطوات حافية القدمين للخارج… وجدت صهيب يتحدث في هاتفه ومواليها ظهره… هبطت بهدوء إلى الأسفل وخرجت من باب الفيلا الرئيسي وجدته وهو يقف ويمسك بأيدي ندى… نزلت دموعها رغما عنها، ثم خرجت متجة إلى الباب الخارجي للحديقة الخلفية
ظلت تسير بخطوات مهزو. زة  ضعيفة لعدم قدرتها على الحركة بسبب عدم تناولها الطعام منذ ثلاثة أيام بعد وفاة أخيها
وصلت إلى المقابر نظرت حولها في جميع الاتجاهات فهي نسيت أين مقابرهم، حاولت التذكر… بعد فترة وجدته أخيرا
جلست بجانبه تكاد  تأخذ انفا. سها بصعوبة
رآها حارس المقابر اتجه إليها سريعا عندما وجدها بهذه الحالة نظر بأسى إلى حالتها
– ياحبيبتي يابنتي ايه اللي عامل فيكي كدا
لم تجوابه ولم تنظر إليه حتى
ظلت تلمس التراب الذي بجوار المقبرة وتتحدث كأنه يسمعها
تركها حارس المقابر وغادر وظل يراقبها فترة من الوقت..
عند جواد وندى
نظر إليها مذهولا من حديثها… حاول يدعي الثبات.. قولي عايزة ايه ياندى
أنا جاية اقولك على حاجة
مسح وجهه بكفيه يقاوم إستيـ. ـائه منها
– قولي عايزة إيه بسرعة ياندى لو سمحتي إنت شايفة حالة غزل، دي ممكن تعمل في نفسها حاجة بتقولي عايزة اروح لأمي وأخويا… ندى حاولي تقربي منها مش تيجي وتقولي كلام يزعلني منك
❈-❈-❈
تغضن جبينها بعبوس وأردفت متسائلة
– إنت قصدك أقرب من غزل اللي كل نظراتها حب لخطيبي… أمسـ. ـك ذراعها بقوة
– انتِ باين عليكي اتجننتي، دي زيها زي مليكة وغير أنا مربيها فطبيعي تحبني
ارتفع جانب وجهها وبشبه إبتسامة متهكمة قائلة باستهزاء
– أنا مش عارفة أقولك ايه الصراحة.. بس هوريك حاجة… اعطته هاتفها
“شوف الرسالةو الصورة الحلوة دي بتاعة مين”
أمسك هاتفها وجد صورة له هو وغزل وهو يقّـ. ـبلها ويضـ.، مها بقوة كحبيب ويكتب
– شوفي خطيبك المصون بيخـ. ـونك مع البنت اللي بيقول عليها بنته
أغمض عيناه بو. جع فمن الآن اصبح في منطقة خطر من الجميع.. توجه بأنظاره لندى التي تنظر له بصمت وعيناها تترقرق بالدمع
– انتِ مصدقة الكلام دا ياندى، مصدقة إني ممكن أكون بالحقارة دي… أقتربت منه ودموع عيناها تنساب على وجنتيها
– طيب قولي لو مكاني هتعمل ايه، وكل الخيوط قدامي بدأت تبان من رفضك ارتباط شريف بها حتى ماخلتوش يكلمها.. بتحسسني بغيرتك عليها.. لو بتحبني إثبت دا ياجواد لو سمحت… خلي شريف يرتبط بيها هو أعجب بيها وهيمو. ت عليها
قاطع حديثهما عندما اتجه صهيب سريعا اليه
– جواد غزل مش موجودة في البيت معرفش خرجت إمتى وازاي؟
هو. ت كلمات صهيب على قلبه مز. قته لنصفين.. وأسرع يبحث عنها في كل مكان
ونبضـ. ـات قلبه في الإرتفاع.. مما افقده السيطرة على نفسه، وبدأ يصرخ في صهيب “دقايق بس ومعرفتش تحافظ عليها ثم لكمه في صـ. ـدره قولي أعمل فيك ايه دلوقتي وأدور عليها فين دي مش حاسة بحاجة.. أسرع إلى سيارته وهو يفتح هاتفه حتى يرى موقعها من خلال سلسالها… صاحت ندى بقوة عليه
” جواد” إحنا لسة مكملناش كلامنا ممكن أعرف سايبني ورايح فين زي المجنون كدا
أردفت بها وهي تقف أمامه وتضع يديها فوق الاخرى وتضمـ. ـها على صـ. ـدرها
صوب نظرات نا. رية إليها
بتتكلمي بجد.. يعني تقصدي أسيبها واروح اقعد معاكي ومعرفش عنها حاجة
زفرت بضيق وأردفت
-أنا أهم منها عندك مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط… ركب سيارته وكأنه صم آذنه من حديثها وأشار لها
-ابعدي من قدامي  بدل مااتغابى عليكي ثم قام بتشغيل المحرك… اتجهت وفتحت باب سيارته
– مش هتمشي ياجواد إلا لما  نخلص كلامنا
تهد. جت أنفا. سه باضـ.، طراب من استفزازها
– ندى لو حقيقي باقية عليا لو حتى سنتيمتر  إبعدي عني… غزل لو حصلها حاجة ماتلوميش غير نفسك… وعايز أقولك هي أغلى من روحي شوفتي أهميتها عندي بتكون إيه
إهتزت نظراتها أمام ثورته
– لدرجة دي معنديش خاطر عندك ياجواد
قاد السيارة ولم يستمع لحديثها.. حاول يبحث عنها في الشوارع الجانبية.. اتصل بصهيب ولكنه لم يجدها
قام المسؤل عن المقابر
– ايوة ياباشا فيه بنت قاعدة قدام المقبرة وعمال تعيط
إرتجـ.ـفت أوصاله حزنا عليها وعلم مابها الآن… اتجه سريعا إليها
نزل من سيارته وبخطى متعثرة اندفع يركض إليها بلا هدى حتى يجدها ليشعر بنبـ.، ضات قلبه مرة آخرى
رأها تضع رأسها على المقبرة وكأنها تتحدث إليه
عند غزل
جلست بجواره تمسـ.، ك بحفنة أتربة بأيد. يها
وحشتني قوي ياجاسر كدا تسبني دا كله لوحدي في الدنيا الظالمة دي.. مش لاقية اللي يخدني في حضـ. ـنه من بعدك.. ثم انسابت دموعها.. حتى جواد مع الوقت هينساني.. بابا تعبان قوي ياجاسر.. مو. تك قسمه ياحبيبي.. نفسي أشوفك وألمس وشك ياحبيبي.. أنا خلاص هفضل جنبك لحد ماأجيلك وتاخد. ني في حضـ. ـنك.. حاسة اني بردانة وعايزة اللي يدفيني… مش قادرة أتـ. ـنفس في الدنيا دي وإنت مش موجود فيها.. عارف نفسي في إيه نفسي أنام في حضنك إنت وماما
“غزل” أردف بها بصوتا متهد. ج ممزوج بمشاعره الحزينه… رفعت رأسها إليه
وابتسمت ابتسامة باهتة
– شوف مين اللي جه ياحبيبي.. جواد جالك أهو تلاقيه وحشته هو كمان، ماهو مش معقول ممكن ينساك
خطى إليها بخطوات هزيلة ودمع عيناه تأبى الصمود.. صر. خ بآهة خافتة خرجت من جوف حسرته على وضعها
جلس بجوارها ومسد على شعرها بحنان
– ينفع كدا حبيبتي تسبيني هموت من القلق.. كدا ياغزل
ملست على وجهه بحنان  ونظرت له ودموعها تنساب بقوة على وجنتيها وحشني قوي ياجود جيت اشوفه بس شوف ماشفتوش هو زعلان مني… قلبي واجعني قوي نفسي ارتمي في حضـ.، نه عايزة أحس بالأمان وهو جنبي… هو كدا مش هشوفه خالص.. الا لما أمو. ت فقولت هقعد هنا لحد ماأمو. ت وقتها بس هرتاح
طيب مفكرتيش في حبيبك هتسبيه لمين

الثالث عشر

‏”قد لا أملك أن أبقيگ بجانبي..
ولا أملك الأقدار كي أجعلگ قدري..
لكني أملك قـلب سأبقيگ فيه للأبد
_ ثم _
لم أكذب
عندما أخبرتك ذات مرة …
أنك ستبقى معي حتى في غيابك
في فيلا ناجي
وقفت تصر. خ في ناجي..
– يعني إيه روحت موّ. ت جاسر، اللي مشغلهم دول أغبياء.. مالك ومال جاسر ياناجي!!
احتقـ.ن وجه بدماء الغضـ.ـب ونظر مستاءاً منها
– بقولك أنا ماليش دخل بمـ.ـوته.. العتال معرفش متفق مع مين على مو. ت الضابط ابن الألفي.. وكان عايز يمو. ته، لكن جاسر وقف قدامه وخد مكانه الطلـ. ـقة، واهو مات.. دا قدره مالي انا ومال مو. ت أجله وانتهى
صوبت نظرات نا. ر. يه اتجهاهه وليه معرفش بإتفاقك مع العتال ياناجي.. ليه بقيت تعمل حاجات من ورايا ياناجي!!
– بقولك يابوسي أنا عايز أعرف ايه حكايتك مع الضابط دا، وليه كل الحـ. ـقد دا عليه وليه عايزة تمو. تيه هو.. عايز أعرف إجابات لأسئلتي .. طيب العتال عايزه عشان ابنه اتحكم عليه مؤ. بد.. إنتِ عايزاه ليه؟
❈-❈-❈
جلست بمكانها ووجها بدى عليه الحز. ن والأ. لم تريد الحديث عما يعتـ.ـريه قلبها من آلا. لام ولكن كيف وهي السبب الوحيد الذي أوصلت أختها للهـ.لاك ورغم ذلك نظرت له وأردفت بهدوء
– هو اللي قتـ.ـل أختي… أردفت بها ثم غادرت إلى غرفتها وهي تبـ. ـكي بنشيج على البراءة التي وأدتها بنفسها
جلست على فراشها وبدأت تتذكر الماضي
فلاش باك
دخلت جنى لبثينة
– بدأت تقبـ. ـلها على خديها… وتحدثت قائلة بسعادة
– أنا بحبك قوي يابوسي، بحبك قوي قوي
اقترفت شفتيها بسمة عذبة واقتربت قائلة بصوت يملأه الحب
– وأنا بمو. ت فيكي ياروح بثينة… بس الجميل إيه اللي مفرحه كدا… إوعي يكون الضابط الحليوة يابت هو ورا دا كله
ضحكت “جنى” ضحكات صاخبة..
– لا ياقلبي.. مش هو، هو آه حليوة وعسل بس مغرور يابت بوسي، إنما اخوه دا عسل
رفعت بثينة حاجبها
– الله أخوه… هو كمان له أخ على كدا ناوية توقعي العيلة دي يابت هيبوصلك ياهبلة
لكمتها جنى في كتفها-
: بس ياماما هو أختك قليلة ولا إيه
ضمتها لأحضانها
– لا ياقلبي إنتِ ست البنات كلهم، بس ايه حكاية اخو الضابط دا..
– مفيش حكاية ولا حاجة.. اتعرفت عليه من مدة كدا والنهاردة وصلني
ضيقت عيناها
: يعني إيه موصلك.. إزاي تركبي مع راجل غريب.. دي تربيتي ليكي ياجنى!!
-حبيبتي لا مش اللي في دماغك.. فاكرة القضية اللي جواد كلمني عليها… دي ممكن تكون خطـ. ـر عليّا فكلم صهيب يوصلني عشان سلامتي بس دا كل الموضوع
التفتت لها بحنق وضيقت عيناها
– جواد مين وصهيب إيه أسماء الجاهلية دي… ضحكت عليها جنى وأمسـ. ـكت يـ. ـديها
– ايه يابوسي شكل الذاكرة بعافية شوية
– جواد دا الضابط، وصهيب اخوه… فهمتي كدا
– امم كدا فهمت… طيب يابتاعة المزز تعالي نكمل المحشي
مساءً كانت تجلس جنى تكتب بعض الملاحظات على قضيتها… سمعت طرقات على باب منزلها… اتجهت وقامت بفتحه
– مساء الخير ياجنى
جحظت عيناه لما ترى
– حضرة الضابط.. اتفضل هو فيه حاجة!!
– آسف فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه
– طيب اتفضل
– لا مينفعش أنا اتصلت بيكي بس فونك مقفول والموضوع مايتأجلش.. أتت بثينه وتحدثت
– مين ياجنى على الباب!؟
– دا حضرة الضابط يابوسي، عايزني شوية
اتجهت بثينة اليهما… وجدت شابا طويلا جذابا.. يضع نظارة على شعره… ابتسمت له.. جذبها بوسامته.. ابتسم بمجاملة
– اهلاً بحضرتك معلش فيه حاجه مهمة تدعي وجودك إنك تيجي بنفسك لعندنا
نظر إليها بهدوء يقيّم حركاتها ثم أردف
– آسف الموضوع مهم ومينفعش أجله
نظرت جنى لجواد- دي بثينة أختي وماليش غيرها..
– عارف إنها اختك ومالكوش غير بعض بعد موت أخوكي من سنتين في حادثة وقبلها باباكي ومامتك
جحظت بثينة عيناها ونظرت له
– دا إحنا مهمين قوي حتى يخلي حضرة الضابط يعرف كل حاجه..
ارتدى نظارتها
: لازم أعرف كل حاجة على اللي بتعامل معهم …
تبادلوا النظرات للحظات ثم تركها ونزل للأسفل.. هستناكي ياجنى تحت
فاقت من ذكرياتها عندما رن هاتفها
عند شهيناز
تجلس في شقتها القديمة تتفحص هاتفها.. وجدت على صفحة غزل تضع صورة لجاسر يُكتب عليها
“إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن وإنا علي فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله إنا إليه راجعون”
وقفت كالمجنـ ـونة وجـ.سـ.دها يرتعش وتـ.بكي لا مستحيل.. جاسر لا.. لا مستحيل.. أسرعت لخزانتها وارتدت ملابسها سريعا واتجهت إلى فيلا الحسيني
في المقابر
نظر إليها وضر بات قلـ.به بالإرتفاع بعدما قالت كلاماتها.. وشعر بغصة كبيرة تمنعه من التنفس.. وتحدث بما يخالفه عقله
– وحبيبك هتسبيه لمين ياغزل
سكنت لثواني تتأمل حزنه على وجه.. ونظرته التي لأول مرة ترى بها وميضا من نوعا آخر.. شـ.عرت بدقات قلبها السريعة.. استدارت تنظر للمقبرة وتحاول السيطرة على دقاتها ورغم ذلك تحدثت
– انا حبيبي تحت التراب ياجواد، ماليش حبيب تاني، موضوع الشاب اللي كلمتك عنه كله وهم، كنت بضحك عليك به.. عشان متفكرش اني زعلانة وتفتكر إني بحبك
– ودا مش حقيقي مش إنتِ بتحبيني، أردف بها بشفتين مرتعشتين وشـ.عر بد. قاته ستخرج من صـ.، دره الذي يستـ. ـعير مثل البركان
خبأت آهـ.اتها الصار. خة وخيّبات قلبها المتأ. لم ونظرت له بقلب مفطور
– الكلام اللي سمعته مني أنا وحازم دا كله وهم.. جاسر بعدها أخدني لدكتور نفساني عشان يخرجني من حالة تعلقي بيك.. كان عايز يثبتلي إن حبي ليك وهم.. وفعلا طلع وهم.. حكيت للدكتور كل حاجة.. قالي لو حبيتيه بجد مكنتيش تقدري تشوفيه مع حد تاني، ولا كنتِ صبرتي.. دا اختلاط من حب أبوي وحب أخوي عملك غيرة.. دا كل الموضوع… ودا فعلا اللي حسيته معاك بعد كدا بشوف ندى عادي معدش بيأثر عليا
❈-❈-❈
لوهلة صدمته بردها.. ولكنه ابتسم لها
– والله جاسر أخدك لدكتور نفساني ومقاليش.. ضيقت عيناها مستغربة رده البسيط… قاطعته بصوت مرتجف
– تقصد إيه ياجود بكلامك دا
ابتلـ. ـع ريقه ولا يعلم بما يجيبها… عشقها تخطى الحدود.. وأصبح كالإ. دمان إليه الذي لايود الشفاء منه.. رفع يد. يه وجمع شعرها الذي يسقط بعشوائيه مع تحركه بفعل الهواء… تعرفي بفكر في إيه دلوقتي
رعشـ. ـة قو. ية ضـ. ـربت جـ. سـ ـدها من لمسـ. ـته.. أسبلت أهدابها متحاشية النظر إليه.. فتحت فمها لتتحدث لكن نظراته الغريبة إليها جعلتها تقف عن الحديث
– عارفة يازوزو إنتِ لو كبيرة بس شوية يعني تلت سنين أربعة كدا كنت عملت إيه
رمقتـ. ـه بنظرات متسائلة
أطرق رأسه للأسفل بعيدا عن نظراتها
وأحـ. ـس بإرتفاع حرارة جـ. ـسـ ده.. كنت اتجو. زتك
شهـ. ـقت من حديثه وصعـ. ـقت لم تتوقع فكيف له أن يتحدث بذلك في هذه الأثناء
ابتلعـ. ـت غصـ. ـة مريرة في جو. فها ورفعت يد، يها تدير وجهه له. تبادلا النظرات للحظات
صمتا مقتو. لا يتبعه نظراتهما فقط
– مالك ياجواد أول مرة أشوفك كدا.. دا تأثير وفاة جاسر، لو بتقول كدا عشان كلامي الأهبل اللي قولته لحازم صدقني كان مجرد كلام وبس، لكن إنت أخويا الكبير اللي هكون سعيدة عشانه.. إنسى أي حاجة سمعتها مني.. متقولش كدا عشان بقيت وحيدة
نظر لها بأعين حز. ينة يود لو يسـ. ـحقها بأحضـ. ـانه ولكن نظراته كانت تائه، مشتتة، لا يشعر بالعالم من حوله كمن ذهبت رو. حه إليها ولم يعد السيطرة على حاله
❈-❈-❈
– أنا تعـ.، بان قوي ياغزل، نفسي أرتاح بس شكلي مش هرتاح أبدا
أمسكـ. ـت يد. يه وضـ.، متها بين يد، يها الناعمة بحنان- مالك بس ياحبيبي… رغم إنها قالتها بعفوية إلا أنها اختر. قت جدار قلـ.، به لتسـ.، كنه آبيه الخروج
– أطبق جفنيه بقوة محاولا السيطرة على نفسه وكلمات ندى تتردد بآذانه.. وعلى الجانب الآخر قلبه الذي يأبى التخلى عن حبه… ولكن ماذا يفعل بعقله الذي رفض رفضا قاطعا لحديثه… جذب يـ. ـد. يه بسرعة عندما شـ. ـعر بكهرباء تسري بجسـ. ـده من حركتها ووقف سريعا
– ياله عشان نروح أتأخرنا وزمان صهيب بيدور عليكي…
– مقولتش مالك ياجواد
– مفيش… مشكلة بيني وبين ندى وهحلها متقلقيش المهم لازم تخرجي من حالتك دي ياغزل أنا عارف إنك قوية، ادعيله بالرحمة حبيبتي.. مسمعش منك تاني إن سندك راح أنا لسة موجود… استنشق بعض الهواء بقوه ثم زفره ببطئ وتحدث قائلا
– لو بإيـ. د. ي أنزل اخرجهولك وأروح مكانه صدقيني مش هتأخر… وقفت سريعا بمقابلته
– بعد الشر عليك ليه بتقول كدا، ربنا يخليك لوالدتك وأخواتك
رفع ذقنها وإنتِ ياغزل مش عايزة ربنا يخليني عشانك… أستدارت بجـ. ـسـ. ـدها
وتحدثت بحـ. ـزن
– بلاش نتكلم في الموضوع دا إنت عارف كويس إنت بالنسبالي إيه، بس دلوقتي عندك مسؤلياتك… جذ. بها بقوة حتى أصبحت بأحضـ. ـانه

❈-❈-❈
إنتِ غالية عليا قوي.. خليكي فاكرة مهما يحصل ومهما أقولك دا ميجيش حاجة من اللي في قلبي ليكِ.. نظرات مشتته لا تعلم ماذا به ظلت تنظر لعيونه علها تستشف مابه… تلاقت نظراتهم رفع شعرها عن عيونها
– عمك جاي عشان ياخدك بيقول مفيش بينا قرابة.. ابتسم ابتسامة لاتصل لعينيه.. ميعرفش إنك أقرب حتى من النفس
ضيقت عيناها متفاجأة من حديثه
– ياخدني فين مش فاهمة.. قصدك أروح أعيش معه، ليه هو ناسي أبويا لسة عايش.. لدرجة دي بقيت مقطو. عة كل واحد عايز يشدني شوية… مـ. ـلس على وجهها بحنان وأردف مهموما حزينا لانه يعلم حالة والدها
– محدش يقدر يلمـ. ـس شـ.، عرة منك ، وعايزك تعرفي عمرك ماكنتِ وحيدة أبداً ولا هتكوني… المهم لو جه كلمك عايزك قوية ومتضعفيش من أي كلمة مهما كانت كلاماته هتأثر فيكي
لقد تسلل لها بعض الر. عب من كلماته.. نظرت له بتمعن وترقب
– ليه بتقول كدا، هو ممكن ياخدني بالغصـ. ـب
زفر بضيـ.، ق ثم وضع كف يد. يه على شعـ. ـره وارجعه للخلف بضيق في حركة تنم عن غضـ. ـبه وعجـ. زه في آن واحد
– للأسف يقدر ياخدك إلا في حالة واحدة.. ضيقت عيناها متسائلة
– هو ايه اللي ممكن وحالة إيه؟
خالتك حسناء أو ليلى استقروا هنا.. ممكن انتِ ترفضيه
غضبـ. ـت من كلماته
– أنا لا رايحة مع دا ولا دا… انا ليا بيت هفضل فيه وخليه حد يجي يقولي كلمة.. تحركت ووقف بجانب القبر. وأشارت
– شوف جاسر هنا أهو، ورغم كدا هيفضل يحميني وأنا مش ضعيفة للحز. ن أبويا لسة عايش سامعني لا خالتي ولا عمي ليهم حق عليا… ولو حد له الحق هيكون إنت.. ولا دا كان مجرد كلام لبابا
جذ. بها لأحضـ. ـانه بقوة… عارف إنك قوية وعارف أنا الوحيد اللي ليا الحق فيكِ دايما خليكي فاكرة الكلمة دي كويس ياغزل عشان هحاسبك عليها بعدين.. أخرجها من أحضـ. ـانه ومسح دموعها التي تساقطت رغما عنها، ونظر لها
– أنا لو أطول أحطك جوا قلبي ومخليش حد يقرب منك صدقيني هعملها.. رفعت يد. يها وقوة صبرها عليه تلاشت… قـ.، لبها الضعيف تهاوى أمام كلماته
– أنا هفضل كدا عندك ياجود، هفضل جوا قلبك زي مابتقول ولا فيه اللي هياخد مكاني.. أردفت بها ودمو. عها تسا. قطت بغزارة كأنها آبية الصمود أمام دقات قلبها الخائنة الضعيفة التي تخو. ن عهدها

– هتفضلي إنت اللي ساكنة الرو. ح والقلب ياحبيبة قلبي مستحـ. يل حد يقرب من مكانتك… أغمض عيناه بقـ. ـهر واسترسل حديثه
– ياريت يرجع بيا الزمن أخدك.. وانتِ لسة طفلة ونهرب لبعيد في مكان مايعرفانش فيه حد
– جود إنت ليه غريب النهارده وكلامك دا
كل مابه ضمـ. ـها بقوة يسـ. ـتنشق رائحتها…
عايز أنسى نفسي ياحبيبة جود، عايز أنسى كل حاجة
خرجت من حضـ. ـنه عندما علمت إنه يبكي
– مسحت دموعه بكفها الصغير ودمعها على وجنتيها
عارفة إن مو. ت جاسر أثر عليك… بس إحنا هنقوي بعض مش كدا… قبّـ. ـل يد. يها التي توضعها على خـ. ـديه مما أشـ. ـعرها بأنها أصبحت لا تقو على الوقوف وتشعر بحر، ارة خدودها ود. قات قلبها السريعة
– أغمضت عيناها وحاولت الثبات أمامه فلقد انها. رت حصونها وردت بصوت جاهدت أن يكون متنزنا بعدما فعل بها يهد. م حصـ. ـونها بالكامل
– معرفش إيه اللي حصل معاك، موصلك لكدا بس عارفة ومتأكدة ان مهما يحصل، ومهما تواجه فانت هتفضل جواد الألفي اللي مستحيل يهده حاجة
كاد يختـ. ـنق من حديثها وحاول أن يأخذ انفا. سه.. أخذ شهـ. ـيقا عميقا ثم زفره ببطئ
– عندك حق مش أنا اللي لازم أضعف
نظر لعيونها وأردف
– غزل فيه موضوع لازم تعرفيه… قاطع حديثهما صهيب وندى
– يعني ياجواد لقيتها مش تطمني بدل ماأنا زي المجـ. ـنون كدا
سحـ. ـب نفـ. ـساً ثقيلا ثم ز. فره ببطئ
-معلش ياصهيب حالتها نستني اتصل بيك.. توجه بنظره لندى التي تنظر بهدوء لغزل
-خد غزل وروح ياصهيب.. نظر لغزل
“غزل هي اللي هتخرج مليكة من حالتها، أنا كنت عايزها تفوق عشان تفوّق مليكة”
أتجهت ندى ووقفت بجواره عندما وجدت الحزن مالي عيونه
– حبيبي إنت كويس
– ايوة كويس.. روحي معهم وأنا شوية وجاي
حضـ. ـنت ذراعه- أنا هفضل معاك لسة مكملناش كلامنا… ألتقطت نظراته بغزل
ولكنها لم تشـ. ـعره بشئ توجهت لصهيب وأمسـ. ـكت بيد. يها
– ياله ياآبيه أنا تعبانة وعايزة أرتاح.. أتت لتتحرك فكانت حافية القدمين وأقدامها مجروحة
نظر صهيب لأقدامها
– إنت جاية كدا… نظر جواد وندى لأقدامها… اتجه سريعا إليها وأجلسها ثم رفع قدمها على ساقيه
– ينفع كدا ياغزل، ينفع تنزلي بالشكل دا، تعوري رجليكي كدا، ارتـ. ـعشت يد. يه عندما وجد شذ. ايا لزجاجة مكسورة في قدمها.. صر. خت عندما وضع يديه… رغم أنه جرح بسيط إلا أنه شعـ. ـر بوجع قلبه كأن كل مايخصها يختـ.، رق جدار قلبه
حدجتهما ندى بمقـ. ـط فقد تحملت فوق طاقتها
– خلاص ياجواد الموضوع بسيط مش مستاهل
صوب نظرات نا. رية اتجهاها
– ليه حسيـ. ـتي بوجعها قبل كدا
زفر. ت بضـ. ـيق من هجومه الغير مبرر عليه اليوم… اقترب صهيب منهما عندما وجد نظرات ندى الغاضـ. ـبة لغزل وجواد الذي لم يعد السيطرة على نفسه.. قام بحمل غزل
– تعالي ياحبـ. ـيبة قلبي.. أنا هعقملك الجرح في البيت… رغم إنه يعرف اخاه ولكنه
صـ. ـدره يستـ. ـعير مثل لهيـ. ـب البر. كان وشعـ. ـوره بالغيرة والغضـ. ـب يعمي بصـ.، ره وبصير. ته
جلس عندما شعـ. ـر أن ساقيه لا تحملانه
جلست ندى بجواره وضمته بذراعها واضعه رأسها على كتفه
جلس وكأن لايستطيع أخذ أنفـ. ـاسه… عندما حملها صهيب… قب، ض على قبضة يد. يه بعنـ. ـف على ضعفه الذي بدأ يتحكم فيه

في فيلا الحسيني في القاهرة
دخلت شهيناز الفيلا تنادي على العاملين كالمجنـ. ـونة عندما علمت ماصار لجاسر
وقفت نجية العاملة
– افندم ياهانم
ابتلعـ.، ت رجـ. ـفة قلبها وخو. فها واردفت بخوف
– فين جاسر؟
بكـ.، ت العاملة بقوة- انتِ متعرفيش ياهانم ان جاسر باشا وبدات تبـ. ـكي بصوتا مرتفع
– اخرصي وقولي ايه اللي حصل
– جاسر باشا استشهد أردفت بها سريعا
صر. خت بصوتا مرتفع واضعه يديها على أذنها
متقوليش كدا.. أخرصي.. بدأت تثـ. ـور وتكـ. ـسر الأشياء من حولها حتى د. مرت جميع الأشياء التي توجد به
ياحبيبي كدا تمشي من غير ماودعك.. ظلت تردف كلمات كالمجنـ.، ونة المعتو. هة
في فيلا حازم الالفي
نزلت والدته وخالته- حبيبي إحنا لازم نمشي سايبة اختك تعبانة.. وبقالي تلات أيام هنا… زفر بضـ.، يق ولم يعلق
– براحتك ياماما، بس فيه حاجة.. يحيى مش هيسيب غزل إلا لما ياخدها وكان أملي فيكي كبير لكن شوفي كالعادة ياماما
– إيه اللي بتقوله دا… وبعدين متاخفش جواد عامل زي التور محدش هيقدر يلمـ.، سها… جلست ليلى بجواره وربتت على ظهره
– حبيبي أنا هظبط أموري وأعرف عمك محمود وأنزل أنا وجنة نقعد هنا كام شهر كدا وهجيب ميرنا معايا أنا اتفقت مع ماما على كدا بس الموضوع دا عايز شهر
مسـ. ـح على وجهه بعنـ.، ف ووقف
– اعملوا اللي تعملوه بعد إذنكم
أسرع حازم للخارج حتى لايجادل والدته فالموضوع يخنـ. ـقه
سمع صوت خنا. قات بين صهيب وعاصم.. اتجه لمصدر الصوت… وجد عاصم يجـ. ـذب غزل بشدة من يد. يها
دخل كالثو. ر ولكمه بأنفه.. ثم صـ. ـرخ بوجهه
– انت اتجننت إزاي تمد ايد.ك عليها يالا نسيت نفسك ولا إيه.. هجـ. ـم عاصم عليه كالمجنون… هاخدها يابن الكلـ. ـب منك له، والله لأخدها واحسركم وفين حضرة الضابط طفش وسابكم متصدرين.. أسرع اليه صهيب وقام بلكمه بمعدته
تعالى ياحليتها وأنا أوريك الطفشان لما يجي هيعمل إيه
وجه نظراته لغزل
بيضحكوا عليكي وبيكرهوكي فيّا، غزل أنا بحبك ومستحيل أسيبك مع الوحوش دي
أمسـ. ـكه صهيب من تلابيبه
حبك برص، ومين يحبك تعالى قرب عليها كدا واتر. حم على نفسك
– سيبه ياآبيه صهيب أردفت بها عندما وجدت صهيب يهـ. ـجم عليه كالوحش
اتجهت ووقف بجواره وتحدثت
-أنا هفضل قاعدة في بيت أبويا ياعاصم.. ومش هروح مكان… اتت حسناء ووقفت أمامه
-عايز ايه يابن أمال، ايه مش مكفيكم آذية الكبار، رايحين تأذوا الصغيرين واستطردت حديثهااسمع ياعاصم ووصل الكلام دا ليحيى
– خلي حد يقرب من غزل وشوفوا هعمل فيه إيه، هطّلع القديم والجديد.. وصله بس الكلمتين دول وقوله ماجد لسة عايش
رغم سعادته من كلاماتها إلا أنه كلماتها أصبحت الغازا بالنسبة له
وصل جواد وندى في هذه الاثناء
وزع نظراته بين الجميع
ايه اللي بيحصل هنا… ضحك عاصم بطريقة هزلية… الله، الله حضرة الضابط وصل، ولكنه عندما وجد ندى أمامه استغل وجودها
: اهلا ندى هانم آسف معلش نفسي أعرف خطيب حضرتك ليه رافض يديني بنت عمي القاصر وعايزها تعيش معهم.. ماهو لازم يكون فيه حاجة إحنا منعرفهاش
قبـ. ـض جواد على يد. يه بعنـ. ـف حتى لا يتهو. ر وتظهر مشاعره أمام الجميع
– نظرت ندى بهدوء لعاصم
– آسفة على تدخلي أنا معرفش بأي حق جاي تاخدها، كل اللي أعرفه إن جواد هو المسؤل عن حياتها.. وكمان باباها لسة موجود وشايفة خالتها موجودين… وفيه كمان عمو حسين… حضرتك جاي بأي حق تقول كدا
اقترب عاصم إليها ونظرات الحقد اتجاه صهيب وجواد
– عشان دي لحـ. ـمي أنا، وأنا الأقرب لها
– خلصتوا مسرحيتكم عليا
– كلامي للجميع… متفكروش إن جاسر الله يرحمه موته هيكسرني ويخلي كل واحد فيكم هيعمل فيها خيّري… بتكونوا غلطانين.. أنا محدش يقدر يخليني أعمل حاجة غصـ. ـب عني أنا في بيت بابا ومحدش له حق عليا سامعين كل واحد يلزم حدوده… أنا ممكن أكون صغيرة سنيا بس واعية وأعرف أعيش حياتي براحتي اتجهت بنظرها لجواد
– مش كدا ياآبيه.. مش دا اللي علمتهولي وربتني عليه إنت وجاسر قالتها بقوة
ابتسم لها ابتسامته التي أول مرة تظهر منذ مو. ت جاسر ثم اردف متناسيا ماحوله
– كدا ياروح آبيه… نظرت حسناء بتفاخر لغزل ورغم تضايقها من جواد إلا أنه أعجبها شخصيته بقوة

سحبها جواد ودخل بها للداخل
اجسلها على المقعد
– تعرفي أنا فخور بيكي قوي يابت يازوزو ثم قبّل رأسها حبيبتي ياناس كميلة وطعمة
قاطعهم صهيب
– يادي النيلة نفسي أجي مرة واحـ. ـس إنكم عايشين على كوكب الارض
لكمه جواد بصـ.، دره- بس ياحمار
نظرت ندى لضحكات جواد التي أنارت وجهه- ياه ياجواد لدرجة دي كلمات غزل ردت رو. حك
ملـ.، س على شعر غزل بحنان
قوي قوي ياندى.. اكدتلي دي تربيتي صح، قبّـ. ـل جبينها.. يسلملي الغالي اللي ضحكته بتنور حياتي… أردف بها عندما وجد ابتسامتها…
– كدا ضمنت إنك هتكون أب هايل لأولدنا
نظر بصمت لصهيب… إن شاء الله ياندى
انا هروح لمليكة وحشتني.. أردفت بها متحركة

❈-❈-❈
ضمـ.، ها صهيب لأحضانه
-تعرفي يابت يازوزو أنا فخور بيكي قوي وعايز اقولك سر
– بحبك يابت أكتر من حبي للجمبري
ضحكت بقوة حتى وزعت السعادة وانشرح قلبه ولمعت عيناه بدموع الفرحة .. نظر صهيب له نظرة جانبية فتحدث
بقولك يابت يازوزو إيه رأيك نلم دقيقنا ونتجو. ز أنا وانت ونعمل فرحنا بعد نص ساعة… قهقه حازم الذي دخل للتو هو وحسناء بعد مغادرة عاصم وهو يتوعدهم
– والله يابني انت صعبان عليا هتقدر تستنى نص ساعة بحالها… أنا بقول دقيقتين كدا أهو يادوب نلحق نزغرط
– كتير قوي يازومي أنا بقول ثواني،
عايزين جواد يرقصلنا على معزة عوجة
بدأت البهجة ترجع للوجوه رغم حزن القلوب.. وضعت غزل يديها على كتف صهيب وهو قاعد
نسيت حاجة ياآبيه… رفع حاجبه فيه واحدة تقول لجوزها ياآبيه يابت
ضحكت حسناء وملست على شعرها بحنان
– غزل بتفكرني بحنان كأنها نسخة تانية منها
– صحيح ياخالتو أنا شبه ماما
قبلتها على خديها- وأحسن كمان تعرفي يازوزو الولد حازم دا لو مش أخوكي كنت حطينا الدقيق زي ماالدكتور صهيب قال
رفع صهيب رأسه بطريقة مزاحية
– الله يعزك يادكتورة مفيش حد في العيلة دي عارف قدراتي.. قهقه عليه حازم
– عارفين ياخويا قدراتك الاختر. اقية
لكـ. ـمه في كتفه وتحدث بتفاخر
– والله يابني انتوا مش عارفين مواهبي.. اتجهت غزل للأعلى لغرفة مليكة وقد تبدل ضحكاتها التي رسمتها أمامهم بإتقان الى حزنها العميق وخاصة بعد هجوم عاصم اليوم
ظلت نظراته تراقبها إلى أن أختفت من أمامه… رفعت ندى نظراتها الى جواد ثم سحبته فجأة للخارج
– لازم نكمل كلامنا… تنهد بعمق
– غزل مش قادر اتكلم دلوقتي، ممكن بعدين.. نظرت له بصدمة وعيناها تغشاها الدموع
– انا ندى ياجواد مش غزل.. جذب يـ. ـد. يها وخرج للحديقة…آسف ياندى كنت عايز.. ولكن اوقفته حسناء،
– مش هتعرفنا على عروستك ياجواد، احنا اتعرفنا في المستشفى سريعا، لكن كان واجبك تعرفنا عليها مش كدا ولا ايه
– دي طنط حسناء خالة غزل.. دي ندى خطبتي أردف بها ببطئ
إتجهت حسناء لجواد- ربنا يسعدك ياجواد
عايزة اتكلم معاك شوية لم تفضى.. ثم تركتهم وغادرت
جلس يستنشق بعض الهواء
– بتحبني ياجواد.. صدمته بسؤالها
لكنه ابتسم بحنق قبل أن يضـ. ـغط على قلبه بقسـ. ـوة عندما أردف بهذه الكلمات
إيه اللي بتقوليه دا طبعا ولكن عجز اللسان
“هو الحب ايه غير راحة بين الاتنين ياندى”
لوهله صدمها رده البسيط ولكنها نظرت بهدوء “دا ردك عن الحب”
امسـ. ـكت يـ. ـديه وضمـ. ـتها
– جواد انا بحبك قوي ياجواد.. لثوان كان الصمت يعم المكان يتنافى مع ارتجافة قلبه الذي يتألم لمجرد لمـ. ـساتها… حاول الأ يجرحها ..
– معلش ياندى الظروف اللي بمر بيها صعبة حاولي تستحمليني شوية.. قاطعهم رنين هاتفه
– ايوة ياباسم.. وقف مذهولا من حديث باسم وردد” إن لله وإن إليه راجعون ”
ماشي احنا هنيجي بكرة إن شاء الله
أكيد هروح أعزي مراته.
جلس بحزن وضع رأسه بين يديه
– ايه اللي حصل ياجواد
– خالد زميلنا استـ. ـشهد في سيناء
لم تستطع الصمود اكثر من كدا
– جواد انا مش عايزة اترمل وأنا صغيرة
لفت انتباه حديثها نظر لها بعمق
قصدك إيه ياندى
اختار ودلوقتي ياجواد… عشان جوازنا يتم عندي شرطين

❈-❈-❈
كانت نظراته تتناقض كليا مع حالته المستاءة من ثو. رانه الداخلي ضد حديثها
– اولا شغلك دا تستقيل منه
وثانيا ياحضرة المذيعة المطيعة
شريف يتجـ. ـوز غزل وقبل فرحنا كمان، يإما نعمل فرحنا مع بعض… المهم غزل ترتبط رسمي
هب واقفا مواليها ظهره محاولا قدر الإمكان أن يحافظ على ثباته الانفعالي أمامها .. اتجه ببصره لها أخيرا
– اولا إحنا مخطوبين وانتِ عارفة إني ضابط.. ثانيا غزل محدش يتشرط عليا فيها اعمل معها ايه ولا تتجو. ز مين.. قايلك اول معرفتنا لو جيتي في يوم وخيرتيني بينكم هختارها تسأليني ليه هقولك
من غير سبب.. كل اللي أعرفه إنها خط أحمر…
ودلوقتي أنا اللي بخيرك ياندى.. دي حياتي وهفضل كدا.. فكري وردي عليا

ثالثا دي من عندي ياندى
– معنديش ست تتشرط عليا.. ودلوقتي انتِ اللي خيرتيني.. فأنا أخترت حياتي مش حياة حد تاني
تسا. قطت دموعها بغزارة على وجنتيها
– ياااه ياجواد لدرجة دي معنديش قيمة عندك
وصل صهيب إليهم مليكة اتكلمت وعايزاك ياجواد… نظر له ببسمة بسيطة
الحمدلله كنت عارف غزل هي اللي هتخليها ترجع.. نظر صهيب لندى وجدها تجلس تبكي.. نظر لجواد
– خد ندى وغزل وإنزل القاهرة بابا كلمني وقال عمو ماجد فاق وعايز بنته.. وشهيناز كانت عنده.. ضيق عيناه واردف متسائلا
– انت مش مسافر
لا هسافر بكرة مع حازم..
جلس امام ندى ونظر لها
– ندى صهيب هيوصلك.. مش هقدر اسيب ماما ومليكة
❈-❈-❈
بعد اسبوع
كانت غزل تجلس مع مليكة التي تنظر بشرود من النافذة…
نظرت لها غزل وأردفت بحزن
– تعرفي جو الصيف دا كان جاسر بيكره اوي.. العيد الكبير بعد يومين… أول عيد ياحبيبي وهو مش معانا… بكت مليكة بوجع.. أما غزل التي تتحدث ودموعها تتساقط… كان المفروض تكونوا اتجو. زتوا
دخل صهيب ونظر لهما بهدوء
فيه موضوع مهم لازم تعرفيه ياغزل
ضيقت عيناها متسائلة
– فيه ايه؟ .
اتجه بنظره لمليكة فهو قد تحدث معها
– شوفي وبدأ يقص لها
اتسعت حدقتيها شيئا فشيئا وصعـقت من حديثه
– انت بتقول إيه؟
مستحيل لا مستحيل
امسـ. ـك يد. يها واوقفها.. تعالي معايا وهثبتلك حتى أسألي مليكة كمان مش كدا ياملاكي…
– اسمعي كلام صهيب ياغزل.. وصدقي كلامه صدقيني مش هتندمي ياحبيبتي
بعد فترة جلس صهيب مع جواد
ناوي تعمل إيه ياجواد في وصية جاسر
– ولا حاجة، قولتلك قبل كدا أنا وغزل مستحيل يربطنا عقد
وقف صهيب وخرج دون حديث
بعد حديثه مع صهيب غادر الغرفة تركه مغادر إلى الاسفل ولكن والده قابله
_جواد تعالى عايزك
ضيق عيناه ونظر متسائلا لوالده:
فيه حاجه يابابا ولا إيه؟
أماء والده براسه بنعم… زفر بضـ. ـيق ثم توجه لوالده ووقف امامه
– “خير يابابا فيه إيه” مستعجل
نظر إليه ثم إلى المقعد دعوة منه للجلوس
جلس جواد على مضض حالته لاتدعى للنقاش..
تنهد والده ثم نظر إليه بعمق واردف بغموض..- . دلوقتي عمك ماجد حالته خطيرة ومراته مش باينة من يوم موت جاسر الله يرحمه ومنعرفش هي ناوية على إيه حتى باسم معرفش يوصلها.. ويحيى رايح جاي على المستشفى ودا مش مطمني
بابا ادخل في الموضوع انا اعصـ. ـابي تعبانة

السابقانت في الصفحة 1 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل