منوعات

علي زمه زئب

(( المقدمه )) من روايه (( على ذمه ذئب ))

أيها القاسى الغادر ..
أننى لم أصدق يوما أنى سأعشق ..
من أخذنى بين يديه فى غفله من الزمن ..
فأنا أحبك وأكرهك فى نفس الوقت ..
ولكن أصبحت أعلم أننى لم أعد على فراقك ..
فلقد أصبح قلبى جـ,ـريح ويملؤه الحب والعشق بين الريح ..

**********
(( الفصل الاول ))

عز الدين السيوفى فى أواخر العشرينات ، رجل أعمال ناجح ، يمتلك جسم رياضى قوى ، وعيون بلون الرمادى والشعر البنى الغزير الناعم ، عرف عنه بأنه شاب قاسى ومغرور .

— فى احدى الاماكن الراقيه بالزمالك ..

استيقظ شاب من نومه على صوت هاتفه الذى يدق غرفته ، فأمسك هاتفه ونظر إليه فوجد ان المتصل (( إيهاب )) ، فاعتدل على الفراش ليظهر صدره العارىوأجاب على الهاتف .

عز بصوت متحشرج من النوم : ايوه يا إيهاب ، ايه هو انت لحقت تنام ؟؟

-اه لحقت .. ما انت عارف انى دايما بصحى من النوم بدرى حتى لو نايم متأخر .

نظر عز الدين غلى ساعه الحائط فوجد ان الساعه ثمانيه صباحا فهتف :
-ياريت كنت ابقى زيك.

-يلا معلش .. المهم انت هتيجى الشركه النهارده ولا لا ؟؟!

عز وهو يهبط من على الفرلش : لا هاجى طبعا .. ساعه بالكتيير وهكون عندك

– تمام يا عز وانا هستناك فى الشركه .. سلام
– سلاام

إيهاب محمود شاب فى أواخر العشرينات ، يتميز بوسامته الشديده حيث البشرة البيضاء والعيون بلون العسلى وهو يعمل مدير مكتب عز الدين السيوفى وهو صديق عز المقرب .

وقف عز الدين واتجه إلى المرحاض قبل ان يذهب إلى الشركه الخاصه به .

**********
-فى مكان اخر ..

أستيقظت فتاة بنشاط كعادتها ،ثم قامت من على الفراش ودلفت للمرحـ,ـاض لتتوضأ وبعد مرور عده دقائق خرجت وقامت بارتداء الأسدال وادت صلاتها بخشوع وهى تدعى الله ان يرحم والديها وان يقف بجانبها دائما ، انهت الفتاه صلاتها وقامت من مكانها وهى تطبق سجاده صلاتها ولكن توقفت عندما سمعت صوت هاتفها يعلفن عن اتصال ما ، فاتجهت مسرعه وامسكت هاتفها فوجدت ان المتصله هى (( منى )) فردت على الفور ،ثم..

– الو يا ياسمين
-الو يا حبيبتى ، عامله ايه النهارده .
-زى الفل والحمدالله وانتى
– لا انا مش كويسه خالص يا منمن
-ليه بس؟؟
-الشغل الايام اللى فاتت دى متعب اووى ….ثم اضافت بمرح….فينك يا بدران بيه.
– ياسمين هو انتى ليه رفضتى عرض بدران بيه انك تشتغلى عند ابنه سكرتيره.
– لانى سمعت عن ابنه انه قاسى ومتعجرف وانا مش قد الاتنين
– هو انتى تعرفى اسمه ؟
-معرفش ومش عايزه اعرف ….ثم اضافت … بقولك ايه انتى هتروحى المستشفى النهارده ؟
– اة طبعا هروح
– طب بقولك ايه يا قمر ، انا هقفل معاكى دلوقتى عشان اقوم البس ونتكلم بعدين .
-اوك ..يالا بااى
-بااى

ياسمين صابر ذات 26 عام ، تعمل فى شركه بدران السيوفى كمديرة مكتبه ، تتميز بالبشره البيضاء والعيون الخضراء والشعر البنى الحرير الذى يصل إلى منتصف خصرها.

منى عام هى فتاه من العمر 27 عام تتميز بالبشره البيضاء والعيون السوداء ةالشعر الاسود الناعم ، تعمل فى احدى المستشفيات الخاصه وهى صديقه ياسمين منذ الطفوله .

*************

انتهى عز الدين ارتداء ملابسه حيث ارتدى بذله سوداء وقميص ابيض وكرفات سوداء واتجه إلى المراه ليمشط شعره ، وبعد عده ثوانى كان انتهى من تمشيط شعره ووضع عطره المفضل وبعدها خرج من الغرفه بخطوات ثابته وهبط إلى الاسفل ليخرج من الفيلا واتجه نحو سيارته ليجلس خلف المقود القياده وانطلق مسرعا نحو شركته

**************

وصلت ياسمين إلى الشركه التى تعمل بها وسلمت على الموظفين والموظفات ليبادلوها السلام بحراره .
دخلت ياسمينت مكتبها وجلست وبدأت بالعمل ولكن قاطع عملها دخول موظف يدعى علاء وهو يمسك بعض الاوراق ، ثم ..

علاء : صباح الخير يا استاذه ياسمين.
ياسمين : صباح النور ، خير فى ايه
علاء وهو يعطيها الورق : الورق ده عاوز توقيع من رئيس مجلس الإداره .
ياسمين وهى تأخذ الورق : ايوه بس بدران بيه ساافر وانت عارف ده كويس.
علاء : يا استاذه دى مصيبه المفروض يتمضى بكتييره النهارده.

كادت ان تتكلم ولكن خل بعض من الموظفين والموظفات باندفاع حتى صدمت ياسمين من تلك السرعه..

احد الموظفين : استاذه ياسمين الورق ده لازم يتمضى احنا ممكن نروح فى داهيه
ادى الموظفات : فعلا يا استاذه الورق ده لازم يتمضى فى اسرع وقت ممكن ده ريسك كبير اووى على الشركه .
علاء : الوضوع ده اول مره يحصل فى الشركه بس اكيد فى حل

اخذت تفكر ياسمين فى حل تلك المشكله التى يمكن ان تجعلهم يذهبوا الى الجـ,ـحيم ولكن استمعت حل من احد الموظفين الذى قال :
– مفيش غير حل واحد وهو ان استاذه ياسمين تروح لابن بدران بيه وتخليه يمضى على الورق ماهوا ماسك شركات والده ولا ايه

ياسمين بخفوت : ينهار اسود ، ربنا يسامحك يا منى ، اهو دلوقتى هشوفوا .
علاء : هاا يا استاذه
ياسمين : طيب يا جماعه خلاص هاروح عنده بس هو اولا اسمه ايه ؟؟
علاء : مستر عز الدين
ياسمين : طب حد معاه رقم تليفونه او عنوان شركته اللى بيروحها
هب احد الموظفين : انا معايا العنوان
ياسمين بلهفه : طب هاته بسرعه

قال لها الموظف العنوان بطريقه بسيطه ثم دونته ياسمين فى ورقه واخذت حقيبتها والورق وهتفت للموظفين :
-خلاص يا جماعه انا هاروح دلوقتى ، يالا سلاام
الجميع : سلاام يا استاذه
علاى فى سره : ربنا معاكى يا استاذه ، لانك انتى مش رايحه شركه انتى رايحه الجحيم

*********

وصل عز الدين وتوجه نحو شركته الخاصه فوقف الجميع احتراما له ولكن لم ينظر لهم وتوجه الى مكتبه فوجد بالفعل ان إيهاب منتظره بالفعل ، ثم …

إيهاب : حمدالله على السلامه
– الله يسلمك ….ثم اضاف …. قعد يا إيهاب علشان انا عاوز اتكلم معاك فى حاجه .
جلس إيهاب وهتف: خير يا عز
عز بتنهيده : فى حاجه قلقانى من ناحيه بابا
– حاجه ايه ؟؟
-انا ملاحظ ان فى بنت من الموظفين اللى بيشتغلوا عنده بترسم عليه ، يعنى ابويا كل ميشوفنى يفضل يكلمنى عنها ..باختصار ان شايف ان البنت دى بترسم عليه

إيهاب : طب مين البنت دى ؟؟
عز وهو يأخذ نفس عميق : ياسمين صاابر
إيهاب بصدمه : نعم .. انت بتقول ايه ؟؟
عز بثقه : ياسمين صابر
إيهاب : مش معقول .. مش ممكن
عز باستغراب : هو ايه اللى مش ممكن
إيهاب بغضب :البنت اللى بتتكلم عنها دى من احسن البنات اللى ممكن تشوفهم
عز : اسمع يا إيهاب انا واثق من اللى بقوله و…
قاطعه إيهاب : عز مش علشان بنت سافله ضحكت عليك و…
قاطعه عز بصوت جهورى :إيهاااب …

صمت إيهاب عندما هتف بأسمه بتلك النبره ، فهو يعلم انه لا يحب ان يتذكر تلك الايام التى عاشها ، وشعر بألم عميق الذى بداخل صديقه ولكن قال :

– معلش يا عز انا مكنتش اقصد ، بس علشان خاطرى ملكش دعوه بيها.
– عز بعد تفكيير طويل ماشى علشان خاطرك انت بس ، لكن لو حسيت الاحساس ده تانى مش هعدى الموضوع لى خير

كاد إيهاب ان يتكلم ولكن قاطع هذا الكلام عند دخول السكرتيرة و…….
سكرتيرة : مستر عز فى واحده عاوزه تقابل حضرتك ضرورى.
عز باستغراب : واحد .. واحده مين ؟؟
سكرتيره : بتقول انها مديره مكتب بدران بيه السيوفى والد حضرتك.
عز بشك وتوجس : اسمها ايه ؟؟
سكرتيره : ياسمين صابر.

(( الفصل الثانى ))

نظر عز الدين لسكرتيره بصدمه ، فهو لم يتوقع ابداً انة فى يوم من الايام ستأتى ، وها هو سيراها …
وكذلك إيهاب الذى نظر ايضاً لسكرتيره بصدمه ، فهو لم يتوقع انها ستأتى هنا وخاصهً انه من قبل قليل كانوا يتحدثون عنها ، ولكن السؤال الذى يسأله إيهاب لنفسه هو نفس السؤال الذى يسأله عز..

_لماذا اتت هنا؟؟!!

ولكن قطع تفكيرهم وشرودهم صوت السكرتيره التى قالت لهم بنبره رسميه :
_مستر عز .. ادخل الاستاذه ولا لا

عز بثبات : لا دخليها وجبيلى القهوه بتاعتى
سكرتيره : حاضر يا مستر .

ثم غادرت السكرتيره من مكتبه فنظر إيهاب لعز فوجده ينظر لامامه بشرود ويبتسم ابتسامه غريبه ولكن شعر بعدم الراحه من تلك الابتسامه.

إيهاب : انت ناوى على ايه؟؟
عز : بعدين هتعرف .. بس انا عاوزك تطلع دلوقتى .
إيهاب : نعم !!!
عز بصرامه : زى ما سمعت.
إيهاب بضيق : ماشى

وقف إيهاب وهو منزعج من طريقه عز واقترب من الباب وامسك بالمقبض واداره ودلف للخارج فرأى ياسمين تتجه نحوه …..

ياسمين : ازيك يا إيهاب
إيهاب بابتسامه : الحمدالله انتى اللى عامله ايه ؟؟
ياسمين : الحمدالله
إيهاب : اه صحيح ايه اللى جابك الشركه
ياسمين :فى ورق لازم يتمضى فهخلى مستر عز يمضى عليه
إيهاب : هو مكنش ينفع تستنى لحد ما بدران بيه ما يرجع بسلامه
ياسمين : للاسف لأ
إيهاب : ربنا معاكى .
ياسمين : يارب .. طب انا هدخل بقاا .. سلام
إيهاب : سلام

*************

_ بداخل مكتب عز الدين

ترقب عز دخول تلك الفتاه بفضول كبير حيث استند بظهره على سطح مكتبه وعقد ساعديه امام صدره وسلط بصره الحاد على الباب.

فتحت ياسمين باب المكتب بعد ان اخذت نفساٌ مطولاً ، وسارت بخطوات ثابته إلى الداخل.

وقفت امام مكتب عز الدين ونظرت إليه وقالت :
_صباح الخير يا مستر عز

تجاهلها عز ووقف بثبات ووضع كفى يده بداخل جيب بنطاله وامعن النظر فيها ، ثم…

_صباح النور ، اقدر اعرف السبب ايه اللى جابك لحد شركتى .

_اكيد حضرتك عارف ان والدك سافر ، بس كان فى ورق مهم جداً بتاع شحنتين اللى جايين من إيطاليا لسه متمضاش وكان ضرورى يعنى يتمضى النهارده بكتيره ، فمفيش غير حضرتك اللى يقدر يمضى بدل بدران بيه .

اخذ ينظر لها عز الدين نظرات متفحصه ، فانه لا ينكر انها فتاه ذات جمال ، ولكنه نفض تلك الفكره مؤقته.

ياسمين : مستر عز .. اتفضل الورق اهو امضى علشان الحق ابعت نسخع توقيعك لفرع الشركه.

اخذ عز الدين الورق من ياسمين ، امّا هى فكانت تعطيه الورق بحرص وتوجس وهى تعطيه الورق وبدأ بالامضى

عز : كويس انك بتهتمى بشغلك وكويس انك تيجى عندى
ثم نظر لها نظره قاسيه : احسن من ان اجى عندك.

بلعت ياسمين ريقها بصعوبه بالغه وهى تجاهد ان تظهر الامبالاه ولكن ما الذى يقصده ان يأتى عندها ؟!!
اهو يعرفها ؟؟! وإذا يعرفها فكيف ؟!!

اسئله كثيره اخذت تسألها ياسمين لنفسها ولكن نفضت تلك الافكار وانتظرت ان يعطيها الورق ولكن شعرت بالغضب عندما هتف عز :
_انتى يا بت.

_نعم !! ايه بت دى .. انا ليا اسم على فكره
_ايا كان اسمك فده ميفرقش معايا
_استغفر الله العظيم .. ياريت يا مستر عز تتكلم باسلوب كويس
_بقى واحده زيك هى اللى هتعلمنى اتكلم ازاى
_ومالها الواحده اللى زيي وبعدين انا مش فاضيه اتكلم مع واحد زيك.

وكادت ان تذهب ولكن امسكها عز الدين من معصمها وهو يبتسم ابتسامه جانبيه ولكن لم يتوقع ان تنفجر فيه غضباً بتلك الطريقه ، فلقد لكمته بقوه فى فكه لتختفى الابتسامه سريعاً ، وتراجع للخلف ووضع كفى يده على فمه ليتحسس موضع الالم وقد اشتعلت عينيه كجمرتين

_ياسمين : ازاى تتجرأ وتمسكنى كده ، ايه فاكرنى وحده من اياهم ، اوعى تكون فاكر انى هسمحلك انك تطلع قسوتك عليا ، وبعدين انا جايه علشان شغل مش علشان تمسك ايديا يا استاذ انت .

ثم ابتسمت باستفزاز وهى تمسك الورق : وشكراً على الامضى ، عن اذنك

ثم اولته ظهرها لتمسك بمقبض الباب وقبل ان تديره تفاجئت به يجذبها منه ناحيه ،ثم لوى ذراعها خلف ظهرها ، وقربها إليه بشده وامسك معصمها الاخر بقبضه يده ، وحق مباشره فى عينيها المذعورتين بنظرات مخيفه وابتسم ابتسامه مخيفه

امّا إيهاب فكان يقف فى الخارج وهو يشعر بتوتر ولكن قرر ان يدخل و بالفعل فتح باب الغرفه ولكن تسمر مكانه وبدون تفكير اتجه نحوهم وهتف بصراخ:
_ايه اللى انت بتعمله ده يا عز .
عز بنبره هادره:انت ايه اللى داخلك اصلاً

لم يستمع إليه إيهاب بل كان يحاول ان يستغل جسده فى الحول بينه وبين ياسمين وقام بدفعه إلى الخلف بعيدا عنها

إيهاب بلهفه : ياسمين اخرجى من المكتب بسرعه

تلاحقت انفاس ياسمين وشحب لون وجهها بعد الذى عانته ، فلولا تدخل إيهاب لكانت فى ملكوت اخر .

استغلت هى الفرصه بوجود إيهاب مع هذا الذئب فركضت مسرعه فى اتجاه الباب وفتحته وهرولت للخارج ، وحاوت مقاومه ذلك الدوار الذى اتاها فجأه

(( الفصل الثالث ))

– بداخل مكتب عز الدين السيوفى

_ازاى تعمل كده ، انت اتجننت ولا ايه !
هتف بها عز الدين لإيهاب وهو يصيح به غضباً ، فنظر له الاخر بغضب وهتف :

إيهاب بغضب : اللى عملته هو الصح ، انت اللى ازاى تعمل كده ، انت ناسى احنا فين !!!

عز بنبره هادره: وانت مالك ، بتدخل ليه ؟؟ انا كنت عاوز اربيها .

إيهاب وهو يصيح: ياخى فوق ، فوق بقاا من البنت القذره اللى خلتك كده ، فوق بقاا علشان خاطر نفسك .
عز بغضب : إيهاب سبنى فى حالى دلوقتى عشان لو قمت هفقد اعصابى معاك ، وشوف الزفته البره دى مجبتش القهوة لغايه دلوقتى ليه ؟؟

إيهاب : بردو بتشتم ، حاضر انا هسيبك تهدا دلوقتى وهبعتلك الفنجان ، بس اهدى بقا ياريت.

لم يرد عليه عز الدين فلقد اكتفى بأن ينظر إليه ، فتركه إيهاب وخرج من المكتب ، امّا هو فظلت صوره ياسمين امام عينيه واخذ يتواعد عز الدين لها وبأنه لن يرحمها ابداً وستدفع ثمن تلك الصفعه التى اعطتها له.

عز الدين بتواعد : ماشى يا ياسمين ، انتى اللى بدأتى يبقى تستحملى ايه اللى هيحصلك ، ومبقاش عز الدين السيوفى لو مدفعتكيش تمن القلم اللى ادتهولى
_قال اواخر كلماته وهو يضع كفى يده على فمه ليتحسس موضع الالم .

*******************

بعد ان خرجت ياسمين من الشركه ، اخذت تحاول ان تتنفس بصوره طبيعيه واخذت تتحس نبضات قلبها ، وكان وجهها قد بدأ بالشحوب ، فهى لم يحدث لها هكذا من قبل ولكن فجأه…..
شعرت بمن يضع يديه على ذراعيها ، فالتفتت مسرعه وهى تشعر بالفزع لترى ان من وضع يديه على ذراعيها هى صديقتها ” منى” وكانت ملامحها توحى بالاندهاش والقلق.

عندما رأتها ياسمين ارتمت فى احضانها غير عابئة انها فى مكان عام ، تفاجئت منى فهى اول مره تراها فى تلك الحاله ، فأخذت منى تحتضنها بشده ولكن نفسها : ما الذى حدث لها لتكون بتلك الحاله ؟؟

ابتعدت ياسمين عنها وقد اصبح وجهها شاحب فهتفت منى بقلق وخوف : مالك يا حبيبتى ، مالك فى ايه ؟؟
ياسمين بتعب : مش قادره اتكلم يا منى ، حتى انا مش قادره اسوق العربيه ، ينفع انتى اللى تسوقى .

منى بايجاز : حاضر يا حبيبتى ، تعالى معايا يالا .

ياسمين : انا مش قادره احرك رجلى.

**************
وفى نفس الوقت كان قد خرج إيهاب من مكتب عز الدين وكاد ان يتجه نحو السكرتيره عندما سمع صوت الباب الخاص بكتب عز فالتفت ليراه يتجه نحوه.
إيهاب : ايه اللى خرجك.
عز : إيهاب ، انا مش عاوز كلام

_مستر عز
هتفت بها السكرتيره وهى تحمل هاتف محمول وتتجه نحوهم .
السكرتيره بجديه : مستر عز ، الاستاذه ياسمين تليفونها وقع وهى بتجرى .

_اعطته الكرتيره الهاتف الخالص بياسمين ، فاخذه عز الدين واتجه مسرعاً نحو المصعد فلحقه إيهاب .
إيهاب : استنى يا عز انا جاى معاك .
عز : لا متجيش ، يالا امشى
إيهاب : لا مش همشى وهاجى يعنى هاجى .
عز : بلاش الاسلوب ده وامشى يالا.
إيهاب بصرامه : انا على جثتى انى اسيبك وتقف لوحدك معاها ، لانى خايف عليها منك

_تنهد عز الدين تنهيده حاره واتجه مسرعاً نحو خارج الشركه ولحقه إيهاب .
_اخذ عز الدين يبحث عنها بعينيه وكذلك إيهاب ، فوجدوها تقف مع فتاه وتتحدث معها فاتجه عز الدين نحوها بخطوات ثابته وقد اظلمت عينيه قليلاً عندما تذكر ما حدث من قبل قليل .

ياسمين بتعب : منى .. انا مش قادره امشى ، حاسه انى دايخه اوى.
_هتفت بتلك الكلمات وهى تضع يديها على رأسها واغمضت عينيها بقوه محاوله ان تتماسك ولكن ما ان سمعت صوته الذى كان يهتف بأسمها ، ففتحت عينيها مسرعه وعندما رأته يقف بشموخه شعرت بأن ساقيها ترتجف ولا تستطيع المقاومه اكثر من ذلك .

شعر بها إيهاب ومنى بحالتها ولكن عز الدين لا يعرف ما هذا الشعور الذى بداخله فهو يشعر بانتصار لكونه يراها فى تلك الحاله .
إيهاب بتوتر: ياسمين ، انتى نسيتى موبيلك
منى بتسأل وتعجب : انتوا مين ؟؟
_ هتفت بتلك الكلمتين وهى تنظر لعز الدين بريبه ووجهت نظرها نحو ياسمين التى اصبح جسدها ككتله ثلج .
_ لم تستطع ياسمين المقاومه اكثر من ذلك فاستسلمت لمصيرها المجهول واغمضت عينيها راهبه إلى عالم ليس فيه خوف او عذاب ، لتشعر بذراع قويه تحاوطها فادركت انها النهايه.

(( الفصل الرابع ))

كان عز الدين متابعاً حالتها وهو يشعر بانتصار ولكن عندما رأها تغمض عينيها علم ما هو المصير المؤقت التى تتجه نحوه ، وبالفعل خارت قواها ولكن كانت ذراعه القويه أسرع إليها حيث التقطها بمهاره وخفه بذراع واحده ومن ثم وضع هاتفها فى جيب بنطاله بالذراع الاخرى .

صرخت منى بأسمها وقد تركت العنان لدموعها وجثت على ركبتيها وهى تهتف وتردد بأسمها .

امّا إيهاب فصدم ولم يسطتع ان يتحرك خطوه واحده ، فالصدمه شلت حركته واخذ يتسأل ام من المعقول انها ذهبت إلى ذلك المصير المؤقت بسبب ما رأته ..

نظر إليها عز الدين نظرةٍ اخيرة وقام بحملها بخفة وهو يتجه مسرعاً نحو سيارته ولحقه إيهاب ومنى ..

إيهاب موجهاً حديثه لمنى : انتى صحبتها ؟؟!
منى بدموع وقلق : ايوه
إيهاب : طب اركبى ورا
وضع عز الدين ياسمين بداخل سيارته فى المقعد الخلفى فركبت منى لتكون بجانب ياسمين ، امّا عز فركب فى مقعد القياده وجلس إيهاب بجانبه منطلقين نحو احدى المستشفيات ..

_ودوها مستشفى***عشان انا اللى هكشف عليها
هتفت بها منى بتوتر وقلق فهتف إيهاب بتسأل :
_هو انتى دكتوره؟!
_ايوه
عز بجديه : ماشى انا هروح هناك ..

اخذت تنظر له منى بريبه وهى تشعى ببعض من الخوف فهذا الشخص يبدوا عليه القسوه.

بعد مرور دقائق معدوده وصل عز الدين للمشفى ، وصف سيارته بجوار المدخل ثم ترجل منها وفتح الباب مسرعاً لياسمين وحلها عن الحزام الامان ثم انحنى قليلاً ناحيتها ووضع ذراعيه خلف رقبتها والزراع الاخرى ايفل ركبتيها ثم حمل ياسمين إلى داخل المشفى ولحق به إيهاب وكذلك منى..
اسرعوا نحو غرفه الطوارئ ووضعوها بالداخل ، وخرج عز الدين وإيهاب ماعدا منى التى بدأت بكشف حاله ياسمين ..
بعد قليل .. خرجت منى من الداخل وهى تتنهد ببعض من الراحه فلمحها إيهاب فاتجه نحوها لكى يطمئن على ياسمين ولحقه عز..
إيهاب : هاا يا دكتوره .. اخبار ياسمين ايه؟!
منى : متقلقش يا استاذ اا
إيهاب : إيهاب
منى متقلقش يا استاذ إيهاب ، الحمدالله هى كويسه ، دى حاله إغماء نتيجه خوف زياده وتوتر فى نفس الوقت ، بس ياتراا ايه اللى خوفها كده ؟

هتفت تلك الكلمات الاخيره وهى تنظر لعز الدين ، الذى كان يبتسم بزاويه فمه معبراً انه ساخراً من حاله ياسمين..
نظر إيهاب لعز الدين نظرات تحمل الغضب وهتف بداخله : الله يخربيتك يا عز خليت البت تتعب بسببك.
منى : بس ياريت اعرف مين حضرتكوا ..

كاد إيهاب ان يتكلم ولكن سبقه عز الدين قائلا بثبات :
انا عز الدين السيوفى ابن بدران السيوفى ، وده استاذ إيهاب مدير مكتبى..
صدمت منى بكونه ابن بدران السيوفى ، فكان حديث ياسمين صحيح عنه ، بانه شخص قاسى وملامحه دائما تجعل المرء يشعر بالخوف .

إيهاب : ممكن يا دكتوره ندخل نستنى جوا لحد ما ياسمين تفوق
منى : اوك .. اتفضلوا

دخلت منى برفقه عز الدين وإيهاب داخل الغرفه التى ترقد فيها ياسمين ، فجذبوا المقاعد البلاستيكيه وجلسوا ينتظرون ان تفيق ، وبعد مرور عده دقائق هتف إيهاب وهو ينهض :
_ انا نازل اجيب حاجه اشربها ، تحب اجبلكوا حاجه ؟!
_لا شكراً
عز بنبره جامده: لا انا مليش نفس
_طيب انا نازل

وبالفعل خرج إيهاب من الغرفه لتأتى احدى الممرضات التى تعمل فى المستشفى وتهتف بصوت لاهث :
_دكتوره منى .. فى حاله صعبه بره ..
_ايه!!!! طب ما تشوفى الدكتور عماد؟!
_مش موجود يا دكتوره

نهضت منى وهى تشعر بقلق بانها ستترك صديقتها مه ذلك الشخص ولكن ماذا عساها ان تفعل ؟!!

خرجت منى من الغرفه فنهض عز الدين وهو يبتسم ابتسامه غريبه ولكن توحى بالشر ، اقترب منها عز الدين وجلس بجوارها ومد يده ليعدل خصلات شعر ياسمين المتبعثره على وجهها .

بعد مرور بضع دقائق بدأت ياسمين تفيق تدريجياً ، فشعر بها عز الدين ولكن اخذ يتابعها منتظراً صدمتها عندما عندما تراه مجدداً
بدأت ياسمين تستعيد ما حدث فى ذاكرتها ثم امالت برأسها قليلاً لتتفاجأ بأنه جالس بجانبها وكأنه منتظراً ان تفيق ..

كادت ان تصرخ عندما رأته امامها ولكن كان الاسرع منها ، فقد كمم فمها فهو كان يتوقع انها ستفعل هذا .

اقترب منها بوجهه هو ما زال مكمم فمها وهتف بصوت شيطانى :
_اخيرا فوقتى ، انا كنت كنت مستنى الخوف والذعر اللى فى عينك ده دلوقتى

(( الفصل الخامس ))

فى احدى المستشفيات ..

كادت ان تصرخ عندما رأته بجانبها ولكن كان الاسرع منها ، فقد كمم فمها ، فهو كان يتوقع انها ستفعل هذا .

اقترب منها بوجهه وهو ما زال مكمم فمها وهتف بصوت شيطانى :
_اخيراً فوقتى ، انا كنت مستنى الخوف والذعر اللى فعينك دلوقتى !!

اغمضت ياسمين عينيها بقوه وهى تستمع إلى كلماته وسمعته يقول ايضاً :
_حظك الاسود هو انك وقعتى تحت أيدى ، وانا مش برحم اللى بيقعوا تحت ايدى للأسف .

نزلت بعض الدموع من عينيها وهى تستمع إلى كلماته التى توحى بأن مستقبلها سيتحطم على يده وانها ذاهبه إلى جحيم لا مفر منه

عز بعـ,ـنف : هنتقم منك يا بنت صابر ، هخليكى تندمى انك فكرتى تعلى صوتك بس عليا ..

ثم ابتعد عنها وابعد يده من على فمها ، امًا هى فبدأت تحاول ان تتنفس بصوره طبيعيه ولم تتكلم ، فقد كانت كلماته كافيه بأن يجعلها تشعر بالخوف والذعر.

عز الدين بثبات : الورق الخاص بالشحنه اهو على الكرسي وموبيلك اللى كان وقع منك بعد ما خرجتى من مكتبى .

ثم وضع الهاتف على المقعد وكاد ان يخرج لولا دخول إيهاب ..
عز بهدوء مريب: انا هستناك فى العربيه يا إيهاب

ثم تركه وغادر من الغرفه ، فاتجه إيهاب مسرعاً نحو ياسمين وهو يهتف بقلق :

_ايه هو عملك حاجه ؟؟
_إيهاب .. انا خايفه .. خايفه جداً .. ده قاعد بيهددنى وبيقولى هنتقم منك .. بجد مش عارفه .. انا مرعوبه مش خايفه وبس.

_لأ متخفيش هو بيقول اى كلام .
_لأ انت مشفتوش بيتكلم ازاى ، هو بيتكلم بجد.
_تؤ تؤ متخفيش ، هو عاوز يخوفك.
_ربنا يستر

على رغم من انه كان يحاول بث الطمأنيه بداخلها إلا انه كان يشعر بالقلق والخوف ، فهو عز الدين السيوفى الذى لا يخشى من احد ابدا ..

إيهاب بمزاح : طب كان ينفع تخضينى عليكى بالطريقه دى .
ياسمين بابتسامه : معلش يا إيهاب ، دى حاجه مش بايدى
إيهاب بابتسامه : المهم انى اطمنت عليكى ، انا دلوقتى هقوم امشى علشان الحق عز ، اصل لو تأخرت ممكن يسبنى

ياسمين : اوك .. اه صح .. انا نسيت عربيتى
إيهاب : هى موجوده قدام شركه عز
ياسمين : ايوه
إيهاب : خلاص متقلقيش هبعتلك عربيتك مع السواق بتاع عز ، بس ابعتهالك على فين ؟؟
ياسمين : ابعتها عند شركه بدران السيوفى ، ومرسي بجد يا إيهاب .
إيهاب : على ايه يا بنتى ، يالا انا همشى وهبعتلك العربيه بتاعتك ، يالا سلام
ياسمين : سلام

بعدها خرج إيهاب من الغرفه ليصطدم بدون قصد بمنى التى كانت تركض مسرعه نحو الغرفه ياسمين ، فاصطدمت بإيهاب وكادت ان تقع لولا يد إيهاب القويه التى امسكت بيدها..

إيهاب : مش كنتى تاخدى بالك
_ معلش ، هيا ياسمين فاقت ؟
_ ايوه يا دكتوره اا
_ منى
_اسمك حلو…لطيف
_هو ايه اللى اسم اللطيف ، على العموم اتفضل انت وانا داخله لياسمين .
_ انتى ليه اضايقتى اووى كده ، على العموم انا همشى ، بس ااا
_بس ايه ؟
_روحى لياسمين وقولها انى عاوز مفاتيح عربيتها.
_اوك ، لحظه.

وبالفعل دخلت منى الغرفه واخذت منها المفاتيح وخرجت فرأته بالفعل منتظرها..

_اتفضل
_شكراً
_عن اذنك
_اتفضلى
دخلت منى الغرفه فاخذ ينظر إيهاب مكان اثرها ، ثم غادر مسرعاً..

***************

دخلت منى الغرفه واتجهت مسرعه نحو صديقتها وهتفت بقلق :
_ايه يا ياسمين ، عامله ايه دلوقتى يا حبيبتى ؟؟
_الحمدالله يا منى
_هو عملك ايه المفترى ابن بدران السيوفى
_منى ارجوكى انا مش قادره اتكلم .. هبقا احكيلك بعدين
_طيب ، براحتك
_انا لازم امشى عشان ورايا شغل
_ اوك يا حبيبتى ، اول ما توصلى ابقى طمنينى عليكى
_حاضر يا قلبى

***
وبعد دقائق خرجت ياسمين من المشفى واوقفت احدى السيارات الاجره وركبت لينطلق السواق نحو شركه بدران السيوفى كما امرته ياسمين..

السادس ))

_ فى شركه عز الدين السيوفى..
_فى مكتب الخاص بعز الدين ..

كان عز الدين جالساً أمام مكتبه ، ولكن كان يفكر وينظر بشرود فى تلك الفتاه ، اخذ يتذكر ايضاً بعض الاشياء التى حدثت فى ماضيه ، ماضيه الذى جعله شخص له قلب بلا رحمه…

فلاش بااك
كان هناك طفل عمره 13 عام ، رغم صغر سنه إلا أنه كان يدرك الاجواء التى حوله ..
كان عز الدين جالساً يشاهد التلفاز عندما خرجت والدته من الغرفه وهى تصرخ ب :

_ايوه خونتك ، انا عمرى ما حبيتك ، انا كدبت عليك طول السنين دى علشان فلوسك ولغايت دلوقتى مختش جنيه منك !!

بدران بغضب : اه يا سافله ، انا ازاى اتخدعت فيكى كده ؟؟
_يا شيخ روح ، حتى مخلتنيش انزل البيبى لما كنت حامل فى عز ، لانك كنت عارفت وقتها كويس اوى انى بكره حاجه اسمها عيال !!

كان عز الدين يستمع إليهم ودموعه تنزل بصمت ، فلقد ادرك سبب كره والدته له ، فهى دائماً كانت تعامله معامله سيئه وكانت تضـ,ـربه الاتفه الاسباب ، ولكن لم يتوقع ان تكون والدته خائنه !

باااك ….
عاد عز الدين إلى الواقع وقد اظلمت عينيه وابتسم ابتسامه سخريه على تلك الايام ، ولكن اقسم انه سيجعل ايامها من اسوأ ايام حياتها …

************

مر اليوم كسرعه البرق وجاء المساء واصبح المكان مخيم بالظلام .

فى منزل يدل على البساطه والتواضع كانت ياسمين جالسه فى غرفتها وتشعر بالتعب والأرق فكان هذا اليوم متعب للغاية …

ياسمين بتعب وبدعاء : يارب احمينى من الراجل ده ، نظرته ليا خوفتنى لان فيها معانى كتير ، انتقام وتهديد وحاجات تخوف ، فيارب احمينى منه !!

عقب ان انتهت من دعائها ، اراحت جسدها على الفراش واغمضت عينيها بعد ان احتضنت الوسادة ونامت وهى تحاول ان لا تشغل بالها بما حدث اليوم او فى ذلك الشخص القاسى ..

***************
_فى صباح يومٍ جديد…

كان عز الدين يجلس ويتابع عمله على جهاز الحاسوب ولكن توقف عن العمل عندما فتح باب المكتب الخاص به ، فوجه بصره ناحيه الباب ليرى ان الذى دخل ، شخص يبدوا عليه التقدم على العمر ويبدوا عليه ايضاً الوقار ..

نهض عز الدين مسرعاً متوجهاً نحو الشخص لكى يحتضنه بشده فهو ليس اى شخص إنه والده

عز : حمدالله على السلامه يا بابا والله كنت واحشنى اوى
_وانت كمان والله يا عز

ابتعد عنه عز الدين ويعلو على وجهه ابتسامه وهتف :
_رجعت امتى من السفر .

بدران وهو يجلس : جيت من المطار على هنا على طول
.
عز وهو يجلس ايضاً : غريبه مع ان حضرتك كنت كل ما تسافر وترجع من السفر كنت لازم تروح شركتك على طول ، علشان تطمن على الاوضاع .

بدران : لا لا ، ده كان زمان لكن لما بقا عندى موظفه اللى زى ياسمين الواحد يكون قاعد وحاطط فى بطنه بطيخه صيفى ، وميشلش هم اى حاجه .

عز وهو يحاول ان يمسك اعصابه : اه قولتلى .
ثم هتف وهو يكز على اسنانه : ياسمين .

بدران : ايوه ياسمين ، دى بسم الله ما شساء الله نعمه ، نعمه كبيره اوى من عند ربنا ، كفايه ادبها واخلاقها .

عز : اممم
بدران : انا نفسى اوى يا عز انك تشوفها
عز وهو يمط شفتيه : اشوفها
بدران : اه تشوفها
عز بتنهيده : انا شوفتها يا بابا
بدران بتعجب : شوفتها
عز : ايوه
بدران : امتى ؟؟؟
عز وهو يأخذ نفساً عميقاً : امبارح جتلى الشركه !!
بدران : غريبه ، ايه اللى خلاها تيجى الشركه هنا ؟؟

اخذ عز الدين نفساً عميقاً وبدأ يقص عليه سبب مجيئها ، وانها اتت هنا لكى يمضى على الاوراق الخاص بالشحنتين ، ليهتف بدران بعدها بتفاخر وهتف :
_شوفت بقاا ، مش قولتلك انها عبقريه ،لحقت تتصرف ، انا طول عمرى بحمد ربنا انى معايا وحده زى ياسمين .

عز بغضب : اللهم ما طولك يا روح
بدران بتعجب : فى ايه يا عز ؟؟
عز بابتسامه مزيفه : مفيش حاجه ، انا كويس، وكويس اوى كمان .
بدران : طيب انا هسيبك بقا واروح الشركه عشان ورايا شغل .
عز : طيب يا بابا ، ربنا معاك.
بدران : يارب ، يالا مع السلامه
عز : مع السلامه

غادر بدران من مكتب عز الدين بل من الشركه باكمله ، امّا عز الدين فشعر بغضب جامح يعتريه ثم هتف بغضب وقد اظلمت عينيه :
_عملتى ايه فى الراجل يا ياسمين ، بس خلاص مفيش فايده فى الكلام ، وطالما بابا رجع من السفر يبقى استعدى لانتقامى

(( الفصل السابع ))

_فى يومٍ جديد !!
_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!!!

كان عز الدين يمشط شعره ويضع عطره المفضل قبل ان يخرج من الغرفه ، وبالفعل عقب ان انتهى من وضع عطره تحرك نحو خارج الغرفه ،وهبط إلى الاسفل وهو يصيح بأسم سعاد ، فأتت مسرعه نحوه وهتفت :
_ايوه يا عز باشا !!
_بدران بيه فين ؟؟!
_نزل من بدرى !!
_امتى ؟؟!
_من ساعه كده !!
_طب روحى انتى ..

هزت سعاد رأسها بمعنى ” حسناً ” وغادرت امّا هو وقف وهو يتنهد تنهيده حاره ، وتحرك نحو خارج الفيلا ليركب سيارته وينطلق بها مسرعاً نحو شركته الخاصه !!!

************

أستيقظت ياسمين وهى تشعر بتعب جسدى ، فهى لم تستطع ان تنام جيداً ، نظرت هى نحو الساعه الحائط لتشهق بصدمه جليه فهبطت من على الفراش ، ودخلت المرحاض لكى تتوضأ !!

بعد مرور دقائق .. كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها بعد ان أدت فريضتها ، ولكن كانت تشعر بالقلق !! فلقد تأخرت عن موعد عملها !!.

بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها اخذت سلسله مفاتيح الشقه والسياره ، وتحركت مسرعه نحو خارج المنزل ، وفتحت باب سيارتها لتجلس خلف المقود ، ثم ضغطت على دواسه البنزين بقوه وانطلقت مسرعه نحو الشركه التى تعمل بها !!!.

بعد مرور دقائق وصلت الشركه ، وصفت السياره بجوار مدخل الشركه ثم ترجلت منها بعد ان اخذت حقيبتها واتجهت نحو داخل الشركه ، فبدأ يحيها الجميع ، ولكن لم تستمع إليهم فهى كانت تتجه بخطوات شبه راكضه !! حتى وصلت أخيراً نحو مكتبها ، ليبلغها احد الموظفين بأن بدران السيوفى يريدها ان تأتى مكتبه ، فنهضت وتحركت نحو مكتبه ودخلت بعد ان طرقت الباب وحيته قائله بتوتر:

_صباح الخير يا فندم !!
_صباح النور ، تقدرى تقوليلى ايه اللى اخرك كده يا استاذه .
_والله يا فندم مكان قصدى !!
_استاذه ياسمين .. انا بقول دايماً انك احسن موظفه عندى ، الموضوع ده ميتكررش تانى ، مفهوم !!؟
_حاضر يا فندم
_طب قعدى ، عشان عاوز اسألك كده كام سؤال !!
_خير يا فندم
_عز .. ابنى

ياسمين وهى تبلع ريقها بصعوبه: مستر عز .. ماله ؟؟!
بدران بتسأول : لما قابلتيه امبارح ، عملك اى حاجه؟!!
ياسمين بتوتر : لا كان عادى ، معملش حاجه خالص !
بدران بشك : متأكده؟؟
ياسمين : ايوه يا فندم ، طبعاً متأكده!!
بدران : ماشى ، بس كويس انك اتصرفى فموضوع الشحنتين اللى جايين من إيطاليا !
ياسمين بابتسامه : تلميذتك يا بدران بيه .
بدران بابتسامه : لا حقيقى برافو عليكى
ياسمين : بدران بيه .. انا بصراحه فى حاجه عاوزه اقولهالك ، انا عاوزه اخد اسبوع اجازه ، لان الفتره اللى حضرتك غبت فيها ، كان الشغل جامد عليا !!
بدران : حقك يا ياسمين ، ابقى اكتبيلى الطلب ده وابعتهولى على مكتبى .

*******************
_فى شركه عز الدين السيوفى !!

كان عز الدين منتظراً مدير مكتبه او بمعنى اخر صديقه إيهاب ، ولكن شعر بالقلق فهو مازال لم يأتى وهاتفه مغلق !!
عز : هو ايه اللى اخره كده ؟؟ ده عمره ما عملها ؟!!

دخلت السكرتيره وهى تهتف بنبره رسميه :
_ايوه يا مستر عز حضرتك طلبتنى ؟!
_هو لسه مستر إيهاب مجاش ؟؟
_لأ لسه يا فندم !
_طب اول ما يوصل تخليه يجى مكتبى فوراً !
_حاضر يا فندم !

ثم غادرت السكرتيره من مكتبه بينما هو استند بظهره على سطح مكتبه الفخم وعقد ساعديه امام صدره ونظر امامه بتفكير وشرود ؟!!

**************
_فى المشفى التى تعمل بها ” منى ” !!!!

_طب ايه اللى خلاكى تكدبى على مديرك يا ياسمين ؟! مقولتيش ليه على اللى عمله فيكى ؟؟!
هتفت بها منى بضيق وهى تتحدث مع ياسمين عن طريق الهاتف فهتفت الاخرى بجديه :
_عشان مش عايزه مشاكل ، لو قولتله هيقول لابنه ، وابنه فالاخر مش هيسبنى فى حالى !
_ياسمين .. انا خايفه عليكى ، الراجل ده انا مش مرتحاله !!
_خلاص بقا يا منى انا مش عايزه اتكلم فى الموضوع ده !
_طيب خلاص
_طيب انا رايحه دلوقتى عشان اقدم الطلب ، فانا هقفل معاكى دلوقتى وهكلمك كمان شويه
_اوك يا حبيبتى ، يالا باى

اغلقت منى مع ياسمين ثم تنهدت تنهيده حاره ، ولكن شعرت بأنها تريد ان تذهب إلى حديقه المشفى ، وبالفعل هبطت إلى الاسفل واتحهت نحو الحديقه واخذت تمشى وهى تفكر فى امر صديقتها ولكن فى لحظه واحده اتت صوره إيهاب ، فابتسمت ابتسامه عفويه ولكن نفضت تلك التخيلات والافكار وشعرت بانها يجب ان تعود داخل المشفى !!

وبالفعل دخلت المشفى وكانت تتجه نحو مكتبها ولكن انتبهت إلى ذلك الضجيج الذى من اخر الرواق فالتفت تم تتبعت اثر الاصوات بطريقه مسرعه فوجدت نفسها انها توجهت نحو الشرق حيث انه يوجد غرفه الكشف !!

دلفت إلى هناك فوجدت تجمع حول شخصاً ما فهتفت قائله :
_ايه اللى بيحصل ده؟! وايه الدوشه دى ؟؟!

التفت الجميع فهتفت احدى الممرضات :
_فى مريض لسه واصل حالاً وهو مصاب بجروح !

اومأت منى رأسها وهتفت :
_اوك .. بس من فضلكوا فضولى اللمه دى ، عشان اعرف اشوف المريض واكشف عليه .!

ثم تقدمت نحو الفراش الذى يرقد عليه المريض ولكن عندما رأته تراجعت عفوياً للخلف وهى تشهق بصدمه وهتفت بصوت متقطع :
_إإي هاا ب

(( الفصل الثامن ))

شهقت بصدمه عندما رأته فهى لم تتوقع ان يكون هو ولكن تماسكت وبلعت ريقها بصعوبه ثم نظرت للممرضه وهتفت :
_فى حد جه معاه ؟!!
_احنا

حولت منى نظرها لمصدر الصوت فوجدت رجلين يقفوا بجانب المريض وعلامات القلق تعلو وجههم بينما تابعت سؤالها :
_طب هو انتوا اصحابوا ؟؟! وايه اللى حصله بظبط؟!!

رد احدهم : لا احنا مش صحابوا ، احنا شوفناه لما العربيه خبطته وهو بيعدى الشارع فقولنا لازم ناخده المستشفى !!

هزت رأسها ثم قالت : طيب من فضلكوا انتظروا بره وانا هشوف حالته بس انا شايفه ان الاصابات بسيطه!

اطاعوا الشخصين امرها امّا هى فنزعت عن إيهاب قميصه بمساعده إحدى الممرضات ثم بللت قطعه قماش نظيفه واحضرت ما يلزم لتضميد الجرح ، ثم اجرت عليه كشفاً ، وبدأت ايضاً تضمد جروحه بعنايه حيث كانت لمساتها قويه وحازمه !!

بعد فتره وجيزه كانت قد انتهت من عملها واخذت تتنهد براحه ثم خرجت من غرفه الكشف ليقابلها الشخصين وهتف احدهم بتسائل :
_ها يا دكتورة ، هو عامل ايه دلوقتى ؟!!

_متقلقش يا استاذ ، دى شويه كدمات سطحيه فدراعه الشمال وفى جروح تانيه بس هو يقدر يقاومها بكل سهوله ، يعنى هو يقدر يخرج فاى وقت !

_الحمدالله الحمدالله ، شكراً يا دكتوره واتفضلى ده موبيله ومحفظته !!

_العفو على ايه ، ده شغلى !!

*************

_فى شركه عز الدين السيوفى !!

كان عز الدين يمشى ذهاياً واياباً ، فلقد ذاد شعوره بالقلق على صديقه ، فالاول مره يتأخر هكذا وايضاً هاتفه مغلق !!
عز : انا نفسى اعرف ايه اللى اخره كده ، الاوحش ان موبيله مقفول !! ربنا يستر !

*************
_فى المشفى بداخل غرفه إيهاب !!!

كان إيهاب جالساً على فراشه ، وهو شارد الذهن ، يفكر فى تلك الفتاه التى سلبت عقله وايضاً نفس الفتاه التى جعلته شارد عندما كان يعبر الطريق ، ماذا افعل فيكى ايتها الفتاه ؟!لقد سلبت عقلى ؟! ولو اعد معنى النوم من كثره التفكير بك !! اهذا هو الحب الذى يسمونه من اول نظره ؟؟ ولكن هذا الحب يجعلنى اتمنى ان اراها ولو مره واحده ؟؟ ولكن كيف !!

ولكن قطع شروده فتح باب الغرفه ، فوجه بصره ناحيه الباب ليرى فتاه تدخل بهدوء وقد علت وجهها ابتسامه بسيطه !

نظر لها بصدمه وهو لا يصدق عينيه ، فها هى تقف امامه ، وهى نفس الفتاه التى سلبت عقله ؟!!

ظل يحدق بها من موضوعه وانتابه شعور بالفرحه والسعاده لانه رأها ، امّا هى فنظرت إليه وهتفت بابتسامه بسيطه :
_حمدالله على سلامتك
إيهاب وهو غير مستوعب : انتى بجد؟!!
منى : اه بجد ،شوفت الصدفه!!
إيهاب : هى فعلاً صدفه وصدفه جميله جداً !
منى : اشمعنا ؟!
إيهاب : عشان شوفتك !

نظرت له بخجل ولم تتحدث فاكمل حديثه بابتسامته:
_هو انا اخرج امتى ؟!!
_زى ماتحب !
_طب هو فين الموبيل بتاعى ؟!!
_اهو جمبك !!
نظر إيهاب بجانبه واخذ الهاتف وفتحه ليرى ان هناك مكالمات كثيره من عز ، فبدون تفكير اتصل به انتظر الرد ليأتيه صوت عز الغاضب :
_ايوه يا إيهاب ، انت فين وسايبنى قلقان كده ؟!
_اهدى يا عز ، اهدى ، انا فالمستشفى !!

تحول غضبه إلى فزع وقلق فهتف بقلق واضح :
_مستشفى ايه ؟؟ فى حاجه حصلتلك ؟؟

_هبقا افهمك بعدين يا عز ، انا حبيت اطمنك عشان تعرف تكمل شغلك من غير قلق
عز : شغل ، ما يولع الشغل ، انا هحيلك دلوقتى ، انت فانهى مستشفى ؟!!
_فنفس المستشفى اللى كنا فيها من يومين !
_عز تمام انا جايلك حلاً

وبالفعل خرج عز من الشركه مسرعاً وفتح باب سيارته وركب خلف المقود وانطلق مسرعاً نحو المشفى !

بعد ثلاثون دقيقه كان قد وصل عز إلى المشفى ، ودخل المشفى لكى يسأل موظف الاستقبال بحده عن رقم غرفه إيهاب فيرد الاخر بنبره رسميه عن ذلك الرقم !!
وبعد ثوانى كان قد وصل عز الى غرفه صديقه وفتح الباب بهدوء فرأه جالس وكأنوا يبدوا عليه الانتظار ، فاتجه نحوه مسرعاً عز وهو يتهتف بقلق :
_ايه يا إيهاب ؟؟ ايه اللى حصلك ؟
_اقعد بس وانا هحكيلك !

وبالفعل بدأ بالسرد له عن تلك الحادثه البسيطه وانا حالته تسمح بالخروج ليقول الاخر بضيق:
_طب مش كنت تاخد بالك ، المهم حمدالله على سلامه يا صاحبى!
_الله يسلمك يا عز
_طب بقولك ايه اسمعنى ، لان الكلام ده بينى وبينك
_ماشى !
_بكره انا مش هاجى الشركه ، لان هيبقى عندى مشوار مهم ، ابقا انت روح واى حد يتصل بيا قولوا انى مش موجود ماعدا بابا !
_اشمعنا ؟!!
_هبقا اقولك بعدين ، المهم اعمل على اللى قولتلك عليه !!
_ماشى !

************
_لا انا هسافر الاسكندريه دلوقتى وانا خلاص حضرت شنطه السفر !
هتفت بها ياسمين وهى تتحدث مع منى عن طريق الهاتف ، فهتفت الاخيره :
_هو المعاد حلو ، الساعه دلوقتى سته ونص ، وانا على فكره اخدت الاجازه وهحصلك انا كمان بس بكره!

_ايوه بقا ده احنا هنقضيها وهنخربها
_اومال يا بنتى ، اما الحق احضر شنطتى انا كمان ، يالا باى !
_باى

عقب انتهاء مكالمتها اخذت حقيبتها الخاصه بالسفر وتحركت نحو الخارج ، بعد ان خرجت من العماره اخذت تصيح بأسم شخص ما :
_عم سيد .. سيد

ليأتى البواب مسرعاً وهو يدعى سيد وهتف :
_ايوه انا جيت اهو
عندما رأى حقيبه السفر هتف مسرعاً:
_عنك انتى يا ست هانم ! تحبى احطها فين!؟
_حطها فشنطه العربيه
_حاضر

وبالفعل وضع البواب الحقيبه كما امرته ياسمين لتعطيه بعدها بعض الاموال ولكن اكتشفت انها قد نسيت الهاتف فاضطرت ان تصعد مسرعا نحو المنزل ..

وبعد دقائق كانت اخيراً تركب خلف المقود ، ولكن بعد ان ركبت شعرت بمن يضع يديه على فمها ليمنعها من الصراخ وشعرت ايضاً بحقنه مخدره توضع فى عنقها لتشعر بأن المكان قد اصبح ظلاما ًوتغيب عن الوعى!!!

(( الفصل التاسع ))

كانت ياسمين تشعر بصداع يكاد يعصف برأسها وعندما فتحت عينيها وجدت انها فى غرفه راقيه من اللون الابيض بمفروشات راقيه ، للحظه واحده لم تستوعب كيف وصلت إلى هنا ولكن هاجمتها ذكرى تقييدها والالم الذى شعرت به فى عنقها ، فوقفت مترنحه واتجهت إلى باب الفرفه وحاولت فتحه ولكن كان مغلقاً وفاخذت تدق الباب الغرفه بقوه وهى تصرخ ب :
_افتحوا الباب ، انا فين ، افتحوا الباب .

ولكن لا حياه لمن تنادى فاتجهت نحو الفراش وجلسته تشعر انها ضائعة !!!

*************
_فى فيلا الخاص بعائله السيوفى !!
_فى غرفه عز الدين !!

استيقظ عز الدين من نومه وهو يشعر بنشاط غير طبيعى ، فها هو على وشك بدأ انتقامه ، هبط من على الفراش ليتجه إلى المرحاض !!

بعد فتره وجيزه كان قد انتهى عز الدين من الاغتسال وبدأ بارتداء ملابسه سريعاً وبعد ان انتهى شرد قليلاً فى ما حدث بالامس !!!

فلاش باك !!!
كان عز الدين يجلس فى سيارته منتظراً شخصاً ما وبعد مرور دقائق .. رأى الشخص الذى كان ينتظره و..

عز بحده : ها عملت ايه ؟؟

الشخص : متقلقش يا سعات البيه انا فضلت مراقبها لحد ما وصلت البيت وعرفت كمان انها عايشه لوحدها !

_يعنى عرفت عنوانها ؟؟
_اومال يا بيه !

قم اخرج ورقه من جيبه وهو يهتف : اتفضل يا بيه !

اخذ عز الدين الورقه وفتحها ليقرأ العنوان بهدوء ، وبعدها اخرج من جيبه بعض من المال واعطاه للشخص ، فأخذه الاخير على الفور وهو يشعر بالسعاده وقد لمعت عينيه وفتح باب السياره وخرج، امّا عن عز الدين فابتسم ابتسامه شيطانيه وضغط على دواسه البنزين لينطلق ناحيه منزل ياسمين !!!

وصل هناك بعد عده دقائق ولكن فكر كيف سيأخذها من المنزل ولكن توقف عن التفكير عندما رأها فخرج من سيارته سريعاً !!

رأها وهى تأمر ( البواب ) ان يضع حقيبتها ولكن بعد ان تم وضع الحقيبه رأها تركض مسرعه نحو العماره ، فانتهز الفرصه وركب سيارتها واختبأ بداخلها حتى اتت اخيراً وركبت هى الاخرى السياره !!

كان عز الدين قد جهز الحقنه المخدره وبحركه مفاجئه وضع يده على فمها ليمنعها عن الصراخ قبل ان تصرخ ووضع حقنه المخدره ناحيه عنقها فبدأ يشعر ان جسدها قد بدأ بالاسترخاء حتى فقدت الوعى ، فتنهد براحه ليخرج بعدها من السياره وفتح الباب واجلسها بجانب مقعد القياده وركب هو خلف مقود القياده ثم ضغط على دواسه البنزين لينطلق نحو مكان ما ؟!!!

بااك !!!!!
خرج عز الدين من شروده ونظر لنفسه فى المرآه نظرهٍ اخيره ، ثم نظر لملابسه فكان يرتدى بنطالاً جينز وقميص من اللون الاسود ،التى ادت إلى برز عضلاته القويه بوضوح ، واتجه نحو خارج الغرفه بل الفيلا باكملها !!!

*****************
_فى شركه الخاصه بعز الدين !!!

كان إيهاب جالساً بداخل المكتب الخاص به وهو يفكر فى امر عز ، فهو يراوده شعور سييء من ناحيه ياسمين ويفكر ايضاً فى مشوار الخاص بعز الدين ، ويفكر لماذا لا يريد ان يعلم والده بأنه لن يأتى الشركه ، لابد ان هناك سراً يخفيه على والده وليس والده فقط بل عليه ايضاً !!

إيهاب : ياترا ناوى تعمل ايه يا عز انا مش مطمن وحاسس ان المشوار له علاقه بياسمين !!!

*****************
فى مكان ما !!
وصل عز الدين إلى المكان المتواجد فيه ياسمين بعد ان صف سيارته ، وخرج منها ليتجه مسرعاً نحو مدخل العماره الراقيه قاصداً نحو المصعد !!

****************
_بداخل الشقه التى توجد فيها ياسمين !!

كانت جالسه على الفراش تشعر بالخوف وهى محتضنه الوساده ،ولكن شعرت بالخوف اكثر عندما سمعت صوت مفتاح يوضع وعندما رأت شخص ما يمسك بمقبض الباب ليديره ، فترقبت دخول ذلك الشخص المجهول ، لترى سخص يدخل وهو يبتسم بانتصار فهبت واقفه وهتفت بصدمه ممزوجه بذهول :
_مش معقول !! مستر عز !!

(( الفضل العاشر ))

تسمرت هى من هول المفاجأه ، فهى لم تتوقع ان يكون ذلك الوقح المتوحش هو الذى خاطفها ، ارخى عز الدين ساعديه ، ووضع كفى يده فى داخل بنطاله وهتف :
_مفاجأه صح ؟!

ما زالت متسمره هى فى مكانها من اثر المفاجأه ، ولكن كانت تنظر إليه بنظرات غير مفهومه وهتفت :
_هى فعلاً مفاجأه

أقترب عز الدين منها فبدأت تتراجع حتى انها وقعت على الفراش ولكن عدلت وضعيتها سريعاً وجلست على الفراش وهتفت :
_انت عاوز منى ايه ؟!

نظر إليها مطولاً واقترب قليلاً ليجلس بجانبها ثم نظر إليها بثبات وهتف :
_عاوز منك ايه ؟؟ دا انا عاوز منك حاجات من زمان !!

ياسمين هى تنظر إليه :
_انا عملتلك ايه ؟؟ دا انا مشوفتكش غير مره واحده !

عز : ما غلطت عمرك ، انك جيتى عندى !

ياسمين بصوت عال : هى فزوره ، وبعدين انا لما جيتلك ، جيتلك عشان شغل امّا بالنسبه الموضوع انى ضـ,ـربتك بالقلم فانت كنت تستاهل و..

غليت الدماء فى عروقه واظلمت عينيه ثم نهض من مكانه ليصفعها على وجنتيها بعـ,ـنف وانقض عليها وهو يقبض على فكى وجهها وهو يكاد يعصرهم بين يديه وهو يصيح بها بها بصوت جهورى :
_ اتعدلى يا بت انتى ، لازم تعرفى انك مش بتكلمى مع اى حد ، والقلم اللى ادتهولك ده تعويض عن القلم اللى ادتهولى فى المكتب !!

ثم دفعها بقوه لتسقط على الفراش وقد جلس بجانبها مره اخرى وهو يخلل اصابعه بخصلات شعره البنى الغزير ، امّا هى فنظرت إليه وهتفت بصوت عال وهى تشهق باكيه :
_انت عاوز منى ايه ؟؟

اعتدل فى جلسته ونظر لها بغضب :
_ايه هنعلى صوتنا تانى ولا ايه ؟؟

حاولت ان تهدأ شهاقتها وهتفت ببعض من الهدوء :
_ماشى ، ينفع تقولى بقا انت خاطفنى ليه ؟!

عز : هقولك ، فاكره لما والدى بدران بيه عرض عليكى انك تشتغلى عندى سكرتيره بمرتب اعلى وانتى مرضتيش !

ياسمين : فاكره

عز : انا كنت عاوز اتأكد من حاجه وفعلاً اتاكدت لما رفضتى !!

اغمضت ياسمين عينيها محاوله ان تتمالك اعصابها وهتفت :
_انا مش فاهمه حاجه ؟؟

عز بسخريه : فعلاً

ياسمين : انا بتكلم بجد ، بلاش كل شويه تطلعلى لغز !

عز : مش مشكله ، الايام كتير واكيد هتعرفى !!

كاد ان ينهض لولا صوتها الصارخ التى هتفت :
_روحنى دلوقتى حالاً

عز : متعليش صوتك

لم تعبأ بتهديده واكملت بصراخها : روحنى

اقترب منها مسرعاً فانكمشت على نفسها ليجذبها من شعرها فصرخت صرخهٍ بسيطه ليهتف بصوت جهورى :
_انا قولت متعليش صوتك ، بس لازم تعرفى انى مش هرحمك بلى انتى عملتيه ده ، ولسه هتتعقبى على حاجات كتير عملتيها !!

ياسمين بألم : آآآآآآآآه سيب شعرى !

عز ببرود : على العموم اول عقاب ليكى انك تنضفى البيت ده كله ، عاوزه بيلمع ، فاهمه ؟!

ياسمين بألم : حاضر

عز : ومتفكريش انك تهربى ، لانك مش هتعرفى !

ياسمين : حسبى الله ونعم الوكيل فيك ، حسبى الله ونعم الوكيل بجد !

عز وهو يترك شعرها : طب غورى بقا على المطبخ حضريلى اى اكل وبعديها تبتدى تنضيف البيت !!

ابتعدت ياسمين عنه واتجهت نحو المطبخ ولا تعلم انها فاى جحيم هذا !!

******************
_فى الاسكندريه !!
_فى احدى الفنادق !!!

_حضرتك متأكد انها مجتش ؟؟
هتفت بها منى إلى موظف الاستقبال وهى واقفه امام الطكاوله الرخاميه العاليه ليهتف الموظف بنبره رسميه :
_اه طبعاً متأكد يا انسه !!
منى باقتضاب : شكراً !

ثم بعدها غادرت من الفندق وهى تشعر بالضيق وتوجهت نحو سيارتها وهى تلعن هذا اليوم !

******************
_لو سمحت ممكن تحبلى شنطه السفر بتاعتى !
هتفت بها ياسمين وهى تشعر بالضيق فنظر لها وهو يهتف بحده :
_ليه
_علشان لبس بتاعى وعاوزه اصلى !
_ماشى هجبهالك ، بس متحاولش تهربى ، لانك مش هتعرفى وغير كده هيبقى فى عقاب ، وعقاب شديد كمان !

مطط ياسمين شفتيها بضيق ممزوج بالغيظ لينهض هو بهدوء يثير الاستفزاز واتجه نحو باب المنزل بعد ان اخرج سلسله مفاتيح الشقه من جيب بنطاله وخرج من المنزل بعد ان اغلق الباب بالمفتاح !

امّا ياسمين فعقب خروجه ، نفخت بضيق وهتفت بتفكير :
_لو طلع اللى فدماغى صح ، يبقى هخرج من هنا فى اسرع وقت ممكن!!

(( الفصل الحادى عشر ))

كان عز الدين قد احضر لها الحقيبه الخاصه بالسفر ودخل بعدها المرحاض ، امّا هى فأخذت الحقيبه واخذت تبحث بداخلها على الذى تريده حتى وجدته اخيراً فتوجهت مسرعه نحو احدى الغرف وأغلقت الباب بهدوء وهى تشعر بأن قلبها سيقع من كثره الرعب ، وتوجهت نحو الفراش ووضعت ذلك الشيء تحت الوساده وخرجت من الغرفه وقد قررت انها يتفعل تلك المهمه بعد ان يغادر خاطفها من المنزل حتى تفعل تلك المهمه فى أمان !!!

******************

كانت منى تقود سيارتها وهى متجه نحو منزلها ، كادت ان تصف سيارتها ، ولكن سمعت صوت يصيح بأسمها ، فأخذت تبحث بعينيها مسرعه خشياً ان تحدث حادثه ، لترى ان صاحب الصوت هو ” إيهاب “.

فصفت سيارتها فى مكان وقوف السيارات امام منزلها وكذلك إيهاب ليخرج من السياره متجهاً نحوها لتهتف منى غير مصدقه :
_ إيهاب ، انا اخر حاجه اتوقعها انى اشوفك دلوقتى !!

إيهاب بابتسامه : وانا كمان ، المهم قوليلى هو انتى ساكنه هنا ؟!!
منى : اه ساكنه فى العماره دى ، بس انت عرفت منين ؟؟
إيهاب : لما لقيتك راحه تركنى قدام العماره قبل ما انادى عليكى ، فخمنت ان ممكن تكونى ساكنه هنا ؟!
منى : اممم
إيهاب : طب قوليلى بقا انتى عامله ايه ؟!
منى بضيق : مش كويسه خالص !
إيهاب بقلق : ليه بس ؟؟

كادت ان تتحدث لكن سبقها بقوله : طب بدل ما احنا واقفين كده ، تعالى نقعد فى الكافيه ده ، ايه رائيك ؟!!
منى وهى تومأ رأسها : اوك !

وبالفعل اتجهوا سوياً نحو الكافيه وتوجهوا نحو احدى الطاولات وسحبوا المقاعد وجلسوا ليهتف إيهاب باهتمام وقلق :
_قوليلى بقا ، مالك ؟!!
منى : مش عارفه اقولك ايه يا إيهاب ؟؟ بس انا قلبى مقبوض ؟
إيهاب بقلق : مقبوض ! طب ليه ؟؟

منى : انا وياسمين خدنا اجازه من الشغل وقررنا نسافر اسكندريه نغير جو ، هى سافرت امبارح وانا قولت اسافر تانى يوم ، لما سافرت النهارده وسألت عنها فالفندق قلولى انها مجتش ؟

إيهاب بتخمين : طب ممكن تكون نزلت فى فندق تانى ؟

منى : لأ ، لانها لو كانت نزلت كانت اتصلت بيا وقالتلى ، لكن موبيلها مقفول من امبارح .
إيهاب : بس ياسمين من الناس اللى مبتقفلش موبيلها

منى : انا حتى كلمت موظف الاستقبال بس فى الموبيل طلبت منه انها لو جت يدينى خبر !

إيهاب : وبلعدين بقا انا كده قلقت !
منى : انا اللى قلقانه . وحاسه ان قلبى مقبوض من امبارح !
إيهاب : ربنا يستر ، طب بصى

ثم اخرج من جيب سترته ورقه صغيره ( كارت ) الذى مدون عليه جميبع ارقام هواتفه وبعدها اعطاها تلك الورقه الصغيره !!
إيهاب : ده الكارت بتاعى ، يا ريت يا منى لو عرفتى اى حاجه عن ياسمين تتصلى بيا وتقوليلى ، وانا بردو هحاول اتصرف !

منى : اوك ، انا هقوم اروح عشان مشوار السفر ورجوعه تعبنى !
إيهاب : طب استنى اقوم معاكى اشيل شنطه السفر .
منى : لا مفيش داعى اا
إيهاب بابتسامه : يابنتى انتى جايه من السفر تعابنه ، اسمعى الكلام بقا !
منى بابتسامه : هقول ايه ؟ حاضر !

بادلها هو ابتسامه ساحره لينهض واتجهوا نحو خارج المكان !

****************
_فى شقه عز الدين !!

كانت جالسه فى غرفتها وقد أدت جميع فروضها فى صلاتها ، ولكن تشعر بأنها تمزقت بداخلها ، فهى امامه فى بعض الاوقات فتاه لا يهمها شيئاً ، ولكن بداخلها فقلبها يرقص من الرعب !!

امّا عن عز الدين ، فكان جالساً ايضاً ولكن يفكر ماذا سيفعل مع تلك الفتاه؟ هو عُرف عنه بأنه ذئب ، بسبب انه يستطيع ان يفعل اى شسيء وفى اى وقت ولانه لا يخشى من احد ويستطيع ان يهتف بافكار لما يفكرها احد ، ولكن تلك المره لا يعرف كاذا سيفعل ؟!

نهض عز الدين ثم توجه نحو غرفتها واقتحمها لتنتفض ياسمين من مكانها !

نظرت له ياسمين وهى تضع يدها على مكان قلبها وهى نحاول ان تنظم نفسها ، ليهتف عز الدين :
_انا نازل دلوقتى وهاجى بكره الصبح وزى ما قولتلك متحاوليش تهربى لانك مش هتعرفى .. سلام!

وبالفعل غادر من الغرفه بخطوات شبه ثابته نحو باب الشقه وفتحه ليخرج بعدها بعد ان اغلق الباب بالمفتاح .

امّا هى فانتهزت الفرصه واتجهت نحو الفراش واخذت شيء ما تحت الوساده وكان هاتف محمول (احتياطى ) ، كانت داءما تأخذه فى بعض الطوارئ خاصهٍ فى اوقات السفر ، امشكت الهاتف وكان الرقم الوحيد الذى اتى فى بالها هو رقم صديقتها منى ، فاتصلت بها على الفور وانتظرت الرد بفارغ الصبر وهى على وشك البكاء !

وبعد ثوانى سمعت صوت صديقتها وهى تهتف :
_ايوه مين ؟!
ياسمين برعب : ايوه يا منى ، انا ياسمين !
منى بفزع : ياسمين ، انتى بتعيطى ليه ، وبتكلمى منين ؟!
ياسمين ببكاء : ارجوكى الحقينى ، انا هيجرالى حاجه لو قعدت اكتر من كده !
منى بفزع : فى ايه يا ياسمين ؟؟
ياسمين وقد تعالت شهقاتها : انا مخطوفه ، اتخطفت امبارح ، لازم تروحى لبدران بيه وتقوليله آآآآآآآآآآآه

صرخت ياسمين عندما جذبها عز الدين من شعرها لدرجه انها شعرت بأن بعض من شعرها خرج من مكانه وقد وقع منها الهانف وادركت ان المـ,ـوت امامها لامفر منه !!

(( الفصل الثانى عشر ))

نظر اليها عز الدين وقد اظلمت عينيه واكفهرت ملامحه فباتت ملامحه مخيفه بدرجه كبيره ، فأخذت تدعى ربها بأن ينجيها وتمنت لو تنشق الارض وتبتلعها حتى لا تقف امامه هكذا ..

وبعد ثوانى كان قد تركها عز الدين ولكن بدون اى مقدمات صفعها بقسوه لصرخ بألم ووقعت على الفراش وهى تضع يدها على مكان الصفعه واخذت تبكى بكاءً حاراً..

انحنى هو بجسده وقد اخذ الهاتف واغلقه ووضعه فى جيب بنطاله ، ثم رمقها بنظرات تحمل الكثيير من القسوه وهتف ب :

-بقى كنتى عاوزه تخلى ابويا بدران بيه يعرف….

ثم اقترب منها ليجذبها مجددا من شعرها فصرخت صرخهً بسيطه وهتف :

-لا بجد برافوو عليكى ، بس احب ابشرك انك هتشوفى ايام سوده على ايدى..وبكره تشوفى يا ياسمين..

ثم دفعها بعنـ,ـف لتسقط على الفراش وقد اوقفت بكائها ليغادر من الغرفه بل من المنزل باكمله…

***************

أخذت تبكى ” منى ” بخوف على ما سمعته من ياسمين ، وأرتجف جسدها عندما سمعت صوت صراخ صديقتها ، كانت تقرأ سوره الفاتحه عسى ان تهدأ قليلاً لكى تفكر ولكن كان الخوف قد سيطر عليها ، فهى ليست مجرد صديقه فأنها اختها او اكثر من ذلك ، شعرت انها ستختنق من كثره البكاء ولكن حاولت ان تهدأ لكى تفكر بتلك الكارثه !!

***************
لا تشعر بحولها ، فلقد كانت جامده ولكن كانت تنساب عباراتها ، وتلعن حظها الذى جعلها فى تلك الحاله ، لقد عُرف عنها بشعله نشاط وافراح ، ولكنها باتت يائسه لأن ، وفقدت الأمل فى خروجها من تلك الحاله او من ذلك المنزل ،ولكن اخذت تفكر لماذا فعل هذا وقام بخطفها سؤال سهل ولكن الاجابه صعبه ، شعرت بالتعب ولم تعد تستطيع ان تقاوم سلطان النوم ، فأراحت جسدها وأغمضت عينيها لتنام !!!

*************

كان جالس بداخل سيارته فى مكان شبه صحراء ، فلقد قرر ان يذهب إلى مكان لا يوجد اى شخص فيه حتى يفكر ويشرد بحريه !!

فلاش باك !!!

كان جالس مع والده يتناولون الطعام وهتف بدران السيوفى :
_ اسمع يا عز ، انا مش عاجبنى حكايتك مع البنت دى !!
عز بابتسامه : ليه يا بابا ، انا وهى مخطوبين والكل عارف ده !
بدران بشك : الموضوع ده مضايقنى ، انا حاسس انى شوفتها قبل كده
عز : مش عارف بصراحه يا بابا ، بس انا بحبها وهى بتحبنى ، يبقى ده المهم ..

بدران بسخريه : لأ مش المهم ، طب وانا فسنك ده كنت بحب والدتك والمفروض انها كانت بتحبنى ، وفلأخر طلعت بتحب فلوسى مش انا !!

عز وقد اكفهرت ملامحه : بابا لو سمحت ، مش عاوزك تكلم عنها لا بخير ولا بشر ، مش كل ما حاول انساها تقوم تفكرنى بيها !

بدران بجديه : ماشى يا عز ، بس انا بقولك اهو انى شاكك فى البنت دى وفى حكايتها !

باك !!!!

اغمض عينيه بقوه وهو يتذكر جمله ابيه الأخيره وهتف بندم :
_ياريت كنت سمعت كلامك ، مكنش ده بقى حالى !

***********

اتى الصباح !!
فى شركه عز الدين السيوفى !!

كان يعمل إيهاب وهو يحاول ان يجتهد اكثر فى عمله ، ولكن عقله لم يتوقف بالتفكير عن ياسمين ، فلقد كانوا اصدقاء فى وقت الطفوله فى المدرسه ، ولكن قطع تفكيره عندما سنع طرقات الباب فهتف :
_ادخل !

فتحت السكرتيره الباب لتدخل وهى تهتف : مستر إيهاب .. فى واحده عايزه تقبل حضرتك !

إيهاب بتسأول : مين ؟
سكرتيره : الانسه منى عصام .

إيهاب بذهول : ايه !! طب دخليهااا !!

سكرتيره : حاضر يا فندم !

خرجت السكرتيره لتفعل ما امره بها ، فتنهد الاخير وترقب دخولها !

وبالفعل لم تمر ثوانى إلا قليله ورأها تدخل ويبدوا على وجهها الوهن وكثره البكاء ، فهب واقفاً عندما رأها بتلك الحاله الغير طبيعيه ، واتجه نحوها مسرعاً ، ثم ..

إيهاب بقلق : منى ؟؟ فى ايه مالك ؟؟!

ردت عليه بنبره تحمل التعب : ياسمين ، ياسمين يا إيهاب ، هيجرالها حاجه لو متصرفتش بسرعه ؟!

إيهاب بقلق : طب اهدى ، اهدى ارجوكى ، وفهمينى مالها ياسمين ؟!

منى : كلمتنى امبارح من موبيل مش بتاعتها و..و

لم تستطع ان تكمل بسبب دخولها فى نوبه بكاء ولكن قالت وقد ارتفعت شهاقتها :
_كلمتنى وهى بتعيط ، وبتقولى انها اتخطفت وفجأه سمعت صوتها وهى بتصرخ والموبيل قطع وقفل ، انا خايفه اووى عليها ، اناااا

بدأ يشعر بالقلق من هيئتها ، فاضطر ان يمسك كفيها وهتف بقلق : مالك يا منى ، حاسه بايه ؟!!

لم ترد فقد كانت غير مدركه ما يحدث حولها ، فلقد كانت صورتها هى وياسمين فقط امام عينيها وبعض مقطتفات حياتهم سوياً ، فلم تستطع الصمود اكثر من ذلك وشعرت ان اعصابها لم تعد تحتمل فكره انها مخطتفه من شخص مجهول ، فشعرت ان الارض تهتز وكأنه زلزال ، فأغمضت عينيها مستسلمه لمصيرها ، فاحطها إيهاب مسرعاً من خصرها بذراع واحده مقرباً إليها من صدره قبل ان تنهار على الارض وفى تلك اللحظه صرخ بأسمها :
_منى !!!!!!!

(( الفصل الثالث عشر ))

حاوطها ايهاب من خصرها وقد شعر بالذعر لكونها مستكينه وفى تلك الحاله ، فبدون تفكير انحنى بجسده ثم وضع ذراعه اسفل ركبتيها وحملها بين زراعيه ةاتجه نحو الاريكه ووضعها بحذر ، ثم اتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليهتف بصوت جهورى :
– روان ، هاتيلى مايه بسرعه !
ردت عليه روان بقلق بسبب تلك النبره : حاضر يا فندم !

نهضت روان من مكانها مسرعه لكى تحضر الماء وهى تشعر ببعض من القلق من هيئه ايهاب فقد كانت ملامحه متهجمه ، امّا هو فظل واقفا منتظر ان تحضر ما طلبه وكان قد اغلق الباب لانه لا يريد ان يراها احد بتلك الحاله .

وبعد لحظات اتت روان وهى تحمل كوباً من الماء واعطته له ، فأخذه منها دون ان ينطق بحرف واحداً وامسك بمقبض الباب وكاد ان يديره ولكن توقف عندما سمعها تهتف له بتساؤل وفضول :
– هو فى ايه يا مستر إيهاب ؟؟

التفت إليها إيهاب وهتف بصوت جهورى : ملكيش دعوه ، ومش عايز حد يدخل مكتبى ! حتى انتى ! مفهوم ؟

اومأت روان برأسها وعادت مسرعه نحو مكتبها وهى تقول بخفوت :
– فعلاً ، انا ليه بسأل ؟ طول عمرى جايبه لنفسى الكلام !

ثم وجهت بصرها نحوه لترا انه دخل وقد صفق الباب بقوه …

أتجه مسرعا نحو ” منى ” وبدأ يحاول إفيقها عن طريق رش قصرات صغيره على وجهها ولكن لم ينجح الأمر ، فترك الكوب على الأرض وبدأ يحاول إيفاقتها بطريقه أخرى ، فقد بدأ يضـ,ـرب وجنتيها بخفه وهو يهتف بأسمها ولكن لم ينجح الأمر .

وعندما وجد طرقه لم تنجح قط ، قرر ان يأخذها ويتجه بها نحو أحدى المستشفيات ، فحملها بين ذراعيه مجدداً واتجه نحو الباب وفتحه ليخرج مسرعاً تحت انظار الموظفين والموظفات المندهشه والمتسائله !!

**************

– فى شقه عز الدين !
كانت ياسمين قد انتهت من اعمال الفطار وبدأت تحمل الأطباق وهى تشعر بتعب ، أتجهت نحو المائده لتبدأ بوضع الاطباق ولكن دخل عليها عز الدين فشعرت ببعض من القلق ولكنها وضعت القناع البرود ، ولكن وقع ذلك القناع سريعاً عندما وجدته يقترب وقد وقف امامها ليهتف بابتسامه جانبيه وهو يهتف :
– برافو عليكى ، طلعتى شاطره فى الطبيخ ، انا كنت متوقع انك مبتعرفيش !

ياسمين وهى تحاول ان تأخذ نفساً عميق :
– طب ممكن بقا تسبنى ادخل الاوضه ارتاح شويه .

– ههههههههه ، لا بجد ضحكتينى !

هتف بتلك الكلمات بسخريه لتشعر بالغيظ ليهتف مجدداً ولكن بالهجه تحمل بعض من القسوة :
– انتى فاكره نفسك فين ؟ انتى مش ضيفه ، انتى هنا خدامه ، خدامه بتشتغل عندى !

بعد أخر كلمه تفوه بها باتت ملامحها غاضبه بشده واردفت قائله :
-انا ممكن ابقى خدامه عند اى حد لكن استحاله اكون خدامه عند واحد حيوان وحقير!

وقبل ان تدرك ما قالته وما سيفعله معها كان يجذبها من شعرها ، فأنطلقت منها صرخه ألم ولكن كان ينظر لها ببرود يثير الاستفزاز !

شعرت بأن بعض من شعرها قد خرج من مكانه فاردفت بغضب و ألم :
-ااااااه انت ايه حيوان على هيئه إنسان !

رفع عز الدين يده عالياً فو الهواء وهوا بها على وجنه ياسمين ليصفعها بقسوه شديده جعلتها تصرخ اكثر !

لم تستطع ياسمين ان تتحمل تلك الأم الذى تشعر به فاخذت تسبه وهى تصرخ ب :
-ااااااه ، حرام عليك بجد ، انتى اكيد مش بنى ادم ، انت حيوان !

لم يرد عليها عز الدين بل ظل جاذبها من شعرها وخرج من المطبخ وهى تشعر بألم رهيب فر رأسها ووجنتيها بسبب تلك الصفعه ولكن انكمشت فجأه وارتعدت اوصالها عندما وجدته يدخل احدى الغرف .

عز بوعيد : بقى انا حيوان ، تحب اوريكى الحيوان ممكن يعمل ايه؟؟
ياسمين بفزع : لألألألألألأ
عز بغضب وبصوت جهورى افزعها اكثر :
– وبلما هو لأ ، بطولى لسانك ليه ؟؟

ياسمين ببكاء : سبنى ، سبنى فحالى بقا !!
عز بلهجه غريبه : مش بالساهل انى اسيبك من غير ما اصفى كل القديم والجديد معاكى !

وفجأه وقد اظلمت عينيه وهتف: بس خدى بالك لو انتى طولتى لسانك تانى هيبقى فى عقاب ، وعقاب وحش جداً جداً ، فاهمه ؟؟

اردف باخر كلمه وهو يدفعها بقسوه ثم خرج من الغرفه ليتجه ناحيه المطبخ !

****************

شعرت هى بذهابه إلى المطبخ فاغمضت عينيها بألم ووقعت جالسه على الارض وانفجرت فى نوبه بكاء !!

****************

– خير يا دكتور ؟؟ ، ارجوك طمنى !

هتف بها إيهاب لطبيب الذى تولى فحص ” منى ” فاردف الأخر وهو يحاول ان يبث الطمأنيه له :
– متقلقش يا استاذ إيهاب ، هى جالها انهيار عصبى حاد ، وانا ادتلها حقنه مهدئه وهى ان شاء الله هتفوق على بليل ؟؟
– طب هو انا اقدر ادخلها ؟؟
– اه طبعا يا إيهاب بيه .. اتفضل !

وبالفعل توجه إيهاب نحو الغرفه التى ترقد فيها منى وفتح الباب ليدخل بهدوء وجلس على المقعد الذى بجوار الفراش ، وأمسك بكفى يدها ويده الاخرى تمسد على شعرها برفق ، لا يعلم لماذا يشعر بأن قلبه يؤلمه لكونه يراها فى تلك الحاله ، تنهد تنهيده حاره وهو ما زال يمسد على شعرها وهتف قائلاً :
-ومن غير سابق انذار وقعت فى حبك يا منى !

(( الفصل الرابع عشر ))

ظل إيهاب بجانبها وهو ينتظر بفارغ الصبر ان تفيق لكى يطمئن عليها ،فلقد مرت ساعات وهى ما زالت فى تلك الحاله ، بدأت منى تفوق تدريجياً ولكن شعرت بيد تمسد على شعرها ويد اخرى ممسكه بيدها ، لا تعلم لماذا شعرت بذلك الامان الذى يغمرها ؟؟

استمعت هى صوت رجولى جذاب ينطق بأسمها ، فبدأت بفتح عينيها ولكن سرعان ما اغمضت عينيها عندما هاجمتها تلك الاضاءه القويه ، وبدأت تحاول ان تعتاد على تلك الاضاءه لتستمع مره اخرى بذلك الصوت الذى مازال ينطق بأسمها ولكن ذاكرتها كانت ترفض الواقع .

فتحت عينيها وبدأت توزع ابصارها لتعرف هويه ذلك المكان فعلمت انها فى المستشفى ، التفتت بوجهها لترى إيهاب جالس بجانبها وملامحه توحى بالقلق ، اخذت تنظر إليه لتغمض عينيها وتنساب عبارتها وشعرت انها تختنق فوضعت يدها على عنقها وقد ارتفعت شهقات بكائها ، فنهض إيهاب وجلس بجانبها على الفراش ، ثم …..

– منى ، ارجوكى اهدى ، اهدى علشان خاطرى ..

نظرت إليه بنظرات منكسره وقد علت شهاقتها :
– مش قادره ، مش قادره والله ، قلبى وجعنى اوى ، حاسه ان سندى اتكسر ، هى السبب الوحيد اللى مخليانى عايشه بعد ما بابا وماما ماتوا ، بس هى كمان هتسبنى

خانتها ذاكرتها ، فقد تذكرت تلك المحادثه الاخيره وكون انها لا تعلم ما الذى يجب ان تفعله جعلها فى حاله عصبيه عن طريق البكاء الهيستيرى ، حتى وصل بها الامر ان صدرها اصبح يعلو ويهبط من كثره الشهاقات واصبحت انفاسها غير منتظمه !

اقترب منها إيهاب ووضع ذراعه على خصرها ليرفعها قليلا ، ثم احتضانها بعاطفه قويه وهو يشعر بالذعر واخذ يصيح مناديا على الطبيب ، وبالفعل بعد لحظات كان دخل ، فلما رأها فى تلك الحاله طلب من الممرضه حقنه مهدئه فاحضرتها سريعا واعطته له !

ظل إيهاب محتضنها عسى ان تهدأ ولكن شد عليها العناق واغمض عينيه عندما رأى ان الطبيب يعطيها تلك الحقنه !

شعر بالأسف عليها وظل مغمضاً عينيه ونزلت من عينيه دمعه حاره لكونه يراها فى تلك الحاله وخاصهً عندما عادت إلى تلك الحاله المستكينه التى لا حياه فيها !

نظر إليه الطبيب وهتف : مستر إيهاب ، انا مش عاوزك تقلق ، هى كويسه بس لسه مش قادره تستوعب ، يعنى باختصار دى حاله مؤقته ، بس فى سؤال ؟!

نظر إليه إيهاب مضيقا عينيه ليهتف الطبيب بجديه :
– هو حضترتك تقربلها ايه؟؟

إيهاب وهو يعلم جيداً ما سيقوله : خطيبها !

*****************************

توجه عز الدين نحو غرفتها وفتح الباب بدون استئذان مره اخرى ، ولكن لم يستمع منها اى رد فقد كانت نائمه على الارض واثار دموعها مازالت موجوده !
لا يعلم لماذا شعر بالضيق ، ولا يعلم ايضا لماذا شعر بتلك الحاله التى نسميها ( تأنيب الضمير ) فهو لا ينكر انها ليست اى فتاه منذ ان التقى بها !

اتجه نحوها بخطوات بطيئه وانحنى بجسده لكى يحملها وبالفعل حملها بين ذراعيه واتجه بها نحو الفراش ووضعها وهو لا يعلم ما الذى يفعله ؟؟ وا هذا الشعور الذى راوده لكى يحملها !

بعد ان وضعها على الفراش اتجه مسرعا نحو باب الغرفه وخرج بعد ان اغلق الباب ، ثم اتجه نحو الاريكه ليأخذ سلسله المفاتيح الشقه والسياره وتحرك نحو خارج المنزل بأكمله !

**************************

-هاااا يا مريم ، اتصلتى بياسمين وقولتلها ان احنا محتاجينها ضرورى !

هتف بها بدران وهو يمسك القلم ليبدأ بتوقيع على بعض من الاوراق لتقول مريم وهى تهز رأسها بمعنى ” نعم ” :
-ايوه يا فندم ، بس موبيلها مقفول من امبارح !

– ايه !! ازاى ده ؟ ياسمين عمرها ما بتقفل موبيلها ، طب حاولى تانى يا انسه مريم !

اومأت مريم رأسها لتأخذ الاوراق واتجهت نحو الباب وخرجت من المكتب ، امّا عن بدران السيوفى فشرد وقال :
مش عارف ليه قلبى مقبوض عليكى يا ياسمين !

عقب انتهاء جملته نهض من مكانه استعدادا للذهاب إلى فيلته ولكن عقله لم يتوقف عن التفكير بياسمين ! تحرك هو نحو خارج المكتب بل من مقر الشركه باكملها ، ليتجه نحو سيارته ، ففتح له سائقه الخاص السياره ليجلس هو وتتحرك السياره مسرعه نحو فيلته !

************************

فى المشفى !!

كانت منى ما زالت فى غيبوبتها المؤقته ، ولكن ظل إيهاب جالسا بجانبها وهو يمسد على شعرها بحنان ، ثم رفع كفى يدها ليقبلها برقه ولينظر لامامه بشرود وتفكير عميق ، ويفكر فى تلك الحادثه بضيق التى حدثت لياسمين فهتف بتفكير :
-ياترا مين اتجرأ واللى عمل الموضوع ده ، بس انا لازم اقول لبدران بيه عشان يكون على علم بلى حصلها يمكن يعرف يحل الموضوع ده ويوصلها و……

صمت فجأه عندما تذكر ذلك اليوم الذى فقدت فيه وعيها ياسمين وعندما افاقت من غيبوبتها اخذت نقول له ان عز الدين كان يهددها بالانتقام وانه لن يرحمها فهتف بصدمه :
-ينهاراسود هو ممكن يكون هو اللى خاطفها ، لألألألألأ مش ممكن ، طب مش ممكن ليه ، هو ده اى حد ده عز السيوفى ، بس اقسم بالله لو طلع هو مش هعدى الموضوع ابدا غير ما يرجعها !

***********************

وصل عز الدين إلى فيلته وخرج من السياره وتحرك مسرعا نحو فيلته وبالفعل دخل ليقابل سعاد فى طريقه التى كانت تأتى مسرعه نحوه وهتفت :
-مساء الخير يا عز باشا ، حمدالله على السلامه !
عز باقتضاب : شكراً ، هو بابا وصل ولا لأ ؟؟
– ايوه وصل من نص ساعه ومستنى حضرتك فى غرفه الطعام !
– ماشى ، روحى انتى !

اومأت سعاد برأسها وغادرت ، ليتجه هو نحو غرفته ليبدل ملابسه ……..

وبعد فتره وجيزه كان قد انتهى من ارتداء ملابسه وهبط إلى الاسفل متجها نحو غرفه الطعام ليجد والده جالس ويبدوا عليه الشرود ، فسحب احدى المقاعد ليجلس هو ويقول بابنسامه :
-ايه يا بابا ، بتفكر فى ايه ؟؟
– مفيش يا عز !
– لأ فى يا بابا ، هو انا مش عارفك ؟؟

اخفض بدران عينيه ليحدق فى صحنه وهو يعبث بمحتوايته بمعلقته واردف بنبره شبه قلقه :
– مش عارف ليه قلبى مقبوض على ياسمين !

(( الفصل الخامس عشر ))

نظر عز الدين إلى والده ببعض من الضيق لكونه يهتف بأسم تلك الفتاه الذى مازال يشك بها فهتف وهو يمظر بضيق :
– ليه ؟؟!
بدران بتفكير : اصل هى قافله موبيلها من اول امبارح وهى عمرها ما عملت كده !
– محدش عارف الظروف ، يعنى متقلقش وبعدين مش هى واخده اجازه لمده اسبوع ؟
– ايوه ، بس انا محتاجها عشان هسافر اتمم الصفقه هناك !
– طب وانا روحت فين ، انا هظبط كل حاجه فى وقت غيابك واكيد هى هتظهر بعد ما اجازتها تظهر ولا ايه ؟
بدران : يمكن !

****************

– فى يوم جديد !!!

جلس بدران امام مكتبه وقد اخرج الملف ليقوم بمراجعته ، ولكن فى نفس اللحظه سمع طرقات على الباب فأذن بالدخول ، لتدخل السكرتيره وعلى وجهها ابتسامه بسيطه واردفت بنبره رسميه :
– صباح الخير يا فندم
– صباح النور يا استاذه مريم ، فى حد عاوز يقابلنى ؟
– ايوه يا فندم ! مستر إيهاب مدير مكتب مستر عز الدين السيوفى عاوز يقابل حضرتك ضرورى !
– خليه يتفضل !

اومأت السكرتيره ” مريم ” رأسها وتحركت نحو الخارج لتبلغ إيهاب بأن رب عملها ينتظره ، فتحرك الاخير نحو مكتب بدران السيوفى وهو يشعر بالضيق !!
دخل إيهاب المكتب فوقف بدران ومد يده لمصافحته ليصافحه إيهاب باحترام ليطلب منه بدران الجلوس فجلس ليهتف الاخير :
– خير يا إيهاب ! انت مبتجيش المكتب عندى غير لو عاوز تبلغنى بحاجه مهمه !

إيهاب بجديه : ايوه يا فندم ، انا جاى عشان ابلغك بحاجه حصلت ؟!
بدران بقلق ممزوج بالخوف : ايه اللى حصل ؟ عز جراله حاجه ؟
– لألأ يا فندم ، بعد الشر ، عز كويس ، لكن الموضوع يخص مديره مكتبك الاستاذه ياسمين !
بدران بخوف : ياسمين ! مالها ؟؟

ايهاب وهو يأخذ نفساً عميقاً :
– صاحبتها جتلها مكالمه اول امبارح ، الفمكالمه دى كانت من ياسمين وهى بتعيط وبتقول انها اتخطفت !

نزل الخبر عليه كالصاعقه واخذ ينظر بصدمه جليه رافضاً ان يصدق ما سمعته اذنيه فهتف غير مصدق :
-مش ممكن ، طب قالتلها مين اللى خاطفها ؟؟
-للأسف لأ ، لان اللى خاطفها اكتشف انها بتتكلم فخد منها الموبيل ، ومحدش عارف انه ممكن يكون عمل فيها ايه !

بدران وقد شعر انه سيختنق : طيب ، طيب يا إيهاب ، روح انت عشان تلحق شغلك وانا هعمل اتصلاتى وهتصرف !
إيهاب بجديه : تمام ، عن اذنك حضرتك ..
– اتفضل !

نهض إيهاب وتوجه نحو الباب ليخرج من المكتب ، امّا بدران بدأ بشعر بتعب يغدو جسده واصبح عقله فى عالم اخر من كثره الصدمه وهتف بحزن وأسى :
– معرفتش احافظ على الأمانه ، معرفتش احافظ على الامانه ، يوم ما اقابله هبصله ازاى ؟؟ وانا خلاص كلها كام شهر وهروحله !

***************************

– فى شقه عز الدين السيوفى !!

كانت ياسمين جالسه فى غرفتها بعد ان ادت فريضه الظهر تسبح لله ناظره للسماء حيث ملكوته ، تنهدت تنهيده حاره واخفضت رأسها للأسفل بحزن وأسى وهى ترثى حالها وتشكوه للمولى قائله :

– يارب .. يارب انت اللى عالم بحالى ، ارحمنى واحمينى منه ، انا مليش غيرك فى الدنيا دى ، اللهم انى لا اسئلك رد القضاء ولكنى اسئلك الطف فيه !

انسابت عبارتها وهى تشكو لله حالها ، واخذت تناجى ربها بأن يحميها منه وان يخلصها من ذلك الهم الذى اصبح فوق اكتافها !

****************************

– فى شركه عز الدين السيوفى !!

وصل عز الدين إلى مقر الشركه فوقف الموظفين والموظفات احتراماً له وكتحيه له ، ولكن لم يعبأ بهذا فقد كان شاغله الاكبر هى ياسمين ! فقد كان يشعر بالضيق بسبب ما يفعله معها .

وصل هو نحو مكتبه ودخل وكاد ان يغلق الباب ولكن هناك ذراع منعت ذلك ، ففتح الباب وكاد ان يصرخ بمن فعلك تلك الحركه ولكنه بلع ذلك الغضب عندما وجد انه صديقه إيهاب الذى دخل بصمت مريب !!

نظر إليه عز الدين وهتف : ايه ده ! انت داخل من غير ما تقول اى كلمه حتى صباح الخير او حمدالله على السلامه ؟؟

إيهاب : معلش ، انا عاوز اتكلم معاك فموضوع مهم !
عز : انا بقول كده بردو بس تعال نقعد الاول !
إيهاب : لأ خلينا واقفين !
عز بجديه وهو يقترب منه : فى ايه يا إيهاب ؟؟

كان إيهاب ينظر له بعينين كالصقر وكانت ملامحه متهجمه فهتف وهو منظرا رد فعله :
-ياسمين اتخطفت !

صمت عده ثوانى وهتف : طب واحنا مالنا !!

إيهاب بقوه : انت اللى خاطفتها !
عز بصدمه : ايه !!
إيهاب بغضب : ايوة ، انت اللى خاطفتها !
عز بصدمه اشد : ايه اللى انت بتقوله ده !
إيهاب بغضب : اوعى تنكر يا عز ، انا عارف وواثق انك انت اللى خاطفتها !
عز بغضب : انت ازاى تكلمنى يا إيهاب انت ااا
إيهاب بغضب وتهديد : اقسم بالله لو انت ما قولت الحقيقه يا عز لاكون رايح البوليس واقدم محضر بخطف ياسمين واتهم انك انت اللى خاطفتها !!

نظر عز الدين بصدمه من ذلك التهديد الصريح فهتف غير مصدق :
– انت بتتكلم بجد يا إيهاب ، معقول انت بتهددنى !

– ايوه بهددك لانك لازم تفوق ، تفوق من الصدمات اللى انت عايش فيها طول عمرك ، لازم تفوق !!

نظر عز الدين وقد وضع يده فى جيب بنطاله وهتف :
– ايوه يا إيهاب ، انا اللى خاطفتها !

(( الفصل السادس عشر ))

نظر له إيهاب باندهاش من تلك الحقيقه ، هو كان يتوقع انه خاطفها ولكن لم يخطر على باله انه بالفعل فعلها ، شعر بالحزن والأسى يتسرب بداخل قلبه ولكن كان يرتدى قناع الغضب !!

_وبتقولها كده بكل برود ، يا أخى حرام عليك ، حرام عليك هى عملتلك ايه علشان تعذبها كده وتخطفها ؟؟! عملت ايه !!

هتف بتلك الكلمات الاخيرة بصراخ هز اركان المكان ، وقد أحمر وجهه من كثره الغضب الذى يشعر به وبرزت عروقه ، فهو صديق عمره ولم يتصور ان يفعل ذلك !! لم يعلم ان الصدمات جعلت بداخل قلبه القسوه وعدم الرحمه والمغفره !!

كان عز الدين صامتاً ويشعر بالضيق فهتف : أرجوك يا إيهاب افهمنى ، انااااا

قاطعه وهو يهتف بأمر :
_لأ انا مش عاوز افهم منك حاجه ، بس فى حاجه لازم اقولهالك !

عز وهو يشير بيده : ياترا ايه ؟!

هتف تلك الكلمتين ليضع يده بداخل جيب بنطاله وانتظر رد إيهاب الذى هتف :
_انا عاوزك ترجع ياسمين بيتها ! وملكش دعوه بيها نهائى !!

عز : نعم ! اسيبها ! ده مستحيل !! حتى لو اخر يوم فعمرى !!

إيهاب : يعنى ايه يا عز ؟
عز : يعنى مش هراجعها يا إيهاب !!

إبهاب بغضب : ماهو لو انت مراجعتهاش يا عز ، انا هبلغ البوليس واقدم بلاغ واتهمك انك خطفتها ، انت صحيح انت صديق عمرى بس هى كمان صديقه طفولتى ، وانا حاسس بيها ، وانا دايماً بقف مع الحق ، وهى الحق !!

عز بغضب : تبلغ عنى ، ماشى ، انا عاوزك تبلغ ، بس صدقنى مش هتعرف تسجنى !! وبكره نشوف !!

إيهاب بغضب وانكسار بداخله : ماشى يا عز ، وعلى العموم لازم تعرف ان صداقتنا انتهت وللأبد ، وبالنسبه لوظفتى فأنا مش هاجى الشركه دى تانى ولا اى مكان انت موجود فيه ، يا خساره ، يا خساره يا صاحبى ، سلااام !!!

ثم تحرك مسرعاً نحو الخارج وفتح الباب ليصفقه بقوه وهو يشعر بالاختناق ، امّا عن عز الدين فتحرك نحو المقعد الجلدى وجلس ليريح ظهره وقد أغمض عينيه بضيق ممزوج بالحزن بسبب تلك المشكله التى حدثت بينه وبين صديق عمره ! ولكن أخذ يتسائل لماذا لا يريد يتركها ؟!فحاول ان يجعل الإجابه انه يشك بها ولكن قلبه وعقله رفض تلك الإجابه وخاصهٍ قلبه !!!!!

نفض تلك الافكار وبدأ يحاول ان يفكر كيف يخرج من ذلك التهديد الذى هدده إيهاب فهو بالفعل إذا ابلغ الشرطه ، فستحدث مشكله له ! فأخذ يفكر ويسأل نفسه ما العمل !!؟

جاءت فى باله فكره ولكن حاول ان ينفضها سريعاً فهى بالنسبه له شبه مستحيل ، ولكن كانت الفكره مُصره ان لا تخرج من عقله !!

عز : طب اعمل ايه دلوقتى ؟ هو انا ممكن اعمل ااا ، لألألأ ده مش ممكن ! بس مفيش حل غير ده وهضطر انفذه !!

ثم نهض من مكانه واخرج هاتفه من جيب سترته ليقوم باتصال مع شخص ما ، ثم …
عز : ألو .. ايوه يا هشام .. اسمعنى كويس ونفذ الكلام من غير مناقشه !!

**************

فى المشفى !!

وصل إيهاب المشفى وترجل من سيارته ليتحرك مسرعاً نحو الداخل واتجه نحو المصعد !!
بعد ثوانى قليله كان يفتح باب المصعد وخرج منه ليتجه نحو الغرفه التى ترقد فيها ” منى ” ثم طرق على الباب فسمع صوتها الضعيف وهى تأذن بالدخول ، فدخل وتحرك نحوها مسرعاً وهو يهتف بقلق :

_منى ، انتى فوقتى ؟! عامله ايه دلوقتى ؟ طمنينى ؟!
منى بصوت ضعيف :
_الحمدالله

اقترب منها إيهاب وهو يشعر بنغزه فى قلبه لكونه يراها فى تلك الحاله !
جلس إيهاب بجانبها ليمسد على شعرها بحنان ، ولكن شعر بحزن العميق بداخله ، فهى لم تعد منى التى قابلها اول مره ، فلقد اصبح وجهها شاحب اللون ، واصبح جسدها هزيل !

_منى ، ارجوكى شدى حيلك ، انا خلاص قربت اوصلها !! وانا بقول الحقيقه على فكره !!

وكأن تلك الجمله ردت إليها الروح ، فهتفت غير مصدقه وهى تمسك يد إيهاب :
_بجد يا إيهاب !!

_اه والله ، انا خلاص ، عرفت مين اللى خاطفها !!
منى بلهفه : مين ؟!

ابتلع ريقه بمراره وهتف : لما تبقى كويسه هبقا اقولك ، لأنك مش هتصدقى !

**********
_فى شقه عز الدين السيوفى !!

كانت ياسمين جالسه فى غرفتها ، ولكن انتفضت من مكانها عندما وجدته يقتحم الغرفه ويبدوا عليه الغضب ، فشعرت بالذعر وهتفت بصراخ :
_فى ايه !!!!! خضيتنى !!

عز وهو يشير بيده : حالاً ومن غير كلام ! تقومى تجهزى نفسك عشان هتجوزك !!

ياسمين بذعر وفزع وصدمه : ايه !!!!!
عز بصوت جهورى وهو يقترب منها : زى ما سمعتى !
ياسمين بذعر : لألألألأ مش ممكن ، ده على جثتى !!
عز بغضب : لو انا متجوزتكيش يا ياسمين ، مش هيحصلك طيب ..

ثم اقترب منها حتى اصبح امامها ولم يعد يفصلهم غير خطوه واحده وهتف بصوت يحمل الكثير من القسوه :
_انتى لسه متعرفنيش يا ياسمين ، انا ذئب وانتى هتبقى على ذمه ذئب !!

ياسمين بغضب : ده مش ممكن يحصل !!

عز : خلى بالك انا عمرى ما لمست واحده ست بالحرام بس ممكن اعمل لو منفذتيش اللى بطلبه منك ! فاهمه !! اختارى بقا !! وانا معنديش مانع فى الاتنين!

ياسمين بدموع : حرام عليك ، حرام عليك بجد ، انا عملتلك ايه ؟ وعايز تتجوزنى ليه ؟!! ليه ؟!

عز بغضب : مش لازم تعرفى ، وقوليلى بقا اخترتى ايه ؟ خلى بالك انا لما بهدد بقوم انفذه ومن غير خوف وتردد ! فيالا اختارى لانى مش فاضى !!

كان يعلم انها ستوافق ، فهو يعلم ايضاً يعلم ان نقطه ضعف النساء هى زهره شبابها !! كان يهددها انه سيخطف زهرتها ولكن كان يقول اى شئ لكى توافق ! فعلى رغم من انه شخص قاسى ولكن لا يمكنه ان يلمس اى امرأه خاصهٍ إن لم تكن على ذمته !!

نزلت دموعها وهى تشعر بالذل والإهانه فهتفت : ممكن اوافق بس بشرط ان جوازنا على ورق والجوازه تبقى مؤقته !!

عز : انا اصلاً مش هلمسك ، على العموم جهزى نفسك ، المأذون والشهود بره ومتقلقيش جوازنا هيبقى مؤقت يا .. ياسمين !

(( الفصل السابع عشر ))

كان جالس فى منطقه شبه صحراويه ، فذلك المكان الوحيد الذى يأتى إليه عندما يشعر بالاختناق !!!!

خرج من سيارته ليصفق بابها بقوه دليل على اختناقه ، وكان يمسك زجاجه خمر ، وقد أصبح فى حاله شرود !!!

كان نسمات الهواء العليل تداعبه وخيوط الظلام اكبر شئ وعامل مساعد على رجوع ذكريات كثيره من الماضى إلى أغوار عقله خاصهٍ عندما كان فى تلك الحاله !!!

شعر باختناق قوى لكونه خسر رفيق عمره ، ادمعت مقلتى عز الدين عندما وصل إلى تلك الفكره !!

اخذ يتناول المشروب المسكر بحزن عميق ، وبعد دقائق … كان افرغها من محتواها فقذفها وهو يصرخ ب :
_ليه !!!!!
هتف بتلك الكلمه وقد نزلت دموع ساخنه من عينيه وهو يشعر باختناق شديد لم يشعر به من قبل !!

اخذ يتنفس بعمق ليضبط انفعالاته المتشنجه لكنه لم يستطع ، أختنق صوته اكثر وهو يكمل :
_ ليه الدنيا جايه عليا ؟! ليه مطلعش عندى ام زى بقيت الامهات ، ده حتى يوم ما حبيت اتخدعت واتجرحت ، بس انا مكنتش باعترض لانى كان عندى صاحب بيشيل همومى بس النهارده ……….

أغمض عينيه قائلاً بنبره منكسره :
_بس النهارده خسرته ، خسرته للأبد !!!

*********************

جالسه على الأريكه بجمود ، وهى محتضنه صدرها بذراعيها ، وضمت ساقيها معاً ، أخذت تتذكر توقيعها باصابع مرتجفه على وثيقه زواجها ولكن كانت بالنسبه إليها وثيقه هلاكها !!

نزلت دموعها وبدأت ترتفع شهاقتها وهتفت ببكاء يقطع نياط القلوب :
_ربنا ينتقم منك ، ربنا ينتقم منك على اللى بتعمله فيا !!
أخذت تكررها وقد ارتفعت شهاقتها اكثر واحمر وجهها من كثره البكاء ، فإنه ليس اى بكاء ، هو بكاء الذى يقطع نياط القلوب !!

وهى تبكى هكذا .. أخذ يوسوس لها الشيطان بأن تتخلص من حياتها لكى ترتاح ، فلقد اصبح المـ,ـوت بالنسبه إليها اسهل بكثير من خوض ذلك العذاب وبالفعل هبت واقفه وتوجهت نحو ( المطبخ ) ولكن توقفت فجأه وعادت مسرعه لتجلس على الأريكه فشعرت بعدها بارتجاف جسدها ، فهتفت بنبره مرتجفه وهى تهز رأسها بنفى :
_ لا لا مش هعمل حاجه تغضب ربنا ، مش هاعمل حاجه كده ابداً !!!

***************

_فى اليوم التالى !!
_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !!!

انتهى عز الدين من ارتداء ملابسه فتحرك هو نحو خارج غرفته وبالفعل خرج ولكن قرر ان يدهل غرفه والده لكى يطمئن عليه ، فاتجه بخطوات شبه ثابته وطرق الباب فسمع صوت والده يأذن له فدخل واقترب منه ليجلس وامسك بكفى يد والده ليقبله وهتف بنبره تحمل الجديه :
_صباح الخير يا بابا
_صباح النور
_انت ليه مالبستش ، مش رايح الشغل ولا ايه؟!
_لا رايح ، بس معرفتش انام خالص من ساعت ما جالى الخبر !
_خبر ايه !؟
_انت عرفت ان ياسمين اتخطفت !!
ابتلع ريقه بتوتر وهتف : ايوه عرفت من إيهاب !

_وياترا هتحب تياعدنى انى ادور عليها ولا مش هتساعدنى !!؟
_يا بابا انا مش مرتاح للبنت دى ، شكلها غلط !!
_هو ايه اللى مش مرتحلها وهو انا بقولك اتجوزها ، اقولك على حاجه ، انا مش عاوزك تساعدنى ، واتفضل اقوم علشان البس !!
_يا بابا انت متضايق انى بقول اللى حسه ، انا حاسس ان البنت دى سكتها غلط و..

قاطعه بدران بغضب : ممكن تسكت وتطلع بره وتروح انت كمان شغلك !!
_حاضر يا بابا .. انا خارج

وبالفعل خرج عز الدين من الغرفه وهو يشعر بالضيق وهبط إلى الاسفل وتحرك نحو خارج وقد الفيلا وقرر ان يذهب إلى فيلا إيهاب لمقابله !!

بعد دقائق .. كان وصل عز الدين وتحرك مسرعاً نحو باب الفيلا واخذ يطرق بابها بقوه وهو يهتف بصوت جهورى :
_إيهاب .. افتح يا إيهاب .. إيهاب !!

لم يستمع إلى اى رد فشعر باختناق يطبق عل صدره فتحرك نحو سبارته بخطوات ثقيله وهو يخلل اثابعه فى فروه شعره !!

فتح باب سيارته ليقودها مسرعاً نحو شركته الخاصه !!

*************

_ لو سمحت عاوز اقدم بلاغ رسمى بخطف انثى !

هتف بها إيهاب بجديه عندما ذهب إلى مخفر ، فهتف الشرطى وقد تحفزت ملامحه وهو ينظر حياله باستغراب :
_خطف انثى !!

إيهاب بملامح مظلمه ووجه عابس : ايوه ، محضر ضد عز الدين السيوفى لانه خطف ياسمين صبرى !!

فتحةالشرطى احد الدفاتر القديمه ثم قال وهو يدون :
_ إنه فى يوم ………….

وبدأ الشرطى فى تحرير بلاغ رسمى ، وقام ايضاً بالأجراءات المتعارف عليها من اجل الحصول على امر احضار المدعو عز الدين السيوفى !!

*************

فى شركه عز الدين السيوفى !!

كان جالس عز الدين مع المحامى الخاص به ويتناقشون فى احدى الموضوعات المهمه ولكن فجأه اقتحمت السكرتيره مكتبه ليهتف عز الدين بصوت جهورى :
انتى ازاى تدخلى مكتبى بالشكل ده يا بنى ادمه انتى ؟!
السكرتيره بذعر : سورى يا مستر ، بس فى ظباط بره وعاوزين حضرتك !!

عز الدين وهو يضيق عينيه : ظباط !!

اشار إلى السكرتيره بأن تخرج من مكتبه، لم يكن مكترثاً بتواجدهم او حتى خائفاً منهم ، حدجهم عز الدين عندما دخلوا بنظرات ناريه من اعينه التى تطلق شررا ، استطرد الضابط حديثه متسائلاً بجديه :

_حضرتك عز الدين السيوفى ؟

اجابه بعينين تحولت إلى جمرتين من النار :
_ايوه انا !

اشار له الضابط بيده قائلاً بنبره رسميه :
طب اتفضل معانا !

_نعم !! انت عارف عارف بتكلم مين ؟!

تدخل المحامى الخاص به فى الحوار متسائلا بهدوء كطبيعه مهنته :
_خير يا حضرت الظابط ؟

_فى بلاغ متقدم فى سيادته انه خطف انثى !

(( الفصل الثامن عشر ))

تهجمت تعبيرات عز الدين على الأخير وضاقت اعينه الحمراء حتى بدت كألسنه اللهب ، وظهرت عروق نحره التى اصبحت تنبض بقوه حيث صر على اسنانه بقوه وهتف :
_عملتها يا إيهاب ، عملتها وارتحت !!

رد المحامى بنبره جاده : مدام ياسمين صابر تبقى زوجه الباشا يا حضرت الظابط ، فازاى يخطف مراته ؟!

الضابط بجديه : ممكن اشوف القسيمه من فضلك !

أخرج المحامى ما يؤكد صدق إدعائه ، اطلع الضابط على الأوراق قائلاً بهدوء :
_تمام ، القسيمه مظبوطه ، بس احنا مضطرين نقفل المحضر فى القسم لان البلاغ متقدم ضده !

عز بنفساً عميق : ماشى ، اما نشوف اخرتها !!

(( عقب هذا الحدث بنصف ساعه ))

وصل عز الدين برفقه المحامى إلى المخفر وخرج من سيارته صافقا بابها بقوه ، فهتف المحامى وهو يشير له بيده ناحيه المخفر :
_اتفضل يا باشا

دخل عز الدين المخفر بخطوات ثابته رغم هدوئه المخيف إلا انه مازال يحتفظ بتعابيره القاسيه !!

اتجه الضابط نحو مكتبه وخلف عز الدين والمحامى الخاص به ، وامسك بمقبض الباب واداره ليدخل فهب إيهاب واقفاً ، فهو اراد الانتظار لكى يرى تعابير وجه عز الدين عندما نفذ تهديده ولكن وجده فى حالته كالعاده !!

نظر له عز الدين واقترب منه بخطوات صغيره ثابته واردف بخبث :
_ايه يا إيهاب ، عامل ايه ؟!

إيهاب مضيقاٌ عينيه : انت عملت ايه بالظبط ؟!

زفر انفاسه ثم اخرج سجائره لكى يشعل احداها وينفث بها ببرود وهتف :
_ هعمل ايه يا يعنى ، هو خلاص المحضر هيتقفل !!

إيهاب بغضب : نعم !!!!!! ده ازاى ؟!
رد عليه المحامى بنبره عمليه : مدام ياسمين صابر تبقى زوجه عز الدين باشا السيوفى !

إيهاب بصدمه جليه : ايه !!!
عز الدين بنظره قاسيه وهو يوجه كلامه للضابط :
_ياريت يا حضرت الظابط تسيبنا لوحدنا شويه !!

الضابط وهو يومأ راسه : تمام ، اتفضلوا !
عز الدين بحده : وانت كمان تقدر تتفضل حالياً !

اومأ المخامى رأسه ايضاً ليخرج هو والضابط ، لتبدأ المواجهه بين عز الدين وإيهاب !

حلت الصدمه على وجه إيهاب الذى فغر ثغره مصدوماً مما سمعه ، تجمدت انظاره على صديقه الذى كان ينظر له مترقباً رد فعله بعد ان علم ، تبدلت تعابير إيهاب من صدمه إلى غضب ، حيث اقترب منه مسرعاً ، ثم دفعه بقوه وهو يصرخ قائلاً :
_ليه يا عز ؟! ليه عملت كده ؟!

تراجع عز الدين بضع خطوات بسبب تلك الدفعه ولكن لم يتحمل ذلك فأقترب منه مسرعاً وهتف بصوت جهورى وقد ظهرت روق نحره :
_ لأنك عاوز تسجنى ، عاوز تدمرنى !!

صرخ به الأخير باهتياج :
_تقوم تتجوزها ، تنجوزها غصب، انت ايه !!

هتف بتلك الكلمه الاخيره بصراخ واقترب منه اكثر ورفع يده ليضـ,ـربهوبعنـ,ـف على صدره ناحيه القلب وهو يهدر :
_ايه !! معندكش قلب ؟ خلاص قلبك مات ؟؟

لم يهتز بدنه وهتف بصوت الجهورى وه يشير بسابته :
_إيهاب خلى بالك انا ممكن اقدم محضر ببلاغ كاذب ، بس انا مش هعدل كده ، لانك كنت رفيق عمرى ، وانا مقدرش فيك كده ، بس انت اللى تقدر !

إيهاب بعيون حمراء التى بدت كألسنه اللهب :
_ انا عاوزك تفوق ، فووق بقا ، حرام اللى بتعمله ده ، انا عايش طول عمرى بقولك الكلمه دى ، بس انت ولا هنا ، مبتسمعش كلام اى حد غير نفسك وبس !!

ابتلع ريقه بمرار ولكن هتف بصوت امر :
_دى اخر جمله هقولهالك يا عز ، هو النهارده او بكره بكتير لو مقولتليش مكان ياسمين وطلقتها ورجعتها بيتها ، يبقى تعرف ان خبر خطفها وجوازك منها هيوصل لابوك وطبعاً انت عارف هو هيعمل ايه !! سلام يا .. يا عز !

ثم تحرك مسرعاً نحو الخارج ليكور عز الدين يده وضـ,ـرب بقبضتيه بعنـ,ـف على المكتب وهو بهتف :
_اول مره حد يمسكنى من الايد اللى بتوجعنى ، بس لازم اتصرف حتى لو وصل الامر انى اسافر بره واخدها معايا !

***************
مر الوقت كسرعه البرق وظهرت خيوط الليل المظلم !

_فى فيلا الخاصه بعائله السيوفى !

توجه عز الدين نحو غرفه الطعام بعد ان ابلغته سعاد انه تم وضع العشاء ، فدخل ورأى والده يجلس فجلس هو الاخر بعد ان سحب احدى المقاعد وامسك بالمعلقه وبدأ فى التناول ولكن نوقف وترك المعلقه عندما وجد ابيه لا يتناول اى شئ من الطعام وفى حاله شرود !!

عز وهو يرمقه بنظرات متسائله :
_فى ايه يا بابا ، بتفكر فى ايه ؟

_انا طول اليوم بفكر ، بفكر انى ازاى الاقى ياسمين ؟
عز وهو يصر على اسنانه : ياسمين
_ايوه انت مش عارف يا عز اد ايه هرتاح لو عرفت اوصلها ، مش هقدر اوصفلك الفرحه اللى فقلبى هتبقى عامله ازاى !

عز بغضب : انت مهتم بيها كده ليه ، هاا ، ليه مهتم يا بابا ؟!
بدران : ايه ده ؟ انت ازاى على صوتك عليا وبعدين انت مالك انى اهتك بيها ولا لأ

_لا مالى ، انت ابويا ومش هسمح لحضرتك انك تعمل اللى فدماغك !
بدران وهو يهز رأسه بعدم فهم :
_وهو ايه اللى فدماغى ؟!
_اللى فدماغك انك تتجوزها !
بدران بصدمه : اتجوزها ، انت بتقول ايه يابنى ، انت اتجننت !
عز بانفعال : لا متجننتش ، وكفايه انها بتحاول تأكل بعقلك حلاوه عشان تتجوزها لانك هتلاقيها طمعانه فى فلوسك والله واعلم انها عملت حاجه مع حد ولا …….

لم يكمل عز الدين حديثه فلقد باغته بدران بصفعه قويه على صدغه هاتفاً فيه :
_أخرس

اهتز كيانه ولكن لم يكن السبب هو قوه الصفعه ولكن لانه الاول مره يصفعه ، هدر بدران فيه بغضب :
_دى اول مره اضـ,ـربك فى حياتى عشان بتتهم بنت شريفه ، بس اسمع بقا البنت دى احسن منك ، وانا مش عاوز اكلمك ولا اشوف خلقتك لحد ما تتعدل وتتعلم ازاى تتكلم مع ابوك باحترام وتتكلم عن الناس بطريقه كويسه !

ثم تركه وتحرك نحو خارج غرفه الطعام ليصعد على الدرج متوجهاً نحو غرفته ! ظل عز الدين واقفاً مكانه متصلب الجسد ، غير مصدق ما حدث وما فعله والده ، كور عز الدين يده وهتف بشراسه :
_بقا كده ، بيضـ,ـربى علشانها ، ماشى بكرا هيبقى اسود ايام حياتها واعرف هى عملت ايه فدماغ ابويا ايه بالظبط !

يتبع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل