منوعات

قلم سهام صادق ج 1

الفــصــــل الاولــ

في منزل يبدو عليه البساطه الشـ،ـديده ، عندما تدخله تري مدي بساطه اهله وطيبتهم ولكن تجد الحـ،ـزن يخيم علي اهله
فقد فقدوا من كان مصدر امانهم وحمايتهم نعم اب والزوج
كانت تجلس سيده في الخمسين من عمرهاا ،مازالت ملامح جمال الصبا ظاهره علي وجهه بالرغم من ظهور التجعيدات البسيطه والحزن الشديد الذي يملئ قلبها قبل وجهها علي زوجهاا الغالي الذي تركهاا وحيده في تلك الحياه هي وابنتهاا
مريم بحزن واشفاق علي حال والدتهاا وبرغم من حـ،ـزنهاا الشـ،ـديد والفـ،ـراق الذي لم تتقبله ولكن تجاهد ان تبقي قويه من اجل والدتهاا المر.يـ،ـضه
جلست بجانب والدتهاا وامسكت احد ايديهاا ثم قبلتهاا بحب شديد
مريم بحب : اخدتي علاجك ياماما
الام بضعف: اخدته ، مع ان مبقتش فارقه كتير ،الي كان مخليني احب الحياه راح خلاص ، ثم بدأت د…موعها تتسـ،ـاقط
مريم بحزن شديد ودموع كانت تود ان تخرج بغزاره ولكن حبـ،ـسـ،ـتهاا لتكون قويه : ليه كده ياماما ، بعد الشر عليكي ، انا ليا مين غيرك ياست الكل
سعاد(والدتها) بأشفاق وهي تحتضن ابنتهاا لتهون عليهاا او بالاصح تستمد منهاا قوتهاا : مش مصدقه يامريم انه سبنا خلاص ، خلاص مش هيبقي موجود في وسطنا ، ثم تذكرت احد مداعبته لها ولااا هيقولي حكايه قفص المانجه الي كان شبكتي ونفضل نضحك ونفتكر ايام زمان ، يااااااا
مريم باشفاق وهي تمسح بأحد أيديها دموعهاا : وانا كمان وحشني اوووي ياماما ، ثم اترمت في حضن والدتهااا ثانيه وظلوا يبكوا سويااا علي حياتهم الجديده التي تنتظرهم بدونه
………………………………………….. ……………
اصوات الموسيقي تتعالا، والرقص والضحك وشرب الخمروالصحافه تملئ المكان ، وصفقات بين رجال اعمال تنشئ وصداقه تبدء من اجل المال والصفقات عالم تعتبر الماده هي اول اساسيته واهم اولوياته
دخل بسيارته الفارهه الحديثه ، ونزل منهاا وهو يكاد ينفجـ،ـ،ـر من غروره تلك ، فكيف لا يشعر بهذا وهوحفيد وا بن واخ لاكبر واهم رجال الاعمال ،التفت امامه وجد سيارة اخه الاكبر تدخل وينزل السائق سريعاا ليفتح له باب تلك السياره بابتسامه
أدهم وبملامح رجوليه كامله تدل علي شخصيته القـ،ـويه وصـ،ـرامته وكم يدعي الرجل الذي يحطم القلوب ولا يتحطم فهو معروف لدي النساء بذلك ، وما من احداهما لا ترغب بأن تكون زوجة هذا الشخص وبالتأكيد من اجل شهرته وماله وايضاا وسامته التي يخفيها تحت زًي رجال الاعمال
أياد بابتسامه واسعه : اهلا بالبوس ، منور الحفله ، بس ايه الي غير رأيك وخلاك تيجي
ادهم بابتسامه حب لأخيه الذي يعشقه : ايه يا أياد مش عايزني اجي عشان مشوفش فضـ،ـايحك واتفـ،ـاجئ بيها بكره في المجلات صح
اياد بضحكه جميله قد زادت من وسامته: ما انت عارف الصحافه ما بتصدق اي حاجه ، يعني المره الي فاتت طلعتلي قصه حب بس عشان رقصت مع واحده ، اومال لو بوستها كانوا قالواا ايه هتجوزهاا
ادهم بهدوء ورزانه : حاسب شويه علي تصرفاتك ، انا مش عارف هتكبر امتا 26 سنه ولسا طايش
اياد بضحك : انا لو مكانك اتبري من العيله ديه ، اخ طايش واب كل يوم بيغير عروسه ولا كأنه بيغير جذمه
ادهم وكاد ان يتحدث ولكن صمت عندما رأي والده الرجل الذي عمره 60 عاما يتراقص في حضن فتاه يبدو انهاا في عمر اخاه
أياد بضحك وهو يشاهد ايضا المنظر: مش بقولك انت لازم تتبري من العيله ديه ، عيش انت بقي وسيبني اعيش
ذهب أياد وكان ادهم نظراته مازالت علي اباه ، ثم التفت الي اخاه وجدهه يقف مع احد الفتايات التي تقترب منه بدلال شديد
نظر عليهم نظره اخيره ، ثم التفت ليأخذ احد المشروبات ليهدء من اعصابه حتي لو قليلاا
كانت واقفه تتأمله تتأمل هدوئه ووقاره الذي اعجبها منذ ان رأته في المره الاولي في احد الحفلات ، وهو يبتسم ابتسامه جذابه تجعل قلب اي أمراءه يذوب من اجلهااا ، قررت اليوم وبكل جرائه ان تقترب منه قبل ان يظهر احد وينشغل معه بالحديث فهذه هي فرصتهاا
كاد ان يلتف بظهره ولكن اصصدم بهاا ، وانسكب المشروب الذي كان بيدها علي ملابسهاا الوثيره الضيقه
ادهم بهدوء وبأعتذار: أسف بجد مأخدتش بالي، انتي كويسه
صافي بأبتسامه واسعه : ولا يهمك انا الي كنت غلطانه ، ثم بدأت بالحديث معه
ثم قالت له بجرأه: طب ما انت شخص لطيف اه زي بقيه الرجاله ، اومال ليه ديما معروف بالصرامه والانضباط وكاد ان تقول كلمتهاا الاخيره ولكن ..
ادهم بأبتسامه : ومعقد ، ومغرور صح
صافي : مش قصدي صدقني ، بس ده الي ديماا بسمعه من ساعة لما رجعت من لندن..
ادهم : لاء عادي ، عن اذنك .. ثم ذهب وتركهاا وهي تشعر بالحيره من تلك الرجل ، ظلت تتابع حركاته وانشغاله مع بعض أصدقائه من رجال الاعمال ، كانت كل نظراتها عليه الي ان
نور بضحك : مش هيبصلك ومش هتفرقي معاه ، كان غيرك اشطر ، مافيش ست لحد دلوقتي قدرت بس انها حتي تقضي ليله معاه ، ده ادهم شوكت
نظرت لها صافي بصمت ولم تتحدث ..
………………………………………….. ……..
علي فكره وحشتيني اوووي
بوسي بدلال : كداب
اياد بضحك : اخص عليكي ، انا كداب برضوه
بوسي : اومال مبتردش ليه علي تليفوناتي
اياد : مشغول ياحببتي
بوسي وهي تقترب منه اكثر وتقبله علي احد خديه : مشغول علي بوسي حببتك برضوه
اياد بلطف ومجامله مصطنعه وحب ايضا مزيف : غصب عني ما انتي عارفه ، وكمان ولا تزعلي ياستي هنقضي السهره النهارده مع بعض
بوسي بمياعه وهي تحتضنه : بموووت فيك يا دودي ياحبيبي انت
وكادت ان تكمل مياعتهاا ، ولكن قطع حديثهم قدوم ..
احمد : ايوه ياعم ، مافيش طبعاا غير سي اياد
بوسي ببرود : ياسم ، ثم تركتهم وقبل ان تنصرف
مستنياك ياحبيبي
نظر لهاا أياد بخبث وبأبتسامه ، ثم التف الي صديقه
احمد : امتا هتعقل بقي
اياد بضحك: واعقل ليه ، هو انا الي برمي نفسي عليهم ، اه خلينا نستمتع بحياتنا
احمد : وهي ديه تعتبر حياه ياسي اياد
اياد وهو ينظر لأحد الفتايات التي لفتت انتباهه وعيناه تتفحصهاا : بتقول ايه يا احمد ، ثم تركه وانصرف
احمد : ربنا يهديك يابن خالي وتعقل
………………………………………….. …………
تقبل الله ياماما
سعاد : منا ومنكم ان شاء الله
مريم : يلاا عشان نتعشي وتخدي دواكي
الأم بحزن ولكي لا تزيد الحزن علي ابنتها : يلاا ياحببتي ، بسم الله
بدئواا في تناول طعامهم ولكن قطع جلستهم رنين هاتف منزلهم ، نهضت مريم لكي ترد علي المتصل
مريم : السلام عليكم
المتصل : وعليكم السلام ، ازيك يامريم يابنتي
مريم: الحمدلله ياعم حسين ، ازي حضرتك
حسين بخجل : انا الحمدلله يابنتي بخير ، معلشي اتصلت بيكم في الوقت ده
مريم : لا ابدا ولا يهمك
حسين بخجل ، وبدء يقص عليها ما اتصل لاجله
………………………………………….. ….
كفايه بقي ياريري ، انتي شكلك شاقيه اووي وهتتعبيني
ريري : عشان خاطري خلينا كمان نرقص ، ولا عايز ولادك يقولوا عليك عجزت
عزت بتكابر: انا عجزت فشر
شايف يا احمد خالك ، مش عارف امتا بس هيحس بسنه ، فاكر نفسه لساا مراهق ، انا مش عارف هلاقيها منه ولا من أياد ، طب أياد لسا شاب وطايش ، اما هو ديه 10 جوازه ليه في سنه واحده
احمد بتعاطف : انت هتعمل ايه ولا ايه يا ادهم ، ربنا يهديهم
ادهم بجمود : انا ماشي ، عشان لو فضلت اكتر من كده مش عارف هعمل ايه ، ثم نظر علي والده والقي عليه نظره أسي ورحل …
كانت اعينها مازالت متعلقه عليه ، تتابع حركاته ، وعندما رأته يهم ليغادر الحفل استأذنت ورحلت هي ايضاا
ركب سيارته بهدوء وهو يشعر بالأختناق من تلك الساعه التي قضاهاا في تلك الحفل التي جمعته بوالده ، ليري تصرفاته تلك ،ألتفي ليفتح زجاج سيارته لينعم ببعض الهواء وجدها تقف تنتظراحدي سيارات الاجره
ادهم : ثواني بس ياصالح
خرج من سيارته بهدوء، ثم عرض عليهاا ان يوصلها كي لا تبقي بمفردهاا في مثل ذلك الوقت ، وايضا ليعتذرلها ثانيهً عما فعله بهاا عندما اسكب عليها بعض قطرات العصير
ركبت بجانبه ، وهي تشعر بسعاده بالغه فقد تحقق ما تمنت
اوصلهاا الي البنايه التي تقطن بهاا في أحد المناطق الراقيه، وبعد الحاح شديد كي يشرب معاهاا فنجان قهوه ، حتي يهدء الصداع
وافق علي عرضهاا وترجل معهاا السياره ليذهب الي شقتها التي تقطنها بمفردها
………………………………………….. ………..
سعاد بأشفاق: طب هنعمل ايه دلوقتي ، معاش ابوكي ولساا الحكومه مش هتصرفوا لينا دلوقتي والله اعلم لو اخدناه
والتاكسي اه عمك حسين طالب مفاتيحه ، الي اصلا كنا هنبعتهاله من غير كلام ، بس الواحد اتلهي ، انا هرجع اخيط تاني يامريم وهطلع مكنه الخياطه
مريم : لاء طبعاا ياماما ، طول ما انا عايشه مش هتعبك ابدا ، انا هنزل من بكره ان شاء الله هدور علي شغل
سعاد بحزن وتذكرها لزوجها : يااا عبدالله ،عمرك ما خلتنا محتاجين حاجه ، كنت بتحرم نفسك وتشتغل علي التاكسي بالليل عشان متخليناش نحتاج لحد
مريم بحزن يعتصر قلبها : ربنا كريم ياماما ، وان شاء الله مش هنحتاج لحد ، قولي يـــارب ، مش انتي ديماا بتقوليلي ومن يتوكل علي الله فهو حسبه وكفي بالله وكيلا
سعاد : ونعم بالله ، يــــاربـــ
مريم: يلا ننام بقي ياست الكل ، عشان نصحي نصلي الفجر
الام بحب وهي تربط علي كتف ابنتها : ربنا يباركلي فيكي ياحببتي، ويحفظك
………………………………………….. ……….
نظر جانبه وجدها نائمه جواره وهي عاريه ، ظل يتذكر ماحدث بينهم ، ثم نهض بهدوء من جانبهاا وارتدي ملابسه وقبل ان يرحل نهضت من علي الفراش بعد ان غطت جسدهاا
صافي: صباح الخير
ادهم : صباح النور ، نمتي كويس
صافي : يااا ده اكتر يوم انام فيه وأحس بالراحه من غير احلام مزعجه
ادهم بهدوء: يلاا سلام ، ثم هما بالرحيل ولكن استوقفه صوتها الحاني
صافي : هشوفك تاني
ادهم ودون ان يلتف اليها ، غادر المنزل ورحل
ظلت واقفها لثواني معدوده وهي تتذكر تلك الليله التي قضتها بين احضنه ، ثم ابتسمت وذهبت الي غرفتهاا لتكمل نومهاا لتنعم برائحته التي مازالت علي فراشهاا
………………………………………….. ……..
ظلت تبحث طول اليوم عن عمل ، ولكن بدون جدوي
فكل أصحاب العمل يرغبون بمن لديه خبره او بالاصح واسطه لكي ينعم بأبسط حقوقه وهي وظيفه لكي يعيش بهاا
نظرت الي اوراق تخرجهاا والكورسات التي حصلت عليهاا ، ثم وضعتهم في حقيبتهاا وقررت الرجوع الي منزلهاا
سعاد بحب : عاملتي ايه يامريم
مريم بأسي تحاول ان تخفيه : لقيت الحمدلله شغل ، متقلقيش ياست الكل
سعاد بشك : شغل ايه وفي شركه ايه
مريم بأبتسامه لتداري كذبها : ايه ياسوسو هتفضلي تسأليني كتير كده ،ده انا حتي جعانه وميته من الجوع اكل بس واحكيلك علي كل حاجه
سعاد بحزن علي ابنتهاا التي يبدو عليها التعب : ياخبر ياحببتي ثواني احضر الاكل وناكل
نظرت مريم علي والدتهاا بحزن ، ثم فتحت حقيبتهاا لتري المال الذي بحوذتهاا فكان لا يتعدي خمسمئه جنيهاً
مريم بدعاء: يــــاربـــ متحوجناش لحد ياربـــ
ثم ذهبت لغرفتهاا لتبدل ملابسهاا وتؤدي صلاتهاا
………………………………………….. ………
كان يتحدث بصرامه شديده : الصفقه ديه مهمه جداا بالنسبه لمجموعتنا ، مش عايز اي تقصير مفهوم
نظرواا الي بعضهم وبصوت مضظرب : مفهوم يافندم ، اي أوامر تانيه
ادهم : لاء اتفضلواا
احمد وهو يهم بالخروج ايضاا
ادهم : ثواني يا احمد عايزك ، ثم القي احد المجلات امامه
احمد بضيق : طب هو فين دلوقتي
ادهم بنرفزه : الاستاذ قافل تليفونه ، مش كفايه عليا فضايح ابوه كمان فضايحه هو الي مبتخلصش
احمد بهدوء: طب اهدي بس انت يا ادهم وانا هشوف الموضوع واحله
ادهم بضيق وهو يسند رأسه علي كرسيه : ماشي يا احمد ، وياريت اول لما يوصل يجيلي مكتبي علي طول
نظر له احمد بأشفاق ، وغادر
هناا لو سامحتي ، هاتيلي قهوه … ثم ارجع رأسه للخلف مره ثانيه وبدء يسترخي قليلاا لعله ينعم ببعض الهدوء….
اشتغل جرسونه !!
نظر لها المدير بأستهجان : اومال عايزه تشتغلي ايه ، احمدي ربنا انك لقيتي شغل اصلاا ، لولا ان البنت الي كانت بتشتغل هناا اتجوزت … مكنتيش هتلاقي ياحلوه
هااا موافقه تمضي العقد سنه ولا …….

الفـــصل الثــانـــي

نظرت الي ذلك الشخص الذي ينظر لها بأبتسامته المستفزه ، ثم نطقت بموافقتهاا علي هذا العمل
خيري ببرود : نمضي بقي العقد
مضت مريم العقد بدون ان تفكر بتلك السنه التي لابد ان تقضيها تحت رحمة ذلك الرجل ،لم تفكر سواا بوالدتهاا وعلاجهاا الذي تحتاجه كل شهر لمرض السكر،ولكن عزمت الا تخبر والدتهاا بعملهاا
خيري : طبعا انتي شايفه ان المطعم مش اي زباين بتجيه ، ناس من اعلي مستوي عمرك حتي ماشوفتيهم ، يعني يبقي فيه التزام ووجهه بشوش وقال بضحكته المستفزه وهو يتفحصها ووجهه حسن وانتي بصراحه ايه قمر
مريم بحده : افندم
خيري وهو يندهه علي احد العمال: ياسعد ياسعد ، تعالاا فهم الانسه شغلهاا
ذهبت مريم لتعرف ماهي طبيعة عملهاا وهي تشعر بالرهبه الشديده
………………………………………….. ….
دخل شركته وهو يمشي بثقته المعهوده ، ونظرات موظفينه تكاد ان تخترقه ، الي ان سمع احد الموظفات تتحدث مع صديقتها
عندهم حق البنات تتلهف عليه ، حد يطول ان يقضي ليله مع القمر
سمع جمتلهاا تلك ، فلتف اليهاا وهو يخلع نظارته وابتسم لها ابتسامته الساحره
الفتاه وبعد ان رحل : ده ضحكلي ، انا مش مصدقه
دخل الي غرفه مكتبه ، بعد ان القي التحيه علي سكرتيرته
وبعد ان دخل وجد احمد يدخل خلفه
احمد : كنت فين يا أياد من امبارح
أياد بهدوء: في شرم ليه حصل حاجه
احمد :وقفل تليفونك ليه
أياد: في ايه يا احمد ، شايفني صغير
وفي تلك اللحظه ، دخل ادهم وعلامات الضيق علي وجهه من تصرفات اخيه
ادهم : صغير لا سمح الله يا أياد ، ده انت أياد عزت حفيد شوكت باشا
وقف أياد لاخيه الاكبر دون ان يتحدث
ادهم : كنت فين يا استاذ ، وقافل تليفونك ليه
اياد : في ايه يا ادهم كنت زي ماكنت ، هو تحقيق واظن اني كبير ومسئول عن نفسي كويس
ادهم بضيق وهو يلقي له احد المجلات التي يبدو فيهاا انه في حالة سكر شديد وفي وضع حميمي مع إحداهما: ومدام انت مسئول اووي عن نفسك وكبير وناضج اووي يامحترم ، ابقي شوف تصرفاتك كويس ، ثم خرج وهو يزفر بضيق شديد من تصرفات اخيه
اياد بضيق : في ايه يا احمد انت بتبصلي كده ليه انت كمان
نظر له احمد ثم غادر ولم يتحدث
اياد بعصبيه وهو يأخذ مفاتح سيارته مره اخري ليغادر الشركه بأكملهاا
………………………………………….. …….
عادت الي بيتها ، وجدت والدتهاا تنتظرها ويبدو عليهاا القلق والخوف الشديد
سعاد : كل ده في الشغل يامريم
مريم بتعب تحاول ان تخفيه: معلشي ياماما ما انتي عارفه المواصلات بتاخد ساعتين كمان
الام بضيق: استغفر الله العظيم ، انا قولتلك اطلع مكنه الخياطه واشتغل عليها يابنتي ، ما انتي عارفه كان ليا زباين كويسين ولو عرفوا اني رجعت اخيط من تاني اكيد هيجولي
نظرت مريم لامها الطيبه التي تشعر من كلامهاا بجمال الحياه وببساطتهاا وطيبة اهلها ولكن هيهات
مريم بحب : وانا قولتلك طول ما انا عايشه مش هخليكي تتعبي ابداا ، وانا اه الحمدلله لقيت شغل
سعاد بحزن وهي تتذكر جملة زوجهاا ايضاا عندماا منعهاا من شغل الخياطه حتي لا يتعبهاا : طب روحي ياحببتي غيري هدومك وصلي المغرب قبل ما العشا يأذن واكون انا حضرتلك الاكل
مريم بحب وهي تقبل خد والدتها : ربنا يخليكي ليا ياماما
سعاد : ويخليكي ليا ياحببتي
ذهبت مريم لغرفتها وأعين امهاا عليها، وهي تشعر بالحزن من اجل ابنتهاا ، ابنتها التي كانت دائماا تداري احتياجهاا للاشياء التي ترغب بها اي فتاه في سنها حتي لا تكلفهم مايزيد عن استطاعتهم ، حتي لا تشعرهم بفقرهم ، كانت ترضي بالقليل بل وبالاقل
سعاد بدعاء: ربنا يعوضك خير يابنتي ، وافرح بيكي مع حد يحافظ عليكي
………………………………………….. ………..
كانت تجلس امامه، تتطلع له وهي لا تصدق انهاا معه للمره الثانيه
ادهم : مالك بتبصلي كده ليه
صافي : ابدا ، بس مش مصدقه نفسي اننا اتقبلنا تاني وانك كلمتني
ادهم : يااا لدرجادي
صافي بابتسامه صافيه : انت متعرفش قد ايه انا مبسوطه يا ادهم ، ثم اقتربت منه لتمسك يدهه بحنان
نظر لهاا ادهم بقلب يحتاج للأحتواء ، ثم امسك يدهها ونهضوا من علي الطاوله وخرجوا سوياا
………………………………………….. ……………
مش معقول أياد باشا منورنا ، لااا مش مصدق النايت كلب منور
أياد بغرور: الطربيزه بتاعتي فاضيه يا حسن
حسن : طبعاا يا باشا ، اتفضل
دخل أياد وجلس علي طاولته ، وبدء في الشرب وهو ينفس بدخان سيجارته ايضاا
جاء اليه بعض اصدقائه ، وجلسواا سوياا لقضاء سهرتهم في وسط الفتايات والضحكات والكؤس التي تتعالاا الي فمهم للشرب
………………………………………….. ……
يحاوطها بين ذراعيهاا ، وهي تستلقي برأسهاا نائمه علي صدره العاري
صافي:مبسووط يا ادهم
نظر لهاا ادهم نظره طويله ثم اشاح بوجهه ، وهو يشعر بالضيق مما يفعله ، ولكن احتياجه وهدوء صافي ونظرات الحب التي تبدو في اعينها جعلته يعصف بنفسه لقضاء ليله اخري معهاا ، لينسي معها كل اعباء يومه ، ويلقي نفسه بين احضانها فكل منهم اصبح يحتاج للاخر
لمست صافي وجهه بحنان ،وادارت وجهه ثانيه اليهاا ثم اقتربت منه وطبعة قبله علي شفاهه ، ثم ذابواا معاا لقضاء ليلتهم الحميمه
………………………………………….. …….
بدء صوت أذان الفجر يعلواا ، وكلمه (الصلاة خيرا من النوم تتردد في الاذان لعلنا ننهض ونعلم ان الصلاه خيراا من اي شئ حتي من النوم الذي يغلبناا وبالاخص عند سماع الاذان وكأن الشيطان يحٌلي النوم في اعيننا حتي لا نفيق ونقف بين يدي خالقناا لنستجيب لندئه رحماك ربي بنا ومن تقصيرنا )
كانت مريم مستيقظه تقرء وردهاا اليومي الذي اعتادت علي قرئته في ذلك الوقت ، نهضت لتري والدتهاا هل استيقظت ام غفاهاا النوم
مريم : صحيتي ياماما
سعاد بحنان: اه ياحببتي ، قايمه اتوضئ عشان اصلي
مريم بحب : ماشي ياست الكل
………………………………………….. ………….
عاد الي قصره الفخم ،وهو يترنح يمينا ويساراا
الداده بحزن علي حاله: انت جيت يا اياد
أياد بسكر ولا يستطيع الرد عليهاا ، ثم صعد الي غرفته والقي بجسده علي فراشه الوثير ونام في ثبات عميق
كانت مازالت واقفه تتطلع اليه بحزن شديد ، نظرت اليه بحسره علي شبابه ومايفعله حزنت من اجله كثيرا فهي من ربته منذ ان تركته والدته وهو كان طفلاا لا يبلغ من العمر عامين ، تركته والدته هو واخاه الاكبر الذي كان يبلغ من العمر7 سنوات ورحلت وتركتهم في يد اب لا يهمه سوى متعته
تنهدت المربيه بحزن ، ثم ذهبت لتأدي صلاتهاا وهي تردد له بالهدايه والصلاح
………………………………………….. …………
تناولت الفطور مع والدتهاا ، وقبل ان تذهب لعملهاا
مريم: عايزه حاجه اجيبهالك ياماما وانا جايه
سعاد وكانت تود ان تطلب من ابنتهاا ان تجلب لها دواء السكر ولكنها كانت تعلم ان ابنتهاا لا يوجد بحوذتهاا سوى القليل جدا من المال ولم يأتي نهايه الشهر لكي تقبض اول راتب لهاا : لا ياحببتي ربنا يخليكي ليا ، خلي بالك من نفسك
لا اله الا الله
مريم بحب : محمد رسول الله
ذهبت مريم الي عملهاا ، وهي تتذكر كلمه مديرهاا وهو يحثها علي لبس الملابس الضيقه ووضع المساحيق ، فلابد ان تكون وجهه لمطعمه الفاخر مثل بقيت العاملات
اشاحت مريم وجهها بضيق وهي تستغفر ربهاا علي حال هؤلاء الناس
………………………………………….. ……
استيقظت من نومهاا تبحث عنه ، ولكنها لمحت تلك الورقه التي وضعهاا لها بجانبهاا
كانت ليله جميله زي الي قبلهاا ياصافي
قرأت كلماته ، ثم التفت لمكان نومه وتحسسته بديهاا وظلت تشم رائحه عطره الذي اصبحت تعشقه
ثم شردت قليلا في حياتهاا السابقه وبدون ان تشعر نزلت دمعه من عينيها فمسحتهاا سريعاا
………………………………………….. ………..
كانت دقات رنات هاتفه تتعالاا للمره الثانيه ، مد يدهه بتثاقل ليري المتصل
أياد بنوم: في ايه يا احمد
احمد : في ايه ، في اجتماع بعد ساعه يا استاذ وحضرتك لسا نايم
أياد : يييييه نسيت ، طيب اقفل اقفل
نهض من فراشه بتثاقل شديد ، ثم ذهب لحمامه ليأخذ دوشا لعله يفيق
………………………………………….. …
كانت تتابع عملهاا بتعب شديد ، الي ان جائها اتصالاا من احد جارتهاا
مريم بخوف: ماما مالهاا ياطنط ، طمنيني بالله عليكي
جارتها: هي الحمدلله ياحببتي ، بس اظاهر ماكنتش واخده علاج السكر بتاعهاا فأغمي عليهاا
مريم: طيب معلشي ياطنط خليكي معاها ، وانا ساعه وهكون عندك ولو في اي حاجه اتصلي بيا وانا هتابع معاكي
الجاره : ماشي ياحببتي
كانت نظرات المدير تتابعهاا ويرمقهاا بضيق
مريم بخوف : استاذ خيري ، معلش ممكن استأذن حضرتك بس النهارده عشان والدتي تعبانه
خيري بضيق : انتي مش شايفه المطعم يا انسه مليان زباين ، ولا انتي فاكره ان انا فاتحه سبيل
مريم : لو سمحت ، انا بترجاك ، مش هتتكرر تاني بس والدتي تعبانه
نظر لها خيري بتأفف : طيب خلاص روحي ، وياريت متتكررش تاني يا انسه
………………………………………….. ..
مش هتفطر يا أياد!
اياد بحب : لاء يا بطوط هشرب فنجان قهوه في شركه ، يلاا سلام يا موزه
ابتسمت الداده ،وهي تردد الله يغزيك يا أياد يابني ديما كده تعكسني وتدلعني
كان ينظر في ساعته بضيق شديد ، الاجتماع بعد 10 دقايق ولسا الاستاذ مشرفش ، ولا عزت باشا كمان جيه
احمد: زمانهم علي وصول متقلقش
ادهم : خلي هنا تحضر الاوراق وتوزعهاا قدام كل اعضاء مجلس الاداره
احمد : تمام ، ثم غادر احمد ليتابع ما طُلب منه
بدء هاتفه يعلن عن وصول رساله ، وعندما قتحهاا
وحشتينيِ
وبدون ان يشعر ابتسم ادهم ولكن سريعا ما اختفت ابتسامته ونهض من علي كرسيه ليذهب الي غرفة الاجتماعات
واغلق هاتفه
كانت تمسك بهاتفها تنتظر منه مكالمه حتي تسمع صوته فقط ، او يبعث لها رساله ليرد بهاا علي رسالتهاا ، ولكن ظلت تنتظر دون جدوي ، نظرت الي هاتفهاا بحزن ثم اخذت حقيبتهاا وذهبت للتسوق لعلهاا تشغل بالها بشئ اخر سواه
………………………………………….. .
جلسا يرأسهم في غرفته الاجتماعات المخصصه ، كانوا يسمعونه فقط هو فقط من يلقي الاوامر والقررات وهم يسمعون ويقدمون الموافقه دون ادني شك في قرراته ، فهو معروف بخبرته واتقانه لكل شئ وتخطيطه فحتي الان لم تخسر مجموعتهم اي من الصفقات مهما كان المنافس ، كانوا يدركون هما ذلك لذلك لايعترضواا علي شئ
انتهي الاجتماع ، وفي تلك اللحظه دخل والدهم
نظر له ادهم بأستهجان ، ثم عاود النظر مره اخري علي الاوراق التي امامه
كان أياد يتطلع اليهم ، ثم نطق ببعض كلمات المرح حتي لا يحصل صدام بين اخاهه ووالدهه
أياد : اهلاا بالعريس ، منور يا عزت باشاا ، لاء أنا كده هغير وهتجوز
عزت بضحك وهو ينظر لأدهم : بس ياواد طول عمرك بكاش، مش هتبطل صياعه
أياد بضحك : طلعلك يا باشا ، يعني ابقي ابن عزت باشا وابقي واحد اي كلام
ضحك عزت من كلام ابنه الاصغر
عزت وهو ينظر لأدهم : معلش اتأخرت علي الاجتماع ، اصل كنت في المزرعه ولسا راجع حالا
ادهم بهدوء وهو يهم بالرحيل : لاا ولا يهمك ، براحتك خالص اهم حاجه تتبسط ، ثم تركه وذهب
نظر عزت لولاده الاخر وابن اخته احمد ولم ينطق احد بشئ
فهم يعلموا مدي المشاحنات بينهم
………………………………………….. .
كانت تمسك يدهها وتقبلهاا بدموع
كده ياماما تخوفيني عليكي ، ليه مقولتليش ان الدوا خلص كنت جبتلك غيره ، كده تضحكي عليا وتقوليلي بتخدي دواكي
سعاد بأشفاق: ياحببتي ما انا كويسه اه ، محصليش حاجه
مريم بدموع : يعني عايزاني استني لحد ما حاجه تحصلك ، ثم قالت بحب : هروح اجبلك الاكل الي الدكتور وصي عليه واجبلك الدواا
كادت مريم تغادر الحجرة ، ولكن استوقفها صوت والدتها
سعاد بتعب : جبتي فلوس الدكتور والعلاج منين يامريم
نظرت لها مريم بأستغراب فكيف علمت امهاا انهاا لم تكن تملك الا القليل من النقود، واضطرت ان تبيع حلقهاا
مريم بكذب: استلفت من واحده صاحبتي ، وهردلهاا الفلوس اول مااقبض مرتبي علطول هانت كلها 10 ايام واقبض
تطلعت سعاد الي ابنتها بتفحص ، ثم نظرت الي أذن ابنتهاا
سعاد بحزن : بعيتي حلقك يامريم !
مريم وهي تعود لوالدتها وتحتضنها: انا من زمان عايزه ابيعه ، ما انتي عارفه كان بيوجعلي ودني، وديما رمياهه في الدرج
سعاد بضيق : بس برضوه
مريم باشفاق علي والدتها : ياست الكل يعني هعمل بي ايه ، انا الحمدلله محجبه وملهوش لازمه اصلاا يعني ، هروح احضرلك الاكل ، ثم قبلت والدتهاا وذهبت لتحضر لهاا الطعام
نظرت عليها سعاد بأشفاق وحزن ، وظلت تدعو لأبنتهاا بحب

الفـــصـــل الثــالــثـــ

ذكريات وافكار كثيره تراوده ،وحياه لايعرف لها معالم
وانسان لا يرى فيه سوى أله تعمل وعقل يفكر، ومشاعر مضطربه وقلبُ تائه. أسند أدهم رأسه على ظهر مقعده ليسترخى قليلاً ويهدء علقه من تلك الذكريات التي تقتحم عقله دون هواده. أغمض عينيه للحظات لعله يصنع له عالم جديدًا من خياله ويعيش فيه للحظات ولكن كيف فهو لا يحب الخيالات ولا يرى الحياه سوى واقع أليم لا بد أن نعيشه. استفاق من غفلته ونهض من مقعده وغادر شركته.
بعد وقت وقف أدهم بسيارته امام البناية التي تعيش بها.
ظل لبضعة دقائق ينظر أمامه بشرود ، فهو لا يعرف لما هو هنا الان امام مسكنها. فهو بعد تلك الليلة التي قضاها معها قرر عدم الالتقاء بها مرة أخرى، فهي مجرد أمرأة قابلها عن طريق الصدفه بإحدى الحفلات وأنتهى الأمر.

جلست صافي على الاريكه بإسترخاء بعد أن اخذت حماما يُنعش جسدها واعدت لنفسها كوب من النسكافي وامسكت إحدى الروايات وبدأت تقرء فيها. قطع اندماجها رنين صوت جرس الباب.
نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط، ف الساعه كانت تعلن عن أقترابها من الثانية عشر قبل منتصف الليل.
ضاقت عيناها في دهشة وحيرة، فمن سيدق عليها جرس الباب بهذا الوقت. ارتدت مئزرها ولفته بإحكام حول جسدها ثم اقتربت من الباب. تسألت عن هوية الطارق لتشعر بالذهول عندما رأته أمامها بمظهره الذي يحطم حصونها.
نظرت اليه بتعجب شديد عندما تقابلت عيناهم وتمتمت بدهشة.
ادهم!
ادهم : اسف اني ازعجتك
صافي بهدوء: لاء ابدا ، مافيش إزعاج اتفضل
اغلقت الباب وسارت أمامه نحو غرفة المعيشة.
خلع أدهم معطفه وأعطاه لها بعدما مدت يدها له لتأخذه.
صافي : تحب تشرب إيه يا أدهم
جلس أدهم على الاريكة ثم ارجع رأسه للوراء وأغلق عينيه : ممكن قهوه ياصافي
هزت له رأسها بأبتسامتها الرقيقة واتجهت إلى المطبخ لتصنع له فنجان القهوه.
فتح عينيه بعد مغادرته وقد لفت نظره رقي شقتها وذوقها المميز بإختيار كل قطعه فيها. تعلقت عيناه بالرواية الموجودة على المنضده الصغيرة التي امامه، إنها إحدى روايات اجاثا كرستي. لفت أنتبه لتلك الصوره التي تضم فيها طفلا صغيرا يشبهها كثيرًا.
التقط الصورة متأملًا أياها مع ذلك الصغير.
اقتربت منه تحمل فنجان القهوه الذي اعدته له وعندما أنتبهت على ما يمسكه بيده ، بدأت معالم الحزن والأسى تظهر على وجهها.
رفع عيناه إليها ؛فجلست جواره والتقطت منه الصورة وضمتها لصدرها.
صافي بحزن : ديه صوره ابني
أدهم بتساءل : ابنك!
صافي بحنين لصغيرها : اه مازن ابني
أدهم بتردد من سؤاله: طيب هو فين دلوقتي مش عايش معاكي ليه
صافي بحزن وهي تشرد في ذكرياتها السابقه
فلاش بــاك!
للأسف يا مدام زوج حضرتك مش موجود في البلد كلها ، وانتي من الافضل تنزلي مصر بدل المشاكل الي هتحصل بسبب هروب زوجك والشيكات اللي عليه
صافي ببكاء: امشي إزاي ، وابني
المحامي: هو ده الحل الوحيد يا مدام صافي ، استاذ احمد أنهى كل شغله هنا واخد ابنه وهرب ، وانتي لازم تنزلي مصر حالا
ثم تركها وانصرف. بكت بحرقه علي صغيرها الذي لم يتجاوز عمر الست سنوات. عادت محطمه لوطنها الذي رحلت منه عندما تزوجت من رجل اجبرها عمها على الزواج منه بسبب الصفقات التي تجمعهم.
نظر لها أدهم بشفقة ثم مد لها يده بمنديل لتمسح دموعها التي فاضت على خديها.
نظرت له صافي واستمرت دموعها تنساب على خديها إلى أن مد يديه يمسحهما.
………………………………………….. ….
كانت مريم تمسك مصحفها وتقرء بعض آيات الله في خشوع إلى ان توقفت عند تلك الأية

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

..ظلت تردد الايه ، وتشعر بالحزن علي حال بعض الناس بل واغلبهم ، فكيف نكون خليفه الله في الارض ، ونحن نسـ،ـرق ونفـ،ـسـ،ـد  ونظـ،ـلم وننصر الباطل علي الحق ، ونحب الحـ،ـرام ونبغض الحلال ، ونحلل الاشياء علي اهوائنا
كان كل هذا يدور بخاطرها ، انهت وردها اليومي ثم اتجهت الي والدتها لتطمئن عليها وتعطيها دوائها.
مريم بحب وهي تقبل كف والدتها : الجميل اخبار صحيته إيه النهارده
سعاد بتعب وبأبتسامه باهته: الحمدلله يابنتي على كل حال
مريم : هروح احضرلك الفطار واجيبلك الدوا ياست الكل
سعاد : ربنا يباركلي فيكي يابنتي ، ويحلي ايامك دنيا واخره
نظرت مريم لأمها بحب ، واتجهت الي مطبخهم المتواضع لتعد لها طعام الافطار وهي تحمد الله ان اليوم هو يوم الجمعه يوم اجازتها وسوف تقضيه مع والدتها لترعاها.
………………………………………….. ………….
سهرات وحياه يعيشها كما يقولون بطولها وعرضها ، ومال ورفاهيه يتمتع بهما وكل شئ يأتيه أسفل قد..ميه.
عالم يعيشه بعقل غائب عن كل شئ.
اشرب اشرب ياعم ، شكل السهره النهارده هتكون جامده
أياد بترنح: طب ما انا بشرب اه ، هو انت فاكرني زيك خرع
رامي : واو شايف المُزه الجامده ديه
أياد وهو ينظر نحو الفتاه التي ينظر لها صديقه: لاء جامده بصحيح ، بس ماليش مزاج النهارده
ثم اشاح وجهه بعيدا عنها..
رامي بتعجب : بقي أياد ، يشوف مُزه ويقول ماليش مزاج
أياد وهو ينهض من مكانه بعد ان القى بالنقود على طاولة البار : انا ماشي كمل انت سهرتك
………………………………………….. ……
بعد يوم شاق ، ووقوف طيله النهار لخدمة الزبائن عادت مريم إلى منزلها وهي تشعر بالوهن في كل اجزاء جسدها. ذهبت إلى والدتها لكي تطمئن عليها اولاً ثم دخلت غرفتها ودون ان تشعر أخذت دموعها تنساب على خديها وهي تتذكر كلمات التجريح التي سمعتها من مديرها امام ذلك الرجل المتعجرف وكل هذا لانها احضرت له طلبًا بالخطأ وبالرغم من اعتذارها له مرارًا وجلبها له ما أراد لكن ظل يوبخها إلى ان جاء مديرها الذي لا يفرق عنه وأخذ يوبخها ويسبها ويلعن غبائها إلى ان طلب منها ان تعتذر للزبون.
كان ينظر لها بأبتسامه نصر عندما سمع اسفها بعد توبيخ مديرها .
تذكرت مريم نظراته البغيضة وكلام خيري مديرها يتردد في أذنيها. استمرت بالبكاء حتى انتبهت صوت والدتها.
ذهبت إلى والدتها سريعا بعد ان تأكدت أنها مسحت دموع …
سعاد بقلق : مالك يامريم ، انتي كنتي بتعيطي ياحببتي
مريم بحب وهي تجلس بجانب والدتها: مالي ياماما انا كويسه اه ، انتي بس الي بتقلقي عليا ذياده
سعاد : انا امك وبحس بيكي ، متخبيش عليا
مريم : ابدا ياماما ، بس شوفت حادثه وصعب عليا الناس الي ماتوا
سعاد بشفقة : ربنا يرحمهم ، ويجعل خاتمتهم حسنه ..
طب يلاا روحي غيري هدومك وصلي وكلي ياحببتي
مريم : حاضر ياست الكل
………………………………………….. ………
كانوا يجلسون سويا، يتناولون وجبه الإفطار… إنه يعتبر حدث في قصرهم الفخم فهم لا يجتمعون سويا إلا لمرات قليله.
أياد بمرح: صباح الخير يا ادهم
أدهم وهو يضع الجريدة جانبا : صباح النور يا أياد
اقتربت السيدة فاطمة وعلى وجهها ترتسم السعاده وهي تراهم مجتمعون سويا على طاولة طعام واحدة.
فاطمة بحب : ايوه كده اتجمعوا علطول ، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ياحبيبي
أياد بدعابه: ياسلام علي شويه الدعاوي الحلوين دول يابطوط
الداده فاطمة بطيبه: احلي بطوط بسمعها منك يا بكاش انت
نهض اياد من مقعده واقترب منها لمداعبتها : اخص عليكي يابطوط ، ده انا لو كنت بكاش مع كل الناس ، إلا انتي ده انتي اللي في الحته الشمال
نظر لهم ادهم وسرعان ما أخفى أبتسامته من مزاح شقيقه الأصغر ، السيدة فاطمة هي من تولت تربية شقيقه بعد وفاة والدتهم.
في تلك اللحظة دخل احمد غرفة الطعام وهتف بمرح
: هي بس الي في الحته الشمال ، طيب ناني وبوسي وماهي ولي لي
فاطمة : مين دول يا احمد
احمد بضحك : دول الي في الحته الشمال كمان
اياد : متصدقهوش يابطوط الواد ده
فاطمة : انا شكلي لو فضلت واقفه معاك ، مش هخلص اللي ورايا … ثم ذهبت وتركتهم ليستمعتوا بتناول فطورهم.
اياد : هتسافر بكره الساعه كام
ادهم بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته : على الضهر إن شاء الله ، يــاريـت الايام ديه تنتبهه على شغلك وتصرفاتك
نظر له اياد ولم يعقب
ثم ألقى ببعض الأوامر على احمد ، وما سوف سيفعله في غيابه.
………………………………………….. ……
دخلت مريم المطعم الذي تعمل به وهي ترفع رأسها لأعلى حتى لا تجعل أحد يظن أن كلمات السيد خيري المهينة ستجعلها تتقبل الإهانة مرة أخرى ، ورغم أن كلمات السيد خيري الجارحة مازال صداها يتردد داخلها إلا إنها حاولت تجاوز إهانته لحاجتها للمال كما إنها مضت عقد عملها لمدة عام.
وجدت نظرات السيد خيري عالقه بها ، كان يحملق بها وكأنه يريد ان يري كسرتها لكنها أبت ان تجعله ينال ما رغب برؤيته.
بدأت في عملها الذي اصبحت تكره. كانت تعمل بحرص شديد فهي لن تتحمل ان تسمع كلمة أخرى من احدهم … انتهي يوم عملها ببطئ شديد وكالعادة ذهبت إلى منزلها سريعا لتطمئن علي والدتها.
………………………………………….. ……..
أنهى عمله متأخرًا في شركته وبعد أن أعطى اوامره لمساعده الشخصي وسكرتيرته لمتابعة العمل كما اعتادوا في وجوده واطلاعه على كل امر هام يحدث حتى يعود من رحلة عمله…
خرج من شركته وهو يشعر بالأرهاق. أمر السائق أن يوصله للفيلا ولكن تراجع عن قرره وامره ان يذهب إلى مكان أخر اعتاد على الذهاب إليه مؤخرًا..
………………………………………….. ………….
يااا يا كريم مش مصدق رجعت امتى من باريس
كريم بشوق وهو يحتضن صديقه: وصلت من اسبوع
أياد بعتاب لصديق طفولته : اسبوع ومعرفش لغير النهارده لما اتصلت بيا
كريم : غصب عني والله يا أياد كنت مشغول
أياد : ماشي ياسيدي هسامحك ، مروان بقي عنده كام سنه دلوقتي
كريم : اربع سنين ، انت اخبارك إيه دلوقتي
أياد : اه ماشي الحال ، مقضيها ما انت عارف
كريم : ده انا قولت هرجع الاقيك عقلت ، امتى بقي هتعقل
وكاد اياد أن يرد عليه ولكن انتبه على صوت ضحكات أحدهم ، نعم فهذا الصوت يعرف صاحبه تماما، ألتف برأسه ليتأكد… فوجد والده يجلس مع إحدى الفتيات على إحدى الطاولات. زفر أياد أنفاسه بقوة ثم اشاح عيناه عنهم ينظر إلى صديقه الذي وجده مشغولا في مكالمته.
………………………………………….. …………
وقفت تحتضن خصره ثم وضعت رأسها على ظهره. ارتدى ساعته ثم نثر عطره الذي تعشق رائحته فكيف لا تعشقه وهي تعشق صاحبه.
التف إليها وحاوطها بذراعيه ثم أخذ يداعب انفها بأصبعه.
ادهم : ها ، مش عايزه حاجه اجيبهالك من فرنسا
صافي بتفكير: ممممم ، عايزك تجبلي تجبلي
ادهم بهدوء وهو ينتظر ان يسمع طلبها : عايزه ايه بقي
صافي بأبتسامتها الجميله وهي تقبله على أحد خديه : عايزك تجبلي ادهم
نظر لها ادهم وابتسم وضمها إليه ثم مرر أنفه بين خصلات شعرها يستنشق رائحته متسائلًا: يعني عايزه ادهم بس
صافي بصدق : ايوه عايزه ادهم و بس ، ثم ارتمت داخل حضنه تتشبث به وكأنها تخشي أن تفقده
رفع ادهم وجهها بحنان
ادهم : كده انا هتأخر ياصافي ، عشان لازم اروح الفيلاا الاول وبعدين اروح المطار
صافي وهي تبتعد عنه : هتوحشني اوووي ، ثم امسكت يده بحنان ، وبصوت حنون قالت :
خلي بالك من نفسك ، وابقى طمني عليك
ابتسامة عريضه داعبت شفتيه وهو يلمس صدق حبها له.

الفـصــــل الـــرابــــع

وكأن كُتب عليها ان تودع أعز ما تملك في نفس العام.
وكأن الحزن لا يريد تركها دون أن يختبر صبرها.
نظرت حولها تتأمل بيتها الموحش… تُحاول أن تتذكر بيأس الايام السابقه التي نعمت بها بدفئ عائلتها وحنانهم الذي لن يعوضه أحد . وقفت أمام الصوره التي تجمعها بوالديها وهي تتوسطهم ويحتضنوها. كانت تتأمل الصوره ودموعها تنهمر على خديها وقلبها يكاد أن يتوقف عن النبض، تريد الصراخ لتعبر عن مدى ألمها الذي لا تستطيع تحمله.
فقد ماتت والدتها وكأنها لا تريد أن تترك اباها بمفرده فذهبت اليه وتركوها هي بمفردها. كانت عبارة الطبيب مازالت عالقه بأذنيها وهو ينظر لها بشفقة بعد ان فحص والدتها التي كانت منذ لحظات قليله تجلس بجانبها وتبتسم لها تارة وتدعوه لها تارة أخرى.
عبارة سمعتها للمره الثانيه، وكأن الوداع اصبح رفيقها.
البقاء لله يابنتي
وضعت يديها على اذنيها ثم سقطت على ركبتيها وظلت تبكي وتنوح.
………………………………………….. ……
عـاد من رحلة عمله بطيارته الخاصه وكان أياد بانتظاره.
اياد: يااا وحشتينا يابوس ، شهرين تغيبهم
ادهم بجدية : اكيد ارتحت مني ، وقولت ايه اللي رجعه تاني
اياد بعتاب: اخص عليك يا ادهم ، انت عارف اني ماليش حد غيرك
نظر ادهم لأخيه الذي يعشقه كثيرا ويشعر دائما بالأبوه اتجاهه ثم ابتسم له بحب.
وبعد وقت قصير..
ادهم بسؤال : اخبار عزت باشا إيه
اياد بسخرية : كنت لسا امبارح بحضر حفلة جوازه ، بس ايه بنت جامده ، ابوك ده بيقع واقف بصحيح
نظر له ادهم بنظرة قاتمة؛ فاكتفى أياد بالصمت.
………………………………………….. ………
ذهبت إلى عملها بعد غياب دام أسبوعًا..
كان وجهها يكسوه الحزن والتعب. بدأت مريم في عملها ولاول مره لا تسمع توبيخ من السيد خيري -صاحب المطعم-.
جاء إليها خيري ووجهه لاول مره لا ترى فيه النفور والضيق الذي اعتادت عليه.
خيري: اظن إني سمحتلك باسبوع اجازه عشان ظروفك دلوقتي بقي لازم تنزلي شفت زياده
هزت له رأسها بالموافقه ولم تعقب او تتحدث… فنزولها وردية إضافية معروفًا يقدمه لها، فهذا سيريحها من مكوثها وقت زياده بالمنزل الذي صار موحش.
نظر لها خيري بشفقة مست قلبه أخيرًا ، فحمدت ربها بأنه مازال لديه قلب.
………………………………………….. ………..
كانت لا تصدق بأنه بجانبها الان تنعم بدفئ أنفاسه ، حاوطها بذراعيه.. فدفنت رأسها بحضنه الذي صار ملاذها.
رفعت يدها لتلمس وجهه باطراف أناملها كي تتأكد بأنها لا تحلم وانها بحضنه ونائمه جواره.
ابتسم لها أبتسامته التي تزيد من عشقها له.
ادهم : ايه مش مصدقه اني جانبك
صافي بحب وهي تتوسد صدره العاري : اصلك غبت عني كتير اووي يا ادهم
ادهم : علي فكره وحشتيني اوووي اوووي
لم تصدق ما سمعته اذنيها، فهل يعقل أنه اشتاق لها ولكن لم يعطي لها فرصة للتفكير اكثر ، وأخذ يزيد من ضمها إليه لينعما معًا بليلتهم الهادئه.
………………………………………….. ……..
وكعادته كان يقف وقفته المعهوده التي تنم عن غرورصاحبها.
كان يحتسي أحد المشروبات وهو يتحدث مع بعض اصدقائه في هذا الحفل المدعو إليه. التف بجسده ليتلقط من النادل الذي مر جانبه مشروبًا اخر. ضاقت عيناه للحظه وسرعان ما كانت عيناه تلمع باعجاب واضح نحو تلك التي وقفت على مقربة منه.
كانت فتاه في غايه الجمال، متحررة في ملابسها.
تأملها بنظرة ثاقبة ثم رفع أحد حاجبيه عندما أستمع لصوت ضحكتها.
نظر له صديقه وقد انتبه على ما لفت نظره ثم اقترب منه هامسًا.
ديه شاهي اسعد ، بنت اكبر موزع ومورد للسيارات في الشرق الاوسط
نظر له اياد ، ثم تركه واتجه إليها دون تفكير.
اتجهت نحو حلبة الرقص لترقص مع أحدهم وفجأة وجدت من يقوم بسحبها نحوه. نظرت له بغضب بسبب فعلته الوقحة. كادت ان تدفعه بعيدًا عنها لكن بثقته المعهوده امسك يدها ثانيه وحاوطها بذراعيه ثم همس لها بتملك.
اصلك عجباني اووي
نظرت له بنظرة نارية تعبر عن مدى غضبها من وقاحته وبصوت يملؤه الغيظ: مغرور
………………………………………….. ………
وضعت طعامها البسيط وقد بدأت تعتاد على وحدتها القاتلة.
نظرت لطعامها دون شهية ثم شرعت بجمع الأطباق.
ذهبت الي غرفتها تجلس وحيده شارده. امسكت مصحافها وبدأت تقرء في سورة تبارك وبعد ان انتهت
التقطت المنبه لتضبطه على وقت استيقاظها قبل اذان الفجر وسرعان ما كانت تغفو بسبب شدة تعبها.

كانت في قصر كبير يملئه الازهار ولكن ما لفت انتباهها ان في هذا القصر زهرتان ذابلتان اقتربت منهم وتأملتهم بحزن ، مدت يدها لتلمس الزهرتين ثم صارت الزهرتان مثل باقية الزهور الأخرى مزدهرة وليست ذابلة.
استيقظت من نومها علي صوت رنين المنبه تلتقط أنفاسها وتمسح جبينها المتعرق.
………………………………………….. ………
احتضنته بحنان أم وكأنها ولدها أنجبته من رحمها وليست زوجة أبيه وقد انفصل عنها أبيه منذ سنوات لأنه لا يستحق أمرأة مثلها.
الهام بحب : وحشتني يا ادهم ، كده متسألش عني من زمان
ادهم : معلشي يالولو ، ما انتي عارفه الشغل
الهام : ربنا يعينك يابني
نظر لها ادهم مبتسما وهو يتذكر أفعالها معهم عندما كانت زوجة أبيه.
فلاش باك
مالك يا ادهم بتعيط ليه
نظر لها أدهم نظرة كره ثم أجابها بغضب:
مالكيش دعوه
الهام وهي تمسح على رأسه بحنان متفهمه كرهه لها : ماشي ياسيدي ماليش دعوه بس ممكن تحكيلي يمكن اساعدك
نظر لها طويلا ثم أنسابت دموعه على خديه
الهام بخضه وهي تحتضنه : مالك ياحبيبي ، حد ضايقك في المدرسه
ادهم ببكاء : هو ليه كل صحابي عندهم ماما بتوصلهم المدرسه وانا لاء اشمعنا انا
رأت في نظراته اليتم، فشعرت بالشفقة نحوه ، إنه طفل صغير لم يتجاوز عمر الثامن سنوات. ضمته إليها بحنان: ومين قالك انك مالكش ام ياحبيبي
ومن يومها هذا إلى ان وصل عمره لخمسة عشر عامًا وهو مرتبط بها وكأنها امه بعكس أياد الذي كان لا يعي شيئًا لصغر سنه ، وياله من يوم عندما علم بطلاقها من والده عندما عاد من مدرسته الداخليه.
باك…
فاق من ذكرياته عندما ربتت الهام بيدها على كتفه ليجلس معها ليتناولوا الطعام.
نظر لها بنظرة هادئة، فهي الوحيده من تعلم من هو أدهم الحقيقي الحنون ، وليس ذلك الشخص المتكبر المهيب ولكن لكل من ماضي يحوله لشخص أخر .
………………………………………….. ……
كانت تودع بعض اصدقائهاا ، بعد ان أنهوا تمرينهم المخصص، جلست تسترخي علي احد الكراسي ، وفجأه وجدته يجلس امامها ، ويتأملهاا ، نظرة اليه شذرا ، وكادت ان تغادرولكن كما اعتادت منه امسك يدهاا ، وكلماته التي اعتاد عليها مع اي فتاه تعجبه حتي يجعلها تخضع وتلين له
وحشتيني علي فكره
شاهي بحده : انت مجنون صح
اياد بهيام: مجنون بيكي ياحبي
شاهي بمعرفه سابقه عن غرمياته وهي تقترب منه : وقولت الكلام ده كام مره لمين غيري
اياد بثقته المعهوده: كتييييير
نظرت له بحده لوقاحته وكادت ان تسكب عليه كوب الماء الذي امامها … ولكن
أياد: بس انتي الوحيده الي بقولهلها بقلبي قبل عقلي الي خطفتيه من اول ماشافك ياشاهي
كانت كلماته ونظراته كفيله ان تجعلها ، تلقي بكل حدتها وعجرفتها وتستمع له وتستكين حتي لو للحظات وهي تتأمل وسامته ، ولكن قبل ان تضعف نهضت سريعا وانصرفت وهي تلتف اليه ناظرة له
ابتسم أياد بخبث ، وهو يعلم انه لم يتبقي سوي جوله واحده وتصبح الكوره في ملعبه كما اعتاد
………………………………………….. ………..
لم يصدق ما فعلته لأجله ، كانت واقفه تنظر له بحب وهي في كامل اناقتهاا ، اقتربت منه قليلا وهي تهمس في احد اذنيه كل سنه وانت طيب يا ادهم
ثم امسكت يدهه ، وجلسوا سوياا علي تلك المائده التي اعدت له ،له هو فقط وبدئوا يتناولون الطعام وهو يتأملهاا
ادهم : عرفتي منين ان عيد ميلادي النهارده
صافي بهدوئها المعتاد : مممم ، طرق خاصه
ضحك ادهم ، وهو ينظر لها متفحصا
علي فكره طالعه جميله اووي النهارده
ابتسمت له صافي ، وبدأت تطعمه بشوكتها
ادهم بضحك : انتي بتدلليني اووي ياصافي
صافي بحنان وهي تمسك يدهه وتقبلها : انا مش عايزه حاجه غير انك تبقي جنبي يا ادهم حتي لو هكون عشيقتك وبس
تنهد ادهم بحزن ، وهو ينظر لها وما تفعله معه فهو لا يستحق هذا فهو لا يعطيها اي شئ ، فقط هي من تعطيه ولأول مره يكرهه انانيته ، كان يود ان يبتعد عنهاا ليتركهاا تنعم بحياتهاا بعيدا عن تلك القلب القاسي فهو يعرف نفسه تماما ، فهو لن يسمح لقلبه يوما ان يحب ويعشق ولكن هل ستستمر ايها القلب علي رغبة صاحبك ام ..
مدت له يدها بهديتها التي اختارتهاا بعنايه حتي تنال اعجابه : يارب هديتي تعجبك
نظر لها ادهم مبتسما، وهو يفتح تلك العلبه القطيفيه ويري فيها تلك الساعه التي تنم علي ذوقها
صافي : عجبتك !
ادهم مبتسما : اكيد ، زي ما صحبتها عجباني كده
ثم ترك الهديه وامسك يدها ، وهم يدخلون تلك الغرفه التي اعتادت علي لقائهم المعهود
وانطفأت الانوار ، وذهبوا معاا في عالم الهروب والاحتياج بقلوبُ تائهه
………………………………………….. ………
خرج من سيارته ، وهو يهندم من نفسه وينظر لنفسه بنظرة اعجاب
دخل الي تلك المعرض، الذي تقيمه هي
وجدهاا كما اعتاد علي رؤيتها واقفه بكل كبرياء وغرور
ولكن من منهن لم يستطع هو بنظرة واحده منه ان يجعلهاا تتمني ان تبقي طيله العمر بجانبه ، اقترب منهاا بنظرة ثقه
وهو يقول : مبرووك الافتتاح يا انسه شاهي
نظرة له بحده تحاول ان تخفيها تحت اعين اعجابها به : متشكره يابشمهندس
ثم تركته وانصرفت ، لتنشغل بضيوفهاا
………………………………………….. …………
كانت عائده من مشوارهاا الشهري الذي اصبحت تخصصه يوم اجازتهاا لتأخذ بعض المال من مرتبها علي قدر استطاعتها وتتصدق به لتوهب صدقتها لوالديهاا
وعندما صعدت الي شقتها ، وجدت احد جارتهاا تنتظرها لتطمئن عليهاا
ام محمد : اخبارك ايه يامريم يابنتي
مريم وهو تفتح باب شقتها : الحمدلله ياطنط، اتفضلي
ام محمد : انا قولت اجي اطمن عليكي ، وجبتلك الاكله الي بتحبيها ، كنت عملاها النهارده للولاد وافتكرتك
مريم : ربنا يخليكي ياطنط ، بس ليه تعبتي نفسك
ام محمد بأشفاق : ولا تعب ولا حاجه ياحببتي ، انتي زي ولادي ، والمرحومه امك كانت ونعمه الجاره
نظرت لها مريم بأسي وصمتت
ام محمد بأسف: انا اسفه يابنتي والله ماكان قصدي افكرك ، ربنا يرحمهم
مريم بدعاء : يــاربـــ
ام محمد بتسأل : مافيش حد من اهلك بيسأل عنك ، ولا حتي عمك
مريم : مين دلوقتي بيسأل علي حد ، كله بقي مشغول بحاله ، ربنا يعينهم
ام محمد بأشفاق : معلشي يابنتي ، ربنا ما يحوجك لحد ، ويحفظك من شرور نفوس البشر
طيب انا همشي بقي ولو أحتاجتي اي حاجه اطلبيها من غير ما تتكثفي، ثم انصرفت
تأملت مريم حولهاا للمكان ، الذي يكسوهه الحزن ، وفرت دمعه من عينيهاا .. ثم بدأت تُلهي نفسها بتنظيف الشقه
………………………………………….. ……….
كان يعلم ان ما يجذبهم الي رجل في عمرهه ، سوا ماله فقط .. فمهما كان فهو يعلم قدر نفسه .. اخرج من جيبيه علبه قطيفه زرقاء اللون ..
كانت نظراتها متعلقه بتلك الهديه ، وعندما فتحهاا انبهرت بهاا
نانسي : بجد تحفه اووي يا زيزو ، ثم اقتربت منه لتقبله بعد ان ارتدت تلك الخاتم
عزت : عجبك يانانسي
نانسي وهي تنظرالي خاتمهاا الألماس بأنبهار: اووي اوووي يازيزو ، ثم اقتربت منه بدلالها الزائف حتي ترضيه وتحصل هي علي ماتريد منه من مال
ادهم انا اعايز اخطب!!

الفــصــل الخـــامــس

كان يُتابع بعض اعماله وهو منهمك وعندما سمع ما قاله اياد ، ترك ما بيده ونظر له يتفحصه بنظرة ثاقبة فهو يعلم طبيعة أخيه الاصغر، وأن طلبه هذا لن يكون سوى نزوة وبعد فتره سينتهي الأمر… فقد وجد أن الحل الامثل مع تلك الفتاة هو الارتباط.
ادهم بهدوء: وياترى مين اللي قدرت تخلي اياد باشا عايز يرتبط
أياد : في ايه يا ادهم مالك بتكلمني كده بدل ما تفرحلي
ادهم بتهكم : افرحلك ، طب قولي إزاي افرح وانا عارفك، ممكن بكره تيجي تقولي لاء خلاص صرفت نظر عن الموضوع اصلها مش عجباني…
ايه يا أياد ، ده انت اخويا وانا اكتر واحد عارفك
أياد : لاء متقلقش ، المره ديه بجد
نظر له أدهم بنظرة ثاقبة وبهدوء تمتم.
ادهم : ومين بقي هي سعيدة الحظ
أياد بابتسامه واسعه : شاهي أسعد ، بنت اسعد مرتضى
ادهم بهدوء: اممممم ، بنت أسعد مرتضى
نظر اياد له ، وهو يعلم ان أدهم عندما علم بمكانة والدها فلن يعترض فهو يعلم بأن أخيه سوف يعقد صفقة مع أسعد مرتضى والد شاهي وهذا الزواج سيكون فرصه لتزيد العلاقات بينهم.
………………………………………….. …………….
حالة من الهدوء حاوطت ابطالنا ولكن ماحدث هذه الأيام
هو ارتباط أياد بشاهي ، خطبة احدثت ضجه في عالم الصحافه والبيزنس. كان حفل الخطبه مقام على أعلى مستوي.
حضر حفل الخطبة اكبر رجال الاعمال واهم فئات البلد ، كان ادهم سعيد جدا بذلك الارتباط وايضا والد شاهي لما بينهم من صفقات.
عزت بأبتسامه: امتى هفرح بيك يا ادهم
نظر له ادهم ببرود وقال : المهم انت تفرح بنفسك وتبقي مبسوط ، متشغلش بالك بيا
عزت بأسي: هتفضل كرهني لحد امتى يابني
نظر له ادهم بتهكم ثم ابتعد عنه ليتابع الترحيب بضيوفه.
كان عزت مازال واقفًا ، ينظر إلى أدهم بحزن ويشرد بذاكرته نحو ماضي لم يمحيه الزمن.
فلاش باك…
ياشيخ حرام عليك ، انا تعبت كل يوم في حضن واحده شكل وكنت بقول مش مهم مادام بعيد عن بيتي وولادي
كمان ارجع الاقيك انا وابنك وانت مع واحده وفي بيتي منك لله ياشيخ
عزت ببرود وهو يصفعها : والله انا حر اعمل اللي اعمله ، وكفايه اووي عليكي العز اللي معيشهولك والفقر اللي نجدتك منه انتي واهلك
ليلى ببكاء: انت بتعيرني ياعزت
عزت ببرود : لاء مش بعيرك ، بس بفكرك عشان تعرفي إن خيري عليكي وعلي اهلك ياهانم ..
ثم اقترب منها ببرود،،، عيشي ياليلي وربي عيالك.
نظرت له بحزن ولم تتحدث ، فكيف ستتحدث معه وقد تزوجها غصبا مقابل المال الذي كان ثمن لمنع دخول والدها من السجن.
كاد عزت أن يغادر غرفتهم ، فوجد أدهم ذو الستة سنوات ينظر له بنظرة حتى اليوم لا يستطيع نسيانها…فقد كانت نظرة تحمل الكرهه.
باك..
عزت بحزن وندم : انا السبب ، انا السبب يا أدهم
………………………………………….. ………
كان قد دعاها لحفلة خطبة أخيه وعندما جاءت نظر إليها ثم أشاح عيناه بعيدًا عنها حتى لا ينتبه عليه أحد وعاد يتابع حديثه مع بعض أصدقائه من رجال الأعمال.
نظرت له تتأمله بحسره فهي ليست سوى عشيقته التي يقضي معها وقتًا من المتعه ثم يغادر بالصباح.
ظلت تتابعه بنظراتها المحدقة به وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامه باهته. انتبه على وجودها أحد الأصدقاء وأقترب منها مرحبًا.
ازيك يا صافي
وقد رحمها هذا الصديق من وقوفها بالحفل كالغريبة.
………………………………………….. ………..
نظر لها مبتسما وهو يتذكر كل شئ فعله كي تتم تلك الخطبه ،امسك احد ايديها ليقبلهاا
اياد بأبتسامه: مبرووك ياحببتي
شاهي بهدوء: الله يبارك فيك ياحبيبي
اياد وهو يقترب من احد اذنيها : بعشقك
كانت كلماته مثل المغناطيس عليها ، فقد سحرهاا باهتمامه وكلامه المعتاد حتي استطاع ان يحصل عليهاا ويرتبط بهاا بعدما كانت بالنسبه له كسهل الممتنع
بادلته نفس الابتسامه ، وامسكت يدهه الممدوده لها وبدئوا ب الرقص سوياا تحت اعين الموجدين من المدعوين والصحافه
………………………………………….. ………
بدئت عملها اليومي المعتاد مثل كل يوم ، وقفت لتقدم لأحد الزبائن ماطُلب منهاا ، فأنحنت قليلا لتضع الطعام ولم تشعر بأنفاسه سوا وهو يهمس في احد أذنيها ويدعوها لقضاء ليله معه مقابل بعض المال ، كانت كلماته كالصاعقة لهاا
فكيف يطلب منها ذلك هل يراها مثل ما يعرفهم ، ولكن كيف وهي دائما ترتدي ما يسترهاا من ملابس محتشمه ، ولكن ستظل الرغبه عند امثالهم فطره يبحثون عنها لمتعتهم ومزاجهم كما اعتادوا ، نظرت لها نظرة احتقار ثم سكبت تلك الكوب الذي امامه في وجهه
وقف يهتف بـأعلي صوته وهو ينده علي مديرها
اتي خيري والشر يتطاير من عينيه
خيري : في ايه يا أكرم باشا ، حصل ايه
اكرم بتوعد : مش تختار الناس الي بتشغلهم عندك ياخيري ، الانسه كنت حاطت محافظتي وقومت اتكلم في التليفون لقيتها جات وبتحاول تسرقني ولما اتهمتهاا لقيتهاا بتعلي صوتهاا عليا وفي الاخر من بجحتهاا بص منظري
كانت واقفه ،تتـأمل براعته في الكذب فكيف لا يكذب ليداري عن فعلته ، نظرت له بأحتقار شديد وبصوت يملئه الغيظ
كداب يا أستاذ خيري
خيري بصرامه : انتي تخرسي خالص ، وتاخدي بقيه حسابك وتتفضلي انا مش مستعد استحملك اكتر من كده بره
مريم : طب والشرط الجزائي
خيري بحده: مش قولت اطلعي بره
ثم اتجهه لتلك الرجل واخذ يعتذر منه
خيري بود : اسفين يا اكرم باشا ، وغدا النهارده علي حساب المطعم، اتفضل ياباشا
نظر له اكرم بتعالي ، وجلس علي طربيزته وكأن شئ لم يحدث
………………………………………….. ……….
عادت الي منزلهاا ، نظرت لتلك النقود التي بحوذتها ثم ابتسمت بسخريه وهي تتذكر اتهام تلك الرجل
حمدت ربهاا ، انها ليست من ذاك العالم البشع الذي يعيشونه تحت نفوذهم وسطوتهم ،ولكن ما يجني سطوتهم نحن فقط وكـأننا خلقنا من لاشئ وكأننا ضيوفا علي عالمهم ويجب ان نرحل لنتركهم ينعموا هم فقط بعالمهم الذي يزينه فقط سطوتهم ومظاهرهم التي تخفي ما وراء قلوبهم التائهه
لم يقطع شرودها سوا رنين هاتفهاا البسيط ، وهي تنظر علي الرقم الموجود خلف الشاشه بدون اسم
مريم: السلام عليكم
رنا بأبتسامه : وعليكم السلام ، ازيك يامريم وحشاني اووي
مريم بعدم تصديق : رنا ، يااا يارنا انتي جيتي امتا من السفر
رنا : لسا راجعه من اسبوع ، وحشاني اووي يامريم نفسي اشوفك اخبارك ايه
………………………………………….. …………
فتحت عينيهاا ببطئ ، ثم نظرت اليه وهو يقف امام المرئه ليهندم من ملابسه
عندما رئهاا من خلف زجاج المرئه ، التف اليهاا
صافي بصوت ناعس : صباح الخير
ادهم : صباح النور ، صاحيتك
صافي وبدأت تفيق : لاء ابدا ، بس انا الي قلقت ، انت ماشي
ادهم بضحك وهو ينظر لساعته : الساعه 7 دلوقتي ، ولا انتي عايزه صاحب الشركه يروح اخر واحد
صافي وهي تنهض لتقف امامه : لاء ابدا ياحبيبي ، هروح احضرلك الفطار
ادهم : متتعبيش نفسك انا هشرب قهوه في الشركه
عادت اليه ثانيه ، وعلي وجهها ابتسامتها الجميله وبدأت تربط له رابطه عنقه
صافي : ثواني والفطار هيكون جاهز ، ثم اقتربت منه لتقبله وغادرت الغرفه لتحضر له طعام الافطار
نظر لهاا وهي تغادر الغرفه ،وتنهد بصعوبه ثم بدء يكمل ارتداء ملابسه
………………………………………….. …………..
نظرت الي صديقتها بأسي، وهي تشفق عليهاا مما حدث لها
رنا : ياا يامريم ، طيب مقولتليش ليه كنت ممكن اساعدك تلاقي شغل ما انتي عارفه علاقات بابا
مريم : مكنتش عايزه اشغلك بمشاكلي ، سيبك مني انتي اخبارك ايه
رنا : انا ياستي اتخطبت لأبن عمي ، وبعد كام شهر هسافر معاه امريكا
مريم بفرحه : مبروووك يا رنا
رنا بحب : الله يبارك فيكي ياحببتي
ثم نظرت لصديقتها لبعض الوقت ، وقالت
الشركه الي بابا شغال فيها محتاجين محاسبين ويكونوا خارجين تجاره انجلش ، ايه رئيك تقدمي للوظيفه وانا هقول لبابا يساعدك
مريم : بس انا مش عايزه اسببلك احراج مع والدك
رنا : احراج ايه يابنتي ، هو اصلاا كان عارض الوظيفه ديه علي مي بنت خالتي ، بس خطيبها رفض ولما انتي حكتيلي ظروفك افتكرت وكمان انتي نفس المؤهل الي طلبينه ومتخافيش بابا ليه اسمه في الشركه والكل بيقدره ويحترمه
وانتي اعملي الي عليكي وقدمي ، يمكن يكون ليكي نصيب وتشتغلي في شركه كبيره زي ديه
مريم بسعاده : ياا متعرفيش الخبرده فرحني قد ايه ورحمني ، من اللف علي اي وظيفه اشتغلهاا
رنا بأشفاق : خلاص بكره ان شاء الله نتقابل ، واخدك لمقر الشركه مع ان اسمها معروف في البلد كلهاا
………………………………………….. ………..
هاا يا احمد ، اختارت المحاسبين الي شركه محتاجهم
احمد : بكره ان شاء الله هنعمل المقابله ، وهنختار الي يصلح للوظيفه
ادهم ويعيد نظره لبعض الاوراق التي امامه : ماشي يا احمد التعين هيكون تحت اشرافك ، المهم اخبار بنود العقد مع الشركه الايطاليه ايه
احمد بأبتسامه : بعتوا لينا مندوبهم عشان نتمم العقود
ادهم بأرتياح : كويس جداا ، ثم نهض من مكانه وبدء يرتدي حلته ليهم بالخروج
وقبل ان يغادر مكتبه …… ابقي اعلن عن الصفقه الجديده للصحافه
………………………………………….. ……………
هتوحشيني علي فكره
شاهي بدلع : ياسلام ، يعني بكره مش هتزهق مني
اياد : في حد يزهق من روحه ياحياتي
شاهي : بكاش علي فكره بقي
اياد : في واحده تقول لحبيبها وخطيبها وزوجها المستقبلي كده ، ثم غمز لها بأحد عينيه
وقال بهيام لتذكرهه تلك الليله التي قضوها سويا منذ ساعات قليله
شاهي بخجل : تصبح علي خير
اياد : وانتي من اهله ياحببتي ، اوعي تنسي معادنا بكره
ابتسمت له ، وخرجت من سيارته وهي تودعه بأحد ايديهاا
ثم تنهدت براحه ، ودخلت الي فيلتها التي تقطنها هي واباها بمفردهم
………………………………………….. ………
جلست تنتظر دورهاا بعد ان اصطحبتها صديقتها وتركتها للتقديم في تلك الوظيفه ، كانت اعينها تتابع المكان من حولها وهي حالمه بأن تقبل بذاك الوظيفه
ظلت تتأمل هؤلاء الفتايات بملابسهم ومكياجهم الصارخ
نظرت لهم بتعجب ، ثم اخفضت رأسهاا لعلها تستجمع قواهاا
تأملتها السكرتيره بأستغراب شديد ، وهي تطلع الي ملابسهاا
فقد كانت ملابس بسيطه للغايه
السكرتيره بأبتسامه: اتفضلي يا انسه ، المقابله هتكون مع بشمهندس احمد
احمد بهدوء وبدون ان يتطلع اليها : اتفضلي يا انسه مريم
ثم نظر لها وقال : انسه مريم صح
مريم : ايوه يا فندم
احمد : ممممممم ال cv بتاعك هايل ، بس ناقصك خبره
انتي مدربتيش في اي شركه قبل كده
مريم بأبتسامه : لاء يافندم
احمد بتفهم : تمام ، اتفضلي
خرجت من مكتبه ، وهي لا يبدلها شك بأنها لن تقبل في تلك الوظيفه
خرجت من الشركه وهي تشعر ببعض الدوار ، وكادت ان تسقط مغشيه عليها ، الي ان لحقهاا
انتي كويسه
مريم بتعب : اه الحمدلله ، متشكره لحضرتك عن اذنك
وقف يتأملهاا للحظات ، ثم صعد الي غرفة مكتبه ليلقي اوامره علي سكرتيرته الخاصه ،قبل بدء الاجتماع
………………………………………….. ………
استيقظت من نومهاا ، علي صوت رنات هاتفهاا
انتظرت قليلا لكي ترد ، وبعد ان ردت
لم تكن تصدق ما سمعته منذ قليل ، هل هي قبلت حقا في تلك الوظيفه ام هي تحلم ، نهضت سريعا من فراشهاا لتبحث عن ملابس مناسبه لعملهاا ولكن بحاشمته المعتاده ، لم تكن ملابسها انيقه ولكن كانت راضيه تماما عن ملابسها حتي لو سوف تخالف تلك المجتمع المتحرر ، نظرت لنفسها نظره رضي …………. ثم ذهبت لتبدء حياه اخري لا تعلم ما ينتظرها في وسط هذا العالم
وقفت تنتظر السكرتيره لتدخلها ، نفس المكتب السابق لمقابلة مديرهاا

الفـــصـــل الســادس

نظرت لتتأمله قليلاا ، فلم تجدهه نفس الشخص الذي اجري معها المقابله الاولي ، اشاحت بوجهها سريعا ، وظلت تنتظر ان ينتبهه لوجدهاا
ارخي بجسدهه قليلا وبدء يتأملهاا ، فلم تمر امامه مثل هذا النوع من الفتايات ، ظلت عيناهه تتفحصها بأعجاب شديد، الي ان اشاح بوجهه وامرهاا بالجلوس
اياد : انسه مريم صح
مريم بهدوء : ايوه يافندم
اياد بأبتسامه وهو ينظر لملفها : طبعا انتي عارفه انك اتقبلتي في الوظيفه ، بس الي متعرفهوش انك هتكوني تحت ادارتي
مريم بتسأل : هو انا هشتغل سكرتيره لحضرتك
اياد : لاء مش سكرتيره ، بس هتكوني الوسيط بيني وبين مدير الحسابات ، هترجعي الحسابات وبعدين ان هتطلع عليهاا ،يعني ممكن نقول كده سكرتيره تانيه ليا
نظرت له مريم بتفهم ، ولم تعقب
أياد : اتفضلي دلوقتي ، والسكرتيره هتفهمك كل حاجه
مريم : عن اذن حضرتك
خرجت من امامه ، وظل نظرهه عالقاا بهاا .. الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه
اياد : اقول ماساء الخير ، ولا صباح الخير ياحياتي
………………………………………….. …….
انا هبه سكرتيرة بشمهندس اياد
مريم : مريم ، الموظفه الجديده
هبه :تشرفت ، ها ابدء اشرحلك طبيعة شغلك ، ولا عايزه تسألي عن اي حاجه
مريم بابتسامه: لاء ابدء اتفضلي
بدأت هبه تشرح لها طبيعة عملهاا، وتوضح لها كل شئ وعن نظام الشركه وعن الجديه في العمل ، الي ان وصلت ان حثتها ان تحترس من بعض الامور لم تفهم مريم ماتقصدهه ولكن ظلت صامته تتابع الاستماع الي حديث هبه
هبه : هاا ياستي فهمتي كل حاجه
مريم : اه تمام متشكره اووي ، بس سؤال هو انا هشتغل فين
هبه : مع زمايلك عادي في قسم الحسابات ، بس المسئول عنك هو بشمهندس أياد لانك تعتبري تحت اشرافه
………………………………………….. …………
بعد ان انهوا اجتماعهم ، جلسوا يتحدثون في بعض الامور
الي ان نظر خلفه، وهو يندهه عليهاا لكي يعطيهاا بعض الاوراق
انسه مريم
اقتربت منه بهدوئها المعتاد ، الذي تعود عليه منذ ان أتت من اسبوعا
مريم : افندم يا بشمهندس
التف ادهم الي مصدر الصوت ، ولكن لم يتذكرهاا عندما ساعدهاا في النهوض ، ثم اشاح بوجهه ليتابع ما كان ينظره اليه من اوراق
اياد بأبتسامه : اتفضلي الاوراق ديه ، عايزك تعمليلي جدوله ، وتشوفيلي الربح والخساره هتكون في حدود ايه وكل التفاصيل
ثم نظر لهااا مبتسما ، يتأملها كعادته ، بدون ان يعرف لما عينه دائماا تتفحصها برغم من ملابسها المحتشمه
نظر له احمد وهو يتابع نظراته ، ثم قال بصوت هامس
سيب مريم في حالها ، هي مش زيهم وانت عارف كويس كده
نهض اياد سريعاا من مكانه ، وتركهم
………………………………………….. …
وجدها تتطلع لصورة ابنها بدموع وشوق شديد ، كان يتأمل عيونها كما كانت تدل علي مدي اشتقاهاا ، اقترب منهاا
وجلس بمقربة منها ، وهو يقول
انا وعدتك اني هرجعهولك ياصافي ، خليكي واثقه فياا
صافي بأسي: تفتكر اني ممكن الاقيه في يوم ، خايفه اووي يا ادهم اني اعيش عمري كله استني اليوم الي القدر يجمعني بيه ، ويوم مالقيه مشوفش نظرة الحب الي اي ام بتشوفهاا في عين ولادهاا
نظر لهاا بأشفاق ، وهو يتذكر نظرة امه المودعه وهي تقول خايفه تبقي زيه
لم يفهم قصدها بتلك الجمله ، الا عندما كبري ، علم انها تقصد ان يصبح مثل والدهه زوج خائن واب لا يُصلح
اقتربت منه ، بعد ان جففت دموعها ،واستكانت بين يديه وهي تشعر بدفئ انفاسه وحنانه الذي ادركته عندما اقتربت منه حتي لو لم يظهر لها ذلك
………………………………………….. ……….
ايام تُمر، ووحدتتها اصبحت قاتله ، ولكن عملهاا الجديد اصبح يشغل معظم وقتها كانت سعيده بتلك العمل لكونها تعمل ما تُحب ، وضعت رأسها علي وسادتهاا بعد ان اتأكدت من موعد استيقاظها من منبه هاتفهاا ، ثم بدئت تتذكرحياتهاا السابق ، كما كانت تشتاق اليهم كثيرا ، تنهدت بحزن اصبح يملئ قلبهاا ،وذهبت في عالم الاحلام
حياته كما هي ، لايري شئ سواا عالمه التائهه فيه ، وكأنه اصبح لا يٌبصر بشئ سواا هذا العالم الذي يحيطه ، كانت ضحكاتهاا تتعالي في اذنيه ويدها التي تسحب يديهه ليراقصهاا
ظلت ترقص بين احضانه ، ولاول مره هي من تسقط عليه الكلمات ، كان يسمع كلماتها مثل الاصم في هدوء تام الي ان سألته عن موعد زواجهم
اياد بدهشه : جواز
شاهي بصدمه : جوازنا ياحبيبي ، مش المفروض نتجوز ولا انت خلاص زهقت مني
اياد بأرتباك: ليه بتقولي كده
شاهي بحزن : مالك يا اياد ، انت بقيت غريب اووي الايام ديه
اياد بضيق : مافيش ياشاهي ، يلا نمشي عشان تعبان
………………………………………….. ………..
تفتكر هيجي يوم وتبعد عني ، وتسيبني
نظر اليها ليتأملها قليلا ، وبضحكته المعهوده
مممممممم ، ليه بتقولي كده
صافي : لان لكل شئ نهايه ، وانت ممكن في يوم تلاقي نصك التاني الي تكمل معاه حياتك ، ثم تنهدت بحسره وهي تلقي علي مسمعه تلك الكلمات
بدء يعتدل من جلسته واسند برأسه علي الوساده ، وقال
مفتكرش ، وظل يتأمل تلك الفراغ الذي امامه
صافي : ليه متجوزتش لحد دلوقتي يا ادهم
نظر لها بتعجب من سؤالها فالمفترض لو سـأله جميعهن بهذا السؤال هي دونهم لا ترغب ان تسأل تلك السؤال فهي عشيقته
ادهم : مالك ياصافي ، اول مره تسأليني السؤال ده
صافي بهدوء: واحد زيك عنده كل حاجه ، ليه اسمه وسمعته وكمان شخص جذاب وجميل ، ليه لحد دلوقتي متكونش في واحده في حياته قدرت تدخل قلبه
ادهم بتنهد وهو يشير الي موضع قلبه : عشان ده مش عايش ، زي صاحبه بالظبط
كادت ان تكمل كلامهاا ولكن علمت بأنها الان يجب ان تنهي حديثها معه
نظرت له تتأمله ، قليلاا فوجدته وكأنه يصارع شخص بداخله ، فنهضت من مكانها بعد ان غطت جسدها العاري
وهي تعلم تماما ، ان قربهم من بعض هذا ليس سواا اكتمال ارواح تحتاج الي الاحتواء لتعوض ما بداخلهاا من نقص يريد ان يكتمل
………………………………………….. ……….
جلست علي احد الطاولات في تلك المكان المخصص لأستراحه العمل ، وبعد لحظات قامت لتجلب بعض المشروبات
مريم بأبتسامه : مشروب كل يوم ياعم حسن
حسن بطيبه : من عنيا يا استاذه مريم
ابتسمت له بأبتسامتها المعتاده ، فهو يُذكرهاا بوالدهاا نفس الطيبه التي كانت تراهه في عينيه وملامحه
اخذت طلبهاا ، ليست مدركه بما امامهاا ، وبدون قصد صدمت بيه
ادهم : ابقي خدي بالك يا انسه ، ثم انصرف وتركهاا دون ان ينتظر ان يسمع اعتذارهاا
هبه بضحك : كنتي هتكبي العصير علي رئيس مجلس الاداره
مريم بدهشه : هو ده صاحب الشركه
هبه بضحك : بقالك شهر ، وكل ده ومتعرفيش ان ادهم عزت هو الكل في الكل هنا
مريم بتعجب : طب واستاذ اياد ، واستاذ احمد
هبه : دول اعضاء مجلس الاداره ، بس طبعا ليهم اسهم في الشركه غير ان بشمهندس اياد يبقي اخوهه الصغير
مريم : عشان كده ديما كنت بشوفه في كل الاجتماعات وهو الي بيديهم الاوامر
هبه بضحك : وبعقلك كده يافالحه مادام هو الي بيدي الاوامر يبقي مين بقي صاحب الشركه ، يابنتي ادهم ده هو الي ماسك كل حاجه ،عقله يوزن بلد ، وميعرفش اخوهه في الشغل ، ثم بدأت تتناول مشروبهاا وهي تقول : حتي لو بشمهندس اياد ، بس بصراحه غيره خالص
مريم بتسأل : غيره ازاي يعني
ولكن قطع حديثهم ، نهوض المواظفين للذهاب لعملهم ، بعد ان انته وقت الراحه
………………………………………….. ………….
كنتي فين يامريم ، وفين الملف الي طلبته منك
مريم: اسفه يافندم ، اصل كنت في الاستراحه عشان ميعاد الغدا ، ثواني وهجيب لحضرتك الملف
اياد وهو يقترب منه: ممممم وكده تاكلي من غيري
مريم بحده : افندم
اياد بضحك : ايه يامريم ، هو انتي مالك جد اووي ، مش معقول وصلناا للسنه 2014 وفي بنات بالشكل ده ، ثم قال باستهزاء: انتي جايه منين يامريم
نظرت له لبعض اللحظات لتري ضحكاته وهو يحتقرهاا ، وقالت بأسي : عن اذن حضرتك
ثم ذهبت ، وهو مازالت انظارهه علقه بها، وقد تبدلت ضحكاته لسكون تام
هو انا ايه الي عاملته ده ، عشان اتريق عليها كده واضحك
خرجت سريعاا من امامه ، ودموعهاا تكاد توشك علي الهبوط ، كادت ان تخبط به ثانية ولكنها تراجعت ، رفعت وجهها الذي كانت تخفضه لتري ممن سوف تعتذر فصُدمت عندما رئته
نظر لها قليلا ، يتأمل عيونهاا المليئه بالدموع ، ثم ابتعد عنها وهو يعلم بأن قد حدث شئ بينها وبين اخاهه
دخل اليه ، وجدهه يهندم من ملابسه ليهم بالخروج من مكتبه
وبعد ان القي عليه ما اراد منه بشأن شاهي ، التف لينصرف ثم عاود النظر اليه ثانيه وهو يقول بصرامه
اعقل شويه ، وبلاش تلعب علي حد من الموظفين مفهوم
اياد بأبتسامه : ديما ظالمني
ادهم : اتمني ذلك .. ثم تركهه وانصرف
اما هو اخذ يحدث نفسه بشأنها
ياتري يامريم انتي غيرهم ولا مع الوقت هتبقي زيهم
………………………………………….. …………….
مالك يامريم ، هو بشمهندس اياد زعلك
مريم بتسأل : هو انا لبسي مش كويس ياهبه
هبه بابتسامه : من ناحيه ايه مش كويس، ثم بدأت تفهم هبه ما تقصدهه
هبه : مممممم ، يمكن انتي مش متحرره زينا كده ، يعني انا مثلا محجبه بس ممكن اعمل لفات حجابي علي الموضه ، احط ميك اب ، البس ملابس ضيقه شويه وبرضوه علي موضه يعني تحرر بس مش زيهم يعني
نظرت لهاا مريم باستغراب : مش زي مين
هبه بضحك : مريم هو انتي قولتيلي خريجه كليه ايه ، الي يسمع اسألتك ميقولش انك خريجه جامعه ومرت عليكي كل انواع البنات
مريم : انا في الجامعه مكنش ليا اختلاط اووي بحد غير رنا ما انتي عارفاها بنت استاذ هاشم ، كان كل الي بيهمني دراستي
هبه بتفهم : هو قالك ايه
مريم وبدأت تتذكر نظراته وضحكته التي يشع منهاا نظرة الاستهزاء وبعد لحظات
هبه : بصي يامريم ، سيبك من الوسط ده ، مالكيش دعوه بنظراتهم ليكي ولا حتي كلامهم لانك هتسمعي كتير من كلامهم وهتشوفي نظرات استغراب وكأنك انتي من عالم وهما من عالم تاني خالص ، انا كنت زيك كده لبسي واسع وماليش في الموضه والكلام ده صح بلبس لبس متناسق وحلو بس كنت ملتزمه باللبس المفروض تلبسه اي بنت محجبه ، بس للاسف فضلت اشوف ديه لبست ايه وديه عاملة ايه ، وديه بتلفت الانتباه ازاي ، لحد لما انتي شايفه اه
وقالت بأبتسامه : بس يعني لبسي مش وحش اووي ، بس مبقتش هبه بتاعت زمان
مريم بأبتسامه : ربنا يهدينا جميعا ، متشكره اووي ياهبه علي كلامك بجد انتي ونعمه الصديقه
هبه بطيبه : انتي الي طيبه يامريم عشان كده بتشوفي الناس كلهاا كويسه
ويلا بقي عشان نلحق نجيب الحاجات الي عايزه تشتريهاا
انتي صحيح هتشتري اللعب وهدوم الاطفال ديه لمين
مريم بأبتسامه :هبقي اقولك بعدين
………………………………………….. ………..
جلسوا يتناولون طعام العشاء سوياا
ادهم بأبتسامه : ايه يا اياد مالك سرحان ، اكيد بتفكر في شاهي
نظرت له شاهي بخجل ، ولم تتحدث
اياد بأرتباك : اه اكيد
اسعد بأبتسامه : ايه ياولاد مش نوين تحددوا ميعاد الفرح ولا ايه
ادهم بأبتسامه : انا عن نفسي جهزتلهم الفيله الي هيعيشوا فيها بس يقرروا بس
اياد وهو ينظر لشاهي : انا بقول نستني شويه ، ولا ايه ياشاهي
نظرت له بأرتباك وقالت : الي تشوفه
اسعد بضحك : يعني نطلع منها احنا
ادهم بضحك : اظاهر كده
ثم نظر لاخاهه يتأمله، فوجدهه شارداا
اسعد بتساؤل: اومال فين عزت باشا، انا سمعت انه سافر فرنسا خير راح سياحه ولا ايه
ادهم بتهكم: اه فعلاا سياحه ، ثم عاود النظر لأخاهه ثانيا
وهو يحدث نفسه : ياتري فيك ايه يا اياد
مريم انا اسف
وقفت ساكنه لبعض الوقت ، وكادت ان تهم بالخروج ولكن استوقفه صوته ثانية

الــفـــصـــل الســابــع

ابتسمت له ، كأنه تعبير عن قبولهاا لأعتذاره،ثم تركته وانصرفت
كانت نظراتها عالقه بذهنه ، ثم تنهد بابتسامه وهو يحدث نفسه
مريم مش زيهم يا اياد ، اعقل
ثم بدء يتابع عمله وهو شارد بتلك النظرهه الحانيه
………………………………………….. …….
ومثل كل يوم ، تجلس علي فراشهاا للحظات تتأمل حولهاا مملكتها الفارغه والهدوء القاتل الذي يحاوطها، شرد عقلها قليلاا بتلك الفتره الماضيه وهي تتذكر لاحظتها القليله معه بل والمعدوده
ظلت تفكر به وهي تسبح في عالم الخيال ، تتذكر نظراته الحاده ، حديثه القوي ، كل شئ فيه قد بهر عينيهاا برغم انها لا تعلم ملامح واجهه بدقه ، تذكرت المرات التي اصتصدمت بيه وهي تبتسم ، ولكن وقف قلبها للحظات وتصدي له عقلهاا ويقول …. فوقي يامريم
انتبهت لما كانت تفكر بيه وهي تحدث نفسها
حياتنا مش شبهه بعض ، لازم افوق
ثم ابتسمت بحزن وهي تخمد احلامهاا
………………………………………….. ……..
مش هي ديه شاهي ، الي صممت ترتبط بيها وكنت دايخ عشان بس تكلمك
نظر له اياد قليلا .. وقال : مش عارف يا احمد بس حاسس اني زهقت
احمد بضحك : ده العادي بتاعك يا اياد ،بس تفتكر ادهم هيسكت المرادي
اياد بضيق : طبعا عشان الصفقات الي بينهم هيحكم علياا بأوامره
احمد : انت الي حكمت علي نفسك يا أياد ، محدش ضربك علي ايدك وقالك افضل اجري ورا شاهي وبعدين ارتبط بيها
أياد : منكرش انها كانت عجباني ، بس كانت وخلاص
احمد بفهم : ومين بقي الي بقيت عجباك دلوقتي ، ما انا مش هصدق انك تزهق منها كده من غير مايكون في واحده تاني رسمت عليك ودخلت حياتك
اياد بغرور: تفتكر في حد يقدر يرسم علياا ، ثم بدء يتذكرها وهو يقول بصوت هامس لنفسه : بقيتي لعبتي الجديده مريم ، ولازم اخدك عشان ازهق منك ومفضلش اشغل بالي بيكي
ثم انتبهه علي صوت احمد وهو يقول : ازيك ياشاهي
………………………………………….. ……..
جلس يتأملهاا قليلاا ، وبصوت هادئ
هتيجي معاياا شرم يومين ، ايه رئيك
نظرت له بسعاده وهي تحتضنه : بجد يا ادهم
ادهم بضحك : بجد
صافي بسعاده : طب وايه سبب الفسحه المفجأه ديه
ادهم بهدوء : حاسس اني عايز اهرب من الشغل شويه ومن المشاكل
صافي بحنان : يعني انت عايزني معاك
ادهم بأبتسامه : تفتكري ايه
صافي بتنهد : انا اي مكان انت فيه بتمني اكون معاك ، انت متعرفش قد ايه بكون سعيده بوجودك حتي لو هكتفي ان ابصلك بس من بعيد
اقترب منهاا بحنان واخذ وجهها بين كفيه، وهو يقول انا جنبك اه ياصافي
………………………………………….. ………
اخذ يلقي عليهاا بعض الاوامر، وبعد ان اتنهي
استأذنت منه لتتابع عملهاا ..
نهض من مكانه ووقف امامها وهو يقول : بمناسبه حفلة عيد ميلادي ، انا عزمك يامريم ياريت تقبلي عزومتي يعني كأصدقاء
كان يقول هذا وهو يعلم انها ستواقف ، وكيف ترفض طلبه وكثيرا منهن يتمني نظره منه فقط وليس دعوه
ابتعدت عنه ، وقبل ان تغادر
اسفه يافندم ، انا جايه اشتغل هنا وبس ، بس ممكن اقدر اقولك كل سنه وانت طيب .. عن اذنك
ظل واقفا قليلاا وهو ينفث غضبه بانفاسه التي تكاد ان تحرق غروره وهو يقول : لسا الايام بينا يامريم
………………………………………….. ……….
كانت تنتظر ان تري قدومه مثل كل يوم ، ولكن هذا اليوم قد خُيب ظنهاا وقفت تتطلع لبعض الوقت ناحيه الطرقه المؤديه لمكتبه ولكن في النهايه التفت بظهرهاا لتتابع عملهاا
استوقفها صوته وهو يندهه عليهاا بصوت حاد
حصليني علي مكتبي يامريم
تنهدت قليلا ن ثم اتبعته وهي تمسك احد الملفات في يدهاا
جلس علي كرسيه يحاول ان يكون صارما حتي لو للحظات قليله لكي تنجح خطته كما اراد ، انتظر قدومها وعندما رئهاا نظر في بعض الاوراق التي امامه ، وبعد لحظات
ايه ده يا استاذه كل الحسابات فيهاا مشاكل ، اظاهر انك كنتي نايمه وانتي بتراجعي الملف
مريم بدموع : ابدا والله يافندم ، انا رجعت الملفات كويس اووي وحضرتك بنفسك قولت كل حاجه تمام
كاد ان ينكشف امرهه ، ولكن
قال بصوت جاهوري : شفت زياده هتنزليه النهارده ، ترجعي الملفات كلهاا وفوراا وقدامي كمان ، اتفضلي
نظرت له بصمت شديد ، وقالت : حاضر
بس ممكن اخد الملفات وهرجعهاا ، علي مكتبي
اياد بحده مصطنعه : اتفضلي يا انسه اقعدي هنا وراجعي ، انا مش فاضي للدلع ده مفهوم
………………………………………….. ………
كان يتطلع الي المياهه المتراطمه امامه وهو شارداا
وقفت تتأمله كعادتها ، وبصوتها الحاني
صافي :سرحان في ايه
بعد ان افاق من شرودهه ، وبأبتسامه ساخره
قولي مش سرحان في ايه
ابتسمت له كعادتها : هتفضل سرحان كده ، ولا شكلك زهقت وحابب ترجع للأوامر والموظفين وشغلك
ادهم بضحك : لاء انا اجازه الايام ديه
ثم نظر لها يتأملها قليلاا ، وقال :علي فكره في اخبار حلوه ليكي عندي
نظرت تتطلعه وكلها لهفة من سماع تلك الخبر الذي تتمني سماعه
ادهم بأبتسامه : قربت اعرف مكان مازن
………………………………………….. ……..
كان يجلس طيلة الوقت يتطلع اليهاا ويتأملهاا وهي منكبه علي تلك الاوراق ، اقترب منها قليلا وجلس علي مقربة منها وهو يقول : كفايه شغل لحد كده
نظرة له بأمتنان شديد ، ووجهها يبدو عليه التعب وهي تقول
: اتفضل الملفات الي اترجعت
نظر لها بنظرة لم تفهمها ، وقبل ان يفعل شئ تنهد قليلاا
اتفضلي يامريم ، تقدري تمشي
نهضت من مكانها سريعاا واتجهت ناحيه الباب ، الذي لم تسمح له بأغلقه ورحلت وهي تشعر بالتعب في كل انحاء جسدهاا
وقف ساكنا لبعض الوقت وهو يتطلع الي تلك الاريكه التي كانت منذ ثواني معدوده تجلس عليها ، الي ان قطع شرودهه صوت رنين هاتفه … ظل ينظر للمتصل لبعض الوقت وتنهد بملل ، واغلقه
………………………………………….. ………
عادت الي وحدتتهاا ، تمنت لو انها وجدت احد ينتظرهاا ليسألها عن يومهاا ، تذكرت قلق والدتها عليهاا وشعورهاا بتعبهاا ، ابتسمت بحزن ثم نظرت الي احد المجلات التي بيدهاا ووضعتها بجانب سريرهاا ، وذهبت لتؤدي صلاتهاا قبل ان تجلس لتقرء بعض الاخبار عنه حتي لو كانت قديمه
فكان فضولهاا يريد ان يعرف عنه الكثير لم تعرف لماا تفعل ذلك ، ولأول مره تشعر بأنها ذات قلب تائهه مثلهم
………………………………………….. …….
جلس ينهك نفسه بالشرب ،حتي تذكر صورتهاا بأبتسامتها الهادئه وبصافئها المعهود
نظر للكأس الذي يمسك به وقال بسكر: عجباك صح
ثم بدء يضحك بصوت عالي …
كريم : ارحم نفسك شويه يابني ، ومين ديه الي عجباك
أياد بضحك : حته بنت ، بس ايه خام اووي ، ولا لبساهاا تحس انهاا مش عايشه في العصر بتاعنا
كريم بضحك : يعني انت الي عايش اصلاا ، وكمان ماله لبساهاا
اياد بأبتسامه : عجبني موووت ، تصدق ان بتكثف ابصلهاا
ثم ضحك بسخريه : مش انا يعني الي بتكثف ما انت عارفني ، بس عيني ما بتقدرش تبص عليهاا ، بس اول ما عيني بتيجي عليها بلقيني ببعدهها علطول ومش قادر ابص عليها
كريم بتنهد : انت حبيتها ولا ايه يا أياد
اياد بضحك : انا احب مريم مش معقول ، ثم نظر لكأسه انا احب مريم ، ثم تابع الشرب
نظر لها صديقه بمراره ، وظل يتطلع له لبعض الوقت يتفرس معالم وجهه
………………………………………….. …..
جلست تنظر لغلاف المجله ، وقبل ان تفتح اول صفحههاا بها تنهدت بأسي ، ثم اغلقتهاا وهي تقول لنفسها
بلاش يامريم ، ممكن تشوفي عالم تاني غير عالمك وتنصدمي في اول شخص قلبك يدقله ، اعتدلت من نومتها بأسي وقالت : هو انا ازاي حبيته ، وامتا وليه .. مع انه عمرهه ما بصلي .. اشمعنا هو .. ثم بدأت تتذكر صرامته وحدته وابتسمت بأسي
………………………………………….. ……
عاد من سافرهه ، وهو لا يعلم ما ينتظرهه من اخبار
جلس يسترخي قليلا ، ثم بدء يتابع عمله ، الي ان
هنا : انسه شاهي خطيبة بشمهندس اياد ، مستنيه تقابل حضرتك
ادهم بأعتدال : خليهاا تدخل ياهنا
نظرت له بوجه شاحب ، وعندما رئي منظرها هذا ،تأكد بأن قدومها هذا لامر هام ولكن لم يتوقع بأن يكون هذا الامر هكذا
شاهي بدموع : انا حامل يا أدهم
نظر لهاا بدهشه شديده ، وبصوت متحجر، وبدون ان يشعر ظفر بضيق شديد وتنهد بقوه علي فعلة اخاهه
………………………………………….. ……….
كان يفكر في حيله ، كي يتقرب منها اكثر، ظل يفكر في حيلهِ السابقه ولكنه كان يعلم بأنها تحتاج حيلة مختلفه تماما، تنهد بضيق شديد وقال : بس برضوه لازم تقعي يامريم
اقترب منها ليعطي لها كوب الماء وهو يظفر بضيق : اياد عرف بالموضوع
شاهي بدموع : لاء لسا ميعرفش ، لان حضرته مبيردش علي تليفوناتي ، فملقتش حد اجيله غيرك
ادهم بضيق وبمراره : واسعد باشا طبعاا لسا معرفش
شاهي ببكاء : ارجوك يا ادهم ، بابا ميعرفش ، انا جتلك عشان عارفه انك الوحيد الي ممكن تسمعني وتقف جنبي وتحل المشكله
ادهم بضيق : مشكله ، قصدك كارثه .. انا مش عارف هفضل لحد امتاا استحمل استهتارهه
………………………………………….. ………
جلست تنتظر صديقتهاا علي احد الطاولات ، وكادت ان ترحل وجدته يجلس امامها وبابتسامته المعهوده وهو يخلع نظارته : مفاجأه حلوه صح
نظرت له بضيق وتمنت لو ان هبه الان امامهاا لأوبختهاا بشده علي فعلتهاا
التفت لترحل ، وتتركه بغروره هذا
ولكن هو كان اسرع ووقف امامهاا ، وهو يقول : ماهو مش معقول انتي الوحيده الي عامله فيها تقيله ، ايه في حد في حياتك لو في حد قولي ، ممكن اتصرف معاه
مريم بحده : اظن ان ده شئ يخصني ، عن اذنك
امسك احد معصمها بقوه وهو يقول : مادام اياد شوكت عاز حاجه لازم ياخدهاا ياحلوه
نظرت له بدموع وهي تقول : عشان انت اتعودت تاخد كل حاجه حتي لو مش من حقك ، او بالاصح انتوا .. عارف ان بشفق عليك اوووي
نظر لها بدهشه وهو يري دموعهاا ويسمع حديثهاا
مريم بدموع : ايوه بشفق عليك ، بشفق عليك من غرورك من حياتك مفكرتش في يوم ديه حياه الي انت عايشهاا وفرحان بيها ، مفكرتش هتفضل طوول عمرك فرحان بكده ، مفكرتش لحظه في شبابك الي معملتش في حاجه مفكرتش في الحياه التانيه الي مستنياك ، ولا ديه كمان نسيتها وفاكر نفسك هتفضل طول عمرك لحد ماتموت انك اياد شوكت الي كل حاجه لازم تبق تحت ايديه والكل يقوله سمعا وطاعا
انا بجد بشفق عليك ….
ثم تركته وانصرفت ، وهو ظلا واقفا تائهه يتطلع اليهاا ، ولاول مره يشعر بأنه حقا يجب ان يشفق اولا علي نفسه
لم يقطع شرودهه هذا سوا رنات هاتفه المستمره
نظر للمتصل بضيق وهو يقول : ايوه يا ادهم
………………………………………….. …….
جلس امامه ، وهو يتطلع اليه ويري علامات وجهه غير المبشره بشئ
تنهد بتسأل وهو يقول : في ايه يا ادهم
ادهم بحده : في ايه بتسألني في ايه ، وياتري مافيش ايه عاملته يا استاذ انا هفضل لحد امتا اصلح وراك بس المرادي انت الا لازم تصلح غلطك لانك خلاص المفروض هتبقي اب
اياد بصدمه : اب
ادهم بتهكم : شاهي حامل يا استاذ
نظر له اياد بصدمه ، ثم وضع راسه بين احد كفيه ، ونظر لاخاهه بضيق
ادهم : انا حددت ميعاد الفرح ، الفرح بعد اسبوع
اياد بصدمه : اسبوع ،ثم قال بضيق : بس انا مش هتجوز يا ادهم وشاهي هتنزل الطفل
نظر له ادهم بضيق ، وقبل ان يرد كان اياد يغادر المكان بل والشركه بأكملهاا
………………………………………….. ………..
كانت تعلم ان نظراته تلك ، ليست سوا رغبة فيهاا ، رغبه في لعبه لم يري مثلها من قبل ، لعبة اراد ان يستمتع بهاا قليلا، تنهدت بأسي لما يحدث لهاا ، نظرت الي احد المجلات لتتأمل وجهه ولكن سريعا ما اخذتها واخفتهاا كي لا تحطم قلبها بأحلام وهميه
قضي معظم ليلته ، يهرب من واقع ينتظرهه ، كان يلتقي بكأس يلو الاخر وهو لا يعلم لماذا اصبحت الان شاهي مجرد لعبه قد انتهي صالحيتهاا ، بعد ان كان يرغب بهاا وبشده
تنهد قليلا بأسي وهو يتذكر كلامهاا الاخير، ثم قذف بالكأس الذي يمسكه وهو يقول : اطلعي من دماغي بقي
………………………………………….. …………….
نظرة لها بعتاب شديد ، وقبل ان تذهب من امامها
هبه برجاء : والله يامريم ، هو الي اصر عليا ، قالي عايزك ضروري ، سامحيني
مريم بطيبه : خلاص ياهبه حصل خير
هبه بأبتسامه : ماشي ياستي ، بس مالك شكلك منمتيش والنهارده في اجتماع ولازم تكوني فايقه ، لان ادهم بيه رجع من سفرهه وطلب من اعضاء مجلس الاداره كلهم يجتمعوا
وبدون ان تشعر … وجدت قلبها يبتسم قبل شفاتيهاا ، ابتسمت بأسي ، ثم قالت
أكيد بشمهندس اياد وصل
هبه بضيق : اه وصل ، ومش طايق حد
مريم بتنهد وهي تستجمع قواهاا لأمر تحويلهاا من ادارته : طيب انا هدخله
كان يفرك في عينيه ،كان يبدو عليه الارهاق الشديد
نطقت اسمه بهدوء وهي تقول : انا عايزه اتنقل لقسم تاني
نظر لها بضيق شديد ولاول مره لا يتطلع لوجهها : احنا في شركه هنا مش بنلعب يا انسه ، اتفضلي جهزي نفسك عشان الاجتماع بعد ربع ساعه
الاقي عليهاا كلماته هذه ، وفي لمح البصر لم يجدها امامه ، تنهد بضيق شديد وهو يقول : انا ايه الي بيحصلي ده حاسس اني بقيت ضايع
كان يتطلع الي احد الصور التي امامه ، تنهد بضيق شديد من تصرفات اخيه ، واخذ يتذكر تلك الوجهه وقد عرفه تماما
كان احد المصورين لجريده ما يجلس في تلك المكان نفسه الذي تقابله فيه ، ولحسن الحظ قبل ان تنشر تلك الصور التي تجمع بينهم وهم سويا .. كان رئيس المجله صديقا له فأخبرهه بشأن الصور … تنهد بأرهاق شديد وكيف لا يشعر بالأرهاق وكل شئ علي عاتقيه .. نهض من علي كرسيه ثم غادر مكتبه ليذهب لغرفة الاجتماعات
خطوات قليله كانت تفصلهم وافكار كثيره تدور، وقفت لتستمع لما يطلبه منهاا
اما هو كان يتطلع اليهم ، ويتأمل نظراتهم
كانت نظراته لهاا ولاول مره يشعر ، بهدوء اخاهه ونظراته المُتعبه التائهه التي تحمل شوقا كثيرا
اما هي تطلع لوجهها وهيئتها ، وهو لا يعلم كيف اخاهه اعجب بهاا فهو يعرف طبيعة اخاهه اكثر من نفسه ، ولكنه كان متأكد انها ليست سوا فتاة عابره بالنسبه له ، ولكن وجودها هذا بجانب اخاهه سوف يزيد الامر تعقيدا
تنهد بضيق شديد ، وقبل ان ترفع عينيها لتري تلك الوجه الجامد كان قد اشاح بوجهه وبدء يفكر كيف ستتم تلك الزيجه بدون تهور من اخيه …

الفـــصــل الثـــامــن

مشاعر مختلفه ، وافكار هائجه واحلاما جميله وقلب لا يعرف سوا الحب وابتسامه صافيه ، وقلب اخر لا يعرف سوا القسوه او بالاصح لا ينبت بداخله سوا ذكريات اليمه جعلته تائهه في عالم لا يعرف الحب ، واخر تائهه لا يعرف ماذا يريد
جلس بهيبته المعتاده ، وبعد نظرة طويله ..قال:
انا اتفقت علي ميعاد الفرح مع اسعد باشا ، وحددنا كل حاجه
اياد بضيق : والمفروض انا اقول سمعا وطاعا، صح
ادهم بحده : انت الي غلطت ، ولازم تصلح غلطتك انا مش مستعد اخسر صفقات بملايين عشان طيشك يا استاذ
اياد : اهم حاجه عندك الشغل والفلوس ، مبتفكرش في غيرهم
ادهم بضحك : ماهي الصفقات والشغل الي مبفكرش في غيرهم دول يا استاذ ، هم الي مخلينك اياد باشا ، ولا فاكر ايه
ثم اطلق ظفرة قويه ، لعله يرتاح قليلا
وتفتكر لما اتجوز شاهي ، كده هترتاح
ادهم بحده : فكر في الطفل الي جاي ، وافتكر ان محدش ضربك علي ايدك انك تعمل علاقه مع شاهي وبعدين تقول خلاص زهقت
وقبل ان يدور حديث بينهم اخر ،تركه ورحل وهو لا يشعر بشئ
ادهم بضيق : هناا ابعتيلي احمد
………………………………………….. ……..
كانت كلمات اخاهه ، تكاد ان تعصف به ،ركب سيارته وكاد ان يتحرك بهاا ولكن نظرهه استوقفه وهو يراها تبتسم لاحد صديقاتهاا وهي تودعها، الي ان وقفت احد السيارات الفاخمه وفتح لها السائق الباب بعد ان ابتسمت له ، كان فضوله يسيطر عليه ،لم يدري بنفسه سواا عندما رئها تدخل احد المنازل الفاخمه ويقابلهاا رجلاا يبدو عليه في منتصف الثلاثينات وعلي وجهه ابتسامه راقيه
اخذ يتطلع عليها والفضول يكاد ان  ، فكيف لفتاة مثلها قد خدعته ببرائتهاا هذه ، ظفر بضيق شديد وبدء يبتسم بسخريه
وبعد ساعه تقريباا وجدهاا تخرج من تلك الفيله ونفس الرجل يودعهاا وهو يطلب من سائقه ان يوصلهاا الي حيث ما تريد
تتابعها بنظرهه بأحتقار شديد وهي تغادر، ثم خرج من سيارته ووقف امام الحارس وهو يسأل عن شئ ، حتي ان جاء بالحديث
الحارس : ده جلال بيه ، لسا واصل من بره بقاله شهرين ، عايش هو ابنه عنده خمس سنين بس مش بسمع ولا بيتكلم مولود كده
اياد بتسأل : والانسه الي كانت خارجه من هنا ديه تقربلهم اصلي بشبهه عليها
الحارس بطيبه : اه انسه مريم ، البيه الصغير اصله بيحبهاا ومرتبط بيهاا من ساعة ما تاهه في يوم ورجعته ، ياا متفكرنيش يا استاذ ده كان يوم جلال بيه كان هيقلب الدنيا ما ابنه عنده حقه ، ثم تابع في حديثه ، بس شكلها بنت طيبه وغلبانه والله يوميهاا فاكر جلال بيه عرض عليها فلوس بس هي رفضت ، ولما لقي ابنه متمسك بيها عارض عليهاا يوم اجازتهاا انه تيجي تشتغل هنا تخلي بالهاا منه وترعاهه ،بس النهارده الولد تعب وفضل يعيط ،فمكنش فيه غيرهاا عشان يرضي يسكت
ثم انتبهه الحارس لثرثارته الكثيره مع هذا الغريب وقال :
هو انت يا استاذ قريب الانسه ولا ايه
اياد بشرود : اه ، متشكر اووي ياا
الحاس : محمود يابيه
نظر له اياد مبتسما وانصرف ، وبداخله اسأله كثيره تحاوطه ولكن ما قرر فعله انه سيتركها بشأنها فملاك مثلها لايستحق سواا لشخص مثله
تنهد بأسي وهو ينظر الي وجهه من مرئات سيارته، وانصرف
………………………………………….. …..
نظرت الي تلك الوجهه الذي تعرفه تماما، لم تصدق انه الان قد تذكر ان لديه ابنة اخ ، تطلعت الي وجهه وهي لا تعلم لماذا قد تذكرهاا الان وجاء الي زيارتها
منصور: ايه يابنت اخوي ، مش هتقولي لعمك اتفضل
مريم بأبتسامه: اتفضل يا عم
اخذ يتطلع الي البيت الذي تقنطه بمفردها ، وقال:
الله يرحمك ياخوياا
مريم بحزن : تحب تشرب ايه
منصور بأبتسامه : متتعبيش نفسك يابنت اخوي ، ثم التف اليهاا وقال : هنقعد فين
مريم : اتفضل ياعمي ، هو في حاجه حصلت
منصور : تعالي يامريم يابنتي ، ثم بدء يتطلع اليهاا بنظرة لما تفهم معناهاا الا عندما
وقال : كبرتي يامريم وبقيتي عروسه
نظرت اليه بدون فهم ، ولم تتحدث الي ان تابع حديثه وقال:
بس قريب هفرح بيكي يابنت اخوياا
………………………………………….. …..
لم يدرك بنفسه ، سوا وهو يلقي التحيه علي احد الغفرا وهو يقول افتح الباب يا صالح
نظر له الغفير بتثاوب وعندما ادرك من امامه ، افاق سريعاا
وهو يقول : نورت المزرعه يا اياد بيه
دخل بسيارته ، وكأنه يريد ان يهرب تلك الايام من كل شئ
حتي يفيق من هذه الغيبوبه التي اصبح يعيش بها منذ ان دخلت عالمه ،في تلك المده القصيره
نظر الي حارس المزرعه ، وبعد ان القي عليه بعد الاوامر
ترجل الي الداخل ، لعله يجد في هذا المكان راحه حتي لو قليلاا
………………………………………….. ….
كانت دموعها تنثاب ، وهي تتذكر كلمات عمهاا بعد ان رفضت تلك الزيجه وكيف ستوافق علي هذه الزيجه وهي لا تعرف شئ ولا تعي شئ عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها وكيف سيتقدم لخطبتهاا وهي لاتعرفه ، ولكن عمها متمسك بشده كأنه يريد ان يتخلص من عبئهاا تحت مسمي ابنة اخاهه
تذكرت كلمته الاخيره وهو يقول : ما انا مش هستني لحد ما تجبيلي العار وانتي عايشه هنا من غير راجل ، وديره علي حل شعرك
مسحت دموعها سريعا ، عندما سمعت دقات الباب علي غرفتهاوهو يقول يلا يامريم المأذون وصل
كادت ان تخرج من الغرفه وتصرخ في وجههم جميعاا ، ولكن ماذا ستقول فأذا رفضت .. فحتما سوف لا تلقي بمصيرهاا سواا ان تذهب مع عمهاا لبلدتهم وكما قال لهاا
سأجعلك خادمه لي ، ولن تتزوجي سواا ابني بكر
بكر ، الذي يكبرهااب 25عاماا .. تنهدت بحسرة لما يحدث لهاا … انتبهت لصوته ثانيه وهو يقول : يلا يامريم
خرجت من غرفتهاا ، وهي تتطلع الي تلك الوجهه ، يالهم من وجهه كثيره قد رئتهاا في تلك الايام وجهه جامده قد صدمتهاا في تلك العالم الذي كانت تعتقده مثل نقاء قلبهاا ، انثابت دموعهاا وهي تتذكرهه فالأن سوف ينتهي حلمهاا الذي كانت تكتفي برؤيته فقط ، لم تحلم سوا ان تسمع صوته هذا الحاد وتري تلك الوجهه الجامد ، ولكن كأن الله اراد ان يخلصهاا من هذا الحلم الذي تعلم حتما نهايته
منصوربصوت منخفض : حسك عينك ، تعملي اي حاجه ولا انتي عارفه يابنت اخوياا .. ثم ابتسم لها ابتسامته المصطنعه وهو يقول : هو انا عندي اعز منك يابنت اخوي ، بكره تعرفي اني عاملت كده عشان احافظ عليكي مع راجل يصونك
………………………………………….. ……..
الان قد شعرت بغبائها ، فهو لم يحبهاا بل كانت كما يقولون لهاا بأنها لعبته الجديده …
تذكرت غرورها وهي تقول : مش مع شاهي اسعد
لم يحطم غرورها هذا سواها هي فقط ، وكأن الغرور لا يحطمه سوا صانعه .. تنهدت بأسي وهي تتذكر حفله زفافها الذي سيتم بعد يومين ، واين هو من كل ذلك
………………………………………….. …..
نظرت لتلك الوجهه الذي يتطلعهاا ، وهي تعلمه تماما ، ظلت تحدق فيه لعلها تستيقظ من هذا الحلم ولكن لم تجد سوا ان حلمهاا واقع امامها يتجسد الان
نظر لهاا مبتسما وهو يقول : ازيك يامريم
تأملته للحظات للتأكد بأن هذا الصوت هو صوته ، ظلت تتطلع اليه
الا ان قطع شرودها صوت عمها وهو يقول مبتسماا : هسيبكم مع بعض يا ادهم باشاا ، عشان تتكلموا
ثم استاذن منه وهو يبتسم ..
ادهم بأبتسامه : مالك يامريم ، وقفه ليه ولا انتي اتفجأتي
ثم عاد ليحدثها ثانية.. وهو يقول : انتي تعبانه ، اجيبلك دكتور
ثم اقترب منهاا قليلاا ، بعد ان يأسي من سماع صوتها
وقال : مريم انتي سمعاني
رفعت رأسهاا قليلاا ، لعلهاا تري وجهه عن قرب وتتأكد ان الذي امامه هو ، وليس شخصا صنعه عقلها الباطل
ثم قالت بصوت ضعيف : استاذ ادهم ، انت بتعمل ايه هنا ، هو انت تعرف عمي
ادهم بخبث : اه اعرفه ، استاذ منصور عم مراتي
نظرة له لعلها .. تدرك ان ماسمعته منذ قليل ليس سواا تفوهات يصنعهاا عقلها
ابتسم لها عندما رأي مدي ارتباكهاا ، علم انها ليست سوا فتاه عادية لغايه ، شعر بالذنب قليلاا أتجاهه .. ولكن شعورهه هذا قتله سريعاا ، ثم قال بصوت حاني
ايه يامريم ، مفجأه وحشه انك عرفتي ان انا العريس
نظرت له قليلاا ، ثم قالت : العريس
أدهم بابتسامه وهو يدير وجهه ليصبح ظهره امامها ، ثم تنهد قليلا وقال : انا بحبك يامريم ، من اول مره شوفتك فيهاا ، من اول مره جيتي الشركه وكنتي هتقعي ومسكتك بين ايديا ، بس مكنتش فاكر ، اني هشوفك تاني ، بس حظي كان حلو وشوفتك تاني وعرفت انك بتشتغل في شركتي، بس مقدرتش استحمل اكتر من كده وانا بشوفك كل يوم قدامي وانتي بعيده عني
كانت تسمع كلماته وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيهاا ، هل كان حقا يحبهاا مثلما احبته بدون ان تشعر ، ولكن كيف وهو دائماا لم يشعرهاا بأي شئ تجعلها تتأكد من حبه
كان يعلم مايدور بداخلها ، وقبل ان يجعلهاا تفكر وتٍسأل عن شئ قال :
عارف اني محسستكيش ولو للحظه بحبي ليكي ، وديما شيفاني ادهم الصارم الي الكل بيخاف منه وبيعمله الف حساب، بس كان غصب عني ياحببتي كنت خايف لتضيعي مني
ثم التف اليهاا ، فوجدهاا تتطلع اليه في صمت ودموعهاا تنثاب علي وجنتيهاا ، اقترب منهاا قليلاا وكاد ان يمد يدهه ليمسح دموعهاا ولكن
منصور : مش كفايه كده يا ادهم باشا ، عشان نكتب الكتاب واه هتكون مرتك وتقولها كل الي نفسك فيه وهتبقي معاك طول العمر
نظر له ادهم مبتسما ، ثم عاود النظر اليهاا وذهب مع عمهاا لتتم تلك الزيجه المخادعه
………………………………………….. ………..
وقف يتأمل تلك الخضراا ، وهو شارد بافكار كثيره تدور بخاطرهه ، لم يشعر بشئ سواا تلك اليد التي تربت علي احد كتفيه
احمد : في واحد فرحه بكره وسايب عروسته
اياد بتنهد : انت عرفت مكاني ازاي ، ثم ابتسم بسخريه وهو يقول : مافيش حاجه بتخفي علي ادهم باشا
احمد : ادهم بيحبك يا اياد وخايف عليك حتي من نفسك
اياد بسخريه : عارف ان ادهم بيحبني ، بس حب بأمتلاك عايز كل حاجه تبقي تحت ايدهه هو وبس حتي انا
احمد بتسأل : كريم قالي علي كل حاجه ، مش معقول انت حبيت مريم
اياد بأبتسامه وهو يلتف بوجهه بعيدا عنه : تفتكران واحد زيه كل الي همه يسهر ويشرب ويقضي سهره مع ديه ويصاحب ديه يحب واحده زي مريم ، مريم اطهر واجمل مخلوقه شوفتهاا عشان كده واحد زي انا مينفعش يحبهاا
احمد بتنهد : يبقي حبيتها فعلاا
اياد : مش عارف يا احمد ، ولا فاهم حاجه ولا بقيت عارف ايه الي بيحصلي
احمد : بكره ترجع اياد بتاع زمان ، واه هتسافر انت وشاهي تقضوا شهر العسل ، ثم تابع كلامه بأبتسامه : واكيد هتتبسطوا
نظر له أياد طويلا : اتبسط مفتكرش
………………………………………….. ……….
لم تشعر بنفسهاا ، سوى وهي تسمع كلمه قابلت زوجها، ووجهه عمها يبتسم وهو يقول مبرووك يا ادهم ياابني قصدي يا ادهم باشا
نظر له ادهم مبتسما وقال : احنا اهل دلوقتي ياعم منصور ، شيل الالقاب ديه
منصور بأبتسامه واسعه : ده العشم يا ادهم يابني ، ثم اقترب من احد اذنيه وقال: اوعي تنسي الي اتفقنا عليه
نظر له ادهم بسخريه وقال : لاء متخافش ، المحامي هيكون عندك بكره ، عشان تستلم اوراق الارض
منصور بصوت عالي : تعالي يامريم ، قربي من جوزك ، متتكثفيش يابنتي
نظر لهاا يتطلع اليهاا وقال : جهزي نفسك ، عشان هتيجي معايا
وكأنهاا الان بدئت تفيق من كل هذا : اجي معاك فين
كاد ان يرد عليها ولكن صوت عمها كان الاسبق
هتروحي مع جوزك يابنتي ، يلاا روحي جهزي نفسك
وقفت للحظات قليله وهي لا تفهم شئ ، وكيف ستفهم شئ وكل شئ حدث وكأنهاا كانت تحلم واستيقظت الان من الحلم
تمنت لو كان حلماا حقاا ، وتستيقظ منه الان ولكن
منصور : يلا يامريم يابنتي ، مش عايزين نعطل ادهم بيه اكتر من كده
ثم قال : خلي بالك منهاا يا ادهم ، مريم ديه زي ولادي
نظر له بسخريه ، وهو يري تلك العم الذي باع ابنة اخيه من اجل المال ، دون ان يعلم سبب هذه الزيجه ، وكأنه يبيع قطعه أثاث باليه ، ليس ابنة اخيه

الــفـــصــل التـــاســـع

أحست بأن خطواتها أصبحت تتباطئ ، لم تشعر بنفسهاا سوى وهو يمد يده ليمسك يدها ويقول : يلا يامريم وصلنا
نظرت اليه وهي تتأمل تلك المكان ، فكان مكان هادئ للغايه يدل علي رقي اصحابه ، نزلت من سيارته وهي تقف تتطلع الي تلك البنايه التي امامهاا
ادهم : هتفضلي واقفه كتير
نظرة اليه ثانيه ، وكأن اعينهاا مازالت لا تصدق ان هذا الشخص الذي يحادثهاا ويقف بجانبهاا ليس سواها ، انتبهت علي صوته وهو يقول : مريم ، ثم عاد اليها ثانية ليمسك احد ايديهاا ليأخذهاا الي مصير لا تعلم عنه شئ
كانت مثل التائها لا تعرف شئ ، وكأنهاا قد اصيبت بغيبوبه افقدتهاا كل حواسهااا ، وجدت نفسهاا تقف بجانبه وهو يدخلها تلك الشقه ويفتح بيدهه احد الانوار ، لتتطلع اليه وتتأمل تلك المملكه الجميله التي ستعيش فيها معه
نظرت اليه لتتأمل معالم وجهه وهي تقول : احنا هنعيش هنا
أدهم بهدوء : ديه شقتك يامريم ، هتعيشي فيها ، ثم تنهد قليلا وقال : وانا هكون هنا مجرد ضيف مش اكتر
مريم بتسأل : مش فاهمه ضيف ازاي
ادهم : مش مهم تفهمي يامريم ، المهم دلوقتي عجبتك الشقه
مريم بأرتباك : اه جميله
ادهم : كل حاجه هتلاقيهاا عندك ، ولو احتاجتي حاجه كلمي الامن او البواب وهماا هيجبوهالك ، ثم اشار علي احد الهواتف وقال : دوسي علي الزر ده واطلبي منهم الي تحتاجيه
وكاد ليلتف بظهرهه ليغادر ، ولكن
مريم: هو انت هتمشي
ادهم : في حاجه عايزاها تاني
نظرت له بخجل شديد ، فقد كانت تريد ان تقول له لا تتركيني وحيده ابقي معي ولكنها اخفضت راسهاا بحزن وهي تقول : لاء شكراا
نظر لهاا ليتأملهاا قليلاا ، ثم تركها وذهب وهو يعلم انهاا الوحيده من ظُلمت في تلك اللعبه المخادعه
نظرت تتأمل الفراغ الذي تركهه ، وبدون ان تشعر فرت دمعة من عيناهاا وكأن الدموع اصبحت تشفق علي صاحبتهاا لتبكي معهاا علي حالهاا، وقفت تتطلع الي تلك الشقه وهي تقول : برضوه هفضل لوحدي
………………………………………….. ………..
ذهب الي قصرهه الفخم ، وهو يتذكرهاا عندما تركهاا بمفردهاا ونظراتها الحزينه التي مازالت عالقه به ، تنهد بضيق شديد وهو يخلع سُترته ، وامتدا علي فراشه بعد ان اشاح برابطه عنقه التي تخنقه وبالاصح ضميرهه هو الذي يخنقهه
شردا قليلا وهو يتذكر!!
انت هترفدها من الشركه يا ادهم
ادهم بضيق : انت عارف اني مبحبش اظلم حد بسبب حد تاني ، بس انا هكتفي اني انقلهاا من هناا
احمد وبدون قصد : وتفتكر اياد هيسكت لو عرف
ادهم بحده : مجرد وقت وهينساهاا ، انت فاكر ان اياد بتعجبه النوعيه ديه ، ثم قال بسخريه : هي بس عجبته شويه وقال ما اجرب العب بيهاا وبعدين لما ازهق ارميهاا
ثم قال بضيق : اياد اخوياا وانا اكتر واحد عرفه
احمد بتنهد : بس هي ايه ذنبهاا من ده كله ، هي متعرفش اصلا حاجه
ادهم بضيق : المهم دلوقتي يا احمد ، تشوف الاستاذ مختفي فين ، خايف يتهور ويعمل حاجه قبل الفرح انا مش ناقص مشاكل ولا وجع دماغ
وقبل ان ينصرف احمد ، نظر له طويلاا يتأمل معالم وجهه ، ثم غادر ليتابع اعماله
نظر لبعض الاوراق التي امامه ، ولاول مره يشعر بعدم رغبته في موصلة عمله الذي بات يعشقه.. نهض من علي كرسيه ووقف امام تلك النافذه التي تطل علي الخارج ، كان بصرهه يحلق لاعلي وهو سارح في أفكار كثيره ، ثم بدء بصرهه يجول لاسفل بدون هُدي وكاد أن يلتف ليكمل متابعة عمله … الي ان رئهااا ظل يتطلع لهاا كثيره ولاول مره ينظر لهاا هكذا وبالاصح لاول مره يتطلع الي امرأه بتلك النظرهه ، نظرة ليس كما اعتاد عليهاا ، نظره قد نساها منذ زمن … وجدهاا تهبط بمستواهاا لتلك الطفله الصغيره وهي تمد لها يدها بهذه العلبه ، كانت تمسح علي وجهها بحنان وكأنهاا تملك حنان العالم بأجمعه ، نظر لهاا بتأمل شديد وكأن عينيه لاول مره تبصر بتلك المنظر ، ياله من مشهد جميل مشهد العطاء واحساسك بالغير ، كم كانت جميله تلك القُبله الحانيه التي اسقطتها علي خد تلك الطفله وتلك الرحمه التي بعثت شعاعا جميلاا وكأن هذا الشعاع اراد ان يوصل لمقصدهه لذاك القلب الذي فقدهه منذ زمن بعيد قد ابدله بقلب قاسي لا يشعر ، رأي أبتسامتهاا الحانيه وهي تودعهاا بعدما اخرجت من حوذتها بعض النقود لتعطيها لها ، كانت نظرتها لها ليست مجرد مساعدها يقدمها شخص لشخص لسبيل الواجب ، انما محتاجا يعطي محتاجا ، فأحدهم يحتاح للحب والاخر يحتاج لتلك البسمه ، ظل يتأمل تلك النظرات وكأن ادميته تصرخ به وتقول هذا هو العالم الحقيقي وليس عالمكم …
تنهد بألم عندما تذكر ما فعله بهاا ، فهي لا تستحق كل هذاا ، ولماذا تستحق وهي بعيده عن عالمهم تماما بتلك البسمه الحانيه وهذا النقاء الصافي كبرائة الطفل تماما
لم يكن يدري بنفسه ، وهو يعدل عن قراره وبدل ان يجعلهاا تبتعد ، اقترب منها هو وتزوجها …
تنهد بحزن وهو يشعر بأن هذه الزيجه لن يعاني احداا منهاا سواها ، فعمهاا قد اخذ مايريد من المال ، واخاهه كانت لعبه فقط يريدهاا ، وهو الان السجان
تذكر نظرتهاا وكأنها كانت تريد ان تقول له ، لماذا اتيت بي لهناا ،وستتركني وترحل …
لم يفق من كل هذا الشرود الا علي صوت رنين هاتفه
………………………………………….. ………
نفس الوحده احاطتها ، وكأن الوحده اصبحت رفيق دربهاا
لم تكن تشعر لماذا عيناها تبكي ، هل تبكي علي حال صاحبتها ، ام تبكي علي وحدتها ،وماذا بك ايضا ايهاا القلب ، هل انت تبكي معي ام انك تبكي لانك اصبحت تائهه ، لم تفق من هذا الشعور الا عندما تذكرت تلك المجلات التي تضم صورهه
نهضت سريعاا لتجلبها حيث جلبتها معهاا وهي تغادر بيتهاا بعدما اصبحت زوجته،ولاول مره تستطيع عيناها ان تتأمله ، وقفت للحظات تتأمل أبتسامته وكلما تأملتهاا أبتسم قلبهاا وأبتسمت هي ، كانت تشاهده وكأنها طفلا صغيرا يشاهد احد الرسوم المتحركه بشغف شديد، ولكن توقفت فجأه ووضعت أحد كفيهاا الصغير علي وجهها لتمنع عينها من رؤيت ماخشت ان تراهه ، وكأن عينهاا رفضت هذا التمنع ..فأزاحت بكفها قليلاا … وهي تحدث نفسهاا : ياله من تحرر مقزز، لم تصدق نفسها وهي تراهه وهويقف بجانب تلك المرأه التي تلتصق به بملابسها العاريه في إحدى الحفلات، ظلت تنظر لهما وكأنها كانت تريد ان تبحث عن شئ لتكذب مارأت عيناها ، ولكن ابتسامته هذه كانت تعبر عن رضاهه بكل هذا
نظرت لصورته ثانية وكأنه امامهاا ، وهي تريد ان تعاتبه ولكن اول ما نطق به لسانها
يارب متزعلش منه ، يارب سامحه واهديه ، ظل لسانهاا يدعو وكأنه يدعو لصاحبه ، شعرت بالأسي الشديد وكأنهاا تخشي من عاقبة ذنبا لم تفعله…. ونست كل شئ حتي هذا الجرح الذي وجعها عندما راته بجانب اخري ،ووضعت رأسهاا علي الوساده وهي تنطق بقول الله تعالي (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )….
الي انا نمت بدون ان تشعر.. بقلب خائف علي صاحبه من العقاب وليس من ألم بات يشعر به
………………………………………….. ….
كان يقف ولأول مره يصرخ في وجه اخاهه الذي طالما أعتبرهه اباهه وليس اخاهه الاكبر
اياد بغضب : طردتهاا ليه يا ادهم ، ليه وهي ملهاش ذنب
كل ذنبها اني اعجبت بيهاا للحظه ، بتعقبها بياا
ولا عشان خايف اني متجوزش شاهي ، واعملك مشاكل واخسرك صفقات بملاين ، ها رد
كان يتطلع له بهيئته الجامده وكأن لا شئ يؤثر فيه …وقال : المأذون علي وصول ،ثم تركه وانصرف وكأنه حجرساكن يتحرك
اما هو وقف للحظات وهو يتأمل تلك المكان بأسي ، ويتذكرهاا … كم كنتي ملاكاا جميلا يامريم
ثم تنهد بأسي وهو يحمدالله .. بأن ابعدهاا عن هذا العالم الغافل …. الذي اصبحت فيه هي ايضاا بدون ان تشعر وكل هذا بسبب قلوب اصبحت أنانيه كاصحابهاا
………………………………………….. ……….
اصبح شعورهه يزداد بأنه لاشئ بالنسبه لاقرب من لديه
أمسك إحدى المجلات ونظر لها بأسي ، وهو يقول:
حتي خبر جواز ابني اكون اخر من يعلم يا ادهم ، ليه برضوه مصمم انك تلغيني من حياتكم ليه ليه يابني
كل ده عشان بتعقبني ، ياا يا ادهم بقيت قاسي اووي
ثم تنهد بأسي وهو يتذكرهه عندما كان طفلاا صغيراا
: انت بتضرب ماما ليه يابابا ، انت مش بتحبهاا ديه حتي ماما طيبه وبتحبك ، ديه ديما بتدعيلك وهي بتصلي
ثم تذكر دموعه وهو يحتضن امه ويقول : ماما مش بترد ليه يابابا ، انت ضربتهاا تاني ، هي هتصحي صح دلوقتي
لم يدري بنفسه سواا عندما وهي تقترب منه وتقبله وتقول: ياا يازيزو بجد الجو بره تحفه ولا المايه ياحبيبي ، مقولكش
ثم انتبهت لتلك المجله التي يمسكهاا بيدهه ، ونظرت للخبر وقالت : اكيد بالمناسبه ديه لازم اجيب فستان من باريس ولا ايه يازيزو يعني يرضيك مراتك حببتك تكون اقل من اي حد ، بس ده الفرح بكره ، بليز يازيزو اتصرف ياحبيبي عشان خاطر نانسي حبيبتك
نظر لهاا بشرود وكأنه مازال في شرودهه ثم أبتسم لهاا
اقتربت منه ثانية وكأنها علمت بموافقته وقالت : ميرسي ياحبيبي
………………………………………….. ………
وقفت تغطي جسدهاا بذاك الشال ، وكأنهاا تريد ان تحمي نفسهاا من شئ مجهول ينتظرها وكأن روحهاا اصبحت تشعر بما يدور حولهاا ، تنهدت بأسي وهي تنظر الي ماء النيل من شرفتهاا الجديده التي اصبحت تطل عليه ، سرحت قليلاا وكأنهاا تريد ان تسبح في احلامهاا لتهرب من هذا الواقع الذي اصبحت تائهه فيه ، انتبهت لشرودهاا هذا
عندما سمعت صوت اقدام خلفهاا ، وانفاس تهبط وتعلو وكأن صاحبها يصارع شئ بداخله، التفت سريعاا لتري من خلفها
فوجدته يقف وينظر لهاا بهدوء وهو يتأملهاا
ادهم : عامله ايه دلوقتي يامريم
وبنبرة صوتها الهادئه : الحمدلله ، ثم قالت بصوت خائف : انت هتسبني علطول لوحدي هناا
ادهم بتنهد وهو يلتف ليرحل ثانيه : انا مش فاضيلك ولا فاضي للدلع ، واظن انك متعوده علي كده
نظرت له بأسي شديد وكادت ان تسأله علي سبب زوجه منهاا مادام لا يرغب في وجودهاا ولماذا اخبرها بأنه يحبها ، ولكن استوقفهاا صوت رنين هاتفه ، وبعدها غادر المكان وتركاهاا كما كانت بمفردهاا
………………………………………….. ……….
وقف ليتأمل نفسه في المرآة ، كان وجهه تائه لا يعرف ماذا يريد ، تطلع لنفسه ثانيه وهو يقول وكأنه يسأل ذلك الشخص الذي يشبهه : مالك يا أياد بقيت كده ، فوق بقي وارجع لنفسك وحياتك
وكأن شيطانه بدء يحادثه : انت نسيت نفسك كده ليه ، عيش وانسي كل حاجه وأرميها ورا ضهرك ، ده الدنياا جميله اوي
أبتسم لشيطانه وكأنه ذكرهه بما كان يريد ، و
كأنه الان قد عاد الي ثوابه ، وما من دقائق وكان
كما اعتاد .. يجلس في مكانه المخصص ويطلب من صاحب البار مايريد كي يعيش وينسي تلك الحفل التي ستقام بعد ساعات معدوده لتتم تلك الزيجه
………………………………………….. ……..
وقف يتأمل هذا الرجل ، وهو يقول له
انا خيري صاحب مطعم الهدي المعروف
ادهم : اهلاا ، اتفضل خير يا استاذ خيري
خيري بأبتسامه : انا جاي بطالب الشركه بحقي وبما انك صاحب الشركه والمسئول .. فأنا جيتلك يا ادهم باشا
ادهم بعدم فهم : تطالب بحقك ، بي أيه يا استاذ
خيري ببرود : ماهو لأخد حقي ، لهرفع قضيه ، ماهو مش معقول موظفينك بيستغفلوك وبيتعقدوا مع شركتكم وهما لساا علي تعاقد مع حد تاني
ادهم بضيق : انت بتقول اايه ، وموظفين ايه
خيري ببرود : في موظفه عندك في الحسابات ، كانت شغاله عندي ومتعقده مع المطعم بتاعي سنه كامله والعقد لسا منتهاش ، قصدي المفروض كان ينتهي في المده الي كانت شغاله هنا يعني من 4 شهور

ثم تابع قائلاا وقال بسخريته المعهوده هي استغفلتكم ولا ايه
ادهم بضيق : اتكلم بأحترام فاهم ، وحقك هتاخدهه والي غلط هيتعاقب ،هي مين الموظفه ديه
خيري بنصر: مريم عبدالله ، ثم تنهد بخبث وقال هما حالين لاخد الشرط الجزائي الي هو 50 الف جنيه ، لأما هرفع قضيه علي شركتكم والموظفه الي هناا ، ها هنتفق ولا هتضحوا بالموظفه ومش مهم سمعة الشركه لما حد من موظفينهاا يستغفلوا صاحبهاا

الــفـــصــل الــعـــاشـــر

وكأنه قد حصل علي مكافأة عظيمه، وكأن الخمسون الف جنيه ملايين وكأنه لم يطردها هو بسبب ذلك الرجل الذي لايفرق عنه كثيراا ، بدء يبتسم وهو يتذكر كيف اخذ تلك الاموال منه!
نظر له ادهم بحده وهو يقول : فلوسك هتاخدهاا يا استاذ خيري ، بس ياريت تتكلم كويس.. ثم تابع بحديثه وهو يقول : بس انا ايه يضمنلي ان كلامك صح ، وحتي لو صح ايه يضمنلي ان انت مثلاا منهتش العقد
خيري بأبتسامه : الاوراق ديه تثبت كل حاجه ، واظن ان واحد زيه مش هيقدر يضحك علي ادهم باشا ، ولا ايه ياباشا
نظر له ادهم ، وهو يقول بهدوئه المعتاد: انت طردتها ليه
ثم تابع بالحديث وهو يرجع رأسه للخلف ويتنهد بأبتسامه : متقلقش فلوسك هتاخدهاا ، مش ادهم شوكت الي يضحك علي حد
خيري بأرتباك : انت عرفت منين
ادهم بهدوء : ما انت لسا قايل ان واحد زيك ميقدرش يضحك علي واحد زي
وبدء خيري يقص عليه ماحدث ، ولكن عندما وقف عند جملة انها عرضت علي احد الزبائن ان تقضي معه ليله ، مقابل المال ، كاد ان يقف لينقض عليه ولكنه قرر ان يتملك نفسه من تلك الشعور
خيري : هو ده الي حكهولي الزبون بعد ماطردتهاا ، مكانش راضي يفضحهاا في المطعم وقال انها حاولت تسرقه وبس يعني عشان سمعتهاا وسمعته برضوه
كان يسمع اليه وهو لا يفكر في شئ ، سواا انهاا ليست غير عاهره وهو مثل المغفل في النهايه قد ربط اسمه بأسم تلك العاهره
تطلع اليه خيري وهو يقول : ادهم بيه ، انت معايا
ادهم بشرود : اتفضل السكرتاريه ، هتاخدك لمحامي الشركه يا أستاذ خيري
أبتسم خيري بسعاده ، لتلك الحظ الذي جعله يشاهدها بالصدفه عندما اتي الي احد اصدقائه ورئهاا تعمل هنا
تطلع الي تلك الفراغ بشرود ، وتنهد بضيق وهو يقول : كنت ناقصك انتي كمان يامريم .. وعزم علي مواجهتها بعد ان تنتهي حفلة زواج اخيه
………………………………………….. ……..
مش قولتلك اني هلاقيه هنا ، اقفل يا احمد دلوقتي وانا هجيبه واجاي.. وقف يتطلع الي صديقه وبعد لحظات وضع احد ايديه علي كتفيه ثم أخذ الكأس بيدهه الأخري
أياد بسكر : ايه كريم هنا مش معقول ، من امتا وانت ليك في الشرب .. تعالا يلاا نشرب سواا .. ثم اتكئ برأسه علي الطاوله التي امامه وهو يفقد توازنه
كريم بضيق : قوم يا أياد خلينا نمشي من هنا ، فرحك بعد ساعتين وانت قاعد بتشرب ، طب ذنبها ايه شاهي في كل ده انك تفضحهاا
أياد بضحك : مظبوط كلهم خايفين بس من الفضيحه ، اوعي تكون فاكر شاهي بتحبني انا بس مجرد عريس لقطه زي مابيقوله .. ثم تابع بسخريه وهو يقول : وكمان تقدر تتباهي بيا وسط صحابهاا
كريم بتنهد : شاهي دلوقتي بقيت مراتك وكلها ساعات وهتكون في بيتك ومعاك ، وقت الكلام ده خلص خلاص يا أياد
اياد بسكر : صح خلص خلاص ، يلا بينا عشان ميصحش عريس في يوم فرحه ميكونش موجود ولا ايه
وكاد ان يقف ليسير معه ولكنه افقد توازنه ثانيه
نظر له كريم بأسي .. واقترب منه ليساعدهه
………………………………………….. …………
تعالات الاصوات ،وانتشرالمصورون في كل مكان لمتابعة تلك الحفل ،التي تجمع رجال الاعمال بمناسبه هذه الزيجه
كانت الاضواء معلقه علي العروسين ، وكل منهم يحاول التبسم في وجه الاخر ليصبحوا امام هؤلاء الحضور اسعد زوجين
نظر اسعد لادهم وهو يقول : انا سعيد بالزيجه ديه يا ادهم ، كون ان يبقي في ترابط بينا ده في حد ذاته حدث الصحافه والمجلات هتفضل تتكلم عنه … ثم تابع الحديث وهو يقول : وانت بقي يا ادهم مش ناوي تفرحنا بيك ، مش معقول ادهم شوكت لحد دلوقتي لساا مافيش واحده ماليت عينه وميلت قلبه ..
ادهم بشرود : بتقول ايه يا اسعد باشا
اسعد بضحك : لااا انت مش معايا خالص يا ادهم ، ثم استأذن منه ليتابع استقبال ضيوفه
جائت من خلفه وهي ترتدي ذاك الفستان الازرق العاري وهي تقول : وحشتني
التف اليهاا فهو يعلم هذا الصوت تماما وقال : ازيك ياصافي
صافي : ازيك كده بس ، مافيش وحشتيني
ادهم بتنهد : تشربي ايه
صافي بحزن : بقالك كتير ناسيني ، هو انا مبقتش اوحشك
ادهم : انتي عارفه ياصافي الايام الي فاتت كنت مشغول
صافي بسعاده : يعني دلوقتي بقيت فاضي … ثم اقتربت منه بحنان : هستناك الليله اوعي تتأخر .. ثم تركته وانصرفت وهي تقول : هسيبك انا دلوقتي ، عشان ضيوفك
ظل يتأملها قليلاا وكأنه لاول مره يراها .. ثم تنهد وهو يقول : حتي لو مش بحب مريم ، مقدرش اخونهاا
………………………………………….. ………
مازالت لا تشعر بالألفه من تلك المكان الغريب الذي اصبحت تعيش فيه بمفردهاا ، احست بالملل وهي تستيقظ كل يوم علي رؤيت جدران هذا المنزل ، كم اصبحت تشتاق كثيراا الي جدران منزلهاا الجميل ، وسط ذكريات كانت تجمعهاا بوالديهاا ، ام الان فهي كأنها تعيش في سجن بالرغم من جمال المكان ، ولكنه بالنسبه لها ليس سوا سجن تخاف من وحدته … جلست علي احد الارائك الوثيره ، وامسكت ذاك الريموت وظلت تتابع بعض القنوات بشرود تام ، وفجأه انتبهت الي هذا الخبر … فاليوم حفلة زواج اخيه … نظرت لتلك الخبر بأسي شديد … فهذا الخبر جعلها تشعر بأنها ليست سواا احد الاثاث الذي تجلس عليه وليس اكثر
تنهدت بدموع وهي تقول : هو ليه اتجوزني ، وبيعمل فيا كده
ثم تذكرت اباهاا وهي تقول : لو كنت عايش يابابا مكنش حصلي كده ، ولا عمي عمل فياا كده ، وكأني عبئ عليه
ثم تذكرت جملة عمها وهو يقول : مش هستني لحد لما تجبيلي العار …. ظلت تبكي وتبكي وهي تتذكر من يربط دمها بدمه ، ومن اصبح يملك قلبهاا .. ولكن الاثنين في النهايه ليسواا سوا جلاد وسجان …. الي انا نامت وهي تمسح بأحد اناملها دموعهااا
………………………………………….. …………
وقفت تنظر لنفسها في تلك المرئه ، ثم ابتسمت لنفسها ابتسامة رضي ، وذهبت لتكمل تحضير المائده المعده لهذه السهره التي ستقضيها معه …
انهت كل شئ قد ارادت اتمامه ، ولكن الان قد تجاوز الوقت منتصف الليل ، تنهدت بأسي وهي تقول : كده يا أدهم
عادت لمرئتها ثانيه ، ولكن بوجهه حزين بعدما كان فرح بهذه الليله التي كانت ستقضيها بكنفه وهي تستنشق رائحه عطرهه الذي افتقدته كثيراا …. تنهدت بأسي وهي تمسح زينتهاا التي اعدت له هو فقط كي تصبح في عينيه دائما الاجمل
………………………………………….. …………
وقف يتأملهاا وهي نائمه مثل الطفله الصغيره ، كانت تنكمش علي هذه الاريكه وكأنها خائفه وشعرهاا يغطي وجهها .. اقترب منها اكثر ، ثم اتكئ علي ركبتيه وظل يتأملها عن قرب وهو يزيح تلك الخصلات التي تناثرت علي وجهها
كانت كلمات تلك الرجل تتردد في اذنه ، وكأن شيطانه لايريد ان يصمت حتي لو قليلا ، اعتدل من جلسته ، ثم قال بصوته الذي اعتادت عليه
مريم اصحي
انتفضت من مكانهاا سريعا ، وهي تفرك بأحد اصابعها في عينيهاا ، نظر لها وهو يقول بداخله : فعلا طفله
مريم بخوف : هي الساعه كام دلوقتي
ادهم : الساعه 2 الصبح
تطلعت لوجهه قليلاا وهي تتذكر ، انه منذ لحظات كان ينعم بتلك الحفل وقد تركها وحيده ..تنهدت بأسي وهي تقول : مبرووك
ادهم : علي ايه
مريم بهدوء : ان النهارده كان حفلة زواج بشمهندس اياد
ادهم بتسأل : وعرفتي منين
مريم بحزن وكأنه أراد ان يذكرها بعدم وجودها في حياته : من التليفزيون
أدهم : مممممممممم ، وانتي مش زعلانه
تطلعت بأعينهاا الحزينه اليه، ثم اشاحت بوجهها وهي تقول : انا عارفه ان وجودي مش مرغوب فيه في حياتك ، بس انت ليه اتجوزتني … واوعي تقول انك بتحبني انا مش طفله صغيره عشان تضحك علياا
ضحك أدهم بشده وهو يتأملها وينظر الي تلك البيجامه الطفوليه التي ترتديها وقال : ماهو واضح انك مش طفله ، هو انتي قولتيلي عندك كام سنه مريم
مريم بسخريه : هو انت كمان متعرفش عندي كام سنه
أدهم بضحك : ياستي اعتبريني فقدت الذاكره
مريم بحزن : 22 سنه
ثم نظرت لتتأمل تلك الوجه الباسم … وهي تقول : انت مش ادهم صح
ادهم بضحكه شديده : شكلك لسا نايمه يا مريم
اقتربت منه قليلاا، وبدون ان تشعر وجدت يديها تتحسس وجهه وكأنها تريد ان تتأكد بأن هذا الرجل هو حقا من يملك قلبهاا …
اما هو نظر اليه ولاول مره يشعر بمثل هذا الشعور شعور الدفئ الذي افتقدهه منذ زمن بعيد ، ثم اقترب منها وهو يبتسم : ايه يامريم اتأكدتي ان انا ، مش عفريت يعني
نظرت اليه بخجل شديد لنظراته التي تتطلع بها … ثم ابتعدت عنه وهي تقول : هو انت هتنام هنا
تنهد بضيق ومثل كل مره يخذل قلبها قبل ان يخذلها ..
لاء انا عايزك في موضوع ، وهمشي
عاودت اليه النظر ، ولكن بأسي وهي تقول : بس انا بقيت بخاف ، هناك كان بيت بابا وماما بحس بروحهم موجوده حواليا ، بس هنا مش حاسه بحاجه .. وخايفه اوووي
ادهم بحده ولاول مره يحاول ان يتصنعهاا : مريم انتي مش صغيره ، والمفروض تتعودي علي كده عشان انا مش فاضيلك
كادت ان تبكي امامه ، ولكن سريعاا ما مسحت تلك الدموع التي ملئت عينيها : حاضر
التف اليها ليكون امامها وقال بصرامته المعهود : اتطردتي ليه من شغلك الاولاني ، وياريت متكذبيش علياا
نظرت له بدهشه شديده ، وكأنها تريد ان تعلم كيف علم بأمر وظيفتها الاولي في ذاك المطعم
ادهم بحده : انطقي ،اتطردتي ليه من شغلك ، ولا كلام خيري عنك صح ياهانم ..ثم قال بسخريه : انا برضوه كنت شاكك فيكي … ثم تطلع لهاا ثانية بسخريه وقال : عشان كده عمك ماصدق يبيعك … ماهو مش معقول في واحد هيبيع بنت اخوهه .. الا لو هي …
كانت كلماته هذه مثل الخنجر ، وكأن احدهم يلف علي عنقها خنجر ويذبحها به
نظرت له بدموع وهي تقول : قصدك ايه ، انا مش فاهمه حاجه
تتطلع لها بسخريه ثم اقترب من احد اذنيهاا وهو يقول : ياتري الليله بتقضيهاا بكام ، ولا علي حسب
ثم قال بضحكه قد مزقت قلبها : مالك مكسوفه كده ليه ، ايه مش متعوده علي الكلام ده يتقالك ولا انتي بس الي بتقوليه
ثم تحرك بخطوات قليله، وجلس علي احد الارائك وقال:
ايه رئيك فياا يامريم ، انفع ولاا ايه ….. ثم قال بأستخفاف شديد : اوعي تخافي مني ، انا ماليش مزاج فيكي اصلا ولا في نوعيتك ديه ….. ثم اردف قائلاا ويالها من كلمة : وياتري انتي بنت ، ولا…
لم تكن اذنيهاا تسمع شئ ، ولكن قلبهاا هو من يستمع الي صاحبه …. وقفت تتطلع اليه وهي تقول : اخرص حرام عليك ، منكم لله … عارف ليه عشان انتوا معندكمش رحمه ، عمي واقرب حد ليا باعني ليك ، وصاحب المطعم الي كنت بشتغل فيه كان ديما يستخف بياا عارف ليه عشان مكنش شايفني وجها لمطعمه بهدومي الي بتتريق علياا اني بمثل الأحترام بيها، ولما الفرصه سمحتله طردني وهو عارف اني مظلومه عشان انا مفرقش معاه حاجه بالنسبه لزبونه الغني الي هيدفع يعني انا ولا حاجه كنت و دلوقتي برضوه ولا حاجه بالنسبالك ، بس هما موجعونيش زي ما انت وجعتني ، وقبل ان تفقد وعيهاا … عشان انا بحبك يا ادهم
لم يفق من صراخهاا هذا ، الا وهو يراها تسقط امام أعينه
حملها سريعاا ، ثم وضعهاا علي فراشها وهو يتأكد من نبضهاا وبعد دقائق بدئت تفتح عينيها وهي تقول : ابعد عني ، ابعدوا عني كلكم سيبوني اعيش حياتي البسيطه حرام عليكواا
ولأول مره يشعر بأن تلك القلب يهتز ، اقترب منهاا وبدون ان يشعر كان يحاوطها مثلما يحاوط الاب طفله الصغير .. حتي هدئت ونامت علي كتفيه وهي تقول : كلكم بتظلموني .. كلكم …… الي ان نامت وهي بين احضانه
اخذ يتأملها ، وهو يحاوطهاا بين يديه وهو يمسح علي شعرهاا بحنان ، ولكنه ابتسم عندما حاول ان يضع رأسها علي الوساده ليبتعد عنهاا ، ولكنها ظلت ممسكه به مثل الطفل الصغير
ابتسم علي منظرها هذا ومنظرهه ايضا وهو يقول : حاسس اني اب ….. ثم قال بضحك : شكلك يامريم هتعملي حاجات كتير في ادهم ، وهتبقي خطر علياا …. وبدون ان يشعر وجد نفسه يأخذها بين احضانه لينعموا معا بالحظات اشبهه ما نقول عنهاا بأحلام العشاق … بعيدا عن تلك العالم الذي صنع منه انسانا ألياا وليسا أدمياا
………………………………………….. ………
وبعض وقتا طويلاا ، كان الصمت هو سيدهه
أياد : مبرووك
نظرت له بأحتقار شديد وهي تقول : مبروك علي ايه علي الحفله السعيده الي كل المعزومين فيها كانوا مغفلين ، ولا مبرووك علي فستان الفرح الي لبساهه ولا مبروك علي الطفل الي في بطني ، الي طبعا مش فارق معاك ، لا تصدق انا بظلمك كده لاء هو فارق معاك عشان كده اتكرمت واتفضلت يا أياد باشا واتجوزتني …
نظر لها بحده شديده ولكنه ادرك انه الان لابد ان يتركهاا
تحرك الي احد الغرف ، وقبل ان يغلق الباب خلفه قال : انتي الي رخصتي من نفسك ياشاهي
وكأنه جاء علي وجعها الذي باتت تتهرب منه دائماا ، وكأنه قال مايجب ان يقال … ثم تنهدت بأسي وهي تقول : رخصة من نفسي للأسف عشان ارضيك
…………………………………………
بدئت تفيق بصعوبه وكأنها لا ترغب بأن تبصر علي هذا العالم ثانية ، فتحت عيناها ببطئ لتعود الي عالمها المريب وحبيبهاا الظالم ، وجدت نفسها نائمه علي احد ذراعيه ، لم تكمل ثواني معدوده الا وبدء يفيق ثم اعتدل من نومته هذه وهو يقول لهاا : انا اسف يا مريم
نطقهاا ولاول مره يشعر بأن لسانه قد فُكت عقدته واصبح يعتذر مثل بقية البشر ، وكيف لا يعتذر منها وهو قد هاا بكلماته
كادت ان تنهض وتبتعد عنه ، ولكنه جذبها اليه ثانية وهو ينظر في بحور عينيها الدامعه .. ويقول بضحكته التي تعشقها رغم فقرهاا : علي فكره ادهم بيتعذر مش واخده بالك
تطلعت اليه قليلاا ، ثم اخفضت رأسهاا وكأن عيناها تريد ان تهرب منه .. وقالت : عشان ادهم الانسان غلطان ، وظلمني
تنهد قليلاا وعاد يضحك ثانية: ادهم الانسان، اومال انا ادهم ايه
نظرت اليه بحزن شديد عليه وهي تقول : حد تاني غير أدهم ، ادهم الانسان ميعرفهوش
ابتسم بشده لحديثهاا ، ثم اقترب منهاا ليأخذها بين احضانه وهو يضحك : انتي جميله اووي يامريم ، جميله زي الطفل الصغير ببرائته ، جميله زي الورد في الربيع ، جميله زي العصافير وهي بتغني ، جميله زي السما الصافيه ، جميله زي امواج البحر الهاديه ، جميله زي الشمس لما بتشرق ، جميله زي القمر بليله ، ثم تنهد بصعوبه وكأنه يتخلص من قيودهه
وبدون ان تشعر وجدت شفتها تبتسم ، ومدت يدها الصغيره لتضعها علي فمه وهي تقول : هو ده ادهم الانسان
ابتسم لهاا وكأنه انسانا اخر يبتسم ، وكأن سحر نقائها قد حطم حجر قلبه ، وكأن برائتهاا قد حطمت اسوارقلبه .. لم يدري بنفسه سواا وهو يقبلهاا وهي ساكنه بين يديه لاتشعربشئ سوا بأنفاسه

يتبع…

رواية قلوب تائهه.

بقلم سهام صادق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل