
الفصل الاول
سهى عبد الرحمن
فتاه لم تتم السادسة عشر من عمرها يتيمة الام توفيت والدتها أثناء ولادتها فتزوج الاب من أخرى لترعى الصغيرة فأنجبت له على وهو الاخ الوحيد ل سهى ويصغرها بعامين تعاملها زوجة أبيها بقسوة وتتمنى الخلاص منها ليكون ابنها هو الأحق بالمصاريف فقد رفضت أن تكمل سهى تعليمها كما كانت تتمنى بحجة قلة المال ومن اين لهم أن بتكفلوا بمصاريف الثانوية العامة لها ولأخيها فهى فتاه وستتزوج فى كل الاحوال أما على فهو رجل بحاجة لشهادته ليتمكن من الحصول على عمل جيد يعيلهم فى الكبر خاصة وأن الاب يعمل فران ليس له دخل ثابت.
رضخت سهى لإرادة زوجة أبيها وتقدمت للحصول على شهادة الثانوية التجارية بدلا من الثانوية العامة ووصلت للصف الثاني
تفتحت زهرة جمالها باكرا فهى ممشوقة القوام بيضاء البشرة بعينين خضراوتين تأسران القلوب فأصبحت مط معا لكثير من شباب المنطقة الشعبية التى يقيمون بها ومنذ كانت فى الرابعة عشر بدأ الخطاب فى دق بابها لكن زوجة أبيها تعللت لصغر سنها وإن كانت الحقيقة أنها لا تستغنى عن خدمتها لها ،لكن هذا العام إلتحق على بالثانوية العامة ورغم أنه لا يزال بالصف
الاول إلا أنها ترى أنه احق بالمال .
*********
خرجت سهى ككل صباح لتتوجه لمدرستها تترقبها عيون اهل الحى من بين محب وحقود
كان حسن سائق الميكروباص الذى انتقل الى المنطقة حديثا من أكثر المعجبين بها فكان يخرج باكرا لمراقبتها
سارت كعادتها فهى لا تملك المال للمواصلات يوميا فتفضل التبكير والسير حين اعترض طريقها شابين لا تنبأ ملامحهما بالخير
شاب$: صباح القشطة يا عسل على فين يا جميل
شاب&: الحق يالا دى وشها احمر هههههه
وقف $امامها وقال: لا دا احنا لازم نتعرف يا قمر
سهى وقد كادت أن تبكى: من فضلك خلينى اعدى
شاب&: يالهوى سمعت يالا
شاب$: انا قتيلك النهاردة
بدأت خطواتها تتقهقر للخلف وهى ترتعد من نظراتهما حين اقبل فجأة حسن وهو يمسك عصا غليظة(شومة) وضرب الاول على ظهره فهجم عليه الشاب الثانى وهو يشهر سلاحا أبيض
شهقت سهى بفزع بينما اسرع حسن يضرب ذراعه ليسقط السلاح ويعاجله بضربه أخرى نهض الشاب الاول فركله حسن ركلة أسقطته مرة أخرى .
نظر له الشابين بغل وقال أحدهما: على فكرة البت فرسة وتكفينا كلنا مالهاش لزمة الدخلة دى
استشاط حسن غضبا فأسرع يجذبه من ملابسه ويضربه ضربة قوية برأسه ولم يمنحه الوقت بل عاجله بأخرى بدأت الدماء تتدفق من انف الشاب الذى تركه حسن ليسقط ارضا يتلوى من
الالم ليأتى الشاب الآخر ويحمله ويلوذا بالفرار
نظر حسن ل سهى فوجدها تبكى وترتعد خوفا فأقبل عليها وجذبها من ذراعها نحو سيارته لتقول برجاء: ربنا يخليك سبنى أمشى
حسن بغضب: انتى تعرفى العيال دى قبل كدة
سهى: لا والله ما اعرفهم دى اول مرة اشوفهم
حسن بغضب: اركبى
سهى ببكاء: لا والنبى سبنى خلاص انا هروح مش هروح المدرسة بس سبنى انا فى عرضك
تنهد حسن وقال: ماتخافيش انا هوصلك مش هأذيكى
شعرت بالامان قليلا فرفعت عينيها بخجل: متشكرة انا بروح مشى
حسن بإنفعال: وانا قلت هوصلك اركبى قلت
ارتعد قلبها وهو يفتح الباب المجاور له ويدفعها للداخل
مرت خمس دقائق من الصمت التام حتى قال حسن: انا اسمى حسن جاركم علفكرة
نظرت له بخجل وهي تقول: جارنا ازاى انا معرفكش
حسن: انا الى اشتريت البيت الى فى اول الشارع بشوفك كل يوم وانتى رايحة المدرسة بس بتخرجى بدرى اوى سهل اى حد يتعرض لك
سهى: اصل المدرسة بعيد وانا بحب اروح مشى
حسن بإنفعال: من هنا ورايح مفيش مشى انا هوصلك كل يوم
نظرت له بتعجب ليتوه فى خضرة عينيها الحزينة
كان قلبه يشتعل غضبا يال هذة الحمقاء الصغيرة ترى لو لم يلحق بها ؟؟؟؟؟؟؟
هز رأسه بعتف لا لا يريد أن يفكر فى هذا فهذة الزهرة الرقيقة لن ينالها سواه
وصل بها للمدرسة فقالت: متشكرة اوى تعبتك
حسن: اتعببنى ومالكيش دعوة
لم تفهم ما يرمى إليه فهمت بالمغادرة حين قال:سهى
إلتفتت له بتعجب: انت تعرف اسمى كمان
حسن بإبتسامة: أيوة طبعا قولى لى هو والدك فين دلوقتي
سهى ببراءة: بابا فى الفرن
حسن : هو فران صح
سهى: أيوة بيشتغل فى الفرن البلدى الى عل. الناصية الى ورانا
حسن: طيب انا هعدى عليكى وانتى مروحة ما تمشيش لوحدك
سهى: لا كتر خيرك انا بروح مع زمايلى بس بجى الصبح لوحدى
واسرعت لداخل المدرسة حين أدار سيارته وعاد أدراجه