
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
#اسكريبت
#ضل_راجل
#بقلمي_فاطيما_يوسف
سعاد لبنتها في التليفون:
_ يعني يا ريهام مش هتجيبي العيال وتيجي تتغدي معايا وتقعدوا معايا شوية ،
وكملت بحزن :
_ أنتم واحشني أوي والعيال ريحتهم وحضنهم وحشوني يابنتي .
ردت عليها ريهام بلا مبالاة:
_ ياماما إنتي عارفة شغل جوزي بيرجع كل يوم قرب العصر والمغرب يدوب عقبال ما يرجع مبلحقش أشوف طلبات البيت والعيال والحوارات بتاعت البيت إللي مبتنهيش ،
وكملت بقلة زوق لوالدتها :
_ إنتي ياماما علشان قاعدة فاضية ومواركيش حاجة شايفة كل إللي حواليكي فاضيين .
زعلت سعاد جداً من كلام بنتها الصغيرة إللي مش حاسة بوحدتها وقعدتها لوحدها بين أربع حيطان وقالت لها وهي بتنهي معاها الحوار :
_ ماشي ياحبيبتي ربنا يعينك علي حالك سلميلي علي العيال وبوسهملي .
وقفلت معاها وكلمت بنتها التانية الكبيرة وإللي يعتبر متجوزة جنبها بس مش بتشوفها بردوا إلا كل فين وفين ،
نهال :
_ أيوة ياماما ازيك ياحبيبتي عاملة إيه ؟
سعاد بابتسامة صافية :
_ أنا في نعمة وفضل من الله ياحبيبتي ،
إيه يانهال تهون عليكي أمك تقعدي بالشهر متشوفيهاش ،
وأنا مابيني وبينك شارعين أنا زعلانة منك أوي .
نهال بتأثر علي حال والدتها لكن هتعمل ايه شغلها وبيتها واخدين كل وقتها وردت عليها:
_ ياماما حقك عليا والله أنا عارفة إني مقصرة في حقك ياأمي بس والله العظيم غصب عني أنا برجع من الشغل وأشوف إللي ورايا وطلبات العيال ويجي عليا العشا ببقي مهدودة ولما بصدق أستريح شوية .
ردت سعاد بعتاب لبنتها :
_ كنت زمان بشوفك كل يوم يا نهال وأنتي موظفة بردوا وصاحبة بيت وعيال ،
ولا علشان ربيتهم معاكي لحد ماكبروا واللي راح مدرسته وإللي راح حضانته أمك دلوقتى مبقاش ليها لازمة .
وكملت سعاد وهي بتعيط :
_ إنتوا بتعملوا فيا كدة ليه وبتذلوني وكأني بشحت منكم السؤال عليا وعلي أحوالي ،
خلاص كبرتوا وبقي ليكم بيت وولاد ياولاد بطني ونسيتوا أمكم إللي تعبت علشانكم وربيتكم بعد موت أبوكم وأنا لسة صغيرة وفي عز شبابي ،
اخص عليكم وعلي البطن إللي شالتكم ،
وقفلت معاها السكة والبنتين أنبوا نفسهم شوية وبعد كدة نسيوا أمهم وأمرها وحزنها ووحدتها ،
سعاد عندها ٣٨ سنة اتجوزت وهي بنت ١٧ سنة وخلفت البنتين دول ورا بعض مباشرة بين نهال وأختها سنة واحدة بس يعني لما تمت العشرين سنة كان معاها نهال عندها سنة وأختها عندها شهر واحد وهي في سن العشرين ،
جوزها مات وسابها كان في مأمورية تبع الجيش وكان عندها ٢٦ سنة وبناتها اتجوزوا من عشر سنين واحدة ورا التانية ، وهي من ساعتها وهي وحيدة ولا ليها جليس ولا ونيس غير جيران الشارع والتلفزيون والموبايل إللي زهقت وملت منه خالص ،
وحياتها بقت كئيبة ، المهم وهي قاعدة خبطت عليها جارتها وصاحبتها ويعتبر الوحيدة إللي في الحتة بتسأل عليها ،
سعاد بزهق:
_ تعالي ياأم هاني إتفضلي ياختي بيتك ومطرحك .
أم هاني وهي بتطبطب علي ضهرها:
_ لااا أنا زعلانة منك جامد يا سعاد بقي أنا أعزمك علي الغدا اول امبارح ومتجيش ،
والبنات زعلانين منك خالص إنتي عارفة هما بيحبوكي قد إيه ، وبيستنوا كل فين وفين لما نتجمع مع بعض علشان بيحبوكي وبيتأنسوا بقعدتك .
سعاد بأسف:
_ معلش ياأم هاني كنت تعبانة شوية ومقدرتش اجي إنتي عارفة أنا بحب قعدة البنات قد إيه وبعزهم .
أم هاني باستكشاف:
_ لأ ياسعاد متضحكيش علي نفسك إنتي إن ضحكتي علي الدنيا بحالها إلا أم هاني حافظاكي وفاهماكي كويس جداً ،
وكملت أم هاني بتوضيح:
_ إنتي زعلتي من الكلمتين إللي قالتهم سلفتي أم لسانين المرة إللي فاتت ،
وراحت قايمة ومسكت راسها وباستها وهي باعتذار:
_ معلش ياستي حقك عليا أنا وأدي راسك بوستها دي ولية بوزها نكد وقال بتغير علي جوزها إللي دايما سايبها وطفشان ، ولية عندها نقص وبتطلعه علي خلق الله .
سعاد بغلب:
_ يعني هي جت علي دي بس ياأم هاني ماكل نسوان الحتة كدة شايلني علي راسهم وزاعقين ، حتي لو خرجت قعدت قدام الباب شوية يقعدوا يتهمزوا ويتلمزوا عليا وببقي قاعدة و شايفة مصمصة شفايفهم وهما بيجيبوا في سيرتي وبيقطعوا فيها ،
وكملت ودموعها مغرقة وشها:
_ ذنبي إيه إني اترملت بدري بدري وأنا صغيره ،
ذنبي إيه إني مخلفتش واد يسترني من كلام النسوان إللي رايحين جايين موارهمش شغلانة غير سعاد راحت سعاد جت ؟
ذنبي ايه إني جوزت البنتين ومبقوش يسألوا فيا إلا كل فين وفين لحد ما طلعوا عليا إشاعة إن بناتها بيخافوا علي أجوازاتهم منها ما هي حلوة وصغيرة ؟
ذنبي إيه إني بحب أهتم بنفسي وبشكلي وبلبسي ومبحبش أمشي مبهدلة ولا شكلي وحش علشان أعجب الناس ويقولوا آه عايشة علي ذكري جوزها ولابسة الإسود مقلعتهوش ،
أم هاني وهي قلبها بيتقطع من جواها علي صاحبتها:
_ هم إللي بيغيروا منك ومن حلاوتك وقوامك المرسوم ،
بيحسدوكي علي المعاش إللي بتاخديه من المرحوم جوزك الله يرحمه واللي لولاه كان زمانك بتمدي إيدك للي يسوي وإللي ميسواش ،
ياحبيبتي بعد كدة تمشي تحطي صباعك في عين التخين هما هيكتموا أنفاسك ويموتوكي بالحيا علشان مش عايشة في ضل راجل ،
وكملت بهزار وهي بتضحك علشان تخفف وجع صاحبتها:
_ قال صدق المثل صحيح ياولاد ضل راجل ولا ضل حيطة ،
ضحكت سعاد لكن بوجع وقلبها حزين من جواها علي الناس إللي بيحكموا عليها من مظهرها و لبسها الكويس واهتمامها بنفسها ومش داريين بالوحدة القاتلة إللي هي عايشة فيها ومتتمنهاش لا لعدوا ولا لحبيب وقالت لأم هاني :
_ يعني بيحسدوني علي لبسي وشكلي ومعاش جوزي إللي ربنا أعلم أني بوزعه بيني وبين بناتي بالتساوي علشان أقف جمبهم وهما في أول حياتهم ،
طيب مابشوفنيش وأنا قاعدة كل يوم وشي في وش الحيطة دي مرة والحيطة دي مرة وبفطر وبتغدي وبتعشي لوحدي!
ولا لما أعيا ويجيلي حبة مرض ومحدش يحس بيا وأنا مش قادرة وبخدم نفسي بنفسي .
أم هاني علشان تخرجها من إللي هي فيه قالت لها وهي بتشد في إيديها:
_ طيب يالا قومي أنا نازلة السوق أجيب طلبات الأسبوع قومي يالا انزلي معايا وهوي عن نفسك يقطع الحريم وسنينها .
قامت سعاد تلبس علشان تخرج مع صاحبتها تفك عن نفسها شوية لما بتصدق إنها تقول لها تعالي أخرجي معايا في مكان عام علشان ولا سلفة تجرحها ولا جارة تسمم بدنها بالكلام ،
لبست سعاد عباية محترمة لكن في منتهي الشياكة ولفت حجابها بطريقة عصرية لكن محترمة وأخدت شنطتها وحطت فيها فلوس علشان لو احتاجت حاجة تجيبها بالمرة ،
وخرجوا الإتنين ووصلوا السوق قالت لها أم هاني :
_ تعالي ياسعاد هنجيب تفاح في واحد ومراته قاعدين هناك بجيب منهم علطول حاجتهم عسل ،
راحت معاها سعاد وقالت هتجيب لنفسها هي كمان ،
وهم بينقوا التفاح جم اتنين جيرانهم سلموا علي أم هاني بحفاوة وسلموا بغل علي سعاد ،
نقت سعاد كيلو واحد فالراجل بتاع التفاح قال لها :
_ وهو الكيلوا ده هيعملك إيه يامودام خدي لك اتنين كيلو.
لسه هترد راحت واحدة من الاتنين الرخمين إللي واقفين جمبها ردت وهي بتتلوي ببقها :
_ وهي هتاخد اتنين كيلو لمين ياحسرة دي لا عيل ولا تيل ولا حتي جوز ،
ردت التانية بغشومية :
_ قلبي عندك يختي قاعدة لوحدك بوزك في بوز الحيطان لحد ماقربتي تطقي.
صلاة النبي أحسن وأنا أقول الحسن الفتاك والقوام الممشوأ ده يجي إزاي إلا إذا من غزال خالي القلب و البال ،
قالها البايع وهو عينه علي سعاد بتاكلها أكل ،
وراحت مراته قايمة عليه ومخنقاه وفرجت عليهم السوق وخلت إللي مايشتري يتفرج عليهم ،
وراحت أم هاني ساحبة سعاد من وسط الخناقة علشان خاطر إللي يسوي وإللي ميسواش يجيب سيرتها ورغم إن الموقف محزن إلا إن الإتنين فطسانين علي نفسهم من الضحك والست بتضرب جوزها ،
أم هاني بضحك شديد وهي بتشد سعاد :
_ ههههه شفتي الولية قامت علي جوزها زي الأسد واديته بما فيه الكفاية .
سعاد بأسي:
_ هم يضحك وهم يبكي حتي السوق النسوان مش سايبني في حالي فيه ،
وضربت كف علي كف وقالت:
_ اللهم إني لا أسالك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه .
خلصوا تسويق وهما مروحين اقترحت عليها أم هاني اقتراح :
_ إيه رأيك ياسعاد لما تفتحي لك مشروع مكتبة صغيرة كدة وتجيبي فيها شوية كراكيب إللي مبيستغناش عنهم البيت ،
إنتي بيتك ماشاء الله الدور الأول واسع وعلي ناصية تسيبي المطبخ والحمام زي ماهما وتفتحي الباقي مكتبة من القرشين إللي إنتي بتحوشيهم بقالك سنين دول ،
وكملت باستفاضة:
_ أهو منه تستغلي حتة من بيتك إللي إنتي رافضة تأجري منه شقق علشان القيل والقال ،
ومنه تبيعي وتكسبي لك قرشين حلوين ، والأهم من ده كله تشغلي نفسك ياحبيبتي وده يروح ويجي عليكي بدل مانتي دافنة شبابك بالحيا وسط الحيطان .
لمعت الفكرة في دماغ سعاد وقلبتها يمين وشمال وقالت لها :
_ تصدقي أنا عمري ماجه علي بالي اعمل كدة والله فكرة ياأم هاني، بس أنا معرفش مين هيساعدني ويقف جمبي أنا أجواز بناتي وأنتي عارفة إيدك منهم والقبر ،
ردت عليها أم هاني بسرعة تطمنها وهي بتضرب على صدرها :
_ متقلقيش يابت ياسعاد وراكي رجالة ،
أنا هقف معاكي في متابعة الصنايعية إللي هيكسروا ويظبطوا وهخلي ابني هاني إنتي عارفة هو شغال في مطبعة كبيرة يملالك المكتبة شئ وشويات بس إنتي توكلي علي الله ، ها قلتي إيه ؟
ابتسمت سعاد وحضنت صاحبتها جامد وقالت لها بشكر وعرفان:
_ مش عارفه من غيرك كنت هعيش حياتي وأواجه الدنيا الصعبة والناس الفلبين دول إزاي بجد ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك أبداً يا أجدع صاحبة واحن أخت في الدنيا كلها.
لأ كدة أزعل وأجيب ناس تزعل ونعملولك قعدة عرب ،
قالتها أم هاني وهي بتشدد من احتضانها وكملت :
_ متشكرنيش ياخايبة ده إنتي جمايلك مغرقاني من ساسي لراسي .
وكملوا طريقهم وهما بيتفقوا هيعملوا وخلاص قرروا أن خير البر عاجله وهيبداو من بكرة إن شاء الله علطول ،
وفعلاً كلمت أم هاني ابنها واتفقت معاه علي كل حاجة وعلطول بدأوا في تظبيط المحل وطالما الفلوس جاهزة الحاجة بتخلص قوام قوام ،
ومفيش اسبوعين كانت المكتبة جاهزة من مجاميعه والحاجة اترصت فيها وقاعدين أم هاني وسعاد بينهجوا فقالت سعاد وهي بتبص علي مشروعها بفخر :
_ آه ياأم هاني أنا مش مصدقة إن المكتبة خلصت واترصت في أسبوعين بس ،
وإن الخمسين ألف يعملوا مكتبة حلوة كدة وتشرح القلب .
أم هاني وهي بتسمي وبتكبر :
_ الله أكبر ماشاء الله ماشاء الله ربنا يحمي لك المال من العين والحسد وعليكي بسورة البقرة دايما مشغلاها علي الشاشة وشغلي الراديوا علي إذاعة القرآن الكريم علطول متفصليهوش .
وطبعاً بناتها اعترضوا علي أمهم فتح المكتبة وشايفين إنها بترمي فلوسها في الأرض وبتفرط فيها بسهولة بس هي المرة دي وقفت لهم وقفة جامدة وقالت لهم كل واحدة تخليها في حالها وفي بيتها هو لامنكم ولا كفاية شركم واضطروا يسكتوا لأن أمهم عندها حق نوعاً ما وملهمش عين اصلا يتكلموا معاها ،
وعدي شهر واتنين وتلاتة لحد ماعدي سنة والمكتبة بتاعت سعاد بقت كبيرة ماشاء الله ومشهورة ومالها زاد ومبقتش قادرة علي الشغل لوحدها فاضطرت تستعين بواحدة تشتغل معاها تساعدها ،
المهم إنها لقت واحدة سنها عدي الجواز وعايزة تشتغل وتشغل نفسها وتخرج وتشوف الناس ،
فعرضت سعاد عليها الشغل ووافقت فوراً واتنطتت من الفرحة أنها هتخرج من الحبسة إللي هي فيها وقعدت تتحايل علي أمها توافق
إيمان لأمها :
_ يارب يخليكي ياما توافقي اشتغل مع الست سعاد خليني أخرج وأفك عن نفسي ويمكن ربنا يعدلها لي .
وافقت أمها بس للسبب ده إن فعلا ممكن واحد بن حلال يشوفها ويبقي من نصيبها ،
بس نبهت عليها بتوعد :
_ شوفي ياإيمان يابنتي أنا هخليكي تروحي بس أخوكي بسام لما يرجع من سفريته وقال لك اقعدي أنا مش هقدر أكسر له كلام إنتي عارفاه راسه ناشفة وأنا مقدرش عليه .
إيمان وهي قامت جري علي أمها تبوس فيها من الفرحة :
_ ياحبيبتي ياماما تسلميلي يارب ومتقلقيش بسوم حبيبي وهقدر أقنعه ده طيب وقلبه زي البفتة البيضة.
وراحت ايمان اشتغلت مع سعاد في المكتبة والحق يتقال قدمها كان وش السعد علي سعاد من أول يوم مسكت معاها المكتبة والشغل بيزيد يوم عن اليوم إللي قبله والاتنين مرتاحين جداً مع بعض في الشغل،
أصل لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك .
وبعد شهر رجع بسام أخو إيمان من السفر كنا وقت الظهر كدة دخل البيت ينادي :
_ ياأهل الدار ياأمي ياإيمي انتوا فين يابشر الغايب رجع .
خرجت عليه أمه بفرحة وراحت حضنته وسلمت عليه باشتياق ،
سلم عليها وبادلها الاحضان وبعدين قعد يبص يمين وشمال ويسأل أمه:
_آمال فين إيمان ومكة بنتي مش شايفهم كانوا كل مرة بيقابلوني بالأحضان والسلامات هما فين يا أمي .
والدته بلجلجة وهي خايفة من ردة فعله :
_ أصل إيمان يابني مش هنا أصل … ،
بسام بقلق :
_في إيه ياأمي هما جرالهم حاجة كفي الله الشر .
أمة بسرعة :
_ لأ ياحبيبي اسم الله عليهم بخير بس بصراحة كدة إيمان اختك اشتغلت في مكتبة مع واحدة معرفتي .
بسام وهو مصدوم:
_ أختي أنا خرجت تشتغل ليه ياأمي كنت قصرت معاها في إيه علشان تخرج تشتغل ده إللي بتطلبه بيجي لها لحد عندها وهي معززة مكرمة،
قولي لي ياأمي إيه السبب إللي خلي أختي تخرج تشتغل ؟
ردت عليه أمه وهي بتحاول تهديه:
_ اهدي بس ياقلب أمك وتعالي أقعد استريح وكلك لقمة من تعب السفر .
_لأ ياأمي أنا ولا هاكل ولا هحط لقمة في بوقي إلا لما تقولي لي أختي خرجت تشتغل ليه ؟
سألها بسام لأمه وهو معترض .
أمه بصراحة من غير ما تاخد بالها:
_ يابني بصراحة كدة وعلي بلاطة اختك اتخنقت من قعدة البيت وحبيت تخرج تشتغل الناس تشوفها وتشوف الناس يمكن ربنا يكرمها بواحد بن حلال وتتستر زي البنات .
فتح بسام بوقه علي وسعه وانصدم من كلام أمه ورد عليها:
_ أختي خرجت تدلل علي عريس ياأمي ! إزاي تسمحي لها تخرج تشتغل علشان تصطاد عريس إزاي ياماما وافقتيها .
أمه وهي بتحاول تهديه :
_ أهدي بس ياحبيي تدلل إيه وتصطاد إيه هي إيمان بنتي إللي الأدب والأخلاق يضربوا لها تعظيم سلام تخرج تدلل علي عريس ولا تصطاد ،
الحكايه وما فيها أنها عايزة تهوي عن نفسها وتشوف الدنيا وباقي الكلام إللي قلته لك ده إللي أنا بتمناه زي أي ام نفسها تشوف بنتها متسترة في بيت العدل ،
وكملت والدموع علي وشها:
_ مش كفاية انت مراتك ميتة بقالها خمس سنين وأنت متجوزتش لحد دلوقتي وخلاص سنك بقي خمسة وتلاتين سنه وملحقتش تتهني ولا تشوف جواز ياحبيي ، وكل لما اجبلك واحدة ترفض وتقول لي مش دلوقتي.
رد عليها بسام:
_ وقال لها يا ماما كل شيء قسمه ونصيب وانا لسه ربنا ما رزقنيش بنصيبي الا اكمل معاه باقي حياتي واستريح له .
وكمل وهو بيطلب منها :
_دلوقتي يا ماما حالا تقولي لي عنوان المكتبه اللي الست ايمان راحت اشتغلت فيها؟
ردت عليه امه بقلق:
_ليه بس عايز عنوان المكتبه يا حبيبي يا رب يخلي لك بنتك سيبها تشتغل وتفك عن نفسها .
صمم هو على كلامه وما رضيش يسيب امه الا لما يعرف عنوان المكتبه،
وفعلا عرف عنوان المكتبه وراح جري على اخته وقف كده من بعيد يشوفها شغاله ازاي الاول،
لانه هو ماشي فكر في كلام والدته انه ما يحبسش حريتها وقف وشاف طريقتها في البيع مع الناس لقاها شغاله بكل احترام وادب،
فراح عليها ووقف قدامها وانصدمت هي لما شافته وخافت واترعبت وبعدين هو مد لها ايده وقال لها بوحشه:
_ازيك يا ايمان كده ما تقولي ليش في التليفون طول ما انا بكلمك ان انت اشتغلت في مكتبه ليه يا ايمان بتخبي على اخوك هو انا للدرجه دي كنت حاجر عليك وعلى حريتك؟
خرجت ايمان جري من المكتبه وسلمت عليه وحضنته وقالت له:
_ حمد لله على السلامه يا حبيب قلبي رجعت امتى يا ابو مكه يا غالي ؟
رد لها الحضن اشتياق زيها بالظبط ما هي اخته الوحيده وحبيبته وجاوبها:
_لسه راجع من نص ساعه وما رضيتش اكل ولا احط لقمه في بقي الا لما نكون متجمعين كلنا مع بعض فسالت ماما عليك قالت لي ان انت شغاله هنا فجيت لك على هنا على طول.
ردت عليه ايمان وقالت له بخجل:
_انا اسفه يا بسام اني ما استاذنتش منك اني اشتغل هنا مع ابله سعاد بس والله العظيم خفت لا ترفض وانا بجد محتاجه ان انا اشتغل واشوف ناس جديده وناس تشوفني واتعرف على ناس واخرج من الكبت اللي انا عايشه فيه.
رد عليها بسام وهو بيطبطب على ظهرها وقال لها:
_ وانا مش هحجر حريتك يا حبيبتي اشتغلي بس اهم حاجه في حدود الادب والاحترام وما تصغريش نفسك ابدا انت عزيزه وهتفضلي عزيزه وغاليه،
وكمل وهو بيسالها:
_ امال فين مكه ماما قالت لي انها معاكي .
شاورت على فوق على شقه سعاد وقالت له:
_ مكه كانت عايزه تعمل حمام وابله سعاد خدتها معاها فوق تدخلها الحمام .
انصدم بسام من الكلام اللي سمعه وقايل لاخته بعتاب شديد:
_ ازاي ازاي تطلعي مكه شقه ناس غريبه فوق عشان تدخل الحمام وانت كمان مش معيها افردي عندها ولد ولا جوزها فوق وانا ما احبش بنتي تدخل بيوت حد وانت عارفه طبعي كويس يا ايمان .
ردت عليه ايمان بسرعه قبل ما دماغه تروح يمين وشمال وقالت له وهي بتطمنه:
_ اطمن يا بسام ابله سعاد عايشه لوحدها جوزها الله يرحمه ميت من عشر سنين وما عندهاش غير بنتين ومتجوزين بعيد عنها،
وهي عايشه لوحدها في البيت وست في منتهى الادب والاخلاق والاحترام استنى انا هطلع عندها على مكه واستاذنها تنزل هي المكتبه علشان اروح معاك .
اطمن بسام وشاور لها براس وتطلع وهي قالت له :
_خلي بالك من المكتبه عقبال ما انزل واطلع .
وطلعت ايمان تجيب مكه وتنده أبلتها سعاد .
نزلت سعاد ومعاها مكه وايمان عرفتها على بسام اخوها وقالت لها ان دي مكه بنت بسام اخوها ده واستاذنت منها انها تمشي النهارده ساعتين بدري علشان اخوها لسه راجع من السفر حالا ،
وافقت سعاد طبعا انها تروح مع اخوها اللي من ساعه ما شاف سعاد وهو ما نزلش عينه من عليها وما صدقش ان واحده زيها صغيره كده جوزها ميت وعايشه وحيده وخد اختي وبنته ومشي ودماغه بتلف حوالين سعاد،
وما فيش يومين سعاد ملت تفكير بسام من ساعه ما شافها لاول مره وعمل حجه انه رايح يودي مكه لايمان المكتبه علشان هياخد والدته ويروح يخلصوا حاجه مهمه وده كله علشان بس يشوف سعاد،
وروح بسام المكتبه لقى سعاد هي اللي في المكتبه وايمان مش موجوده فحمحم بصوته وقال لها:
_ السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا مدام سعاد يا ترى فاكراني ولا ناسياني ؟
رفعت سعاد عينيها وطبعا فاكراه من اول مره شافته فيها وقالت له بادب واحترام:
_ يا اهلا وسهلا يا دي النور يادي النور طبعا فاكراك انت ابو مكه الاستاذ بسام منور المكتبه.
رد عليها بسام وسألها :
بنورك يا ست سعاد امال فين ايمان ؟
ابتسمت هي لمكه وشاورت له بايديها انها تشيلها وهو استجاب لاشارتها واداها لها وبعدين بصيت له وقالت له:
_ ايمان راحت المسجد تصلي العصر هي بتحب تصلي كل فرد في المسجد وزمانها على وصول اتفضلي يا استاذ بسام اعمل لك حاجه تشربها.
شكرها باسم وقال لها:
_ تسلمي لي يا ست الكل انا كنت بس جالي اسيب معاها مكه علشان خاطر خارجين مشوار انا والحاجه .
بصيت له وقالت له بكل امتنان:
_ ياه هاتها طبعا دي وحشتني بقى لي يومين ما شفتهاش تقريبا من ساعه انت ما رجعت.
بص بسام لبنته بابتسامه ورد عليها:
_ معلش بقى انا مسافر عنها بقى لي مده وما بصدق اجي بتبقى وحشاني جدا جدا جدا .
وقعد بسام على كرسي قدام باب المحل مستني اخته تيجي علشان يقول لها على مواعيد الدواء بتاعه مكه وخده الكلام هو وسعاد وبعدين سعاد سألته:
_ايمان كانت قالت لي ان انت شغال في شركه الوطنيه بتاعه الجيش وليك معارف كثير،
وكملت وهي مكسوفة :
_والله انا مكسوفه وانا بطلب منك الطلب ده بس انا ولا اعرف اروح ولا آجي ،
المرحوم جوزي الله يرحمه كان ليه مستحقات في الجيش وانا ما رحتش ولا جيت ولا سالت عنها من قيمه سنه كده جالي واحد صاحبه وقال لي ان جوزي له مستحقات وانا لحد دلوقتي ما رحتش استلمتها فما اخذتش في بالي ولا رحت ولا جيت فلو انت تعرف حد يخلص لي الحوار ده ينوبك ثواب في واحده غلبانه زيي .
رد عليها بسام بوجه بشوش وقال لها:
_ جيتي في جمل يا ست سعاد انا اكتر معارفي من جوه الجيش اديني بس صوره البطاقه بتاعتك ،
ومعلش بردوا اديني رقم تليفونك علشان لو حبيت استفسر منك على حاجه ما اروحش لإيمان كل شويه وتيجي تسالك .
ردت عليه سعاد وقالت له:
_ تمام يا ابو مكه اديني رقمك وانا ارن عليك .
وفعلا تبادلوا الأرقام وفضلوا يتكلموا مع بعض في امور عامه لحد ما جت اخته وعرفها انهم خارجين ومش هيرجعوا الا متاخر علشان لما ترجع البيت ما تقلقش عليهم ووصاها على مكه وودعهم ومشي ،
كل تفكيره دلوقتي بقى في الست سعاد راح هو ووالدته المشوار وبعدين رجعوا بالليل كانت ايمان قاعده هي ومكه بياكلوا،
ومفيش نص ساعه ومكه نامت ووالدته هي كمان دخلت نامت،
قعد هو واخته مع بعض وكان عايز يسالها على سعاد ومحتار يبدا منين جواه عايز يعرف عنها كل حاجه ومستغرب من نفسه جدا مع انه بيتعامل مع ستات كثير في شركه الوطنيه اللي شغال فيها ما حدش لفت انتباهه زي الست سعاد ،
حمحن بصوت وقال لها ايمان ممكن اسالك سؤال :
هي ليه الست سعاد ما اتجوزتش بعد جوزها ما مات مع انها صغيره وحلوه ليه دفنت نفسها بالحياه كده ؟
ردت عليه ايمان وقالت له وهي شاكه ان في بوادر ارتياح من اخوها لسعاد وقالت له:
_ بصراحه يا بسام ابله سعاد عانت جدا بسبب الموضوع ده من الناس وهي مش متجوزه فما بالك بقى لو فكرت في الجواز ولا بناتها يرحموها ولا المجتمع هيسامحها المجتمع هنا بيحاسب الست اللي جوزها بيموت،
بيحاسبوها عن نفس وعن نظره وعلى الكلمه وعلى الخروجه وعلى كل حاجه ودوت اللي بتعاني منه الأبلة سعاد ومنغص عليها عيشتها فما بالك بقى لو فكرت في الجواز واتجوزت،
مش هتخلص من كلام الناس ولا همزهم ولا لمزهم عليها وعلى سمعتها وما تتصورش الابله سعاد بتخاف على سمعتها جدا مش عشانها بس علشان بناتها كمان .
رد عليها بسام وهو قلبه وجعه جدا عليها من كلام اخته وقال لها:
_ياه ده ست سعاد عانت جامد جدا،
ليه بيعملوا فيها كده وفي اي واحده ما كل واحد يسيب كل حد في حاله ،
مش كفايه الوحده اللي هي عايشه فيها بعد ما ربت بناتها وسمعت من ماما قبل كده انهم ما بيجولوهاش كثير ويعتبر ما بيسالوش عليها اصلا بجد حالتها تصعب على الكافر .
ردت عليه ايمان بتأثر وقالت له:
_ والله يا بسام حكيت لي انها قبل ما تفتح المكتبه دي كانت حياتها شبه الميتين بالضبط،
ولولا ان صاحبتها اقترحت عليها انها تفتح المكتبه وتشغل نفسها بيها كان زمانها جرى لها حاجه دلوقتي ،
ومن ساعه ما فتحت المكتبه وهي حاسه انها بني ادمه عايشه ليها احتياجات وعليها طلبات ومتطلبات تشوف الناس والناس بتشوفها،
وحست بارتياح شديد في حياتها وما بقتش تشغل بالها ولادها يسالوا ما يسالوش يجوا ما يجوش خلاص ما بقتش تطلب الاهتمام من حد بس برده حساها دايما تايهه وفي عالم تاني .
وفضلوا يتكلموا هم الاثنين عن سعاد وهو بيسجل في ذاكرته كل حاجه اخته بتقولها بالتفصيل وسابها تدخل تنام ،
وهو فضل يفكر في سعاد اللي شغلت باله وايقن خلاص ان قلبه بدا يدق لها وخلاص خلص اجازته بس كان كل يومين يروح المكتبه بحجه ان هو يطمن على اخته ويخترع اي موضوع يتكلم فيه مع سعاد،
ونفس الحكايه مع سعاد هي كمان زيها زي اي ست فرحت باهتمامه وحست انه بيكن لها مشاعر بس هي ما تقدرش تصرح بيها لاي حد ومستنياه هو اللي يبدا وقعدت تفكر مع نفسها وهي بتكلم نفسها وقالت:
_يا ترى يا سعاد اللي انت حاسه بيه واللي هو بيحاول يبينه لك صحيح؟
يا ترى يا سعيد لو طلع فعلا بيفكر فيك واخذ خطوه جديه ان هو يتجوزك انت هتوافقي ان انت تتجوزي ثاني بعد جوزك الله يرحمه؟
ويا ترى بناتك هيوافقوا !
ويا ترى الناس هتسيبك في حالك ؟
كل دي اسئله طرحتها سعاد مع نفسها وهي قاعده في ساعه صفا وتيقنت ان مشاعرها هي كمان بدات تتحرك تجاه بسام واثناء ما هي قاعده بتفكر لقيت رساله جايه على موبايلها فتحت الرساله لقيتها من رقم بسام ،
قلبها فضل يدق جامد لما قرات محتوى الرساله اللي كانت:
_ ازيك يا مدام سعاد عامله ايه؟
فكرت انها ترد عليه او ما تردش بس في النهايه هي استلمت الرساله فمن الذوق انها ترد عليه خاصه مع واحد ذوق وراجل زي بسام فردت عليه وقالت له :
_انا بخير ونعمه وفضل من الله يا استاذ بسام .
بعت لها رساله تانيه وقال لها:
_ انا ببعت لك علشان اطمنك ان انا خلصت لك الاوراق وعملت لك كل حاجه في صوره البطاقه واول ما الفلوس هتتحول باسمك على البنك هقول لك على طول تروحي تستلميها.
بعثت له رساله شكر وكان محتواها :
_بشكرك جدا يا ابو مكه والله انا لو ليا اخ مش هيعمل معايا ولا هيقف جنبي زي ما انت ما عملت ربنا يوقف لك ولاد الحلال يا رب .
وجعوا منها كلمه اخوها قوي وحس انه مش هيقدر يعدي لها الكلمه دي وفورا بعث لها:
_بصراحه كده يا سعاد مش هقول لك يا ست سعاد انا اتضايقت من وصفك ليا باني زي اخوكي،
معقوله ما حسيتيش بارتياحي ناحيتك !
وما حسيتيش من نظرة عيني اني بكن لك مشاعر كلها احترام ؟
وبصراحه اكثر انا نفسي نتعرف على بعض وندي لبعض فرصه يمكن كل واحد فينا يلاقي في الثاني اللي ناقصه في الحياه ويمكن احنا الاثنين نكمل بعض ونبقى كيان واحد .
وشها قلب الوان الطيف وهي قاعده مع نفسها وكانها عيله لسه في ثانوي بتحب جديد محتار ترد عليه ازاي وطال احتيارها مع نفسها وده قلقه،
فبعت لها رساله تانيه يشوف ليه هي ما ردتش على كلامه ،
معقوله يكون غلطان في إحساسه وانها حسيتش بيه فقال لها:
_ليه ما ردتيش عليا يا سعاد !
يا ترى أنا اتسرعت اني اعترفت لك بمشاعري او اني اقتحمت حياتك؟
وان انا مليش وجود فيها يا ريت نرد على بعض بصراحه ،
احنا مش مراهقين ولا صغيرين فعلشان كده الصراحه لازمن تكون هي مبدا حوارنا .
قرأت رسالته وبعدها فاقت وقررت ترد عليه علشان ما يفكرش ان هي مش عايزه تتكلم معايا وتجرح مشاعره وللاسف هي في اشد الاحتياج ليه ولوجوده جنبها زيه بالظبط،
فردت وقالت له:
_هرد عليك بصراحه انا كمان مرتاحه جدا في الكلام معاك بس انا عمري ما فكرت في مبدا الارتباط بعد وفاه جوزي الله يرحمه او بمعنى اصح كلام الناس عن الارمله ونظراتهم دايما بيخليني ما افكرش في الخطوة خالص،
ومش بس كلام الناس وكمان بناتي مش عايزه اصدمهم ولا احسسهم ان انا نسيت أبوهم وعايشة علي ذكراه الله يرحمه،
فالموضوع بالنسبه لي شبه مستحيل انا انكتب عليا أعيش وحيده واموت وحيده .
زعل جدا من جوايا عليها مصمم انه ما يسيبهاش ورد عليها وقال لها:
_ليه ما تديش لنفسك فرصه تعيشي حياتك وتحبي وتتحبي زيك زي اي ست ،
وخاصه ان انك لسه صغيره الناس ما بتسيبش حد في حاله ولا السليم ولا العيان ولا المتجوزه ولا المطلقه ،
ليه حاطه الناس في اعتبارك وتدفني نفسك جوه ذكرى مش هينوبك منها الا الألم النفسي اللي بيدمر .
وكمل وهو بيدغدع مشاعرها وقال لها:
_ انا محتاجك في حياتي وانت محتاجاني،
ليه تحطي ظروف المجتمع والناس قدامنا طالما ظروفي وظروفك تسمح ،
بصراحة ومن الاخر يا سعاد انا بحبك .
عمرها ما كان يجي في بالها ولا في خيالها انها تسمع الكلمه دي بعد موت جوزها الله يرحمه ،
كانت فاكره انها خلاص حياتها كده انتهت وانها مش هتدخل راجل ثاني في حياتها،
خاصه اني اتقدم لها كثير جدا وهي كانت بترفض على طول من غير تفكير ،
بس شعورها تجاه بسام مختلف جدا عن إللي كانوا بيتقدمولها وحست ان بسام ده العوض الجميل والفرصه اللي مش هتتعوض ،
واللي ربنا بعتها لها علشان كده هتفكر وهتحسبها كويس جدا قبل ما ترد عليه بس في النهايه قررت إنها هتعيش لنفسها وهتلحق الباقي من عمرها،
وهتوافق وهتواجه المجتمع وهتواجه الناس مش هتخاف من اي حد ولا حتى اولادها اللي مش بيسالوا عليها،
وردت عليه وقالت له :
_ممكن تسيبني افكر وتديني فرصتي ؟
قلبه انشرح من جواه وطالما قالت كلمه فرصه يبقى هتفكر وطالما هتفكر يبقى هي احساسها نفس احساسه بالظبط وطمن قلبي ورد عليها وقال لها:
_ ما تتاخريش على قلبي يا قلبي انا في انتظارك على احر من الجمر .
عجبها كلامه جدا طبيعي انها لما تحس ان حد بيحبها وحاسس بيها و مهتم بيها ان قلبها ينشغل،
فردت عليه وقالت له :
_كل شيء بأوان يابسام وعلي الله التساهيل .
وقفلت معاه وهي في دنيا تانية مش عايزة تفوق منها وترجع للدنيا المتوحشة إللي عايشة فيها .
فضلت سعاد تفكر كثير وكتير مش عايزه تاخد قرار مستعجل تندم عليه بعد كده،
بس هي خلاص قررت واستغرق التفكير ده معاها يجي اسبوعين كده،
وفي الاسبوعين دول ما كانش بسام مديها حريه التفكير من غير ما يشغلها كان لازم كل شويه يبعت لها رسائل يطمن عليها ولازم كانت ترد عليه عشان هو كمان قلبه يطمن ،
وخلاص سعاد قررت انها توافق وتواجه المجتمع ،
وبالليل وهي قاعده مع نفسها بتفكر اتصل عليها بسام ودي كان اول مره يرن عليها ردت عليه بعد ما رن شويه برقه وقالت له:
_ ازيك يا بسام عامل ايه؟
سمع صوتها كانه سيمفونيه جميله بيسمعها لاول مره ورد عليها وقال لها:
_ ياه اسم بسام طلع حلو قوي لما لسانك نطقه،
خلاص مش هتحني على الغلبان من الهجر والانتظار وكفايه كده اللي ضيعناه من عمرنا واحنا بعيد عن بعض،
انا بجد طول الاسبوعين اللي فاتوا دول بحلم باليوم اللي تتجمع فيه سوا مع بعض،
دابت سعاد من كلامه وهمسه وقالت له لاول مره بجرأة:
_انا خلاص قررتي يا بسام انا موافقه مش هسيب الناس تتحكم في اللي باقي من حياتي،
ونفس المشاعر اللي انت بتحسها من ناحيتي انا كمان بحسها من ناحيتك ودلوقتي تقدر تتقدم خطوه في علاقتنا ،
بس يا ترى والدتك هتوافق انا اكبر منك بثلاث سنين ؟
رد عليها بسام وقال لها :
_والدتي ست طيبه جدا واكيد ايمان بتحكي لك عليها كثير وبعدين ثلاث سنين بيني وبينك مش فرق أصلا ،
باذن الله انا راجع من السفر الاسبوع الجاي وهاخد خطوه جديه بس يا ريت تتكلمي مع بناتك وتعرفيهم ،
وخلي بالك يا سعاد انا مش هتنازل عنك لو هم فكروا يفرقوا ما بينا لازم تقفي لهم واقفه جامده وتفكري في نفسك وفي سعادتك اللي عمره ما بيفكروا فيها،
ردت عليه سعاد بقوه وقالت له :
_انا من النهارده مش هعمل حساب لحد غير لسعاد فقط لا غير .
واتصلت ببناتها وطلبت منهم يجوا لها بكرة في أمر ضروري وطبعا كالعادة اتحايلت عليهم ووافقوا بصعوبة ،
تاني يوم جم البنات واحفادها وكانت إيمان هي إللي هتقعد في المكتبة طول النهار ،
عملت أحلي غدا لبناتها وأحفادها وبعد الغدا وهما قاعدين بيشربوا الشاي قالت لهم سعاد بثبات من غير مقدمات :
_ أنا قررت إني هتجوز .
الاتنين انصدموا وردوا في صوت واحد :
_ تتجوزي!
تتجوزي إزاي يعني يا ماما وأنتي في السن ده ؟
قالتها نهال بنتها الكبيرة ، وكملت الصغيرة وقالت بغشومية:
_ إنتي جري لعقلك حاجة إنتي إزاي أصلا تفكري في حاجة زي دي إنتي أكيد اتجننتي ؟
غضب الدنيا كله اتجمع في سعاد وفجأة ضربت بنتها بالقلم وقالت لها:
_ إنتي إزاي تتكلمي معايا بالطريقة دي إنتي إللي شكلك اتجننتي!
وشاورت بإيديها في وشهم هما الاتنين وكملت:
_ لعلمكم أنا مش باخد رايكم أنا بعرفكم بس وبديكم خبر ،
إللي عايزة تقف جمب أمها ياأهلا وسهلا وجميلها هشيلوا علي راسي من فوق ،
وإللي مش عايزة الباب يفوت ميت جمل وبردوا عدم وقوفكم جمبي هشيلوا في قلبي ومش هنساه لكم ،
وكملت بدموع نزلت زي الشلالات علي وشها :
_ إنتوا إللي نسيتوا إني ليكم أم تسألوا عليها ،
نسيتوا إني إنسانة من لحم ودم وسايبني بين الأربع حيطان دول ومبتسألوش عليا إلا كل فين وفين .
راحت نهال عليها وحضنتها وباست إيديها وباست راسها تراضيها وقالت لها:
_ حقك عليا ياأمي أنا فعلاً مقصرة في حقك جامد وإذا كان ده قرارك أنا موافقة وهقف جمبك ،
أما الصغيرة أم قلب جامد قالت لها :
_ أنا بقي مش موافقة ومش مسامحاكي علي إللي هتعمليه ،
وراحت واخدة ولادها ومشيت ،
وعدي شهر علي الأحداث دي وكان فيهم بسام اتقدم لها هو والداته وأخته واتفقوا أنهم هيكتبوا الكتاب علطول بعد شهر من دلوقتي ،
وخلاص الشهر خلص والنهاردة كتب كتابهم ،
وطبعاً سعاد مخلصتش من غمز وهمز الناس عليها وتريقتها في الرايحة والجاية ولكنها لا تبالي ،
وانكتب كتابهم في حضور صاحبتها أم هاني إللي فرحت لها من قلبها ،
وأخدها بسام وسافروا الغردقة علطول يقعدوا اسبوع،
وبعد ماوصلوا واقفين الاتنين علي البحر وهو ماسك إيديها وباصص في عينيها :
_ أنا مش مصدق نفسي إن إنتي بين إيديا وبقيتي ملكي ومراتي ،
متتصوريش حلمت بلحظة ضمتك لقلبي دي قد إيه ياسعاد القلب والروح ،
ومسك إيديها ورفعهم عند شفايفه وباسهم برقة ، وقال لها :
_ بحبك ياقلبي وياعمري وياكل إللي فات من حياتي وكل اللي جاي .
ردت عليه سعاد بنفس الهمس وبرقة:
_ أنا كمان بحبك يابسام ياعوض قلبي عن الأحزان وياحلم عمري اللي جاي ،
ربنا يخليك لقلبي يانبض قلبي.
وكملت سعاد وبسام حياتهم في هدوء وراحة وسعادة ونفضوا عن دماغهم كلام الناس اللي مبيسبش حد في حاله ،
ليه الناس تحكم على الأرملة بالموت بعد موت جوزها ؟
ليه يكتموا علي أنفاسها ويحاسبوها علي النفس إللي بتخرجوا ويعدوه عليها ؟
ليه لما تيجي تتجوز يحرموا عليها شرع ربنا إللي بتعف بيه نفسها وگأن بجوازها كدة عملت جريمة ؟
مجتمع عقيم بأفكار عقيمة للأسف ممكن توصل الإنسان للإنتحار ،
علشان كدة كل إنسان لازم يفكر في إللي يسعده هو وبس طالما مبيغضبش ربنا ويسيب إللي يتكلم يتكلم وإللي ينتقد ينتقد .
وخلصت حكايتنا ضل راجل
#فاطيما_يوسف