منوعات

بقلم سولييه نصار ج 2

ابتسم له مراد وقال:
-وانا معايا مبلغ في البنك خد منه نصه لحد ما امورك تتضبط …
كاد آسر أن يعترض إلا أن مراد أوقفه وقال:
-انا مستورة معايا الحمدلله الشغل ماشي الايام دي حلو اووي وغير كده استقريت اخيرا ..انت خد الفلوس ولما الدنيا تتضبط معاك رجعهم ماشي ؟!
عانق أسر شقيقه وقال:
-ربنا يخليك ليا يارب ..
………….
عندما أسدل الليل ستائره وذهب الجميع لينام …
كانت منار جالسة على الفراش بعد أن ناما الطفلتان …
اقترب مراد منها وجلس بجوارها وقال:
-آسر هيسافر بكرة ..
نظرت إليه وقالت:
-صعبانة عليا مراته عاشت النهاردة مأساه …
-عندك حق ..
قالها بأسف ثم أكمل :
-انا هديله نص الفلوس اللي معايا في البنك لحد بس ما يضبط أموره …
ابتسمت منار له وقالت:
-خير ما عملت ربنا يوفقه…
-أي واحدة غيرك كان ممكن تتضايق ..
هزت كتفها وقالت:
-وليه اتضايق…انتوا دم واحد ولازم تساعدوا بعض …
ثم.صمتت وهي تشعر بالدموع تتجمع بعينيها بينما تتذكر ما فعلته مع سالم …
ابتسم لها مراد وهو يتلمس وجنتها ويقول:
-عشان كده انا بحبك يا منار …
ثم اقترب منها بنية تقبيلها الا انها نهضت وابتعدت عنه وجلست على المقعد الصغير بجوار الفراش …
اقترب منها وجثا على ركبتيه وهو يمسك كفها ويقبله بلطف ويقول:
-ما تنسى يا منار وخلينا نعيش حياتنا …
هزت رأسها بأسف وقالت:
-للأسف يا مراد مش كل حاجة قابلة للنسيان…في حاجات بتتحفر في القلب صعب انساها !!
-مش ملاحظة اني بحارب وبحاول ارضيكي وأنتِ مش مدياني أي فرصة يا منار ؟!
قالها مراد بصوت هادئ ولكن من داخله كان ابعد عن الهدوء …نظرت إليه ببرود وقالت:
-أنت مش قولت انك هتحارب ومش هتستسلم ايه اللي حصل ؟!
-طيب ما أنا بحارب …بس أنتِ بتسدي كل الطرق عليا …ساعديني لو سمحتي …أنتِ كده بتدمري.حياتنا !!
نهضت منار وقالت بإنفعال ؛
-انا…أنا اللي دمرت حياتنا ولا انت …انت اللي اتجوزت عليا ودخلت واحدة تانية حياتنا …واحدة انت بلسانك قولتيلي انك.بتحبها…مديت ايديك عليا عشانها …انت ازاي متوقع اني اسامحك بسهولة قولي ازاي ؟!
هز رأسه بيأس وقال:
-بس احنا كده بنوقف حياتنا يا منار …أنا عرفت غلطي وبصلح الموضوع…فساعديني شوية …
رفعت رأسها وقالت:
-انا لا هساعد ولا هحارب …حاربت كتير عشانك…ودلوقتي ده دورك !!!
ثم نهضت وتركته متجهة إلى الفراش لتنـ,ـام…
……..
في اليوم التالي…
-لا لا يا بابا سيبني …
قالتها هنا بخوف لوالدها الذي يجرها خلفه …فهو ما أن عرف بطلاقها من مراد أتى مسرعا ليعيدها الى المنزل …
-تقعدي هنا ليه يا بت ؟!ما خلاص طلقك…ملكيش حاجة هنا عشان تقعدي…
-أستاذ علاء خلينا بس …
تدخل.وائل ولكن علاء قال بغلظة:
-لو سمحت ملكش دعوة ..هي دي الأمانة …ولدك يطلق بنتي …بس انا قريب هجوزها لسيد سيده وابقوا قابلوني لو قدرتوا تشوفوا الولد …
ثم جذب ابنته وحفيده خلفه ولكن فجأة توقف وهو يرى مراد أمامه يقول بقوة :
-على جثتي هنا تخرج من هنا !!!!
يتبع
رفقا_بي_يا_قاتلي
سولييه_نصار
الفصل السادس والعشرون(وسقط القناع)
كم تبدو جميلة عينيكِ كلما أنظر إليهما أغرق ولا سبيل للنجاه!
……….
-أنت مش هتاخد هنا من هنا !!!
قالها مراد بقوة وهو ينظر لعلاء….اشتعلت النيران بعيني علاء وصـ,ـرخ به؛
-وأنت مالك …أنت مش طلـ,ـقتها ؟ مالك بيها بقا سيبها في حالها !!
ثم وجه كلامه لابنته وقال :
-يالا يا بنت نمشي من هنا …تخلص بس عدتك وهجوزك ويوروني ازاي حد ممكن يمنعني …
وكاد بالفعل ان يذهب إلا أن مراد عاد ووقف في وجهه وفي عينيه إصرار غريب وقال:
-استاذ علاء قولتلك لا هنا ولا ابنها هيخرجوا من هنا !!!
-أنت بأي حق تتحكم في بنتي …انت مش طلـ,ـقتها خلاص ؟!ولا غيرت رأيك وعايز تردها ؟!
نظرت هنا الى مراد بلهفة …تمنت أن يكون جوابه نعم …تمنت أن يسحبها من يد والدها ويحميها. ..تمنت أن يعود إليها ويخبرها أن طلاقه لها كان أكبر خطأ ارتكبه بحياته …ولكن مراد نسف آمالها عندما قال:
-انا صحيح طلقت هنا …بس هي أرملة اخويا وابنها ابن اخويا وهتعيش في بيت اخويا معززة مكرمة وانا اللي هتولى مصاريفها أنا وابويا …
طفرت الدموع من عيني هنا ونظرت إلى الأرض وهي تشعر بالإختناق …لماذا يدافع عنها إذا كان لا يحبها ….ولكن ربما هو يحبها ولم يدرك الأمر حتى الآن …
-انا بضيع وقتي معاك!!!بنتي هتخرج من هنا وريني ازاي هتمنعني …
ابتسم مراد في وجهه وقال بإستفزاز:
-هو أنا بصراحة اقدر امنعك يا عمي …يعني مثلا بنتك دي تشهد انك كنت بتضربها …والعلامات اللي على كتفها دليل على كده
بهت وجه علاء قليلا ليكمل مراد بإبتسامة شريرة :
-متنساش اني محامي وفي جلستين بس اجبلك حكم محصلش …ايه رايك ؟!
-أنت بتهددني؟!!
صرخ علاء بوجهه ليهز مراد رأسه ويقول:
-بالضبط …أنا بهددك وبقولك هنا مش هتطلع من هنا …كفاية بقا اللي عملته في بنتك اتقي الله هتتسأل عليها دي …من النهاردة محدش هيجبرها على حاجة …هي الوحيدة اللي هتقرر حياتها هتمشي ازاي …وبالنسبة لمصاريفها هي وابنها متقلقش أنت مش هتشيل مليم …عمر لحد ما يكبر هتبقي مصاريفه عليا أنا وجده …
-الموضوع مش هيخلص هنا يا مراد !!
قالها علاء بخشونة فرد مراد:
-لا يا عمي الموضوع انتهى هنا …تقدر في اي وقت تيجي وتشوف بنتك وهي في اي وقت لا حبت تزوركم براحتها ..لكن هنا وابنها هيفضلوا هنا
ابتسم علاء بسخرية وقال:
-وأنت برضه هتفضل هنا في نفس البيت !!قولي بقا ازاي هتعيش في نفس البيت اللي طليقتك فيه ؟!
-لا انا اخدت بيت تاني ونقلت من هنا يعني أمان متخافش …هنا هتفضل مع حماتها وحماها محدش هيزعجها انا اضمنلك كده …وده وعد مني !
……………
في بيت سالم ….
-ابعد عني يا سالم أنا مش بكلمك !!
قالتها حنان بضـ,ـيق وهي تبعده عنها ثم أمسكت طبق الفاكهة الخاصة بها وبدأت بأكله…تنهد.سالم وقال:
-برضه مش عايزة تكلميني ؟!
وضعت كفها على بطنها المنتفخ وقالت؛
-ما انت اللي رافض تكتب البيت بإسم أم ابنك يا سالم …خلاص عرفت معزتي.عندك….طلب بسيط طلبته مش قادر تنفذه ..
ابتسم وهو ينحني ويقبل بطنها وقال بعشق:
-وانا مقدرش ارفض طلب ام ابني…
ثم أكمل وهو يسحب حقيبة كبيرة نسبيا وأخرج بضـ,ـعة اوراق وقال:
-البيت بقا بإسمك يا حبيبتي …
أمسكت الورق ونظرت إليه بعينين متسعة وقالت :
-يا حبيبي يا سالم بحبك اووي….
ثم ضمته بقوة وهي تقبـ,ـله على جميع أنحاء وجهه
………..
أمام المدرسة التي تجري بها منار المقابلة …
كان يقف مراد ينتظرها بإبتسامة جميلة على ثغره …فبعد أن أوصل شقيقه وزوجته للمحطة قرر أن يأتي ويرى ماذا ستفعل ….
فجأة انتبه وهي تخرج من المدرسة …كانت ترتدي ملابس رسمية تليق عليها كثيرا…سترة سوداء طويلة وبنطال اسود وحجاب باللون الأحمر …كانت تبدو رائعة الجمال بشكل سلب لبه…عندما اكتشف أنه يحبها أصبح يتفرس كثيرا في ملامحها ويعترف أنها اجمل امرأة في الوجود ..
اقترب منها مبتسما وقال:
-ها عملتي ايه ؟!
-كويس …قالوا هيتصلوا بيا ..بس باين كده هـ,ـتقبل…
شد على كفها بلطف وقال:
-مبروك يا حبيبي مقدما …وبالمناسبة الحلوة دي هنروح ناخد الاولاد من الحضانة ونحتفل ايه رايك ؟!
ابتسمت وهزت رأسها ليسحبها خلفه ويدخلها سيارته ثم يركب بجوارها وهو يساعدها في وضع الحزام وقبل أن يبتعد اخيرا وضع قبلة على وجنتها …
-مراد عيب اللي بتعمله !!
قالتها بإرتباك وهي تضع كفها على وجنتها بينها اللون الأحمر يلون وجهها ليبتسم لها مراد بحب وينطلق بها !!
……….
مر شهر ….
والوضع لم يتغير كثيراً بين مراد ومنار …مراد ما زال يحارب لاستعادتها …يفعل كل شئ لكى ترضى عنه…يجلب لها الازهار …يخبرها أنه يحبها بمئات الطرق ….يدللها …ولن تنكر الأمر أنها سعيدة …تشعر وكأنه يداوي أنوثتها المجروحة على يده …وحتى أنها استقرت في عملها الجديد بالمدرسة وكان هو أول داعم لها …لم تعد تذهب لمنزل حـ,ـماها رغم اتصالات حماتها الكثيرة وطلبها المستمر ان تأتي وتراها ولكن منار كانت ترفض بإصرار فقط زوجها وبناتها من يذهبون ورغم أن مراد طلب منها كثيرا أن تأتي ولكنها كانت ترفض وهو لم يضغط عليها …ورفضها بسبب وجود هنا هناك…هي لم تتجاوز الأمر بعد.!!..وهذا هو السبب أنها لم تسامح مراد حتى الآن …تعذبه ..نعم هي تعترف بهذا …كلما حاول الاقتراب منها تبعده بإصرار ولكنه بالفعل يصبر عليها …لا يضغط عليها كثيراً..ولكن إلى متى سوف يصبر …ومتى هي سوف تنسى …هي حقا لا تعرف !!
……………
في منزل عائلة المنصوري ….

انت في الصفحة 19 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل